فتاة غير عاديه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يسري راغب
    أديب وكاتب
    • 22-07-2008
    • 6247

    #31
    حالة حب
    2
    ---------
    صمتت ودمعت عيناها الساحرتان , وهمست قائلة : لماذا لا تضمني ..؟ لماذا تحب الثرثرة والعتاب ..؟ أنني بحاجة إلى العناق .. بحاجة إلى الحب معك دائما .. ربما لو ارتوينا بالقبلات .. ستجد حلا .. ربما تجد حلا .. لا تقطع عني لمسات يديك .. وقوة ذراعيك ..!! وكلما تسنح الفرصة لا نفرادنا لا تتركني اذهب دون أن نمارس الحب العصري .. مارسه بعنف وقوة .. فأنت لا تكرر الفعلة ذاتها .. دائما متغير .. تجدد في كل شئ .. أحبك لأنك لست أنت الواحد الذي أحب روحه وعقله .. بل لأنك أيضا كل الذين تعرفت عليهم من خلال أفعال الحب التي قمنا بها سوية .. هل تذكرها ..؟ لقد قلت لي أنك تحتفظ بسجل كامل عن مرات الحب التي تعانقنا خلالها .. أحب أن اقرأها .. وصفك لها مثير .. كلما اقرأه أشعر بالنشوة ذاتها .. بالحرارة نفسها .. هكذا أنا ملكك .. وأنت الذي تثور دوما وتبتعد ..!! ولن أتركك هذه المرة تثور .. قبل أن تمارس الحب بطريقة أخرى .

    ------------------------------------
    فقلت بكبرياء :
    لم يكن حبي لك عبثا ولم تكن لمساتي شهوة ولم تكن قبلاتي نزوة كان كل شئ يتم رغما عن إرادتي .. ولم أكن أخطط لشئ .. أو أدبر لفعل من الأفعال .. إنما هو الحب الذي يحركني دوما .. تلك الأحاسيس التي تجعلني أكثر قوة من غيري .. وهذه المشاعر التي تقودني إلى الإبداع في كل الأشياء عندك .. دون إرادة مني .. بدأت بتقبيل يديك , ولثم كفيك وامتصاص أصابعك وبالحب وحده امتدت يداي إلى ذراعيك .. وارتفعت إلى وجنتيك وحاجبيك وبدأت أغرزها بين خصلات شعرك الغجري .. وكان لا بد أن تتشابك الشفتين وعشت معك مرحلة متطورة من الحب , كانت يداي تمارسان فيها طقوس الحب العذري في لحظات الانصهار العذري .. نعم الحب العذري .. لأنه حقيقي رغم الملامسة والمداعبة والتقبيل ...!!
    لم يكن يوما من الأيام نزوة , أو شهوة , ولم يكن بعدا عن الرومانسية , بل كان للرومانسية وإظهارا كبيرا في معانيها الدافئة عندما ينمو الحب ويصل إلى درجة ساخنة , لا يعد معها بالإمكان السيطرة على السلوك العاطفي , وسط لجة المشاعر الرقيقة .. وضجيج الأحاسيس الدافئة .. التي كانت تحكم علي تصرفاتنا وسلوكياتنا معا ..!! لقد بدأت معك بشخص الزميل الطيب .. ثم الزميل الصديق .. ثم الصديق المثالي .ز ثم الصديق المعجب .. إلى أن وصلت إلى درجة المحب وتطورت شخصية الحبيب .. بدءا بالحبيب الرومانسي .. إلى الحبيب الدافئ .. والحبيب الشاعر .. ثم وصلت إلى الحبيب الغيور .. ثم الحبيب العنيف . والحبيب القاسي .. لا شئ يقسو إلا لكونه يريد أن يمتلك .. ويغار عليك إلى درجة الشك الذي يقطع الود لفترة ولا يقطع الحب أبدآ .

    تعليق

    • يسري راغب
      أديب وكاتب
      • 22-07-2008
      • 6247

      #32
      حالة حب
      3
      -----------
      وردت قائلة :
      وبدأت تلعب بذيلك .. وكما عذبتني بشكك في إخلاصي وحبي .. عذبتني أن أراك تلاحق غيري .. لقد فقت الثقة بالرجال .. وبالحب .. ولم أعد اعترف بأن هناك شئ اسمه الحب الحقيقي دون أغراض ..!! ومع هذا فقد وجدت نفسي ضائعة بعيدة عنك .. وعندما سنحت أول فرصة لعودتك إلى , لم أبخل عليك , وكنت رجلا مختلفا في هذه المرة .. رجل أرى ملامح التجربة في عينيه وفي كلماته .. هل تذكر ..؟؟ عندما بدأنا بالعناق .. وانتهينا بالعناق ..!! لم أكن قادرة على مقاومة رغباتك .. لقد ابتعدت عني طويلا وأنا في شوق إليك .. وقلت لي نفس الكلام .. وعبرت لي عن الشوق والحب .. وعاد الوصال .. وكان كل شئ ساخنا .. وفوجئت بتلك السخونة في علاقتك معي .. وهزني ذلك .. إذن فقد تغير حبيبي الرومانسي الشفاف .. وأصبح يجيد ممارسة الحب العصري .. لقد شعرت بأنك تريدني لشهواتك ونزواتك .. وإنك تبحث عندي عن الجسد فقط .. وهذا يعني بالنسبة لي إنك تخدعني .. وإذا قبلت خداع العالم كله لي .. فلم أقبل الخداع منك .. فلم أرغب في استمرار القصة بيننا .
      لكنني أحبتك بشكل آخر .. وأحبك علي أي حال وعلي كل حال .. إلا أنني لم أحب أن أمارس الحب معك وأنا أشك في قيمة ذلك الشئ الذي نفعله .. هل هو حب حقيقي ..؟ أم هو شهوة تسيطر عليك وتريد أن تثبت من خلالها رجولتك معي ..؟؟

      --------------------------
      قلت وأنا أخذ يديها بين يدي ..
      عندما بدأ الحب بيننا , لم يكن هناك ما يفرق بيننا .. فقد كنت في المرحلة الأولى من حياتك العملية .. فتاة عادية طموحها محدود في رجل مناسب يحبها وتحبه .. وكنت أنا مثالا للحبيب الرومانسي .. كما كنت مثالا للحبيبة الرومانسية .. ولكنني بدأت أشك في قوة هذا الحب بيننا .. وقد تقدمت نحو صفوف أرقي وأعلى في الحياة العلمية .. واتسعت دائرة علاقات الإنسانية .. وأصبح الكل ينظر إليك بشغف ويتطلع نحوك باشتهاء .. وقد ساعدت رقتك ونعومتك ورومانسيتك , على تشجيع الكثيرين منهم في طلب ودك .. وهذا زاد من غيرتي عليك .. وأنت بشفافيتك لم تفهمي سببا لغيرتي سوى التهرب من مسئولية الحب الرومانسي .. وأنا لم أفهم من نجاحك العلمي سوى رفضك لحبي الرومانسي .. وهكذا افترقنا .. وبشوق عدنا .. ومع العودة كان الشك يدور في رأسي .. واسأل نفسي : هل تحبني أم تحب حبي لها ..؟؟ وكانت الإجابة على هذا السؤال يحتاج إلى إثبات ودليل , لذا نظرت إليك باشتهاء كله حب حقيقي ..!! فكان قمة الحب ذلك الذي يأتي بالعناق بعد الشوق , وعدم الثقة سببا لجنوني الذي جعلك تبتعدين لفترة أخرى .. وأنت تشكين في مدى صدقي ونبل مشاعري تجاهك .. وأنا أبحث عن دليل لحبك لي ..!!

      تعليق

      • يسري راغب
        أديب وكاتب
        • 22-07-2008
        • 6247

        #33
        حالة حب
        4
        ---------
        قالت وهي مستسلمة للمساتي وقبلاتي :
        كان يغيظني ذك الشك .. فماذا تريد مني دليلا أكثر ؟؟
        أعطيتك كل ما تشتهي عندي ..
        ولم أكن راضية عن أسلوبك وطريقتك في التهامي بشكل يومي بعد تلك الغيبة ..
        صدقني لقد أزعجني أن أراك تتغير دفعة واحدة ..
        لكني الآن أيقنت من حبك لي ..
        وتأكدت أنك تريدني لذاتي ..
        وأحب أن أجرب حياة الحب بأكملها معك قبل أن نتزوج ؟؟
        أم نكتفي بهذا القسط الوافر من الحب بيننا فأنا وأنت والله ثالثنا ..
        لا نحتاج لعقد زواج ما دام الحب يجمعنا ..
        وإذا شعرنا أن الزواج ملاذنا ومرادنا ,
        فلن يبقي أمامنا سوى المأذون والشهود والعرس المشهور ..
        وقفزت إلى حضني ,
        وأنا أضمها إلي في عناق عنيف , ورومانسي .

        تعليق

        • يسري راغب
          أديب وكاتب
          • 22-07-2008
          • 6247

          #34
          المواجهة الساخنة
          اشتد الحوار ، وتهدج صوتها وهي تسمع مني عبارات التعرية عما تخفيه عن الناس وقالت لي بحدة وغضب :
          الأفراد كما الدول لا تتعامل بمنطق المودة والمثل ، وتحكم علاقاتها المصالح فقط !!!
          شي غريب وجديد ، السياسة تقتحم جدران نفوسنا ، وترخي العلاقات الدولية بظلالها على العلاقات الانسانيه المتبادلة ، ويصبح مابين الأفراد المصالح أساس ، الحق والخير ، والجمال !!
          هكذا الدنيا في عصرنا ، لم يعد للمثالية والأخلاق مكانا فيها !!!
          ولكني مندهش ، مستغرب لك ، مادمت لا تؤمنين إلا بالمصالح والمنافع المتبادلة ، فلم تظهرين علينا ، وكأنك ملاك من السماء ، هبط إلى الأرض ، وأنت تخفين بداخلك ، عقل الشيطان !!!
          هذا هو قانون العصر ، وتلك هي لعبته !!!
          إنها الهمجية ذاتها ، وشريعة الغاب بين الحيوانات !!!
          يا حبيبي : أنت خيالي ، ومثالي وهذا ما يتعب عقلك وقلبك !!
          ها أنت تنطقين أخيرا ، بكلمة : حبيبي !!!
          إنها كلمه بلا معنى ، أقولها لأوقظ النائمين أمثالك ، عادة !!!
          يا الله ، ما أيشعك ، لهذه الدرجة ، تحول الحمل الوديع فيك ، إلى أسد كاسر ، وبات الحب عندك ، كلمة سوقيه متداولة ، لمجرد التعبير عن حالة تأفف ، أو دهشة غاضبه !!!
          الحب ..الحب ، ما هذا الحب ؟ انه ترف الأغنياء وفرحة الفقراء !!
          تعريف جديد لعلاقة إنسانية سامية ، لا أفهمه ، ولن استوعبه !!
          لكي تفهم : انظر إلى العالم حولنا ، الدول الغنية ، ولو كانت صغيره مستضعفه ، الكل يلهث خلفها ، ويعبر عن حبه لها ، وهي ذاتها وبثرائها ، قادرة على شراء البشر والشجر ، وإنتاج الثمر وتحويل الرمال الصفر إلى حدائق مزهرة خضراء زاهية !!!
          لقد أصبحت فيلسوفه الأغنياء ، فما هو الحال مع الفقراء ؟!!
          الأمر واضح وبسيط ، الفقراء فقراء ، يبحثون دائما عن المساعدات والمنح والمعونات , ولا تجد دولة غنية تصادق دولة فقيرة ، فالدول المعدمة تصادق بعضها ، يتقاسمون الهموم والآلام ويلعنوا الدول الغنية ، صباح ، مساء ، كما الفقراء من الأفراد ، حيث لا تتزوج الفقيرة إلا فقيرا مثلها ، وإذا فكر الفقير في الزواج من الغنية ، فلا بد أن تكون معيبة في خلقها أو خلقها لترضى بفقير زوجا لها ،والغني إن تزوج فقيرة، فان أهله لن يقبلوا بها بينهم !!
          نظريه اقتصاديه في الحب ، تدرس الآن في العلاقات الدولية المعاصرة بين الأمم ، بقصد تجيير العالم الفقير ، للتبعية تحت مسمى العولمة ، أو الفوضى المدمرة للدول الفقيرة المعارضة !!
          أنا لا أفهم في السياسة والاقتصاد ، لكني درست علم الاجتماع ،وهنا أتكلم عنك وعني ، عن الطبقة المتوسطة ، المتعلمة والمثقفة ، الباحثة عن الثراء ، الهاربة من الفقر والفقراء ، ما هو مفهوم الحب عندنا ؟ هو في النهاية جزء من ثقافتنا المتطلعة إلى الأفضل ، أحبك لأنك تحبني ، وتحبني لجمالي ، أو لصفات معينه تميزني عن غيري ، لكنها في النهاية ، تمثل منفعة لك ، وستجد الحب محكوما في النهاية لعناصر ومتطلبات ماديه ، لكي يستمر !!
          لم أفهم قصدك ، لأن بعضا منه ، شدني إليك , فأحببتك !!!
          مثلا ، أقول مثلا ، أنت تناديني بحبيبتي ، على الفور أتفاعل معك ، ولكنني بعد لحظات ، لا أجد لها تأثيرا قهريا على نفسي ، ولا تشكل أي آثار حسنة كانت أو سيئة ، سلبية أو ايجابيه ، كلمة من حقك أن تقولها ومن حقي أن ارفضها أو اقبلها ، ولكني بالتأكيد اهتم بها وأناقشها مع نفسي ، فيمتد قبولها ن لساعة ، أو لسهرة ، أو ليوم وليله ، وقد يطول اهتمامي بها ، أسبوعا وشهرا ، حسب حاجتي إليها ، ولكنها لن تكون قيدا علي ، ملزمة لي بعلاقة تأسرني ، فالحب العصري ، حاجه تحقيقها يحقق منفعة ، وإذا انتهت الحاجة إليها انتهت ، وباتت ذكرى ، بالنسبة لي ، أتعمد نسيانها !!!
          حقيقة ، أنت شيطانه ، قد تدمر إنسانا ،نطق بكلمة الحب أمامك ، وتجاوبت معها ، لساعة أو لسهرة أو لليله ، ثم رفضت الحب كله فما الذي سيكون حال المحب ؟ سينهار وتسحق إرادته !!!
          أنا غير مسئوله عن ضعف إرادته ، وكان عليه أن يأخذ حذره !!! إن كلامك يعني انك قد تتوددين لشخص ما ، وللحظه زمنيه ، تشعرين خلالها بحاجتك إليه ،ثم تبتعدين عنه بعد قضاء حاجتك ؟؟
          هو المسئول عن غبائه عندما بدا علاقته معي ، دون أن يعرفني جيدا ، أو يتعرف على شخصيتي ، فأنا فتاة عصريه ، احتاج الحب وعلى من يحبني ، أن يكون عصريا مثلي ، يطور نفسه ، ويغير في سلوكه ، ويقنعني دائما انه الأفضل بالنسبة لي !!!
          أنت تعيشين في برج نرجسيتك العالي ، وتحيطين نفسك بأسوار الأنانية القائمة على قانون الحاجة والمنفعة السائدة بين الدول الاستكباريه ، التي تبيع وتشتري في الدول الفقيرة ، وتدفعها للتقاتل بينها ، ومثلك قد تتقرب دولة عظيمه وتتودد لدولة صغيره لكي تكسر أنفها أو انف دول أخرى معاديه لها ،ثم تضع عليها الديون والقروض بفوائدها ، وتستمر في إذلالها إلى ما لا نهاية ، هكذا أنت ، امبرياليه الطبع والتطبع ، وتحولين علاقات الأفراد إلى علاقات منفعة ، قاسيه ، فهل هذه هي العولمة العاطفية ؟؟؟
          إذا لم يكن الحبيب قادرا على إرضاء حبيبته ، فعليه أن يقبل بعيوبها ، بفلسفتها في الحياة ، وربما يغيرها ، وربما تغيره !!!
          هذا مفهوم الأقوياء مع الضعفاء ، ولن يكون للحب دخلا بين النقيضين ، بل هي المذلة والهوان ، وأنا أفضل الموت ، على الإذلال ، وربما علاقتي المتناقضة مع مزاجية مثلك ، جعلتني أفهم الآن ، لماذا يفضل البعض الشهادة على الحياة ، في صراع الأمم ،
          كيف لي أن اقبل بحبيبة تراقص غيري في المساء ، وتقبل غزل المدير في الصباح ، وتواعد دون جوان في شقته ، وتسرح في الطرقات مع رابع داخل سيارته ، وتمنحني وقتا عابرا لتسمع مني الأشعار ، وكأنني المطهر لخطاياها السابقة كلها ، فأعطيها صك البراءة والعفاف ، ويبقى راضيا دون أن تهتز أعصابه ، أو يغار ، فيرتجف ،ثم ينتقم ، لن افعلها ، مهما كان حبي كبيرا لك !!!!!
          ولكنك لا تستطيع المقاومة فأنا قادرة على إعادتك إلي دائما !!!
          القوي دائما يفعل ما يحلو له بين الدول !!!
          الأفراد كما الدول ، العلاقات بينهم تباع وتشترى !!!

          تعليق

          • يسري راغب
            أديب وكاتب
            • 22-07-2008
            • 6247

            #35
            حوار الطر شان
            سألتني بدلال :-
            أين أنت أيها الظمآن ؟
            فأجبتها بانكسار :-
            أنا هنا أعيش ، كما يعيش ، كل الناس
            لماذا تقاطعني ولا تأت لتغازلني ؟
            يئست منك ومن الحديث معك ، والكلام عنك
            لماذا يا رجل ، وأنت عاشق ولهان ؟
            أنا مغرم شديد الصبابة ، نعم ، لكنني فاضل ، أعادي الرذيلة
            وهل أنا الرذيلة يا مجنون ؟
            أنا مجنون لأني جربت الحب مع ساقطة
            لا أسمح لك ، وإياك أن تتجاوز حدودك معي ؟
            لا يهمني أن تسمحي أو لا تسمحي ، فما عدت أهتم بك
            هل كرهتني إلى هذا الحد ؟
            أنا لا أستطيع أن أكرهك ، ولكني أكره نرجسيتك
            أنا نرجسيه ، الله يسامحك ؟
            لا تحاولي ، لقد مللت تصرفاتك كلها ، وكفاني جنونا معك
            مثل ما بدك ،وإياك تقرب لعندي أو تكلمني،
            وزاغت عيناه ، وهي تعطيه ظهرها ، ولم يتماسك فهتف مناديا :
            ليلى ؟
            فتوقفت لتدير وجهها إليه ثانية ، وقالت بهمسة رقيقة ناعمة :
            شو بدك ؟
            لا تصدقي كلمة قلتها ، فأنا فارسك المطيع , وحارسك الأمين
            آنت ظلمتني كثير ، وأنا قلبي طيب ، وبأ سامحك
            أنا مجنون ، وأبله ، ومعتوه
            وأخذ بكفيها بين كفيه وانحنى يقبلهما بعشق وعبودية المحب الولهان ، الذي يعلن التوبة والغفران في حوار مكرر وأشبه بحوار الأطرشان اللذان لا يسمعان ما قيل ويقال باللسان .
            الكاتب/ يسري راغب شراب

            تعليق

            • يسري راغب
              أديب وكاتب
              • 22-07-2008
              • 6247

              #36
              البطاقة الوردية
              هل تسلمت البطاقة التي أرسلتها إليك ؟
              تسلمتها ولم تعجبني فمزقتها
              ولماذا لم تعجبك أيها الشقي ؟
              أنا لا أريد بطاقة دعوه لمحاضرة ثقافيه ، أصنعها، بل أريد بطاقة دعوه إلى سهرة في أحد الفنادق الفخمة ، أو إلى رحلة سياحية على مركب ، ومستعد أن أدفع ثمنها ، بشرط أن تكون هناك بطاقة ثانيه لك ، لكي نلهو ونرقص سويه .
              ما أقواك ! تريد أن ترقص وتلهو معي يا مكار؟ أنا أعرفك جيدا ، أنت تريد أن تختبرني ، فلو أرسلت إليك ، بطاقة لحفله راقصه سترفضها ، وتفلسف الدعوة إلى أمور فكريه واجتماعيه وتنقلب الدعوة علي غما وهما ، في محاضرة عن القيم والأخلاق التي ضيعتها، أنا أعرفك؟
              معك حق ، تلك مشكلتي ، فساعديني على حلها !
              إذا نصحتك سيرتفع صوتك وسوطك علي !!
              أنا لا أرفع صوتي وسوطي إلا إذا أرسلت لي بطاقات الفكر والأدب وأرسلت لغيري بطاقات اللهو والرقص ، هذا ما يجنني !!
              عدنا إلى الغيرة والشك ، وأنا آسفة على أنني أرسلت إليك بطاقة ، ولن أفعلها مرة أخرى !!!
              الكاتب / يسري راغب شراب

              تعليق

              • يسري راغب
                أديب وكاتب
                • 22-07-2008
                • 6247

                #37
                ايا حبا لا اداريه
                ------------
                لمياء
                في الدينا , اسم .. للكل اسميه ..
                عزف وأغنية
                بين الأسماء أشدو به واتيه ..
                اسم في القلب
                محفور ليل نهار أناجيه ..
                رقة في المعني
                ولكل الأحباب اسميه ..
                شمس النهار
                تخشى علي من حب أداريه
                وهي الشمس
                في طلعتها تخطر علينا وتتيه .
                وكسوف الشمس
                رسالة الحب الذي أحميه
                وإشراقة الشمس ,
                ملك المحبين يا حبا أداريه
                اللحن يضيع
                والوشم ساعة القيظ لا أغطيه
                والعزف جميل
                والقلب ساعة اللقاء يغنيه
                ويا لصبر العاشق الولهان
                لا أحد يواسيه
                ويا عذاب مريضا
                بالحب أكتوى لا أحد يداويه
                ويا قسوة الأقدار
                تشكل العليل لا تشفيه ..
                ويا مدينة تعطي البذرة للزروع
                ولا تعطي لتجنيه ..

