الإنسان حيوان أنترنتي / عبد الرشيد حاجب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبو صالح
    أديب وكاتب
    • 22-02-2008
    • 3090

    #16
    رد: الإنسان حيوان أنترنتي / عبد الرشيد حاجب

    المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
    [align=center][table1="width:70%;"][cell="filter:;"][align=justify]

    شكراً لكَ

    عفوا أستاذة غادة .. أنا أقصد ما سيأتي بعد .. طبقا للتسلسل المعروف من الفعل ورد الفعل .. وليس ما كتب في المحذوف .[/align][/cell][/table1][/align]

    يا عمنا الموجي أنت تبدأ سلسلة الهجمات برد طويل عريض، ومن بعد ذلك تحذف الردود التي انطلقت بناءا على ما أنت بدأته، لماذا؟

    إما تحذف ردك الطويل وإما تترك الناس تتفاعل على راحتها، لماذا فقط اسلوبك هو الصحيح؟

    وكيف تريد القانونيين أن يفهموا ما هو الموضوع بمثل طريقتك؟ والموضوع الذي ذكرته في مداخلتك محذوف لماذا يهين المثقف نفسه ، وأنا طالبت بعودته بالإضافة إلى مواضيع أخرى ما زالت محذوفة ولم تعد، كيف يمكن لنا أن نتفاعل في المواضيع هنا وسيف الحذف والشطب والإلغاء مسلط على رقابنا من قبل المشرفين؟ متى ستتوقف هذه الأساليب؟!!!

    وأنا ذكرت لكم في آخر تعليق على مواضيع المتفرعن التي حذفت في انتظار الضحية القادمة

    وبالمناسبة القصة أعلاه من وجهة نظري كذلك تتكلم عمّا حصل هنا في الموقع وبالصدفة لموضوعين تابعين لك هههههه

    ما رأيكم دام فضلكم؟

    تعليق

    • د.أسماء هيتو
      عضو الملتقى
      • 08-09-2009
      • 131

      #17
      رد: الإنسان حيوان أنترنتي / عبد الرشيد حاجب

      موضوع رائع ..
      بل رائع جدا ..
      فقد ذررت ملحا على جرح كبير ما يزال يتفتق أكثر وأكثر ..


      كنت أقول وما زلت أردد ..
      الحياة هنا على هذه الشبكة صورة مصغرة لعالمنا الحقيقي .. بكل مافيه من تشوهات ..
      أو لنقل صورة مكبرة للنفوس الحقيقية .. يُظهرها الإنسان بجلاء خلف أقنعة يعتقد أنها تستره ..

      وربنا يستر على الجميع
      ويقينا شر المتوحشين والمتوحشات في هذه الغابة الكبيرة والمتشعبة

      تحياتي

      تعليق

      • عبد الرشيد حاجب
        أديب وكاتب
        • 20-06-2009
        • 803

        #18
        رد: الإنسان حيوان أنترنتي / عبد الرشيد حاجب

        الإخوة الكرام
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

        يؤسفني أن أجد - بعد دخولي - أنه تم تناول النص كما لو كان مقالة تشهرية بأحدهم ... وتم التركيز عل فقرة واحدة منه دون سواها ، رغم أني اجتهدت في أن أجعل النص وحدة عضوية مترابطة ، تحترم القوانين الكلاسيكية لكتابة القصة القصيرة من مقدمة وعقدة وحل ، بل جعلت لها قفلة حادة أيضا في قولي (( بين كل خليتين في دماغ العربي المسلم، تنمو خلية على شكل حبة مسبحة يبللها لعاب تمتمات غامضة ! )
        وعليه أقول إني ضد القراءة الإنتقائية التي تركز على مسألة بعينها في النص لإفراغه من محتواه ، وتحويله لمجرد ( هذر ) كما قال أحدهم ، فلسنا من السذاجة بحيث نحول الأدب وجهة تصفية حسابات ضيقة ، نملك لتصفيتها قنوات ووسائل وطرق متعددة ،قد تخطر وقد لا تخطر على بال الكثيرين !
        وإلا فهل سأل أحدكم ما معنى أن يفتح أحدهم موقعا ويكتب ثم يعلق على نفسه لينتهي به الأمر إلى حظر نفسه ؟
        .....
        ولي عودة بحول الله.
        "ألقوا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب"​

        تعليق

        • مالكة عسال
          أديبة وكاتبة
          • 21-11-2007
          • 175

          #19
          رد: الإنسان حيوان أنترنتي / عبد الرشيد حاجب

          الأخ الفاضل عبد الحاجب رشيد ...رأيتك في هذا النص الباذخ تدحرج صخرة سيزيف ،من أجل إبداع متنور ،تريد أن يلتهمه قراؤك بنفس الذكاء والحدس ،فتقف أمامك جدران العثر ..لتغمسه في ترعة اللاوعي ،وتغبيه بأتربة متحجرة ...لاعليك أيها الشاب المبدع الجميل فقلمك راعف ،بأفكار متنورة لها قراؤها مهما حاولوا كبحها ،وحصرها أو طمرها ،فهي تتسلل رغما عنهم من تحت معاطفهم ،وتصل إلى عشاقها ،في حلة من ذهب ...اكتب ولاتنتبه لدعاة المذاهب المزورة الفاشلة ..اكتب ولاتأبه قط للأغبياء الذين يركبون على وهميات ،ليحققوا أغراضهم من تحت القناع ...أكتب لنا فنحن عشاق حرفك ،وسنبقى نطارد قلمك أينما حل وارتحل ...
          كل المنابر الثقافية ملك لي
          ولاشأن لي باختلاف أعضائها

          تعليق

          • د. خليد حاجب
            • 10-09-2009
            • 2

            #20
            رد: الإنسان حيوان أنترنتي / عبد الرشيد حاجب

            Salam mon cher frère

            Dans ce texte dans ton style toujours à la hauteur, on comprend que l'esprit arabe malgré toute la liberté qui permet internet et
            les évolutions technologiques reste toujours prisonnier de sa propre censure. En effet l'admin se censure lui même dans son propre site à la fin de l'histoire et cela représente l'obstacle majeure à la liberté de l'esprit

            Salam et Saha Ftourkoum

            تعليق

            • غاده بنت تركي
              أديب وكاتب
              • 16-08-2009
              • 5251

              #21
              رد: الإنسان حيوان أنترنتي / عبد الرشيد حاجب


              وعليه أقول إني ضد القراءة الإنتقائية التي تركز على مسألة بعينها في النص لإفراغه من محتواه ، وتحويله لمجرد ( هذر ) كما قال أحدهم ، فلسنا من السذاجة بحيث نحول الأدب وجهة تصفية حسابات ضيقة ، نملك لتصفيتها قنوات ووسائل وطرق متعددة ،قد تخطر وقد لا تخطر على بال الكثيرين !

              معك حق سيد عبدالرشيد حاجب
              كان يجب أن نتطرق للمحاور الأخرى وهي الأهم خاصة تناقضات الفكر العربي وازدواجية الشخصية العربية حتى في تعاملها مع نفسها وهي تقف أمام المرآة في مكاشفة صريحة

              شكراً لكَ

              نســــــــــــــــــــامح : لكن لا ننســـــــــى
              الحقوق لا تـُعطى ، وإنما تـُـنـتزَع
              غادة وعن ستين غادة وغادة
              ــــــــــــــــــ لاوالله الاّ عن ثمانين وتزيد
              فيها العقل زينه وفيها ركاده
              ــــــــــــــــــ هي بنت ابوها صدق هي شيخة الغيد
              مثل السَنا والهنا والسعادة
              ــــــــــــــــــ مثل البشاير والفرح ليلة العيد

              تعليق

              • عبد الرشيد حاجب
                أديب وكاتب
                • 20-06-2009
                • 803

                #22
                رد: الإنسان حيوان أنترنتي / عبد الرشيد حاجب

                المشاركة الأصلية بواسطة عقاب اسماعيل بحمد مشاهدة المشاركة
                [align=center]
                [align=center]
                اخي( الادمن ) ادمنك الله = ادامك
                معقول يارجل ؟ اربع نساء ؟ فقط
                يبدو انني للان لم ادخل عالم النت
                الاخ
                عبد الرشيد حاجب
                اتعبت شيبتي في الجري خلف احرفك
                المتلاحقه كطرق الشاكوش على دماغي
                اسلوبك الممتنع السهل او السهل الفسيح
                ذكرني بغبائي حين وجدت فتى ملتصقا
                اذنه بالحائط وكانه يحاسب في حضرة
                الملك الديان وحين سالته مالموضوع ؟
                اجابني بالاشارة ان استمع للحائط ووو
                وبسرعه ....
                فعلت مثله تماما واصغيت ولم افقه شيئا
                قلت له بالاشارة طبعا لالالاشيء......
                اجابني وبالاشارة .... فاتحا كفيه وعيونه
                نحو السماء . وتنازل بسبابته نحو صدره
                واصعدها الى مستوى دماغه ؟؟؟ لالا مستوى
                راسه معلنا بكلتا يديه انه لايفهم شيئا .
                استاذي الكبير
                لك تقديري واعتزازي يسعدني الجري خلفك
                بكل تقدير
                *****
                ابو شوقي
                [/align]
                [/align]
                أضحك الله سنك أيها الأستاذ الرائع .

                وأعجبني قولك : (اتعبت شيبتي في الجري خلف احرفك )

                لأني شخصيا حرت بعد توارد الخواطر وتزاحمهل بينما كنت فقط أريد نصا خفيفا ، وأعتقدك شعرت بذلك ... أما القصة الرمزية التي رويتها لنا هنا فهي رائعة وتلخص الرؤية الدينية عند البعض بامتياز ...

                دمت سالما ، وعيد سعيد ، وكل عام وأنت بخير.
                التعديل الأخير تم بواسطة عبد الرشيد حاجب; الساعة 20-09-2009, 00:06.
                "ألقوا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب"​

                تعليق

                • حسين ليشوري
                  طويلب علم، مستشار أدبي.
                  • 06-12-2008
                  • 8016

                  #23
                  قراءة سريعة في "الإنسان حيوان أنترنتي" لعبد الرشيد حاجب.

                  قراءة سريعة في :

                  "الإنسان حيوان أنترنتي"

                  للأديب الجزائري عبد الرشيد حاجب


                  هذه قراءة سريعة أملتها علي ظروفي لنص الأديب الجزائري المتميز عبد الرشيد حاجب، و النص، من حيث تصنيفه، إلى السيرة الذاتية أقرب منه إلى المقالة أو الخاطرة، و لو كنت في حال غير هذه الحال فربما كان لي مع النص المعروض وقفة مطولة، لكن ما لا يدرك كله لا يترك كله، كما يقال، و أنا أعرض هنا قراءتي المتواضعة بتتابع المطالعة و ما يرد على ذهني من ملاحظات آنية، آمل أن تكون صائبة و واضحة بالقدر الذي أحبه و أرضاه خدمة للنص المدروس أولا ثم للنقد، أو للقراءة المستبصرة على الأقل، ثانيا، متخذا ما عرضته في مقالتي "في النقد الأدبي : الناقد ذواقة" و الخاطرة "الكتابة بالحب قبل الحبر"، المنشورتين هنا في "الملتقى"، نبراسا أهتدي به و ما أريد أن أخالف ما دعوت القراء إليه فيهما ما استطعت.
                  وضعت تعاليقي باللون البني تمييزا لها عن فقرات النص المكتوبة بالأزرق، و أعتذر إلى القراء مسبقا إن هم وجدوا في تعليقي خطأ لغويا أو مطبعيا أو عيبا في الإخراج أو تسرعا في التعليق أما ما جأ بالأحمر في النص فهو إما تصحيح أو استغراب.
                  و ما توفيقي إلا بالله.

                  يقول :
                  "مثلي مثلك تماما، أيها المتصفح المنافق.. يا شبيهي ... يا أخي ! "

                  إنني آخذ كلمة "منافق" هنا في معناها اللغوي الأصلي البحت و هو الدخول في النافقة جحر الضب أو الأنفاق ، أنفاق "الويب" المتشعبة الكثيرة و ليس في معناها الاصطلاحي أو الشرعي لأن من غير اللائق أن يصفع الأديب قارئه بهذه الشتيمة من أول سطر ومع هذا فهو يناديه "يا أخي" ! ثم إن جاز أن يتهم الكاتب نفسه بما يشاء فلا يجوز له أن يتهم غيره بما يعاني هو منه.
                  يقال إن اختيار المرء جزء من عقله، فإذا اقتيس كاتب نصا ما و ضمنه ما يكتب دون تعليق أو نقد فهذا دليل على الرضى عما نقل و اقتبس، و الصمت دليل الرضى كما يقال. و إن اختيار الأديب عبد الرشيد حاجب عبارة من "بودلير"، و ضمنها مقالته، يكفي للظن أنه يرضاها و يقبل ما جاء فيها كله، و في هذا مقال، إذ ما يصلح من كاتب في بيئة و مع قوم لا يصلح بالضرورة من كاتب آخر في بيئة مغايرة و مع قوم مخالفين و مختلفين ثقافة و دينا و بيئة، و من هنا جاءت كلمة "منافق" نابية لا تصلح مع قراء نحسبهم مسلمين كلهم.

