أهلا أستاذ أحمد الودعاني حياك الله
ومداخلة قوية ومهمة جزاك الله عنا خير الجزاء
وأرى أن العلاج الناجع النافع والمفيد لمثل هذه الأمور ليس في ذكرها لأن ذكرها ينشرها عند من لم يكن منتبها لها ولم تخطر على باله أبدا بالفطرة
بل يكون العلاج في محاربة منابعها وبواعثها وأسبابها
فستر الجرح في محاولة لأخفائه ثم علاجه
قد يجعله يتقرح ويلتهب ثم يكبر ويتفشى المرض
ويستفحل ،
الحياء والخوف من الفضيحة هو ما جعل هذه السلوكيات
تنتشر في مجتمعاتنا ،
هي ظاهرة وليست حالات شاذة إطلاقاً!
لقد كنا قديما حين نسمع عن حالة فردية كهذه تقوم الدنيا
ولا تقعد أما الآن فأصبحنا نقرأ ونسمع ولا نحرك ساكناً !
لقد ألفنا السلوكيات الغريبة الشاذة الخاطئة فلم نعد نهتم
هذه السلوكيات أصبحت تتغذى على الصمت والسرية والخوف
من مطرقة الفضيحة والعار
لتكبر وتنتشر وتنمو ثم تخلف لنا جيللاً مشوهاً مليئاً بالعاهات
النفسية وربما مجرماً يساهم في تلويث المجتمع وقتله وإنحداره ،
لقد ساهمنا بخروج هذه السلوكيات والظواهر المقززة المريضة
ونحن نخضع لمجتمع كثر فيه العيب والعار والشنار وليته
كان عيباً صحيحاً بل هو عيب صامت قاتل ،
وعلينا هنا أن لا نلتزم الصمت تجاه هذه الجرائم
في حق الأنسانية والمجتمع والأخلاق وإلا وجدنا أنفسنا
أمام مجتمع أوديبي مختلط النسب بل ومجهوله أيضاً فلا
نستطيع وقتها أن نعرف مَن الأب من الأم من الجد الخ
والأدهى عدم الخوف من الخالق وأجتناب نواهيه والبعد
عن غضبه !
لقد حاول باحثان هما آدم ونيل (1967) أن يدرسا هذا الأمر من الناحية البيولوجية البحتة فقاما بتتبع حالة18 طفلا كانوا ثمرة زواج محارم (أو بالأصح زنا محارم) فوجدا أن خمسة منهم قد ماتوا، وخمسة آخرين يعانون من تخلف عقلي وواحد مصاب بانشقاق في الشفة وسقف الحلق، وهى نسبة مفزعة خاصة إذا عرفنا أن العيوب الخلقية في عامة الأسوياء حوالي2%وأغلبها تكون عيوب غير ملحوظة.
لذلك خلص هذان الباحثان إلى أن زنا المحارم لو انتشر فإنه يمكن أن يؤدى إلى انتهاء الوجود البشرى من أساسه، وربما يكون هذا جزء من الحكمة من التحريم الديني والتجريم القانوني والوصم الاجتماعي.
قال الرسول عليه الصلاة والسلام
"مروا أبناءكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها
لعشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع "
هو فساد أخلاقي ودمار إجتماعي وليس الحل بالسكوت
فقد تكون هناك أم جاهلة وأب لاهي وأخ لا يفكر الخ
وبالتوعية والرقابة والفهم قد نساهم في قفل أبواب كثيرة
تؤدي إلى هذا الدمار والفساد والقتل ،
شكراً لكَ أستاذ أحمد وكل التقدير ،
اترك تعليق: