قصص قصيرة جداً

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد خير الحلبي
    أديب وكاتب درامي
    • 25-09-2008
    • 815

    #31
    مارأيك بهذه سيدي


    ((شيطان الفجر


    صوت مؤذن الفجر العذب ذاك، لم يترك لمجيء شيطان هذه اللحظة منفذا كي يعبر منه،
    قلت لها ، ماطعامنا الليلة؟
    قالت تلك الآية المباركة من سورة النور وتلت علي قوله تعالى:
    (الله نورُ السماواتِ والأرض مثلُ نورهِ كمشكاةٍ فيها مصباح المصباحُ في زجاجة الزجاجة كأنّها كوكبٌ دري يوقدُ من شجرةٍٍمباركةٍ زيتونة لا شرقيةٍ ولا غربية يكادُ زيتُها يضيء ولو لم تمسسه نارٌ نورٌعلى نور ).

    صعد قلبي بعدها المئذنة...ولم أشعر بجوع في روحي مذ ذلك الفجر.))



    ...
    إن راقت لك...فإن في جعبة أدبنا من القص القصير والقصير جدا..وإن بدت عبارات تشير الى استطالة..لكن كثافتها تقود الى دلالة على انها أقصر بكثير من لوجاءت بثلاث جمل..

    أنا أعتقد باننا ليس من حقنا القول بانه جيء الينا بها ولم نجئ بها نحن..ولسوف يكون لنا جلوس ذات حوار..

    مودتي..
    سحرني الاسلوب ..والكتابة هنا جميلة جميلة

    تعليق

    • د/ أحمد الليثي
      مستشار أدبي
      • 23-05-2007
      • 3878

      #32
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد خير الحلبي مشاهدة المشاركة
      مارأيك بهذه سيدي
      ((شيطان الفجر
      صوت مؤذن الفجر العذب ذاك، لم يترك لمجيء شيطان هذه اللحظة منفذا كي يعبر منه، قلت لها ، ماطعامنا الليلة؟ قالت تلك الآية المباركة من سورة النور وتلت علي قوله تعالى: (الله نورُ السماواتِ والأرض مثلُ نورهِ كمشكاةٍ فيها مصباح المصباحُ في زجاجة الزجاجة كأنّها كوكبٌ دري يوقدُ من شجرةٍٍمباركةٍ زيتونة لا شرقيةٍ ولا غربية يكادُ زيتُها يضيء ولو لم تمسسه نارٌ نورٌعلى نور ).
      صعد قلبي بعدها المئذنة...ولم أشعر بجوع في روحي مذ ذلك الفجر.)) ...
      إن راقت لك...فإن في جعبة أدبنا من القص القصير والقصير جدا..وإن بدت عبارات تشير الى استطالة..لكن كثافتها تقود الى دلالة على انها أقصر بكثير من لوجاءت بثلاث جمل.. أنا أعتقد باننا ليس من حقنا القول بانه جيء الينا بها ولم نجئ بها نحن..ولسوف يكون لنا جلوس ذات حوار..
      مودتي..
      سحرني الاسلوب ..والكتابة هنا جميلة جميلة
      الأخ الفاضل الأستاذ محمد خير الحلبي
      شكر الله مرورك وتعليقك، وأعتذر عن تأخري في الرد للانشغال هذه الأيام في اختبارات الطلاب.
      وددت -أخي الكريم- لو استطعتُ إفتاءك فيما كتبتَ. ولا يمكنني أن أحكم بدقة على عمل من باب دخوله في جنس أدبي من عدمه في غياب معايير واضحة. وأنا كما أسلفت أرى المعايير في باب الق ق ج بالعربية معايير اجتهادية أو بعبارة أخرى لا تزال في مرحلة البلْوَرة، ولم تكتمل بعد. ومع هذا فيمكنني الاجتهاد في ما هو واضح. فأقول: هل يوجد شخوص، وحوار، وموقف (قضية/حدث)، زمان ومكان، ومغزى/عبرة؟ الإجابة ببساطة نعم. هل السرد قصير؟ الإجابة نعم. هل هذه قصة قصيرة جداً؟ هنا أتوقف ولا يمكنني الإجابة على وجه اليقين. والسبب أني أبحث عن عناصر مختلطةً، قوامُها التكثيف، والبساطة، والإثارة، والإدهاش، والغموض، والوضوح، والمنطق السردي، وغياب المنطق ككل .. إلخ من الثنائيات المتناقضة والمتوافقة في آنٍ واحد. فهل هذه معايير مهمة؟ هل هذه معايير أصلاً ينبغي أن توجد أو بعضها؟ وأيُّها أكثر أهمية وأيها أقلُّ؟ وأيٌّ منها -إن وُجِد- يُغْني عن غيره؟ كل هذه -وأكثر منها- نقاط مفتوحة للنقاش.
      ولكن ما أعتبره في غاية الأهمية عندي هو سلامة اللغة، وإيجازها، وتعبيرها عن المعنى المراد.
      انظر مثلاً إلى مفتتحك "صوت مؤذن الفجر العذب ذاك، لم يترك لمجيء شيطان هذه اللحظة منفذا كي يعبر منه، ...". هذا المفتتح محير لي؛ لأني أجد نفسي تلقائياً أتسائل عن صحة علامات الترقيم، وعن أهمية كلمة "العذب" وكلمة "ذاك" ودلالتهما، والغرض الذي يخدمانه في القص. وأتسائل عن فاعل الفعل يترك: هل هو ضمير مستتر تقديره هو أي "صوت" أم هو شيء آخر؟ فإن كان "صوت" فلماذا الفاصلة بعد ذاك؟ وما سبب الجملة الأسمية؟ ولماذا "هذه" في قولك "هذه اللحظة" (إشارة للقريب) في حين أنك استخدمت "ذاك" قبلها، واستمر القص بصيغة الماضي حتى آخر عبارة في السرد؟ فالمنطق اللغوي مهتز لأن البعد في الماضي مكاني وزماني. ولماذا عدلت عن "منذ" إلى "مذ"؟ هل لغرض بلاغي؟ وما هو؟ وما الداعي له؟ هل الغرض صوتي وليس بلاغياً؟ ولماذا هذه الآية تحديداً؟ ولماذا وصفها بالمباركة؟ هل هناك آيات غير مباركة؟ وما الحاجة للتأكيد بالصفة في كلمة "المباركة"؟ ولماذا الإفصاح عن اسم السورة؟ هل يخدم هذا غرض معين؟ وما هو؟ ولماذا التطويل في قولك "قالت تلك الآية المباركة من سورة النور وتلت علي قوله تعالى"؟ ألم يكون من الأفضل أن توجز (فهذه ق ق ج) وتقول "قالت: طعامنا ..." ثم تأتي بالآية مكان النقاط؛ فتوفر 9 كلمات لا يتبين لي أنها تخدم غرضاً معيناً. ولماذا "عليَّ" في قولك "وتلت عليَّ"؟ هل يوجد في السرد شخص آخر قد يخلط القارئ بينه وبين الشخص المقصود؟ هذه قصة قصيرة جداً؛ فالإيجاز سمة مهمة جداً.
      وهذه الأسئلة تأتي إلى ذهني دون أي إغراق في التفكير، أو تمعن كبير؛ لأنني بحكم التخصص والعمل لُغويٌّ، وتلفت انتباهي بشكل تلقائي هذه الأمور. والسؤال هنا: هل هذه الطريقة في التفكير مؤثرة في الحكم على العمل الأدبي، أي عمل أدبي؟ شخصياً أرى أنها مهمة. ولكن هذا لأن اللغة توجهي. أما من ليست اللغة -بالمعنى الواسع للكلمة في جوانب الدلالة والنحو والبلاغة وعلم المعاني ... إلخ- عنده بهذه الدرجة من الأهمية (أي أن يكون القارئ من نتاج جيل عربية وسائل الإعلام مثل الكثيرين جداً بيننا) فلن يخطر بباله أصلاً هذا النوع من الأسئلة. ولذلك على الناقد الذي ينبغي على القاص أو الأديب الاهتمام برأيه أن تتوفر له أدوات النقد. وفي حالة الأدب فاللغة من أهم تلك الأدوات. أما "أدباء" عربية وسائل الإعلام المعاصرة الذين لا يدركون الفرق بين دلالات الفعل والمصدر، أو الجملة الإسمية والفعلية، فهم عبارة عن جوقة مصفقين: يصفقون لغيرهم ليصفق هؤلاء لهم. والخاسر في النهاية هو الذوق الأدبي، والقارئ، والأدب نفسه. وما عصور الانحطاط الأدبي عنا ببعيد.
      أرجو أن يكون القصد قد اتضح.

      أما قولك "أنا أعتقد باننا ليس من حقنا القول بانه جيء الينا بها ولم نجئ بها نحن"، فدعني أسألك أخي الكريم: لماذا ليس من حقنا هذا؟ هل هي سُبَّة أننا لم نجئ بهذا الجنس الأدبي؟ كذلك ما قلتُ أنا به -على أدنى تقدير- رأيٌ دعَّمتُه بما تراءى لي، فمن يرى خطأه عليه أن يقدم بين يدي هذا القول دليلاً يدحضه. وقولك "أعتقد" محير أيضاً؛ لأني لا أعرف هل تقصد أن تستخدم هذه الكلمة بمعناها الصحيح، أم على طريقة عربية وسائل الإعلام واستخدامنا لها في العامية بمعنى أظن أو أحسب؟ فإن كان قولك من باب الظن والتخمين فإن مذهبي "وإن الظن لا يغني من الحق شيئا". أما كان استخدامك لهذه اللفظة بمعنى الاعتقاد من عقد الشيء إذا أحكمه وتوثق منه، فكان ينبغي أن تردف هذا بدليل يدعم هذا الاعتقاد. وهذا متطلب لغوي؛ لأن القارئ أو المستمع حين يفهم هذا المعنى الأخير ينتظر إتمام الكلام للتدليل على مقدمته. وإلا كان الكلام ناقصاً. ولكن لمَّا خلا الكلام من ذاك التدليل المنطقي المتوقع أصبح الفهم متوجهاً إلى المعنى العامي وهو الظن الذي لا يطلب القارئ أو المستمع بالضرورة تدليلاً عليه؛ لأنه بحكم كونه ظنًّا لا يحتاج إلى إثبات، وإلا أصبح يقيناً. وهذا استخدام يجعل التواصل في جوانب معينة صعباً؛ لأن ما يقصده المتحدث مخالف لما تعينه الألفاظ. ويمكنك أن تطبق هذا على النصوص المكتوبة لتتخيل فداحة الفجوة بين العربية ومعانيها وبين مستخدميها في عصرنا الحالي.
      أرجو أن أكون وُفِّقت في الرد على تساؤلك، ولا يمنعني هذا من إبداء سعادتي بوجودك في هذا المتصفح المتواضع.
      دمت في طاعة الله.
      د. أحمد الليثي
      رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
      ATI
      www.atinternational.org

      تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
      *****
      فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

      تعليق

      • آسيا رحاحليه
        أديب وكاتب
        • 08-09-2009
        • 7182

        #33
        الفاضل الدكتور أحمد الليثي..
        بارك الله فيك على مداخلتك القيّمة..و أنا أتّفق معك تماما في قضيّة سلامة اللّغة مع الإيجاز و التكثيف بل أعتبرها أهم معيار في كتابة الق ق ج خاصة .
        ثم إن ما لفت انتباهك في قصة ' شيطان الفجر '-دون اغراق في التفكير-قد زاد من قيمة و أهمية النقد في نظري أنا شخصيا و العجيب أن بعضنا قد لا يكون ملمّا بأدوات النقد و غير متخصص فيه و لكن تجد عنده من الحس النقدي ما يستطيع به أن يقيّم نصا من النصوص .
        هذا ما أردت أن أقوله في عجالة .
        أشكرك كثيرا على إتاحتك هذه الفرصة في ملتقاك للنقاش الهادئ المفيد..لي عودة إن شاء الله لأقول رأئي في إشكالية الغموض في الكتابة .
        أدام الله فضلك .
        يظن الناس بي خيرا و إنّي
        لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

        تعليق

        • د/ أحمد الليثي
          مستشار أدبي
          • 23-05-2007
          • 3878

          #34
          [align=center]
          مَرَّ مِنْ هَذَا الطَرِيقِ أَلَفَ مَرَّةٍ، وَالْيَوْمَ فَقَطْ أَزْكَمَتْ رَائِحَةُ الدَّمِ أَنْفَهُ.
          [/align]
          د. أحمد الليثي
          رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
          ATI
          www.atinternational.org

          تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
          *****
          فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

          تعليق

          • د/ أحمد الليثي
            مستشار أدبي
            • 23-05-2007
            • 3878

            #35
            أَهَانُوهُ كَمَا لَمْ يُهَنْ مَخْلُوقٌ قَطُّ، وَاسْتَعْبَدُوهُ كَآلِهَةٍ. غَزَوْا عَقْلَهُ، احْتَلُوا أَرْضَهُ. هَتَكُوا عِرْضَهُ، اسْتَبَاحُوا أَهْلَهُ، قَتَلُوا وَلَدَهُ، سَرَقُوا مَالَهُ، أَحْرَقُوا زَرْعَهُ، دَمَّرُوا تَارِيخَهُ ...
            وَهَدَتْهُ عَبْقَرِيَّتُهُ إِلَى أَنَّ طَرِيقَةَ الْقَضَاءِ عَلَيْهِمُ هِيَ .. الصَّمْتُ، فَأَشْبَعَهُمْ بِهِ جَلْدًا.
            د. أحمد الليثي
            رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
            ATI
            www.atinternational.org

            تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
            *****
            فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

            تعليق

            • د/ أحمد الليثي
              مستشار أدبي
              • 23-05-2007
              • 3878

              #36
              قَرَأَ وَلَمْ يَفْهَمْ، ثُمَّ قَرَأَ وَلَمْ يَفْهَمْ؛ فَاعْتَزَلَ الْقِرَاءَةَ، وَكَتَبَ، فَلَمْ يَفْهَمْ أَحَدٌ، وَمَعَ هَذَا صَفَّقُوا لَهُ.
              وَهَكَذَا بَيْنَ عَشِيَّةٍ وَضُحَاهَا أَصْبَحَ كَاتِبـًا وَنَاقِدًا وَ... فَيْلَسُوفًا.
              د. أحمد الليثي
              رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
              ATI
              www.atinternational.org

              تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
              *****
              فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

              تعليق

              • رزان محمد
                أديب وكاتب
                • 30-01-2008
                • 1278

                #37
                قَرَأَ وَلَمْ يَفْهَمْ، ثُمَّ قَرَأَ وَلَمْ يَفْهَمْ؛ فَاعْتَزَلَ الْقِرَاءَةَ، وَكَتَبَ، فَلَمْ يَفْهَمْ أَحَدٌ، وَمَعَ هَذَا صَفَّقُوا لَهُ.


                وَهَكَذَا بَيْنَ عَشِيَّةٍ وَضُحَاهَا أَصْبَحَ كَاتِبـًا وَنَاقِدًا وَ... فَيْلَسُوفًا

                نعم، بكل تأكيد..!
                هو زمن الكتابة قبل القراءة...
                وكلما زاد الغموض كانت الفلسفة أكبر...
                لكن دكتور اسمح لي، فقد ظلمت البعض حين قلت صفقوا، هكذا بشكل عام، فما كل من قرأ صفق..
                ولا أظن قبلها كذلك أن كل من قرأ لم يفهم، هناك لابد شريحة فهمت....أنه لا يفهم، عفوا أقصد لم يفهم.

                شكراً لكم دكتور القصة الجميلة والنص المشكول، عساه يقلل من عدد الكُتّاب، وينتقل بهم لمرتبة ومرحلة القراء...
                التعديل الأخير تم بواسطة رزان محمد; الساعة 29-01-2010, 17:27.
                أراها الآن قادمة خيول النصر تصهل في ضياء الفجر
                للأزمان تختصرُ
                وواحات الإباء تفيء عند ظلالها الأقمار تنهمرُ
                وأقسم إنها الأحرار تنتصرُ
                سيكتب مجدها ألقا نجوم الدهر والقدرُ
                بلى؛ فالله لايغفو ..يجيب دعاء مضطرٍ بجوف الليل
                للمظلوم، والمضنى
                فيشرق في الدجى سَحَرُ
                -رزان-

                تعليق

                • آسيا رحاحليه
                  أديب وكاتب
                  • 08-09-2009
                  • 7182

                  #38
                  المشاركة الأصلية بواسطة د/ أحمد الليثي مشاهدة المشاركة
                  قَرَأَ وَلَمْ يَفْهَمْ، ثُمَّ قَرَأَ وَلَمْ يَفْهَمْ؛ فَاعْتَزَلَ الْقِرَاءَةَ، وَكَتَبَ، فَلَمْ يَفْهَمْ أَحَدٌ، وَمَعَ هَذَا صَفَّقُوا لَهُ.
                  وَهَكَذَا بَيْنَ عَشِيَّةٍ وَضُحَاهَا أَصْبَحَ كَاتِبـًا وَنَاقِدًا وَ... فَيْلَسُوفًا.
                  هكذا إذا ؟ شخصيا لا يسعني إلا أن أقولَ هنيئا للمصفّقين بكاتبهم و هنيئا للكاتب بجمهوره الكبير..و ما عليهم سوى إتّباعه لأنّ يوماً ما سوف يصبحون فلاسفة مثله .
                  ذكية و عميقة..و مؤلمة.
                  احترامي د. أحمد الليثي.
                  يظن الناس بي خيرا و إنّي
                  لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                  تعليق

                  • د/ أحمد الليثي
                    مستشار أدبي
                    • 23-05-2007
                    • 3878

                    #39
                    أَيْقَنَ بِهَلاَكِهِ؛ فَتَجَرَّعَ زُجَاجَةَ خَمْرٍ وَهُوَ يَقُولُ: "إِنْ كَانَ مِنْ إِلَهٍ فَأُفَضِّلُ أَنْ أَلْقَاهُ مَخْمُورًا؛ حَتَّى لاَ أَعِي مَا يُخَاطِبُنِي بِهِ".
                    د. أحمد الليثي
                    رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                    ATI
                    www.atinternational.org

                    تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
                    *****
                    فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

                    تعليق

                    • د/ أحمد الليثي
                      مستشار أدبي
                      • 23-05-2007
                      • 3878

                      #40
                      كَفَّنُوهُ فِي أَغْلَى ثَوْبٍ صَنَعَتْهُ يَدُ نَسَّاجٍ مُتْقِنٍ، وَعَطَّرُوا جُثَّتَهُ بِأَثْمَنَ أَنْوَاعِ الطِّيبِ، وَوَضَعُوهُ فِي نَعْشٍ مِنَ الأَبَنُوسِ، مِزْلاجُهُ مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِصِ، وَطُعْمَتُهُ دُرٌّ أَحْمَرُ، وَأَنْزَلُوهُ فِي قِبْرٍ جُدْرَانُهُ مِنَ الْمَرْمَرِ، وَنَثَرُوا مِنْ حَوْلِهِ الْوُرُودَ. ثُمَّ هَالُوا عَلَيْهِ التُّرَابَ. وَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ بَالَتْ عَلَى قَبْرِهِ الثَّعَالِبُ وَالْكِلاَبُ.
                      د. أحمد الليثي
                      رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                      ATI
                      www.atinternational.org

                      تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
                      *****
                      فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

                      تعليق

                      • محمد خير الحلبي
                        أديب وكاتب درامي
                        • 25-09-2008
                        • 815

                        #41
                        المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                        الفاضل الدكتور أحمد الليثي..
                        بارك الله فيك على مداخلتك القيّمة..و أنا أتّفق معك تماما في قضيّة سلامة اللّغة مع الإيجاز و التكثيف بل أعتبرها أهم معيار في كتابة الق ق ج خاصة .
                        ثم إن ما لفت انتباهك في قصة ' شيطان الفجر '-دون اغراق في التفكير-قد زاد من قيمة و أهمية النقد في نظري أنا شخصيا و العجيب أن بعضنا قد لا يكون ملمّا بأدوات النقد و غير متخصص فيه و لكن تجد عنده من الحس النقدي ما يستطيع به أن يقيّم نصا من النصوص .
                        هذا ما أردت أن أقوله في عجالة .
                        أشكرك كثيرا على إتاحتك هذه الفرصة في ملتقاك للنقاش الهادئ المفيد..لي عودة إن شاء الله لأقول رأئي في إشكالية الغموض في الكتابة .
                        أدام الله فضلك .
                        بما أن الأخت أسيا تتفق مع الدكتور أحمد في مسألة سلامة اللغة مع التكثيف والإيجاز
                        فلاباس بان تخبرني هنا من من القاموسيين جمع وردعلى (ورود)...ثم لاباس أيضا بأن تبين لي عمليات التكثيف في هذا النص والإيجاز أيضا..
                        (كَفَّنُوهُ فِي أَغْلَى ثَوْبٍ صَنَعَتْهُ يَدُ نَسَّاجٍ مُتْقِنٍ، وَعَطَّرُوا جُثَّتَهُ بِأَثْمَنَ أَنْوَاعِ الطِّيبِ، وَوَضَعُوهُ فِي نَعْشٍ مِنَ الأَبَنُوسِ، وَمِزْلاجُهُ مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِصِ، طُعْمَتُهُ دُرٌّ أَحْمَرُ، وَأَنْزَلُوهُ فِي قِبْرٍ جُدْرَانُهُ مِنَ الْمَرْمَرِ، وَنَثَرُوا مِنْ حَوْلِهِ الْوُرُودَ. ثُمَّ هَالُوا عَلَيْهِ التُّرَابَ. وَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ بَالَتْ عَلَى قَبْرِهِ الثَّعَالِبُ وَالْكِلاَبُ.))

                        ترى لو حذفنا مالوِّن بالأحمر..هل يحدث شطط أم يدخل الأمر مدخل الثكثيف، ثم ما الفائدة المرجوة من تكرار الواوات هنا
                        مع جميل تحيتي ..

                        تعليق

                        • د/ أحمد الليثي
                          مستشار أدبي
                          • 23-05-2007
                          • 3878

                          #42
                          المشاركة الأصلية بواسطة محمد خير الحلبي مشاهدة المشاركة
                          بما أن الأخت أسيا تتفق مع الدكتور أحمد في مسألة سلامة اللغة مع التكثيف والإيجاز
                          فلاباس بان تخبرني هنا من من القاموسيين جمع وردعلى (ورود)...ثم لاباس أيضا بأن تبين لي عمليات التكثيف في هذا النص والإيجاز أيضا..
                          (كَفَّنُوهُ فِي أَغْلَى ثَوْبٍ صَنَعَتْهُ يَدُ نَسَّاجٍ مُتْقِنٍ، وَعَطَّرُوا جُثَّتَهُ بِأَثْمَنَ أَنْوَاعِ الطِّيبِ، وَوَضَعُوهُ فِي نَعْشٍ مِنَ الأَبَنُوسِ، وَمِزْلاجُهُ مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِصِ، طُعْمَتُهُ دُرٌّ أَحْمَرُ، وَأَنْزَلُوهُ فِي قِبْرٍ جُدْرَانُهُ مِنَ الْمَرْمَرِ، وَنَثَرُوا مِنْ حَوْلِهِ الْوُرُودَ. ثُمَّ هَالُوا عَلَيْهِ التُّرَابَ. وَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ بَالَتْ عَلَى قَبْرِهِ الثَّعَالِبُ وَالْكِلاَبُ.))

