قصص قصيرة جداً

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محمد خير الحلبي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة د/ أحمد الليثي مشاهدة المشاركة
    الأخ الفاضل الأستاذ محمد خير الحلبي
    شكر الله مرورك وتعليقك. واسمح بالرد من باب أني الكاتب، وأن الأخت الفاضلة أسية إنما عبرت عن رأيها ووجهة نظرها، وليست مسؤولة عن طريقة كتاب نص لشخص آخر.

    كلمة "ورود" هنا -أخي الكريم- هي صيغة "فُعول" وهي جمع الجمع؛ أي جمع لكلمة "وَرْد" التي هي جمعٌ واسم جنس، وليست جمعًا للمفردة "وردة" التي تجمع على "وَرْد".
    أما التكثيف والإيجاز فلا يعنيان انتقاص المعنى أو الخروج على قواعد اللغة أو امتناع السلاسة أو حتى وجوب الاختصار على حسب السرد. ولهذه كلها معايير يمكن من خلالها القياس والحكم. ومثال ذلك إذا حذفنا "صَنَعَتْهُ يَدُ نَسَّاجٍ مُتْقِنٍ" فهذا انتقاص لمعنى مقصود؛ فيمكن لك أن تأتي بثوب خَلِق سيء الصناعة وترصعه بالدر، فيكون أغلى ثوب. وكذا الحال إذا عطرت جثة ميت بعطر رخيص، والذهب منه الخالص (24 قيراطًا) ومنه غير الخالص (الأدنى قيراطاً)، واللون الأحمر له دلالة رمزية في القصِّ هنا؛ والقبر جدرانة فقط من المرمر، أما أرضيته فالقصد أنها غير ذلك، فهي منفذ لحشرات الأرض.
    أما الواو في "وَمِزْلاجُهُ مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِصِ، طُعْمَتُهُ دُرٌّ أَحْمَرُ" فالحقيقة أن الواو الأولى مكانها خطأ، وموضعها الصحيح قبل "طُعْمَتُهُ"، وقد صححتها أعلاه. ولا يمنع هذا من سؤالك عن الواو عموماً. فالواو كما نعلم تستخدم في اللغة للعطف أولاً، ولها وظائف خمسة أخرى يمكن الرجوع إلى كتب اللغة للنظر فيها. أما في مقامنا هذا فإن القصد ألا تكون الأفعال منقطعة، وكأن كل فعل وحركة منها على حدة، وهو ما سيحدث عند حذف الواو. فحين تقول مثلاً: "سبحان الله عدد ما خلق وسبحان الله ملء ما خلق"، فهنا معنى يزيد "عن سبحان الله عدد ما خلق ، سبحان الله ملء ما خلق" بحذف الواو. رغم أن الفعل واحد. وهذه لطيفة لغوية مهمة. وما أردته هو أن القوم لم يكتفوا بأن فعلوا كذا وكذا، أو فعلوا ما فعلوا على التراخي، بل واصلوا ما كانوا عليه، ولم يألُ أحد منهم جهداً حتى يوفروا لفقيدهم كل ما يظنونه مبعثًا لسعادته، أو يكون معبرًا عن قيمته لديهم أو قدره أو ما أشبه. ومن هنا كان العطف، ولا يُصار إلى المعنى المراد دونه.
    أما "هالوا التراب" بحذف "عليه" كما هو مقترح فهو انتقاص للمعنى، وإضعاف للفعل "هال".

    دمتَ في طاعة الله.
    شكرا لهذا الايضاح عزيزي أحمد
    لكن الحق في أن ((ورود))فعل ..أصله (ورد) ( يرد) ( ورودا)...وليس في العربية ما جمعته هنا وفي الأقل أرجوك لوكان ما يتقدم هنا له أصل أو جذر أو شاهد في التراث ..أرجوك إدراجه دفعا لنشر معلومة غير دقيقة..
    ثم ما أفصحتم عنه في التالي بخصوص الايجاز والتكثيف ..قرّب من باب وأبعد من ألف باب ..بخصوص ما ورد في قصتكم ...فالذي لونته بالأحمر زائد ولا يضيف للمعنى سوى زيادات ((الق - ق- ج) لاتحتمله..
    دام الود..وجزيتم خيرا..

