هل بات من الضروري : أن نقول مالا نفعل ؟

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يارا محمد
    عضو الملتقى
    • 03-12-2009
    • 77

    #31
    الكل بلا استثناء يقول ما لا يفعل
    وان فعل ذلك فسيكون له عذره القوى الذي يحاول ان يقنعك به

    تعليق

    • د.حسن عبيد
      عضو الملتقى
      • 08-01-2010
      • 15

      #32
      هل أصبحنا على دين كبرائنا ؟!!!

      الأخت غادة :
      شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

      هل بات من الضروري أن نقول ما لا نفعل ؟.
      أعتقد أن ذلك صار سمة فينا .
      نحب أن نحمد بما لم نفعل .
      ثم تطورنا فأصبحنا نقول ما لا نفعل .
      شجعني قول الأستاذة ريمة الخاني على التمادي في
      الموضوع أكثر راجياً السماح و المعذرة .
      ""يقول العامة طليق اللسان مقطوع اليد!!! ""
      و مشهور أن عصا الجبان أطول . و أنه ظاهرة صوتية أكثر من كونها ميدانية .
      أم أننا أطعنا كبراؤنا . فأصبحنا ظواهر إعلامية فقط . و بدون طحن أو طحن على الفاضي .و صرنا على دينهم .
      في بيئتي حيث يفلح الفلاحون الأرض . و في الفلاحة يوصف شق الفلاح للأرض بالخط القويم المستقيم كالقلم .
      لكنهم يقولون : " العوجة بتطلع من الثور الكبير ."
      أخلص للقول أننا في ذلك بين حالي العجز و تقليد السادة .
      [FONT=Andalus][SIZE=7]الدواء بغير حاجةٍ داء[/SIZE][/FONT]

      تعليق

      • غاده بنت تركي
        أديب وكاتب
        • 16-08-2009
        • 5251

        #33
        المشاركة الأصلية بواسطة صادق حمزة منذر مشاهدة المشاركة
        الأخت غادة بنت تركي


        إذا قرأنا في مقدمتك أسئلة مجموعة الإيجاب الأولى
        ( هل تحب العدل .. والتسامح .. والصدق .. والأمانة .. )
        ثم أسئلة مجموعة السلبية الثانية
        ( هل تكره الشر والنفاق .. والتصنع .. والازدواجية .. )
        وسنجد أن الجميع يجيبون صادقين على أسئلتك بالإيجاب لأنهم فعلا يحبون أن يحملوا
        صفات المجموعة الأولى ولا يحبون أن يحملوا صفات المجموعة الثانية
        فما الذي يغير الناس ويجعلهم لا يفعلون ما يقولون وما يحبون ؟؟
        وما الذي يدفعهم لعمل ما لا يحبون ؟؟
        في الحقيقة ومن واقع تجربتنا نعلم أن هناك الكثيييير الذي نفعله ونحن لا نحب
        ممارسته وأبسط المعاناة في هذا أن تجد نفسك مجبرا على طبخ ما لا تحب إرضاء
        للآخيرين وقد تضطر أيضا لتناول هذه الطبخة التي لا تحبها إرضاء لغيرك
        ولكن القضية أكبر من مجرد ضغوط وإملاءات و ضعفات
        إن الأسئلة الآنفة هي ببساطة تجربة سلوكية نفسية علمية تفيد بأن الإنسان بوجه
        عام يحب القيم الخيرة بعموميتها نسبيا ويكره القيم السلبية أيضا بوجه عام ولنأخذ
        تجربة أخرى .. عندما نشاهد فيلما سينمائيا يصور شخصية سلبية لقاتل مثلا
        فتتشكل لدينا ردود فعل ومشاعر حاقدة ضده تطالب برأسه لمعاقبته على ما اقترف
        وهذا الموقف يؤكد أن الإنسان لا يحب الخطيئة ولا الخاطئين ويدينهما بكل ما يستطيع
        في حين أنه لو أخذنا مثلا آخر كأن تدخل منزلك لتجد لصلا يحاول ذبح أو اغتصاب أحد أفراد عائلتك
        وبشكل عام جميعنا لن يتردد في قتل هذا اللص لو استطاع ..
        ولكن هذا ليس حبا بالقتل ولا بالجريمة وأنما شيء آخر . .!

        وبالعودة لأسئلتك بمجموعتيها .. وبالسؤال الأخير لماذا لا نفعل ما نقول أو ما نحب
        في الواقع أن كل الصفات التي ذكرتها هي مجرد صفات يحب أن يتحلى بها كل إنسان ولكنه يحب نفسه أكثر من تلك الصفات المجردة ..
        فهو يحب أن يكون صادقا حافظا للعهد والمودة ولكنه يحب نفسه أكثر فإن اضطرته مصلحته أن لا يكون صادقا فسيفعل
        وهو لا يحب أن يكون مجرما قاتلا ولكن يحبه نفسه أكثر وإن اضطرته مصلحته أن يفعل ذلك سيفعل

        فلكل شيء استثناءات تقتضيها المصلحة والمنفعة .. حتى في الشريعة لُحظت هذه الاستثناءات وأعطت للمضطر حِلا من التشريع

        وكما نعلم الحرب خدعة فان تحب ان تكون صادقا شيئ ولكن ليس بالحرب التي قد تخسرها بصدقك الغبي ..!!
        وقد فعل المسلمون كل ما وجب لكسب معاركهم .. من خديعة أو رشوة وتحريض على الخيانة في صفوف الأعداء ..
        هذا باختصار شديد هو سلوك الإنسان البشري فردا وجماعات ومجتمعات ودول
        ونحن ما زلنا نعاني من المغتصب الصهيوني القائم في خاصرتنا نتيجة وعد بلفور الذي زامن مئات الوعود للعرب في مراسلات حسين - ماكماهون في أكبر قضية ( ضحك على اللحى ) عرفها تاريخ السياسة الدولية المعاصرة مارسها البريطانيون ضدنا ولهذا فهم يتحملون مسؤولية إنسانية تاريخية عن كل ما يجري في فلسطين الآن ..!


        تحيتي لك

        أهلا بالأستاذ صادق حمزة منذر
        يشرفني تواجدك أستاذي الكريم ومداخلة ثرية بكل الأوجه
        والتبيين لما نناقش ،

        سيدي الكريم قد نبدأ بممارسة هذه السلوكيات كضغط
        أو إختيار أو إجبار ولكننا مع الوقت نعتاد هذه السلوكيات
        ونستسهلها فتصبح عادة وسلوكاً آخر نتبعه ونعيشه ،
        الفكر هو ما يقودنا حتماُ لكل خير أو شر !
        فالأنسان هو أفضل خلق الله سبحانه وتعالى وقد خلقه
        وفضله لعبادته وبناء الأرض وإعمارها ،
        وقد قرر لنا بالقرآن الكريم السلوكيات التي يجب أن نتبعها
        ونحافظ عليها لكي يكون المجتمع نظيفاً آمناً متماسكاً قوياً ،
        وفي الدراسات أثبت أن 90% من سلوكياتنا هي إنما طبيعية
        تتأتى مما أكتسبناه من التربية والبيئة والثقافة والمحيط الخ ..

        وبالعودة لأسئلتك بمجموعتيها .. وبالسؤال الأخير لماذا لا نفعل ما نقول أو ما نحب
        في الواقع أن كل الصفات التي ذكرتها هي مجرد صفات يحب أن يتحلى بها كل إنسان ولكنه يحب نفسه أكثر من تلك الصفات المجردة ..
        فهو يحب أن يكون صادقا حافظا للعهد والمودة ولكنه يحب نفسه أكثر فإن اضطرته مصلحته أن لا يكون صادقا فسيفعل
        وهو لا يحب أن يكون مجرما قاتلا ولكن يحبه نفسه أكثر وإن اضطرته مصلحته أن يفعل ذلك سيفعل

