الشعور الحسي والإلهام الروحي والتخيّل الابتكاري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصطفى شرقاوي
    أديب وكاتب
    • 09-05-2009
    • 2499

    #76
    وكذا لنا اقتباس من نفائس أستاذنا / جابري فيما يتعلق بموضوعنا
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
    أحبائي الأكاريم


    الكلام عن هذه الروحانيات ليس كلاما عابرا، بل لا بد فيه من علم وذوق كما يشترطه الصوفية الكرام.

    ولئن تكلم أستاذنا عبد الرحيم محمود عن الحواس الظاهرة فللروح حواسها وقد نعاها الله على المنافقين فقال جلت قدرته { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف : 179]؛

    كما تحدث جل وعلا عن حياة الروح والاستفادة من وسائلها فتساءل عز وجل {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأنعام : 122].

    أما وسائلها فهي الرؤيا الصادقة، والمشاهدة يقظة، والإلهام، والفراسة، والكشف، والكرامة.

    فالرؤيا الصادقة تأتي كفلق الصبح، لا تحتاج في غالب الأحيان إلى علم التأويل؛

    والمشاهدة رؤية أثناء اليقظة تقع للعبد فيشاهد بعين قلبه مشاهدات تخرق الكون، وتتجاوزه لعالم الغيب ومشاهده، ترى الجنة والنار وما فيها ومن فيها وترى وترى...{كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ [التكاثر : 5] لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ [التكاثر : 6] ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ [التكاثر : 7] }، وهل فقط ذلك؟

    أما عن الإلهام فهو إشارة خفية وعلم يلقى للعبد بفهم سديد مطمئن تتبعه سكينة ووقار { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } [الشورى : 51]؛

    والفراسةنظرة المرء للشيء بتفرس فيأتي بالقول كأنه مشاهدة عين{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر : 75]؛

    الكشف وهو إظهار حقائق سترت عن الأعين فتبدو للمرء جلية علانية واقرأ قوول سيدنا عيسى عليه السلام { وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران : 49]؛
    والكرامة وهي أنواع وأعظم تكريم هي كرامة الاستقامة على الشريعة {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} [الذاريات : 24].

    ومن أراد الغوص في هذا المجال ومعرفة أسراره فلنفتح له متصفحا خاصا؛ كي لا نفسد الموضوع على صاحبه.

    وأما علاقة هذه الأشياء وتأثيرها بالأدب ورقة المعاني وصقل الموهبة الفنية فأقول إنه باختلاف الوسائل تختلف النتائج المتوصل إليها.

    فاقرأ أشعار كبار الصوفية لترى التصوير الفني كيف يصول ويجول في النصوص الربانية.

    فصفاء الروح يضحي مرآة تنطبع عليها الصور الناظرة إليها وتعرج الصورة معراجها وتصول وتجول لتضحي فنا رفيعا اقتبسه الكاتب من عليائه ليرسمه فنا بنثر لكلمات تميزت بجمال أخاذ وأسلوب رشيق، وفن رفيع.


    وبعد هذا التسلسل السردي السهل نجد أننا في حاجه أن نلج من الباب الذي أردناه ولكن فقط نتمهل .... فلربما من فضل ربنا تعلمنا المزيد

    تعليق

    • ريمه الخاني
      مستشار أدبي
      • 16-05-2007
      • 4807

      #77
      السلام عليكم جميعا أساتذتي الكرام:
      حقيقة كنت أعد لبحث عن الإلهام الادبي والفكري لدى الكتاب فلم أجد سوى موضوعين عبر غوغل ومصدرين منهما موقعنا الأغر وهذا ماأثار استغرابي فهو موضوع هام جدا والشبكة ملأى بالكتاب وللأسف لم يعالج بطريقة منطقية تفصيلية صميمية من عمق التجرية الأدبية خاصة من بداية طرحه ..وكاننا نبحث متكلسين عبر المراجع فقط وننسى تجربتنا الغنية وعلاقاتنا الاجتماعية التي يمكننا ان نستلهم منها الكثير فحام بعضهم حول الاحاسيس !! وبعضهم بحث عبر دهاليز المراجع والمرجع الاول هو القرآن ولاريب.
      شكري للجميع واورد ما اقتبسته ملخصة ما ورد من هام على أمل ان انشره لاحقا متكاملا بإذن الله إن جاء الإلهام.......
      **************

