أغنية للحب و البحر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • د. جمال مرسي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة abdullah kurraz مشاهدة المشاركة
    قراءة ثيماتية وتفكيكية لقصيدة "أغنية للحب و البحر" للشاعر الكبير د. جمال مرسي

    العنوان يجئ بدلالة رومانسية كونية حيث التجاور بين الحب – كقيمة معنوية وشعورية وإنسانية متسيدة – والبحر – كعنصر هام في الطبيعة الكونية وذي دلالات متعددة ومتحولة منها الإيجابي ومنها السلبي، منها ما هو خير ونعمة ومنها ما هو شر ونقمة، ولكن يبدو أن الشاعر يتحيز لكليهما بدلالاتهما الإيجابية، ومسكوناً بهما لدرجة انه يغني لهما أغنية الملاح في عهود سابقة عندما كان يتبوأ سطح البحر عرشاً للبطولة والحب والعشق كشهادة لمحبوبته بتفوقه في ركوب البحر وخوض عبابه واستكناه خباياه ودرره وتفاصيل العيش في موجاته وأعماقه، واقعاً وخيالاً.
    ومن هذا البوح الاستهلالي الغنائي يبدأ الشاعر رحلته وحيداً متفاعلاً مع طبيعة الكون المتجسدة خصيصاً في البحر وموجاته وقت تسربل ظلام الليل على ناصية الشاعرية والتجربة الرومانسية، مع عزم إنساني في مواكبة الخضم المتجسد إنساناً يرتدي حلته وملاءته التي تلف خضم البحر، راسماً لوحة بحرية تتسيدها لحظات صمت وسكون تنطوي على تأمل ومناجاة وحوار صامت بين الشاعر والبحر بكل طقوسه وتضاريس المغامرة في ركوب أمواجه. وهنا نحس أننا أمام تجربة رمزية وخيالية لا تنأى بعيداً عن واقعية الحدث ومعانيه في استلهام صورة البحر واستحضار كل ما يدور في فضاءاته الكونية حيث،
    وحيداً
    أُطِلُّ على البَحرِ أرقُبُ أمواجَهُ
    ومن هناك يشتبك الشاعر مع البحر في رقصة حوارية تفضي لأن تجعل البحر نفسه "يلَوَّحَ لي بالسَّلامْ" (تم إضافة ياء المضارع للفعل لوّح حتى نجعل حركية الصورة أكثر إثارة وحيوية ودلالةً)
    لكن نفاجأ بفكرة العدمية عندما يخبرنا الشاعر أنه يقف في عزلته البحرية وتكتنف مساحة وجوده هناك الرمال التي تطالعها أمواج البحر رقصاً ومداعبةً هادئةً ودالة على انحياز الشاعر لموقف العزلة والانفراد بتأمل البحر وأشيائه دون تشتيت أو منغصات أو تعكير لصفو الحوار الجميل المرسوم على شاطئ لا يعرف أحداً أو شيئاً سوى صورة البحر نفسه وتنهض من بين رمال البحر المغتسلة بالماء المتحرك صورة المداعبة والتي ترتسم أمام عيني الحبيبة "على موجتين" تتكرران وتتدافعان على الرمال، وتتحوّل عيناي الحبيبة الموسومة إلى قمرين "استفاقا لتوهما" وبحركة تعبيرية مفاجئة ومدهشة وبلغة شاعرية وفنية وبليغة وتصوير دلالي ورمزي يحيل التجربة برمتها لطقوس تتراءى في لوحة غزيرة الدلالة والمغزى وتحمل جزءاً وافياً من هموم الشاعر، حيث:
    لا شيئَ حولِيَ غيرُ الرِّمالِ
    تُداعِبُها موجةٌ في هُدوءْ .
    و عيناكِ تَرتَسِمَانِ على مَوجَتَينِ
    كأنَّهًما قَمَرانِ استفاقا لِتَوِّهِمَا
    وسرعان ما يتحول الخطاب بشكل حيوي وصادق في التعبير والدلالة والفصاحة ليغطي مساحة توازي ما سبق حدوثه مع العينين والموجات المداعبة لرمل الشاطئ في:
    و قلبيَ قاربُ عِشقٍ كبيرٍ
    تَحَمَّلَ بالشَّوقِ و الوردِ
    و النَّرجِسِ الجَبَلِيِّ
    لِيُبحِرَ في مُقلتيكِ
    إليكِ
    لنرى أن قلب الشاعر المفعم بالحيوية والنشاط والحركة والنبض العاطفي والشاعرية تحوّل لقارب يملأه العشق المدجج "بالشوق والورد والنرجس الليلي" كي ينتشي فعل الإبحار في مقلتي الحبيبة التي تتصارع مع البحر في مرأى وخيال الشاعر ووجدانه وأقطاب هواه، على أن هذا التجاور وبطريقة الانزياح الفني والشعوري والانطباعي يسمو بالقصيدة فوق أشرعة البحر ذاتها ويضفي على عالم الحسيات عمقاً إبداعياً وفكرياً وثيماتياً يطيب للشاعر نفسه ولهواه، خاصةً إذا ما رأينا تداعي الصورة وبؤرها النصية والسياقية في ذات النص المفتوح على تأويلات عديدة وقيمٍ لا تنتهي في دلالاتها وإيحاءاتها الرمزية والإشارية، عندما نتأكد أن القارب يشبه في قارب النجاة والمرساة التي تعيد ثقة البحار للبحر، وهنا لا بد من استنباط تناص نوعي مع رواية "الرجل العجوز والبحر" لإرنست همنجواي الروائي والمسرحي الأمريكي العملاق، حيث يصبح القارب بمن عليه،

    يُصارعَ كُلَّ لُصوصِ البحارِ
    ليرسوَ فوقَ شواطئِ قلبٍكِ
    حيثُ يطيبُ المُقامْ .

    وبعد ذلك المفتتح الجميل والملحمي، يأخذنا الشاعر العارف بحياة البحار و تلافيفها لأعماق تاريخية تأتي لنا بالفارس العربي - الذي نحسبه هنا الشاعر ذاته – لكي تستقبله الحبيبة بواسع عينيها الكونيتين، ويذكرنا بالعالقة من شعراء الجاهلية والفروسية عندما كانوا يكتبون أشعارهم ممزوجة بالعاطفة والغزليات وهم يهيمون بغبار الحرب وصليل السيوف فتخرج مدججة بالحيوية والحركة والصدق والتأثير:

    فَهلاَّ فتَحتِ مَوانِئَ عينيكِ للفارسِ العَرَبِِيِّ
    فَقَد آَنَ بَعدَ عَناءِ الطَّريقِ الطَّويلَةِ
    أن يستريحْ .
    ثم تنهال في اللوحة الممتدة من النص صورٌ شاعرية تخرج من أتون التجربة على حركيتها وفيزيائها وتدل على ذات النبرة الحالمة بطقوس الطبيعة الرائعة محيلاً النص برمته لرومانسية وصفية – أو وصف رومانسي - تستحيل لأسطورة على يد الشاعر وقلمه بما تحمله من دلالات رمزية وإشارات مجازية توحي بصدق التجربة وحيوية الخيال لدى الشاعر وقصيدته، حيث،

    و كَفُّكِ مثلُ نسيمِ الصَّباحِ
    تَمُرُّ بِرِفقٍ على وجنَتَيهِ
    و تمسحُ عنهُ غبارَ السِّنينَ
    و نزفَ الجُروحْ .
    وبنفس وتيرة التكثيف الإيحائي والتصويري الفني البليغ يأخذنا عالم النص لفضاءات حوارية مع البحر مرةً أخر ولكن هذه المرة يوجه الخطاب الشعري لربة البحر بعد أن اكتفى بمغازلة البحر ذاته وشبع منه، ومشتبكاً مع التاريخي والتراثي والثقافي بصوت عصري وحداثي ملهم ومتجدد ومؤثر،

    أيا ربَّّةَ البَحرِ :
    يعلمُ فارسُكِ العَرَبِيُّ الجَرِيحُ
    بأنَّكِ آخرُ أسفَارِهِ
    مثلما كُنتِ أَوَّلَهَا للخُلُودْ .
    ويعود من نافذة الإبداع ذاتها وبصورة متجددة البهاء والفنية والجمالية ليصف المحبوبة – بما تحمل من دلالات وإيحاءات تتعدى حدود الأنثى الإنسانة – بشكل يتماهى مع الخطاب الصوفي والروحي في:

    أنتِ رسولُ الضِّياءِ إليهِ
    و أنتِ الحياةُ و نبضُ الوَرِيدْ .
    أُحِبُّكِ يا ربَّةَ البَحرِ مُذ خَلقَ اللهُ هذا الخِضَمَّ
    و تَوَّجَكِ العاشقونَ عليهِ المليكَةَ

    ولي تعقيب بسيط – لو سمح لي شاعر النصوص الخالدة والحيوية – بخروج الصورة في "يأتمرُ الماءُ و الموجُ ، دهراً بأمرِكْ" هنا نلمس تداخلاً دينياً أتمنى أن أكون مخطئاً في استيعابه، حيث "الأمر يومئذٍ لله" ولا أمر إلا أمر الله وسلطانه فهو الآمر والناهي والمعطي والمانع.!! وأنا على يقين بامتناع حدوث هذه الهفوة عند وعي الشاعر وثقافته وعالمه المعرفي.
    وبالرغم من ذلك، يتحفنا الشاعر بشخصيات يستلهمها من وحي البحر وطبيعته وطقوسه وأشيائه محركاً في خيالنا ما يستعصي علينا تصويره وتخييله، حيث يجعل البحر يتحدث جاعلاً منه إنساناً يحاوره ويكسر عليه عزلته بعد أن طفح به الكيل والميزان، مقتفياً درب الشعراء العظام ممن استأنسوا بالبحر "مؤنسنينه" على ما يكتنزه – وأشياؤه - من عالم السحر الجمالي والدلالي والمعرفي والأسرار:

    يُحَدِّثًني البَحرُ عنكِ
    و كيف تلوَّنَ من مُقلَتَيكِ
    و كيف اكتَسَت شَمسُهُ حينَ نامت
    على صَدرهِ فِي الغُروبِ
    بتبرِكْ .

    ولا يخفى على أحدٍ من المتلقين في وجود مباشرة في التعبير إزاء هذا الوصف في "و عن ليلِهِ المُستَحِمِّ بشَعرِكْ "، على يقيني ببراءة الفكرة والمغزى والدلالة لدى الشاعر الذي يتمتع بسمو أخلاقه ودماثته وعلو قامته وأصالته، أنا مطمئن لذلك، ولكن ليطمئن قلب القراء أيضاً ويبتعدوا عن الظن والتخمين والتأويل بما ليس مقصوداً هنا من إثارة حسية أو صورة مؤثرة وتدخل باب الفحش من القول! هذا ليس قصد الشاعر هنا، بل كل ما تحمله الصورة من دلالات وإشارات تتأتى من صميم خيال الشاعر الذي يؤنسن البحر ليجعله يمارس طقوساً إنسانيةً في حضرة الجمال وبراءة المغزى.
    ولنا أن نتأكد من تلك الرؤية في تداعيات الصورة البحرية في:

    إذا ما ترنَّمَ كالطيرِ صُبحاً بشِعرِكْ .
    و لا يعلمُ البحرُ أنِّيَ أعلمُ عنكِ الذي ليس يعلمُ
    لكنَّني لا أبوحُ بِِسِرِّكْ .

    ثم استدعاء صورة الربيع واشتباكه مع الخريف على ما تحمله من دلالات أسطورية ومنمذجة في العرف الطقوسي لكل شعوب الأرض وحضاراتها على مر الزمن:
    و أن الرَّبيعَ الذي عِشتُهُ في فراديسِ عينيكِ
    كان الخريفَ قُبيلَ امتِطَائيَ صَهوَةَ بَحرِكْ .
    ولكن يصر الشاعر على إخبارنا بعد هذه التجربة العاصفة والحيوية في فركتها وتفاصيل طقوسها أنه يبقى يحب "ربة البحر" متوقعاً استجابتها له ولشغفه بها مصرحاً بها ب"شهر زاده" هذه المرة وبنفس طريقة الانزياح المتسيدة في نص عالمي التجربة والجماليات:
    أحبُّكِ يا ربَّةَ البحرِ ، هل تسمعين وجيبَ الفؤادِ
    و نبضَ المدادِ
    و هل تشعرين بنارِ اشتياقيَ
    يا شهرَ زادي ؟
    ثم يتوسل الشاعر – على ضعف حيلته وقلتها – لحبيبته أن تصنع له – أو أن تكون هي ذاتها – قارب النجاة من عثرات الزمن والمخبوء من الآتي، والذي يشكل إشراقةً كونية للشاعر تأخذه لعالم أكثر أمناً واستقراراً وهدأة بال:
    أيا رَبّةَ البحرِ إني غريقٌ
    يرومُ النجاةَ
    و لا شئَ ، لا شئَ ينقذُهُ غير إطلالةٍ
    من نوافذِ قصرِكْ .
    فهل تُشرقينْ ؟

    وبهذا يكون الشاعر قد صمم لنا قارب نجاة يلزمنا لننجو من محطات الغرق والمغامرة وذلك بلغة سامقة في الفنيات والجماليات والبديع من القول و التصويرات وفصاحة اللفظة على اكتنازها بدلالات حيوية وكونية اشتبكت مع موسيقى ذات نبض إنساني و شاعرية متمكنة من قاموس الشاعر الذي لا يشق له غبار.

    دمت حبيبي بكل الخير والألق

    د. عبدالله حسين كراز

    الأخ الحبيب و الناقد الكبير د. عبد الله كراز
    كما رأيت أخي الحبيب .. ما كان لي أن أترك هذه الدراسة القيمة كرد على موضوع
    و لذا نقلتها لقاعة الدراسات النقدية لتعم الفائدة
    أما سعادتي بها فأنت تعلمها
    قراءة تفوق كل الجمال الذي عودتنا عليه
    سأعود إليها مرات و مرات لنتناقش حولها
    و لكن فقط أحببت أن أشكرك من كل قلبي أيها الحبيب الغالي
    محبتي و تقديري و سعادتي

    اترك تعليق:


  • د. جمال مرسي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة وفاء مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم أخي د. جمال

    قصيدتك الرائعة تشدني اليها فتجدني أقرأها مرة تلو أخري
    ولا تزيدني الا غرقا في ملكوتها ... الموسيقي التصويريه الخلفية أضافت لها بعدا اسر الألباب
    أخي لست أصدق أن في هذا الكون شعراء رقيقي الحس بهذه الدرجه العظيمة
    سأرجع للقصيدة مرات ومرات
    فأعذر لي أنك أسرتني بكلماتها
    انما فقط تاهت مني الكلمات وكلما حاولت أن استجمع الحروف لأرد ردا يليق بمقام سموها
    لا أستطيع..ولكن حتما سأستطيع ( ان استطعت) ..
    سلامي وتحياتي واحتراماتي
    د. وفاء
    أختي الرائعة د. وفاء
    شكرا لك مرورك مرة أخرى بقصيدتي
    في كل مرة أكتشف أن للقصيدة مذاقاً آخر و سراً آخر أحاول فك طلاسمه فأعيد قراءتها
    و أعيد قراءة ردودك فأتيقن من أن الشعر الصادق ( و هذا ما تمنيته في قصيدتي ) لابد و أن يدخل لقلب المتلقي من أوسع أبوابه فأرجو أن تكون لقصيدتي تلك المنزلة .
    بارك الله فيك
    و أسعد جميع أيامك بالخير
    مع خالص ودي و تقديري
    د. جمال

    اترك تعليق:


  • د. جمال مرسي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة وفاء مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    أخي د جمال مرسي
    والله لو ان للبحر ذراعين لعانق فيك حبك العظيم له .... كلماتك راقيه الحس والمعني .. البحر أخي ليس انسانا لكن له قلب يتسع لكل عشاقه...ولكن.. لا يعشق البحر الا كل من له سر وحبيب... وانت في رائعتك عبرت عن ذلك بأقصي ما يتصوره عاشق... لقد قرأت لك اكثر من قصيده واحترت فيها ... وجدتها جميعها عطشي لحبيب يندر مثل حبه في هذا الزمان ... حب مخلص لا تقوي الكلمات علي حمله علي اسطر الأوراق......حب لا يسقط مع أول خلاف أو سوء فهم.. حب أساسه متين ليس وراءه هدف سوي ... الحب نفسه..
    ومع ذلك لي عتاب رقيق لو سمحت لي اخي العظيم لو تكرمت.... لو انك لم تختركلمة تدل علي معني فيه غزل صريح لما جرحت انوثه اي انثي عفيفه... سامحني اخي فاني شديده الحس لمثل تلك الكلمات وقد ترددت والله كيف اصيغ لك العتاب ولكن شعوري الشديد برقة احساسك تجاه المرأه وعلي الأخص محبوبتك جرأني علي ان اكتب لك ... سامحني فما اسمو اليه هو الرقي الأسمي في مشاعر الحب العفيف الأفلاطوني ...
    تحيات ساميه واحترام كبير ...
    وفاء
    أختي الفاضلة د. وفاء
    أسعد الله مساءك و جميع أوقاتك بكل الخير و كل عام و أنت بخير و صحة و سعادة
    لا تتصوري مدى سعادتي سيدتي بزيارتك لهذه القصيدة ثلاث مرات .
    أما عتبك هنا و نقدك فأنا أحترمه و أقدره و ثقي أختاه أنني أقبل النقد بدون أي تحفظات و أي ملحوظة تبدينها آخذها بعين الاعتبار
    أما الأنثى فأنا أحترمها في الحياة قبل شعري لأنها الأم و الأخت و الزوجة و الابنة و الصديقة و المعلمة إلى آخره .. و عليه فأنا و لله الحمد لا أحاول المساس بكرامتها أو أنوثتها أو أي شئ يسيء لها لا سمح الله من قريب أو بعيد في شعري و لا في غيره .

    أتمنى أن أكون قد أوصلت وجهة نظري و رأيي لك
    و أشكرك من جديد على هذا المرور الجميل و الثري
    بارك الله فيك
    و لك خالص الود و التقدير
    د. جمال

    اترك تعليق:


  • وفاء
    رد
    أخي الشاعر العظيم د. جمال مرسي

    أقول لك شيئا

    ترتبك الكلمات علي ثغر قلمي كلما حاولت التعليق أو تحليل نصك الرائع...

    لست أملك الا أن اقول لك أني قد حفظت القصيده من كثرة التردد علي كلماتها النفيسة وثروتها الشعرية وكنوزها التصويرية....

    لله درك أيها الفارس العظيم ما ذا فعلت ؟ أري أن زبدة الشعر و شدة الصدق في المشاعر والأحاسيس قد تبلورا هنا في رائعتك التي أفقدتني صوابي كلما رجعت اليها...

    لك مني كل الأحترام والتقدير

    أختك
    د. وفاء

    اترك تعليق:


  • عبدالله حسين كراز
    رد
    قراءة ثيماتية وتفكيكية لقصيدة "أغنية للحب و البحر" للشاعر الكبير د. جمال مرسي

    العنوان يجئ بدلالة رومانسية كونية حيث التجاور بين الحب – كقيمة معنوية وشعورية وإنسانية متسيدة – والبحر – كعنصر هام في الطبيعة الكونية وذي دلالات متعددة ومتحولة منها الإيجابي ومنها السلبي، منها ما هو خير ونعمة ومنها ما هو شر ونقمة، ولكن يبدو أن الشاعر يتحيز لكليهما بدلالاتهما الإيجابية، ومسكوناً بهما لدرجة انه يغني لهما أغنية الملاح في عهود سابقة عندما كان يتبوأ سطح البحر عرشاً للبطولة والحب والعشق كشهادة لمحبوبته بتفوقه في ركوب البحر وخوض عبابه واستكناه خباياه ودرره وتفاصيل العيش في موجاته وأعماقه، واقعاً وخيالاً.
    ومن هذا البوح الاستهلالي الغنائي يبدأ الشاعر رحلته وحيداً متفاعلاً مع طبيعة الكون المتجسدة خصيصاً في البحر وموجاته وقت تسربل ظلام الليل على ناصية الشاعرية والتجربة الرومانسية، مع عزم إنساني في مواكبة الخضم المتجسد إنساناً يرتدي حلته وملاءته التي تلف خضم البحر، راسماً لوحة بحرية تتسيدها لحظات صمت وسكون تنطوي على تأمل ومناجاة وحوار صامت بين الشاعر والبحر بكل طقوسه وتضاريس المغامرة في ركوب أمواجه. وهنا نحس أننا أمام تجربة رمزية وخيالية لا تنأى بعيداً عن واقعية الحدث ومعانيه في استلهام صورة البحر واستحضار كل ما يدور في فضاءاته الكونية حيث،
    وحيداً
    أُطِلُّ على البَحرِ أرقُبُ أمواجَهُ
    ومن هناك يشتبك الشاعر مع البحر في رقصة حوارية تفضي لأن تجعل البحر نفسه "يلَوَّحَ لي بالسَّلامْ" (تم إضافة ياء المضارع للفعل لوّح حتى نجعل حركية الصورة أكثر إثارة وحيوية ودلالةً)
    لكن نفاجأ بفكرة العدمية عندما يخبرنا الشاعر أنه يقف في عزلته البحرية وتكتنف مساحة وجوده هناك الرمال التي تطالعها أمواج البحر رقصاً ومداعبةً هادئةً ودالة على انحياز الشاعر لموقف العزلة والانفراد بتأمل البحر وأشيائه دون تشتيت أو منغصات أو تعكير لصفو الحوار الجميل المرسوم على شاطئ لا يعرف أحداً أو شيئاً سوى صورة البحر نفسه وتنهض من بين رمال البحر المغتسلة بالماء المتحرك صورة المداعبة والتي ترتسم أمام عيني الحبيبة "على موجتين" تتكرران وتتدافعان على الرمال، وتتحوّل عيناي الحبيبة الموسومة إلى قمرين "استفاقا لتوهما" وبحركة تعبيرية مفاجئة ومدهشة وبلغة شاعرية وفنية وبليغة وتصوير دلالي ورمزي يحيل التجربة برمتها لطقوس تتراءى في لوحة غزيرة الدلالة والمغزى وتحمل جزءاً وافياً من هموم الشاعر، حيث:
    لا شيئَ حولِيَ غيرُ الرِّمالِ
    تُداعِبُها موجةٌ في هُدوءْ .
    و عيناكِ تَرتَسِمَانِ على مَوجَتَينِ
    كأنَّهًما قَمَرانِ استفاقا لِتَوِّهِمَا
    وسرعان ما يتحول الخطاب بشكل حيوي وصادق في التعبير والدلالة والفصاحة ليغطي مساحة توازي ما سبق حدوثه مع العينين والموجات المداعبة لرمل الشاطئ في:
    و قلبيَ قاربُ عِشقٍ كبيرٍ
    تَحَمَّلَ بالشَّوقِ و الوردِ
    و النَّرجِسِ الجَبَلِيِّ
    لِيُبحِرَ في مُقلتيكِ
    إليكِ
    لنرى أن قلب الشاعر المفعم بالحيوية والنشاط والحركة والنبض العاطفي والشاعرية تحوّل لقارب يملأه العشق المدجج "بالشوق والورد والنرجس الليلي" كي ينتشي فعل الإبحار في مقلتي الحبيبة التي تتصارع مع البحر في مرأى وخيال الشاعر ووجدانه وأقطاب هواه، على أن هذا التجاور وبطريقة الانزياح الفني والشعوري والانطباعي يسمو بالقصيدة فوق أشرعة البحر ذاتها ويضفي على عالم الحسيات عمقاً إبداعياً وفكرياً وثيماتياً يطيب للشاعر نفسه ولهواه، خاصةً إذا ما رأينا تداعي الصورة وبؤرها النصية والسياقية في ذات النص المفتوح على تأويلات عديدة وقيمٍ لا تنتهي في دلالاتها وإيحاءاتها الرمزية والإشارية، عندما نتأكد أن القارب يشبه في قارب النجاة والمرساة التي تعيد ثقة البحار للبحر، وهنا لا بد من استنباط تناص نوعي مع رواية "الرجل العجوز والبحر" لإرنست همنجواي الروائي والمسرحي الأمريكي العملاق، حيث يصبح القارب بمن عليه،

    يُصارعَ كُلَّ لُصوصِ البحارِ
    ليرسوَ فوقَ شواطئِ قلبٍكِ
    حيثُ يطيبُ المُقامْ .

    وبعد ذلك المفتتح الجميل والملحمي، يأخذنا الشاعر العارف بحياة البحار و تلافيفها لأعماق تاريخية تأتي لنا بالفارس العربي - الذي نحسبه هنا الشاعر ذاته – لكي تستقبله الحبيبة بواسع عينيها الكونيتين، ويذكرنا بالعالقة من شعراء الجاهلية والفروسية عندما كانوا يكتبون أشعارهم ممزوجة بالعاطفة والغزليات وهم يهيمون بغبار الحرب وصليل السيوف فتخرج مدججة بالحيوية والحركة والصدق والتأثير:

    فَهلاَّ فتَحتِ مَوانِئَ عينيكِ للفارسِ العَرَبِِيِّ
    فَقَد آَنَ بَعدَ عَناءِ الطَّريقِ الطَّويلَةِ
    أن يستريحْ .
    ثم تنهال في اللوحة الممتدة من النص صورٌ شاعرية تخرج من أتون التجربة على حركيتها وفيزيائها وتدل على ذات النبرة الحالمة بطقوس الطبيعة الرائعة محيلاً النص برمته لرومانسية وصفية – أو وصف رومانسي - تستحيل لأسطورة على يد الشاعر وقلمه بما تحمله من دلالات رمزية وإشارات مجازية توحي بصدق التجربة وحيوية الخيال لدى الشاعر وقصيدته، حيث،

    و كَفُّكِ مثلُ نسيمِ الصَّباحِ
    تَمُرُّ بِرِفقٍ على وجنَتَيهِ
    و تمسحُ عنهُ غبارَ السِّنينَ
    و نزفَ الجُروحْ .
    وبنفس وتيرة التكثيف الإيحائي والتصويري الفني البليغ يأخذنا عالم النص لفضاءات حوارية مع البحر مرةً أخر ولكن هذه المرة يوجه الخطاب الشعري لربة البحر بعد أن اكتفى بمغازلة البحر ذاته وشبع منه، ومشتبكاً مع التاريخي والتراثي والثقافي بصوت عصري وحداثي ملهم ومتجدد ومؤثر،

    أيا ربَّّةَ البَحرِ :
    يعلمُ فارسُكِ العَرَبِيُّ الجَرِيحُ
    بأنَّكِ آخرُ أسفَارِهِ
    مثلما كُنتِ أَوَّلَهَا للخُلُودْ .
    ويعود من نافذة الإبداع ذاتها وبصورة متجددة البهاء والفنية والجمالية ليصف المحبوبة – بما تحمل من دلالات وإيحاءات تتعدى حدود الأنثى الإنسانة – بشكل يتماهى مع الخطاب الصوفي والروحي في:

    أنتِ رسولُ الضِّياءِ إليهِ
    و أنتِ الحياةُ و نبضُ الوَرِيدْ .
    أُحِبُّكِ يا ربَّةَ البَحرِ مُذ خَلقَ اللهُ هذا الخِضَمَّ
    و تَوَّجَكِ العاشقونَ عليهِ المليكَةَ

    ولي تعقيب بسيط – لو سمح لي شاعر النصوص الخالدة والحيوية – بخروج الصورة في "يأتمرُ الماءُ و الموجُ ، دهراً بأمرِكْ" هنا نلمس تداخلاً دينياً أتمنى أن أكون مخطئاً في استيعابه، حيث "الأمر يومئذٍ لله" ولا أمر إلا أمر الله وسلطانه فهو الآمر والناهي والمعطي والمانع.!! وأنا على يقين بامتناع حدوث هذه الهفوة عند وعي الشاعر وثقافته وعالمه المعرفي.
    وبالرغم من ذلك، يتحفنا الشاعر بشخصيات يستلهمها من وحي البحر وطبيعته وطقوسه وأشيائه محركاً في خيالنا ما يستعصي علينا تصويره وتخييله، حيث يجعل البحر يتحدث جاعلاً منه إنساناً يحاوره ويكسر عليه عزلته بعد أن طفح به الكيل والميزان، مقتفياً درب الشعراء العظام ممن استأنسوا بالبحر "مؤنسنينه" على ما يكتنزه – وأشياؤه - من عالم السحر الجمالي والدلالي والمعرفي والأسرار:

    يُحَدِّثًني البَحرُ عنكِ
    و كيف تلوَّنَ من مُقلَتَيكِ
    و كيف اكتَسَت شَمسُهُ حينَ نامت
    على صَدرهِ فِي الغُروبِ
    بتبرِكْ .

    ولا يخفى على أحدٍ من المتلقين في وجود مباشرة في التعبير إزاء هذا الوصف في "و عن ليلِهِ المُستَحِمِّ بشَعرِكْ "، على يقيني ببراءة الفكرة والمغزى والدلالة لدى الشاعر الذي يتمتع بسمو أخلاقه ودماثته وعلو قامته وأصالته، أنا مطمئن لذلك، ولكن ليطمئن قلب القراء أيضاً ويبتعدوا عن الظن والتخمين والتأويل بما ليس مقصوداً هنا من إثارة حسية أو صورة مؤثرة وتدخل باب الفحش من القول! هذا ليس قصد الشاعر هنا، بل كل ما تحمله الصورة من دلالات وإشارات تتأتى من صميم خيال الشاعر الذي يؤنسن البحر ليجعله يمارس طقوساً إنسانيةً في حضرة الجمال وبراءة المغزى.
    ولنا أن نتأكد من تلك الرؤية في تداعيات الصورة البحرية في:

    إذا ما ترنَّمَ كالطيرِ صُبحاً بشِعرِكْ .
    و لا يعلمُ البحرُ أنِّيَ أعلمُ عنكِ الذي ليس يعلمُ
    لكنَّني لا أبوحُ بِِسِرِّكْ .

    ثم استدعاء صورة الربيع واشتباكه مع الخريف على ما تحمله من دلالات أسطورية ومنمذجة في العرف الطقوسي لكل شعوب الأرض وحضاراتها على مر الزمن:
    و أن الرَّبيعَ الذي عِشتُهُ في فراديسِ عينيكِ
    كان الخريفَ قُبيلَ امتِطَائيَ صَهوَةَ بَحرِكْ .
    ولكن يصر الشاعر على إخبارنا بعد هذه التجربة العاصفة والحيوية في فركتها وتفاصيل طقوسها أنه يبقى يحب "ربة البحر" متوقعاً استجابتها له ولشغفه بها مصرحاً بها ب"شهر زاده" هذه المرة وبنفس طريقة الانزياح المتسيدة في نص عالمي التجربة والجماليات:
    أحبُّكِ يا ربَّةَ البحرِ ، هل تسمعين وجيبَ الفؤادِ
    و نبضَ المدادِ
    و هل تشعرين بنارِ اشتياقيَ
    يا شهرَ زادي ؟
    ثم يتوسل الشاعر – على ضعف حيلته وقلتها – لحبيبته أن تصنع له – أو أن تكون هي ذاتها – قارب النجاة من عثرات الزمن والمخبوء من الآتي، والذي يشكل إشراقةً كونية للشاعر تأخذه لعالم أكثر أمناً واستقراراً وهدأة بال:
    أيا رَبّةَ البحرِ إني غريقٌ
    يرومُ النجاةَ
    و لا شئَ ، لا شئَ ينقذُهُ غير إطلالةٍ
    من نوافذِ قصرِكْ .
    فهل تُشرقينْ ؟

    وبهذا يكون الشاعر قد صمم لنا قارب نجاة يلزمنا لننجو من محطات الغرق والمغامرة وذلك بلغة سامقة في الفنيات والجماليات والبديع من القول و التصويرات وفصاحة اللفظة على اكتنازها بدلالات حيوية وكونية اشتبكت مع موسيقى ذات نبض إنساني و شاعرية متمكنة من قاموس الشاعر الذي لا يشق له غبار.