    اترك تعليق:


  • د/ أحمد الليثي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد خير الحلبي مشاهدة المشاركة
    بما أن الأخت أسيا تتفق مع الدكتور أحمد في مسألة سلامة اللغة مع التكثيف والإيجاز
    فلاباس بان تخبرني هنا من من القاموسيين جمع وردعلى (ورود)...ثم لاباس أيضا بأن تبين لي عمليات التكثيف في هذا النص والإيجاز أيضا..
    (كَفَّنُوهُ فِي أَغْلَى ثَوْبٍ صَنَعَتْهُ يَدُ نَسَّاجٍ مُتْقِنٍ، وَعَطَّرُوا جُثَّتَهُ بِأَثْمَنَ أَنْوَاعِ الطِّيبِ، وَوَضَعُوهُ فِي نَعْشٍ مِنَ الأَبَنُوسِ، وَمِزْلاجُهُ مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِصِ، طُعْمَتُهُ دُرٌّ أَحْمَرُ، وَأَنْزَلُوهُ فِي قِبْرٍ جُدْرَانُهُ مِنَ الْمَرْمَرِ، وَنَثَرُوا مِنْ حَوْلِهِ الْوُرُودَ. ثُمَّ هَالُوا عَلَيْهِ التُّرَابَ. وَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ بَالَتْ عَلَى قَبْرِهِ الثَّعَالِبُ وَالْكِلاَبُ.))

    ترى لو حذفنا مالوِّن بالأحمر..هل يحدث شطط أم يدخل الأمر مدخل الثكثيف، ثم ما الفائدة المرجوة من تكرار الواوات هنا
    مع جميل تحيتي ..
    الأخ الفاضل الأستاذ محمد خير الحلبي
    شكر الله مرورك وتعليقك. واسمح بالرد من باب أني الكاتب، وأن الأخت الفاضلة أسية إنما عبرت عن رأيها ووجهة نظرها، وليست مسؤولة عن طريقة كتاب نص لشخص آخر.

    كلمة "ورود" هنا -أخي الكريم- هي صيغة "فُعول" وهي جمع الجمع؛ أي جمع لكلمة "وَرْد" التي هي جمعٌ واسم جنس، وليست جمعًا للمفردة "وردة" التي تجمع على "وَرْد".
    أما التكثيف والإيجاز فلا يعنيان انتقاص المعنى أو الخروج على قواعد اللغة أو امتناع السلاسة أو حتى وجوب الاختصار على حسب السرد. ولهذه كلها معايير يمكن من خلالها القياس والحكم. ومثال ذلك إذا حذفنا "صَنَعَتْهُ يَدُ نَسَّاجٍ مُتْقِنٍ" فهذا انتقاص لمعنى مقصود؛ فيمكن لك أن تأتي بثوب خَلِق سيء الصناعة وترصعه بالدر، فيكون أغلى ثوب. وكذا الحال إذا عطرت جثة ميت بعطر رخيص، والذهب منه الخالص (24 قيراطًا) ومنه غير الخالص (الأدنى قيراطاً)، واللون الأحمر له دلالة رمزية في القصِّ هنا؛ والقبر جدرانة فقط من المرمر، أما أرضيته فالقصد أنها غير ذلك، فهي منفذ لحشرات الأرض.
    أما الواو في "وَمِزْلاجُهُ مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِصِ، طُعْمَتُهُ دُرٌّ أَحْمَرُ" فالحقيقة أن الواو الأولى مكانها خطأ، وموضعها الصحيح قبل "طُعْمَتُهُ"، وقد صححتها أعلاه. ولا يمنع هذا من سؤالك عن الواو عموماً. فالواو كما نعلم تستخدم في اللغة للعطف أولاً، ولها وظائف خمسة أخرى يمكن الرجوع إلى كتب اللغة للنظر فيها. أما في مقامنا هذا فإن القصد ألا تكون الأفعال منقطعة، وكأن كل فعل وحركة منها على حدة، وهو ما سيحدث عند حذف الواو. فحين تقول مثلاً: "سبحان الله عدد ما خلق وسبحان الله ملء ما خلق"، فهنا معنى يزيد "عن سبحان الله عدد ما خلق ، سبحان الله ملء ما خلق" بحذف الواو. رغم أن الفعل واحد. وهذه لطيفة لغوية مهمة. وما أردته هو أن القوم لم يكتفوا بأن فعلوا كذا وكذا، أو فعلوا ما فعلوا على التراخي، بل واصلوا ما كانوا عليه، ولم يألُ أحد منهم جهداً حتى يوفروا لفقيدهم كل ما يظنونه مبعثًا لسعادته، أو يكون معبرًا عن قيمته لديهم أو قدره أو ما أشبه. ومن هنا كان العطف، ولا يُصار إلى المعنى المراد دونه.
    أما "هالوا التراب" بحذف "عليه" كما هو مقترح فهو انتقاص للمعنى، وإضعاف للفعل "هال".

    دمتَ في طاعة الله.

    اترك تعليق:


  • محمد خير الحلبي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
    الفاضل الدكتور أحمد الليثي..
    بارك الله فيك على مداخلتك القيّمة..و أنا أتّفق معك تماما في قضيّة سلامة اللّغة مع الإيجاز و التكثيف بل أعتبرها أهم معيار في كتابة الق ق ج خاصة .
    ثم إن ما لفت انتباهك في قصة ' شيطان الفجر '-دون اغراق في التفكير-قد زاد من قيمة و أهمية النقد في نظري أنا شخصيا و العجيب أن بعضنا قد لا يكون ملمّا بأدوات النقد و غير متخصص فيه و لكن تجد عنده من الحس النقدي ما يستطيع به أن يقيّم نصا من النصوص .
    هذا ما أردت أن أقوله في عجالة .
    أشكرك كثيرا على إتاحتك هذه الفرصة في ملتقاك للنقاش الهادئ المفيد..لي عودة إن شاء الله لأقول رأئي في إشكالية الغموض في الكتابة .
    أدام الله فضلك .
    بما أن الأخت أسيا تتفق مع الدكتور أحمد في مسألة سلامة اللغة مع التكثيف والإيجاز
    فلاباس بان تخبرني هنا من من القاموسيين جمع وردعلى (ورود)...ثم لاباس أيضا بأن تبين لي عمليات التكثيف في هذا النص والإيجاز أيضا..
    (كَفَّنُوهُ فِي أَغْلَى ثَوْبٍ صَنَعَتْهُ يَدُ نَسَّاجٍ مُتْقِنٍ، وَعَطَّرُوا جُثَّتَهُ بِأَثْمَنَ أَنْوَاعِ الطِّيبِ، وَوَضَعُوهُ فِي نَعْشٍ مِنَ الأَبَنُوسِ، وَمِزْلاجُهُ مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِصِ، طُعْمَتُهُ دُرٌّ أَحْمَرُ، وَأَنْزَلُوهُ فِي قِبْرٍ جُدْرَانُهُ مِنَ الْمَرْمَرِ، وَنَثَرُوا مِنْ حَوْلِهِ الْوُرُودَ. ثُمَّ هَالُوا عَلَيْهِ التُّرَابَ. وَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ بَالَتْ عَلَى قَبْرِهِ الثَّعَالِبُ وَالْكِلاَبُ.))

    ترى لو حذفنا مالوِّن بالأحمر..هل يحدث شطط أم يدخل الأمر مدخل الثكثيف، ثم ما الفائدة المرجوة من تكرار الواوات هنا
    مع جميل تحيتي ..

    اترك تعليق:


  • د/ أحمد الليثي
    رد
    كَفَّنُوهُ فِي أَغْلَى ثَوْبٍ صَنَعَتْهُ يَدُ نَسَّاجٍ مُتْقِنٍ، وَعَطَّرُوا جُثَّتَهُ بِأَثْمَنَ أَنْوَاعِ الطِّيبِ، وَوَضَعُوهُ فِي نَعْشٍ مِنَ الأَبَنُوسِ، مِزْلاجُهُ مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِصِ، وَطُعْمَتُهُ دُرٌّ أَحْمَرُ، وَأَنْزَلُوهُ فِي قِبْرٍ جُدْرَانُهُ مِنَ الْمَرْمَرِ، وَنَثَرُوا مِنْ حَوْلِهِ الْوُرُودَ. ثُمَّ هَالُوا عَلَيْهِ التُّرَابَ. وَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ بَالَتْ عَلَى قَبْرِهِ الثَّعَالِبُ وَالْكِلاَبُ.

    اترك تعليق:


  • د/ أحمد الليثي
    رد
    أَيْقَنَ بِهَلاَكِهِ؛ فَتَجَرَّعَ زُجَاجَةَ خَمْرٍ وَهُوَ يَقُولُ: "إِنْ كَانَ مِنْ إِلَهٍ فَأُفَضِّلُ أَنْ أَلْقَاهُ مَخْمُورًا؛ حَتَّى لاَ أَعِي مَا يُخَاطِبُنِي بِهِ".

    اترك تعليق:


  • آسيا رحاحليه
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة د/ أحمد الليثي مشاهدة المشاركة
    قَرَأَ وَلَمْ يَفْهَمْ، ثُمَّ قَرَأَ وَلَمْ يَفْهَمْ؛ فَاعْتَزَلَ الْقِرَاءَةَ، وَكَتَبَ، فَلَمْ يَفْهَمْ أَحَدٌ، وَمَعَ هَذَا صَفَّقُوا لَهُ.
    وَهَكَذَا بَيْنَ عَشِيَّةٍ وَضُحَاهَا أَصْبَحَ كَاتِبـًا وَنَاقِدًا وَ... فَيْلَسُوفًا.
    هكذا إذا ؟ شخصيا لا يسعني إلا أن أقولَ هنيئا للمصفّقين بكاتبهم و هنيئا للكاتب بجمهوره الكبير..و ما عليهم سوى إتّباعه لأنّ يوماً ما سوف يصبحون فلاسفة مثله .
    ذكية و عميقة..و مؤلمة.
    احترامي د. أحمد الليثي.

    اترك تعليق:


  • رزان محمد
    رد
    قَرَأَ وَلَمْ يَفْهَمْ، ثُمَّ قَرَأَ وَلَمْ يَفْهَمْ؛ فَاعْتَزَلَ الْقِرَاءَةَ، وَكَتَبَ، فَلَمْ يَفْهَمْ أَحَدٌ، وَمَعَ هَذَا صَفَّقُوا لَهُ.


    وَهَكَذَا بَيْنَ عَشِيَّةٍ وَضُحَاهَا أَصْبَحَ كَاتِبـًا وَنَاقِدًا وَ... فَيْلَسُوفًا

    نعم، بكل تأكيد..!
    هو زمن الكتابة قبل القراءة...
    وكلما زاد الغموض كانت الفلسفة أكبر...
    لكن دكتور اسمح لي، فقد ظلمت البعض حين قلت صفقوا، هكذا بشكل عام، فما كل من قرأ صفق..
    ولا أظن قبلها كذلك أن كل من قرأ لم يفهم، هناك لابد شريحة فهمت....أنه لا يفهم، عفوا أقصد لم يفهم.

    شكراً لكم دكتور القصة الجميلة والنص المشكول، عساه يقلل من عدد الكُتّاب، وينتقل بهم لمرتبة ومرحلة القراء...
    التعديل الأخير تم بواسطة رزان محمد; الساعة 29-01-2010, 17:27.

    اترك تعليق:


  • د/ أحمد الليثي
    رد
    قَرَأَ وَلَمْ يَفْهَمْ، ثُمَّ قَرَأَ وَلَمْ يَفْهَمْ؛ فَاعْتَزَلَ الْقِرَاءَةَ، وَكَتَبَ، فَلَمْ يَفْهَمْ أَحَدٌ، وَمَعَ هَذَا صَفَّقُوا لَهُ.
    وَهَكَذَا بَيْنَ عَشِيَّةٍ وَضُحَاهَا أَصْبَحَ كَاتِبـًا وَنَاقِدًا وَ... فَيْلَسُوفًا.

    اترك تعليق:


  • د/ أحمد الليثي
    رد
    أَهَانُوهُ كَمَا لَمْ يُهَنْ مَخْلُوقٌ قَطُّ، وَاسْتَعْبَدُوهُ كَآلِهَةٍ. غَزَوْا عَقْلَهُ، احْتَلُوا أَرْضَهُ. هَتَكُوا عِرْضَهُ، اسْتَبَاحُوا أَهْلَهُ، قَتَلُوا وَلَدَهُ، سَرَقُوا مَالَهُ، أَحْرَقُوا زَرْعَهُ، دَمَّرُوا تَارِيخَهُ ...
    وَهَدَتْهُ عَبْقَرِيَّتُهُ إِلَى أَنَّ طَرِيقَةَ الْقَضَاءِ عَلَيْهِمُ هِيَ .. الصَّمْتُ، فَأَشْبَعَهُمْ بِهِ جَلْدًا.

    اترك تعليق:


  • د/ أحمد الليثي
    رد
    [align=center]
    مَرَّ مِنْ هَذَا الطَرِيقِ أَلَفَ مَرَّةٍ، وَالْيَوْمَ فَقَطْ أَزْكَمَتْ رَائِحَةُ الدَّمِ أَنْفَهُ.
    [/align]

    اترك تعليق:


  • آسيا رحاحليه
    رد
    الفاضل الدكتور أحمد الليثي..
    بارك الله فيك على مداخلتك القيّمة..و أنا أتّفق معك تماما في قضيّة سلامة اللّغة مع الإيجاز و التكثيف بل أعتبرها أهم معيار في كتابة الق ق ج خاصة .
    ثم إن ما لفت انتباهك في قصة ' شيطان الفجر '-دون اغراق في التفكير-قد زاد من قيمة و أهمية النقد في نظري أنا شخصيا و العجيب أن بعضنا قد لا يكون ملمّا بأدوات النقد و غير متخصص فيه و لكن تجد عنده من الحس النقدي ما يستطيع به أن يقيّم نصا من النصوص .
    هذا ما أردت أن أقوله في عجالة .
    أشكرك كثيرا على إتاحتك هذه الفرصة في ملتقاك للنقاش الهادئ المفيد..لي عودة إن شاء الله لأقول رأئي في إشكالية الغموض في الكتابة .
    أدام الله فضلك .

