القلمُ و الملكُ.
يُحْكى أن كاتبا جريئا كان يزعج بكتاباته ملكا مستبدا لكنه ذكي (؟!!!) و قد ضاق ذرعا بالكاتب و قلمه و لم يرد القضاء عليه بضربة سيف أو بشيء آخر مما هو متاح للملوك و أكثر منه كما هو معروف و مستعمل عادة و ذلك لشهرة الكاتب و مكانته عند الشعب !!!
و في إحدى المناسبات الدينية أو الوطنية استقبل الملك وجهاء رعيته و كان كاتبنا الهمام من بينهم طبعا، و لما جاء دور بطلنا لتقديم فروض التحية و ليس الولاء لأنه كان من "المعارضين" المشاكسين، على ندرتهم و غربتهم، استقبله الملك بحفاوة و نوه بجرأته و سيولة قلمه الجميل الجليل، و قال له :"إنني أقرأ كل ما تكتبه دائما" و سكت و لم يزد على هذا. شكر الكاتب الملك مستغربا طيبته و تواضعه !!!
عاد الكاتب إلى بيته بعد انتهاء الحفل و كان عليه أن يكتب مقالته اليومية، أمسك القلم، و بدأ يكتب كعادته و كلما خط كلمة تذكر مدح الملك له و لقلمه، فأخذ يشطب و يمحي أو كما أقول أنا: "كانت يده توحي و عينه تمحي"، ناقدا نفسه بنفسه قائلا:" هذه الكلمة لا تعجب الملك، و هذه تغضبه، آه، هذه قاسية، و هذه لا تليق" و هكذا... فلم يستطع إكمال مقالته و أصابه الضجر "القاتل" فأمسك قلمه بعصبية و كسَره بعنف ... "اشْرخْ !!!"
(البُليْدة يوم الأربعاء 3/12/2008 الموافق 5/12/ 1429 صباحا)
تعليق