ضبط مصطلح العلمانية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحمن السليمان
    مستشار أدبي
    • 23-05-2007
    • 5434

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة غاده بنت تركي مشاهدة المشاركة
    وأنا لا أشك في أن خلط هذه المفاهيم كلها في كلمة (علمانية) ثم نقطها بكسر العين للإيحاء بأنها من العلم ثم تسويقها على أنها منهج علمي، إنما هو خلط مشبوه وتدليس

    هذا ما كنا نقرأه ويكتبونه
    جزاكَ الله عنا خير الجزاء
    خلاصة شاملة وواضحة وقيمة
    [align=justify]الأستاذة الكريمة غاده بنت تركي،

    شكرا جزيلا على مرورك وتعليقك.

    وأعتذر لتجاوز مشاركتك ومشاركات الزملاء في الرد فهذا من أثر الضغط فسامحونا.

    وتحية طيبة عطرة.[/align]
    عبدالرحمن السليمان
    الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    www.atinternational.org

    تعليق

    • د. وسام البكري
      أديب وكاتب
      • 21-03-2008
      • 2866

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان مشاهدة المشاركة
      خلاصة في ضبط مصطلح العلمانية






      [align=justify]إن هذه الخلاصة ترمي إلى ضبط مصطلح العلمانية في العربية كما يلي: [/align]
      [align=justify]


      1. مصطلح العلمانية: البحث في الاشتقاق اللغوي له في العربية، أي ضبط اشتقاق مصطلح (العلمانية) في العربية كما جاء في المصادر اللغوية العربية؛

      2. مصطلح العلمانية: البحث في المفهوم الأصلي/المفاهيم الأصلية لمصطلح (العلمانية) في كما جاء/جاءت في المصادر اللغوية الغربية،



      وأرجو أن يفهم أن الغرض من هذه المقالة هو التوثيق لمصطلح العلمانية ومفهومه الأصلي/ومفاهيمه الأصلية، وليس الحديث في العلمانية ذاتها، فهذا موضوع آخر. والفصل بين الموضوعين، موضوع مصطلح العلمانية وبين موضوع العلمانية ذاتها، مهم جدا كي لا نقع في الخطأ لأن عدم الفصل سيؤدي حتما إلى الوقوع في الخطأ. ولكي أكون صريحا فأنا مهتم بالموضوع الأول وغير مهتم بالموضوع الثاني رغم أهميته.

      [/align]

      أتمنى العودة إلى المربع الأول، وهو مربع المصطلح وتأصيله، بناءً على ما تفضّلَ به أستاذنا الفاضل الدكتور عبد الرحمن السليمان في مقدمته لموضوعه القيِّم.



      أستاذنا العزيز .. اسمح لي بملحوظات عنَّت لي حين قراءتي بحثك القيّم، ومراجعتي للمعجمات العربية المتوافرة لديّ.

      وأُولاها أني انتبهت إلى نسبة (العَلمانية) إلى (العَلْم) بمعنى (العالَم) في قولك:


      جاء في المعجم الوسيط الصادر عن مجمع اللغة العربية في القاهرة (مادة علم، صفحة 624) ما نصه: (العَلماني: نسبة إلى العَلم أي العالم، وهو خلاف الديني أو الكهنوتي). ا.ه.

      إذن يقول المعجم الوسيط إن العلمانية منسوبة إلى (العَلم) ـ بفتح العين – وهو (العالم) بفتح اللام. وهذا يعني أن العلمانية ليست مشتقة من (العِلم) بكسر العين.

      ولدى مراجعتي المتواضعة للمعجمات العربية التراثية، لم أجد هذا المعنى مطلقاً، أي: (العَلْم) بمعنى (العالَم)، لذلك أستغرب من كلام البستاني إذا ما صحّ النقل عنه. وأتمنى أن تُصحِّحَ لي هذا، أو أي باحثٍ يتوافر لديه دليل على وجوده في المعجمات التراثية.

      ويبدو لي أن البستاني قد أضاف هذا الاشتقاق من معجم كازيمرسكي الصادر في باريس سنة 1860م ، كما أضاف كلمة (العَلْماني) من معجم لويس بقطر المصري الصادر سنة 1828م، ومن نافلة القول أنهما أقدم معجم البستاني الصادر سنة 1977م، كما يُشير إليه هامشكم رقم 9 في المقتبس الآتي:


      (9) بطرس البستاني (1977). محيط المحيط. مادة علم. وقد وردت كلمة (عَلم) بمعنى العالم أيضا في معجم كازيميرسكي الصادر في باريس سنة 1860 لكن كلمة (العلمانية) لم ترد فيه وهذا يعني أنه لم تكن حينه موطنة في العربية على الرغم في ورودها في معجم لويس بقطر المصري عام 1828. انظر: كازيميرسكي دي بيبرشتاين/Kazimirski A. De Biberstein (1860). قاموس اللغتين العربية والفرانساوية. باريس. مادة (علم).



      رأيي المتواضع في الاشتقاق العربي:


      اسمح لي أن أدلوَ بدلْوي في الاشتقاق العربي، متمنياً أن لا يُداخلني الخلط، وأن يكون من أقرب المداخل إلى الاشتقاق في اللغات الجزرية (السامية) من غير تكلّف، وأن يكون أدنى إلى المفهوم العام لمصطلح (العَلْمانية) بمختلف مفاهيم (العَلْمانية) وتياراتها، قديماً وحديثاً:

      أرى أنّ اشتقاق (العَلْمانية) في لغتنا العربية من (العَلْم) بمعنى (الفَصْل) وليس من (العالَم):

      قال ابن سيده (458هـ):

      العَلَم: الفصلُ يكون بين الأرْضَيْنِ.

      وقال ابن السكيت:

      العَلْمُ [بسكون اللام] مصدر عَلَمْتُ شَفَتَه أَعْلِمُها عَلْماً [بسكون اللام]، والشفة عَلْماء.

      والعَلَمُ الشَّقُّ في الشفة العُلْيا، والمرأَة عَلْماء. [بسكون اللام].

      وقول ابن منظور:

      والعَلَمُ والعَلَمة والعُلْمة: الشَّقُّ في الشَّفة العُلْيا، وقيل: في أحد جانبيها، وقيل: هو أَن تنشقَّ فتَبينَ. عَلِمَ عَلَماً، فهو أَعْلَمُ، وعَلَمْتُه أَعْلِمُه عَلْماً، مثل كَسَرْته أكْسِرهُ كَسْراً: شَقَقْتُ شَفَتَه العُليا، وهو الأَعْلمُ.

      يُنظر: لسان العرب مادة (علم). ومعجمات أخرى لم تَزِد عليه.

      النتيجة:

      استناداً إلى ما تقدّم، فإنّ (العَلْم) بمعنى (الفصل) واضح جداً، ولا يمكننا نسبة الاشتقاق إلى (العالَم)، لعدم وجوده في المعجمات أولاً، ولعدم فائدته في توجيه مفهوم المصطلح، فالعلاقة بين معنى (العالَم) ومفهوم (العَلْمانية) ضعيف، بل لا معنى له في الأصل.

      و(العَلْمانية) تنادي فعلاً بالفصل بين الدين والدولة.

      أستاذي العزيز الدكتور عبد الرحمن السليمان
      أعتذر عمّا قدّمت، وإنما بحثك القيّم والمفيد قد شجّعني على تقديم هذه النظرة المتواضعة في الاشتقاق.
      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.




      د. وسام البكري

      تعليق

      • عبدالرؤوف النويهى
        أديب وكاتب
        • 12-10-2007
        • 2218

        #18
        [align=justify]إذا كان الأمر كما انتهى إليه أستاذنا الجليل الدكتور وسام البكرى ..
        من كون" العلمانية هى فصل الدين عن الدولة " أو لادين فى السياسة ولاسياسة فى الدين.. فمنذ الفتنة الكبرى واغتيال الخليفة الثالث الراشد عثمان بن عفان رضى الله عنه وأرضاه، ارتأى الفقهاء أن ينصرفوا عن السياسة إلى الدين ، وأن يتركوا للخلفاء وأمراء المؤمنين الحق المطلق فى إدارة الشؤون السياسية بدون أدنى تدخل منهم ، وأصبح الفقهاء منذ هذا الوقت الجبهة المعارضة لكن دون تأثير يُذكر للدولة التى آثرت المُضى قُدما فى الفصل بين الدين والسياسة ورفض قيام الدولة الدينية التى انتهت منذ اغتيال الخليفة الثالث سيدناعثمان بن عفان رضى الله عنه وأرضاه، وتأكد يقيناً ومنذ هذا التاريخ، تكريس مبدأ الفصل بين الإسلام كدين والدولة كسلطة سياسية غير خاضعة له بالضرورة .

        بل كان الأئمة والصحابة الأجلاء ومنهم على سبيل الذكر: أبوهريرة وأنس بن مالك وعبدالله بن عمر بن الخطاب الذى قال: "لا أقاتل فى الفتنة ، وأصلى وراء من غلب " ارتكاناً منه على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "الإمام الجائر خير من الفتنة ".[/align]

        [align=justify]
        "...ولم تكن خلافة سيدنا معاوية رضى الله عنه من نوع الخلافة الراشدة الذى يُعين فيها المسلمون خليفتهم فلا يصل إلى الحكم إلا برضاهم ومشورتهم لأن معاوية كان يريد أن يُصبح خليفة بأى حال من الأحوال ولذلك قاتل إلى أن اعتلى الخلافة كما أن خلافته لم تكن عن رضا من المسلمين ولم يختره الناس اختيارا حرا إنما تآمر عليهم بقوته وسيفه فلما رأى الناس أنه صار خليفة عليهم بالفعل لم تكن أمامهم أى مفر غير مبايعته ولو أنهم أحجموا عن بيعته لما تنحى عن الحكم ..بل لكان معنى ذلك سفك دماء وبث فوضى وهو ما لايمكن تفضيله على الأمن والسلام والاستتباب.

        من أجل هذا اتفق جميع الصحابة وصلحاء الأمة على بيعة معاوية ، بعد تنازل الحسن له عن الخلافة عام 41هجرية ،وسمى هذا العام بعام الجماعة ..على أساس أن الحرب الأهلية على الأقل قد انتهت فيه .

        .....هكذا كانت بداية التحول ثم استحكم وتعمقت جذوره بعد ولاية عهد يزيد لدرجة أنه لم يتزلزل يوما واحدا من وقتها وإلى إلغاء مصطفى أتاتورك للخلافة فى القرن الحالى ، فانشق بذلك طريق دائم للبيعة الجبرية وملك العائلات العضوض ومن يومها وإلى يومنا هذا لم تبد فى حظ المسلمين أى فرصة للعودة إلى الخلافة الإنتخابية "[/align]
        "

        الخلافة والمُلك ..أبو الأعلى المودودى ..ترجمة أحمد ادريس .طبعة دار القلم.الكويت الطبعة الأولى 1978 ص101،100

        تعليق

        • د. وسام البكري
          أديب وكاتب
          • 21-03-2008
          • 2866

          #19
          أستاذنا الغالي عبد الرؤوف النويهي

          عندما انتهيتُ إلى نتيجةٍ مفادها أنّ (الفصل) هو المعنى العام لـ (العَلْمانية) بناءً على أشهر السِّمات التي اتّسمت بها (العَلْمانية)، وإلا لا دليلَ آخر على دلالة الجذر اللغوي لمصطلح (العَلْمانية) على الفصل.

          أمّا من الناحية العقائدية والتاريخية، فما تفضّلتَ به صحيح عموماً، إلا في بعض تفاصيل الأحداث التاريخية وتأويلها قد اختلف فيها وبخاصة في ما ورد في كتاب(عبد الأعلى المودودي).

          إنّ (العَلْمانية) من الناحية العقائدية متعددة الاتجاهات والتيارات، فكراً وتطبيقاً، سواء أكانت لدى الغربيين أو لدى العرب، فكما تفضلتَ مشكوراً أن التاريخ العربي الإسلامي زاخر بتطبيق العلمانية التي تُعنى بفصل الدين عن الدولة، وفي الإطار الأوسع فصل الدين عن السياسة في أدق التفاصيل في حياة الفرد والمجتمع. وهذا ما يتجلى كما تفضلتَ به في حصل بعد خلافة الإمام الحسن، وبالضبط في حال تسلّم معاوية سُدّة الحُكم فجعل الحُكم ملكياً وراثياً، وتبعه العباسيون، في المنهج نفسه، وهكذا تتابعت الدويلات والدول، ومروراً بالحكم الملكي العثماني، وليس انتهاءً بالحكومات الحديثة التي في ظاهرها جمهوري، وفي تطبيقاتها ملكية، لكنّ المشترك بين هذه الحكومة وتلك، هو فصل الدين عن الدولة بل عن السياسة عموماً.

          قرأنا وسمعنا عن العلمانية الكافرة، وهي بالفعل هكذا في نمطها الغربي، وفي بعض أنماطها لدى العرب في العصر الحديث، أو المعاصر، لكننا شهدنا لدى كثير من بل الغالب من رجال الدين الذين يُكفّرون مَن عادى الحكومة أو كان معارضاً لسياسة من سياساتها، ويرفضون التدخل في شؤون الحكم، أو تقديم النقد اللازم منها بحسب الشريعة الإسلامية.

          وعلى الرغم من أني لا أميل إلى فصل الدين عن الدولة، لتكون لنا دولة كما أرادها الرسول (ص)، وليس كمن انتحلها فجعلها ملكية، وأنّى لنا ذلك ؟ !!؛ أكرّر: على الرغم من ذلك، فإنّي رأيت مَن ينسى أو يتناسى هذه التطبيقات العملية للعلمانية، ولا يرى أمامه سوى كونها العلمانية الكافرة، (نعم هي كافرة بصورها الغربية، وقد صوّرها الغرب لنا على أنها الحل الوحيد والأفضل لمشكلات الحكم في بلداننا العربية والإسلامية)، ويتعامل مع المواقف تعاملاً حدّياً، فإمّا أبيض وإما أسود، ويضع الجميع في سلة واحدة هي سلّة التكفير، والله يشهد عليّ أنّي لا أدافع عن العلمانية ولكني أعترض على هذا الصنف من الكتّاب والمفكرين وعدد من رجال الدين والسياسيين في بلداننا الذين يتعاملون بازدواجية تامة في هذا الشأن.

          وأنا متأكد كل التأكيد: أن هناك مَن يتعامل مع هذه الرؤية بازدواجية، فيُنزّه الأحداث التاريخية، ولا يَعدّها فصلاً للدين عن الدولة.

          اللهمّ أعزّ الإسلام والمسلمين بدولة ترضاها في الدنيا وفي الآخرة.

          والسلام عليكم.
          د. وسام البكري

          تعليق

          • mmogy
            كاتب
            • 16-05-2007
            • 11282

            #20
            [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]أستاذنا الدكتور وسام البكري
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            علماء المسلمين الذين قالوا بكفر العلمانية .. إنما كفروا مبادىء معينة ومحددة سواء أطلق عليها علمانية أو غير ذلك .. ففتواهم انطلقت من دراسة مبادىء معينة تخالف صريح الدين وصحيحه .. دعا إليها روادها تحت لافتة العلمانية بصرف النظر عن أصل المصطلح .. لكن شهرة المصطلح وتداوله بين جماعة من المثقفين العرب يحتقرون دور الدين في الحياة ويرون حصره في المساجد على أحسن الفروض .. وهو ما يلخصه قول السادات لادين في السياسة ولا سياسة في دين .. ويقصدون بالسياسة هنا كل مظاهر الحياة ذاتها ماعدا العقيدة التي يجب ألا يعلنها المؤمن بها .. بل يخفيها ولا يظهر لها أثرا .

            لذلك أقول إن مصطلح العلمانية أصبح سىء السمعة .. بل هو منذ استيراده كذلك .. ولم يعد يعني في أذهاننا سوى عدم الإكتراث بالدين خارج اسوار المسجد .

            وأصبح الحديث عن المصطلح من الترف الفكري الذ لاطائل من ورائه إلا التسلية والرياضة العقلية .

            وأخيرا أقول إن مصطلح العلمانية فقد وظيفته الموضوعية .. ولم أمام العلمانيين على مختلف مشاربها إلا اخراج كتاب يكون بمثابة المرجعية المقدسة التي يحتكم إليها المعنيون بالأمر .

            تحياتي لكم
            [/ALIGN]
            [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
            إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
            يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
            عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
            وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
            وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

            تعليق

            • أحمد الأقطش
              أديب وكاتب
              • 30-05-2008
              • 376

              #21
              [align=right]أستاذنا العزيز / د. عبد الرحمن السليمان ،،
              الأساتذة الأعزاء ،،

              منذ بزوغ حركة الترجمة الحديثة التي افتتحها رفاعة الطهطاوي، وانهمر سيلٌ من المصطلحات والألفاظ المستوردة التي توغلت في حياتنا الثقافية منذ ذلك العصر ونزولاً. التأصيل هنا هو تأصيل تاريخي يحكمه تصرّفات المترجمين وجهودهم في هذا الوقت، باعتبارهم ناقلين لأول مرة على غير مثال. ومَن يطالع كتاب رفاعة الطهطاوي (تخليص الإبريز في تلخيص باريز) يجد محاولاته الشخصية في ترجمة وتعريب ما عرض له من كلمات جديدة، ولم تستقر صورة هذه الكلمات
              - المترجمة منها والمعرّبة - إلا بعده بقرون.

              ويظهر مِمَّا كتبه في الجزء الثاني من هذا الكتاب في الفصل الثاني عشر تحت عنوان (في دين أهل باريس) أنه ترجم الفرنسية laïque و laïcité إلى "العامة" في مقابل القساوسة. يقول (2/256): ((ومِن الخصال الذميمة: أن القسيسين يعتقدون أنه يجب على العامة أن يعترفوا لهم بسائر ذنوبهم ليغفروها لهم، فيمكث القسيس في الكنيسة على كرسي يُسمّى كرسي الاعتراف)). اهـ وهذا هو المعنى الأصليّ للكلمة الفرنسية.

              الطهطاوي ذو ثقافة إسلامية، لذلك استخدم كلمة "العامة" - ومفردها "عامّي" - لتدلّ على عموم المنتسبين إلى الديانة الكاثوليكية مِمَّا ليسوا في السلك الكهنوتي. ومثل هذه الدلالة ليس لها وجود في الدين الإسلامي كما هو معلوم لعدم وجود كهنوت أصلاً.

              في المقابل، كان بطرس البستاني مسيحياً وهذا المصطلح يخصّ ديانته في المقام الأول، ولذلك استخدم الكلمة الرائجة في الأوساط المسيحية الشرقية وهي "عَلماني" التي تحمل هذه الدلالة عينها، وهي المنسوبة إلى العالم . ولقد صنف بطرس البستاني معجمه بعد رفاعة الطهطاوي بأربعين سنة.

              فوفقاً للنظام الديني المسيحي، فإنّ كلّ مَن ليس بإكليركيّ أو يعمل في السلك الكهنوتي فهو مِن العامة. وكان يُطلق على عموم الناس في هذه الحالة "العالـَم"، وهو نفس الاستخدام الدارج الذي لم يزل قائماً في بعض لهجاتنا إلى اليوم دون سياقه الديني (نقول في مصر مثلاً: "العالَم دُول" يعني "هؤلاء الناس").

              وأصل اللفظ مِن اللغة الآرامية كما تفضّل الدكتور عبد الرحمن السليمان، وكانت قد أصبحت لغة اليهود عقب رجوعهم من السبي البابلي، وظهر السيد المسيح وكانت هي اللغة المستخدمة في عصره. ولذلك نقرأ في إنجيل يوحنا أن أحبار اليهود لما علموا بالمعجزات التي صنعها المسيح واجتماع الناس حوله، قالوا (يو 12: 19): "هُوَ ذا العالـَم قد ذهبَ وراءه!" والنص في الإنجيل السرياني هكذا:
              ܕܗܐ ܥܠܡܐ ܟܠܗ ܐܙܠ ܠܗ ܒܬܪܗ وتعريبه: دها عَلـْما كُله أزل له بثره. يقصدون عامة الناس مِن غير الأحبار.

              ومعلومٌ أن المصطلحات الدينية المسيحية التي دخلت العربية جاءت عبر السريانية، على سبيل المثال: الجاثليق، الأقنوم، الباعوث، المعمودية، البـِيعة أي الكنيسة، القسيس، إلخ. ثم إن السريان وضعوا لهم تراكيب خاصة في اللسان العربي، كقولهم: لاهوت، ناسوت، ثالوث، رهبانية، إلخ.

              أما صيغة النِسبة (اني) في أواخر الألفاظ فعربية، ومِن أمثلتها:
              - نفس ==> نفساني
              - عقل ==> عقلاني
              - روح ==> روحاني
              - شهوة ==> شهواني
              فصاغ النصارى العرب الكلمة الدالة على عموم الناس مِما ليسوا بإكليركيين (عالم) بهذه النسبة، فقالوا:
              - عَالـَم ==> عَالـَماني
              ونطقوها بنطقهم السرياني الدارج بتسكين اللام، فقالوا:
              - عَالـْماني ==> عَلـْماني
              ولا تزال هذه الظاهرة في النطق الدارج موجودة إلى يومنا هذا، على سبيل المثال:
              - خاتِمة ==> خاتـْمة (دون مَدّ بين الخاء والتاء)
              - عَالِمة ==> عَالـْمة
              - ماجِدة ==> ماجْدة
              - مالِكي ==> مالـْكي
              - شافِعي ==> شافـْعي
              - ساحِلي ==> ساحْلي

              ... من هنا أجد ما طرحه الدكتور عبد الرحمن دقيقاً ومحكماً من حيث التأصيل اللغوي والدلالي لهذا الاصطلاح، بعيداً عمَّا لحقه مِن تطوّرات دلالية فيما بعد. هذا ما أرى بحسب ما وفقتُ عليه.

              مع خالص تحياتي
              ،،[/align]
              [poem=font="Mudir MT,6,,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/97.gif" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
              تاقَت نفسي إلى نزولِ الماءِ=فأطهّر جُثتي مِن الأقذاءِ
              لكنّ تَراكُمَ الهوى في بَدَني=يقذفني في دوّامةِ الأشياءِ![/poem]
              ... أحمد

              تعليق

              • حكيم عباس
                أديب وكاتب
                • 23-07-2009
                • 1040

                #22
                [align=CENTER][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
                [align=CENTER][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
                السلام عليكم
                تحياتي

                أود طرح سؤالين على الأستاذ الفاضل أحمد الأقطش:

                1. معجم محيط المحيط لبطرس البستاني طُبع في بيروت لأول مرة عام 1870 ، هل يوجد في هذه الطبعة (و ليس الطبعات التي لحقتها) كلمة علماني أو علمانية بالعربية ؟ لاحظ أن التوثيق تاريخي أي ظهور المصطلح ، فالسنة الذي طُبع فيها المعجم قضيّة أساسية ، حيث في الطبعات اللاحقة قد تكون أضيفت.