    اترك تعليق:


  • د/ أحمد الليثي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد خير الحلبي مشاهدة المشاركة
    مارأيك بهذه سيدي
    ((شيطان الفجر
    صوت مؤذن الفجر العذب ذاك، لم يترك لمجيء شيطان هذه اللحظة منفذا كي يعبر منه، قلت لها ، ماطعامنا الليلة؟ قالت تلك الآية المباركة من سورة النور وتلت علي قوله تعالى: (الله نورُ السماواتِ والأرض مثلُ نورهِ كمشكاةٍ فيها مصباح المصباحُ في زجاجة الزجاجة كأنّها كوكبٌ دري يوقدُ من شجرةٍٍمباركةٍ زيتونة لا شرقيةٍ ولا غربية يكادُ زيتُها يضيء ولو لم تمسسه نارٌ نورٌعلى نور ).
    صعد قلبي بعدها المئذنة...ولم أشعر بجوع في روحي مذ ذلك الفجر.)) ...
    إن راقت لك...فإن في جعبة أدبنا من القص القصير والقصير جدا..وإن بدت عبارات تشير الى استطالة..لكن كثافتها تقود الى دلالة على انها أقصر بكثير من لوجاءت بثلاث جمل.. أنا أعتقد باننا ليس من حقنا القول بانه جيء الينا بها ولم نجئ بها نحن..ولسوف يكون لنا جلوس ذات حوار..
    مودتي..
    سحرني الاسلوب ..والكتابة هنا جميلة جميلة
    الأخ الفاضل الأستاذ محمد خير الحلبي
    شكر الله مرورك وتعليقك، وأعتذر عن تأخري في الرد للانشغال هذه الأيام في اختبارات الطلاب.
    وددت -أخي الكريم- لو استطعتُ إفتاءك فيما كتبتَ. ولا يمكنني أن أحكم بدقة على عمل من باب دخوله في جنس أدبي من عدمه في غياب معايير واضحة. وأنا كما أسلفت أرى المعايير في باب الق ق ج بالعربية معايير اجتهادية أو بعبارة أخرى لا تزال في مرحلة البلْوَرة، ولم تكتمل بعد. ومع هذا فيمكنني الاجتهاد في ما هو واضح. فأقول: هل يوجد شخوص، وحوار، وموقف (قضية/حدث)، زمان ومكان، ومغزى/عبرة؟ الإجابة ببساطة نعم. هل السرد قصير؟ الإجابة نعم. هل هذه قصة قصيرة جداً؟ هنا أتوقف ولا يمكنني الإجابة على وجه اليقين. والسبب أني أبحث عن عناصر مختلطةً، قوامُها التكثيف، والبساطة، والإثارة، والإدهاش، والغموض، والوضوح، والمنطق السردي، وغياب المنطق ككل .. إلخ من الثنائيات المتناقضة والمتوافقة في آنٍ واحد. فهل هذه معايير مهمة؟ هل هذه معايير أصلاً ينبغي أن توجد أو بعضها؟ وأيُّها أكثر أهمية وأيها أقلُّ؟ وأيٌّ منها -إن وُجِد- يُغْني عن غيره؟ كل هذه -وأكثر منها- نقاط مفتوحة للنقاش.
    ولكن ما أعتبره في غاية الأهمية عندي هو سلامة اللغة، وإيجازها، وتعبيرها عن المعنى المراد.
    انظر مثلاً إلى مفتتحك "صوت مؤذن الفجر العذب ذاك، لم يترك لمجيء شيطان هذه اللحظة منفذا كي يعبر منه، ...". هذا المفتتح محير لي؛ لأني أجد نفسي تلقائياً أتسائل عن صحة علامات الترقيم، وعن أهمية كلمة "العذب" وكلمة "ذاك" ودلالتهما، والغرض الذي يخدمانه في القص. وأتسائل عن فاعل الفعل يترك: هل هو ضمير مستتر تقديره هو أي "صوت" أم هو شيء آخر؟ فإن كان "صوت" فلماذا الفاصلة بعد ذاك؟ وما سبب الجملة الأسمية؟ ولماذا "هذه" في قولك "هذه اللحظة" (إشارة للقريب) في حين أنك استخدمت "ذاك" قبلها، واستمر القص بصيغة الماضي حتى آخر عبارة في السرد؟ فالمنطق اللغوي مهتز لأن البعد في الماضي مكاني وزماني. ولماذا عدلت عن "منذ" إلى "مذ"؟ هل لغرض بلاغي؟ وما هو؟ وما الداعي له؟ هل الغرض صوتي وليس بلاغياً؟ ولماذا هذه الآية تحديداً؟ ولماذا وصفها بالمباركة؟ هل هناك آيات غير مباركة؟ وما الحاجة للتأكيد بالصفة في كلمة "المباركة"؟ ولماذا الإفصاح عن اسم السورة؟ هل يخدم هذا غرض معين؟ وما هو؟ ولماذا التطويل في قولك "قالت تلك الآية المباركة من سورة النور وتلت علي قوله تعالى"؟ ألم يكون من الأفضل أن توجز (فهذه ق ق ج) وتقول "قالت: طعامنا ..." ثم تأتي بالآية مكان النقاط؛ فتوفر 9 كلمات لا يتبين لي أنها تخدم غرضاً معيناً. ولماذا "عليَّ" في قولك "وتلت عليَّ"؟ هل يوجد في السرد شخص آخر قد يخلط القارئ بينه وبين الشخص المقصود؟ هذه قصة قصيرة جداً؛ فالإيجاز سمة مهمة جداً.
    وهذه الأسئلة تأتي إلى ذهني دون أي إغراق في التفكير، أو تمعن كبير؛ لأنني بحكم التخصص والعمل لُغويٌّ، وتلفت انتباهي بشكل تلقائي هذه الأمور. والسؤال هنا: هل هذه الطريقة في التفكير مؤثرة في الحكم على العمل الأدبي، أي عمل أدبي؟ شخصياً أرى أنها مهمة. ولكن هذا لأن اللغة توجهي. أما من ليست اللغة -بالمعنى الواسع للكلمة في جوانب الدلالة والنحو والبلاغة وعلم المعاني ... إلخ- عنده بهذه الدرجة من الأهمية (أي أن يكون القارئ من نتاج جيل عربية وسائل الإعلام مثل الكثيرين جداً بيننا) فلن يخطر بباله أصلاً هذا النوع من الأسئلة. ولذلك على الناقد الذي ينبغي على القاص أو الأديب الاهتمام برأيه أن تتوفر له أدوات النقد. وفي حالة الأدب فاللغة من أهم تلك الأدوات. أما "أدباء" عربية وسائل الإعلام المعاصرة الذين لا يدركون الفرق بين دلالات الفعل والمصدر، أو الجملة الإسمية والفعلية، فهم عبارة عن جوقة مصفقين: يصفقون لغيرهم ليصفق هؤلاء لهم. والخاسر في النهاية هو الذوق الأدبي، والقارئ، والأدب نفسه. وما عصور الانحطاط الأدبي عنا ببعيد.
    أرجو أن يكون القصد قد اتضح.

    أما قولك "أنا أعتقد باننا ليس من حقنا القول بانه جيء الينا بها ولم نجئ بها نحن"، فدعني أسألك أخي الكريم: لماذا ليس من حقنا هذا؟ هل هي سُبَّة أننا لم نجئ بهذا الجنس الأدبي؟ كذلك ما قلتُ أنا به -على أدنى تقدير- رأيٌ دعَّمتُه بما تراءى لي، فمن يرى خطأه عليه أن يقدم بين يدي هذا القول دليلاً يدحضه. وقولك "أعتقد" محير أيضاً؛ لأني لا أعرف هل تقصد أن تستخدم هذه الكلمة بمعناها الصحيح، أم على طريقة عربية وسائل الإعلام واستخدامنا لها في العامية بمعنى أظن أو أحسب؟ فإن كان قولك من باب الظن والتخمين فإن مذهبي "وإن الظن لا يغني من الحق شيئا". أما كان استخدامك لهذه اللفظة بمعنى الاعتقاد من عقد الشيء إذا أحكمه وتوثق منه، فكان ينبغي أن تردف هذا بدليل يدعم هذا الاعتقاد. وهذا متطلب لغوي؛ لأن القارئ أو المستمع حين يفهم هذا المعنى الأخير ينتظر إتمام الكلام للتدليل على مقدمته. وإلا كان الكلام ناقصاً. ولكن لمَّا خلا الكلام من ذاك التدليل المنطقي المتوقع أصبح الفهم متوجهاً إلى المعنى العامي وهو الظن الذي لا يطلب القارئ أو المستمع بالضرورة تدليلاً عليه؛ لأنه بحكم كونه ظنًّا لا يحتاج إلى إثبات، وإلا أصبح يقيناً. وهذا استخدام يجعل التواصل في جوانب معينة صعباً؛ لأن ما يقصده المتحدث مخالف لما تعينه الألفاظ. ويمكنك أن تطبق هذا على النصوص المكتوبة لتتخيل فداحة الفجوة بين العربية ومعانيها وبين مستخدميها في عصرنا الحالي.
    أرجو أن أكون وُفِّقت في الرد على تساؤلك، ولا يمنعني هذا من إبداء سعادتي بوجودك في هذا المتصفح المتواضع.
    دمت في طاعة الله.

    اترك تعليق:


  • محمد خير الحلبي
    رد
    مارأيك بهذه سيدي


    ((شيطان الفجر


    صوت مؤذن الفجر العذب ذاك، لم يترك لمجيء شيطان هذه اللحظة منفذا كي يعبر منه،
    قلت لها ، ماطعامنا الليلة؟
    قالت تلك الآية المباركة من سورة النور وتلت علي قوله تعالى:
    (الله نورُ السماواتِ والأرض مثلُ نورهِ كمشكاةٍ فيها مصباح المصباحُ في زجاجة الزجاجة كأنّها كوكبٌ دري يوقدُ من شجرةٍٍمباركةٍ زيتونة لا شرقيةٍ ولا غربية يكادُ زيتُها يضيء ولو لم تمسسه نارٌ نورٌعلى نور ).

    صعد قلبي بعدها المئذنة...ولم أشعر بجوع في روحي مذ ذلك الفجر.))



    ...
    إن راقت لك...فإن في جعبة أدبنا من القص القصير والقصير جدا..وإن بدت عبارات تشير الى استطالة..لكن كثافتها تقود الى دلالة على انها أقصر بكثير من لوجاءت بثلاث جمل..

    أنا أعتقد باننا ليس من حقنا القول بانه جيء الينا بها ولم نجئ بها نحن..ولسوف يكون لنا جلوس ذات حوار..

    مودتي..
    سحرني الاسلوب ..والكتابة هنا جميلة جميلة

    اترك تعليق:


  • د/ أحمد الليثي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة رزان محمد مشاهدة المشاركة
    [align=right]
    السلام عليكم،

    في الحقيقة قرأت عن موضوع القصص القصيرة جداً يوماً وعن شروطها بالفرنسية ، سأضعها عندما تحين لي الفرصة، ولكن ما لفت نظري أن القصة القصية جداً والتي تسمى "la nouvelle littéraire !

    أنه يمكن أن تمتد إلى حوالي عشرين صفحة أحياناً، وهذا قليل الحدوث، ولكن وبشكل عام، هي تمتد لبضع صفحات ! وليس أقل من ذلك بلاشكل الذي نراها عليه في العربية.
    فهل تختلف صفاتها من العربية إلى الفرنسية؟
    [/align]
    شكر الله مداخلتك يا دكتورة رزان، وننتظر إسهاماتك بكل تأكيد.
    أما موضوع طول الق ق ج ثانية فالمسألة يمكن النظر إليها بمنظور متطلبات العصر الذي تظهر فيه. ففي عصرنا هذا من يكتب موضوعاً من صفحتين قد لا يجد من يقرأه. وبالطبع فهناك فرق بين المنشور على الإنترنت، والمطبوع على الورق؛ لأن الأغلب أن المرء لا يشتري كتاباً وهو يتوقع أن يكون الكتاب من نوعية "كلمتين وبس".
    وانتشار الق ق ج في العالم العربي هو من نتائج الإنترنت. وفي اعتقادي أن الإنترنت كما أسهمت في انتشارها والتعريف بها فإنها -أي الإنترنت- تلعب دوراُ كبيراً بالفعل في صياغة سمات هذا الجنس الأدبي. ولعل النقاش يوسع المجال للتفصيل إن شاء الله.
    دمتِ في طاعة الله.

    اترك تعليق:


  • د/ أحمد الليثي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة نور بنت محمد مشاهدة المشاركة
    [align=right]
    أستاذ د.أحمد اللّيثي الفاضل..
    شكرا لك على ما تقدّمت به من شرح مستفيض و قد أعجبني جدا مثالك عن المرأة التي تفتخر بجمالها و هي ليست لها يدٌ فيه .( طبعا إذا لم تكن قد لجأت إلى عمليات التجميل!)و هي حماقة فعلا أن نفخر بما لم ننجزه و نغفل عمّا كان يمكننا تطويره حتى إذا أبدع فيه غيرنا تشدّقنا بأننا نحن من يملك قواعده ..و هذا على العموم حالنا كعرب في أكثر من ميدان.
    أما قولك " ..هذه الكتابات لم تكن سوى من باب 'الأخبار'و لم يكن بينها قواسم مشتركة فنية.." فهذا هو مربط الفرس و بيت القصيد .
    - ماهي القواسم الفنية المشتركة التي تمكّن كتّابنا من إرساء هذا اللّون الأدبي عندنا ؟
    و هذا السؤال يجعل أسئلة أخرى تفرض نفسها .
    1-إذا كان الفرق الوحيد بين القصة القصيرة و الق ق ج يكمن فقط في لفظة ' جدا ' فما هو مفهوم 'جدا' هنا ؟ هل مدلول 'القصر' يعود على عدد الكلمات مثلا فقط ؟
    2-إذا كانت الق ق ج تعتمد على عناصر القص عموما من : شخصيات و أحداث و زمان و حبكة و مكان , كما قرأتُ عن هذا الموضوع , فهل يمكن اعتبار أقصوصتكم " معلهش " من القص القصير ؟
    3-قرأت أن الق ق ج " نوع أدبي قادر على حمل الهموم المختلفة اجتماعية ووطنية و قومية و إنسانية " ..إذن فإن الكاتب في هذا اللّون لا بد أن تكون لديه آليات كتابة معيّنة تمكّن نصّه - على قصره- من حمل هذه الهموم.ماهي هذه الآليات ؟
    أستاذ أحمد اللّيثي..
    هذه الأسئلة و غيرها تجعل الفكرة مشوّشة في ذهني و أود لوتكون لنا هنا من الإخوة الأدباء أهل المعرفة و الإختصاص وقفة لتوضيح الامر.
    كل الشكر لك و حبّذا لو تمدّني بعنواوين أو أسماء كتّاب عرب أو أجانب أبدعوا في الق ق ج .
    أحب أن أتعلّم و أتوق لمعرفة المزيد عن هذا اللّون الأدبي و ليس شرطا لكي أكتب فيه .
    تقبّل فائق الإحترام و التقدير.
    [/align]
    الأخت الفاضلة الأستاذة نور بنت محمد
    شكر الله مداخلتك، وأعتذر عن التأخر في الرد. وأقول مستعيناً بالله إن الرد الموضوعي العلمي على أكثر النقاط الواردة في تعليقك يستلزم أن يكون المجيب من أهل الاختصاص أو -على أدنى تقدير- الدربة، وفوق ذلك وعي بالنقد وأصوله في مجال القصّ حتى يكون من السهل عليه تناول "القواسم الفنية المشتركة التي تمكّن كتّابنا من إرساء هذا اللّون الأدبي عندنا"، وحتى يسهل على القارئ المتابعة والاستيعاب. أما من هو غير ذلك فتصبح المسألة اجتهادية يغيب فيها عن المرء أشياء قد تكون مهمة. فوددت لو تفضل أهل الاختصاص بمناقشة هذه النقطة، فلعل لديهم ما هو غير واضح عند الهواة والمتعلمين من أمثالي.