    دمت حبيبي بكل الخير والألق

    د. عبدالله حسين كراز

    اترك تعليق:


  • وفاء
    رد
    السلام عليكم أخي د. جمال

    قصيدتك الرائعة تشدني اليها فتجدني أقرأها مرة تلو أخري
    ولا تزيدني الا غرقا في ملكوتها ... الموسيقي التصويريه الخلفية أضافت لها بعدا اسر الألباب
    أخي لست أصدق أن في هذا الكون شعراء رقيقي الحس بهذه الدرجه العظيمة
    سأرجع للقصيدة مرات ومرات
    فأعذر لي أنك أسرتني بكلماتها
    انما فقط تاهت مني الكلمات وكلما حاولت أن استجمع الحروف لأرد ردا يليق بمقام سموها
    لا أستطيع..ولكن حتما سأستطيع ( ان استطعت) ..
    سلامي وتحياتي واحتراماتي
    د. وفاء

    اترك تعليق:


  • د. جمال مرسي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة رشيدة فقري مشاهدة المشاركة

    اخي الكريم د/جمال مرسي

    في كل مرة اجد عملا لك
    اتهيا للدخول في عالم من السحر والجمال
    واهيم مع حروف من نور
    رصعت بها الصفحة بكل احترافية وتمكن قل نظره
    .

    اني اكاد اراك تجلس في سكون
    حالما هائما في هذاالجمال الذي يحيط بك
    وقت غروب الشمس معلنة بداية احلام وردية
    لا يعرفها الا الشعراء الملهمون في تلك اللحظات
    .
    الله الله ما ابدع هذه الصورة
    كاني بملهمتك حورية تخرج من وسط الماء
    وترمقك في رقة وعذوبة بعينين كم كنت رائعا في وصفهما
    .
    هنا اجد ذلك الحب الطاهر النبيل
    الصادق يلبس عباءته الوردية وبتجول بين سطورك
    ليضفي عليها سحر طالما عرفناه في قصص الحب العذري الخالد

    ويستمر البوح الطاهر والمناجاة العذبة
    [/font][/align]

    ويصل البوح اوجه في الاخير لتضع بين يدي ملهمتك
    اميرتك الاسطورية كل حياتك ماضيك حاضرك مستقبلك
    وتعدها بالوفاء وان تحفظها وتحفظ حبكما المتفرد
    وتجعلها سرك الذي يقتات على فتات قلبك ويشرب من وريدك
    وهذه قمة العطاء
    اما سؤالك في الاخير
    فهل تشرقين
    اتراك كنت محتاجا له يا فارس الرومانسية دون منازع؟
    هذه قراءتي المتواضعة
    لنص باذخ
    وقصيدة شامخة شموخ كاتبها رقيقة مرهفة مثله
    فهل تقبل مني اسمى عبارات الاعجاب والتقدير
    ايها المتفرد د/جمال مرسي
    اختك رشيدة فقري
    [/QUOTE]

    أختي الأغلى الأديبة الراقية رشيدة فقري
    كيف لي يا سيدتي أن أشكرك
    و كلمات الشكر كلها تقف عاجزة حائرة أمام روعة ما كللت به هذه القصيدة التي أحبها كثيرا
    و أحببتها أكثر من خلال حب الآخرين لها
    قراءة واعية ناضجة فتحت آفاقا جديدة للتأمل في كلمات القصيدة
    فلك الشكر و الود و التقدير
    و لا تطيلي الغياب
    فلملتقى باحتياج لقلمك البهي
    شكري غير محدود

    د. جمال

    اترك تعليق:


  • د. جمال مرسي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة abdullah kurraz مشاهدة المشاركة
    الحبيب الحبيب د. جمال

    نص يستحق التذوق والتحليل والإبحار عبر بديعه وجمالياته وبيانه وتصويراته ولغته الشاعرية الصادقة التعبير والفكرة والثيمة........... سأخضع النص لتحليل مجهري بعيون ذائقتي التي تعشق حبرك حروفك الباسقات وألوان يراعك الطيبات.

    دمت بالخير كله

    د. عبدالله حسين كراز
    أخي الحبيب د. عبد الله
    و أنا سأنتظر بفارغ الصبر وضع النص تحت المجهر
    فكما تعلم أخي الحبيب أننا لا غنى لنا عن تحليلك و نقدك البديع
    دمت بخير و شكرا لك مرورك الجميل
    محبتي

    اترك تعليق:


  • وفاء
    رد
    بسم الله الرحمن الرحيم
    أخي د جمال مرسي
    والله لو ان للبحر ذراعين لعانق فيك حبك العظيم له .... كلماتك راقيه الحس والمعني .. البحر أخي ليس انسانا لكن له قلب يتسع لكل عشاقه...ولكن.. لا يعشق البحر الا كل من له سر وحبيب... وانت في رائعتك عبرت عن ذلك بأقصي ما يتصوره عاشق... لقد قرأت لك اكثر من قصيده واحترت فيها ... وجدتها جميعها عطشي لحبيب يندر مثل حبه في هذا الزمان ... حب مخلص لا تقوي الكلمات علي حمله علي اسطر الأوراق......حب لا يسقط مع أول خلاف أو سوء فهم.. حب أساسه متين ليس وراءه هدف سوي ... الحب نفسه..
    ومع ذلك لي عتاب رقيق لو سمحت لي اخي العظيم لو تكرمت.... لو انك لم تختركلمة تدل علي معني فيه غزل صريح لما جرحت انوثه اي انثي عفيفه... سامحني اخي فاني شديده الحس لمثل تلك الكلمات وقد ترددت والله كيف اصيغ لك العتاب ولكن شعوري الشديد برقة احساسك تجاه المرأه وعلي الأخص محبوبتك جرأني علي ان اكتب لك ... سامحني فما اسمو اليه هو الرقي الأسمي في مشاعر الحب العفيف الأفلاطوني ...
    تحيات ساميه واحترام كبير ...
    وفاء

    اترك تعليق:


  • رشيدة فقري
    رد

    اخي الكريم د/جمال مرسي

    في كل مرة اجد عملا لك
    اتهيا للدخول في عالم من السحر والجمال
    واهيم مع حروف من نور
    رصعت بها الصفحة بكل احترافية وتمكن قل نظره
    وحيداً
    أُطِلُّ على البَحرِ أرقُبُ أمواجَهُ
    و الظلامُ رويداً رويداً يسيرُ إليهِ
    تَلُفُّ الخِضَمَّ مُلاءَتُهُ
    و السكونُ شِراعٌ تَعَرَّضَ في البَحرِ
    لَوَّحَ لي بالسَّلامْ .
    و لا شيئَ حولِيَ غيرُ الرِّمالِ
    تُداعِبُها موجةٌ في هُدوءْ
    .

    اني اكاد اراك تجلس في سكون
    حالما هائما في هذاالجمال الذي يحيط بك
    وقت غروب الشمس معلنة بداية احلام وردية
    لا يعرفها الا الشعراء الملهمون في تلك اللحظات
    و عيناكِ تَرتَسِمَانِ على مَوجَتَينِ
    كأنَّهًما قَمَرانِ استفاقا لِتَوِّهِمَا
    مِن مَنامْ
    .
    الله الله ما ابدع هذه الصورة
    كاني بملهمتك حورية تخرج من وسط الماء
    وترمقك في رقة وعذوبة بعينين كم كنت رائعا في وصفهما
    و قلبيَ قاربُ عِشقٍ كبيرٍ
    تَحَمَّلَ بالشَّوقِ و الوردِ
    و النَّرجِسِ الجَبَلِيِّ
    لِيُبحِرَ في مُقلتيكِ
    إليكِ
    يُصارعَ كُلَّ لُصوصِ البحارِ
    ليرسوَ فوقَ شواطئِ قلبٍكِ
    حيثُ يطيبُ المُقامْ
    .
    هنا اجد ذلك الحب الطاهر النبيل
    الصادق يلبس عباءته الوردية وبتجول بين سطورك
    ليضفي عليها سحر طالما عرفناه في قصص الحب العذري الخالد
    فَهلاَّ فتَحتِ مَوانِئَ عينيكِ للفارسِ العَرَبِِيِّ
    فَقَد آَنَ بَعدَ عَناءِ الطَّريقِ الطَّويلَةِ
    أن يستريحْ .
    يسوحَ بِروضاتِ فًلِّكِ ،
    كَرزِكِ .
    عِزِّكِ،
    يقطفَ ما شاءَ مِنها
    و من ثمَّ يغفو على ساعديكِ
    و يكتم أسرارَ حِضنِكِ ـ يا عمرَهُ ـ
    لا يَبُوحْ .
    و كَفُّكِ مثلُ نسيمِ الصَّباحِ
    تَمُرُّ بِرِفقٍ على وجنَتَيهِ
    و تمسحُ عنهُ غبارَ السِّنينَ
    و نزفَ الجُروحْ .
    أيا ربَّّةَ البَحرِ :
    يعلمُ فارسُكِ العَرَبِيُّ الجَرِيحُ
    بأنَّكِ آخرُ أسفَارِهِ
    مثلما كُنتِ أَوَّلَهَا للخُلُودْ .
    و يعلمُ أنَّكِ مهما ابتعدتِ
    فأنتِ القريبةُ
    أنتِ الحبيبةُ
    أنتِ رسولُ الضِّياءِ إليهِ
    و أنتِ الحياةُ و نبضُ الوَرِيدْ .
    ويستمر البوح الطاهر والمناجاة العذبة
    و
    أُحِبُّكِ يا ربَّةَ البَحرِ مُذ خَلقَ اللهُ هذا الخِضَمَّ
    و تَوَّجَكِ العاشقونَ عليهِ المليكَةَ
    يأتمرُ الماءُ و الموجُ
    دهراً بأمرِكْ .
    و أدفعُ عمريَ ، مُلكيَ ، روحيَ
    مَهراً لطُهرِكْ .
    يُحَدِّثًني البَحرُ عنكِ
    و كيف تلوَّنَ من مُقلَتَيكِ
    و كيف اكتَسَت شَمسُهُ حينَ نامت
    على صَدرهِ فِي الغُروبِ
    بتبرِكْ .
    يُحَدِّثُني عن لآلئَ خبَّأتِها خلف ثغرِكْ
    و عن ليلِهِ المُستَحِمِّ بشَعرِكْ .
    و عن موجِهِ كيف صارَ رقيقاً
    إذا ما ترنَّمَ كالطيرِ صُبحاً بشِعرِكْ .
    و لا يعلمُ البحرُ أنِّيَ أعلمُ عنكِ الذي ليس يعلمُ
    لكنَّني لا أبوحُ بِِسِرِّكْ .
    و أن السَّعادةَ ،
    كُلَّ السَّعادةِ
    قد ذُقتُها مُذ وَقَعتُ بأسرِكْ .
    و أن الرَّبيعَ الذي عِشتُهُ في فراديسِ عينيكِ
    كان الخريفَ قُبيلَ امتِطَائيَ صَهوَةَ بَحرِكْ .
    أحبُّكِ يا ربَّةَ البحرِ ، هل تسمعين وجيبَ الفؤادِ
    و نبضَ المدادِ
    و هل تشعرين بنارِ اشتياقيَ
    يا شهرَ زادي ؟
    و هل تعلمينَ بأنيَ ما كنت يوماً أبوحُ
    بما في الضلوع لغيرِكْ ؟
    أيا رَبّةَ البحرِ إني غريقٌ
    يرومُ النجاةَ
    و لا شئَ ، لا شئَ ينقذُهُ غير إطلالةٍ
    من نوافذِ قصرِكْ .
    فهل تُشرقينْ ؟
    [/font][/align][/QUOTE]
    ويصل البوح اوجه في الاخير لتضع بين يدي ملهمتك
    اميرتك الاسطورية كل حياتك ماضيك حاضرك مستقبلك
    وتعدها بالوفاء وان تحفظها وتحفظ حبكما المتفرد
    وتجعلها سرك الذي يقتات على فتات قلبك ويشرب من وريدك
    وهذه قمة العطاء
    اما سؤالك في الاخير
    فهل تشرقين
    اتراك كنت محتاجا له يا فارس الرومانسية دون منازع؟
    هذه قراءتي المتواضعة
    لنص باذخ
    وقصيدة شامخة شموخ كاتبها رقيقة مرهفة مثله
    فهل تقبل مني اسمى عبارات الاعجاب والتقدير
    ايها المتفرد د/جمال مرسي
    اختك رشيدة فقري

    اترك تعليق:


  • عبدالله حسين كراز
    رد
    الحبيب الحبيب د. جمال

    نص يستحق التذوق والتحليل والإبحار عبر بديعه وجمالياته وبيانه وتصويراته ولغته الشاعرية الصادقة التعبير والفكرة والثيمة........... سأخضع النص لتحليل مجهري بعيون ذائقتي التي تعشق حبرك حروفك الباسقات وألوان يراعك الطيبات.

    دمت بالخير كله

    د. عبدالله حسين كراز

    اترك تعليق:


  • د. جمال مرسي
    رد
    قراءة في القصيدة للشاعر و الناقد المبدع بندر الصاعدي :


    أن كنت وحديًا مطلا على البحر ترقب أسرارها وحكاياه لترسلها لنا أنهارًا من القول وأزهارًا من المشاعر فنحن لفيف غفيرٌ حول قصيدتك نتأملُها ونستقي من معانيها وصورها وجمالياتها وفنياتها المتشرباتِ من حسِّك الرقيق الشفيف والمتضمخات بأسلوب العذب النضير .
    و لا شيئَ حولِيَ غيرُ الرِّمالِ
    تُداعِبُها موجةٌ في هُدوءْ .
    و عيناكِ تَرتَسِمَانِ على مَوجَتَينِ
    كأنَّهُما قَمَرانِ استفاقا لِتَوِّهِمَا
    مِن مَنامْ .

    ما هذه الصورة الحالمة والنسج البديع والسلاسة السسبيل , موجتان عينان قمران مستفيقان من منام لتوهما إنَّها سكينة متكئةٌ على أريكة غيمة .

    يُحَدِّثًني البَحرُ عنكِ
    و كيف تلوَّنَ من مُقلَتَيكِ
    و كيف اكتَسَت شَمسُهُ حينَ نامت
    على صَدرهِ فِي الغُروبِ
    بتبرِكْ .
    يُحَدِّثُني عن لآلئَ خبَّأتِها خلف ثغرِكْ
    و عن ليلِهِ المُستَحِمِّ بشَعرِكْ .
    و عن موجِهِ كيف صارَ رقيقاً
    إذا ما ترنَّمَ كالطيرِ صُبحاً بشِعرِكْ .
    و لا يعلمُ البحرُ أنِّيَ أعلمُ عنكِ الذي ليس يعلمُ
    لكنَّني لا أبوحُ بِِسِرِّكْ .

    أصفق بقوةٍ على هذا الجمال المنساب وهذه الصور المنسجمة المتتابع البديعة والتشبيهات المقلوبة , وكلها تأتي على لسان البحر للعاشق وكأنَّه على ما فيه من أسرارٍ وبهاءٍ وجمالٍ خضع يعترف له بأنَّ هذا الحسن مستمدٌّ من حبيبته التي هو أعلم بها من البحر الذي كاد أن يتحد معها لأنَّها مستمد منها وما هذا إلا لشدِّة تعلق العاشق بها ومعرفته بأسرار حسنها وبهائها المخبوءةِ في قلبهِ , فيا ترى بعد ما حدَّثه البحر بكلِّ هذا الجمال في المحبوبة أ بقي شيءٌ منه لمْ يذكره ! أوأ بقي شيءٌ من الجمال ! ذلك مالم يبح به العاشق مما لا يعلمه البحر , فوا خيبة البحر وهو يحدث عنها من هو أعلم بها منه !

    و أن الرَّبيعَ الذي عِشتُهُ في فراديسِ عينيكِ
    كان الخريفَ قُبيلَ امتِطَائيَ صَهوَةَ بَحرِكْ .


    قلت لماذا لم يقل ( كان خريفًا ) وبعد تملٍّ وجدت أنَّ ما ذهبت إليه يجعل المعنى باردًا عاديًا فأيُّ ربيع من قبل كان خريفًا والعكس , وبتعريف كلا من الربيع والخريف تكون الخصوصية التي أضافها الشاعر لهما , فالربيع خاصٌّ بعينيها والخريف خاصٌّ بكلٍّ ما هو دون عينيها , وكأنه أراد أن يخلع الزمن منهما ويجعلهمها محكومان بها , لذا كان كلٌّ ما عاشه الشاعر قبيل حبه الخريف الذي نعرفه حتى وإن كان الفصل زمنا فصل الربيع والعكس كذاك بعد حبه .

    و هل تعلمينَ بأنيَ ما كنت يوماً أبوحُ
    بما في الضلوع لغيرِكْ ؟
    هذا يعضد قولك :
    لكنَّني لا أبوحُ بِِسِرِّكْ .
    ويستثنيها منه
    وأيضًا قولك :
    و يكتم أسرارَ حِضنِكِ في قلبِهِ ،
    لا يَبُوحْ .

    لذا كان البحر يبوح بأسراره لك وهو الأمين ومن أسراره ما هي فيك وكنت تبوح لها فقط , حتى البحر الذي يعد سمير العاشقين وسميع شكاتهِ وبوحهم وحافظها لمْ ينل منك إلا ما رأيته فيه من جمالٍ تراه فيها .

    وبعد هذا الحديث عن القصيدة , أرحب بك ترحيبا خاصًا وأبثك الود والشوق أخي أبا رامي , وأنقل لك سعادتي وسرور بعودتك الميمونة .

    تقبل تحاياي وتقديري وإعجابي

    دمت بخير

    اترك تعليق:


  • د. جمال مرسي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة زيد خالد علي مشاهدة المشاركة
    [align=center]د.جمال أنت مذهل

    قامة شامخة في ربوع الأدب

    أنا دائما ً أذوب بشعرك أذوب

    تعودنا على روائعك هذه وليس غريب عليك

    فأنت بارع في الشعر بارع

    تحياتي لك أيها الفنان
    [/align]


    [align=center][align=center]سراب الوصول: زيد خالد علي[/align][/align]
    أخي الحبيب زيد خالد
    كلماتك تاج على رأسي و وسام على صدري
    و أتمنى أن أكون عند حسن ظنك دائما
    سعدت بردك سعادتي بوجودك بيننا أيها السامق
    لك الحب و التقدير

    اترك تعليق:


  • د. جمال مرسي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة عمر الصديقي مشاهدة المشاركة
    ايقاع مغناطيسي
    لغة سلسة
    تحية للشاب العاشق الذي يسكنك
    اخوك عمر الصديقي
    الصديق عمر الصديقي
    و هل الشاعر إلا شاب عاشق تخالجه الكلمات فيترجمها شعرا
    لعلي أكون هو
    أهلا بك في متصفحي
    محبتي

    اترك تعليق:


  • زيد خالد علي
    رد
    [align=center]د.جمال أنت مذهل

    قامة شامخة في ربوع الأدب

    أنا دائما ً أذوب بشعرك أذوب

    تعودنا على روائعك هذه وليس غريب عليك

    فأنت بارع في الشعر بارع

    تحياتي لك أيها الفنان
    [/align]


    [align=center][align=center]سراب الوصول: زيد خالد علي[/align][/align]

    اترك تعليق:

يعمل...
X