                2. أقتبس من مداخلة حضرتك :"ويظهر مِمَّا كتبه في الجزء الثاني من هذا الكتاب في الفصل الثاني عشر تحت عنوان (في دين أهل باريس) أنه ترجم الفرنسية laïque و laïcité إلى "العامة" في مقابل القساوسة" .
                السؤال ماهي السنة التي طبع فيها الكتاب الثاني لرافعة الطهطاوي الذي بين يديك ؟ أرجو التأكد من أن تكون الطبعة الأولى في حياته أي قبل 1873 ، و هل وجدت فيها الكلمة الفرنسية laïcité بالضبط هذه الكلمة ؟؟ أرجو الدّقة التاريخيية.


                ملاحظة : حسب معرفتي المتواضعة الكلمة الفرنسية laïcité بالضبط هذه الكلمة ، لأنّها هي المصطلح الذي نحن بصدده ، لم تكن موجودة في اللغة الفرنسية قبل 1881 بمعنى ، لو فتحت معجما أو قاموسا فرنسيا طُبع قبل سنة 1881 لن تجد الكلمة هذه بالذات.

                و كلمة secularism الأنكليزية بالضبط هذه الكلمة و بهذا الشكل لأنّها هي المصطلح ، لم تكن موجودة قبل 1846 بمعنى لو فتحت أي معجم أو قاموس انكليزي طُبع قبل عام 1846 لن تجد الكلمة.

                و كلمة "علمانية" في العربية هذه الكلمة بالذات لأنّها هي المصطلح أزعم أنّها ظهرت متأخرة على الأقل بعد عام 1881 (أي بعد موت داروين) بمعنى لو فتحت معجما أو قاموسا عربيا طُبع قبل عام 1881 لن تجد هذه الكلمة لأنّها لم تكن قد دخلت العربية.

                هذا ما أقصده بالتوثيق و الرّصد التاريخي كي يتسنى لنا مناقشة المفهوم و إلا على المنهج الموضوعي و العلمي و الأكاديمي السلام...!!

                *** "المفهوم" ذو علاقة مباشرة و عضوية مع تبلور المصطلح
                *** "الرصد التاريخي" ذو علاقة عضوية و مباشرة مع انتقال المصطلح بين اللّغات و الثقافات.

                قاعدتان لا يمكن التّنازل عنهما إلاّ أمام افتقار المراجع و ضياعها عند إذ تبدأ النظريات و المقولات و وجهات النّظر لكن ليس قبل ذلك.

                أرجو التأكّد من التّواريخ و الإفادة (لأنّ الموضوع يعنيني أكاديميّا) و لك منّي جزيل الشكر و عظيم التّقدير و الاحترام.
                [/align][/cell][/table1][/align]

                حكيم
                [/align][/cell][/table1][/align]
                التعديل الأخير تم بواسطة حكيم عباس; الساعة 14-09-2009, 08:06.

                تعليق

                • حكيم عباس
                  أديب وكاتب
                  • 23-07-2009
                  • 1040

                  #23
                  [align=CENTER][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
                  السلام عليكم
                  تحيّاتي

                  أودّ التّوجّه للأستاذ محمد شعبان الموجي بالتّالي:

                  *** هل وضع العالم العربي الرّاهن (الحاضر) الذي أنا و أنت (كلّنا) جزء منه و ننتمي له ، على ما يرام من النّاحية السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الفكرية و الثقافية و الروحية و الأخلاقية ....الخ؟؟؟

                  لا أعتقد أن هناك مِنْ مختلفين على أن الوضع بمنتهى السوء... إلاّ إذا عندك وجهة نظر أخرى ، شخصيّا أحبّ سماعها.

                  *** إذا اتّفقنا على سوء الأوضاع الرّاهنة (حال واقعنا) ، أسمح لنفسي بالسؤال التّالي: ألا تعتقد أنّنا بحاجة لعمل جماعي جبّار كي ينقلنا إلى الأفضل؟؟ بغض النّظر عن تسمية هذا "العمل الجبّار" ــــ ثورة ، انقلاب ، نهضة ، سلفية ، أصالة ، حداثة ، تقدّم ، علمانية ، تغريب ، رجوع للخلافة ...الخ أي إسم تريد ، بل أي فكر أو عقيدة تريد .

                  *** إذا اتّفقنا أنّنا بحاجة ماسّة لمثل هذا "العمل الجبّار" ، ألا يعني هذا أنّنا نريد أو نهدف أو نتطلّع أو نتمنى أو نحلم ، أن نبني مستقبلا أفضل أو على الأقل نؤسّس لبناء مستقبل أفضل ؟؟ ("أفضل" بأي مفهوم عقائدي أو فكري تريد)
                  أعتقد أن الجواب نعم.
                  هل تعتقد أن بناء المستقبل على أيّ جهة و بأي معنى و فكر و عقيدة تريد ، ألا يحتاج لفهم الحاضر أولا ؟؟ فأنت تريد أن تغيّر الواقع ، الحالة الحاضرة إلى مستقبل حدّدت معالمه حسب أي فكر أو عقيدة تشاء ، تغيير الشيء ألا يتطلّب فهمه فهما عميقا؟؟
                  حتى الأنبياء عندما نزلت عليهم الرسائل السماوية لم تبدأ التغيير فجائيا و دفعة واحدة و الأهم دون فهم الواقع و التّعامل معه ( خذ مثالا فقط تحريم الخمرة ألا يدل على حكمة في فهم الواقع و التّعامل معه)
                  هذه قاعدة سيّدي العزيز و قاعدة سماويّة إلهية دينيّة قبل أن تكون شيئا آخر ، لأن البشر اتّخذوا طريقة أخرى للتّغيير و هي الحرب و السيف و الانقلاب.. يعجّ تاريخ شرقنا الحديث بالانقلابات العسكرية.

                  *** لماذا فهم الواقع؟؟ أليس من أجل أن تعرف من هم أصدقائك و من هم أعدائك؟ أليس من أجل أن تعرف ما الذي يجب تغييره و ما الذي لا يجب؟ أليس من أجل أن تتقوى في معركة التّغيير التي قرّرت خوضها بحيث تحتاط من كلّ الجوانب ، حتى لا تُفاجأ بما لم يكن بالحسبان ، و كلّها على مبدأ "أعدوا لهم ما استطعتم من قوة" مع الفارق بين العتاد العسكري و العتاد الفكري؟؟؟

                  إذا اتفقنا على كلّ البديهيّات التي تقدّمت أعلاه و أعتقد ّأنّها بديهيّات لا يختلف عليها عاقلان ، يعني ذلك أن دراسة المصطلحات (ليس بشكل مجرّد كما يحبّ أن يتصوّر البعض) بل مرتبطا بمفاهيمها ، هي خطوة من آلاف الخطوات التي يجب أن نقوم بها من أجل فهم الواقع (الحاضر الرّاهن) بهدف تغييره إلى مستقبل أفضل . و هذا العمل ليس جانبيا بل أساسيّا ، لأن لا شيء يستطيع الإنسان فهمه على الإطلاق لا شيء ، إلاّ من خلال المفردة اللّغوية و المصطلح ، حتى التّعاليم الدينية و الشرعية لم تُقدّم للإنسان إلا من خلال مفردة لغوية و مصطلحات خاصة بها . دراسة المصطلحات و مفاهيمها حيث لا يمكننا الدّخول إلى المفاهيم فقط وكما طالبت كثيرا و تطالب حضرتك بدون حصر المصطلح . إذن يصبح كلامك الذي ما فتئت تردّده في كل مكان و زمان و أقتبسه لحضرتك هنا:
                  "" .... وأصبح الحديث عن المصطلح من الترف الفكري الذي لاطائل من ورائه إلا التسلية والرياضة العقلية .
                  وأخيرا أقول إن مصطلح العلمانية فقد وظيفته الموضوعية .. ولم أمام العلمانيين على مختلف مشاربها إلا اخراج كتاب يكون بمثابة المرجعية المقدسة التي يحتكم إليها المعنيون بالأمر ""
                  كلامك هذا يصبح ليس إمعانا في تذكية الخلافات و تناقضات الواقع و بالتّالي الزيادة في انحطاطه ، بل أيضا إمعانا في التّغاضي عن الواقع القبيح ، و تجاهله و خروجا على مبدأ الفهم و الحيطة و الإعداد من أجل التّغيير ممّا يشكّك في القدرة على إحداث اي تغيير من أي نوع.
                  أتمنّى أن تخرج من الإطار الصحفي إلى الإطار الفكري المسئول بغضّ النّظر عن ماهية هذا الفكر.
                  مع كل المحبّة و التّقدير

                  حكيم
                  [/align][/cell][/table1][/align]

                  تعليق

                  • mmogy
                    كاتب
                    • 16-05-2007
                    • 11282

                    #24
                    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
                    السلام عليكم
                    تحيّاتي

                    أودّ التّوجّه للأستاذ محمد شعبان الموجي بالتّالي:

                    *** هل وضع العالم العربي الرّاهن (الحاضر) الذي أنا و أنت (كلّنا) جزء منه و ننتمي له ، على ما يرام من النّاحية السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الفكرية و الثقافية و الروحية و الأخلاقية ....الخ؟؟؟

                    لا أعتقد أن هناك مِنْ مختلفين على أن الوضع بمنتهى السوء... إلاّ إذا عندك وجهة نظر أخرى ، شخصيّا أحبّ سماعها.

                    *** إذا اتّفقنا على سوء الأوضاع الرّاهنة (حال واقعنا) ، أسمح لنفسي بالسؤال التّالي: ألا تعتقد أنّنا بحاجة لعمل جماعي جبّار كي ينقلنا إلى الأفضل؟؟ بغض النّظر عن تسمية هذا "العمل الجبّار" ــــ ثورة ، انقلاب ، نهضة ، سلفية ، أصالة ، حداثة ، تقدّم ، علمانية ، تغريب ، رجوع للخلافة ...الخ أي إسم تريد ، بل أي فكر أو عقيدة تريد .

                    *** إذا اتّفقنا أنّنا بحاجة ماسّة لمثل هذا "العمل الجبّار" ، ألا يعني هذا أنّنا نريد أو نهدف أو نتطلّع أو نتمنى أو نحلم ، أن نبني مستقبلا أفضل أو على الأقل نؤسّس لبناء مستقبل أفضل ؟؟ ("أفضل" بأي مفهوم عقائدي أو فكري تريد)
                    أعتقد أن الجواب نعم.

                    أستاذنا الجليل / حكيم عباس
                    لأقول أنني أتفق مع هذه الفلسفة فحسب .. بل أقول إنها تعبر عن وجهة نظري بطريقة وأسلوب أفضل مما حاولت أنا أن أوضحه .. فنحن متفقون تماما في كل كلمة وكل حرف .. وهذا هو ما دعوت إليه من ضرورة الإنتقال إلى مناقشة المبادىء والأفكار التي نتحرك بها ويتحرك بها غيرنا .



                    هل تعتقد أن بناء المستقبل على أيّ جهة و بأي معنى و فكر و عقيدة تريد ، ألا يحتاج لفهم الحاضر أولا ؟؟ فأنت تريد أن تغيّر الواقع ، الحالة الحاضرة إلى مستقبل حدّدت معالمه حسب أي فكر أو عقيدة تشاء ، تغيير الشيء ألا يتطلّب فهمه فهما عميقا؟؟
                    حتى الأنبياء عندما نزلت عليهم الرسائل السماوية لم تبدأ التغيير فجائيا و دفعة واحدة و الأهم دون فهم الواقع و التّعامل معه ( خذ مثالا فقط تحريم الخمرة ألا يدل على حكمة في فهم الواقع و التّعامل معه)
                    هذه قاعدة سيّدي العزيز و قاعدة سماويّة إلهية دينيّة قبل أن تكون شيئا آخر ، لأن البشر اتّخذوا طريقة أخرى للتّغيير و هي الحرب و السيف و الانقلاب.. يعجّ تاريخ شرقنا الحديث بالانقلابات العسكرية
                    .



                    لقد سبقت وكتبت عدة مقالات أؤكد فيها أن الإسلام ليس هو الحل كما يردد أتباع الإسلام السياسي .. ولكن الحلول والإجتهادات البشرية المضبوطة بميزان الشرع والقرآن هي الحل .. والفرق مع التأمل بين الحالتين كبير جدا .. لأن البعض يظن أنه سيفتح القرآن الكريم فيجد حلا لمشكلة الإستبداد السياسي وتزوير الإنتخابات والتخلف العلمي والتقني والفقر والجهل والمرض والمواصلات والإسكان .. إلخ .. وهذا كله غير حقيقي .. لأن الإسلام ترك كل ذلك للإجتهادات البشرية .. لكن بشرط أن يخضعها المؤمنون بالإسلام لميزان الشرع لتحديد مدى توافق توجهاتها وأهدافها الأخلاقية والقيمية مع ميزان القرآن .. فالقرآن ميزان .. توزن به كل النشاطات البشرية لتوجيهها إلى حفظ الضرورات الخمسة للحياة .. لكنه لايصنع تلك الحلول ولا الإجتهادات .




                    *** لماذا فهم الواقع؟؟ أليس من أجل أن تعرف من هم أصدقائك و من هم أعدائك؟ أليس من أجل أن تعرف ما الذي يجب تغييره و ما الذي لا يجب؟ أليس من أجل أن تتقوى في معركة التّغيير التي قرّرت خوضها بحيث تحتاط من كلّ الجوانب ، حتى لا تُفاجأ بما لم يكن بالحسبان ، و كلّها على مبدأ "أعدوا لهم ما استطعتم من قوة" مع الفارق بين العتاد العسكري و العتاد الفكري؟؟؟