    أما سؤالك الأول فمن باب الملاحظة واللغة يبدو لي أن الفرق هو بالفعل كلمة "جداً" للدلالة على القِصَر. وتعريف القصر نسبي، ويصعب وضع نسبة مئوية نبدأ من عندها في تمييز ما يمكن اعتباره قصير جداً من قصير فقط. ولكن الممارسة والانتشار يبينان معالم وسمات في الكتابات وحجمها تمثل ما يشبه الاتفاق الجمعي غير المكتوب على ما يدخل في هذا الباب وما لا يدخل. وهذه أمور يسهِّل علينا إدراكها الفاقهون في هذا المجال من أهل القص والدربة، وليس أي هاوٍ للكتابة. وفي الحقيقة فقد قرأنا -ولانزال نقرأ- قصصاً قصيرة جداً كثيرة لأناس كُثْر، ونسمع الثناء والمديح لهم بالكيل والقنطار مع وجود مشاكل في اللغة والتعبير الصحيح عن المعاني المرادة ... إلخ. ولا يحتاج هذا إلى مختص في القص ليتبينه. ولكن يبدو أن المجاملات عندنا أصبحت أكثر أهمية من القيمة، ومن هنا يبدو أن المسألة اجتهادية اعتباطية في كثير من جوانبها.
    ولكن ما لا شك فيه -في رأيي- أنه ما دمنا سمينا جنساً أدبياً معينا "قصة" فينبغي أن تشتمل على نوع من "القص" مباشراً أو غير مباشر. ويتطلب هذا نقاش واسع، ليس هذا مجاله. أما عناصر القصة عموماً والتي درسناها وندرسها ونقرأ عنها فتتفاوت درجاتها. فلا يمكن تصور قصة مثلاً دون وجود شخصيات فيها، ولكن يمكن أن يستعاض عن الشخصيات بأن تكن الصورة التي ترسمها الكلمات مغنيةً في ذهن القارئ عن الحاجة للإفصاح المباشر عن الشخصية، ويكون الموقف معبراً بدرجة كافية بحيث لا نحتاج إلى قول زيد أو عمر أو حتى الإشارة إليهم بضمائر.
    وككل قص فإن هذا الجنس الأدبي مع قصره الشديد يمكنه التعبير عن أي قضية وموقف وشعور لأنه يستعمل اللغة بكل ما تعنيه هذه الكلمة، وبكل المكونات والمؤثرات الثقافية للكاتب والمتلقي. فمن يكتب كتابات بعيدة عن محيط القارئ لا يمكن أن تكون لكتاباته صفة الدوام. ومن ثم فحين يكون التكثيف عنصراً في الكتابة فهذا أمر مقبول ومحمود أما حين يؤدي التكثيف مثلاً إلى الإغراق في الغموض فكأن الكاتب يصوب مسدسه إلى قلب كتاباته؛ لأن القراء في مجموعهم يعزفون عما لا يفهمون. ومن يتمسكون بما لا يفهمون فيمدحونه أو يثنون عليه هم في الحقيقة واهمون، يخدعون أنفسهم قبل أن يخدعوا من يقرأون لهم، والأمثلة كثيرة حتى وإن جاءت من خارج جنس الق ق ج الأدبي، وما قصيدة النثر عنا ببعيدة.

    دمتِ في طاعة الله.

    اترك تعليق:

يعمل...
X