      مقتبسات:
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
      أحبائي الأكاريم
      الكلام عن هذه الروحانيات ليس كلاما عابرا، بل لا بد فيه من علم وذوق كما يشترطه الصوفية الكرام.
      ولئن تكلم أستاذنا عبد الرحيم محمود عن الحواس الظاهرة فللروح حواسها وقد نعاها الله على المنافقين فقال جلت قدرته { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف : 179]؛
      كما تحدث جل وعلا عن حياة الروح والاستفادة من وسائلها فتساءل عز وجل {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأنعام : 122].
      أما وسائلها فهي الرؤيا الصادقة، والمشاهدة يقظة، والإلهام، والفراسة، والكشف، والكرامة.
      فالرؤيا الصادقة تأتي كفلق الصبح، لا تحتاج في غالب الأحيان إلى علم التأويل؛
      والمشاهدة رؤية أثناء اليقظة تقع للعبد فيشاهد بعين قلبه مشاهدات تخرق الكون، وتتجاوزه لعالم الغيب ومشاهده، ترى الجنة والنار وما فيها ومن فيها وترى وترى...{كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ [التكاثر : 5] لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ [التكاثر : 6] ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ [التكاثر : 7] }، وهل فقط ذلك؟
      أما عن الإلهام فهو إشارة خفية وعلم يلقى للعبد بفهم سديد مطمئن تتبعه سكينة ووقار { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } [الشورى : 51]؛
      والفراسةنظرة المرء للشيء بتفرس فيأتي بالقول كأنه مشاهدة عين{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر : 75]؛
      الكشف وهو إظهار حقائق سترت عن الأعين فتبدو للمرء جلية علانية واقرأ قوول سيدنا عيسى عليه السلام { وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران : 49]؛
      والكرامة وهي أنواع وأعظم تكريم هي كرامة الاستقامة على الشريعة {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} [الذاريات : 24].
      ومن أراد الغوص في هذا المجال ومعرفة أسراره فلنفتح له متصفحا خاصا؛ كي لا نفسد الموضوع على صاحبه.
      وأما علاقة هذه الأشياء وتأثيرها بالأدب ورقة المعاني وصقل الموهبة الفنية فأقول إنه باختلاف الوسائل تختلف النتائج المتوصل إليها.
      فاقرأ أشعار كبار الصوفية لترى التصوير الفني كيف يصول ويجول في النصوص الربانية.
      فصفاء الروح يضحي مرآة تنطبع عليها الصور الناظرة إليها وتعرج الصورة معراجها وتصول وتجول لتضحي فنا رفيعا اقتبسه الكاتب من عليائه ليرسمه فنا بنثر لكلمات تميزت بجمال أخاذ وأسلوب رشيق، وفن رفيع.
      المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى شرقاوي مشاهدة المشاركة
      نعم ... هنا يتضح الإلهام المعني وهو من الذات العليه تبارك ربي وتعالى عن التشبيه والتعطيل ولما كان الله عز وجل أقرب إلينا من حبل الوريد فهنا يعتبر الإلهام من الداخل للداخل بنص كلام الله عز وجل " ونحن أقرب إليه من حبل الوريد " أما وقوفنا مع الملهمات من المصادر الخارجية للتفكر والتأمل واستنباط الأفكار ممن حولنا هو ما ترمي إليه فكرتك بالإلهام من المصدر الخارجي ربما هذا والإلهام الروحي مختلفان ....
      تكلمت وأوجزت في الإلهام الروحي ....فماذا عن الإلهام الفكري ... هل من شئ في صومعتك تخرجه لنا ... يسعدني تواصلك
      ********
      المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
      قوى الإبداع عند الإنسان.
      ا ـ بين يدي الموضوع:
      1ـ الحديث عن الإلهام أو الاستلهام و الخيال أو التخيل و عن كل ما له علاقة، بشكل أو بآخر، بالإبداع الأدبي خاصة و الفني عامة و العلمي من القدرات، أو القوى، التي يملكها الإنسان، ليس كالأحاديث عن المواضيع التي لها علاقة بالماديات، إذ الماديات، لما لها من خصوصية القياس و الحدّ و العدّ و الوزن، سهلة الحصر و القصر إلى حدٍّ ما، أما المعنويات، و التي منها الإلهام أو الاستلهام، و الخيال أو التخيل، و غيرها مما يدخل في هذا المجال الرحب فإن الحديث عنها صعب لما تفقده من خصوصية الماديات أولا، ثم لما يعوزها من تحديد أو تعريف دقيق لغة و اصطلاحا يحول دون تداخل المفاهيم و تضارب التصورات فيها و عنها ثانيا، ثم لغموض مصادرها ثالثا.
      2ـ و من هنا نسمح، أنا و غيري ممن يهمه هذا الموضوع، لأنفسنا بالتحدث عن تلك الموضوعات بشيء من الحرية النسبية فقط لما يمنحه لنا غياب التحديد أو التعريف العلمي الدقيق، لغة و اصطلاحا، لمصادر الإلهام أو الاستلهام و الخيال أو التخيل و غيرها مما يدخل في تركيبة الإنسان المعقدة، من فرص التعبير ... الحُرِّ !
      بـ ـ الإنسان
      3ـ الإنسان تركيب معقد جدا بين ثلاثة عناصر متشابكة كلية : الجسد، و النفس، و الروح، و تتفاعل هذه العناصر الثلاثة فيما بينها تفاعلا يصعب تمييز ما يعود، في المعنويات، إلى كل عنصر دون الآخر للترابط الموجود و لتداخلها في بعضها و للتأثير و التأثر المتبادلين بينها، و لذا فكل حديث يصير إلى الرجم بالغيب أقرب منه إلى الحديث الموضوعي العلمي، هذه حقيقة يجب الاعتراف بها منذ البداية و التصريح بها جهرة باستثناء، طبعا، الحديث عن الجسد، لماديته، لما يمتاز به، كما أشرنا أعلاه، من إمكانية القياس بمختلف أنواعه و وسائله، تفقدها كل من النفس و الروح، و الحديث عنه، هو، يكون حديثا علميا و موضوعيا عند أهله لما اكتشف فيه من معلومات لا تعد و لا تحصى منذ مدة طويلة من الزمان، و السبب البسيط و الذي أراه يحول دون إدراك المكونين الآخرين إدراكا تاما هو انتساب الجسد إلى عالم الشهادة بنسبة كبيرة جدا، بينما تنتسب كل من النفس و الروح إلى عالم الغيب كلية، فقد نرى بعض آثارهما و لا نرى كنههما البتة، حسب علمي المتواضع الضئيل طبعا، بينما نرى آثار الجسد و كنهه جملة و تفصيلا إلى حد ما.
      4ـ الحديثُ عن النفس و الروح سيسوقنا إلى الحديث عن اتصال كل منهما بعوالم أخرى كعالم الجن و عالم الملائكة كما يتصل الجسد بعالم الإنس و غيره من العوالم المادية، أحيوانا كانت أم نباتا أم جمادا، و في هذا الحديث سنتعرض حتما للإشارة إلى لمّة الملك و لمّة الشيطان و هواجس النفس و وساوسها و أشواق الروح و تطلعاتها، و هو حديث متشعب جدا، أو ذو شجون كما يقال، لكننا سنحاول حصره في المحاور التي حددناها من البداية : الإلهام أو الاستلهام، و الخيال أو التخيل و غيرها من المواضيع التي لها علاقة بالإبداع الأدبي أو الفني أو العلمي، و أستسمح القارئ فاستبق الحدث و أورد الحديث النبوي الذي تذكر فيه لمّة الملك و لمّة الشيطان لما له من علاقة وطيدة بما سيأتي من حديث عن الإلهام أو الخيال أو هواجس النفس و وساوسها أو أشواق الروح و تطلعاتها.
      روى الإمام الترمذي، رحمه الله تعالى، في سننه، قال :" حدثنا ‏ ‏هناد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو الأحوص ‏ ‏عن ‏ ‏عطاء بن السائب ‏ ‏عن ‏ ‏مرة الهمداني ‏عن عبد الله بن مسعود قال:" قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم :‏ ‏إن للشيطان ‏ ‏ لمّة ‏ ‏بابن ‏ ‏آدم ‏ ‏وللملك ‏ ‏ لمّة، ‏ ‏فأما ‏ ‏ لمة ‏ ‏ الشيطان فإيعادٌ بالشّرّ وتكذيبٌ بالحق، وأما ‏ ‏ لمة ‏ ‏ الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله فليحمد الله ومن وجد الأخرى فليتعوّذ بالله من الشيطان الرجيم ثم قرأ الشّيطان يعدكم الفقر و يأمركم بالفحشاء ‏ الآية، قال ‏ ‏أبو عيسى الترمذي‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن غريب ‏ ‏وهو حديث ‏ ‏أبي الأحوص ‏ ‏لا نعلمه مرفوعا إلا من حديث ‏ ‏أبي الأحوص.