                    إذا اتفقنا على كلّ البديهيّات التي تقدّمت أعلاه و أعتقد ّأنّها بديهيّات لا يختلف عليها عاقلان ، يعني ذلك أن دراسة المصطلحات (ليس بشكل مجرّد كما يحبّ أن يتصوّر البعض) بل مرتبطا بمفاهيمها ، هي خطوة من آلاف الخطوات التي يجب أن نقوم بها من أجل فهم الواقع (الحاضر الرّاهن) بهدف تغييره إلى مستقبل أفضل . و هذا العمل ليس جانبيا بل أساسيّا ، لأن لا شيء يستطيع الإنسان فهمه على الإطلاق لا شيء ، إلاّ من خلال المفردة اللّغوية و المصطلح ، حتى التّعاليم الدينية و الشرعية لم تُقدّم للإنسان إلا من خلال مفردة لغوية و مصطلحات خاصة بها . دراسة المصطلحات و مفاهيمها حيث لا يمكننا الدّخول إلى المفاهيم فقط وكما طالبت كثيرا و تطالب حضرتك بدون حصر المصطلح . إذن يصبح كلامك الذي ما فتئت تردّده في كل مكان و زمان و أقتبسه لحضرتك هنا:
                    "" .... وأصبح الحديث عن المصطلح من الترف الفكري الذي لاطائل من ورائه إلا التسلية والرياضة العقلية .
                    وأخيرا أقول إن مصطلح العلمانية فقد وظيفته الموضوعية .. ولم أمام العلمانيين على مختلف مشاربها إلا اخراج كتاب يكون بمثابة المرجعية المقدسة التي يحتكم إليها المعنيون بالأمر ""
                    كلامك هذا يصبح ليس إمعانا في تذكية الخلافات و تناقضات الواقع و بالتّالي الزيادة في انحطاطه ، بل أيضا إمعانا في التّغاضي عن الواقع القبيح ، و تجاهله و خروجا على مبدأ الفهم و الحيطة و الإعداد من أجل التّغيير ممّا يشكّك في القدرة على إحداث اي تغيير من أي نوع.
                    أعتقد أن فهم الواقع لايتم إلا من خلال دراسة الواقع نفسه ودراسة المبادىء السائدة بالفعل .. وليس من خلال مصطلح وضعي مازال الفلاسفة مختلفين حول أصله اللغوي وبالتالي مختلفين حول ما يمكن أن يعبر عنه من مبادىء وأفكار .. ولاأدري في الحقيقة كيف نبحث عن وسائل ومشاريع نهضوية .. ونحن عاجزون عن خلق مصطلحات جديدة تعبر عن السائد والمأمول من المبادىء والأفكار .

                    وأخيرا أرجو أن يتسع صدرك لمناقشة هذه الأفكار التي ربما تراها ساذجة وغير جديرة باهدار الوقت للرد عليها .. ولكن " يضع سره في أضعف خلقه "

                    تقبل تحياتي [/ALIGN]
                    [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
                    إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                    يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                    عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                    وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                    وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                    تعليق

                    • عبدالرحمن السليمان
                      مستشار أدبي
                      • 23-05-2007
                      • 5434

                      #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر مشاهدة المشاركة
                      أخى الكريم دد. عبد الرحمن

                      تحية علمية (بكسر العين)

                      أعتقد لزيادة الوضوح ان تقدم لنا تعريفا لمصطلح "العلم" بكسر العين. فإذا كان العلم بفتح العين معروفاً ، فما هو العلم (بكسر العين)؟

                      وبعد ذلك نأتى لمصطلح "عقلانى" لتكتمل العلاقات المتعددة بين العلمانية و العلم ( بكسر و فتح العين) والعقلانية

                      وتحياتى

                      [align=justify]أخي العزيز الدكتور عبدالحميد،

                      على الرحب والسعة . وأستميحك عذرا بتأجيل ذلك قليلا كي تتسنى لي العودة إلى ما طرح في هذه الصفحة من اجتهادات وآراء بخصوص المصطلح (علمانية) قد يعيدنا بعضها إلى نقطة الصفر!

                      وتحية طيبة عطرة. [/align]
                      عبدالرحمن السليمان
                      الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                      www.atinternational.org

                      تعليق

                      • عبدالرحمن السليمان
                        مستشار أدبي
                        • 23-05-2007
                        • 5434

                        #26
                        المشاركة الأصلية بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
                        السلام عليكم
                        دكتور مررت لكي اسجل حضوري فنحن فعلا نحتاج للتوضيح حصرا لهذا المصطلح الذي استعمل وفهم باوسع مما توقعناه
                        تحيتي ولي عودة
                        شكرا جزيلا على مرورك يا أم فراس،
                        هلا وغلا!
                        عبدالرحمن السليمان
                        الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                        www.atinternational.org

                        تعليق

                        • عبدالرحمن السليمان
                          مستشار أدبي
                          • 23-05-2007
                          • 5434

                          #27
                          المشاركة الأصلية بواسطة د. وسام البكري مشاهدة المشاركة

                          ولدى مراجعتي المتواضعة للمعجمات العربية التراثية، لم أجد هذا المعنى مطلقاً، أي: (العَلْم) بمعنى (العالَم)، لذلك أستغرب من كلام البستاني إذا ما صحّ النقل عنه. وأتمنى أن تُصحِّحَ لي هذا، أو أي باحثٍ يتوافر لديه دليل على وجوده في المعجمات التراثية.

                          ويبدو لي أن البستاني قد أضاف هذا الاشتقاق من معجم كازيمرسكي الصادر في باريس سنة 1860م ، كما أضاف كلمة (العَلْماني) من معجم لويس بقطر المصري الصادر سنة 1828م، ومن نافلة القول أنهما أقدم معجم البستاني الصادر سنة 1977م، كما يُشير إليه هامشكم رقم 9 في المقتبس الآتي:

                          [align=justify]أخي وأستاذي العزيز الدكتور وسام البكري،

                          شكرا جزيلا على هذا الجهد الملحوظ في البحث عن أصل الكلمة في العربية.

                          أود أن أنوه إلى أن الطبعة الأولى لمعجم بطرس البستاني كانت سنة 1870 وأن طبعة 1977 إنما هي طبعة حديثة للمعجم القديم.

                          سوف لن نجد (العلم) بمعنى العالم في المصادر القديمة لأن هذه الكلمة غير موجودة في العربية. هي كلمة سريانية استعملها النصارى العرب في نصوصهم المدونة باللغة العربية النصرانية (Christian Arabic) للدلالة على معاني مخصوصة بديانتهم وفقههم وتاريخهم بعد استعرابهم لأنها كانت تشير في لغاتهم الأصلية (السريانية في هذا السياق) إلى مصطلح مؤسساتي فاحتفظوا بها شأنهم في ذلك شأن احتفاظهم بكلمات مثل أقنوم وثالثوث وباعوث وناسوت ولاهوت وغير ذلك للدلالة على مسائل دينية بحتة تخص القوم. والبحث جار لمعرفة أول من عرّبها أي أول من أدخلها في المعجم العربي وهو مصدر يجب أن يكون أقدم من البستاني فيما أرجح ذلك لأن معجم كازيمرسكي الصادر في باريس سنة 1860 يذكر (العلم) بمعنى العالم وهو كما نرى أقدم من معجم البستاني بعشر سنوات ..

                          جاء في معجم رينهارت دوزي "تكملة المعاجم العربية" (R. Dozy, Supplément au dictionnaires arabes. Leiden, 1881.)، المجلد الثاني صفحة 165 (مادة علم) ما يلي:

                          (عالمي) ـ نسبة إلى العالم بمد العين بألف المد وبدون نون – وترجمه بـ laïque, séculier، و(عالماني) ـ نسبة إلى العالم بمد العين بألف المد ولكن بنون – وترجمه بـ laïque, séculier ثم (علماني) ـ نسبة إلى العَلم بفتح العين – وترجمه بـ laïque, séculier أيضا.

                          صدر معجم دوزي سنة 1881، وهي السنة التي يؤرخ فيها لتاريخ ظهور المصطلح الفرنسي laïcité (لائيكية).

