القلم و الملك ! (قصة قصيرة)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    القلم و الملك ! (قصة قصيرة)

    القلمُ و الملكُ.

    يُحْكى أن كاتبا جريئا كان يزعج بكتاباته ملكا مستبدا لكنه ذكي (؟!!!) و قد ضاق ذرعا بالكاتب و قلمه و لم يرد القضاء عليه بضربة سيف أو بشيء آخر مما هو متاح للملوك و أكثر منه كما هو معروف و مستعمل عادة و ذلك لشهرة الكاتب و مكانته عند الشعب !!!

    و في إحدى المناسبات الدينية أو الوطنية استقبل الملك وجهاء رعيته و كان كاتبنا الهمام من بينهم طبعا، و لما جاء دور بطلنا لتقديم فروض التحية و ليس الولاء لأنه كان من "المعارضين" المشاكسين، على ندرتهم و غربتهم، استقبله الملك بحفاوة و نوه بجرأته و سيولة قلمه الجميل الجليل، و قال له :"إنني أقرأ كل ما تكتبه دائما" و سكت و لم يزد على هذا. شكر الكاتب الملك مستغربا طيبته و تواضعه !!!

    عاد الكاتب إلى بيته بعد انتهاء الحفل و كان عليه أن يكتب مقالته اليومية، أمسك القلم، و بدأ يكتب كعادته و كلما خط كلمة تذكر مدح الملك له و لقلمه، فأخذ يشطب و يمحي أو كما أقول أنا: "كانت يده توحي و عينه تمحي"، ناقدا نفسه بنفسه قائلا:" هذه الكلمة لا تعجب الملك، و هذه تغضبه، آه، هذه قاسية، و هذه لا تليق" و هكذا... فلم يستطع إكمال مقالته و أصابه الضجر "القاتل" فأمسك قلمه بعصبية و كسَره بعنف ... "اشْرخْ !!!"

    (البُليْدة يوم الأربعاء 3/12/2008 الموافق 5/12/ 1429 صباحا)
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

  • نعيمة القضيوي الإدريسي
    أديب وكاتب
    • 04-02-2009
    • 1596

    #2
    هناك مثل يقول الحيلة أحسن من العار وهذا مانهجه الملك نحو الكاتب،قتله معنويا أكثر من تصفية جسدية،أبعده من حساباته بلعبة ذكية تاهت عن الكاتب،وعوض أن يفكرمات حتى التفكير وتخلص من قلمه وبذاك تخلص الملك من مشاكسته.
    أكيد هي قصة رمزية وغنية الدلالة أبدعت كعادتك دوما.
    تحياتي واحترامي





    تعليق

    • حسين ليشوري
      طويلب علم، مستشار أدبي.
      • 06-12-2008
      • 8016

      #3
      السياسة باللطف أنجع !

      المشاركة الأصلية بواسطة نعيمة القضيوي الإدريسي مشاهدة المشاركة
      هناك مثل يقول الحيلة أحسن من العار وهذا مانهجه الملك نحو الكاتب،قتله معنويا أكثر من تصفية جسدية،أبعده من حساباته بلعبة ذكية تاهت عن الكاتب،وعوض أن يفكرمات حتى التفكير وتخلص من قلمه وبذاك تخلص الملك من مشاكسته.
      أكيد هي قصة رمزية وغنية الدلالة أبدعت كعادتك دوما.
      تحياتي واحترامي
      أهلا بك سيدتي الكريمة نعيمة !
      أنا سعيد بأن كنت أول القارئين لقصتي القصيرة، شكرا لك على تعليقك المتميز.
      بعض الناس يظنون أن السياسة "عنف" فقط و ينسون أنها "لطف" كذلك أو هي مزيج منهما! و "السياسة اللطيفة" قد تحقق لصاحبها ما لا تحققه له الأخرى "العنيفة"، ليت أحزاب "المعارضة" في الوطن العربي، و الذين هم إلى "المطاولة" أقرب منهم إلى المعارضة، يدركون أن السياسة فن و علم و ... دهاء !
      تحيتي و تقديري.
      sigpic
      (رسم نور الدين محساس)
      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

      "القلم المعاند"
      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

      تعليق

      • الحسن فهري
        متعلم.. عاشق للكلمة.
        • 27-10-2008
        • 1794

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
        القلمُ و المَلكُ.