                تعليق

                • يسري راغب
                  أديب وكاتب
                  • 22-07-2008
                  • 6247

                  #38
                  نانا
                  -----
                  خمسه باب للشهرة:
                  بمبه وشوق وياسمين وحكمت
                  والمرأة التي هزت العرش ،
                  وخمسة للفتنه :
                  العينان والشفتان والنهدان
                  والساقان والشهد ،
                  عيناها عسل النحل الصافي ،
                  وشفتاها مصائد الحب الشهواني ،
                  ونهديها حبات المانجو
                  الشهد طعمهما ،
                  وأصابع الموز بنان كفيها
                  والتفاح جنة وجنتيها ،
                  وسبيكتان من اللازورد
                  والبلاتين ساقيها ،
                  والقد راقص يتدلل ،
                  بالخبرة الشهد ، شهد أنوثتها ،
                  والطاغي ، الباغي جسدها
                  هي : المغناج عند اللمس
                  وفي العناق والقبل ،
                  صاحبة الجمال الموهبة
                  هي: الصاخبة في العشرين ،
                  وفي الثلاثين هادرة
                  وفي الأربعين هائجة
                  وفى الخمسين ماجنة ،
                  فما أحلى المجون معها ،
                  غجرية ، ماهرة ، ساحرة ، آسره ،
                  الخيال يصارع أمواج أنوثتها ،
                  والغريق ينام منتشيا ، بآهات الحب معها ،
                  صرعت رجالا عظام ،
                  ملوكا ، وأمراء
                  نانا الجندي
                  ،نجمة الجماهير،
                  فاتنة السينما
                  لأربعين سنة متصلة ،
                  ولازالت في الستين فتيه .
                  -------------

                  تعليق

                  • يسري راغب
                    أديب وكاتب
                    • 22-07-2008
                    • 6247

                    #39
                    رزانة
                    ------------------
                    شقراء ، عيناها خضراء ،
                    لها قد لدن مياس
                    ونهدان نافران صغيران
                    وشفتان ورديتان ، بارزتان ،
                    منتفختان ، هائجتان ،
                    مقبلات مدبرات ،،
                    في الحب لها ،
                    صولات وجولات ،
                    صاحبة حركات ،
                    وقصص ، وحكايات ،
                    وأنثى ،
                    عاشقة ، ومعشوقة ،
                    عندها خبرة المجربات،
                    وشقاوة المراهقات ،
                    ما بين الملائكة ، والشياطين ،
                    تسهر الليل ، وتنام النهار :
                    مع الصعاليك ،والأمراء ،
                    الرجال رجال ،
                    من الغرب أو الشرق
                    عشاق ،على حد سواء ،
                    كاملة الأوصاف ،
                    مذيعة المنوعات والممنوعات ،
                    إفرنجي ، عربي ،
                    برامج أثاره ، وفرفشة ،
                    وكل الفعاليات ،
                    مطربه ، ممثله ،
                    ترقص وتغني ، كل الألوان ،
                    هذه رزانة ،
                    شفتان ، وعينان ،
                    ونهدان ، وعقلان ،
                    وفي جهات الدنيا الأربعة ،
                    عشاق من كل مكان ،
                    رزانة ، يا عود ألبان ،
                    أنت في الشرق ليس لك عنوان ،
                    أنت امرأة بلا عنوان .
                    --------------------

                    تعليق

                    • يسري راغب
                      أديب وكاتب
                      • 22-07-2008
                      • 6247

                      #40
                      فتاة عصرية
                      الطموح علامة من العلامات الإيجابية في شخصية الإنسان , بل إنه المحرك للحياة , والدافع المؤثر للتغيير والتطور الإنساني الدائم .. ولا يمكن أن نقول عن كل إنسان في هذه الدنيا طموحا , لأن الطموح لا يولد مع ولادة الإنسان , بل ينمو مع النمو البشري بالتدريج من الطفولة إلى الصبا ثم الشباب , حيث تكون الأحلام في هذه المرحلة من الحياة قوية وعنيفة , وقوة الأحلام وعنفها تتغير من إنسان إلى آخر حسب كفاءته العقلية .. والكفاءة العقلية تتفاوت بين الأنماط البشرية فتنحصر بين العقول العادية والعقول الذكية .. وما بين هاتين الكفاءتين تعيش الأنماط غير العادية.
                      فالإنسان العادي هو من لا يعيش بطموح , ويقضي يومه في كسل وتراخ دائم , ويقبل بالمقسوم ولو كان أقل بكثير من مؤهلاته .. أما الإنسان غير العادي فهو الذي يقفز على سنه , ومؤهلاته , ويحقق بالطموح ما لم يحققه أمثاله من الناس .. وحول هذا النمط البشري كانت أحداث قصتنا , عن "نهال" الفتاة التي تبلغ من العمر ثمانية عشر عندما بدأت حياتها العليمة كطابعة في إحدى المؤسسات الصحيفة , بالرغم أن ذلك لم يكن في طموحها يوما من الأيام إلا أنها كانت مجبرة على هذا الاختيار تحت ضغط الأحوال , ولم يكن هذا الأمر ليدفعها إلى التقوقع والخذلان , بل وجدت فيه بداية طيبة لحياة عملية جديدة عليها , فاهتمت أن تكون مجدة مجتهدة في عملها , يشيد بها الجميع من أصغر الموظفين إلى أكبرهم .. فلفتت الانتباه إليها بجدها واجتهادها وكان أكثر الذين أعجبوا بها من زملائها ورؤسائها , اثنان وهما المدير وسامر زميلها , بالمؤسسة الذي ينظر إليها بحب وإعجاب بالغين , ويداوم على الاهتمام بها والسؤال عنها صباحا ومساء ,وقدم لها شحنة عواطفه اتجاهها في قصيدة شعرية عن اسمها ,وقصيدة ثانية عن عينيها وثالثة عن حياتها .. فحرك مشاعرها الأنثوية , وفجر فيها العواطف المكبوتة , لتبدأ في تغيير ملامحها وطريقة ملابسها , بعد أن كانت لا تهتم بالنواحي الجمالية في شخصيتها , ربما عن ثقة بسحر عينيها العسليتين ولون بشرتها البرونزية , وربما كان ذلك عن قصد منها حتى تلفت النظر لكفاءتها قبل جمالها , وهي في هذا التصرف توحي بأنها فتاة غير عادية , فمن في جمالها يحاولن إثارة الاهتمام بمحاسنهن , أما هي فقد اختارت أن تهمل جمالها وتثير اهتمام الجميع باجتهادها .. وبعد أن تحرك زميلها وكتب إليها شعرا من أشعاره العاطفية عنها , فلا بد أن تتأثر وتؤثر على كل زملائها وليس سامر وحده , خاصة أن هذا الإعجاب الصريح المعلن من جانب "سامر" إزائها قد جاء في نفس الوقت الذي حصلت فيه على تقدير المدير برفعها إلى درجة سكرتيرة بدلا من طابعة , وفي وقت قصير اكتسبت محبة جميع زملائها في المؤسسة , وأصبحت فتاة الأحلام للعديد منهم , ولكنها لم تكن تثق في أحد منهم بل إن عواطفها ومشاعرها كلها كانت متجهة نحو "سامر" .. وهو ما كان يحلم به هو الآخر , لولا عائقا أسياسيا حدث بينهما , جعل من ذلك الأمر عقدة تريد حلا .. فكل شيء في سامر ممتاز وعظيم , فهو مؤهل جامعي , ويكتب الشعر وأخلاقه عالية , يحبها باحترام وتقدير كبيرين , وشكله مريح وظله خفيف , إلا أنه موظف بسيط وتلك هي العقدة , كل ما فيه يوحي بأنه إنسان أفضل من غيره , لكنه كسول ومتقاعس وهي لا تحب الكسل .. ولذا فإنها بعد أن حصلت على التقدير الذي تريده في عملها قررت أن تتجاهل سامر وحبه المثالي لها , لأنها تعيش هذا الحب في أعماقها , أما الحب العصري الآخر فلم تعشه وسمعت عنه فقط من زميلاتها المجربات .. أنها الأجمل وقادرة على إثارة أكثر الرجال وسامه في هذا العالم ,وسوف تثبت لكل الناس أنها أنثي خطيرة .. واختارت في بادئ الأمر صديق إحدى زميلاتها التي كانت تصفها بأنها مثل جدتها بسبب تفانيها في عملها وكانت أول تجربة لها انتصرت فيها على صديقتها ولكنها كانت تجربة قاسية عليها لأنها المرة الأولى التي تجرب فيها الحب العصري ففشلت فيها باختيارها هي , ثم وجدت في أحد الموظفين الجدد بالمؤسسة كل الصفات التي تريدها في الفتي الدونجواني " وسيم " فتعرفت إليه وتقربت منه , وجعلته ينسى كل الدنيا معها , وأحست هي براحة بالغة بجواره ,وهي تعيش الحب العصري كما تريده بعيدا عن المثالية والخيال .. وبينما هي في حبها لوسيم استيقظت من ذلك الوهم على مهندس يتقدم لخطبتها , وظيفة جيدة ومستقبله مؤمن وكل ما فيه يشجع أي إنسانة غيرها على قبوله زوجا لها إلا أنها رفضته , ورفضته لأنها فتاة غير عادية في تصرفاتها واختارت دائما الطريق الأصعب في حياتها ..

                      تعليق

                      • يسري راغب
                        أديب وكاتب
                        • 22-07-2008
                        • 6247

                        #41
                        فتاة عصريه
                        2
                        .. لقد فكرت حينذاك بسامر وبالحي المثالي معه وشعرت بأنه أفضل من يكون زوجا لها , لو أنه مارس حياته بجد واجتهاد أكثر مما هو عليه ونظرت إلى حبها العصري مع وسيم وشعرت بعدم الثقة والخوف من الزواج به , رغم إعجابها به .. وهنا بدأت تفكر بواقعية في حياتها , فإذا استخدمت عقلها كأي إنسانة عادية فيجب أن تختار المهندس لمستقبلها , أما إذا استخدمت عواطفها فسوف تختار وسيم والمستقبل بالعواطف بالمخاطر , وحينما تستخدم عقلها وقلبها فإنها تجد في سامر أنسب شخص لها وهي حائرة ومترددة وترددها هذا يرجع إلى طبيعتها الغير عادية في حياتها .. وسامر معجب بذكائها ولكن هل الذكاء يعني أن نقفز على مجتمعنا وتقاليدنا .
                        وهل يعني الذكاء أن يكون صاحبه حديثا على لسان الجميع فقد وجد سامر إنها تسرف كثيرا في علاقاتها مع زملاء العمل , الذين يغدقون عليها عبارات الثناء والإعجاب الصريح والمكشوف , بل إنه يسمع عن علاقاتها بحسان مدير التحرير على ألسنة جميع الصحفيين في المؤسسة , تراه ماذا يفعل وفي يوم تصادف وجوده معها في مكتبها حينما دخل علليهما "حسان" فجأة ووقف ينظر إليهما طويلا لم يكترث سامر بنظراته بل وقف يراجع مقالا صغيرا كتبته نهال : فإذا بحسان يقول له : أعتقد أنك لو جلست إلى مكتبك أفضل من وقوفك هنا , لقد مررت أمام مكتب نهال منذ نصف ساعة وأنت هنا وأحمر وجه "سامر" وجد نفسه يقول لرئيس التحرير : أنك مخطئ يا سيدي , فلم يزد وقوفي عن خمس دقائق , ورمقه حسان بنظرة صفراء , دون أن يرد عليه بكلمة واحدة . دخل مكتبه وهو ينظر إلى سامر نظرة ذات معنى , أسرعت بعدها نهال لتقول لسامر أن يخرج من مكتبها وتركته لتلحق برئيسها ..
                        وكانت تلك الحادثة كالقشة التي قصمت ظهر البعيد بين سامر ونهال , فجلس حانقا وغاضبا على تصرفها وأمسك بالتلفون ليحدثها , فطلبت منه أن يؤجل الحديث لوقت آخر , لكنه رفض بعناد وأصر على أن يقول لها : في اليوم الذي أكون فيه خطيبك سوف تغيرين كل طباعك , بل إني أريد منك أن تغيري طباعك الآن , لا أريد منك أن تحادثي أحدا في أكثر من شؤون العمل , ولا أريد أن أراك تنهضين عن مقعدك لأي مكان , يجب أن تحترمي اسمي وتقدري أنك مقبلة على زواج , تصرفاتك قبل هذا الوقت لا تهمني ولن أحاسبك عليها , ولكني منذ اليوم سأحاسبك على كل تصرف يظهر منك , وتلك التصرفات وحدها التي ستثبتين لي بها أنك تحبينني أولا فلم تكترث وأصابه الذهول منها وأصبح حائرا مع تلك الفتاة التي لعبت بعواطفه أكثر من عامين لتنهي الأمر معه طرطورا .. إنها شقية بائسة , ستدمر نفسها .
                        إنها حرة بعد الآن ولن يهتم بها أو يكترث لها ..
                        فالمثالية المفرطة التي يعيشها عقله في دوامة من عدم التوازن مع المجتمع الذي يعيشه وخاصة الفتاة الذكية التي أحبها ولا زال يحبها , فلابد أن يكون أفضل منها لكي يكسر أنفها المكابر معه , فكتب قصة عنها وعن حبه لها , الضائع لها الذي فرطت به مع غيره .
                        في نفس الوقت كان الشحوب يمد خيوطه على وجه نهال والاصفرار والهزال يكسو سخنتها , منذ أن تمت القطيعة بينها وبين سامر وبالرغم من ذلك , لم يحاول العودة إليها حتى التقى بها عرضا فعاتبته قائلة : إنني جد غاضبة عليك لأنك لا تكلمني , هكذا مرة واحدة .. فقال : رفضتني , فلم احتمل ذلك منك , فأجابته بدلال .. أنا لم أرفضك , وتذكر أنك أنت الذي أسأت التصرف معي .. وعموما فأنني لا أجد مبررا للقطيعة الكاملة بيننا ألسنا زملاء في العمل وتردد للحظات قبل أن يقول لها لن أكتفي معك بالزمالة , أريد الحب , أريد حبك .. وإجابته وعيناها مصوبة إلى الأرض : كنت دائما : أحبك , وأنت غير قادر على أن تفهم فقاطعها : كان لدي الشعور كاملا بأنني أحبك , ولدي حاسة قوية بأنك تبادليني نفس الشعور , ولكني لم أحب يوما من الأيام أن أرى في عينك مظاهر الندم على ارتباطك بي , وأنا لا أزيد عن صحفي صغير فردت عليه بقوة وإيمان : لم تكن في يوم من الأيام تهمني الوظيفة ولا الراتب , فأنا موظفة واستطيع مساعدتك في شئون البيت , ولكن شكوكك وغيرتك , وتصرفك الأخير معي جعلني أفقد الإيمان بحبك .. ومسح يديه على وجهه , وهو يتألم .. ثم قال : سامحيني فأنا لا أثق بنفسي ولكنني أثق بك , وتلك الثقة الكبيرة فيك تجعلني , أراك بعيدة عني .. فأجابته : بهدوء : ذلك أيضا ما لا أحبه فيك أيضا , أنك خيالي أكثر مما يجب , لم تتعود الواقعية .. وبعد تردد قصير وهو ينظر إلى عينيها الساحرتين : هل أنا مخطئ إذا نهال , وهل تحبينني كل هذا الحب وأنا لا أعرف , هل أنت جوهرة عظيمة كما تخبرينني الآن وهل كنت غبيا طوال الوقت .. فقالت بثقة : يؤسفني أن أقرر أنك غبي , وقد كنت أعتقد فيك الذكاء والفطنة , وأنت كاتب قصة .. وتصيب العرق من جبينه وسألها متلعثما ولكن وضحي لي بصراحة .. وسيم وحسان ..!! فقالت : لا شئ بجانبك .
                        إنها فتاة طموحة وأحبته لطموحه أنها فتاة غير عادية وأحبته بطريقة غير عادية , أحبته من لاشي أيضا , أنه لا يزال في بداية طريقه للحياة وليكن صريحا مع نفسه , أنه الناقص أنه المستهتر أنه الغبي , أما هي فعندها المثالية والذكاء والكمال ,