                          ترى لو حذفنا مالوِّن بالأحمر..هل يحدث شطط أم يدخل الأمر مدخل الثكثيف، ثم ما الفائدة المرجوة من تكرار الواوات هنا
                          مع جميل تحيتي ..
                          الأخ الفاضل الأستاذ محمد خير الحلبي
                          شكر الله مرورك وتعليقك. واسمح بالرد من باب أني الكاتب، وأن الأخت الفاضلة أسية إنما عبرت عن رأيها ووجهة نظرها، وليست مسؤولة عن طريقة كتاب نص لشخص آخر.

                          كلمة "ورود" هنا -أخي الكريم- هي صيغة "فُعول" وهي جمع الجمع؛ أي جمع لكلمة "وَرْد" التي هي جمعٌ واسم جنس، وليست جمعًا للمفردة "وردة" التي تجمع على "وَرْد".
                          أما التكثيف والإيجاز فلا يعنيان انتقاص المعنى أو الخروج على قواعد اللغة أو امتناع السلاسة أو حتى وجوب الاختصار على حسب السرد. ولهذه كلها معايير يمكن من خلالها القياس والحكم. ومثال ذلك إذا حذفنا "صَنَعَتْهُ يَدُ نَسَّاجٍ مُتْقِنٍ" فهذا انتقاص لمعنى مقصود؛ فيمكن لك أن تأتي بثوب خَلِق سيء الصناعة وترصعه بالدر، فيكون أغلى ثوب. وكذا الحال إذا عطرت جثة ميت بعطر رخيص، والذهب منه الخالص (24 قيراطًا) ومنه غير الخالص (الأدنى قيراطاً)، واللون الأحمر له دلالة رمزية في القصِّ هنا؛ والقبر جدرانة فقط من المرمر، أما أرضيته فالقصد أنها غير ذلك، فهي منفذ لحشرات الأرض.
                          أما الواو في "وَمِزْلاجُهُ مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِصِ، طُعْمَتُهُ دُرٌّ أَحْمَرُ" فالحقيقة أن الواو الأولى مكانها خطأ، وموضعها الصحيح قبل "طُعْمَتُهُ"، وقد صححتها أعلاه. ولا يمنع هذا من سؤالك عن الواو عموماً. فالواو كما نعلم تستخدم في اللغة للعطف أولاً، ولها وظائف خمسة أخرى يمكن الرجوع إلى كتب اللغة للنظر فيها. أما في مقامنا هذا فإن القصد ألا تكون الأفعال منقطعة، وكأن كل فعل وحركة منها على حدة، وهو ما سيحدث عند حذف الواو. فحين تقول مثلاً: "سبحان الله عدد ما خلق وسبحان الله ملء ما خلق"، فهنا معنى يزيد "عن سبحان الله عدد ما خلق ، سبحان الله ملء ما خلق" بحذف الواو. رغم أن الفعل واحد. وهذه لطيفة لغوية مهمة. وما أردته هو أن القوم لم يكتفوا بأن فعلوا كذا وكذا، أو فعلوا ما فعلوا على التراخي، بل واصلوا ما كانوا عليه، ولم يألُ أحد منهم جهداً حتى يوفروا لفقيدهم كل ما يظنونه مبعثًا لسعادته، أو يكون معبرًا عن قيمته لديهم أو قدره أو ما أشبه. ومن هنا كان العطف، ولا يُصار إلى المعنى المراد دونه.
                          أما "هالوا التراب" بحذف "عليه" كما هو مقترح فهو انتقاص للمعنى، وإضعاف للفعل "هال".

                          دمتَ في طاعة الله.
                          د. أحمد الليثي
                          رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                          ATI
                          www.atinternational.org

                          تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
                          *****
                          فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

                          تعليق

                          • محمد خير الحلبي
                            أديب وكاتب درامي
                            • 25-09-2008
                            • 815

                            #43
                            المشاركة الأصلية بواسطة د/ أحمد الليثي مشاهدة المشاركة
                            الأخ الفاضل الأستاذ محمد خير الحلبي
                            شكر الله مرورك وتعليقك. واسمح بالرد من باب أني الكاتب، وأن الأخت الفاضلة أسية إنما عبرت عن رأيها ووجهة نظرها، وليست مسؤولة عن طريقة كتاب نص لشخص آخر.