                  "مثلك أصبحت كائنا رقميا ( نتيا internaut) بالمفهومالعربي الاستهلاكي طبعا . ولأن التعاريف كثيرة من الناطق إلى العاقل إلى الاجتماعي...إلخ ، فلا بأس أن نضيف اليوم ( الإنسان حيوان نتي ).وأترك الحرية لمن شاء أنيدعي براءة اختراع هذا المصطلح"

                  لم تصر هذه الكلمة، أو بالأحرى التركيب، مصطلحا بعد لأن من شروط الاصطلاح اتفاق الكافة من العلماء على الاسم الموضوع، هذا من حيث التسمية في حدّ ذاتها لغةًً، أما من حيث الدلالة فهي لا تعبر حقيقة عن الظاهرة الإنسانية الموضوعة لها لأن الصفات التي أطلقها العلماء على الإنسان منذ القدم، و قد ذكر الكاتب بعضها، صفات فطرية تولد مع الإنسان و تزول بزواله، أما "النت" فلم و لن يكون صفة فطرية أو خِلقية (من الخِلقة بكسر الخاء) و السبب بسيط جدا و هو أن الناس لا يملكون كلهم خطا هاتفيا ناهيك عن وصلة في الشبكة العنكبوتية ("الويب" أو "النيت") فمتى يصير الإنسان حيوانا نتيا" ؟ أظن أن هذه شطحة شاعر حالم أو أديب حائر فقط، و مع هذا اقترحت تصحيح العنوان كالتالي "الإنسان حيوان إنترنوطي" على ما في هذا الوصف من ملاحظات، و لو قال "إنسان إنترنوطي" بغير تعريف الإنسان، متحدثا عن نفسه أو عمن يشبهونه لكان أصوب !

                  " ففي عالم النت أصبح كل شيء مباحا حتى الزواج منأربع نساء بضغطة زر ، فلا مهر ولا صداق ولا هم يحزنون . تجدهن أمامك ،على شاشتك ) في أربع غرف متقابلة ، مختلفة أشكالها وألوانها ، ناعمة أسرتها وشراشفها وألحانها المسنجرية . وإن أعيتك حيل الغزل ، وخانتك العبارة ، قم فقط بنسخ ما تنثره الأولىمن وله وبوح وضعه عبر النافذة في غرفة الثانية ، فتنتعش الأرواح ويعم السلام .لا.لاتخف إن أخطأت وألقيت من نافذة إحداهن ، ما يخص الأخرى ، فالحيوان الأنثوي النتيمتفهم جدا ومتسامح لأقصى الحدود . وكيف لا ، وهي بدورها تملك - مثلك تماما - أربعة أزواج في أربع غرف ...ها قد حقق النت ما عجزت عنه عشرات الجمعيات النسوية المطالبة بالمساواة ، فيا لسعادة نوال السعداوي !! "

                  هذه الفقرة وحدها تحتاج إلى وقفة خاصة لا أستطيع وقوفها الآن، لما ورد فيها من أخطاء في التصور و جرأة على الجهر بالمنكر، فهي فقرة فاضحة لكاتبها و مفضوحة في ذاتها في الوقت نفسه و ما أظن الأديب فكر مليا قبل نشرها و ليته يعود إليها فيحذفها أو يُمَوِّهها، فإن كان و لابد، ففي التلميح غُينة عن التصريح و إذا ابتليتم فاستتروا !

                  "ولأنني كائن فضولي مثلك أيضا ، وكنت قبلها كاتبا حالما ، فقداندمجت في اللعبة النتية بكل جوارحي ، فكتبت وكُتب عني ، وعلقت حينا وعلقوني فيأغلب الأحيان ، وشتمت مرة لتطاردني الشتائم حتى باب داري ، وتصل لكل أفراد عائلتيفي أقطار الأرض . ما أغباني حين حفرت اسمي الصريح على شجرة في هذه الغابة المتوحشة، لأجد أغلب الحيوانات تتشممه بلذة وترفع سيقانها عليه ( أكرمكم الله )!ولن أنسى ماحييت يوم رن جرس هاتفي في أواخر الليل لأجد أخي يسأل من باريس : ( ما قصة مصحةالمجانين هذه يا رجل ؟ ) أي والله ! لقد نشر أحد أصحاب المواقع المشهورين بالجنونخبرا - عبر مجموعته البريدية الشهيرة- مفاده أن عبد الرشيد حاجب يقبع فيمصحة عقلية بجنوب الجزائر ! وأنا الجزائري الذي لم ير جنوب الجزائر في حياته ! نظرية الإسقاط في علم النفس مشهورة معروفة وهي أن يقوم المريض بإسقاط أمراضه علىالأسوياء للشعور بالراحة ! بل ذهب الهوس والجنون بالبعض أن جعلوا من مواقعهمجمهوريات وإمبراطوريات ، وعينوا السفراء والجنرالات ، وجندوا شعراء الظل والمداحينوالمداحات ، وأعلنوها حربا دونكشوتية على كل ما تراءى لهم من طواحين في آفاقهمالضيقة التي لا تتعدى ثقب ابرة في جدار الشبكة العنكبوتية الضخم الرهيب ، فضحك منضحك ، ونافق وساير من تعود النفاق والمجاراة ، لكني وقفت حائرا أعبر عن دهشتي لأشعربمن يلكزني في ظهري ويصرخ : ( تحرك يا مولانا أنت مطرود .. باندبالعربي إن كنت لا تفهم ! )، وقبلها بشهور كان أحد أصحاب المواقع قد غضب لمشرفتهالعبقرية للدرجة التي أعرفكم تتصورونها تماما وأبسطها إحراق الهمزات - من فوق الألفوتحتها - كأنها غانية تتسلى بإحراق أعواد الثقاب في حانة بائسة وهي تنتظر زبوناافتراضيا قد يأتي وقد لا يأتي ، فصاح فرحا : وجدتها .. وجدتها يقصد : باند .. باند !"

                  و هذه القطعة من النص تقطر بالذاتية، و هذا ليس عيبا في حد ذاته، لكن إذا تجاوز الأمر عن حده انقلب إلى ضده، فقد أكثر الكاتب من "أنا" و "ني" و "ي" الدالة على نزعة أثرية، نسبة إلى الأثرة، égotisme، جلية، و مع هذا ففيها سخرية لذيذة تبعث على الابتسام الصادق.