                        تعليق

                        • يسري راغب
                          أديب وكاتب
                          • 22-07-2008
                          • 6247

                          #42
                          فتاة عصريه
                          3
                          كيف له أن يعيدها إليه , لا بد من نجدة إلهية تسعفه يدعو الله أن يعيدها إليه , لقد رأى ذلك المهندس يأتي إليها ثلاث مرات خلال ذلك الأسبوع , أنه بالفعل يعود إليها طالبا قربها , أنه مهندس ناجح دخله الشهري لا يقل عن ألف دينار , فإذا فضلته على المهندس تكون بالفعل فتاة غير عادية .. فتاة ليست كفتيات جيلها .. تعيد لهذا العصر رومانسية وشفافية الإنسان .
                          لقد أخطأ فى حكمه عليها وهو يكتب قصته وصورها على أنها تبحث عن الطموح مستخدمة ذكائها وجمالها في إذلال الرجال , وكتب نهاية القصة عن جنونها وانهيارها , بعد أن تفشل في الوصول إلى الحقيقة في حياتها .. ولكنها عندما قرأت القصة لم تغضب عليه بل إنها قالت بكل ثقة : لقد قسوت على بطلة قصتك , لا يمكن أن تكون بهذا الشكل وهي ذكية .. وكان جوابه حينذاك : أنها قصة واقعية حقيقية , ولكن خيال المؤلف فيها , إنه مجرد خيال .. لقد كذب عليها , بالرغم أنه يشيد بذكائها , ويبرز أنها كانت مؤمنة بشاب متواضع وذكية , وتتصرف باستهتار لا يدل إلا على الغباء ..
                          إذا هو الغبي حتى في كتابة القصة , وخياله مريض مثله تماما .. سيذهب لتغيير نهاية القصة .. سيذهب لتغييرها في صالح الفتاة غير العادية , ولتكن القصة باسم "فتاة غير عادية " .. أنها تتصرف بأسلوب عصري غير عادي وهي تفضله لمجرد طموحه فقط , لمجرد أنها رأت فيه أصالة لم تجد في غيره ممن هم أحسن منه ماديا .
                          وأعتقد غيبا أنها لا يمكن أن تربط نفسها به لترفض غيره ممن هم أحسن منه حالا , وجلس يكتب فصلا إضافيا وجديدا على قصته , يغطي فيه كل عيوب الفتاة العصرية في الفصول السابقة وليجعلها تنتصر في النهاية على المظاهر الدنيوية , كما هي في حقيقتها تماما .. وشعر بالراحة وهو ينهي قصة الفتاة العصرية نهاية سعيدة , بعد أن تشفي من حالة الانهيار التي تصورها فيها , وكان السبب في شفائها هو حبيبها الذي لم يفهم أن كل تصرفاتها مع أولئك المزيفين والمنافقين في الحياة لم يكن إلا لإذلالهم , ولذلك نجدها في النهاية تعلن انتصارها عليهم وتتزوج الإنسان المثالي النظيف مثلها وتعلن , ثورتها على كل ألوان المادة في تلك الحياة المزيفة , والتي يتصارع الناس فيها على الملأ أنه يصورها شفافة كما عرفها ويصورها عظيمة كما عرفها , ولذلك يعطيها السعادة التي تبحث عنها من خلال الحب كما أرادت واشتهت وقد احتاج سبعة أيام ليكتب هذا الفصل , ذهب مسرعا ليعطي منه نسخة " لنهال " ليعرف رأيها .. وجلس ينتظر النتيجة وبعد يوم واحد اتصلت به نهال وأخبرته إنها نهاية ممتازة وطبيعية للقصة تهنئة عليها.

                          فقال لها : هل توافقين على النهاية في الحياة الواقعية .. فأجابته محتدة : أرجوك أن تتركني الآن أفكر فيما أنا مقدمة عليه . كلماتها خلفت لديه أمل بإمكانية عودتها إليه .. مما أشاع السعادة في قلبه .. كم هو جميل النجاح . وحتى يكون للنجاح طعم ومذاق يجب أن يجب أن تكون فيه وهي ملهمته .. فهل ستغفر له كل تصرفاته الصبيانية السابقة معها ولم ينتظر فكتب إليها رسالة غرامية واقعية يحاول إقناعها فيها بحبه وبأنه الآن بدأ يعرف نفسه وأنها ستكون بجواره أسعد مخلوقة , ما دام الحب سيكون عنوانا لحياتهما , واتصل بها يسألها ردها وبعد تردد ومماطلة من جانبها اتصلت به وقالت له : أريد منك شهرا أفكر فيه , وأنت تفكر بجدية .
                          وكانت الأيام ثقيلة ومملة وكثيبة , وهو يتردد على مكتبها يسألها ويكرر السؤال عن قرارها فأجابته إنني أخترك أنت وفضلتك على جميع من تقدم لي , حتى في زواجها تعلن بإصرار على أنها إنسانة غير عادية , ولولا أنه هو الآخر إنسان غير عادي ما أحبها كل هذا الحب ..
                          إنهما اثنان في واحد .
                          وعليهما مواجهة الواقع بأسلوبهما فالحياة حياتهما والمستقبل مستقبلهما وهما اللذان يقرران .
                          وكان سامر يعيش تلك الأيام حالة من الشرود يردد فيها كلمات يغنيها بينه وبين نفسه
                          وقد وصل بحالته هذه إلى مرحلة يشك فيها بكل شئ , حتى في نفسه إذا كانت مخلصة لنفسه , ما دام غير قادر على أن يترجم حبه إلى حقيقة , وخياله مع الحبيبة إلى واقع يعيشه معها وبها ولها .. وقد صورت له حالته المريضة أن فتاته أضحت عاشقة لغيره , وتحولت عنه إلى سواه أو هذا ما كان يريد أن يوهم به نفسه بالفعل , واختمرت الفكرة في رأسه وبدأ يفسر كل شئ وكل تصرف لحبيبته على أنه تحول عنه لما سواه حتى أكد لنفسه أنها لغيره وفية .
                          ولم تقبل منه تلك الإدعاءات وقالت له : إنه يخاف المسؤولية ويبتعد عنها , ويهرب فكيف يقول عن حبه لها بأنه الحب الأعظم , والحب الأكبر , وهو يخشى أن يحمل فيه جزءا بسيطا من التعب لم يفعل شيئا سوى أن يضعف ويتخاذل, ويتهرب وإذا قبلت منه الضعف والخذلان , فإنها لن تقبل منه أن يشكك فيها أنها لا تريد حتى لو أتى إليها بقصور العالم ما دام في نفسه ذلك الهروب والضعف .
                          و أخذ يعيش في حالة من حالات التوهان ولم يعرف بالضبط ماذا يريد إلا أنه ظل على إيمانه بأن الحب مقدس بل إنه تغنى بحبيبته وهي مع غيره مشبها إياها بحالة الإنسان الذي يفقد وطنه وكيف يكون شعوره من الضعف والغثيان طالما وطنه محتل فماذا يفعل لينتصر على الضعف الذي يعيش فيه .
                          وفي هذا الوضع كانت حالة " سامر " مع" نهال " سهر وأرق وسهاد ومناجاة للحبيب ليل ونهار .. فالحب الصادق يعشش عليه الخوف .. ربما لا يكون خوفا من الأهل أو المجتمع , ولكنه يكون خوفا من الذات نفسها .. فقد كان سامر محبا صادقا لنهال , ليس خوفا من أحد , ولكنه خوف على حبه لنهال . أن غرضه من حبه هو أن يتزوجها في نهاية الأمر , لكي تكون ملكا له وحده , وسيدة بيته , وأم أولاده , و يهمه أن تكون محبة صادقة له , تعرف رغباته وطلباته وتعمل على إرضائه .. كما يعمل هو على إرضائها .. وطلباته ليست صعبة وعسيرة , بل سهلة ويسيرة عند المحبين , لقد كانت كل طلباته منها أن تكون محتشمة , وأن تكون ما ترتدي من ملابس يغطي جمالها , ويحفظه من عيون الحاسدين , وفي جوهرها , وفي أعماق عقلها وقلبها يجب أن تكون مؤمنة بالله وبدورها في الحياة بجواره كسيدة بيت عصرية فكما يكون الإيمان قويا بأن الله واحد يجب أن يكون إيمانها به قويا فلا ترى في العالم سواه رجلا لها .. وكانت المشكلة عند " سامر " في كيفية إقناعها أو كيفية اقتناعها أو كيفية صدقة بقناعاتها إنه الشك .. ذلك المرض الخطير , الذي يجعل الإنسان خائفا مترددا .
                          وكتب عن الفتاة العصرية يقول :
                          " عندما تقف أحلام الفتاة العصرية عقبة في طريقها للاستقرار , يصبح الزمن حلما .. والحلم مرضا .. بل جلاد يضربها بسياطه , ليل نهار ..
                          والجلاد في تصرفات لا يقبلها المجتمع .. فلم يخلق الله الجمال عند الفتاة لكي تبتذله وتعرضه , بل خلقه نعمة للبشر ونعمة مقدسة .. وإذا ابتذلت الفتاة جمالها بتصرفاتها المضادة لذاتيتها العربية , ومسلكيتها غير المقبولة دينيا فإنها تخسر كينونتها , وتخسر شخصيتها .. ولكي تكون الفتاة العربية العصرية على مستوي من الوعي والإدراك كاملين لما هي مقبلة عليه , يجب أن تتعلم الحب .. الحب الشفاف .. الذي يؤمن بالعطاء الروحي قبل أى عطاء مادي آخر .. وأن تعي من ومتى وكيف تحب , وأين تحب وبذلك يكون الحب قويا وأساسه متين , يبني ويعلي البناء .. والحب كلمة شاملة .
                          فإذا لم تجد في الحب الوطني أو الحب الديني كفايتها , فستجد من الحب الأسري ما يعوضها , وإن لم يكن ذلك كافيا فستجد حتما أن هناك إنسان ينظر إليها نظرة إخلاص واعتزاز فإن لم يكن هو فتى أحلامها فعلى الأقل هو حصنها من نفسها ضد نزوات الحياة .. المهم أن تقترب من الحب بكافة أشكاله وتمارسه برومانسية العطاء .. فتشكيلة الفتاة العربية العصرية تشكيلة ذات مذاق خاص ومميز , مقيدة بتقاليد وطنية ومحاطة بأخلاق إسلامية , فيا حبذا لو كانت ثقافتها ثقافة وطنية دينية اجتماعية , عندما ستجد من يحبها الحب الحقيقي , فلا تضيع في متاهات الحياة مع مظاهرها في إنسان ينظر إليها كدمية جميلة , يقذف بأخلاقياتها وعاداتها في الهواء , فتصبح فتاة مستهترة بمنطقنا العربي ..
                          ولقد قرأت " نهال " تلك الكلمات , ولم تستطع الصبر عليها , وهي تشعر بأنها موجهة إليها قبل غيرها , فكتبت كلمة صغيرة عن الجمال والروح في الجمال وذهبت إليه ليقرأها كانت كلماتها تعبر على أن الجمال في النفس الطيبة والقلب النظيف , والعقل السليم , والسلوك الصحيح قرأ كلماتها ونظر باستغراب نحوها وهو لا يصدق أنها صاحبة تلك الكلمات وفهمت ؟ من نظراته فقالت له , ماذا بك , وسألها أنت التي كتبتيها , فأجابت أنني طوال ليال طويلة ماضية وأنا أفكر في الدنيا , والحياة والله وعرفت أن الحياة في ديننا , وفي روحنا الحلوة , وليس في مظاهر الحياة .. وزادت على ذلك المنطق اللغوي الجديد .. إنها بدأت تضع إيشارب يغطي رأسها وشعرها , وأصبحت ملابسها طويلة تستر كل شئ فيها ..
                          فذهب إليها يسألها : ماذا حدث , وماذا دهاك ..؟؟
                          وأجابته بوقار شديد : إنها أزياءنا العربية فلم لا نحافظ عليها , أنني منذ أيام طويلة وأنا أرتل القرآن وأحاول حفظه كله , فلم تعد مظاهر الحياة تهمني , فجوهر الحياة هنا , في كتاب الله العظيم , فلماذا لا تقرأ القرآن .. وزادت دهشة واستغرابه .. لا يمكن أن تكون " نهال " قد تغيرت إلى هذه الدرجة , فماذا أصابها . فقال لها : أود أن أعبر لك بأنني ازددت إعجابا بك , وأصبحت كاملة من جميع النواحي , وأصبحت الحلم والحقيقة , أنك الآن تكشفين نفسك فقط , أنك الآن الفتاة العصرية العربية المثالية .. وأنني لأجد نفسي صغيرا أمامك , ولا أصدق نفسي , فإذا كنت أحبك مرة أصبحت أقدسك مرات ومرات فأجابته بوقار قائلة : أرجوك يا سامر أن حديثنا هذا من المحرمات في ديننا .
                          فأجابها : لا يكون حراما عندما تخلص النوايا , وتكون قصدها شريف وهذا هو قصدي معك على الدوام .. ولم يجد ما يقوله, إن ما سيقوله لها بلغة الأدب سيكون أكثر تعبيرا مما سيقوله لها بلسانه ..
                          فكت رسالة حب أدبية لفتاة عادية في عصرها كتبها بكل ما في قلبه من حب وكلمات الحب :
                          وردت عليه بكلمة قالت فيها : بالحب نبدأ .. وبالإرادة نبني .. وبالأمل يعلي البناء .. سأصمد أمام هذا التحدي للنهاية ..
                          وسوف أنجح في إرادتي .. بالعلم بالعمل بالإقناع بالأصالة , بالأمانة والإيمان .. ستكون طريقي .. كما يجب أن تكون طريق لكل فتاة عصرية عربية مثلي .. سأواصل طريقي للنهاية .. و ... " .
                          امتلأ قلب سامر بالفرح وملأ صدره النغم , ونظر إلى نهال وقال لها بحب بالغ :
                          هل تسمحين لي بمشاركتك في هذا الطريق , رفيق دربك بإرادة صلبة وقوية .. فهزت رأسها بالإيجاب وقالت له : إنها تجربة ثلاث سنين , تعلمت كل شئ فيها منك , وسنكمل معا وحاول أن يمسكها , فنظرت إليه محذرة , فابتسم لها وقال .. يجب أن أزوركم الليلة .
                          فردت مندهشة بهذه : بهذه السرعة .. فقال : ليت هناك في عاداتنا شيئا أسرع من ذلك ..
                          فاتسعت ابتسامتها وهي تقول : إذن فليكن اللقاء مع أخي الليلة القادمة وكان اللقاء .. وبدأت دوامات أخرى في شئون المهر , والعرس , والبيت وأثاث البيت , والسيارة وتكاليف كثيرة , وكثيرة كلها سينفذها وسيحقق ما يطلبه أهلها دون تأخير .
                          وغابا عن الدنيا , وقد نسى كل منهما كل شئ إلا ما بينهما يمثل صراع الإنسان ضد المظاهر في الحياة ..
                          ضد ألوان العصرية الزائفة .. ولتنصر العصرية في ثوبها الجديد بإرادة الله للاثنين معا ..

                          تعليق

                          • يسري راغب
                            أديب وكاتب
                            • 22-07-2008
                            • 6247

                            #43
                            أخلاق غير عادية

                            ما بين الفقر ومقاومة الفقر , وما بين الحرمان الاستهلاكي ومقاومة الجوع الاستهلاكي , وما بين الشكل وكبت الرغبات , عاشت ليلى سنوات عمرها العشرين , حين تقدم ابن عمها لها , معدم وفقير , طالبا الزواج منها , فرفضته أملا في الزواج بمدرس علمها التاريخ العربي والإسلامي وفشلت في امتحان القبول سنة وراء سنة تقربا له وحبا فيه , وهو يماطل في الوعود , ويكثر من الوعيد, حين يختلي بها وسط الأشجار وبين النخيل , في غابات المدينة الساحلية ذلك الحين ..

                            ومضت عليها الأيام والأسابيع والشهور على هذا الحال ما بين الأنين والحنين في حب اكتشفت أنه الوهم بعينه حتى استيقظت على يوم تزوج فيها محبوبها اللعين من فتاة بدينة , والدها تاجر معروف في المدينة , فكانت لطمه قاسية وعنيفة أصابت عواطفها في الصميم , وارتج لها عقلها وهي ابنه ذلك الرجل الطيب المكافح الفقير الذي لم يبخل على أولاده بشي في حدود قدراته وإمكانياته المتواضعة , ورغم كل تلك الظروف العصبية التي واجهتها , فقد صممت على النجاح وحققته أملا في دخولها الجامعة , لكن فقر والدها وقف حائلا بينها وبين تحقيق حلمها في التعليم , ولم يكن أمامها سوى اللجوء إلى شقيقها الذي يعمل بوظيفة فنية في إحدى شركات النفط بالخليج العربي لتعمل بوظيفة تتناسب مع مؤهلها البسيط , ترفع من شأنها وتساعد أهلها المكافحين , وتساعدها هي على إيجاد زوج مناسب ومثالي لها في الخليج , حيث يذوب الجميع في قوائم الرواتب والأجور دون تمييز في الطبقات أو في الأخلاقيات , كما قال لها ذلك شقيقها المدرس الكبير: ستجدين هناك الأزياء والعطور والزوج الذي تتمنين .
                            وبعد شهور من الاستعداد للسفر , والتدريب على الآلة الكاتبة في معهد متوسط لمبادئ السكرتارية , حملت حقيبتها وتوجهت بكل همومها وأثقال سنوات عمرها إلى منطقة النفط العربي , وهي تحاول أن ترسم صورة وردية اللون , مبهجة للنفس عن حياتها القادمة , وما ينتظرها في تلك الحياة من ثراء .. نعم , فكل ما فكرت فيه هو الثراء , ولا شئ غير الثراء وعلى أضعف الإيمان كانت تجوب بأفكارها اتجاه زوج غني وثري , وفي أسوآ الحالات ستبحث عن زوج طرطور وغني يسير معها كيفما تشاء , فالصدمة العاطفية التي تعيشها لم تترك مجالا لأي عاطفة عندما بالبقاء .
                            عانت كثيرا , وتحملت كثيرا , وصبرت كثيرا وهي تعيش حياتها الجديدة في بيت شقيقها وزوجته المتذمرة دائما والتي تعاملها كما تعامل السيدة , عاملة بيتها , حتى جاءها الفرج بعد ثلاثة شهور من الحياة وحيدة مهمومة بلا عمل يعزز مكانتها ويحقق آمالها , وأعدت أوراقها وشهاداتها استعداد لاختبار عملي ستؤديه على الآلة الكاتبة في شركة للنفط .
                            وفي اليوم التالي ذهبت إلى شركة النفط بحدية وحماس عملي , وحاولت أن تبدو أنيقة قدر الإمكانيات المتاحة لها , لكنها فشلت في إقناع المسئول عن الاختيارات بشكلها فقد استخف بها ولم يعرها اهتمامه , بل إنه لم يرفع عينيه للنظر إليها , رغم أنه قال لها بعد اكتراث : لقد نجحت في الاختبار و وعليك غدا لكي تستكملي إجراءات تعيينك ...!!
                            ولم تتسع لها الدنيا كلها على اتساعها من فرحتها , رغم عدم اهتمام المسئول بها فشكرته بصوت متهدج , ولم يرد عليها , منشغلا مع سكرتيرته الحسناء في بعض الأوراق .
                            كان منظر تلك الحسناء مع ذلك المدير المغرور , أول الأشياء التى داعبت أحلامها الفتية , فكانت تنفق أيامها وراء الآلة الكاتبة تحلم يوما بعد يوم بمكانة تلك السكرتيرة , وبجمالها وأناقتها .. ثابرت على أن تكون لها شخصيتها القوية والمميزة وسط زملائها وزميلاتها بذكاء بدا كأنه البراءة نفسها .
                            وكان معها في مكتبها ومن نفس مدينتها , " فادي " شاب مهزار , يضحك ويلهو دائما مع السكرتيرة الحسناء , أنه الثغرة الوحيدة أمامها لكي تشعر بذاتها وتستعيد إنسانيتها وطموحاتها , فلماذا لا تبدأ معه علاقة تبعث الحياة في أنوثتها وجمالها ؟ أنها تعلم بأنه ليس الشاب الذي يمكنه إقامة علاقة حب مع مثل تلك السكرتيرة الفاتنة ؟؟ اقتربت منه , ووجدت عنده الكثير من الشحنات العاطفية المكبوتة والمختزنة , فأوهمت نفسها وأوهمته بعبارات الحب والغزل , واكتشفت معه ميزة لم تنتبه إليها وسط البريق اللامع الذي تعيش فيه السكرتيرة الفاتنة , وتلك الميزة في لون عينيها الخضراوتين الواسعتين الساحرتين .. !!
                            ومضي عليها عام أو أقل قليلا في العمل بالشركة , حيث دعتها زميلتها السكرتيرة إلى حفلة زواجها , وهي تقول لها : استعدي لتأخذي مكاني , فزوجي لا يريدني موظفة في أى شركة غير شركته , ولا يقبل أن أكون سكرتيرة في غير مكتبه .. ولكن كيف تصل إلى مكتب السكرتيرة , ذلك المكان الذي حددته هدفا لها منذ أول يوم عمل في حياتها بشركة النفط , فقد صدر قرار بنقلها إلى مكتب آخر من مكاتب الشركة , لتعمل سكرتيرة مساعدة عند مدير إداري عربي آخر بجانب سكرتيره الهندي الذي لا يجيد غير اللغة الأوربية والإنجليزية .
                            ضايقها في بداية الأمر , ذاك المدير العربي الجديد , الذي تسبب في عرقلة حلمها بمنصب السكرتارية ولكنها وجدته أليفا وطيبا وودودا , إلا أن ذلك الهندي لن يتزحزح من مكانه أبدا وسوف تبقي هي على الدوام السكرتيرة المساعدة له مهما كان الحال فلم تجد أفضل من أن تتصنع معه الدلال , وتمازحه على الدوام , حتى يطمئن لها , ويفتح أمامها في العمل أسرارا وأسرار , ولم تمنعه من أن يمد يده إلى وجنبتها في بعض الأحيان , فهي ليست بالفتاة المتعصبة , لقد كانت أذكى من أن تكون متسرعة لتتخطى مراحل حياتها دفعة واحدة دون أن تصعد السلم درجة درجة , وبهدوء وتأني الأذكياء .. ولم يكن صعبا عليها أن تتخلص من السكرتير الهندي رغم خبثه ودهائه , وسط اهتمامها الجديد " بياسر " الذي كان يتعامل معها على أنها تلميذة يوجهها وبتشجيع منها وهي تقبل كلمات الغزل , وقصائد الحب وتستمتع إليه بحب .. يبدو على قسمات وجهها واضحا .. بل إنها كانت تقاسمه طعامها بعض الأحيان , تغادر الشركة في نفس السيارة أكثر الأحيان وتشكو له هذا أو ذاك من الذين يحاولون استمالتها بعبارات الغزل والمداعبة , المهم في الأمر أن قلبه تعلق بها , بتشجيع وتحريض منها إلا أنها لم تكن حريصة على هذا التشجيع بعد أن صارحها بحبه فقد قالت له : إنها غير مستعدة لأمر الزواج الآن .
                            رغم ذلك .. الاستهتار الذي كانت تعيشه حرصت دوما على أن تحفظ لنفسها ولسمعتها الطيبة خط الرجعة دائما بمظهرها المحافظ المتدين وأن تحفظ عذريتها مهما كان استهتارها وتبذلها , ولا تعط فرصة لأي من المقامرين معها لكي يمسك عليها أمرا واحدا يهدد فيه سمعتها , وكلما كان يحاول أحدهم استدام ذلك التهديد معها , كانت تهادنه لفترة من المزمن , متقدمة للناس على أنه يلاحقها وهي ترفض ملاحقته , وتخشى أن يلوث سمعتها بأقاويله عنها , والجميع يصدقها وهي التي تأخذ شكل الإنسانة المحافظة المتدينة في كل تصرف من حياتها المستمر .
                            كان وحده " ياسر " الذي لم تستطع تفسير الأمور أمامه , حتى أولئك الذين اختلطت بهم كانت قادرة على تفسير تساهلها معهم باللطف أحيانا وبالإقناع والمناقشة أحيانا أخرى بكونها فتاة عاطفية وعصرية ككل الفتيات العصريات , اللاتي لا يجدن في الرقص أو السهر أو القبلات ما يعيب الفتاة العصرية في أخلاقها وسمعتها ..
                            وسألت نفسها لم لا تجرب مرة ثانية مع " ياسر " المثقف لعله يغفر لها أخطاء الماضي , ويتجاهل كل ما سبق بعين المثقف الواعي الناضج – خاصة وأن زوجته عاقر لم تلد حتى الآن رغم مضي أربعة أعوام زواجه بها وهي تعلم أنه يفكر بالزواج مرة ثانية , هذا ما سهل مهمتها معه , كرجل متزوج سابقا , ويبحث عن زوجة ثانية ..!!
                            وتحرشت به مرة , واثنتين وثلاثا وهو يعيدها عنها , وأيقظ فيها علامات الحب ورموزه الأولى مع أستاذ التاريخ في المدرسة الثانوية , فتعلقت به أكثر فأكثر , وشعرت بعدم قدرتها على الحياة بعيدة عنه , وصرخت في وجهه : أنك غبي , غبي , وأنا غبية لأني أحبك ..
                            للمرة الثانية أو الثالثة في حياتها تعترف بحبها لرجل .. كان حبها الأول مع أستاذ التاريخ , وها هو حبها ينضج ويتضح مع " ياسر " بعد سنوات طوال من الشد والجذب .. ولكن " ياسر " الذي أحبها وبصدق طوال السنوات السابقة سألها قائلا :
                            - وماذا نفعل بالماضي ..؟؟
                            - فقالت : نلغيه من حياتها ..
                            - لكني جزء من ماضيك ..؟؟
                            - هذا دليل حبي إليك منذ سنين ..
                            - لكنه لم يكن عامرا بالحب ؟؟
                            - لنقل أن الغيرة والشك سببا في الهجر .
                            - وما هو دليلك ؟؟
                            - أو تنكر إنني ابتعدت عنك أو تجاهلتك يوما .
                            - ولكنك كذلك مع الجميع ..؟
                            - أنت الوحيد الذي أنبني وجرحني دون الجميع ..
                            - وهل يكفي هذا دليلا ..؟
                            - دفاعي عن نفسي أمامك الآن واعترافي بحبي لك ..
                            - وماذا عن المستقبل ..؟؟
                            - حب دائم ينسي تجربة الماضي عندي وعندك ..
                            - وكيف أنسى ..؟؟
                            - بالحب , سأملأ حياتك حبا .
                            - أتخاف مني , وكل الأمر في يدك من طلاق وفراق ..!!
                            - وهل تجديني رجلا مزواجا ..؟؟
                            - هل ستنكر أنك تزوجت قبلي ..؟؟
                            - لن تخدعيني ..؟؟
                            - حاشا لله , لقد وأبحث عن الاستقرار ...
                            - أخشى أن تتغيري بعد الزواج ..
                            - هل انهارت صورتي لديك إلى هذا الحد ..
                            - أكره أن أبدو غبيا أمام الناس ..؟؟
                            - ثق بأنني لن أكون السبب يوما من الأيام ..
                            - ونفقات الزواج فأنا رجل مفلس لا أملك المال ..
                            - سنتدبر أمرنا سويا براتبي وراتبك ..
                            - وعملك الحالي كسكرتيرة تبتسم للجميع ..!
                            - ماذا فيه ؟؟
                            - شرطي الأول والأخير أن تتركي وظيفتك في السكرتارية إلى أي مكتب آخر مهما كان ..
                            - سأحاول قدر استطاعتي إقناع المدير برغبتك .
                            - سيكون ذلك الدليل الوحيد على حبك لي ..
                            - اتفقنا .
                            - اتفقنا ..

                            تعليق

                            • يسري راغب
                              أديب وكاتب
                              • 22-07-2008
                              • 6247

                              #44
                              هو والجميلات
                              -------------------------------------------