        نعم أستاذ صادق الأنسان يحب الخير ويكره الشر ولا يجب أن نقف
        عند هذا الأمر !
        يجب أن نحارب ما نكره لا أن نتبناه فيكون لنا عنواناً وسلوكاً !
        ثم هنا هو لب الأمر وجوهره فالنفس الأمارة بالسوء ليست كالنفس
        الخيّرة المحاربة للشر والسوء وقد أقسم المولى عز وجل بها أحتراماً لها
        وتبياناً لعظم هذا السلوك البشري !
        ( أحب لأخيك ما تحب لنفسك )
        هو تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم لنا وبناء الشخصية
        الأسلامية السوية التي رأيناها أذلت جبابرة الأرض وفتحت
        بلاد الأباطرة والأكاسرة ؟
        ومن هنا يبدأ الشر ويغزو الضعف وتتكاثر جراثيم الأمراض
        والسلوكيات الخاطئة السلبية : من الأنا وحب الذات والملذات !
        من أن نستسهل الكذب والنفاق لكي نحقق مكاسب زائفة مؤقته
        على حساب الأخلاق والصدق والتكافل !
        فتنمو المجتمعات المريضة وتجف تربة الخير ليموت كل ما
        نحاول زرعه وغرسه في كل جيل عل وعسى نستطيع أن
        نحقق ولو اليسير مما كنا نراه على أجدادنا ومربونا ،



        فلكل شيء استثناءات تقتضيها المصلحة والمنفعة .. حتى في الشريعة لُحظت هذه الاستثناءات وأعطت للمضطر حِلا من التشريع
        حلاً تقتضيه المصلحة والمنفعه نعم
        ولكنه ليس حلاً على حساب الآخر والأخلاق والعدل والمصداقية !
        الشريعة لم تضع الحلول والأستثناءات لنتبع الشر في حالة
        المصلحة أو الضرر فتمنع الضرر عني لتجعلني أمرره للكثيرين
        أضرهم به بل وأساهم في الهدم لا البناء !
        قامت الشريعة على الخير ورفع المشقة والضرر عن المسلم
        وذلك لرفع المشقة وأستبدالها بما يعين على العبادة والحياة
        فاليسر ورفع الحرج رافدان أساسيان في الدين الاسلامي :

        قال تعالى:

        { هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ } [ الحج: 78 ].
        قال ابن عباس: إنما ذلك سعة الإسلام، وما جعل الله فيه من التوبة والكفارات.
        وقال تعالى: { يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [ البقرة: 185 ].
        وقال تعالى: { يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا} [ النساء: 28 ].
        وقال صلى الله عليه وسلم: "بعثت بالحنيفية السمحة" أخرجه أحمد وسنده حسن.
        أي: السهلة اللينة، وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه" البخاري.
        وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله شرع هذا الدين فجعله سمحا سهلا واسعا ولم يجعله ضيقا".


        لذا أستاذي الكريم لم يحرر الدين المسلم من المشقة بالسلوكيات الخاطئة
        بل علمه أن يبحث عن البديل الحقيقي الصالح لا الشر والأنا
        وهذا ما يجعلنا نقول : هي بدائل تختارها الأنا لكي تخفف على
        النفس المشقة في السلوكيات الحقيقية الصادقة الأيجابية لأنها في غالب
        الأحيان تكون صعبة وتحتاج لأرادة صلبة وضميراً حياً ونفي
        الخوف الأنساني وحب العاجل على حساب الآجل الأكثر ثباتاً ،



        وكما نعلم الحرب خدعة فان تحب ان تكون صادقا شيئ ولكن ليس بالحرب التي قد تخسرها بصدقك الغبي ..!!
        وقد فعل المسلمون كل ما وجب لكسب معاركهم .. من خديعة أو رشوة وتحريض على الخيانة في صفوف الأعداء ..

        الحرب خدعة نعم ولكن خدعة محمودة وليست خيانات
        ودسائس ومكر وحقد !
        نتعلم الحرب والخدع من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
        وصحابته والتابعين فلم نر منهم ما يشير لدسائس وخيانة
        ومكر في أي حرب !
        بل أخلاق ورجولة وسلوكيات رائعة قويمة ،

        هذا باختصار شديد هو سلوك الإنسان البشري فردا وجماعات ومجتمعات ودول
        ونحن ما زلنا نعاني من المغتصب الصهيوني القائم في خاصرتنا نتيجة وعد بلفور الذي زامن مئات الوعود للعرب في مراسلات حسين - ماكماهون في أكبر قضية ( ضحك على اللحى ) عرفها تاريخ السياسة الدولية المعاصرة مارسها البريطانيون ضدنا ولهذا فهم يتحملون مسؤولية إنسانية تاريخية عن كل ما يجري في فلسطين الآن ..!