                  "ولسبب ما ، ربما لحساسيتي الفكريةالزائدة ، وجدتني أعاني من عقدة ( الباند ) هذه .ففكرت وقدرت ثم فكرت وقدرت ، حتىتعبت وتكدرت ، لأجدها يوما ملقاة أمامي تماما كالتفاحة .أي والله ، لقد وجدتها كماوجدوها ...وفورا مللأت الخانات في متصفح شركة الاستضافة ، ووضعت أرقام بطاقة الفيزالأجدني بعد أقل من ساعة مثلهم ، أي إمبراطورا بكل معنى الكلمة !اخترت لإمبراطوريتيستايلا ذهبيا ملكيا فاخرا وجلست أتأمل كل هذه الدنيا التي أملكها .فكرت أن أسجلباسم مستعار هذه المرة حتى لا يتلوث اسمي ، لكني سرعان ما سمعت الأدمن (admin ) يقهقه في وجهي : ( أولا ممنوع التسجيل بالأسماء المستعارة ، وثانيا أنا أعرفك يامولاي الإمبراطور ) وأصارحكم أني خجلت من نفسي ، فسارعت للتسجيل باسمي الحقيقيوأضفت في الوسط إسم والدي أطال الله عمره ، وإسم جدي أيضا رحمه الله ، ولم يبق سوىالبحث عن لقب عائلة عريقة شريفة ليكون لإمبراطوريتي جذور في التاريخ العربيالعظيم!

                  سجلت ثم بدأت أتجول في الموقع بعد إنشاء عشرات المنتديات بعناوين فخمة مخيفة مثل : منتدى لغات العصور الحجرية والجليدية وما قبل قبل قبل التاريخ ، ومنتدى ما بعد بعد بعد الحداثة ، ومنتدى الكتابة ما تحت تحت تحت درجة الصفر ، ومنتدى ما وراء وراء وراء الطبيعة ...وهكذا دواليك . ولأني كاتب قصة في الأصل ، فقد دخلت المنتدى المخصص بكل أبهة ، وتحديت نفسي وجميع منتديات الشبكة ، ونشرت القصة الخطيرة التي بسببها ( باندوني = طردوني) من مواقعهم ، وجلست أتلذذ بقراءة ما اعتقده الجهال تعرضا للذات الإلهية ، وأتشفى فيهم بلذة غامرة ، لأجدني فجأة أكتب تعليقا عليها باسم وهمي سجلت به وأقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ..ما هذا التجاوز يا مولانا وهل هكذا تبنى الإمبراطوريات ، وتشيد الجمهوريات ؟ عد للتاريخ يا مولانا وقل لي هل رأيت إمبراطورية بلا قساوسة ولا رهبان ولا شيوخ ولا فقهاء ؟ وفعلا امتطيت القطار السريع لعمنا غوغل ، لأجدني في كل محطة أكره قصتي أكثر لما سببته وما تزال تسببه لي من صداع .. فعدت و كتبت رسالة خاصة لذلك الشخص الوهمي أعتذر منه ، وأشرح له بلطف أن القصة ربما لا تقصد ما فهمه هو منها ، وأطالبه بدراستها دراسة نقدية موضوعية بعيدا عن الخلفيات الدينية والإيديولوجية ...إلخ . ثم ذهبت لأنام . في الغد ، اندهشت وأنا أرى الأدمن قد قام بنزع صلاحياتي الإشرافية على منتدى القصة ، بل وحذف قصتي أيضا . ووجدت في بريد رسائلي الخاصة تحذيرا بالطرد إن أنا أسأت لقوانين المنتدى ، وواصلت شتم الناس على البريد الخاص كما فعلت مع الشخص الوهمي حين اتهمته بالجهل وعدم الفهم ، وأن لا مكان للعلمانيين والملحدين في هذا الموقع . يا الله ! ماذا يجري هنا يا رب ؟! الموقع موقعي ، والأدمن اللعين أنا وحدي من يملك كلمة مروره ، وحتى ذلك الشخص الوهمي أنا اخترعته وسجلت باسمه . نعم ماذا يجري ؟"

                  صراحة هذه القطعة تنم عن دراية واسعة بعالم "النت" الغابي المتوحش و هي تشهد للكاتب بالقدرة الكبيرة على الوصف الدقيق، و فيها سخرية لذيذة كذلك كسابقتها و هذا غير مستغرب من أديب أريب و كاتب لبيب كعبد الرشيد حاجب !

                  "في غمرة حزني وحيرتي ، تذكرت تلك الخاطرة التي قفيتها حتى كادت تشبه القصيدة ، وقلت لأنشرها مادامت بعيدة عن الدين والسياسة وكل ما يتعلق بشؤون البلاد والعباد ، فهي تخصني وحدي، ومن أناجيها من البشر إن وجدت :
                  يا قلباتستمد منه الشمس ضياءهـا
                  وتسـرق منـه وهجهـا الظهيـره
                  يا وجها يتوشـى الحسـن بحسنـه
                  ويتنفـس فيـه الــورد عبـيـره
                  أنت..أنـت روح الوجـود عـنـدي
                  أنت همساتـي والكلمـات الجهيـره"

                  الخاطرة، صراحة، رائعة و هي تنم عن شاعرية فائقة لا يجوز إلا التنويه بها و بقائلها لما فيها من تشبيه مقلوب، و هو أسمى أنواع التشبيه في البلاغة العربية، و مبالغة مطربة ! على ما فيها من غرابة، لأن الكاتب لا يدري إن كانت معشوقته موجودة أم لا !

                  "لكن ما كدت أنتهي من نشرها ، وأعود لمراجعتها حتى وجدت نفسي أبادر لكتابة رد على نفسي وأقول : (أنتِ روح الوجود عندي ؟ ! هل أنتَ متأكد مما تقول يا رجل والله سبحانه وتعالى يقول : {ويسالونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا الإسراء} (آية:85) فكيف تتجسد الروح في حبيبتك هذه يا رجل؟! )
                  طأطأت رأسي خجلا أول الأمر ثم سرعان ما بدأ الغضب يستبد بي على هذا الموقع اللعين ، فكتبت لنفسي رسالة خاصة أشتم نفسي وأتهمها بالكفر والزندقة .ثم كتبت ردا أفند فيه هذه الإتهامات وأتهم المرسل بالجهل والسطحية والاعتباطية ...لأجد الأدمن في اليوم التالي ينشر رسائلنا أمام جميع أعضاء الموقع ، أي جميع نفسي ويهدد بتسليط عقوبات قاسية. فما كان مني سوى أن دخلت معه في نقاشات طويلة ، لم نترك خلالها أي إيديولوجية ولا فلسفة ولا ديانة إلا أقحمناها ، لأتفاجأ بعد أن كتبت ردا طويلا مفصلا منظما ، أي أكاديميا بامتياز ومنسقا ومصححا على وورد ، أقول لأتفاجأ بعد عودتي أني أصبحت مطرودا أي باند بالعربي النتي الفصيح ، ويبدو أن الأدمن الكامن في أعماق موقعي الخاص تملكه الغضب بدوره فأجهز على قاعدة البيانات تخريبا ونهشا..."