                              قضى حياته ينتقل من زهرة إلى أخرى .. وكل زهرة أجمل من الأخرى ولا يكتفي بالزهرات الجميلة من حوله , بل يقلب الصفحات في كل المجالات باحثا عن إلهات الجمال النسائي .. حتى إن أحلامه الصبيانية ذاتها أرهقته في محاولاته اليومية لاستمالة الجميلات نحوه إنه الطمع الوحيد الذي يمارسه مع نفسه .. وكانت هذه الرغبة تدفعه نحو الفل في كل ما يريده , ولم يكن يبدأ علاقة من العلاقات الإنسانية مع زميله له أو صديقة أو قريبة حتى ينهيها بسرعة سعيا وراء بداية جديدة وكل بداية جديدة تنتهي قبل أن تنسج خيوطها عنده لتصنع حكاية صالحة لأن يقول عنها : علاقة فالجميلات من حوله كثيرات حتى كاد جمالهن من حوله أن يعمي بصره وبصيرته .
                              ومنذ أن عشق إحدى الجميلات وتركته لأنه لم يقل لها بأنها تشبه إحدى الممثلات ثم اكتشف أن أحد الشبان اختطفها من بين يديه بعد أن قال لها إنها تشبه الممثلة الصغيرة والتي تثير المراهقين بدلالها على شاشات العرض السينمائي ومنذ ذلك اليوم قال في نفسه : ما أتفه عقل الأنثى إذا كانت جميلة .. فقد كان يعتقد كثيرا " في قدسية الأنثى وطهارتها ولم يكن يصدق أي عيب في حقها وعليها حتى ممثلات السينما كن يمثلن لديه نساء من عالم آخر وكان يضرب الممثل دائما " بما يظهر على الممثلة الكبيرة التي تشبه الحمامة من وقار واتزان وتعقل , والتي تركت زوجها المخرج السينمائي وابنتها لتتزوج ممثلا " انيقا " و " صغيرا " باسم الحب وتدور المسبحة مع تلك الممثلة التي كان يتوسم فيها روح ملائكية بيضاء صافية لكي تبني علاقة وتهدمها حتى تبني علاقة أخرى لكي تهدمها .. وعرف أن العالم الآخر الذي يعشنه أولئك النساء ليس العالم المثالي أو الأفضل وإنما هو عالم أكثر اتساخا " من العالم الذي نعيشه نحن البشر العادين رغم قسوته علينا في بعض الأحيان .. ومع توارد الحكايات عن ذلك العالم الذي يشع بالأضواء والشهرة اكتشف أن حظ الجميلات فيه أكثر من العاقلات لأنهن يملكن مؤهلات للعرض تجذب إليهن الناس وكلما كن يعرضن جمالهن أكثر كلما تزاد شهرتهن أكثر وهكذا تتركز عقولهن في جمالهن فلا يستطعن الحكم على الأمور باتزان وتعقل وتدور حولهن الحكايات عن مغامراتهن لتصبح وسيلة تسلية أخرى تقدمها الصحف والمجلات لجمهورها من القراء وتحول ذلك العالم البيضاوي في نظرة إلي عالم صفراوي يتحول فيه الإنسان إلى سلعة معروضة للبيع والشراء ومحكومة بقانون العرض والطلب الاقتصادي , وكلما كانت الأنثى جميلة كلما زاد سعرها لازدياد الطلب عليها مع قلة المعروض من أمثلها .. يا للتفاهة .
                              وعاد ليقول في نفسه : ما أتفه عقل الأنثى إذا كانت جميلة ومشهورة حتى في الجغرافيا التي كان يدرسها , خرائط أرض وسكان ومناخ وطبيعة اكتشف خريطة أخرى ترسمها المرأة بجمالها فكلما , كانت إحدى البلدان تزدحم بالحسناوات كلما كانت تلك الدولة إطلالة للسياح من كل حدب وصوب فتصبح بفضل الجمال الأنثوي دولة سياحية من الدرجة الأولى ..
                              وفي الدول السياحية لا وجود للرجل ولا كيان . والمرأة تملك كل الميدان .
                              وعندما تلعب المرأة وحدها في الميدان تصبح الفوضى نظاما " ويتحول العبث إماما " ويكون الهوى هو العقيدة والإيمان , تكون الدولة السياحية جميلة مثل المرأة الجميلة ولكنها تفكر بجمالها وجمال نسائها فقط .. وكان " أديب" بطل قصتنا يرى في المرأة قيمة وهذه القيمة يحددها عقلها وليس جمالها والإيمان بأن جمال المرأة طاغية لا بد من مقاومته تحول لديه إلى عقيدة راسخة وثابتة يدافع عنها . وكم هي الروايات التي تتحدث عن طغيان الجمال وجبروته على صاحبته أو على الآخرين فتلك الإنسانة التي كانت حديث بلدته لجمالها الباهر , أصابها جبروت الجمال بالنرجسية فبلغت الخامسة والثلاثين من عمرها دون زواج لأنها لم تجد من يستحق جمالها , وما أتعس ذلك الرجل الذي أصابه جبروت المرأة بجمالها فوقع قلبه عند هواها , وغدرت به , حتى بلغ الخمسين من عمره دون زواج بحثا عنها عند الأخريات .. ولقد سمع رواية على لسان والده يرددها دائما عن رجل ذو مركز كبير زاره في منزله , فكان يشاهد امرأة محدودة الجمال تشرف على الضيافة بالمنزل بطريقة لبقية وذكية ودهش عندما عرف أن هذه المرأة المحدودة الجمال هي زوجة ذلك الرجل الثري الوسيم وهو القادر على الزواج بأجمل منها أضعاف المرات .. وكان السر عند ذلك الرجل في أنه مرتاح البال وهادئ النفس مع زوجته فهي مطيعة وربة بيت , وعاقلة ومتزنة , ولا يخاف عليها أن تركها وحيدة , ولا يفكر في مشكلة تواجهه أن رافقها في نزهه قصيرة , لقد اختارها ليستريح ذهنه عن التفكير بجمالها .. أما إذا كانت جميلة فسوف يشغل أربعة أخماس يومه في التفكير بها وإرضائها والخوف منها وعليها ..
                              لقد عقلت تلك الحكاية في ذهن " أديب " وهو ينتقل بين الزهرات الجميلات من زهرة إلى أخرى , في بدايات متكررة ومتلاحقة دون أن يحاول نسج علاقة حميمة مع إحداهن .. التقاها وفي عينيها حديث عن الأمل .. رآها وفي مظهرها هزال يعبر عن الألم .. وتحدث معها وفي حديثها منطق الجدية والاتزان .. وأحبها حتى الثمالة وليته ما أحبها أو وقع في هواها .. فقد جعلته يقدس الجمال معها .. لقد رأى فيها كل جميلات العالم ونسى أنه يوما من الأيام كان يحارب الجميلات .. وجعلته .. ينسى حربه ضدهن عندما أوهمته بأنها تحب الأدب , وتحاول كتابة الشعر والقصة والنثر .. وهو يحترم المرأة الأدبية حتى ولو كانت مستهترة لأنها تفكر بأفق أوسع .. ولذا فإنه لم يشعر بجمالها المتزايد مع مرور الأيام , بقدر ما أحس بأنه يعيش وقته مع أدبية قبل أن تكون حسناء جميلة .. ثم اكتشف بأنها بعيدة عن الأدب , وتذكر يوما أنه قال لها : بأنها تشبه جاكلين بيسيه !! وسألته ببلاهة : من هي جاكلين بيسيه .. فأعطاها عذرها فليس من الضروري للأديب أن يعرف كل شاردة وواردة في عالم الفنون التمثيلية ..
                              فقال لها : أشعر بأن بينك وبين " جاكلين بيسيه " تشابها في الجوهر أكثر منه في المظهر .. في العينين , وفي الأنف .. والشفتين .. والأهم في التصرف والبساطة في المظهر , والعمق المحير في الشخصية , والإخلاص الواضح في المنطق , وكتب إليها بعض ما يسميه شعرا يتغزل باسمها ويناجيه
                              وكانت تناقشه في هذه الكلمات الأدبية فتظهر ضعفها الأدبي , مما جعله يستاء منها لأنها كذبت عليه فازدادت نقمته عليها عندما بدأت تهتم بجمالها وتنسي عقلها .
                              فكتب إليها يستفز مشاعرها , ويلهيها بكلمات له\علها توقظها فقال لها : لم أكن مخطئا حين أحببت الحرمان في عينيك ... ولم أكن مكابرا حين وجدت المحبة في مشاعرك .. ولم أكن ضعيفا حين سعيت بقلبي إليك .. ولم أكن ضائعا حين حاولت بعقلي إنقاذ عواطفك .. فقد كنت صديقا إليك .. وبذلت جهدي وسط الضياع كي انتشلك .. وكنت مخلصا .. كنت وفيا .. وصدقت الجمال وأنا أقرأ لغة عينيك .. فقد كنت عطوفا علي الدوام معك
                              وبدأ يحاول معها لعلها تستيقظ من التوهان الذي تعيشه , وأخذ يعدد لها الجميلات اللاتي يشبهنها .
                              تلك الممثلة العربية ذات العيون الساحرة , كم هي محبة ومخلصة لزوجها , وكم هي عظيمة بهذا الإخلاص .. أنك جميلة مثلها يا لمياء فلماذا لا يكون عقلك مثل عقلها ..؟؟
                              لقد رفضوا في الغرب بكندا عقلية مارجريت فلا تكوني مثلها ..!!
                              ولكنها لم تكن علي استعداد أن تسمع منه شيئا , لأنها شعرت بأنها جميلة لدرجة لم يعد " أديب " قادرا علي مماثلة هذا الجمال , بل اتهمته بأنها لم تعد لديها أي رغبة في أي رجل , لأنهم جميعا لا يستحقونها ..
                              وكانت حكاية "مارجريت ترودو " مع زوجها رئيس الوزراء الكندي تملأ الدنيا ضجيجا واكتشف أن التشابه الكبير بين لمياء ومارجريت ترودو "
                              يتعدي المظهر ليصل إلي عمق الشخصية فيهما .. فتلك المرأة الكندية تحترم زوجها وتقدره ولكنها لا تحبه فتركته مع أطفالها وأطفاله وسعت لاهثة وراء اللهو والمجون والعبث , فذهبت إلى هوليوود وفشلت .. ثم جربت أن تكون كاتبة , فلم تجد سوى جنونها وطيشها وغرامياتها لتؤلف كتابا عنها وفي النهاية لم تجد نفسها إلا في شقة صغيرة تقضي فيها أيامها في أرق وقلق لتذهب في نهاية الأسبوع زائر لرئيس الوزراء السابق وزوجها السابق فتستريح عنده مع أطفالها , ثم تعود لوحدتها باقي أيام الأسبوع .. وها هي " لمياء " تفترض فيه أن يمثل معها نفس الدور .. تريد لمياء منه أن تكون أستاذها , تستريح عنده وقت الحاجة .. وتبتعد عنه إذا وجدت راحتها مع غيره .. وهكذا تكون قد اختارت له دور المرمطون لأنه لم يكن في المركز الأقوى .. إنه أضعف من أن يقبل ذلك .. ولا يمكنه أن يفعله لأنه يحب ب‘خلاص ولا مكان للتمرد عنده , لأن المجتمع الذي يعيشانه لا يرحم المتمردين , فكتب إليها
                              واصفا إياها بكل الصفات التي لا تحبها فتاة نرجسيه مثلها:
                              ثارت عليه , نعتته بكل النعوت , وكان سعيدا لأنه أثار غيظها .. لقد كانت سعادته نابعة من كونه لم ينهزم أمام جبروت جمالها .. وقد كان خائفا على نفسه من الضياع وسط هذا الجمال كما ضاعت حكومة كندا من ترودو بسبب حبه لمارجريت .. فقد كان قلقا لضياعه شخصيا لأنه لا يملك سوى عقله وعمله .. وكاد أن يخسرهما بسبب الحب المجنون .. وكادت أن تبعث به إلى معارك يقتتل فيها مع الآخرين .. فالحوار الدائر بين أديب ولمياء كان حوارا يدور بين الجمال الطاغية , وبين الأدب والمثالية .. إنه حوار لا يجعل من أديب عدو للمرأة , لأنه حوار لا يجعل من أديب عدو للمرأة , لأنه يحترمها ويقدرها وفي أغلب الأحيان يقدسها .. ولكنه حوار يقاوم به الأنثى المتشبهة بالأفعى .
                              وكانت رسالة قاسية بعد أن رفضته بقسوة .. لدرجة أفقدتها صوابها ,
                              تلك القصة التي دارت بين أديب ولمياء .. جعلت من أديب يعيش بعقدة من الجميلات .. ويتذكر رواية والده وحكمته وخبرته في مثل هذه المسائل , ولم يجد أفضل من أن يوكل مهمة اختيار شريكة حياته إلى والده , لأنه اقتنع بينه وبين نفس بعدم قدرته على اختيار شريكه حياته , وهو يحمل في داخله تلك النظرة السوداوية عن الجميلات , وفي نفس الوقت لا يمكنه أن يختار لنفسه شريكه حياة ليست جميلة , لأنه يملك أحاسيس شاعر , وتلك الأحاسيس تدفعه نحو الجمال دائما وأبدا حتى ولو كان معقدا من الجميلات .. كما أنه سيكسب رضا أسرته ووالده عندما يتزوج باختيارهم .. وهذا ما فعله ولأنه يملك أحاسيس الشعر فلن يكون شريرا وسيقبل باختيار أسرته له مهما كان المشكلة تمس أحاسيس الشعراء والأدباء .. وهم يدعون للحب والخير والجمال , ويسعون إليها بكل ما أوتوا من قوة في البلاغة والوصف ولكن أغلبهم لا يحاولون معايشة الواقع الذى يحلمون به , لأنهم يفضلون دائما أن يبتعدوا عن تلك القيم والمثل التي يدعون إليها حتى يحافظوا على درجة حبهم القوية لهذه القيم الجمالية خاصة عند المرأة .
                              وعندما اختار له والده شريكة حياته , لم يناقش ولم يسأل , ولم يستفسر كل ما فعله أنه طلب من والده أن يتأكد من حسن تصرفها معه وأن شرطه الوحيد في شريكه حياته أن تحتمل معه الكثير من الطعم المرير مع القليل من الطعم الجميل .. لأنه بأحاسيس الشاعر بفضل الحياة على هواه فأحيانا يحب الوحدة , وأحيانا بفضل الضوضاء , وغالبا يميل إلى أن يتكلم كثيرا دون مقاطعة , وكثيرا ما يحب أن يطلب كل الأشياء فيسمع كلمات الموافقة والإيجاب حتى لو لم توجد مثل هذه الأشياء .
                              و" أديب" رغم أنه موظفا عاديا جدا , إلا أنه يحوي بين ضلوعه أحاسيس الشاعر , التي تجعل منه رجلا عاديا وغير عاديا .. وعندما عرف أن والده قد اختار له فتاة في السادسة عشر استحسن الاختيار لأنه سيحاول أن يشكلها على رغباته .. وعندما عرف أنها عاقلة ومطيعة وذات جمال معقول حمد الله كثيرا .. وبدأ يعد نفسه لتلك الحياة .. ومنذ الليلة الأولى لزواجه بها عرف أن أهله أحسنوا له الاختيار , فإن الرجل العادي كثيرا ما يميل إلى المرأة التي تشعره برجولته وبأنها مدفوعة إليه لحاجتها ولحبها له .
                              والرجل في كل مكان وزمان لا يفضل أن تكون مجرد هيئة بجوار زوجته , أو أن تكون "مرموطا" , لها .. فإذا لم يجد الرجل من تفهمه , فإنه يفضلها بعقلها وحبها واحترامها وطاعتها له .. فكثيرون من الرجال الذين اختاروا الجمال ونسوا العقل ..
                              ثم عاشوا في مشاكل لم تنته , إلا بأمر من اثنين : أما أن يتحول الرجل إلي مدير أعمال لزوجته , أو أن يذهب معها مرة أخرى إلى المأذون .. وكلتا النتيجتين , لا يفضلهما الرجل ولا يصبر عليها مهما طال الزمن عليه .. و"أديب" نسى "لمياء" وحبه لها لأنه شعر بأن حياته معها ستوصله إلى إحدى النتيجتين .
                              فاكتفى منها بالذكريات والخواطر , وفضل أن تعيش حياته كرجل .. رجل مع امرأة تقدره وتحبه بتفان وإخلاص .. فالعقل تاج يجب أن تلبسه كل امرأة وأى امرأة تريد السعادة لنفسها ولبيتها يحب أن تفكر بعقلها وتنسى جمالها فليس "أديب" وحده الذي يفضل العاقلات على الجميلات , ولكن الرجال جميعهم يفضلونها "عاقلة" .

                              تعليق

                              • يسري راغب
                                أديب وكاتب
                                • 22-07-2008
                                • 6247

                                #45
                                ولست ملاكا .. ولست شيطانا ..
                                --------------------
                                صديقتي العزيزة ..
                                أنا أفهمك .. ولا يمكنك أن تقولي غير ذلك .. وأنت تعلمين كم أنا صديق مخلص لك .. ولكنك لصداقتي تنكرين وأحيانا لها ترفضين .
                                وبمنطق .. الصداقة أتحدث إليك ومعك .. لأنني كنت يوما أعتز بك وافتخر .. كنت أشيد باجتهادك وبراءتك , كما كنت معجبا بجمالك وأنوثتك ..
                                وبالمعنى الصريح كنت أحبك صادقا .. لأنك كنت الشخصية المثالية لفتاة الأحلام .. وعندما رفضت دورك معي كفتاة أحلام .. أصبح لا يحق لي أن أعتز بك وافتخر لأن ذلك من حق غيري علي حسب ما أعتقد أو لأنك تغيرت إلى مواقف فيها السلبية واللامبالاة وعدم الحرص في الحياة ..
                                نسيت الاجتهاد , وأصبحت كسولة خاملة ترضي بالجلوس أميرة بدون إمارة .. وتلك الحالة أوقعتك في حالة من حالات انعدام الوزن .. فكيف تكوني أميرة وأنت لا تملكي إمارة تحكمينها .. تلك مشكلة .. أمر بها أحيانا عندما أشعر بأنني نجحت في عمل من الأعمال فأتخيل نفسي أن هذا العمل لن يتم بدوني , فتصيبني حالة الغرور .. والغرور كثيرا ما يؤدي إلى الفشل.. والفشل في حد ذاته نكسة .. ومرة واحدة يا صديقتي تغيرت الأحوال معك , من فتاة نقية وبريئة طاهرة إلى أنثى ناضجة .. وهذا التغيير السريع أدى بك إلى حالة من حالات التناقض الرهيب .. فأنا ملاك وأما شيطان .. فأنت ملاك مع الملائكة .. ولكنك شيطانه مع الشياطين .. ولم تعلمي أن الملائكة سيصدمون بك لو عرفوا أن لك صلة بالشياطين , وسوف يبتعدون عنك .. كما أن الشياطين سيضحكون معك وربما عليك إذا عرفوا أنك تعاشرين الملائكة وتخالطيهم .. وأنا أجد فيك فتاة الأحلام .. ولازلت كذلك .. لكني مصدوم بك .. لأنك مصدومة بنفسك .. مصدومة بتجاربك ومن هي في جمالك وثقافتك , لا يجب أن يصدمون بذاتهم .. إلا أنك صدمت بنفسك من خلال صدماتك بتجاربك .. ولكن التجارب في حياة كل منا , أستاذ يعلمنا , وليس جلادا يقسو علينا .. فإذا تركنا المجال لتجاربنا أن تكون جلادا علينا , سوف نحكم علي أنفسنا بالفشل وخيبة الأمل .. بينما المفروض فينا نحن الشباب المثقفون أن نفتح طريق الأمل , ونزرعه في نفوسنا .. وهذا ما أريده منك الآن .
                                أنك الآن تحتفلين بعيد ميلادك الثاني والعشرين .. وهو عمر ليس بالقليل وليس بالكثير .. مع أنني أعترف بأنك عشت في هذا العمر تجارب تصل إلى عدد سنوات عمرك في تخيلي .. وسوف أترك لخيالي العنان لكي يعترف علي الورق بهذه التجارب بدلا عنك .. وسوف أقسم عمرك هذا إلى مراحل متعددة .. أولها مرحلة الطفولة حتى الثانية عشرة ربيعا وهي التي شكلت فيك الملاك .. وعوملت فيها بدلال وتمييز عم غيرك من الأخوة والأخوات , كان الحب يملأ جوانحك من كل جانب وباب .. حتى الشبابيك الصغيرة في تلك الفترة من عمرك كان يدخلها الهواء النقي المملوء بالمحبة والصفاء والنقاء .. وتجاربك في هذه السن جعل منك ملاكا لا يفكر إلا في الحب والحق والخير والجمال .

                                ومن الثالثة عشرة وحتى الثامنة عشرة أدركت أنك جميلة ..
                                وكنت مراهقة محبوبة من الشبان .. أبناء العم وأبناء الخال وزملاء المدرسة .. وأبناء الجيران .. وكنت بالشعور الملائكي معطاءة في علاقاتك بهم , الكلمات الجميلة .. والهمسات الدافئة الرقيقة .. وأحلام الشباب العذبة .. تعيشينها بمثالية وخيال تفرطين فيه كثيرا , وأنت لا تشعرين بالخطأ , وأنا وألف تماما أنك كنت تستيقظين في الصباح الباكر لتؤدي صلاة الفجر في حينها .. ثم تتناولين إفطارك بشفافية , ترافقك نظرات الحب من عائلتك ثم تخرجين إلى المدرسة , قد يقابلك ابن الجيران فتبتسمين له , ثم تجلسين مع زميل المدرسة فتضحكين معه , وتعودين إلي المنزل لتؤدي صلاة الظهر بكل الشفافية التي تملكينها في هذا السن .. وغفوة القيلولة تأخذك بأحلامها إلى بعيد مع نجوم الشاشة والسينما والرياضة المشهورين .. وتسبحين في عالم آخر مع فتى الأحلام .. ولا يوقظك من هذه الأحلام إلا صيحات ابن العم أو ابن الخال فتنهضين من نومك لتمارسين معه كافة الألعاب بقصد أو بغير قصد .. ولكنها في اعتقادك وكما تتخيليه ليست خطأ أو تقترب من الخطأ .. لأنه الواقع الذي تعيشين فيه ..

                                إعجاب مستمر من الجميع .. وإيمان داخلي مستقر وقوي .. حالتك عجيبة وغريبة ولم تجدي من ينصحك , فأنت الأجمل .. وأنت الأفضل .. مع والديك .. مطيعة وطيبة .. ومع إخوانك متسامحة .. ومع ابن الجيران سعيدة مبتسمة .. ومع زميل المدرسة مرحة ضاحكة . ومع ابن العم وابن الخال متحررة دون تحفظ .. فلماذا لا يحبك الجميع ؟؟ ولماذا تشعرين بالخطأ أيا كان ..؟ وهل الشعور بالحب خطأ .. وكل ما يملأ فكرك ووقتك مع الجميع هو الحب .. فوصل بك الحال يا صديقتي كما أتخيل إلي الشعور بأنك يجب أن تكوني محبوبة عند الجميع .. والمثالية عند الجميع .. والأفضل عند الجميع .. ولم تجدي من يخبرك بأنك بلغت الثامنة عشر من عمرك . وإن الحب أنواع .. هناك حب عاطفي .. وهناك حب إلهي .. وهناك حب وطني .. بالتحديد ..؟!
                                لأنك لم تجدي من يرشدك إلي تنويع علاقاتك بالناس . علاقتك بأصدقائك تختلف عن علاقاتك بأقاربك تختلف عن علاقاتك بأحبابك .. وتختلف عن علاقاتك بجيرانك , لكل علاقة من هذه العلاقات معيار محدد يجب مراعاته وهذه المعايير غابت عن ذهنك تماما .. وأنت تبدأ ين في المرحلة الثالثة من حياتك في الحياة .. وهي المرحلة التي تعيشها الآن ..
                                فقد شاءت قدرة الإله أن تحرمك من استكمال تعليمك الجامعي .. وكان ذلك إحباط لأحلام الذاتية ولو أنك بمشاعر الحب تمكنت من تعويضها .. وبدأت حياتك العملية في سن الثامنة عشر .. وبدأ احتكاكك بمجموعة من البشر مجموعة مختلفة .. أجناس مختلفة طباع مختلفة ..
                                لغات مختلفة .. ولا يجوز التعامل معهم بطريقة واحدة أو بعقل واحد أو قلب واحد .. ألا أنك والحق يقال فزت من الجميع بالرضا والثقة والحب .. كنت أكبر من همسات زميلاتك , فلا تجاريهن أحاديثهن , لأنك واثقة أنك الأجمل , فلماذا تغضبي منهن .. فكان هذا يجبرهن علي مصادقتك .. وكنت مجتهدة في عملك تنجزين أكثر الأعمال في أسرع الأوقات , وأدق المواصفات .. ولذا فقد حزت علي محبة رؤسائك وتعاطفهم معك .. حتى مديرك الأعلى أعجب بك , وجعلك قريبة منه لما رأه من إعجاب الجميع بك .. كما إنك كنت ذكية معه , وأنت تتصرفين أمامه تصرفات طفلة بريئة صغيرة .. تخنقها العبرات ويحمر وجهها خجلا واستحياء عند سماع كلمة من هنا أو هناك .. أو تدخلين عليه والدموع تغرق عينيك محتجة على زميل من زملائك في العمل .. فكان يزداد إعجابه بك .. وكانت تجاربك السابقة تجعلك لا تعرين بالخطأ في تصرف من التصرفات .
                                - فماذا يعني لو أنك جعلت كل زملائك يهيمون ويعجبون بك دون سواك . ؟؟
                                - لماذا يعجب زميلك بزميله أخري لك .. وأنت موجودة أمام عينيه ..؟
                                - لماذا يغازلها ويضحك معها ..؟ فتهاجميه وتشجيعه على حبك وتركها ..؟
                                ومع هذا لا مانع عندك أيضا من أن تسمعي كلمات الإعجاب والغزل وتضحكين لها وتفرحين مع زميل آخر .. إنه الشعور بالأفضلية والحب في وقت واحد .
                                في نفس الوقت الذي تسمحين فيه لثالث أن يغازلك لتدركي فقط مدي تأثيرك عليه .. حتى يكتمل الشعور بالأفضلية عندك .. وماذا في الأمر إذا خرجت مع رابع في سيارته إلي نزهة قصيرة على كورنيش البحر , وهل في ذلك الأمر من خطأ ترتكبيه ؟
                                أما المصيبة الكبرى فهي في علاقتك بزميل خامس , وجدت أنه قد ابتذل نفسه , ولم يعد له أهمية تذكر عندك لكثرة ما سمعت من إعجابه بك .. والطامة الكبرى في أن تحاولي مد جذورك إلي سادس متزوج , لكي تختبري أفضليتك مع المتزوجين , ولا تجدي في ذلك عيبا أو خطأ ..
                                صديقتي العزيزة :
                                جمال المرأة في عطائها علي كل المستويات .. في العطاء الأسري , والعطاء الوطني , والعطاء الديني , والعطاء العاطفي وفي كل جانب من هذه الجوانب حدود للعطاء يجب أن تلتزمين بها .. حتى لا يكون العطاء مبتذلا ورخيصا .. واعلمي يا صديقتي .. أن العطاء لا يكون عطاء إذا كان مشروطا .. واعلمي أيضا أن الحياة بالصراحة والصدق والشفافية مع الجميع في كل الأوقات هو الذي يحمي الجمال من استهتار الآخرين به وبقيمته الرفيعة ..
                                وإذا شعرت بالحب أعلمي أين ومتى وكيف ومن تحبين ؟
                                وتلك الأسئلة الأربعة لو استطعت الإجابة عليها بحكمة وتفكير سليم لن يصيبك الدوار ولن تشعري بالضياع ..
                                صديقتي ..
                                أنك لست ملاكا .. ولكنك لست شيطانا ..
                                فاعرفي نفسك جيدا .. وحددي موقفك ..
                                أما أن تكوني مع الملائكة .. وأما أن لا تكوني كذلك ..
                                فلا توجد منطقة وسطى في مثل هذه المواقف :
                                وكما قال شاعركم أني خيرتك فاختاري
                                لا توجد منطقة وسطي بين الجنة والنار
                                فاختاري ..........
                                إما أن تكوني ملاكا .. أو تكوني شيطانا ...

                                تعليق

                                يعمل...
                                X