                            كلمة "ورود" هنا -أخي الكريم- هي صيغة "فُعول" وهي جمع الجمع؛ أي جمع لكلمة "وَرْد" التي هي جمعٌ واسم جنس، وليست جمعًا للمفردة "وردة" التي تجمع على "وَرْد".
                            أما التكثيف والإيجاز فلا يعنيان انتقاص المعنى أو الخروج على قواعد اللغة أو امتناع السلاسة أو حتى وجوب الاختصار على حسب السرد. ولهذه كلها معايير يمكن من خلالها القياس والحكم. ومثال ذلك إذا حذفنا "صَنَعَتْهُ يَدُ نَسَّاجٍ مُتْقِنٍ" فهذا انتقاص لمعنى مقصود؛ فيمكن لك أن تأتي بثوب خَلِق سيء الصناعة وترصعه بالدر، فيكون أغلى ثوب. وكذا الحال إذا عطرت جثة ميت بعطر رخيص، والذهب منه الخالص (24 قيراطًا) ومنه غير الخالص (الأدنى قيراطاً)، واللون الأحمر له دلالة رمزية في القصِّ هنا؛ والقبر جدرانة فقط من المرمر، أما أرضيته فالقصد أنها غير ذلك، فهي منفذ لحشرات الأرض.
                            أما الواو في "وَمِزْلاجُهُ مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِصِ، طُعْمَتُهُ دُرٌّ أَحْمَرُ" فالحقيقة أن الواو الأولى مكانها خطأ، وموضعها الصحيح قبل "طُعْمَتُهُ"، وقد صححتها أعلاه. ولا يمنع هذا من سؤالك عن الواو عموماً. فالواو كما نعلم تستخدم في اللغة للعطف أولاً، ولها وظائف خمسة أخرى يمكن الرجوع إلى كتب اللغة للنظر فيها. أما في مقامنا هذا فإن القصد ألا تكون الأفعال منقطعة، وكأن كل فعل وحركة منها على حدة، وهو ما سيحدث عند حذف الواو. فحين تقول مثلاً: "سبحان الله عدد ما خلق وسبحان الله ملء ما خلق"، فهنا معنى يزيد "عن سبحان الله عدد ما خلق ، سبحان الله ملء ما خلق" بحذف الواو. رغم أن الفعل واحد. وهذه لطيفة لغوية مهمة. وما أردته هو أن القوم لم يكتفوا بأن فعلوا كذا وكذا، أو فعلوا ما فعلوا على التراخي، بل واصلوا ما كانوا عليه، ولم يألُ أحد منهم جهداً حتى يوفروا لفقيدهم كل ما يظنونه مبعثًا لسعادته، أو يكون معبرًا عن قيمته لديهم أو قدره أو ما أشبه. ومن هنا كان العطف، ولا يُصار إلى المعنى المراد دونه.
                            أما "هالوا التراب" بحذف "عليه" كما هو مقترح فهو انتقاص للمعنى، وإضعاف للفعل "هال".

                            دمتَ في طاعة الله.
                            شكرا لهذا الايضاح عزيزي أحمد
                            لكن الحق في أن ((ورود))فعل ..أصله (ورد) ( يرد) ( ورودا)...وليس في العربية ما جمعته هنا وفي الأقل أرجوك لوكان ما يتقدم هنا له أصل أو جذر أو شاهد في التراث ..أرجوك إدراجه دفعا لنشر معلومة غير دقيقة..
                            ثم ما أفصحتم عنه في التالي بخصوص الايجاز والتكثيف ..قرّب من باب وأبعد من ألف باب ..بخصوص ما ورد في قصتكم ...فالذي لونته بالأحمر زائد ولا يضيف للمعنى سوى زيادات ((الق - ق- ج) لاتحتمله..
                            دام الود..وجزيتم خيرا..

                            تعليق

                            • د/ أحمد الليثي
                              مستشار أدبي
                              • 23-05-2007
                              • 3878

                              #44
                              المشاركة الأصلية بواسطة محمد خير الحلبي مشاهدة المشاركة
                              شكرا لهذا الايضاح عزيزي أحمد
                              لكن الحق في أن ((ورود))فعل ..أصله (ورد) ( يرد) ( ورودا)...وليس في العربية ما جمعته هنا وفي الأقل أرجوك لوكان ما يتقدم هنا له أصل أو جذر أو شاهد في التراث ..أرجوك إدراجه دفعا لنشر معلومة غير دقيقة..
                              ثم ما أفصحتم عنه في التالي بخصوص الايجاز والتكثيف ..قرّب من باب وأبعد من ألف باب ..بخصوص ما ورد في قصتكم ...فالذي لونته بالأحمر زائد ولا يضيف للمعنى سوى زيادات ((الق - ق- ج) لاتحتمله..
                              دام الود..وجزيتم خيرا..
                              أخي الفاضل الأستاذ محمد خير الحلبي
                              شكر الله مرورك وتعليقك.
                              يوجد بالفعل في الموقع هنا نقاش في قسم العربية يناقش مسألة الجمع، وما هو على وزن فَعْل ويجمع على فُعول، مثل قبر ونجم وعقل ... إلخ، وهذه كلها مفرد. وهناك إشارة لطيفة لاسم الجنس (ورد) وجمعه، فلعلك أخي الكريم تعود إلى ذاك النقاش فلعل فيه جلاء بعض الأمر. فإن وُجد دليل على عدم صحتها غيرتُها إن شاء الله. والله عز وجل يقول "وفوق كل ذي علم عليم". فأسأل الله أن يعلمنا ما جهلنا.
                              أما "ورود" مصدر الفعل "وَرَدَ" فلا علاقة له بالنقاش. ومن ثم انقطع القول به. والقارئ يدرك هذا من أول وهلة.

                              أما قولكم عن التكثيف والإيجاز إنه "قرّب من باب وأبعد من ألف باب"، فلعل هذا صحيح، ولعله غير ذلك. والسبب -كما أراه- هو عدم وجود رؤية واضحة يمكن للمرء الاعتماد عليها عند كُتَّاب القصة القصيرة جدًا. وكما أسلفتُ فالمسألة اجتهادية، بل وفي الكثير منها بصراحة شديدة "اعتباطية". ولعل هذا من سمات كل جديد حين يبغي المرء له تأصيلاً وتقعيدًا. فمفهوم القصة القصيرة جدًا يتفاوت بين كاتب وآخر. فقد رأينا من يقولون بأن أدناها كلمة واحدة -وهو أقل الكلام المفهوم- وتصل إلى 20 صفحة عند بعض الناس. وترانا كلما بعدنا عن الإيجاز كلما ضاعت صفة من صفات القصة القصيرة جدًا. إذ تضيع كلمة جدًا، ثم كلمة قصيرة. ولا يتبقى سوى كلمة "قصة".
                              وفي قولكم عن الملون بالأحمر في مداخلتكم من أنه "زياداتٌ ((الق - ق- ج) لاتحتمله" يعني أن لديكم -أخي الكريم- معايير يُحتَكم إليها، ولكن هذا يتعارض مع الواقع فيما يبدو لي -ولعل مخطئ- لأن المعايير لم يُتَّفَق عليها في أي مرحلة من مراحل القصة القصيرة جدًا حتى هذه اللحظة. وما يتبقى لي شخصيًا كلغوي هو أن أحتكم إلى المعايير اللغوية والأدبية التي رَسَخَتْ قواعدُها في تعرُّف الإسهاب حين أراه، والإيجاز حين أراه، والبلاغة حين أراها، والتكثيف في المعنى حين أراه، وغير ذلك مما نعلمه جميعًا من دروس الفصاحة والبلاغة والنحو وغيرها، وللعرب والعربية فيه شأو بعيد. فالرسول صلى الله عليه وسلم يخبرنا أنه أوتيَ جوامع الكلم، وهو التعبير عن المعنى الكبير باللفظ القليل، وهذا باب في اللغة يمكن التيقن منه. ولكن التعليق بزيادات لا تحتملها القصة القصيرة جدًا هو من حيث المبدأ قول "قد" يصيب في وجود معايير واضحة، ولكنه لا يصيب على عدة مستويات أدناها حين يسمح حجم القصة القصيرة جدًا بما رأيتموه على أنه زيادات، وكان بالفعل قولاً مقصوداً من المؤلف. بالطبع هذا ما لم يكن الكلام مخالفًا للتقاليد والأعراف اللغوية الصحيحة.

                              والحقيقة إني أفرِّق كثيرًا بين ما تقتضيه اللغة من حيث المعنى والاستعمال الصحيح، وبين ما تسوِّغ اللغة والاستعمال الصحيح حذفَه دون إضرار بالمعنى. فالنص -في الترجمة مثلاً- له صفة القدسية، بمعنى أنه لا يمكن للمترجم تغييره. ولكن عند الترجمة نجد المترجم يستعمل أدوات لغوية قد تكون في كثير منها مخالفة لأدوات النص الأصلي (المَصْدَر)، ونجده يقرر ما إذا كان في النص ما يمكن التغاضي عنه بالكلية عند الترجمة لأن حذفه ساعتها لا يؤثر في المعنى والتعبير عنه باللغة المنقول إليها (الهدف). ويعني هذا إنه لما كان لدى المترجم أدوات معرفية تمكنه من ذلك، فإن هذه الأدوات المعرفية متوفرة أصلاً ويتعلمها المرء في المدارس والجامعات ومن أهل الاختصاص والخبراء والعلماء، ولها شواهد في كل لغة وثقافة. ويوجب هذا توافرها ابتداءً عند الحكم على النصوص بغض النظر عن الترجمة. ومن هنا فحين يكون هناك لفظ "عمديّ" له غرض يخدمه في السرد مثلاً، تجده يفرض نفسه لوجود معنى مبنيِّ فيه، ولا تصلح الفكرة -في ذهن المؤلف ولا في "الواقع" المجازي الذي ينقله- بدونه. وقد تكون تلك الفكرة وذاك المعنى مخالفيْن لفهم القارئ أو توقعاته سلبًا أو إيجابًا. ولكن النقطة الفاصلة هي أن ما يعبر عنه الكاتب بوعي تام، وكان في بؤرة فكره عند الكتابة هو ما لا يمكن الاستغناء عنه. ولكن تأتي المشكلة حين تضعف الأدواتُ التعبيرية عند الكاتب -وخاصة كُتَّاب الإنترنت، أو كُتَّاب لوحة المفاتيح كما يسميهم بعض الناس- أو حين تتحكم فيه العاطفة وجيشان النفس فتطغى على الجانب اللغوي، بحيث لا يدرك -عن سهو أو عن جهل تام- بأن القوالب اللغوية التي هي ناقلة المعاني لا تنقل المعنى كما أراده. فحين يقول قائل مثلاً: أتستبدل الخمر بالماء، ويظن المتحدث أن المتروك هو الخمر، ينشأ من هنا خلط فكري لا علاقة له بالقوالب اللغوية. فاللغة تعمل بطريقة معينة، والمتحدث أو الكاتب أو القارئ في اتجاه آخر.

                              وأراني بالفعل أقرأ ما كتبتُ بعد حذف ما تفضلتم باقتراحه، ومقارنته بالنص قبل الحذف، فأشعر في نفسي بأن النصين مختلفان، وأن الفكرة التي أردت التعبير عنها مختلفة أيضًا. وهذا الاختلاف في القراءة ناتج عن اختلاف الأذواق، ولا أظنه ناتج عن الاحتكام إلى معايير تفصل لنا بين ما هو هذا وما هو ذاك، أو بين ما هو غث وما هو سمين. ولكن قولك بكل تأكيد يستحق التوقف عنده؛ لأن أي كاتب قد لا يسعده الحظ أن يتوقف عند مرحلة معينة في عقل القارئ ليرى كيف ينظر القارئ إلى عمله وكيف يفهمه ويحلله. وأراني محظوظًا في هذه النقطة؛ لأن هذا يفتح مجالات للتفكير والنقاش، وهكذا تتبلور الأفكار، وتتشكل، حتى تترسخ وترسي قواعداها، وتصبح أفكار الأمس معايير اليوم التي نعود إليها كلما دعت الحاجة إلى الالتجاء إلى ركن شديد.

                              وفي النهاية أرجو أن تغفر لي -أخي الكريم- استطرادي في بعض النقاط، ولكنها عادة "مهنية".