      جـ ـ قدرات الإنسان:
      5 ـ فما الإلهام أو الاستلهام، و ما الخيال أو التخيل ؟ ما مصدرها و ما وسائل التعبير عنها ؟ و ما الغاية منها ؟
      و قبل التطرق للإجابة، قدر المستطاع، عن هذه الأسئلة، أو غيرها مما سيظهر خلال الحديث، أرى ضرورة التعرض لماهية النفس و الروح و ما ينتج عنهما ابتداء و ما يأتيهما من خارجهما، لكن حديثي عنهما سيكون سريعا إذ أنهما ليسا غايتي من الحديث هنا.
      6ـ النفس البشرية تطلق و يقصد بها معاني كثيرة متداخلة و غير محدَّدة، و تسهيلا للموضوع، يمكنني القول "إن النفس البشرية جوهر غير مادي مغروز في الجسد المادي فيحيى به ما دام ملازما له"، و كذلك الشأن بالنسبة للروح، فهي أيضا غير محددة التعريف، و لذا يمكنني القول :" الروح جوهر غير مادي موضوع في الجسد المادي مغاير للنفس يمكن أن يعيش بدونه مؤقتا"، أنا أدري مدى هشاشة هذين التعريفين السريعين، أو المُتسرِّيعن، لكنني أرتضيهما الآن و أدعو من يهمه الأمر أن يصححهما أو يكملهما أو ينقضهما و سيجدني شاكرا له و ممنونا.
      7ـ أما الآن، فهذان التعريفان تقريبيان فقط للتمييز بين الجوهرين تمييزا سريعا إذ النفس مغايرة للروح تماما من حيث طبيعتهما و وظيفتهما و آثارهما، و لو أن الحديث عن "طبيعتهما" فيه مجازفة كبيرة ما دمنا قد أقررنا أنهما من عالم الغيب و أنهما جوهران غير ماديين فكيف تحدد طبيعتهما ؟ و قد سبقنا الكلام عن صلة الجسد بالعوالم المادية فكذلك للنفس و للروح صلات بعوالهما إذ لكل عنصر من هذه العناصر الثلاثة صلات تتناسب بما يشاكلها أو يجانسها من العوالم المغايرة لها من حيث الأصل و الطبيعة و الوظيفة حتما، و الأدلة عن هذا كله من القرآن الكريم و من السنة النبوية الشريفة متوفرة بكثرة تجعلها من المعلوم من الدين بالضرورة عند العارفين بها طبعا.
      و للحديث بقية إن شاء الله تعالى حتى لا أثقل على القراء الكرام و عساهم يشاركوننا الحديث فنتقدم فيه أكثر و أكثر و إلا نتوقف إن رأيتم أنني أخبط خبط العشواء في الليلة الظلماء في هذا المساء.
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
      [align=right]الأستاذ حسين ليشوري؛[/align][align=right]
      عن قولك : " النفس البشرية تطلق و يقصد بها معاني كثيرة متداخلة و غير محدَّدة، و تسهيلا للموضوع، يمكنني القول "إن النفس البشرية جوهر غير مادي مغروز في الجسد المادي فيحيى به ما دام ملازما له"، و كذلك الشأن بالنسبة للروح، فهي أيضا غير محددة التعريف، و لذا يمكنني القول :" الروح جوهر غير مادي موضوع في الجسد المادي مغاير للنفس يمكن أن يعيش بدونه مؤقتا"، أنا أدري مدى هشاشة هذين التعريفين السريعين، أو المُتسرِّيعن، لكنني أرتضيهما الآن و أدعو من يهمه الأمر أن يصححهما أو يكملهما أو ينقضهما و سيجدني شاكرا له و ممنونا."
      أستسمح بأن أبين بأن ليس تمت إلا شيء واحد اسمه الروح ويطلق عليه أيضا النفس.
      أما تعريفها فهي نفخة ربانية المصدر { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ} [الحجر : 29] شكلها طيف، تسرح وتمرح خارج الجسم وهي على اتصال به ولو من بعد بعيد.
      قوتها كل الأمور الروحية من تلاوة للقرآن، وذكرلله تعالى، وكل ما والى ذكر الله. حياتها تتم بالاعتناء بقوتها { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأنعام : 122].
      قلت ويطلق عليها أيضا : " النفس " { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا [الشمس : 7] فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا [الشمس : 8] قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا [الشمس : 9] وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا [الشمس : 10]} [/align][/size]
      ******
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
      الأستاذة منجية؛
      حبذا القراءة الناقدة بعلم، فكيف استسلمت لمصطلح الإلقاء وعاندت مصطلح النفس؟ بأي مقياس؟
      1- فالشيطان يوسوس{ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ [الناس : 4]الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ [الناس : 5] مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ} [الناس : 6]
      2- الشيطان يوحي وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَالأنعام : 112]
      3- الشيطان يلقي: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الحج : 52]
      النفس قلت سابقا بأنها الروح يقول الراغب الأصفهاني في معجم مفردات ألفاظ القرآن: النفس الروح في قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [الأنعام : 93]
      {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} [البقرة : 72]
      {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ } [البقرة : 207]
      {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ } [آل عمران : 145]
      {الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران : 168]
      {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران : 185]
      وأقول : قد ترد عبارة النفس بمعنى : الضمير
      {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَـكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [البقرة : 235]
      كما قد ترد بمعنى : الشخص عينه
      {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ} [البقرة : 9]
      أَ{أتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} [البقرة : 44]
      المشاركة الأصلية بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر مشاهدة المشاركة
      العزيز الأستاذ مصطفى
      شكراً على الرد.
      المشكلة الجذرية تقع أساساً فى مجال
      الوعى والإدراك
      و الوعى و الادارك هنا يخص الارتباط بين ما يحدث داخل كل انسان من عمليات معقدة و بين ما يحدث فى العالم الخارجى ...خارج كل انسان من تأثيرات...
      انسان آخر وجماد وحيوان عن طرق عدة من ضمنها الحواس الخمس أو الست أو غيرها
      و من ثم التفاعل بين الداخل والخارج فى عمليات متواصلة و مستمرة و متغيرة مع مسيرة حياة كل انسان
      و التعبير عن هذا التفاعل بعدة كلمات و الفاظ وجمل و تعبيرات تختلف من شخص لأخر.
      ولكن سأعود لشرح اوفر و لكن بعد قراءة ما سبق
      وتحياتى