                          وهذا التاريخ مهم جدا أهمية هذا المعجم، ذلك لأن الهولندي رينهارت دوزي جمع في معجمه العربي الفرنسي أكثر الألفاظ العربي التي لم ترد في المعاجم العربية ليس لأن المعاجم العربية أهملت تلك الألفاظ سهوا بل لأن تلك الألفاظ لم تكن تدخل في منظومة الكلام الفصيح كما كان أهل المعاجم يفهمومه. ومن هذا الكلام الذي لم يدخل في منظومة الكلام الفصيح كما كان أهل المعاجم يفهمومه: نصوص الأدب الشعبي شبه العامي (مثل سيرة عنتر وسيرة بني هلال الخ.) والنصوص العربية التي كتبها النصارى واليهود وأتباع الديانات والفرق الأخرى في مواضيع مخصوصة بدياناتهم وتاريخهم الخ. وكان هؤلاء الكتاب لا يلتزمون بقواعد اللغة العربية كما كان المسلمون يلتزمون بها لأسباب معروفة، بل كانوا يكتبون كما ينطقون. وكتاباتهم كنز غني لدراسة تطور اللهجات العربية. ولا يشذ عن هذا القول إلا كتاب قليلون مثل اللغوي اليهودي المستعرب مروان بن جناح القرطبي والأديب اليهودي المستعرب موسى بن عزرا وغيرهما. ونظرا للخصوصيات اللغوية الكثيرة لتلك النصوص ولغاتها، أطلق عليها تسميات مخصوصة مثل Judaeo-Arabic (العربية اليهودية) Christian Arabic (العربية النصرانية). من ميزات هاتين العربيتين أنهما كانتا تكتبان بالكتابة االعربية والعبرية والسريانية واليونانية واللاتينية، وليس فيها إعراب أو تمييز بين (هم/هن) الخ.

                          وفي الحقيقة معجم دوزي أعلاه ـ وهو أشهر من نار على علم في هذا السياق – يجمع أكثر الألفاظ الواردة في النصوص المكتوبة في (العربية اليهودية) وفي (العربية النصرانية). إن كثيرا من تلك المفردات المخصوصة بديانتي النصارى واليهود وسننهم وفقههم ليس من العربية بل من لغاتهم الأصلية وخصوصا العبرية والآرامية/السريانية (مثل علم ـ بفتح العين ومثل أقنوم وثالثوث وباعوث وناسوت ولاهوت كما تقدم)، توطن في العربية التي كانوا هم يستعملونها والتي لم يعالجها أصحاب المعاجم العربية إما لأنها لم تكن فصيحة برأيهم لأن معايير الفصاحة عند المعجميين العرب التقليديين جد معقدة، أو لأنهم لم يطلعلوا عليها لأن أكثر تلك النصوص كان مدونا بكتابة غير عربية كما تقدم.

                          وهكذا أدخل دوزي في معجمه الذي صدر سنة 1881 الكلمات (عالمي) ـ نسبة إلى العالم بمد العين بألف المد وبدون نون – وترجمه بـ laïque, séculier، وأيضا (عالماني) ـ نسبة إلى العالم بمد العين بألف المد ولكن بنون – وترجمه بـ laïque, séculier ثم (علماني) ـ نسبة إلى العَلم بفتح العين – وترجمه بـ laïque, séculier أيضا كما كانت هذه الكلمات متداولة في (العربية النصرانية) للدلالة على المفهوم الأول الذي يحمله مصطلح (العلمانية) أي (العومنة: جعل الشيء عاميا بعكس الكهنوتي).

                          ومعجم دوزي متاح في الشبكة وهذا رابطه:



                          وتحية طيبة عطرة
                          [/align]
                          عبدالرحمن السليمان
                          الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                          www.atinternational.org

                          تعليق

                          • د. م. عبد الحميد مظهر
                            ملّاح
                            • 11-10-2008
                            • 2318

                            #28
                            [QUOTE]
                            المشاركة الأصلية بواسطة حكيم عباس مشاهدة المشاركة
                            [align=CENTER] [SIZE=5][FONT=( )]

                            إذا اتفقنا على كلّ البديهيّات التي تقدّمت أعلاه و أعتقد ّأنّها بديهيّات لا يختلف عليها عاقلان ، يعني ذلك أن دراسة المصطلحات (ليس بشكل مجرّد كما يحبّ أن يتصوّر البعض) بل مرتبطا بمفاهيمها ، هي خطوة من آلاف الخطوات التي يجب أن نقوم بها من أجل فهم الواقع (الحاضر الرّاهن) بهدف تغييره إلى مستقبل أفضل . و هذا العمل ليس جانبيا بل أساسيّا
                            الأستاذ الفاضل حكيم عباس

                            تحية طيبة

                            لا أعتقد ان دراسة المصطلح هى الأساس لفهم الواقع من أجل إصلاحه والرقى بحالنا. الحل العلمى للواقع يتم بدراسة الواقع مباشرة بالمنهج العلمى الذى يتبعه العلماء ، وليس بمناهج الأدباء والفلاسفة و الفنانين ، و ليس بمنهج الذين يبحثون فى كتب التاريخ والفلسفة والقواميس والمعاجم من أجل دراسة واقع المجتمعات العربية. معرفة الخلل تبدأ من الواقع ومن دراسة الواقع يضع العلماء المصطلحات التى يمكن من خلالها التعامل مع الواقع علمياً و إجرائياً مع البحث عن حلول.

                            و هل فى مجال الطب يُعالج المريض ببحث المصطلحات الطبية التى تصف المرض ، أم بإجراء الفحوصات المتعددة على جسم المريض و أجهزته للكشف عن مواطن الخلل؟ بالإضافة إلى دراسة تاريخ المريض المرضى إذا وجدت دراسات علمية و تشخيصية لتاريخه المرضى؟

                            وكيف يربط الطبيب بين تشخيص المرض ووصف العلاج و كتابة اسماء عدداً من الأدوية يأخذها المريض يومياً؟

                            وهنا نجد تبسيطاً مخلاً عندما نربط بين المرض ( تأخر المجتمعات العربية ) ووصف الدواء ( العلمانية)

                            و سؤال

                            ما علاقة دراسة و فهم مصطلح ما ، دراسة تاريخية وفلسفية و قاموسية و معجمية ، مصطلح نشأ فى مجتمع ما و فى مكان ما و فى فترة زمانية محددة وظروف موضوعية واكبت ظهوره ، ثم دراسة ترجمات هذا المصطلح إلى لغات أخرى فى بيئات أخرى...ما علاقة هذه الدراسة بعلاج تخلف مجتمع ما...مجتمع يظهر فيه من المثقفين من يناقش ترجمات هذا المصطلح؟

                            وهل هذا نوع من انواع العلاقات ( relations ) التى يمكن وصفها علميا لربط مصطلح العلمانية بوضع البلاد العربية من تقدم أو تخلف، أم هو نوع من الإرتباطات الإحصائية ( correlations )؟

                            وتحياتى
                            التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 14-09-2009, 17:20.

                            تعليق

                            • عبدالرحمن السليمان
                              مستشار أدبي
                              • 23-05-2007
                              • 5434

                              #29
                              المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة

                              وأقول أنك قد وفقت في ذلك .. لأنه برأيي المتواضع جدا .. أرى أن المصطلح الوضعي الذي لايؤدي واجبه في التعريف عن المبادىء التي تنضوي تحته ينبغي إعادة توصيفه مرة أخرى أو إهماله والبحث عن مصطلح جديد يؤدي وظيفته التي وجد من أجلها .. ولا يمنع ذلك من التطورات التي تطرأ عليه مادامت لم تخرج به عن فكرته الأولى .

                              وذلك كله حتى لانختلف على شيئين اثنين باعتبارهما شيئا واحدا ولذلك قلت في مقالي الذي استهجنه البعض أننا قد عرفنا العلمانية التي نكفرها تعريفا موضوعيا وافيا .. ولكنكم أي الرافضين لفكرة تكفير العلمانية لم توضحوا لناالعلمانية التي لاتكفرونها .
                              [align=justify]

                              أخي الحبيب الأستاذ محمد،

                              السلام عليكم،

                              آسف على تجاوز مداخلتك عن غير قصد.