                  لغة جميلة، كما هو معتاد عند أديبنا لما تصفو به حاله ! و فيه دلالة أخرى على معرفة الأديب بعالم "النت" و خباياه و مآسيه كذلك !

                  "فسرت وحيدا في شوارع الأنترنت أردد بيني وبيني وبيني :(بين كل خليتين في دماغ العربي المسلم، تنمو خلية على شكل حبة مسبحة يبللها لعاب تمتمات غامضة ! )."

                  هذا من أعجب ما قرأت في هذا النص الجميل عموما، لعل الناس، في بلدة الأديب، و هي مدينة "بني صاف" الجميلة قرب "عين تمشنت"، غرب الجزائر فيما أظن، يستعملون المسابح بأسنانهم فيبللونها بلعابهم ؟ !!!!!!!
                  أتمنى أن قراءتي هذه كانت سريعة فقط و لم تكن متسرعة.

                  ***

                  نقد النقد.


                  و الآن، و بعد هذه الجولة السريعة كما قلت أعلاه لأن النص يحتاج إلى وقفة أطول، ماذا يمكنني قوله في نص الأديب المبدع عبد الرشيد حاجب ؟ أما الإسراع بالقول "نص باذخ" و "عمل شامخ" فهذا "نقد نافخ" ينفخ الغرور في المقول فيه و لا يخدمه لا نصا و لا شخصا و لست من محبذيه البتة فهو "نقد" إنطباعي سريع أو متسرع لا بركة فيه و هو نقد معلول و نحن نسعي إلى نقد معلل.
                  الأدب عموما، و النقد فيه خصوصا، عمل إنساني بحت و النقد الأدبي ليس من العلوم الدقيقة البتة مهما حاول البعض إدخاله فيها، فهو تصادم أهواء و استعراض عبارات و لا يغرنك فخامة الألفاظ و جزالتها و جمال العبارات و تأنقها فيه، كما أنه إدراك لمعان و تذوق لعبارات و استحسان لصور و إن الإدراك و التذوق و الاستحسان متفاوتة عند الناس و لا يجوز قبول بعضها على حساب أخرى ما دامت تمت كلها إلى الذاتية أكثر مما تمت إلى الموضوعية !
                  لقد دعوت منذ فترة إلى التأسيس لنقد أدبي إسلامي، نقد يعتمد الصدق و الصراحة و الصرامة و الصبر (الصادات الأربع) في قراءته و في تحليله للنصوص المنقودة دون النظر إلى صاحب العمل، فهل يا ترى كنت صادقا و صريحا و صارما و صابرا بما يكفي فيما عرضته على القراء هنا ؟ و هل تجردت من ذاتيتي كلية كما يُدّعى عادة كذبا و زورا ؟
                  تناولت الذاتية بالتحليل في المقالة النقدية التي تحدثت عنها في بداية هذه الكلمة، "في النقد الأدبي : الناقد ذواقة" و في خاطرة "الكتابة بالحب قبل الحبر" و في ردودي على تعاليق القراء الكرام عليهما، فمن أراد ن يطلع على رأيي في المسألة فليعد إليهما، فالذاتية نوعان سلبي و إيجابي و آمل أنني كنت إيجابيا أكثر مني سلبيا و ما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي، و أستغفر الله أولا و أخيرا.
                  التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري; الساعة 20-09-2009, 12:20.
                  sigpic
                  (رسم نور الدين محساس)
                  (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                  "القلم المعاند"
                  (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                  "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                  و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                  تعليق

                  • غاده بنت تركي
                    أديب وكاتب
                    • 16-08-2009
                    • 5251

                    #24
                    رد: الإنسان حيوان أنترنتي / عبد الرشيد حاجب

                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    الحمد لله أن أرانا الحق حق .،
                    نســــــــــــــــــــامح : لكن لا ننســـــــــى
                    الحقوق لا تـُعطى ، وإنما تـُـنـتزَع
                    غادة وعن ستين غادة وغادة
                    ــــــــــــــــــ لاوالله الاّ عن ثمانين وتزيد
                    فيها العقل زينه وفيها ركاده
                    ــــــــــــــــــ هي بنت ابوها صدق هي شيخة الغيد
                    مثل السَنا والهنا والسعادة
                    ــــــــــــــــــ مثل البشاير والفرح ليلة العيد

                    تعليق

                    • آداب عبد الهادي
                      أديب وكاتب
                      • 17-12-2007
                      • 74

                      #25
                      رد: قراءة سريعة في "الإنسان حيوان أنترنتي" لعبد الرشيد حاجب.