        نعم صدقت أستاذ صادق
        وهو ما نناقشه من أن السلوكيات الخاطئة التي تعتمد المكر
        والنفاق والخديعة والأنا تقودنا لما لا يحمد عقباه !
        وها نحن نعيش هذه الأمور المخزية نتيجة تلك السلوكيات
        المخزية القاتلة من كلا الجانبين ،

        أشكرك أستاذي الكريم وأشكر حضوركَ القيم
        ومداخلتك الثرية ،
        نســــــــــــــــــــامح : لكن لا ننســـــــــى
        الحقوق لا تـُعطى ، وإنما تـُـنـتزَع
        غادة وعن ستين غادة وغادة
        ــــــــــــــــــ لاوالله الاّ عن ثمانين وتزيد
        فيها العقل زينه وفيها ركاده
        ــــــــــــــــــ هي بنت ابوها صدق هي شيخة الغيد
        مثل السَنا والهنا والسعادة
        ــــــــــــــــــ مثل البشاير والفرح ليلة العيد

        تعليق

        • غاده بنت تركي
          أديب وكاتب
          • 16-08-2009
          • 5251

          #34
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
          [align=right]

          تنم تساؤلاتك عن يقظة قلبية؛

          واليقظة القلبية صحوة من سبات لدفع أسباب الانغماس في العادة والإلف والتكرار ولبناء مستقبل واع يخطو خطواته على أرضية اليقين.

          لكن تكمن المشكلة في أسباب العلاج: فلكم من مرة يتخذ المرء قرارا صادقا، جازما، على أن لايعود لفعل مشين، ثم لا يلبث أن يعاود الكرة السيئة، ثانية وثالثة...

          ألا يدفعنا هذا العجز عن الثبات والاستمرارية في سبيل الخير إلى التساؤل أين الخلل؟

          فكثيرا ما ينتبه المرء من سباته، وهي يقظة لكن أنى تغني وسط مزيج مريج تداخلت فيه الأسباب والمسببات؟

          يقظة لا تنقد الموقف هي غفلة مستديمة: ٍ{َقالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ [الأنبياء : 14]فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ [الأنبياء : 15]ِ}

          دعوة اليقظة وصدقها ليس بينها إلا معرفة الحل السليم!!!

          كل الأساليب والأسباب يعتبرها الربانيون بمثابة قلقلة الأواني، أصداء تسمع ولا فائدة ترجى. إذا فما العمل؟

          فإصلاح المرء لنفسه لا يتأتى إلا لمن تذلل بباب "الله رب العالمين لقوله تعالى : { لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ [التكوير : 28]وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَِ} [التكوير : 29] }

          فاستغناؤنا عن باب الله هي مصيبتنا. وقد علمنا جل جلالهحتى كيفية الدعاء : { وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} [النمل : 19]

          ومن يكلف نفسه عناء الوقوف بباب الله ليستمد منه فضله العظيم كيف لا يتمناه لأبنائه وبناته؟ {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [الأحقاف : 15].

          إنه لا فاعل في الوجود حقيقة إلا الله، وتأبى النفوس إلا التجربة وركوب جماحها، ثم لا تلبث إن- هداها الله- إلا أن تقف ببابه في ذلة وانكسار قلب ليتولاها سبحانه وتعالى ويتولى أبناءها.

          تلك حقيقة اليقظة القلبية، وهذه ثمرتها، والفوز العظيم مآلها.

          وما التسويف عنها إلا ضرب من الغفلة المستديمة. والانصياع للأهواء.

          وبين تمني الخير والوصول إليه وإدراكه عكوف على باب المولى ليوفقنا للخير ويعيننا عليه؛ لكن محبة المدح بما لم يفعل المرء والظهور في مظاهر العز للذليل تتبعها نقمة الله وعقابه

          {لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ِ} [آل عمران : 188]

          [/align]
          أهلا بكَ أستاذي القدير محمد جابري
          ورد أستاذ وقدير فعلاً
          سبرت النفس فبحثت عن الخلل ووضعت يدكَ على الحل ،


          ألا يدفعنا هذا العجز عن الثبات والاستمرارية في سبيل الخير إلى التساؤل أين الخلل؟

          فكثيرا ما ينتبه المرء من سباته، وهي يقظة لكن أنى تغني وسط مزيج مريج تداخلت فيه الأسباب والمسببات؟
          الخلل يا أستاذي أننا حين نوّصف هذه السلوكيات كمبدأ يتلون حسب
          الأنا والمصلحة نكون قد أسسنا لغرس هذا الخلل على المستوى الفردي
          ثم الأسري ثم الأجتماعي وهكذا فيحدث الغرق في مستنقعات الأنا
          المريضة المتعالية عن الخير وهو ما يجعل تلكَ الذات تتوهم بل
          وتؤمن أن هذا الخيار سيوفر لها متطلباتها وقوتها ورغباتها ،

          لذا وجدنا أن الله سبحانه وتعالى قد وضع لنا أعرافاً وقواعد
          وسلوكيات حددت أنماط التعامل والتواصل في العلاقات الأجتماعية
          بل وفي كل نواحي الحياة عموماً ،
          وقد حذرنا على أن التعاطي بغير السلوكيات الأيجابية المطلوبة
          سيوفر بيئة سلبية مريضة تساهم في تدمير
          وتقويض المكاسب الفردية
          والأجتماعية التي يجب أن تكون وبالتالي تكون
          سبباً قوياً لتعطيل
          القدرات الأيجابية مما يساهم في تعطيل المجتمع
          والأمة وبالتالي
          الهدم التام لكل ما نحاول ترسيخه من إستقرار وأمان
          وتنمية وعلو الخ ،

          ومن هنا نحاول أن نرسخ مفهوم الإخاء والتكافل والجماعة
          لأننا حينها نكون قد بدأنا بزرع وري المفهوم القائم
          على تكاثر الفردية الأنوية والسلوكيات السلبية أمام الجماعة
          الخيّرة ،
          بينما نرى أن الممارسات السلبية إنما تخرج من الداخل
          وتنمو وتتكاثر في السرية التي تحولها إلى أوكاراً
          من الأمراض النفسية والإجتماعية
          فتهرب من النور إلى الظلام لتتحول إلى أداوت هدم في غياب
          الرقابة والعلن والمسؤولية !


          نحن نعيش زمن إلغاء أو إقصاء الآخر حين أنا !
          سيدي الكريم حين نترك تعاليم القرآن والدين ونسلك مسالك
          الخوف وحب الذات وتغليب الملذات والغرائز على نهي النفس
          عن الهوى يبدأ السلوك الأجتماعي في الأضطراب
          ثم يتحول تدريجياً إلى المرض فالأنهيار للأسف !
          لهذا نقول لنحاول ردم تلك الهوة التي تتسع بداخلنا من إستسهال
          السلوكيات القبيحة السلبية على القويمة الثابتة ،
          نعم نحتاج لأرادة من حديد وقوة وعزيمة ولكن الله لن يخذلنا
          ولن يترنا إن نحن أخلصنا النية والعزم على ترك كل ما يخجل ،
          فقط لو توقف كل منا ليسأل نفسه بصدق :
          لم أفعل ذلك في الخفاء ؟
          حينها سيدرك أنه يخجل من هذا السلوك
          وهو حتماً لب ما نحاول توضيحه ونقاشه هنا ،
          لذا فإن التواصل والتكافل والمحبة تمنحنا البعد عن
          تهميش الآخر أو نفيه أو إقصاءه لأن الذات المهمشة
          لا تحيا بالنور بل تتحول إلى عامل هدم وإنحراف سلوكي
          يتبنى التدمير لكل نجاح وقوة وتماسك ،


          سيدي الكريم وأستاذي الفاضل
          شكر الله سعيكم وحضوركم المثمر الرائع
          وأعاننا على ترك كل ما من شأنه أن يكون
          سبباً في إيذاء مسلم أو جره إلى سوء ،

          تقديري ،
          نســــــــــــــــــــامح : لكن لا ننســـــــــى
          الحقوق لا تـُعطى ، وإنما تـُـنـتزَع
          غادة وعن ستين غادة وغادة
          ــــــــــــــــــ لاوالله الاّ عن ثمانين وتزيد
          فيها العقل زينه وفيها ركاده
          ــــــــــــــــــ هي بنت ابوها صدق هي شيخة الغيد
          مثل السَنا والهنا والسعادة
          ــــــــــــــــــ مثل البشاير والفرح ليلة العيد

          تعليق

          • غاده بنت تركي
            أديب وكاتب
            • 16-08-2009
            • 5251

            #35
            المشاركة الأصلية بواسطة رحاب فارس بريك مشاهدة المشاركة
            الأخت الرائعة غادة



            أحب في شخصك ، تلك الجرأة على طرح الأمور ..
            أعتقد بان الكثيرون منا ، غزتهم تساؤلات كتساؤلاتك ..
            والكثير منا التقوا وواكبوا وجوه تحمل ألف لون ولون ..
            فراعنا اكتشاف ما تخبئه تلك الوجوه ، من تناقضات ؟؟!!
            حتى بت أؤمن الآن ، بأن أكثر الكتاب يفكرون ما الذي سيكتبونه ، ولا يكتبون بم يحسونه ويؤمنون به ..
            إن كان حديثنا هنا يدور عن الأدب ؟؟؟..
            يفكرون ما الذي سيكتبونه ، لتلقى نصوصهم استحسان ، القارئ المتلقي لا أكثر ...ولينالوا رضا القراء لا اكثر ن وعادة لا تكون كتاباتهم عن قناعة ...
            أما إن كان الحديث عن الحياة والمعاملة بشكل عام ..
            فالأيام اظهرت لنا الكثير من الخيبات ..
            وكم قدوة لنا تذاوبت أقنعتها التي كانت تمتلك محبتنا وتحوز على احترامنا لذواتها الشامخة القابعة في قمة فكرنا ..
            فتجلت أمام ناظرنا وجوهها الحقيقية التي لطختها بألف لون ولون !
            موضوعك يشبه قصة قصيرة كتبتها بعنوان ( عنف )

            (عنف)



            تكور الأطفال بالزاوية .
            تابع الصراخ بوجهها المدمى...
            لقد حذرتك ألف مرة:
            لا تغضبيني عندما أعود من محاضراتي ضد العنف !!!!!......




            لدي الكثير لأقوله بالنسبة لموضوعك ولكني أعترف ، بأني لا أمتلك جرأتك ، فأقوم بتناول هذه الأمور على شكل خاطرة أو قصة ..
            لأني أخشى أن تصيبني سهامهم التي تحدثت عنها ، فيتناولوني كوجبة إفطار ، فيقولوا ما لا يفعلونه ، ويفعلون عكس ما يقولوه !!
            لك اجمل باقة ورد وابق جريئة كما عهدتك فنحن بحاجة لأمثالك .

            ليشيروا لنا على موقع الجرح ...........

            يا أجمل ما بالملتقى يا رحاب الخير والسمو والجمال
            هلا وغلا بحبيبتي الراقية الرائعة
            وكلمات قد تكون كأصدق ما أقرأ بل وبكثير مما أكتب !

            هو خلل يا غاليتي يصيب مكن الخير فيجعله ضعيفاً
            أمام غزو جيوش الشر والأنا والأمراض ،
            وحسب الطلب النفسي ينشأ المرض إما في النفس أو الجسد
            فكلاهما وحدة لا تتجزأ خصوصاً إن علمنا أن النفس ما هي
            إلا مزيجاً ما بين الوعي واللاوعي !
            وهنا يحدث الصراع والتشتت ما بين الوعي واللاوعي ،
            بين الرغبات والمطلوب ، بين الغريزة وحب الذات وبين
            المثاليات والمباديء ،
            ومنه يبدأ نمو الخلل أو المرض وهو يحدث بسبب عدم قدرة الإنسان
            على محاربة النفس أو التعامل بقوة وصدق مع الآخر أو ربما
            عدم إستيعاب الأخطاء بشكل سليم متزن !
            بمعنى أنني أرى كاتباً يكتب أروع المُثل والحكم والمشاعر بينما
            ألمس غياب كل هذا عن الفعل الذي يُمارسه من نفاق وكذب
            وتدليس ولعب بكل المشاعر والأحاسيس بل وإحتقار كل من
            لا ينضوي تحت لواء ممارساته الأنوية الفاشلة والمقيتة !
            حينها ماذا تُرانا نفعل ؟
            وكيف نتصرف وقد يكون غالبية من حولنا قد مارس
            الغرق في مستنقعات هذا البائس الدنيء المُدّعي والذي
            يكون قد أسس ملفات مقيتة مخزية لكل من شاركه مُمارساته
            في لحظة ضعف وهشاشة ومحاولة لتعزيز مكسب وإستئثار نجاح !
            يبدأ في تسييس الآخرين لكي يكونوا طفيليات تضرب كل خير
            وإخاء ونجاح ونمو ،

            كيف نحترم ذاتنا إن كنا نقبع داخل الأنا التي تسيرنا حسب
            الهوى والرغبات فتمسخ الخير والأحترام الذاتي وتنمي
            الشر والسلوكيات المخزية البغيضة !