                              الإشكالية العويصة في هذا الحديث هي التي جعلتني أخصص حيزا لمناقشة المصطلح فقط وتحليله وذلك دون 1) التطرق إلى العلمانية بحد ذاتها كما يفهمها مثقفو العرب أو كما يريدون أن يفهموا منها اليوم؛ و دون 2) النظر في تطبيقاتها العملية في الدول العربية على اختلاف أنظمتها ودون 3) ربطها بدرس لواقع العربي وذلك على الرغم من أن الصورة لن تتضح إلا بمعالجة هذه المحاور الثلاثة التي ترتبط ببعضها ارتباطا وثيقا وأرى ضرورة معالجتها معالجة جذرية في صفحات منفصلة. واقتصاري على معالجة المصطلح وتوثيق تطوره في ملخص (وأشدد على كلمة ملخص لأن رصد هذا المصطلح بمفاهيمه الكثيرة وإيفاء ذلك كله حقه يحتاج إلى كتاب على الأقل) هو بسبب الخلط الحاصل في أذهان الكثيرين من مثقفينا.

                              إذن ثمة خلط يجب إيضاحه والإيضاح في رأيي المتواضع لا يكون إلا 1) بإيضاح المصطلح ورفع الضبابية عنه أولا ثم 2) بالنظر في تطبيقه على أرض الواقع (كما فعلت مشكورا) ثانيا ثم 3) بدراسة الواقع العربي كما يقترح الدكتور عبدالحميد مظهر في رده على الأستاذ حكيم عباس ثالثا بهدف التقرير فيما إذا كانت العلمانية (بعد الاتفاق على أي علمانية وعلى ماهية ما نتفق عليه ..) تشكل حلا مناسبا لمشاكل العالم العربي أم لا.

                              هذا ما لدي على عجالة،
                              وهلا وغلا![/align]
                              عبدالرحمن السليمان
                              الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                              www.atinternational.org

                              تعليق

                              • mmogy
                                كاتب
                                • 16-05-2007
                                • 11282

                                #30
                                [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
                                المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان مشاهدة المشاركة
                                [align=justify]

                                أخي الحبيب الأستاذ محمد،

                                السلام عليكم،

                                آسف على تجاوز مداخلتك عن غير قصد.

                                الإشكالية العويصة في هذا الحديث هي التي جعلتني أخصص حيزا لمناقشة المصطلح فقط وتحليله وذلك دون 1) التطرق إلى العلمانية بحد ذاتها كما يفهمها مثقفو العرب أو كما يريدون أن يفهموا منها اليوم؛ و دون 2) النظر في تطبيقاتها العملية في الدول العربية على اختلاف أنظمتها ودون 3) ربطها بدرس لواقع العربي وذلك على الرغم من أن الصورة لن تتضح إلا بمعالجة هذه المحاور الثلاثة التي ترتبط ببعضها ارتباطا وثيقا وأرى ضرورة معالجتها معالجة جذرية في صفحات منفصلة. واقتصاري على معالجة المصطلح وتوثيق تطوره في ملخص (وأشدد على كلمة ملخص لأن رصد هذا المصطلح بمفاهيمه الكثيرة وإيفاء ذلك كله حقه يحتاج إلى كتاب على الأقل) هو بسبب الخلط الحاصل في أذهان الكثيرين من مثقفينا.

                                إذن ثمة خلط يجب إيضاحه والإيضاح في رأيي المتواضع لا يكون إلا 1) بإيضاح المصطلح ورفع الضبابية عنه أولا ثم 2) بالنظر في تطبيقه على أرض الواقع (كما فعلت مشكورا) ثانيا ثم 3) بدراسة الواقع العربي كما يقترح الدكتور عبدالحميد مظهر في رده على الأستاذ حكيم عباس ثالثا بهدف التقرير فيما إذا كانت العلمانية (بعد الاتفاق على أي علمانية وعلى ماهية ما نتفق عليه ..) تشكل حلا مناسبا لمشاكل العالم العربي أم لا.

                                هذا ما لدي على عجالة،
                                وهلا وغلا![/align]

                                أستاذنا الجليل دكتور عبد الرحمن السليمان
                                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                                هذا بكل تأكيد يكون صحيحا بالنسبة للمصطلحات الدينية أو العلمية .. أما المصطلحات الفلسفية أو الفكرية إذا حدث حولها كل هذا الخلاف اللغوي والفكري .. ورفعها كل فريق كـ لافتة على مجموعة مبادىء وأفكار مختلفة .. فهنا يكون من المنطق اسقاط اللافتات ومناقشة المبادىء والأفكار مجردة عن أي مصطلح أو لافتة .. لأن المصطلح طارىء على المبادىء والأفكار .. فإذا قلنا مثلا أن العلمانية بمعنى العلم .. فلماذا لانستخدم مصطلح العلم .. ألا يفي بالغرض وماهو المعنى الزائد الذي يضيفه مصطلح العلمانية لمعنى العلم .. ثم لماذا لانناقش مثلا قضية العلم والدين بشكل مجرد إذ لامعنى لأقحام مصطلح العلمانية على جوهر النقاش .. وإذا أردنا أن نتحدث عن فصل الدين عن السياسة أو فصل الدين عن الدولة .. فلنتحدث ولنستعرض كل الآراء دون حاجة إلى إقحام مصطلح العلمانية .. وإذا أردنا أن نتحدث عن العلاقة بين الأخلاق والدين فلنتحدث عنها بشكل مجرد .. ولنستعرض كل الآراء الدينية والبشرية .. الشرقية والغربية دون أن نشترط على أنفسنا ضرورة الفصل أولا في معنى العلمانية .

                                إن مثل هذه المصطلحات الوضعية سيئة السمعة تشكل في الحقيقة عائقا كبيرا بين جماعات كبيرة من البشر من مختلف الملل والأديان والمذاهب الوضعية .. بينهم عوامل قواسم مشتركة يمكن التفاهم حولها .. إلا أن هذه اللافتات تشكل حاجزا نفسيا يحول دون فهم الآخر إلا في اطار قالب معين .. ويمنع من الإستفادة بما لدى الآخر من خير .

                                مثلا فصل الدين عن السياسة قد يكون هو الحل الأمثل في بلد مثل الهند تتعدد فيها الملل والنحل .. وقد تكون من الظلم والإجحاف تطبيقها على بلد غالبيته من المسلمين مثلا .. وهكذا فلنناقش المبادىء والأفكار كل على حدة .

                                تخيل ياأستاذنا الجليل أنني منذ أكثر من ثلاثين عاما كنت أقرأ وأتابع هذا الجدل حول العلمانية لاسيما بعد أن قالها السادات في احدى خطبه .. لادين في السياسة ولا سياسة في الدين .. وقتها قمنا بطبع منشورات وتوزيعها وقد كتبت أنا أحد هذه المنشورات بعنوان 100 جنيه لمن يستطيع أن يفصل بين الدين والسياسة .. وبعد أعتقلت لفترة قصيرة .


                                فكل هذه السنين التي ناقش فيها أساطين الفكر من العلمانيين والإسلاميين تعريف مصطلح العلمانية ومن قبل ذلك وبالتحديد منذ سقوط دولة الخلافة بشكل رسمي .. واعلان أتاتورك تركيا جمهورية علمانية .. ثم صدور كتاب علي عبد الرازق الإسلام وأصول الحكم والذي أثار ضجة .. ورغم مرور كل هذه السنوات الطويلة لم نصل إلى شىء .. بل نعود في كل مرة إلى نقطة الصفر .. فهل هذا شىء يبشر بالخير .. أو يدل على عقلية نهضوية تقدمية ؟؟

                                تحياتي لك
                                [/ALIGN]
                                [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
                                إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                                يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                                عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                                وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                                وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X