الشعور الحسي والإلهام الروحي والتخيّل الابتكاري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مصطفى شرقاوي
    رد
    بكل سرور استاذة / ريمة فلتحجزي لي مقعد في اللقاء القادم إن شاء الله

    اترك تعليق:


  • ريمه الخاني
    رد
    السلام عليكم
    سوف اراها من جديد رغم استعراضي لجميع ماورد
    اعتبر ان البحث قارب على الانتهاء فهو من صميم عملنا واهتمامنا
    واتمنى ان اسمع رايك عبر هذا الموضوع

    الف تحية وشكر
    ( كنت وجهت لك دعوة للقاء شهري مع موقع فرسان الثقافة اتمنى ان المس ردك مهما كان)
    التعديل الأخير تم بواسطة ريمه الخاني; الساعة 21-04-2011, 07:02.

    اترك تعليق:


  • مصطفى شرقاوي
    رد
    الأستاذة الفاضلة / ريمة ... هذا الموضوع من المواضيع التي تتسبب في إثارة الأفكار عند البعض وربما تسلب منه الأفكار فكرة تلو الأخرى حتى تتبلور لنا في النهاية فكرة رائقة ومعنى ثابت ولأن منازل الإلهام والفراسة من المنازل التي يتحصل عليها علية القوم كما جاء في كتب الأولين كمدارج السالكين وغيره من الكتب التي نثق في أصحابها ... ولكن ما نرجوه هو أن تتضح لنا فكرة من ألباب الكتاب لنستفيد من الخبرات والتجارب ... وفقكِ الله في بحثك وأحيلك إلى المشاركة رقم 3 في هذا الموضوع ربما تجدي فيها شيئاً مهماً

    اترك تعليق:


  • ريمه الخاني
    رد
    السلام عليكم جميعا أساتذتي الكرام:
    حقيقة كنت أعد لبحث عن الإلهام الادبي والفكري لدى الكتاب فلم أجد سوى موضوعين عبر غوغل ومصدرين منهما موقعنا الأغر وهذا ماأثار استغرابي فهو موضوع هام جدا والشبكة ملأى بالكتاب وللأسف لم يعالج بطريقة منطقية تفصيلية صميمية من عمق التجرية الأدبية خاصة من بداية طرحه ..وكاننا نبحث متكلسين عبر المراجع فقط وننسى تجربتنا الغنية وعلاقاتنا الاجتماعية التي يمكننا ان نستلهم منها الكثير فحام بعضهم حول الاحاسيس !! وبعضهم بحث عبر دهاليز المراجع والمرجع الاول هو القرآن ولاريب.
    شكري للجميع واورد ما اقتبسته ملخصة ما ورد من هام على أمل ان انشره لاحقا متكاملا بإذن الله إن جاء الإلهام.......
    **************