                              دمتَ في طاعة الله.
                              د. أحمد الليثي
                              رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                              ATI
                              www.atinternational.org

                              تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
                              *****
                              فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

                              تعليق

                              • آسيا رحاحليه
                                أديب وكاتب
                                • 08-09-2009
                                • 7182

                                #45
                                المشاركة الأصلية بواسطة محمد خير الحلبي مشاهدة المشاركة
                                بما أن الأخت أسيا تتفق مع الدكتور أحمد في مسألة سلامة اللغة مع التكثيف والإيجاز
                                فلاباس بان تخبرني هنا من من القاموسيين جمع وردعلى (ورود)...ثم لاباس أيضا بأن تبين لي عمليات التكثيف في هذا النص والإيجاز أيضا..
                                (كَفَّنُوهُ فِي أَغْلَى ثَوْبٍ صَنَعَتْهُ يَدُ نَسَّاجٍ مُتْقِنٍ، وَعَطَّرُوا جُثَّتَهُ بِأَثْمَنَ أَنْوَاعِ الطِّيبِ، وَوَضَعُوهُ فِي نَعْشٍ مِنَ الأَبَنُوسِ، وَمِزْلاجُهُ مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِصِ، طُعْمَتُهُ دُرٌّ أَحْمَرُ، وَأَنْزَلُوهُ فِي قِبْرٍ جُدْرَانُهُ مِنَ الْمَرْمَرِ، وَنَثَرُوا مِنْ حَوْلِهِ الْوُرُودَ. ثُمَّ هَالُوا عَلَيْهِ التُّرَابَ. وَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ بَالَتْ عَلَى قَبْرِهِ الثَّعَالِبُ وَالْكِلاَبُ.))

                                ترى لو حذفنا مالوِّن بالأحمر..هل يحدث شطط أم يدخل الأمر مدخل الثكثيف، ثم ما الفائدة المرجوة من تكرار الواوات هنا
                                مع جميل تحيتي ..

                                أخي الشاعر القديرالرقيق محمد خير الحلبي..
                                لستُ في قامة الدكتور اللّيثي و لا أجاريه تمكّنا من اللغة و مفرداتها ودلالاتها و لكن اسمح لي أن أوضّح ما يلي :
                                -وُرود هو جمع ورْد كما أشار إلى ذلك الدكتور أحمد ..( أما وَرَدَ - يردُ -وَروُداَ و ليس وُروُدا )
                                وجدتُ هذا مؤكّدا في قاموس في مكتبتي تآكل غلافه من فرط القِدم فلا أدري من مؤلّفه .
                                - لازلت عند رأيي في أمر سلامة اللّغة و الإيجاز في كتابة الق-ق-ج .
                                -أنا قرأتُ نص الدكتور و أوّل انطباع تملّكني هو اختلاف نصّه هذا عن نصوصه السابقة التي قرأتها له .
                                فعلا ..وجدتُ فيه بعض الإسهاب..و تكرار الواو..
                                الدكتور الفاضل شرح وجهة نظره و أوضح لنا قيمة كل مفردة جاءت في النص..و أنا أعتقد أنّه في الق ق ج كل كلمة لها وزنها بحيث لو حذفناها إختلّ البناء كلّه..لذا أنا أرى أنّ في النص حشوا كان يمكن الإستغناء عنه..
                                مثلا ..
                                في أمر الذهب..فقولنا مزلاج من ذهب كاف لإبراز المعنى دون إضافة ' الخالص '..ذهب 24 أو ذهب 18هذا غير مهم لكون النعش و مزلاجه أصلا لا يكونان من ذهب( على الأقل عندنا نحن المسلمون )..
                                و لأن إذا كان النعش من أبنوس فلا غرابة أن يكون المزلاج من ذهب..خالص أو ردئ..لا يهم..'ذهب' تفي بالمعنى..
                                مثل آخر..
                                قبرٌ من مرمر أو قبرٌ جدرانه من مرمر..لفظة قبر من مرمر - في رأيي- موحية و وافية دون إضافة ' جدرانه '
                                لماذا ؟
                                لأنّ القارئ -عموما-حين يقرأ عبارة قبر من مرمر لا يكون فكره مشغولا بتفاصيل القبر من جدران و سقف و أرضية ويتساءل يا ترى من أين سوف تدخل الحشرات ..و..و
                                إنّما ..يهمّه أنّ القبر- على غير عادة القبور الأخرى- هو من مرمر..
                                نحن نقول : إذا كان بيتك من زجاج فلا تقذف بيوت الناس بالحجارة / لا نقول..إذا كانت جدران بيتك من زجاج..
                                أخي محمد ..
                                الدكتور الفاضل هو صاحب النص و صاحب الفكرة..
                                و لو كنت أنا ( أعوذ بالله من أنا و من الأنانية )
                                أقول لو..مع إحترامي الكبير للدكتور أحمد..
                                كنت كتبته بهذه الصيغة :
                                (( عَطَّرُوا جُثَّتَهُ .. كَفَّنُوهُ فِي أَغْلَى ثَوْبٍ ..وضَعُوهُ فِي نَعْشٍ مِنَ الأَبَنُوسِ، مِزْلاجُهُ مِنَ ذَّهَبِ و طُعْمَتُهُ دُرٌّ أَحْمَرُ، أَنْزَلُوهُ فِي قِبْرٍ مِنَ الْمَرْمَرِ، وَنَثَرُوا مِنْ حَوْلِهِ الْوُرُودَ.
                                هَالُوا عَلَيْهِ التُّرَابَ و تفرّقوا.
                                لَمْ يَلْبَثْ أَنْ بَالَتْ عَلَى قَبْرِهِ الثَّعَالِبُ وَالْكِلاَبُ.))

                                و بما أنّه لست أنا كاتبة النص فللدكتور الفاضل كل الحرية في ترك نصّه على حاله..
                                المهم هنا هو هذا التحاورالراقي و النقاش الجميل مع أعزّائي الأدباء.
                                تحيّتي و احترامي.
                                يظن الناس بي خيرا و إنّي
                                لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                                تعليق

                                يعمل...
                                X