                      الكاتب المبدع عبد الرشيد حاجب المحترم
                      السادة الأفاضل
                      سأبدأ من العنوان في هذا النص الأدبي الإشكالية فعلاً.
                      الإنسان حيوان إنترنتي ، عنوان معبر تماماً على حالة أصبحت سائدة في وقتنا هذا وأعني وجود النت في حياة الإنسان بشكل عام،فلم يعد النت كما قال أستاذنا الفاضل حسين ليشوري مقتصراً على فئة دون أخرى ، ولاعلى شريحة من الناس دون سواها لأن النت أضحى حاجة ملحة وضرورية من الضرورات الحياتية.
                      هذا من حيث الشكل ، أما لو ذهبنا أبعد فلست أرى الكاتب يقصد من إطلاقه هذا العنوان إحداث متعة عن طريق الإبهار الشكلي الصرف ،فليس من المفترض أن نتناول الشكل إلا ضمن مطابقته لفن القصة القصيرة الذي مال الكاتب نحو تجنيس نصه ضمنها باعترافه ،أي هل شكل القصة التي بين أيدينا هي قصة قصيرة بغض النظر عن المضمون الذي تحتويه؟.
                      فمن حيث الشكل هذه القطعة الفنية تعتبر قصة قصيرة لتحقيقها شروط القصة بشكل عام .
                      أما الفكرةفقد تم صياغتها في شكل ساخر جيد لأن الكاتب استطاع فعلاً وليس قولاً دفعنا إلى الضحك أو على الأقل الابتسام . هذا أولاً وثانياً: قدم لنا فكرته في قالب قصصي ساخر بدءاً من العنوان وحتى النهاية التي وصلت إلى حبات المسبحة المبللة.
                      الفكرة الساخرة هنا ، لا تنطبق فقط على العالم الافتراضي (النت) بل هي الشكل الآخر للعالم الأرضي ولطبيعة الإنسان الحقيقية والتي أسقطها الكاتب هنا على الإنسان الإنترنتي ،والذي اعتبره حيواناً انترنتياً تيمناً بمقولة الإنسان حيوان ناطق . ولا ضير في هذه الاستعارة التي تنم عن نظرة ثاقبة ووعي في إطلاق هذه التسمية التي أرى أن أستاذنا الفاضل حسين ليشوري أصر على إدخال وجهة نظر العلماء فيها وفي اتفاقهم عليها أو على هذا المصطلح والذي أخالفه في وجهة نظره حول إطلاق المصطلحات.
                      الكاتب هنا أصر على أنه اخترع هذا المصطلح وترك الحق لمن يشاء بنسبه إلى نفسه ، وهذا بحد ذاته يدحض فكرة أستاذنا حسين ليشوري في تفسيره لكيفية إطلاق المصطلحات وتبنيها،وأوافقه لو أن الكاتب قال إنترنوطي بدلاً من الإنترنتي على اعتبار أن القصة ساخرة ،وربما وتماشياً مع فكرة القصة ومضمونها القائم على استخدام الواقع ودمجه دمجاً أدبياً فنياً لدرجة أضحى فيها من الصعب تمييز ما أتى به من الواقع وما أتى به من الخيال ربما هذا دفعه لجعل كلمة أنترنتي كما هي لتتماشى مع نسيجه الافتراضي والواقعي ذي المنشأ الافتراضي (أي وقائع حدثت فعلاً في العالم الافتراضي مع افتراضاته الأخرى الساخرة في العالم الافتراضي)هنا نجد بحق قدرة الكاتب وتمكنه من نسج هذه القصة بعناية فائقة وجعلها قطعة أو كتلة عضوية واحدة مترابطة من الصعب تماماً تقطيعها كما فعل أستاذنا الجليل ليشوري لأني أرى أن نقد هذه القصة يأتي نقداً شاملا عاما دون أن نقوم بتجزئتها إلى فقرات ونقوم بنقد كل فقرة على حدا ،لا أرى ذلك مناسباً. إلا من حيث الدراسة والنقد الفني لشكل القصة أو لقالب القصة وليس لمضمونها وحبكتها.
                      من هنا أرى أن ما جاء من أحداث في القصة (الأحداث التي حدثت فعلاً أو لم تحدث وكانت من خيال الكاتب ) تصب في نبع واحد وهو عالم النت ،العالم الافتراضي وما فيه من تسلط وتعالي واضطهاد وتكفير وجنون وايمان وحب وعمل وإلغاء وتعاون وووووإلخ.
                      والذي هو في الحقيقة صورة مطابقة تماماً عن العالم الأرضي لأسباب عدة منها على الأقل أن الإنسان الانترنتي هو ذاته الإنسان الأرضي ، ذلك الحيوان الناطق.
                      فالإنسان الإنترنتي هو الصورة أو الوجه الآخر للإنسان الأرضي المؤمن و العاشق والمحب والظالم والخائن والمضطهد والشفاف والقاسي والكافر والمتفلسف ووووو وإلخ. هذا دون أن نشير طبعا إلى أن النت هو شكل من أشكال التواصل وبالتالي فالمصطلح لم يخرج عن كون الإنسان حيوانا ناطقا ولا عن كونه حيوانا اجتماعيا أيضا ولا حتى عاقلا ومفكرا إلى آخره.
                      فتصوير الكاتب لخيانة الإنسان الإنترنتي هي ذاتها الصورة للإنسان الأرضي وقد أبدع حقاً في تصويره السلبي للحالة وسواء وافقتنا من حيث المبدأ أم لا فهي من حيث فنيتها غاية في الروعة وتدفع للابتسام تارة ولأخذ الحذر تارة أخرى ،فالإنسان الإنترنتي حذر تماماً كما الإنسان الأرضي الذي هو في النهاية ذاته.
                      وما جاء به الكاتب على لسانه واستخدامه الأنا في سرد قصته فهو أسلوب أدبي واضح ومعروف ولا يعني هذا الأسلوب في السرد أن الكاتب هو بالضرورة صاحب الشخصية أو البطل مع العلم أن الكاتب هنا وضع اسمه الصريح وتعامل في بناء قصته على أنه هو البطل -ذات الكاتب- وإن كان الكاتب قد قصد شيئاً من ذلك فهو بالتأكيد لا يقصد كما أعتقد وكما قال بعض الزملاء (أنه أراد بذلك التشفي من أحد ما أو تصفيه حسابات معينة) ونحن هنا لن نلتفت إلى هذا الجانب إن كان فعلاً - ولا أظنه - بل نحن ننظر إلى هذه القطعة الفنية التي تؤكد على أنه من الصعب أن يكون الإنسان إيجابياً أو متسامحاً أو حتى ديمقراطياً عندما يتعارض ذلك مع مصالحه ومطامعه وهنا أرى أن الكاتب استعار ما جرى في الواقع الافتراضي لتدعيم بنائه القصصي فقال صاحب الموقع الفلاني والمشرفة الفلانية ووضع نفسه في مكان صاحب الموقع ذاك وتصرف كما تصرف فقام بحظر نفسه وبإلغاء نفسه وإدعاء الإيمان والبعد عن الزندقة وووووو إلى أن( باند = طرد)نفسه كما هو متداول في النت من حيث استخدام هذه الكلمة.
                      والأجمل في القصة هو استخدام الكاتب لتلك الأبيات الشعرية وإدراجها بطريقة إنسيابية والرد عليها من قبل ذات الكاتب وتهمجه على نفسه ورفضه الداخلي لما يصرح به وهنا قام الكاتب بعكس الآية ،أي أنه جعل اللاوعي ينطق ليخالف الوعي الزنديق.
                      ليصل الكاتب في النهاية إلى مقولة مفادها أن الإنسان لا ينصف حتى ذاته إن ترك له التحكم بها ولا يبرئ نفسه من الخطايا التي تتلبسه من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه ولن يكون لا حيادياً ولا ديمقراطياً والنزعة التسلطية موجودة في النفس البشرية سواء كانت أفعالها مرئية أم افتراضية فالإنسان لا ينصف حتى نفسه ولا غيره لا في الوعي ولا في اللاوعي.
                      وهذه حقيقة فمن ينصف نفسه ينصف الآخرين وهذه معادلة من الصعب أن يحققها العبد لأنها من صفات الخالق وحده الذي بتنا نستخدم اسمه بآلية تشبه آلية عمل الببغاء دون وعي وإدراك فكان اللغو هو المتصدر مكان القول المتقصد سواء في العقل أو القلب وهي الكارثة التي أراد التنبيه إليها الكاتب في نهاية قصته.
                      وأخيراً أرى من باب التنبيه فقط كي لا يساء الفهم حول العبارة التي أكد أستاذنا الفاضل حسين ليشوري عليها ،وقدم لها شرحاً مطولاً وأعني العبارة التالية:

                      ((مثلي مثلك تماما ، أيها المتصفح(0)المنافق .. يا شبيهي ... يا أخي ! (((1)
                      هذه العبارة ليست للكاتب بل هي مستعارة من الشاعر العالمي الشهير بودلير ومن قصيدة له جاءت في ديوان بعنوان أزهار الشر (Hypocrite lecteur..mon semblable..mon frére) وقد جاء في حاشية القصة تنويه حول ذلك من الكاتب .
                      مع شرح لمفهوم المتصفح والتي كانت تعني القارئ في العصر الورقي وهذا ما أشار إليه الكاتب وربما لعلمه المسبق بخطورة هذه العبارة (أيها المتصفح ..المنافق.... يا شبيهي .. ويا أخي).
                      (0) المتصفح كانت تعني القارئ في العصرالورقي.
                      (1)- من قصيدة لبودلير ( ديوان أزهار الشر ).

                      وأنا هنا أخالف تماماً رأي أستاذنا الفاضل حسين ليشوري حول تفسيره لهذه البداية التي أراها باختصار ملخص لكل القصة ،ملخص لفكرة القصة ولما يود الكاتب قوله هنا.
                      لاحظوا: المتصفح هنا ،تعني النت ،و أما ما جاء به بودلير فيعني متصفح الكتاب وقارئ الكتاب أي القارئ التقليدي .
                      والمتصفح المنافق هنا، هم رواد النت المنافقون والكاتب منهم حيث أشار في بداية الجملة كي لا يثار اللغط (مثلي مثلك) وهذا تأكيد آخر على أن الكاتب يدرك تماماً خطورة النت وسوء الفهم من قبل رواده والهجوم الذي سيلاقيه وربما الحظر أي(يباويدونه) يطردونه من الملتقى لمجرد أن يقول أيها المتصفح المنافق ، فكان لا بد له أن يسبقها بعبارة مثلي مثلك ،ويعني بها ...انتظر يا مدير الملتقى لا تتسرع مثلي مثلك هذه القصة تتحدث عني وعنك لأنك شبيهي وشبيهي لأنك أخي وأخي لأنك ببساطة إنسان افتراضي (انترنتي).
                      الإبداع هنا هو استعارة هذه العبارة من بودلير وتسخيرها بطريقة تخدم النص وتعتبر اختصاراً لكل ما سيأتي به.
                      في الحقيقة هذه القصة متميزة ويصعب على الكثيرين إتباع هذا الأسلوب الحديث في الفن القصصي .
                      هذه القصة افتراضية ولدت في عالم افتراضي وأحداثها الواقعية افتراضية ونقدها افتراضي وكل هذا يصب في العالم الافتراضي ،الذي أصبح عالماً حقيقياً ،ولا مفر من الاعتراف بذلك وبأن إنسان هذا العالم الافتراضي- الإفتراضي هو حقيقي أرضي.

                      مع فائق الاحترام والتقدير لجميع السادة
                      آداب عبد الهادي
                      المركز العربي الإفريقي
                      للأبحاث والدراسات الاستراتيجية

                      تعليق

                      • د. خليد حاجب
                        • 10-09-2009
                        • 2

                        #26
                        رد: الإنسان حيوان أنترنتي / عبد الرشيد حاجب

                        Salam Alikoum


                        Dans la citation : Hypocrite lecteur, mon semblable, mon frère

                        Il se trouve que Charles Baudelaire se voit bien seul et on ne veut pas de lui, on censure ses livres, il ne s'entend pas avec Hugo, il se sent tellement pas bien en France qu'il décide de partir en Belgique

                        Quand il écrit les Fleurs du Mal, et cela sera vrai toute sa vie, Charles Baudelaire se sent bien seul et mal aimé. Il écrit ce superbe recueil et il imagine qu'il va tomber dans les mains de personnes de sa condition, c'est à dire aussi maudites que lui

                        Il sait que nous avons tous un penchant pour le mal, de mémoire, une citation dans laquelle il explique que la vie est un perpétuel dilemme entre l'envie de monter en grade ou spiritualité, et l'envie de chuter, ou animalité. Et ce dilemme, il imagine le réveiller chez le lecteur grâce à ses fleurs maladives

                        Pour cela, il faut que le lecteur accepte son penchant pour le mal. S’il ne le fait pas, c'est qu'il est hypocrite. Pourtant, comme il est persuadé que ce penchant existe aussi bien chez lui que chez son lecteur, ce dernier est son semblable

                        AID MOUBAREK

                        تعليق

                        • حسين ليشوري
                          طويلب علم، مستشار أدبي.
                          • 06-12-2008
                          • 8016

                          #27
                          رد: الإنسان حيوان أنترنتي / عبد الرشيد حاجب

                          المشاركة الأصلية بواسطة غاده بنت تركي مشاهدة المشاركة
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                          إنني لا أرى نقداً أو قراءة هنا أكثر مما أراها
                          تصفية حسابات شخصية ( ويبدو أنها قراءة تجاوزت السرعة المعقولة فلم تفهم وتجاوزت السرعة القانونية فحق عليها دفع غرامة المخالفة )
                          كم أنا متأسفة أن ينحدر بعض الكبار هذا المنحدر من الإسفاف
                          والممحاكات وهم قدوتنا ،

                          مؤسف والله حقا .!
                          [align=center]
                          و عليك السلام و رحمة الله تعالى و بركاته أختي الفاضلة غادة و عيدك سعيد و مبارك و كل سنة و أنت بخير و عافية.
                          أشكرك أختي الكريمة على قراءتك المتميزة، آه لو كنت تحسنين القراءة أفضل، و تعقيبك الأميز، بوركت و زادك الله علما و حِلما.
                          من شروط التلميذ (ة) النجيب (ة) أن يـ(ت)ثق في أستاذه (ها)، قدوته (ها)، إن كان (ت) صادقا (ةً) في تتلمذه (ها).
                          لا تحزني على ما فاتك و لا تفرحي بما أتاك، فالكل إلى زوال و دوام الحال من المحال،
                          و لا يعلم الغيب و ما تخفيه الصدور إلا علاّم الغيوب، سبحانه و تعالى،
                          و دعي الشأن لصاحبه، أخي عبد الرشيد حاجب.
                          تحيتي و تقديري و كل سنة و أنت طيبة.

