هل هو صراع الفكر، والأدب.. أم صراع الأدباء والمفكرين؟
حينما أرى الصراع بين الأدباء والمفكرين حول مناحي الحياة، ونظرتهم إليها، وكيف يمكن العيش فيها.. حينما أرى أن هذا الصراع قد ارتقى إلى نقاش حول زخارف الأدب، ومناهل الفكر ومناهجه، ومعالمه، أقول إننا بخير والحمد لله، أقول إننا شعب متحضر - قبل أن نكون أدباء ومفكرين - يسمعون الكلام ويفقهون القول، ويردون تحية السلام بأحسن منها.. يتحاورون بالقيم، ويؤسسون لمنظومة متكاملة للأخلاق الفاضلة، ويمهدون لبناء الحضارة.
غير أنني أصاب بالإحباط تارة أخرى حينما أرى أن بعضًا ممن ينتسبون للأدب والفكر يتناطحون بألفاظ مستعارة من " عيال الشوراع" إن صح التعبير، ويقولون إن هذا التناحر، والتنابز هو منهج من مناهج الحوار الأكاديمي المبني على أسس علمية.. يقولون إن هذا السجال هو مفهوم من مفاهيم الديمقراطية، وسمة من سمات حرية التعبير.. ولحظة من لحظات الشد والجذب من أجل مصلحة قومية كانت أو قطرية أو جهوية أو حزبية أو حركية .. الخ.
والسؤال الذي يطرح نفسه في كل وقت هو؛ لماذا لا تتوحد المناهج عند الأدباء والمفكرين من أجل بداية النقاش الذي يتعطل في كل مرة؟
- لماذا لا يحاول كل واحد منا فهم الآخر؟
- لماذا لا يجلس الأديب "فلان" مع أخيه "علان" حول مائدة تتوسطها قارورة ماء باردة كشعار لبرودة الأعصاب؟
ــــــــــــــ
هي مجرد أسئلة عابرة أردت حصر بعضها في عجالة من أمري لعلها تتوافق مع تطلعاتنا المستقبلية.
أخوكم حمزة نادي
تعليق