      تعليق

      • مصطفى شرقاوي
        أديب وكاتب
        • 09-05-2009
        • 2499

        #78
        الأستاذة الفاضلة / ريمة ... هذا الموضوع من المواضيع التي تتسبب في إثارة الأفكار عند البعض وربما تسلب منه الأفكار فكرة تلو الأخرى حتى تتبلور لنا في النهاية فكرة رائقة ومعنى ثابت ولأن منازل الإلهام والفراسة من المنازل التي يتحصل عليها علية القوم كما جاء في كتب الأولين كمدارج السالكين وغيره من الكتب التي نثق في أصحابها ... ولكن ما نرجوه هو أن تتضح لنا فكرة من ألباب الكتاب لنستفيد من الخبرات والتجارب ... وفقكِ الله في بحثك وأحيلك إلى المشاركة رقم 3 في هذا الموضوع ربما تجدي فيها شيئاً مهماً

        تعليق

        • ريمه الخاني
          مستشار أدبي
          • 16-05-2007
          • 4807

          #79
          السلام عليكم
          سوف اراها من جديد رغم استعراضي لجميع ماورد
          اعتبر ان البحث قارب على الانتهاء فهو من صميم عملنا واهتمامنا
          واتمنى ان اسمع رايك عبر هذا الموضوع

          الف تحية وشكر
          ( كنت وجهت لك دعوة للقاء شهري مع موقع فرسان الثقافة اتمنى ان المس ردك مهما كان)
          التعديل الأخير تم بواسطة ريمه الخاني; الساعة 21-04-2011, 07:02.

          تعليق

          • مصطفى شرقاوي
            أديب وكاتب
            • 09-05-2009
            • 2499

            #80
            بكل سرور استاذة / ريمة فلتحجزي لي مقعد في اللقاء القادم إن شاء الله

            تعليق

            يعمل...
            X