                          [/align]
                          sigpic
                          (رسم نور الدين محساس)
                          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                          "القلم المعاند"
                          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                          تعليق

                          • حسين ليشوري
                            طويلب علم، مستشار أدبي.
                            • 06-12-2008
                            • 8016

                            #28
                            رد: قراءة سريعة في "الإنسان حيوان أنترنتي" لعبد الرشيد حاجب.

                            المشاركة الأصلية بواسطة آداب عبد الهادي مشاهدة المشاركة
                            مع فائق الاحترام والتقدير لجميع السادة
                            [align=center]
                            الأستاذة الفاضلة و الصحفية القديرة: آداب عبد الهادي، عيدك سعيد و مبارك و كل سنة و أنت بخير.
                            لقد استمتعت بقراءتك لنص أخينا عبد الرشيد حاجب فأنت، حقيقة، قارئة ممتازة تستحقين مني الاحترام كله، و فوق هذا أنت مؤدبة قد أثرت إعجابي فلك مني ألف ألف تحية !
                            أنا أوافقك تماما فيما ذهبت إليه من رأي، فلكل عيونه و من ثمة قراءته الخاصة، و الله خلقنا متميزين عن بعضنا في كل شيء من بصمات الأنامل إلى أساليب التعبير و آداب الكلام و هلمي جرًّا ! و أنا سعيد جدا إذ خالفتني الرأي في كل شيء و هذا يدل على نضجك الفكري و استقلالك الذوقي، فلست إمعة تكرر كالببغاء ما يقوله غيرها و إن كان خطأ.
                            تحيتي و مودتي و تقديري لك و زادك الله أدبا يا آداب !

                            [/align]
                            sigpic
                            (رسم نور الدين محساس)
                            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                            "القلم المعاند"
                            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                            تعليق

                            • غاده بنت تركي
                              أديب وكاتب
                              • 16-08-2009
                              • 5251

                              #29
                              رد: الإنسان حيوان أنترنتي / عبد الرشيد حاجب

                              المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
                              [align=center]
                              و عليك السلام و رحمة الله تعالى و بركاته أختي الفاضلة غادة و عيدك سعيد و مبارك و كل سنة و أنت بخير و عافية.
                              أشكرك أختي الكريمة على قراءتك المتميزة، آه لو كنت تحسنين القراءة أفضل، و تعقيبك الأميز، بوركت و زادك الله علما و حِلما.
                              من شروط التلميذ (ة) النجيب (ة) أن يـ(ت)ثق في أستاذه (ها)، قدوته (ها)، إن كان (ت) صادقا (ةً) في تتلمذه (ها).
                              لا تحزني على ما فاتك و لا تفرحي بما أتاك، فالكل إلى زوال و دوام الحال من المحال،
                              و لا يعلم الغيب و ما تخفيه الصدور إلا علاّم الغيوب، سبحانه و تعالى،
                              و دعي الشأن لصاحبه، أخي عبد الرشيد حاجب.
                              تحيتي و تقديري و كل سنة و أنت طيبة.

                              [/align]
                              معك حق
                              الاعتراف بالخطأ فضيلة ،

                              شكراً لكَ ،
                              نســــــــــــــــــــامح : لكن لا ننســـــــــى
                              الحقوق لا تـُعطى ، وإنما تـُـنـتزَع
                              غادة وعن ستين غادة وغادة
                              ــــــــــــــــــ لاوالله الاّ عن ثمانين وتزيد
                              فيها العقل زينه وفيها ركاده
                              ــــــــــــــــــ هي بنت ابوها صدق هي شيخة الغيد
                              مثل السَنا والهنا والسعادة
                              ــــــــــــــــــ مثل البشاير والفرح ليلة العيد

                              تعليق

                              • حسين ليشوري
                                طويلب علم، مستشار أدبي.
                                • 06-12-2008
                                • 8016

                                #30
                                رد: الإنسان حيوان أنترنتي / عبد الرشيد حاجب

                                [align=center]
                                حياك الله أختي غادة بنت تركي و بياك و جعل الجنة مثواك، بعد عمر طويل إن شاء الله تعالى.
                                أصلح الله بالك و جمّل حالك و أَمَّرَ(*) مالك، اللهم آمين يا رب العالمين.
                                أشكرك جزيل الشكر على تعقيبك الهاديء و الهادف و الهادي.
                                يقال إن اختيار المرء جزء من عقله، فإذا اقتيس كاتب نصا ما و ضمنه ما يكتب دون تعليق أو نقد فهذا دليل على الرضى عما نقل و اقتبس، و الصمت دليل الرضى كما يقال. و إن اختيار الأديب عبد الرشيد حاجب عبارة من بودلير و ضمنها مقالته يكفي للظن أنه يرضاها و يقبل ما جاء فيها كله، و في هذا مقال، إذ ما يصلح من كاتب في بيئة و مع قوم لا يصلح بالضرورة من كاتب آخر في بيئة مغايرة و مع قوم مخالفين و مختلفين ثقافة و دينا و بيئة، و من هنا جاءت كلمة "منافق" نابية لا تصلح مع قراء نحسبهم مسلمين كلهم.
                                هذا و لعلك لم تقرئي ما عنونتُ به تعليقي على نقدي أو قراءتي "نقد النقد"، و قد استهدفته بتعليقك الأول، و فيه أنقد نفسي و أتهمها علانية وصراحة لكنك لم تنتبهي لما كتبتُ أو أنك لم تحسني قراءته فالتبس عليك الأمر و رحتِ تخبطين خَبْط العشواء في الليلة الظلماء، لكن لا عليك إن لم تفهمي هذه المرة فخيرها في غيرها إن شاء الله تعالى !
                                صدقيني يا أُخية لا أريد مجاراتك في غيك حتى لا نقع تحت طائل ما حذرنا منه أستاذُنا جميعا محمد شعبان الموجي، و قد خرجتِ منذ أيام قلائل من أزمة مع بعض الأساتذة هنا، أنسيتِ ؟ فأنا، و الله، أشفق عليك من نفسك.
                                و مهما يكن من أمر فأهلا بك و سهلا و لا تبخلي علي، أرجوك، بعلمك و أدبك، و مع شكري المسبق لك فتأكدي أنني لن أرد عليك بعد ردي هذا إلا إذا رجعت إلى رشدك.
                                تحيتي و شفقتي.
                                [/align]
                                ______
                                [align=right]
                                (*) أمَّر بمعنى كثّر.
                                [/align]
                                sigpic
                                (رسم نور الدين محساس)
                                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                                "القلم المعاند"
                                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                                تعليق

                                يعمل...
                                X