    مقتبسات:
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
    أحبائي الأكاريم
    الكلام عن هذه الروحانيات ليس كلاما عابرا، بل لا بد فيه من علم وذوق كما يشترطه الصوفية الكرام.
    ولئن تكلم أستاذنا عبد الرحيم محمود عن الحواس الظاهرة فللروح حواسها وقد نعاها الله على المنافقين فقال جلت قدرته { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف : 179]؛
    كما تحدث جل وعلا عن حياة الروح والاستفادة من وسائلها فتساءل عز وجل {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأنعام : 122].
    أما وسائلها فهي الرؤيا الصادقة، والمشاهدة يقظة، والإلهام، والفراسة، والكشف، والكرامة.
    فالرؤيا الصادقة تأتي كفلق الصبح، لا تحتاج في غالب الأحيان إلى علم التأويل؛
    والمشاهدة رؤية أثناء اليقظة تقع للعبد فيشاهد بعين قلبه مشاهدات تخرق الكون، وتتجاوزه لعالم الغيب ومشاهده، ترى الجنة والنار وما فيها ومن فيها وترى وترى...{كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ [التكاثر : 5] لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ [التكاثر : 6] ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ [التكاثر : 7] }، وهل فقط ذلك؟
    أما عن الإلهام فهو إشارة خفية وعلم يلقى للعبد بفهم سديد مطمئن تتبعه سكينة ووقار { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } [الشورى : 51]؛
    والفراسةنظرة المرء للشيء بتفرس فيأتي بالقول كأنه مشاهدة عين{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر : 75]؛
    الكشف وهو إظهار حقائق سترت عن الأعين فتبدو للمرء جلية علانية واقرأ قوول سيدنا عيسى عليه السلام { وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران : 49]؛
    والكرامة وهي أنواع وأعظم تكريم هي كرامة الاستقامة على الشريعة {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} [الذاريات : 24].
    ومن أراد الغوص في هذا المجال ومعرفة أسراره فلنفتح له متصفحا خاصا؛ كي لا نفسد الموضوع على صاحبه.
    وأما علاقة هذه الأشياء وتأثيرها بالأدب ورقة المعاني وصقل الموهبة الفنية فأقول إنه باختلاف الوسائل تختلف النتائج المتوصل إليها.
    فاقرأ أشعار كبار الصوفية لترى التصوير الفني كيف يصول ويجول في النصوص الربانية.
    فصفاء الروح يضحي مرآة تنطبع عليها الصور الناظرة إليها وتعرج الصورة معراجها وتصول وتجول لتضحي فنا رفيعا اقتبسه الكاتب من عليائه ليرسمه فنا بنثر لكلمات تميزت بجمال أخاذ وأسلوب رشيق، وفن رفيع.
    المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى شرقاوي مشاهدة المشاركة
    نعم ... هنا يتضح الإلهام المعني وهو من الذات العليه تبارك ربي وتعالى عن التشبيه والتعطيل ولما كان الله عز وجل أقرب إلينا من حبل الوريد فهنا يعتبر الإلهام من الداخل للداخل بنص كلام الله عز وجل " ونحن أقرب إليه من حبل الوريد " أما وقوفنا مع الملهمات من المصادر الخارجية للتفكر والتأمل واستنباط الأفكار ممن حولنا هو ما ترمي إليه فكرتك بالإلهام من المصدر الخارجي ربما هذا والإلهام الروحي مختلفان ....
    تكلمت وأوجزت في الإلهام الروحي ....فماذا عن الإلهام الفكري ... هل من شئ في صومعتك تخرجه لنا ... يسعدني تواصلك
    ********
    المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
    قوى الإبداع عند الإنسان.
    ا ـ بين يدي الموضوع:
    1ـ الحديث عن الإلهام أو الاستلهام و الخيال أو التخيل و عن كل ما له علاقة، بشكل أو بآخر، بالإبداع الأدبي خاصة و الفني عامة و العلمي من القدرات، أو القوى، التي يملكها الإنسان، ليس كالأحاديث عن المواضيع التي لها علاقة بالماديات، إذ الماديات، لما لها من خصوصية القياس و الحدّ و العدّ و الوزن، سهلة الحصر و القصر إلى حدٍّ ما، أما المعنويات، و التي منها الإلهام أو الاستلهام، و الخيال أو التخيل، و غيرها مما يدخل في هذا المجال الرحب فإن الحديث عنها صعب لما تفقده من خصوصية الماديات أولا، ثم لما يعوزها من تحديد أو تعريف دقيق لغة و اصطلاحا يحول دون تداخل المفاهيم و تضارب التصورات فيها و عنها ثانيا، ثم لغموض مصادرها ثالثا.
    2ـ و من هنا نسمح، أنا و غيري ممن يهمه هذا الموضوع، لأنفسنا بالتحدث عن تلك الموضوعات بشيء من الحرية النسبية فقط لما يمنحه لنا غياب التحديد أو التعريف العلمي الدقيق، لغة و اصطلاحا، لمصادر الإلهام أو الاستلهام و الخيال أو التخيل و غيرها مما يدخل في تركيبة الإنسان المعقدة، من فرص التعبير ... الحُرِّ !
    بـ ـ الإنسان
    3ـ الإنسان تركيب معقد جدا بين ثلاثة عناصر متشابكة كلية : الجسد، و النفس، و الروح، و تتفاعل هذه العناصر الثلاثة فيما بينها تفاعلا يصعب تمييز ما يعود، في المعنويات، إلى كل عنصر دون الآخر للترابط الموجود و لتداخلها في بعضها و للتأثير و التأثر المتبادلين بينها، و لذا فكل حديث يصير إلى الرجم بالغيب أقرب منه إلى الحديث الموضوعي العلمي، هذه حقيقة يجب الاعتراف بها منذ البداية و التصريح بها جهرة باستثناء، طبعا، الحديث عن الجسد، لماديته، لما يمتاز به، كما أشرنا أعلاه، من إمكانية القياس بمختلف أنواعه و وسائله، تفقدها كل من النفس و الروح، و الحديث عنه، هو، يكون حديثا علميا و موضوعيا عند أهله لما اكتشف فيه من معلومات لا تعد و لا تحصى منذ مدة طويلة من الزمان، و السبب البسيط و الذي أراه يحول دون إدراك المكونين الآخرين إدراكا تاما هو انتساب الجسد إلى عالم الشهادة بنسبة كبيرة جدا، بينما تنتسب كل من النفس و الروح إلى عالم الغيب كلية، فقد نرى بعض آثارهما و لا نرى كنههما البتة، حسب علمي المتواضع الضئيل طبعا، بينما نرى آثار الجسد و كنهه جملة و تفصيلا إلى حد ما.
    4ـ الحديثُ عن النفس و الروح سيسوقنا إلى الحديث عن اتصال كل منهما بعوالم أخرى كعالم الجن و عالم الملائكة كما يتصل الجسد بعالم الإنس و غيره من العوالم المادية، أحيوانا كانت أم نباتا أم جمادا، و في هذا الحديث سنتعرض حتما للإشارة إلى لمّة الملك و لمّة الشيطان و هواجس النفس و وساوسها و أشواق الروح و تطلعاتها، و هو حديث متشعب جدا، أو ذو شجون كما يقال، لكننا سنحاول حصره في المحاور التي حددناها من البداية : الإلهام أو الاستلهام، و الخيال أو التخيل و غيرها من المواضيع التي لها علاقة بالإبداع الأدبي أو الفني أو العلمي، و أستسمح القارئ فاستبق الحدث و أورد الحديث النبوي الذي تذكر فيه لمّة الملك و لمّة الشيطان لما له من علاقة وطيدة بما سيأتي من حديث عن الإلهام أو الخيال أو هواجس النفس و وساوسها أو أشواق الروح و تطلعاتها.
    روى الإمام الترمذي، رحمه الله تعالى، في سننه، قال :" حدثنا ‏ ‏هناد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو الأحوص ‏ ‏عن ‏ ‏عطاء بن السائب ‏ ‏عن ‏ ‏مرة الهمداني ‏عن عبد الله بن مسعود قال:" قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم :‏ ‏إن للشيطان ‏ ‏ لمّة ‏ ‏بابن ‏ ‏آدم ‏ ‏وللملك ‏ ‏ لمّة، ‏ ‏فأما ‏ ‏ لمة ‏ ‏ الشيطان فإيعادٌ بالشّرّ وتكذيبٌ بالحق، وأما ‏ ‏ لمة ‏ ‏ الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله فليحمد الله ومن وجد الأخرى فليتعوّذ بالله من الشيطان الرجيم ثم قرأ الشّيطان يعدكم الفقر و يأمركم بالفحشاء ‏ الآية، قال ‏ ‏أبو عيسى الترمذي‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن غريب ‏ ‏وهو حديث ‏ ‏أبي الأحوص ‏ ‏لا نعلمه مرفوعا إلا من حديث ‏ ‏أبي الأحوص.

    جـ ـ قدرات الإنسان:
    5 ـ فما الإلهام أو الاستلهام، و ما الخيال أو التخيل ؟ ما مصدرها و ما وسائل التعبير عنها ؟ و ما الغاية منها ؟
    و قبل التطرق للإجابة، قدر المستطاع، عن هذه الأسئلة، أو غيرها مما سيظهر خلال الحديث، أرى ضرورة التعرض لماهية النفس و الروح و ما ينتج عنهما ابتداء و ما يأتيهما من خارجهما، لكن حديثي عنهما سيكون سريعا إذ أنهما ليسا غايتي من الحديث هنا.
    6ـ النفس البشرية تطلق و يقصد بها معاني كثيرة متداخلة و غير محدَّدة، و تسهيلا للموضوع، يمكنني القول "إن النفس البشرية جوهر غير مادي مغروز في الجسد المادي فيحيى به ما دام ملازما له"، و كذلك الشأن بالنسبة للروح، فهي أيضا غير محددة التعريف، و لذا يمكنني القول :" الروح جوهر غير مادي موضوع في الجسد المادي مغاير للنفس يمكن أن يعيش بدونه مؤقتا"، أنا أدري مدى هشاشة هذين التعريفين السريعين، أو المُتسرِّيعن، لكنني أرتضيهما الآن و أدعو من يهمه الأمر أن يصححهما أو يكملهما أو ينقضهما و سيجدني شاكرا له و ممنونا.
    7ـ أما الآن، فهذان التعريفان تقريبيان فقط للتمييز بين الجوهرين تمييزا سريعا إذ النفس مغايرة للروح تماما من حيث طبيعتهما و وظيفتهما و آثارهما، و لو أن الحديث عن "طبيعتهما" فيه مجازفة كبيرة ما دمنا قد أقررنا أنهما من عالم الغيب و أنهما جوهران غير ماديين فكيف تحدد طبيعتهما ؟ و قد سبقنا الكلام عن صلة الجسد بالعوالم المادية فكذلك للنفس و للروح صلات بعوالهما إذ لكل عنصر من هذه العناصر الثلاثة صلات تتناسب بما يشاكلها أو يجانسها من العوالم المغايرة لها من حيث الأصل و الطبيعة و الوظيفة حتما، و الأدلة عن هذا كله من القرآن الكريم و من السنة النبوية الشريفة متوفرة بكثرة تجعلها من المعلوم من الدين بالضرورة عند العارفين بها طبعا.
    و للحديث بقية إن شاء الله تعالى حتى لا أثقل على القراء الكرام و عساهم يشاركوننا الحديث فنتقدم فيه أكثر و أكثر و إلا نتوقف إن رأيتم أنني أخبط خبط العشواء في الليلة الظلماء في هذا المساء.
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
    [align=right]الأستاذ حسين ليشوري؛[/align][align=right]
    عن قولك : " النفس البشرية تطلق و يقصد بها معاني كثيرة متداخلة و غير محدَّدة، و تسهيلا للموضوع، يمكنني القول "إن النفس البشرية جوهر غير مادي مغروز في الجسد المادي فيحيى به ما دام ملازما له"، و كذلك الشأن بالنسبة للروح، فهي أيضا غير محددة التعريف، و لذا يمكنني القول :" الروح جوهر غير مادي موضوع في الجسد المادي مغاير للنفس يمكن أن يعيش بدونه مؤقتا"، أنا أدري مدى هشاشة هذين التعريفين السريعين، أو المُتسرِّيعن، لكنني أرتضيهما الآن و أدعو من يهمه الأمر أن يصححهما أو يكملهما أو ينقضهما و سيجدني شاكرا له و ممنونا."
    أستسمح بأن أبين بأن ليس تمت إلا شيء واحد اسمه الروح ويطلق عليه أيضا النفس.
    أما تعريفها فهي نفخة ربانية المصدر { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ} [الحجر : 29] شكلها طيف، تسرح وتمرح خارج الجسم وهي على اتصال به ولو من بعد بعيد.
    قوتها كل الأمور الروحية من تلاوة للقرآن، وذكرلله تعالى، وكل ما والى ذكر الله. حياتها تتم بالاعتناء بقوتها { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأنعام : 122].
    قلت ويطلق عليها أيضا : " النفس " { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا [الشمس : 7] فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا [الشمس : 8] قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا [الشمس : 9] وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا [الشمس : 10]} [/align][/size]
    ******
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
    الأستاذة منجية؛
    حبذا القراءة الناقدة بعلم، فكيف استسلمت لمصطلح الإلقاء وعاندت مصطلح النفس؟ بأي مقياس؟
    1- فالشيطان يوسوس{ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ [الناس : 4]الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ [الناس : 5] مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ} [الناس : 6]
    2- الشيطان يوحي وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَالأنعام : 112]
    3- الشيطان يلقي: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الحج : 52]
    النفس قلت سابقا بأنها الروح يقول الراغب الأصفهاني في معجم مفردات ألفاظ القرآن: النفس الروح في قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [الأنعام : 93]
    {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} [البقرة : 72]
    {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ } [البقرة : 207]
    {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ } [آل عمران : 145]
    {الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران : 168]
    {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران : 185]
    وأقول : قد ترد عبارة النفس بمعنى : الضمير
    {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَـكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [البقرة : 235]
    كما قد ترد بمعنى : الشخص عينه
    {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ} [البقرة : 9]
    أَ{أتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} [البقرة : 44]
    المشاركة الأصلية بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر مشاهدة المشاركة
    العزيز الأستاذ مصطفى
    شكراً على الرد.
    المشكلة الجذرية تقع أساساً فى مجال
    الوعى والإدراك
    و الوعى و الادارك هنا يخص الارتباط بين ما يحدث داخل كل انسان من عمليات معقدة و بين ما يحدث فى العالم الخارجى ...خارج كل انسان من تأثيرات...
    انسان آخر وجماد وحيوان عن طرق عدة من ضمنها الحواس الخمس أو الست أو غيرها
    و من ثم التفاعل بين الداخل والخارج فى عمليات متواصلة و مستمرة و متغيرة مع مسيرة حياة كل انسان
    و التعبير عن هذا التفاعل بعدة كلمات و الفاظ وجمل و تعبيرات تختلف من شخص لأخر.
    ولكن سأعود لشرح اوفر و لكن بعد قراءة ما سبق
    وتحياتى

    اترك تعليق:


  • مصطفى شرقاوي
    رد
    وكذا لنا اقتباس من نفائس أستاذنا / جابري فيما يتعلق بموضوعنا
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
    أحبائي الأكاريم


    الكلام عن هذه الروحانيات ليس كلاما عابرا، بل لا بد فيه من علم وذوق كما يشترطه الصوفية الكرام.

    ولئن تكلم أستاذنا عبد الرحيم محمود عن الحواس الظاهرة فللروح حواسها وقد نعاها الله على المنافقين فقال جلت قدرته { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف : 179]؛

    كما تحدث جل وعلا عن حياة الروح والاستفادة من وسائلها فتساءل عز وجل {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأنعام : 122].

    أما وسائلها فهي الرؤيا الصادقة، والمشاهدة يقظة، والإلهام، والفراسة، والكشف، والكرامة.

    فالرؤيا الصادقة تأتي كفلق الصبح، لا تحتاج في غالب الأحيان إلى علم التأويل؛

    والمشاهدة رؤية أثناء اليقظة تقع للعبد فيشاهد بعين قلبه مشاهدات تخرق الكون، وتتجاوزه لعالم الغيب ومشاهده، ترى الجنة والنار وما فيها ومن فيها وترى وترى...{كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ [التكاثر : 5] لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ [التكاثر : 6] ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ [التكاثر : 7] }، وهل فقط ذلك؟

    أما عن الإلهام فهو إشارة خفية وعلم يلقى للعبد بفهم سديد مطمئن تتبعه سكينة ووقار { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } [الشورى : 51]؛

    والفراسةنظرة المرء للشيء بتفرس فيأتي بالقول كأنه مشاهدة عين{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر : 75]؛

    الكشف وهو إظهار حقائق سترت عن الأعين فتبدو للمرء جلية علانية واقرأ قوول سيدنا عيسى عليه السلام { وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران : 49]؛
    والكرامة وهي أنواع وأعظم تكريم هي كرامة الاستقامة على الشريعة {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} [الذاريات : 24].

    ومن أراد الغوص في هذا المجال ومعرفة أسراره فلنفتح له متصفحا خاصا؛ كي لا نفسد الموضوع على صاحبه.

    وأما علاقة هذه الأشياء وتأثيرها بالأدب ورقة المعاني وصقل الموهبة الفنية فأقول إنه باختلاف الوسائل تختلف النتائج المتوصل إليها.

    فاقرأ أشعار كبار الصوفية لترى التصوير الفني كيف يصول ويجول في النصوص الربانية.

    فصفاء الروح يضحي مرآة تنطبع عليها الصور الناظرة إليها وتعرج الصورة معراجها وتصول وتجول لتضحي فنا رفيعا اقتبسه الكاتب من عليائه ليرسمه فنا بنثر لكلمات تميزت بجمال أخاذ وأسلوب رشيق، وفن رفيع.


    وبعد هذا التسلسل السردي السهل نجد أننا في حاجه أن نلج من الباب الذي أردناه ولكن فقط نتمهل .... فلربما من فضل ربنا تعلمنا المزيد

    اترك تعليق:


  • مصطفى شرقاوي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
    [align=center]الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
    الإنسان عالم معقد جدا و قد كنت أمس أطالع في كتاب الدكتور خالص جلبي "الطب محراب الإيمان"و الدكتور خالص جلبي هو صهر(*) أستاذنا الكبير جودت سعيد، كما أنه سوري الأصل كندي الجنسية حاليا، و في كتابه هذا يدخل إلى أعماق الإنسان حسب علمه طبعا، و هو متخصص في جراحة الأوعية الدموية الدقيقة، و ما توصل إليه العلم الحديث من كشوفات مذهلة، و مع هذا تبقى معرفة العلماء بالإنسان معرفة ضئيلة ...تافهة أمام حقيقة هذا الإنسان الصغير في حجمه الكبير بأسراره الغريب بأطواره العجيب بأسراره، إنه الإنسان الذي صنعه الله بيده و نفخ فيه من روحه كما نص هو نفسه سبحانه و تعالى، و مهما تكلم المتكلمون أو تفلسف المتفلسفون و مهما غاص العالمون فيه أو عنه أو حوله فلن يصلوا إلى حقيقته مهما أوتوا من علم و لن يستطيعوا أن يعبروا عنه مهما بلغوا من البيان.
    هذه خاطرة كتبتها الآن فقط و لم تكن تخطر على بالي قبل قراءة ما كتبته أختنا منجية بن صالح و ما كتبه أخونا مصطفى الشرقاوي في هذه الصفحة الخامسة،
    سعدتُّ بالقراءة لكما و قد بيّنتما لي أننا مهما ادعينا المعرفة فإننا سنبقى طويلبي علم قد عرفنا شيئا و غابت عنا أشياء و أشياء و أشياء....
    اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و ارزقنا الإخلاص في القول و العمل و الصدق في اللسان و الجنان حتى نفوز برضاك، اللهم آمين يا رب العالمين.[/align]
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (*) الدكتور خالص جلبي زوج أخت الأستاذ جودت سعيد، رحمها الله تعالى.
    [align=justify]
    نحتاج أن نهادن أنفسنا في بعض الأوقات ونظراً لتعدد اللغات واختلاف اللهجات وتفاضل الجنسيات حاولنا جميعاً كبنايه مسلمه وإخوه مترابطين أن نكون كالبنيان المرصوص يشد بعضنا بعضا نبصر بعضنا بعيوبنا نتواصل فقط من أجل التراحم والتصافي بامتثال الأمر واجتناب النهي دونما خوض في علم الكلام أو الفلسفه الباهته البارده التي تأخذ أكثر مما تعطي ..... ولازلنا نبحث عمن يمتلكون أدوات البناء لنضع اللبنه في بنيان التواصل الحقيقي بالرجوع لمجدنا وعزنا بوحدة الإسلام وصف المسلمين
    [/align]

    اترك تعليق:


  • مصطفى شرقاوي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر مشاهدة المشاركة
    [align=right]
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأستاذ الفاضل مصطفى

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أولاً احب الاعتذار عن عدم قدرتى على المشاركة لعدة أسباب منعت من توفر الوقت للقراءة والتأمل فيما طرحت وكل التعليقات عليه.

    ثانياً: احييك على المثابرة والمتابعة لمناقشة النقاط المتعددة فى طرحك ، و هذا ما نرجوه و نتمناه ( هناك اعتراض من بعض اللغويين على استعمال كلمة "التمنى" و لكننى أخذ بالرأى الآخر لهذا الاستعمال)من طرحك فى الصالون.

    و تحياتى
    [/align]
    شرفني مرورك دكتور .......... نتمنى لك التوفيق في كل شأن

    اترك تعليق:


  • [align=right]
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأستاذ الفاضل مصطفى

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أولاً احب الاعتذار عن عدم قدرتى على المشاركة لعدة أسباب منعت من توفر الوقت للقراءة والتأمل فيما طرحت وكل التعليقات عليه.

    ثانياً: احييك على المثابرة والمتابعة لمناقشة النقاط المتعددة فى طرحك ، و هذا ما نرجوه و نتمناه ( هناك اعتراض من بعض اللغويين على استعمال كلمة "التمنى" و لكننى أخذ بالرأى الآخر لهذا الاستعمال)من طرحك فى الصالون.

    و تحياتى
    [/align]

    اترك تعليق:


  • مصطفى شرقاوي
    رد
    عوده بالموضوع لمتنفس النظر , والإمعان في التركيب ...............

    اترك تعليق:


  • محمد جابري
    رد
    الأستاذ مصطفى الشرقاوي؛

    أقتطف ما يناسب المقام من مداخلة أخرى ما يلي:

    هناك بصر الجسد : العينان، وبصرها لا يبلغ الأفق في أحسن الأحوال إن لم تحل الحوائل، وهناك بصر الروح وهو بصر حديد لا يحده سقف ولا جدار ولا ولا... يبصر ما فتح الله له من أمور دنيوية، وأخروية، يبصر الجنة والنار ومن فيها، وما فيها، يرى الملائكة ويصافحها،... ،يبصر ويبصر فقط وفقط من زاوية واحدة بأن لا فاعل في الوجود حقيقة إلا الله ؛ وذلك ليستلهم: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى }[الأنفال : 17].

    فالبصيرة تستلهم رفدها من {فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الروم : 50].

    نظر لا يبصر إلا يدا الكريم تركت آثار رحمة ربها فازدهت الأرض ولبست اخضرار ألوانها، وقدمت جني ثمارها هدية من ربها تحقق وعده {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [هود : 6].

    لم يعد لديها تلكؤ كما يفعل العقل ولا توقف وهي تقرأ{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات : 96]، بل على العكس يجادل العقل ويشاكس الضمير وما تناور البصيرة، بل ترشد لقوله تعالى: {ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }[الأنعام : 102]،

    فحين تكشف البصيرة لبس الخطاب ويستيقن العقل ويستقر الفؤاد، ويراجع دروسه في الفقه الكبير والأكبر، ينغمس الأديب في هذه البحبوحة الإيمانية يبصر الأشياء على غير ما يبصره الآخرون، ويدرك ما لا يدركه الآخرون، ويزداد يقينا وثباتا ويستلهم عالم الغيب والشهادة سبحانه من علام الغيوب ليكشف له من وراء حجب غيب الأمور ليس فقط على ما هي عليه؛ وإنما على ما ستئول إليه.

    آنئذ يصدح بلبلنا بجميل الشدو مما لم يسمع من قبل، فتقبل عليه الرياض ويقبل عليها ويعلو ويعلو فوق أشجارها مستلهما أشجانها، متفرسا حاجاتها، مستكشفا خفاياها، ساعيا مكرما في احتياجاتها سعي رءوف رحيم مستمدا من خزائن رب عزيزوهاب.

    اترك تعليق:


  • منجية بن صالح
    رد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الأستاذ الكريم مصطفى شرقاوي
    أخي في الله لا شكر على واجب وأنا أقول عن قناعة راسخة أن الكتابة هي رسالة و ألتزام بقضية تحتم على حاملها أن لا ينقطع عن آدائها بقطع النظر عن ما يحدث حوله فالعمل القصد منه وجه الله تعالى فمن يقصد الكريم لا يخيب بحوله و قوته و الأجر منه تعالى و المسلم يلتمس لأخيه ألف عذر فلو لا محبتنا لإخواننا لما كتبنا في هذا المنتدى الطيب
    و نحن نتحدث عن الحب و الجمال فلا بد أن نستشعر جمال الروح التي بين جنباتنا حتى نستطيع أن نراه في الآخر و نثيره فيه على قدر امكانياته حتى تستجيب فيه روح الخلق الملهمة من الله سبحانه و تكون للكلمة معنى و رسالة
    أرى و الله وحده أعلم أن هذه هي رسالة كل من عشق الكلمة و تحاور معها صادقها التزم بها فتعشقت به و حملت معانيه و أفراحه و أتراحه و التي في كل الحالات لا يمكن أن تخلو من الحب و الجمال
    شكرا أستاذ مصطفى على ردك القيم و الى لقاء آخر ان شاء الله تعالى
    دمتم بألف خير
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اترك تعليق:


  • مصطفى شرقاوي
    رد
    الأستاذة الفاضله / منجيه .........

    سوف أشكر إهتمامك بالموضوع لسببين .. الأول : أنك تحاولين إلمام الموضوع بأكثر من طريقه ولو لم يثمر ذلك إلا بفتات المعلومات ولكنك لازلتِ تقاومين .. فشكرا لكِ
    الثاني : أعطي العذر لأساتذتي ومن مروا من هنا من وعد بالتعليق ولم يعلق ومن بدء بالتصديق ولم يكمل معنا الموضوع ربما هذه الأسباب ستكون سببا لهجران الموضوع .. فلمرورك تقدير فشكرا لك . هذا عن فرمان الشكر لمن يستحق الشكر ..

    قالها أستاذ ليشوري قبل ذلك بأن الكتابه في هذا المجال ذو شجون ... نعم فلي ظن أصدقه أن الخوض في هذا الموضوع بمثابة رساله غائرة في جرح النفس الحسيه التي تحملنا وتجملنا .. بعيدا عن وصف قرين الروح بها .. فإنه عندما يصدق الإحساس حسه نجد التآلف بين الروح والنفس , ربما هي حقيقه جديده ولكنها قديمه وثابته ثبات الشجعان الصابرين من نجد بينهم وبين أنفسهم ألفة ومحبة وقبول , هل جربنا ذلك مسبقا ؟
    هل وجد احدنا غربه بينه وبين نفسه ؟
    هل نجد في أحساسيسنا والمشاعر ما يجعلنا نقهر أنفسنا آلاف المرات ونعذبها شتى أنواع العذابات ؟
    لو لم نكن نحن عينا فبالكاد أحدنا يعرف أحدهم .... الشاهد أنه عندما ترتقي الروح إلى درجه من القناعه المرضيه في حب الإله " ولا نخلط " نجد أن الروح النورانيه كما ذٌكر فيها تضئ الطريق للسالكين حتى تصل بهم إلى وضوح اليقين وترتقي بها لعليين المحبين فنجد أن فضل الله قد غمر هؤلاء الخواص من كل مكان " والدليل على ذلك حٌفاظ القرآن " .
    ونحن على البر دونما الغوص في عمق العمق ولأن بر الروح عمق غائر عند من يٌعمل عقله ويصدر به الأوامر فتجده يتفيهق ويتشدق دونما الوصول على الخط الأول للفهم ... فنجد ملامسه وأية ملامسه لهؤلاء الطيبين الأوائل ....

    لاشك أن المفهوم يصل ويتصل بأناس ولولم أظنني واهم .. أى أعاود القول بأن هؤلاء الروحانيين يتصلون مع الله أولا ومن ثم أنفسهم وبعدها يتصلون بكل سهوله ويسر مع العالم الخارجي ..... أما عن تآلفهم فحدث ولا حرج ... المؤمن يألف مؤمن والمنافق يألف منافق والأول مع الثاني لا يتآلفان .. هذا من المظرة الاولى والمحادثة الأولى بعيدا عن المكوث السنوات الطوال لتحليل الشخصيه .. أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ... هنا العلاقه بين النفس وبين النور علاقه طرديه .. فلا يمكن ابدا أن نتخيل كما تخيلوا في علوم النفس مدعين بروحانيات من على غير الإسلام .... كيف تسمو هذه الروح وهي على الطريق الخاطئ وهذا محور النقاش في هذه المداخله لمن عنده ما يفيد من الأساتذة ؟

    اترك تعليق:


  • منجية بن صالح
    رد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    كيف نصل بكتاباتنا إلى هذه الحالة الجيده ....... من الأفكار ذات الفائده ...

    الأستاذ الكريم مصطفى شرقاوي
    هذا ما نبحث عنه حتى نرتقي بمستوى الكتابة ونرسخ انتمائنا الى أمة اقرأ و التي تركت الكتاب الى مهام أخرى
    هذا الجزء هو الثاني من قرائتي لمقتطفات من كتاب رسائل الأحزان لمصطفى صادق الرافعي رحمه الله تعالى و الذي وعدت بتنزيله

    مشينا بين الجمال المنظور و بين الجمال المعقول وهي تجمعهما في شخصها و معانيها على حين أن الطبيعة لا تكاد ترضيك من هذه الجهة إلا اذ عرضت لك ألف شيء جميل .ثم فئنا إلى روضة على شاطئ النيل يسافر النظر في أرجائها و تتموج للعين كأنه بحر أخضر تهتز عليه هنا و هناك أمواج ملونة من الزهر....

    قلت : فلأكن آدم هذه الجنة اليوم قالت : ثم تخرج منها كما خرج ....قلت : فإن الخروج لا يأزف إلا عند غروب الشمس "كقانون المجلس البلدي "......فضحكت و حضرتها النفس الثالثة ثم مدت عينيها الذابلتين في شواطيء ذلك البحر الأخضر و قالت : ألا تظن يا آدم الصغير أن إدراك الجمال الطبيعي في الأرض هو بقية فينا من نفسية لآدم الكبير لدن كان في السماء و قد ورثناها عنه ؟ قلت : لا أظن ظنا بل أنا مستيقن فإننا طردنا من الجنة و لكنا استرقنا منها قدر ما وسع خيالنا , فإدراك الجمال في أي أشكاله و بأي طرقه إنما هو متاع الروح الإنسانية على طريقتها الأولى في عهدها الأول .إن هذا الجمال لم يخلق إلا للحس و التخيل فهو كلام بين السماء و باطن الإنسان

    قالت : فأنت الساعة تكلمك السماء ؟و تقول لي .....قالت : يا ويحي ماذا تقول لك السماء ؟ قلت : فإنها تقول ما لك منصرف عني بملك من ملائكتي و نسيت حتى الشمس فلم تنظر اليها ؟ قالت و جوابك ؟ قلت : جوابي هو أن بعض الأسرار الإلهية يبحث في العلم عنها و بعضها يكون من الجلال و الإشراق و السمو بحيث يبحث فيها هي عن العلم , فالسر الكامن في هاتين العينين و في هذا التكوين و في هذه الطلعة هو الذي أبحث فيه عن علم قلبي في تلك الساعة ذكرت هي الشعر و قالت : إنه يخرجنا الآن من حدود العمر الأرضي , فإن في هذا العمر ساعات لا تحسب منه إما لأنها أبدع و أجمل فلا يلائمها و إما لأنها أقبح و أسخف فلا تلائمه , أفتراها أقبح و أسخف ...؟قلت : يا شاعرتي العزيزة إن اللغة أيضا تخرج من حدود الأرض أحيانا فهي في مثل هذه الساعة في مثل هذه الروضة في مثل هذه الجميلة لا تِؤدي إلا معنى الجمال و الحب .أما الأقبح و الأسخف فلا يدخلان هنا إلا بعد أن نخرج نحن و يدخل غيرنا .......

    للرافعي رحمه الله تعالى أسلوب فريد في الكتابة فهو يطوع الكلمة و يضفي عليها من إحساسه بالجمال و الحب و الذي هو تداخل راق بين الجمال المنظور و الجمال المعقول كما يعبر عنه بتلقائية و عمق ينم عن تجربة معاشة فلا يستطيع من لم يذق طعم الشيء أن يكون صادقا في وصفه له كما أنه لا يستطيع أن يعيش مع هذه الروح بالقراءة من لم يكن مقتنعا بوجود هذا المستوى الراقي للكلمة و المعنى المنتظم في منطق يسري بك ثم يعرح إلى السماء لتري من خلال هذا البعد الروحاني أبعادا أخرى غير أرضية و لا سماوية بل هي تواصل مطرد بين الأرض و السماء تنظر إلى الأرض من خلال الغيب الكامن فيها و إلى السماء من خلال الأرض و ما فيها من أعمال تثمر في عالم الغيب و كأنه يريد أن يقول لنا أن العمل الوحيد المثمر هو الإحساس بالحب و الجمال و النظر من خلالهما إلى الأشياء و التعامل معها بنفس الروح سوى إن كان ذلك بالاستبطان أو بالتفعيل العملي في الخلق

    و هذا المستوى الشعوري الحسي هو ما يعيشه الكاتب فيحرك نبض قلبه و قلمه فيكون لبوحه و حواره مع من يحب مذاق آخر فكأنه يناجي نفسه التي تشبعت بهذا الجمال و الحب الذي تجسد في الطبيعة الكونية و الإنسانية و تواصل تواصلا بديعا لأن خالقه هو بديع السماوات و الأرض وهو الذي أحسن كل شيء خلقه و أضفى عليه من نوره ليجعل الشاعر بهذا الوجود يعيش بعدا آخر ليس أرضيا و لا سماويا وهو ما يعبر عنه الرافعي رحمه الله تعالى عندما يقول

    لا أظن ظنا بل أنا مستيقن فإننا طردنا من الجنة و لكنا استرقنا منها قدر ما وسع خيالنا , فإدراك الجمال في أي أشكاله و بأي طرقه إنما هو متاع الروح الإنسانية على طريقتها الأولى في عهدها الأول


    كيف تبادرت الى فكرالكاتب هذه الخاطرة ؟ و بأي لغة عبر عنها حتى تصل إلى القارئ في أبهى حلة فتلامس قلبه و تستقر في وجدانه ويتشوق إلى هذا العالم المنظور على مستوى الكلمة و المعنى والمعقول في فطرة كل فرد فينا ؟

    لا يمكن أن تعبر النفس المعتلة عن هكذا عالم لأن خيالها حسي مادي ملوث فهي لا تستطيع أن ترقى إلى هذا المستوى و تعبر عن عالم لا يكون الدخول إليه متاح إلا للروح الطاهرة لأنها نورانية تتلقى الفيض الرباني برحمة الله تعالى و بوسع ادراكي غير متاح للنفس المريضة و التي تلوثت معانيها
    و كأن الكاتب في هذه الفقرة يعبرعن منظر طبيعي يشاهده و يعبر إليه حتى يصفه بمفردات بسيطة في مظهرها لكنها عميقة في باطنها لما تختزله من حس مرهف و شفاف تشبعت به في عالم الغيب

    فهو يخرج من حدود العمر الأرضي كما يقول حتى يستطيع أن يتكلم بلغة هي أيضا خارجة عن حدود الأرض فيحلق معها و بها في فضاء لا محدود في عالم الحب و الجمال
    هي الكتابة الراقية و التي يخطها قلم الروح على لوح قلب الإنسان تتنزل عليه كمعنى تحمله الكلمة و تحلق به في سماء بديع السماوات و الأرض و كأنها تقول إنني من الله و إليه سوف أرجع بإذنه فكأنها دعاء و صلاة متواصلة و موصولة بالله تعالى عبر الزمان و المكان هذه قراءتي لما كتبه الرافعي رحمه الله تعالى فهو نموذج و كاتب لأدب رفيع و راقي و الذي نفتقده كثيرا في أيامنا
    مع تحيتي و تقديري
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    اترك تعليق:


  • مصطفى شرقاوي
    رد
    الأفاضل الطيبين رواد الردود السالفه والمطلعين عليها مؤيدكم ومعارضكم لما كان فيه من الردود ,, سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ..

    حقائق الإلهام الروحي وربطها بين الأحاسيس والمشاعر يعرفها أناس ويجهلها آخرون ولسنا نزعم كما ورد أننا من اهل الصفه الملهمين , ولكن هناك إلهامات تختلف بحسب الإهتمامات وهناك إلقاء من الشيطان وهناك تخيلات من العقل تاتي بفضل التجارب والخبرات والإحتكاكات الزمنيه مع الأحداث ... كل ما سبق يعتبر شخصا واحدا مبدعا .. لو توافرت فيه جميع الشروط .. أى رجل ملهم حساس صاحب خيال تصويري .. إذ أننا نجده يستقبل المؤثر الخارجي ويصدقه ويمرره على إحساسه فيزكيه فيخرجه لنا على أفضل هيئه ممكنه نصا كان أو رؤيا عين .. فهناك من يتعاملون بزكاء العاطفه مع زكاء الطرح مع فكرة قويه راسخه فيهم ومعتقد ثابت ثبات الجبال الراسيات ... هؤلاء يحملون هما واحدا ويضعونه نصب أعينهم فلو صدق الهدف منهم لتوحد أمامهم الطريق واستقام وكانت المعية من رب البريه لما صدق الطويه أصلح المولى له المطيه .
    كيف نصل بكتاباتنا إلى هذه الحالة الجيده ....... من الأفكار ذات الفائده ...
    هذا ما أريد نقاشه بجانب المحاور الرئيسية التي وضعتها في أول الموضوع للنقاش .. وليتنا نتفق أن نتفق .. فلن أطلب منكم حقيقة الروح لأننا لا نعرف عنها شيئا ولا نعي منها إلا ما قد جاءنا نصا ونقلا لأن العقل لا يتسع للفكر في ماهية الروح وحقيقتها وكذا لا أطلب أن أغوص في الداخل كفانا ألقا إن نحن اتفقنا أن نتواصل مع الألفاظ الخارجه دونما الغوص في أعماق الكاتب لأننا وبصراحه قليل منا من يجيد فن الغوص بداخل قلم الآخر هذا " إلا من رحم ربي " من الأقلام الذكيه صاحبة الحس الصادق والشعور النبيل , كما أطلب من أساتذتنا أرباب البيان ان يوضحوا لنا ما دور اللغة والبلاغة لمساعدة الكاتب صاحب هذه المواصفات إن توفرت فيه المنح الربانيه السابقه ولم يتوفر عنده الإسلوب كيف له بتعبير إسلوبه ميسور ينطلق نحو الهدف ولا يدور .

    هذا ما أود النقاش فيه وما احاول أن أكتال منه هي الخبرات الحقيقية من الاقلام الموجوده بيننا لتعبر بصدق عن مدى ما وصلنا إليه من الرقي الروحي والذوق الأدبي المصحوب بالحس الدافئ الصادق والشعور النبيل الواثق .........
    التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى شرقاوي; الساعة 07-01-2010, 19:33.

    اترك تعليق:


  • منجية بن صالح
    رد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الأساتذة الأفاضل

    لعل بهذه المبادرة المتواضعة نستطيع أن نستكمل الحوار في الموضوع الذي طرحه الأستاذ الكريم مصطفى شرقاوي و الذي توقف عند نقطة البداية و حتى لا تكون النهاية اسمحوا لي بأن أقدم لكم هذه القراءة لمقتطفات وجيزة من كتاب لمصطفى صادق الرافعي وهو بعنوان رسائل الأحزان في فلسفة الجمال و الحب

    لماذا اخترت بالذات هذا العمل ؟وجدت أنه يمكن أن يكون نموذجا و مثالا لكتابة مصدرها الإلهام الروحاني استقاه الاحساس الانساني و أستشعره القلب و استقبلته شاشة الخيال فكانت صور الجمال و الحب تحلق بالقاريء في فضاء الإبداع المترامي الأطراف و الذي لا يمكن أن يكون إلا من الهام بديع السماوات و الأرض سبحانه

    كيف ذلك ؟ يجسد الرافعي الحقيقة ويقول :

    و لكن ما أجمل الحقيقة ترسل أشعتها و ألوانها في قلب الجميلة فتمتهد لها فيه أرضا من الشعاع ثم تهبط من السماء الكبرى الى هذه السماء الصغرى جمالا في جمال و حقيقة على حقيقة و شعرا على شعر و معنى يوحي به إلى من هي تفسير له .تلك حقيقة الجمال الذي لا يفهم إلا بمثال عليه من امرأة و إن من النساء تفسيرا بديعا لهذه الحقيقة و منهن تفسير ناقص و بعضهن مغالطة في التفسير,و بعضهن مسخ , و بعضهن كالتضريب و الشطب لا يفسر شيئا و لا يصحح شيئا و لكن يمحو
    و يطمس ......

    هذا الاحساس الراقي بالأنثى لا يمكن لنفس معتلة أن تستشعره حتى تعبر عنه فالحقيقة بالنسبة للرافعي هي من أحب وهي في جسد أنثى طهرتها أنوار الحقيقة و أسبغت عليها ألوانها فأحتواها القلب فهي السماء و الجمال و الشعر و معنى رباني يتجلى على جسد المرأة ليفسر مفرداتها للخلق فحبيبته هي عذرية مريم و روح عيسى عليهما السلام و هما حقيقة الجمال و الحب الرباني و الذي يتجلى في الانسان

    كيف عاش الرافعي هذا الاحساس و هذه الصور التي تنتقل بالمتلقي بين الأرض و السماء بين الحب و الجمال بين النور و الظلمة بين الحس و المعنى و كيف كتب عنه ؟ لا أحد يدري

    لقد أخذ المرأة كنموذج تتجسد فيه الحقيقة الربانية الكامنة و الظاهرة ففيها الغيب و الشهادة و التي تتجلى في أبهى معانيها فيختزل هذا الكيان الرباني سمو الروح و شفافية الحس حتي يستطيع تحميل المعاني على المباني ثم تراه يسرد نماذج أخرى من النساء و التي هي ايضا تفسير لحقائق نعيشها حتى يأخذ بيدك و ينزل تدريجيا و من فوق سبع سماوات الى أرض الواقع بكل سلبياته و كأنه يطالب القاريء بالتعرف على الفرق بين حقيقة و أخرى و شتان بين هذه و تلك و كأنه أراد أيضا أن يقول أن المظاهر متعددة تعدد الخلق لكن الحقيقة الربانية واحدة لا يمكن أن تزاحم و الكتابة عن هذه الحقيقة لا تكون الا بالهام من صاحب الحقيقة لأنه وحده العالم بها ووحده القادر على إظهارها في خلقه

    أتمنى لكم قراءة شيقة فأنا شخصيا استمتعت جدا بهذه الرسائل و لا أدري لماذا الرافعي رحمه الله تعالى سماها رسائل الأحزان رغم أنها تتحدث عن أحلى شيء في الوجود ألا وهو الجمال و الحب أرجو من الأستاذة الأفاضل التعليق بما يروه صالحا لإثراء النقاش و طرح أرائهم و لقد اخترت مقتطفات أخرى سوف أنشرها و أعلق عليها لاحقا ان شاء الله تعالى – يتبع -دمتم بألف خير السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


    اترك تعليق:

يعمل...
X