بسم الله الرحمن الرحيم
مرحبا بعودتك أستاذي الفاضل العزيز
الأستاذ عبد الرؤوف
مرحبا بإطلالة طيبة سمحة إنتظرناها ووفت بالوعد ..
أُتابع ماتوقفت عنده سابقاً ,,وأشكر نجمة الملتقى على هذه الحفاوة التى إن دلت تدل على عراقة المنبت وطيبة القلب وسماحة الروح.
هذا من طيبك أيها المفضال الكريم ، شاكرة لك كلماتك الطيبة..
مشاكل الأبناء فى ظل أزمة الثقة بين الزوجين وانهيار بنيان الحياة الزوجية ومدى تأثيرها السلبى على الأبناء.
ربما كان التاثير الناجم عن أزمة الثقة بين الزوجين أحد العوامل وليست كل العوامل التى تأخذ بيد الأبناء إلى طريق الفشل ..فكثيراً جداً ماتحدث أزمة الثقة بين الزوجين لكن الأبناء بوعيهم وإدراكهم وفهمهم يسلكون الطريق القويم .
فليس كل زوجين انتهت حياتهم الزوجية بفصم عراها ،أن يضيع الأبناء ويتشردون ويضلون ويفسدون ويفشلون !!
أرى أن هناك علاقات قد تنفصم معنويا ولكن ترعى الأبناء
فتنأى بالمشاكل عنهم ، حتى إن كانت الملابسات تعلن هذا
ولكن دون وضح وهذا مطلوب في محاولة لتهيئة الجو المناسب
لتربية الأبناء ..
كما توجد علاقات تعرض تدنيها أمام الأبناء دون مراعاة خلق
أو دين وهذا مايحول هؤلاء الأبناء إلى ضحايا جهل الوالدين
والحياة تزخر بالكثير ..
ما رأيته ..أكد لى مراراً وتكراراً أن تماسك المجتمع وقوة بنيانه وثقافته الدينية المتوارثة.. جيل بعد جيل لايمكن أن تذهب أدراج الرياح بسهولة ،وإنما هى طوق حديدى يحيط بالأعناق فلا تفلت منها.
أشاركك الرأي طبعا أستاذي العزيز ولكن عند من يعرف حدود
دينه ولكن في ظل تفشي النفاق في المجتمعات العربية مثل من يتحدث أمام الناس حديث الواعظ القابض على دينه والحريص على عدم إنفلات روح هذا الدين القويم من قلبه ، وعندما يخلوا إلى نفسه يخلوا أيضا إلى شياطينه ويمارس دعارته الفكرية
وقبحه الإنساني ..
وهذه سمة العصر مع الأسف وأعتذر أستاذي لهذا
ولكني أرصد كل الآفات ...
بأوراقى ..قصة أسرة زوج وزوجة وثلاثة أولاد ..الزوج طبيب والزوجة موظفة فى إحدى المديريات ..أنجبوا ثلاثة أولاد ..الأول بكلية الطب ،الثانى بكلية الهندسة ،الثالث بالمدرسة الإعدادية .
مشكلة الزوج أنه رجل مزواج ولاتقع عينه على فتاة قد تصغره بعشرين سنة أو ثلاثين إلا ويلهث خلفها ..هذا أعرفه من خلال لقائى به .
هذا الزوج يسير فى طريق الستين عاماً ..لكنه لايتوقف عند تصرفاته بل على استعداد أن يرتكب الحماقات عياناً جهاراً .وقلّ أن يصرف على بيته وأولاده.
الزوجة تريد أن تعيش كباقى النساء معززة مكرمة .تربى أولادها وتهتم بعملها ،وعلى قدر كبير من الأدب والسلوك الطيب والوجه الحسن .
وفجأة يترك الزوج زوجته وأولاده ويسافر إلى بلد عربى شقيق بلا نفقة ولامنفق سواه .
ودارت الزوجة على الأهل والأصدقاء كى يصلحوا من شأن هذا الخارج على القيم والتقاليد ..
أليس رباً لأسرته ؟؟
أليس راعياً لها ؟؟
أليس مسؤولاً عنها؟؟
لكن الأهل خيبوا ظنها ..وأهملوا شكواها ..فكما قالوا :هو منذ صغره لايتحمل مسؤولية .
ووقعت الزوجة فى حيص بيص ..ماذا تفعل ؟؟
وقامت بكل شجاعة وهمة بتعليم أولادها والصرف عليهم والسهر على تربيتهم ..لم تكل ولم تجزع ولم تفزع ولم تسع وراء ملذاتها ..
قال الأهل والجيران ..اطلبى الطلاق ، فرفضت .
اليوم..أراها وأسمع صوتها يُحدثنى بكل ثقة لاتخلو من مرارة من زوج غائب ولاتعرف عنه شيئاً..لكن يكفى أنها أتت إلىّ مع أولادها الثلاثة ..بإشراقة وجه وسماحة صدر ورضى بقضاء الله .
مثل هذه القصص نراها كثيرا ، قصة كفاح أم رعت الله تعالى
وحدوده وتحملت مشقة السنين من أجل أن تصل بالأبناء إلى بر
الأمان ، تتكرر القصص بتفاصيل تختلف بعض الشىء ولكنها
تتوحد في نطاق الحرص على الدين والخلق القويم ومحاولة
إيجاد القدوة البديلة للأب المكتفي بمتعته وغريزته التي تتحكم
فيه ، وهذه القدوة هى صورة الأم المكافحة الصابرة في محاولة
لتعديل كفتي الميزان وإحداث هذا التوازن النفسي المنشود
في الأبناء ..
ولكن على الجانب الآخر نجد صورة مشوهة أخرى لواقع
يفرض نفسه على الأحداث الإجتماعية ، وهذا مايفرز قضايا أخرى خطيرة تضرب بقوة في أعماق جذورنا الإجتماعية الأخلاقية ..
ما أود قوله ..علينا أن ننظر إلى نصف الكوب الملآن .
نعم أستاذي العزيز ولكن أحيانا نجد الكوب فارغة ...
وهذه ليست نظرة مأساوية تراجيدية ولكن نظرة واقعية
شاملة وراصدة لقضايا إجتماعية خطيرة ..
أما عن الخيانة الزوجية من أحد الزوجين أو كلاهما ..فأنا أزعم أن الخلل فيهما موجود قبل الزواج وليس بعده .
فالخيانة أى خيانة ..ليست وليدة لحظة أو موقف أو ظرف طارىء،وإنما هى سلوك إجرامى خارج منظومة القيم المتوارثة .وخارج القيم الدينية القويمة ..وخارج النفس الكريمة التى تأبى الإنحدار فى الرذائل ..
هل تزنى الحرة؟؟؟
وهل يزنى الحر؟؟
كلا والله ..ما وقع فى الرذيلة إلا من سعى إليها وضرب بكل القيم والأعراف عرض الحائط ..ونسى قول الله تعالى "ولاتقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا"
نعم أستاذي هى النفس البشرية التي قال عنها بارئها العظيم
" أنها أمارة بالسوء " مع وجود هذه المشكلات الأسرية
التي تفرز هذا النوع من الطلاق المعنوي والمعول على ظروف
أخرى تحتم إستمرار هذه العلاقة الموتورة ، مما قد يزين للطرفين
فعل الشيطان ..
فالحرة لا تأكل بثدييها كما أن الحر يرعى الله تعالى في كل خطوة
وهو يعلم أنه يراه ..
ولكن هى النفس البشرية وقد خلقها الله تعالى في تدرج من القوة
إلى الضعف الإنساني .
شاكرة لك إطلالتك البهية وهذه الروح الزكية التي تهدينا
كل طيب ،،
سلمت أيها الفاضل العزيز وحفظك الله سبحانه وتعالى
وأدامك روحا تحمل نسائم النفحات الإيمانية العطرة فتهدينا
كل الجمال والعذوبة ..
تقبل أسمى آيات الشكر وكل الإحترام .
ماجي
تعليق