        [align=right]يُحْكى أن كاتبا جريئا كان يزعج بكتاباته ملكا مستبدا لكنه ذكي (؟!!!) وقد ضاق ذرعا بالكاتب وقلمه، ولم يرد القضاء عليه بضربة سيف أو بشيء آخر مما هو متاح للملوك وأكثر منه كما هو معروف ومستعمل عادة، وذلك لشهرة الكاتب ومكانته عند الشعب !!!
        و في إحدى المناسبات الدينية أو الوطنية، استقبل الملك وجهاء رعيته و كان كاتبنا الهمام من بينهم طبعا،
        ولما جاء دور بطلنا لتقديم فروض التحية وليس الولاء، لأنه كان من "المعارضين" المشاكسين، على ندرتهم وغربتهم، استقبله الملك بحفاوة ونوه بجرأته وسيولة قلمه الجميل الجليل، وقال له :" إنني أقرأ كل ما تكتبه دائما " وسكت ولم يزد على هذا. شكر الكاتب الملك مستغربا طيبته وتواضعه !!!
        عاد الكاتب إلى بيته بعد انتهاء الحفل، وكان عليه أن يكتب مقالته اليومية، أمسك القلم، وبدأ يكتب كعادته
        وكلما خط كلمة تذكر مدح الملك له ولقلمه، فأخذ يشطب ويمحي أو كما أقول أنا: "كانت يده توحي وعينه تمحي"، ناقدا نفسه بنفسه قائلا:" هذه الكلمة لا تعجب الملك، وهذه تغضبه، آه، هذه قاسية، وهذه لا تليق"
        وهكذا... فلم يستطع إكمال مقالته وأصابه الضجر "القاتل" فأمسك قلمه بعصبية وكسَره بعنف ... "اشْرخْ !!!"[/align]
        [align=left](البُليْدة يوم الأربعاء 3/12/2008 الموافق 5/12/ 1429صباحا)[/align]
        بسم الله.
        العزيز الفاضل/ حُسيْن ليشوري،
        كلّ عام وأنتم إلى الله أقرب،
        هأنذا قد لبيْت الدعوة،
        فما وجدت إلا الخير والجمال والمتعة..
        بارك الله فيك أيها الرجل الكريم.
        صدَقت،
        السياسة فن وعلم و... دهاء!!!
        وذلك ما أوقع صاحبنا في حيص بيص،
        وقد أسقط في يده، ولم يدر ما يصنع،
        أمام تأثير "حكمة الملك" السياسيّة..!!!
        شكرا على المتعة المزجاة.
        والله المستعان.
        تحيات وردية من أخيكم.
        ----------------------------
        (ربّما كان " مَحا " الواويّ أكثر وأغلب استعمالا، والله وأعلم)


        التعديل الأخير تم بواسطة الحسن فهري; الساعة 02-01-2011, 11:41.
        ولا أقـولُ لقِـدْر القـوم: قدْ غلِيَـتْ
        ولا أقـول لـباب الـدار: مَغـلـوقُ !
        ( أبو الأسْـود الدّؤليّ )
        *===*===*===*===*
        أنا الذي أمرَ الوالي بقطع يدي
        لمّا تبيّـنَ أنّي في يـدي قـلــمُ
        !
        ( ح. فهـري )

        تعليق

        • حسين ليشوري
          طويلب علم، مستشار أدبي.
          • 06-12-2008
          • 8016

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة الحسن فهري مشاهدة المشاركة
          بسم الله.

          العزيز الفاضل/ حُسيْن ليشوري،
          كلّ عام وأنتم إلى الله أقرب،
          هأنذا قد لبيْت الدعوة،
          فما وجدت إلا الخير والجمال والمتعة..
          بارك الله فيك أيها الرجل الكريم.
          صدَقت،
          السياسة فن وعلم و... دهاء!!!
          وذلك ما أوقع صاحبنا في حيص بيص،
          وقد أسقط في يده، ولم يدر ما يصنع،
          أمام تأثير "حكمة الملك" السياسيّة..!!!
          شكرا على المتعة المزجاة.
          والله المستعان.
          تحيات وردية من أخيكم.
          ----------------------------
          (ربّما كان " مَحا " الواويّ أكثر وأغلب استعمالا، والله وأعلم)

          أهلا بك أستاذي الفاضل و ألف شكر لك على مرورك الكريم وتعليقك العليم،
          بارك الله لك في علمك و عمرك و زادك من فضله، اللهم آمين.
          سعدت، و الله، بقراءتك و تعليقك و ملاحظتك و لا حرمني الله من توجيهاتك و تصويباتك.
          لقد استعملت الفعل "محى" يمحي محيا اليائي بدلا من محا يمحو محوا الواوي مراعاة لـ "توحي" الواردة في المثل "العين توحي و اليد تمحي" و هذه هي القضية كلها.
          دمت، أستاذي الفاضل، على التواصل البناء الذي يغني و لا يلغي كما هو دأبك،
          و دمت في رعاية الله و حفظه.
          تحيتي و مودتي و امتناني.
          sigpic
          (رسم نور الدين محساس)
          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

          "القلم المعاند"
          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

          تعليق

          يعمل...
          X