إنه الممثل الرائع "محمود المليجي"

هذا المتمكن الذى مثل كل الأدوار بتلقائية وتمكن وقوة،
وتقمص أكثر من شخصية: اللص، المجرم، الوسيم، القوي، العاشق، رجل المباحث، البوليس، الباشا، الكهل، الفلاح، الطبيب، المحامي.. كما أدى أيضاً أدواراً كوميدية.
فلا يمكن لأحد منا أن ينسى ذلك المشهد الختامي العظيم، ونحن نشاهد المليجي أو "محمد أبوسويلم" وهو مكبل بالحبال والخيل تجرُّه على الارض محاولاً هو التشبث بجذورها. ولم تكن روعة المليجي في فيلم الارض تكمن في الأداء فقط، بل في أنه كان يؤدي دوراً معبراً عن حقيقته، خصوصاً عندما رفض تنفيذ هذا المشهد باستخدام بديل"دوبلير"، وأصَّر على تنفيذه بنفسه.. لم يكن قط مجرد ممثل، بل كان فناناً.. عاش ليقدم لنا دروساً في الحياة من خلال فنه العظيم. كانت معظم أدواره، حتى أدوار الشر، تهدف الى مزيد من الحب والخير والاخلاص للناس والوطن.. كان مدرسة فنية في حد ذاته.. وكان بحق أستاذاً في فن التمثيل العفوي الطبيعي، البعيد كل البعد عن أي إنفعال أو تشنج أو عصبية.. كان يقنع المتفرج انه لا يمثل، ومن ثم إكتسب حب الجماهير وثقتهم.
كثيرا ما رأيناه، بدور "المضروب"

كان دوما ما يتلقى الضربات، دون ان تسقط منه نقطة دم واحدة! ودون ان يشعر المشاهد بعد انتهاء"العاركة" انه تأثر
بل عادة ما كان يقف ثانية، وهو يتوعد غريمه، بلقاء قادم، دوما ما تكون نتيجته معروفه لدى المشاهدين وانه فى النهاية سيظل" مضروباً ، مضروباً يا ولدي"
( الغريب فى هذا الأمر ان محمود المليجي هو ذات نفسه من قدم فريد شوقي لأول مرة من خلال أفلامه التى أنتجها محاولة منه للنهوض بالسينما ومحاربة الأفلام الهابطة حينها!!)
إنه...
محمد أبو سويلم .. بفيلم الأرض
هذا الكبير الذي يجمع ما بين قوة الريادة وحنان الأب، وشهامة الفلاح المصري
، يرتبط بالأرض حد التوحد والقتال، يدرك ان الطين غالبا ما يخفي الكنوز، ويخرج الكنوز أيضاً
وبالنهاية ربما يحوى كنوزاً يغلق عليها باب قبر!

[align=center]محمد ابو سويلم
هذا الأصيل الذي حارب حتى النهاية وهو يخفي وجهه ،خجلاً بعد ان حلقوا شاربه
واتبعوه بنهب ارضه، وهو يقاتل للنهاية، ورغم أحداث النهاية التى سلبوه فيها أرضه وربما حياته
الا ان المشاهد خرج وهو يدرك أن "محمد ابو سويلم"
هو من أنتصر بالمعركة وهم وحدهم الخاسرون،
سيخسرون إحترام الشعب والتاريخ وربما الإنسانية بأكملها
سيظلون نقاط سوداء وأمثلة أكثر سوداً ، على العار والخزي والحماقة ونكران جميل الأرض الطيبة!
إنه محمد ابو سويلم..
الذى عبر بكل مصداقية ورقى وأصالة وشهامة
عن بغضه للكذب والرياء وإغتصاب الحقوق و انانية السعي وراء المصالح الخاصة على طريق مفروش بجثث إخوانه
صاحب أشهر جملة بتاريخ الصمود السينمائي
"عشان كنا، رجالة ووقفنا وقفة رجالة".
لقد كان محمودالمليجي فناناً صادقاً مع نفسه.. تزوج من رفيقة عمره الفنانة "عُلوية جميل" وبقى مخلصاً لها على مدى إثنين وأربعين عاماً حتى وفاته.. كان إنساناً مع زملائه الفنانين، وأباً روحياً لهم، ورمزاً للعطاء والبذل والصمود أمام كل تيارات الفن الرخيص، ورمزاً لفنان إحترم نفسه فاحترمه جمهوره.
......[/align].............
وهنا ببيتنا الكبير
_ دوما ما أستشعره يقف هناك يعاتبهم بقوة وشهامة وحب، يحاول تغير الصورة للأجمل
يستطيع ان يعتلي المنبر ويحدثنا بلغة الرئاسة، ولكنه يحب صفوف القراء والجماهير والزوار والتلاميذ أحياناً
_ تعجبني حكمته وهو يغلب الــ" هم" والــ"نحن" على الأنا، فى الوقت الذي يبحث فيه الأخرون كل عن "أناه العليا والسفلى والوسطى"

_يرددها بصبر، وان غلفه بعض التنازل ، بلين وحكمة ، قد تخفي الكثير من الغضب
" عشان كنا رجالة، ووقفنا وقفة رجالة".
_يخرج الكارت الأصفر وربما الأحمر
ويطرد اللاعبيين ، ثم يصافحهم بنهاية المباراة، ويعدهم بإدارة مبارايتهم القادمة
ليس تنازلاً عن قرار الحكم!،ولكن إيماناً" بإختلاف طرق التحكيم"
_يدافع بإستماتة، حتى وان تكالب الأعداء
ربما يفاوضهم حد إبرام معاهدات السلام، بحذر
لكنه يفاوض ويصالح من على مائدة إنتصار أخلاقياته، وليس تفاوضاً عن خوف أو رهبة
_ هو يرددها ، كثيراً ، لأنه يتقنها
لو تابعتم خطواته بصورة أعمق
ستتعلمون كيف ومتى تقفون"وقفة رجالة"
حتى لايأتيكم أحدهم ويقول لكم
"كنــــــا "فى الماضي"رجالة"!!
باب التخمين مفتوح، للجميع ، لكن صدقوني كل شخصية، حين تكتبونها ، ستجدون صور كثيرة رغما عنكم تقفز الى أذهانكم وتحتلها
فتحتارون عن أيهم ومن أيهم نبدأ
وكلهم يحملون جزء من كل!؟
[/align]
[/align]
اترك تعليق: