القبور على أشكالها تَسَع: (مهداة للقدس)-( نقلت لديوان القدس )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #31
    نص يخلع عنه عباءة الوقت اللئيم ، و يهتك أستارا لم تعد أبدا بعيدة عن المتناول ، يخوض فى زوايا الصورة ، ليتكشف حجم الخديعة ، و يرى إلى مدى نحن ضد أى شىء ، إلا أن نكون فى طريقنا إلى القدس !
    كانت الصورة هنا جديدة و مبتكرة ، و تعطى دلالات قوية ، وربما كانت ساخرة تحمل قدرا عاليا من التهكم ، علينا ، و على الواقع المحيط ، و الدخول فى جدل سريع ، مع أرباب اللعبة و نحن ، حين يكون التناص مع القرآن ، أو لنقل شبهة التناص ، بقلب الصورة ، و العمل مع ضدها حين تقول :" فيصير اللاّشيء كوكبا من الزيت..
    لا يكاد يضيء..
    هو نص رافض ، متمرد فى كل حالاته ، حتى جعجعاتنا ، و تشدقنا بالكلمات ، فى الوقت الذى كان يجب أن نلوذ بالصمت :

    أسماؤنا غاية في التشظّي..
    فلنقترف صمت الألقاب المؤنّثة..
    و هنا أيضا الاتكاء على مرور درويش فى القصيدة ، و إعادة ترتيب الذاكرة ، كى لا ننفلت ، و نصبح على هامش الوجود !
    ثم يكون تقرير حال الأمر ، مع الدنيا ، المتآمرة ، و برغم كل ما يقال ، أو ما يعذب الروح الشاعرة هنا ، و يشظيها ، إلا أنهم :
    هم يرسمون المقابر..
    و نحن نلوّنها بأطفالنا..
    هم يزرعون الأمكنة بالقهر..
    ونحن نسيّجها بأحلامنا..
    فتبّا للخبز في القدس..
    لا وريث لنضجه..
    لا سليل لحطب ميلاده..

    و التأكيد على المقاومة ، و إلى حد الموت ، فهذا هو السبيل الوحيد للحياة ، و التحرر :
    لن نعود أحياءً..
    فموتنا مرتّين لا يعني السماء..
    ودمنا الأزرق فاره البكاء..
    كشهقة تراجع عن حدود الضوء..
    وكنفق يوجع الخرائط بأنصاف دوائر..
    وخطوط لا تعني الهندسة..
    و ذكر الدم الأزرق هنا فى هذه الأبيات له دلالة قوية على عدم الانصاع ، أو التقهقر ، فهو فاره البكاء رغم زرقته ، و فى الأمثال العربية أن الدم الأزرق لا يقربه الدجالون أو الشياطين ، برغم المنزلة غير المؤكدة أو الدنيا التى تكون له !
    و موتنا لا يعنى سوانا نحن .. لا يعنى السماء التى تحيط بأوجعنا ، و تمتد فى على كل جهات الكون !!

    القصيدة تختلج بالمقاومة ، و الكشف ، تتحرك على نبض الجسارة ، و تضرب الصدور و الظهور ، بل تذهب إلى التقويض لتعيد البناء ، و الشحذ !

    كروم نحمضّها للذكرى..
    صورة للنزيف..
    لنتوسّد الخلود..
    ونصرخ في الزيتون..
    أوقفوا عدسة الموت..
    كي لا تلتقطوا للطفولة صورة فارغة..

    هكذا إذا الأمر ، و إلى أن ياتى يوم لا بد منه ، فهذا التعتيق لا بد له من يوم حافل
    فقط علينا أن نكون مستعدين ،و أكثر نبالة ، و تحكما ، حين يكون و نكون !!

    هى إطلالة سريعة ، لم تأخذ حقها بعد ، أحس أنى فارغ أمام امتلائها ، و إن الصور التى نضجت فى تنور هنا ، كانت فوق الاحتمال فى سياقها ، الغاضب و الرافض ، حتى حين يصبح الأمر مراوحة بينها ، وبين واقع الحال ، وربما تساؤل ، يتحول سريعا إلى صرخة ، تأتى من أعماق الأعماق !!

    ربما استطعت أكثر ، و لكنى أتذوق ، و أرى بعض ما يختزن فى هذه الجمجمة ، وهذه المختلجة بالوجع .. كم أحتاج إلى رؤية ناقدة ، لأعطى لهذا الهم ما يستحق !!

    خالص تقديرى
    sigpic

    تعليق

    • الدكتور حسام الدين خلاصي
      أديب وكاتب
      • 07-09-2008
      • 4423

      #32
      شكرا للتثبيت
      [gdwl]الشعر ولدي أحنو عليه ثم أطلقه[/gdwl]

      تعليق

      • بهائي راغب شراب
        أديب وكاتب
        • 19-10-2008
        • 1368

        #33
        الشاعرة المتألقة اسماء مطر

        "3

        هم يرسمون المقابر..
        و نحن نلوّنها بأطفالنا..
        هم يزرعون الأمكنة بالقهر..
        ونحن نسيّجها بأحلامنا..
        فتبّا للخبز في القدس..
        لا وريث لنضجه..
        لا سليل لحطب ميلاده.."


        ما أروع الحياة
        لقد اعطيتها بكلماتك ذات المعاني شكلها المقدس

        أعداؤنا يصنعون الموت
        ونحن نصنع الحياة
        ونحن نمضي في الوجود

        طاب قلمك

        ودمت
        أطمع يارب أن يشملني رضاك فألقاك شهيدا ألتحف الدماء

        لن أغيرنفسي لأكون غيري ، سأظل نفسي أنا أنا

        تويتـــــــر : https://twitter.com/halmosacat

        تعليق

        • أسماء مطر
          عضو أساسي
          • 12-01-2009
          • 987

          #34
          المشاركة الأصلية بواسطة إيمان أحمد مشاهدة المشاركة
          أيتها الرائعة المبهرة .. أسماء مطر

          قرأتها مراراً ..
          كمن يستطعم حبة حلوى
          مرة تكون مرة و سكرها لاذع مرات
          و في كلمة مرة كان يغشاني ألم الجمال المتجلي بألم ..
          حرت من أي وجهة أقطفك ..




          ما أجملك يا أسماء




          محبتي





          إيمان
          الشاعرة الجميلة ايمان يسعد النبض بمرورك العطر.
          ايامك كلها سكّر ان شاء الله.
          حبّي و تقديري.
          [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

          تعليق

          • أسماء مطر
            عضو أساسي
            • 12-01-2009
            • 987

            #35
            المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
            تحت كروم اللّغة يترنّح المجيء..
            و ينبهر الضوء ..
            فيصير اللاّشيء كوكبا من الزيت..
            لا يكاد يضيء..

            2

            على شفتيها تصحو انزلاقات القصيد..
            فيلعن الوقت هويّة العابرين..
            و ينفلت التاريخ من أحلام الصلصال..
            فتهبّ في فنجان الشرف
            انتفاضة الزيتون..

            3

            هم يرسمون المقابر..
            و نحن نلوّنها بأطفالنا..
            هم يزرعون الأمكنة بالقهر..
            ونحن نسيّجها بأحلامنا..
            فتبّا للخبز في القدس..
            لا وريث لنضجه..
            لا سليل لحطب ميلاده..

            4

            لن نعود أحياءً..
            فموتنا مرتّين لا يعني السماء..
            ودمنا الأزرق فاره البكاء..
            كشهقة تراجع عن حدود الضوء..
            وكنفق يوجع الخرائط بأنصاف دوائر..
            وخطوط لا تعني الهندسة..

            5

            القبور لا زالت تحلم بأشكالها..
            طعم البوغاشا لا ينتشي..
            الغائبون حاضرون في الأغنيات..
            ضمير القهوة ملتهب..
            و اللّيمون يرقص على شفاه النازحين..
            و درويش يحسب عدد الشوارع..
            كي لا يموت مرتيّن..

            6

            أسماؤنا غاية في التشظّي..
            فلنقترف صمت الألقاب المؤنّثة..

            7

            حسبنا الجرح لجّة..
            فعرّينا ساق القدس..
            لنمّر إلى أقدارنا الهاوية..
            فاكتشفنا أنّ الوقت ليس مصيبتنا..
            بل هي العقارب التي لا ينتهي سمّها..

            8

            الموت يشبهنا في خوائه..
            في زواياه المستطيلة..
            و في الغبار الذي يزداد به النسيان شرها..

            9

            كروم نحمضّها للذكرى..
            صورة للنزيف..
            لنتوسّد الخلود..
            ونصرخ في الزيتون..
            أوقفوا عدسة الموت..
            كي لا تلتقطوا للطفولة صورة فارغة..





            قسنطينة
            ذات وجع.


            لى وقفة وهذه القصيدة ، لهذا الصدق الناضح فى أفلاك اللغة ، و حروف الوهج


            أحييك ياذات الوجع
            اهلا بك استاذي الفاضل ربيع.
            الصدق حين يكون من منبعه تصبح الاشياء كلّها حقيقية.
            فائق تقديري.
            [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

            تعليق

            • أسماء مطر
              عضو أساسي
              • 12-01-2009
              • 987

              #36
              المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء الرسول مشاهدة المشاركة
              لا أندهش هنا بل أصدم بحروفك الرائعة

              كل المحبة يا مبدعة
              سلامتك من الصدمات يا جميلة..
              دمت حبيبتي.
              تقديري.
              [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

              تعليق

              • أسماء مطر
                عضو أساسي
                • 12-01-2009
                • 987

                #37
                المشاركة الأصلية بواسطة رعد يكن مشاهدة المشاركة
                العزيزة ( أسماء مطر )

                أعتذر عن تأخري في الحضور..

                كان سيفوتني الكثير من الجمال ..

                وهل يشفع لي تأخيري في الحضور ( تثبيت الجمال )

                يثبت بالثلث بتاريخ 25 / 8 / 2009


                تحياتي

                رعد يكن
                الراقي رعد يسعدني حضورك و لو متأخرا، و هذا يشفع لك بدون تثبيت لــــــ 3 نصوص قادمة،و الرابع مجانا.من أجل الأجر في رمضان فقط ..
                تقبل الله صيامك و قيامك.
                تقديري.
                [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

                تعليق

                • أسماء مطر
                  عضو أساسي
                  • 12-01-2009
                  • 987

                  #38
                  المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء الرسول مشاهدة المشاركة
                  أجل هو نص رائع بالفعل

                  تحية لقلبك يا جميلة

                  شكرا سيد رعد على التثبيت
                  الحبيبة نجلاء شكرا على المرور العطر.
                  كل الحب.
                  تقديري.
                  [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

                  تعليق

                  • أسماء مطر
                    عضو أساسي
                    • 12-01-2009
                    • 987

                    #39
                    المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                    نص يخلع عنه عباءة الوقت اللئيم ، و يهتك أستارا لم تعد أبدا بعيدة عن المتناول ، يخوض فى زوايا الصورة ، ليتكشف حجم الخديعة ، و يرى إلى مدى نحن ضد أى شىء ، إلا أن نكون فى طريقنا إلى القدس !
                    كانت الصورة هنا جديدة و مبتكرة ، و تعطى دلالات قوية ، وربما كانت ساخرة تحمل قدرا عاليا من التهكم ، علينا ، و على الواقع المحيط ، و الدخول فى جدل سريع ، مع أرباب اللعبة و نحن ، حين يكون التناص مع القرآن ، أو لنقل شبهة التناص ، بقلب الصورة ، و العمل مع ضدها حين تقول :" فيصير اللاّشيء كوكبا من الزيت..
                    لا يكاد يضيء..
                    هو نص رافض ، متمرد فى كل حالاته ، حتى جعجعاتنا ، و تشدقنا بالكلمات ، فى الوقت الذى كان يجب أن نلوذ بالصمت :

                    أسماؤنا غاية في التشظّي..
                    فلنقترف صمت الألقاب المؤنّثة..
                    و هنا أيضا الاتكاء على مرور درويش فى القصيدة ، و إعادة ترتيب الذاكرة ، كى لا ننفلت ، و نصبح على هامش الوجود !
                    ثم يكون تقرير حال الأمر ، مع الدنيا ، المتآمرة ، و برغم كل ما يقال ، أو ما يعذب الروح الشاعرة هنا ، و يشظيها ، إلا أنهم :
                    هم يرسمون المقابر..
                    و نحن نلوّنها بأطفالنا..
                    هم يزرعون الأمكنة بالقهر..
                    ونحن نسيّجها بأحلامنا..
                    فتبّا للخبز في القدس..
                    لا وريث لنضجه..
                    لا سليل لحطب ميلاده..

                    و التأكيد على المقاومة ، و إلى حد الموت ، فهذا هو السبيل الوحيد للحياة ، و التحرر :
                    لن نعود أحياءً..
                    فموتنا مرتّين لا يعني السماء..
                    ودمنا الأزرق فاره البكاء..
                    كشهقة تراجع عن حدود الضوء..
                    وكنفق يوجع الخرائط بأنصاف دوائر..
                    وخطوط لا تعني الهندسة..
                    و ذكر الدم الأزرق هنا فى هذه الأبيات له دلالة قوية على عدم الانصاع ، أو التقهقر ، فهو فاره البكاء رغم زرقته ، و فى الأمثال العربية أن الدم الأزرق لا يقربه الدجالون أو الشياطين ، برغم المنزلة غير المؤكدة أو الدنيا التى تكون له !
                    و موتنا لا يعنى سوانا نحن .. لا يعنى السماء التى تحيط بأوجعنا ، و تمتد فى على كل جهات الكون !!

                    القصيدة تختلج بالمقاومة ، و الكشف ، تتحرك على نبض الجسارة ، و تضرب الصدور و الظهور ، بل تذهب إلى التقويض لتعيد البناء ، و الشحذ !

                    كروم نحمضّها للذكرى..
                    صورة للنزيف..
                    لنتوسّد الخلود..
                    ونصرخ في الزيتون..
                    أوقفوا عدسة الموت..
                    كي لا تلتقطوا للطفولة صورة فارغة..

                    هكذا إذا الأمر ، و إلى أن ياتى يوم لا بد منه ، فهذا التعتيق لا بد له من يوم حافل
                    فقط علينا أن نكون مستعدين ،و أكثر نبالة ، و تحكما ، حين يكون و نكون !!

                    هى إطلالة سريعة ، لم تأخذ حقها بعد ، أحس أنى فارغ أمام امتلائها ، و إن الصور التى نضجت فى تنور هنا ، كانت فوق الاحتمال فى سياقها ، الغاضب و الرافض ، حتى حين يصبح الأمر مراوحة بينها ، وبين واقع الحال ، وربما تساؤل ، يتحول سريعا إلى صرخة ، تأتى من أعماق الأعماق !!

                    ربما استطعت أكثر ، و لكنى أتذوق ، و أرى بعض ما يختزن فى هذه الجمجمة ، وهذه المختلجة بالوجع .. كم أحتاج إلى رؤية ناقدة ، لأعطى لهذا الهم ما يستحق !!

                    خالص تقديرى
                    أستاذي الفاضل هي لم تكن اطلالة سريعة ،بل رؤية قيّمة و قراءة متقنة جدا.
                    لقد صار التهكم لغة في ظلّ هذه الأوجاع،و هذا القهرالذي يغلّّّّّف الروح.
                    ما أرقى هذا الحضور الكبير..
                    كل التقدير.
                    [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

                    تعليق

                    • أسماء مطر
                      عضو أساسي
                      • 12-01-2009
                      • 987

                      #40
                      المشاركة الأصلية بواسطة الدكتور حسام الدين خلاصي مشاهدة المشاركة
                      شكرا للتثبيت
                      شكرا دكتور على الاهتمام.
                      دمت بخير.
                      تقديري.
                      [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

                      تعليق

                      • أسماء مطر
                        عضو أساسي
                        • 12-01-2009
                        • 987

                        #41
                        المشاركة الأصلية بواسطة بهائي راغب شراب مشاهدة المشاركة
                        الشاعرة المتألقة اسماء مطر

                        "3

                        هم يرسمون المقابر..
                        و نحن نلوّنها بأطفالنا..
                        هم يزرعون الأمكنة بالقهر..
                        ونحن نسيّجها بأحلامنا..
                        فتبّا للخبز في القدس..
                        لا وريث لنضجه..
                        لا سليل لحطب ميلاده.."


                        ما أروع الحياة
                        لقد اعطيتها بكلماتك ذات المعاني شكلها المقدس

                        أعداؤنا يصنعون الموت
                        ونحن نصنع الحياة
                        ونحن نمضي في الوجود

                        طاب قلمك

                        ودمت
                        قلت يوما يا أستاذي الفاضل هم يعيشون بيننا و يأكلون لحمنا، و قلت لك يومها هي نهاية رهيبة...
                        القدس ينحني كل الكلام أمامها،و ينتهي لوصف وجعها..
                        شكرا على التعقيب الراقي،و نصر الله اخواننا في فلسطين.
                        تقديري.
                        [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

                        تعليق

                        يعمل...
                        X