            يا عزيزتي لن يحدث أن يتناولنا أي مُدعٍ للفضيلة أو الخير
            أو الصدق أو أو أو ..
            لأننا بصدقنا وجمالنا الداخلي والخارجي سنكون وجبة قاتلة
            وسامة له حين إنتماء لكل الأيجابيات والمباديء والخير ،

            الخير والجمال عزيزتي دوماً ينتصر مهما طال أمد الظلام ،

            وتحية محبة لا تحدها أسيجة ولا تمنع تكاثرها وتوالدها حدود
            لأجمل وأحلى رحاب ،

            مودتي ،
            نســــــــــــــــــــامح : لكن لا ننســـــــــى
            الحقوق لا تـُعطى ، وإنما تـُـنـتزَع
            غادة وعن ستين غادة وغادة
            ــــــــــــــــــ لاوالله الاّ عن ثمانين وتزيد
            فيها العقل زينه وفيها ركاده
            ــــــــــــــــــ هي بنت ابوها صدق هي شيخة الغيد
            مثل السَنا والهنا والسعادة
            ــــــــــــــــــ مثل البشاير والفرح ليلة العيد

            تعليق

            • غاده بنت تركي
              أديب وكاتب
              • 16-08-2009
              • 5251

              #36
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد ثلجي مشاهدة المشاركة
              الأستاذة غادة بنت تركي مساء الخير




              عندما التقى عالم الفيزياء المشهور " آينشتاين " بشاعر الهند العظيم " طاغور " قال له أنتم في الشرق تنعمون بنور القمر. فرد عليه الآخر قائلاً: وأنتم في الغرب تنعمون بالشمس الساطعة.

              لو تأملنا ما قالاه دلالة ومعنى سنخلص لنتيجة مفادها: أننا نحن أهل المشرق أهل تأملاتٍ وشرود، ومعاملاتنا الحياتية جلها من وحي العاطفة. في حين أن قلوبنا تطغي على عقولنا. وعكس ذلك أهل الغرب.

              أحياناً سيدتي تأخذنا العاطفة وتجرنا وراءها أشبه بحرف الجر يجرُّ محيط. نشيّع عقولنا وتفكيرنا عند أول محك صعب. نسارع بالقول قبل أن ندرك يقيناً هل بالإمكان تطبيق حرف منه على الواقع، يأتيك ممتهن السياسة بشعارات رنانة لو طبقت ستعمر الأرض نوراً وعدلا، كذلك الأديب بمقالات أدبية وحوارات لو طبق جزء يسير منها على نفسه لاختلف واقع الأدب.

              نحن أقرب ما نكون مع الأقدار وهي تلعب لعبتها المجانية. ننساق وراءها تجرنا الظنون نحو حفلة تنكرية نلتقي فيها بكل خيالاتنا وأوهامنا من دون أن يعرف أحد منا الآخر. في غياب وحضور جدلي غريب- سراب أشبه بالواقع- يكون المنتصر الوحيد به هو ما نقوله ولا شيء آخر.


              كل التحية والتقدير

              هلا بالأستاذ القدير محمد ثلجي
              ونعم سيدي هي كلمات مضيئة رائعة
              تحصر الصورة كاملة بكل بساطة ووضوح !

              لا أنكر ما جاء في ردك فهو حقيقي جداً ونعيشه
              ولكن يا سيدي الكريم أليس نحن من صفق لهؤلاء ؟
              أليس نحن من شجع وجيش وجمع وأيد ؟

              هناك مثل مصري رائع يقول :
              قلنا لفرعون شو فرعنك قال ما لئيتشي حد يردني !

              وهنا لن أجد أفضل وأجمل وأدق من كلام الدكتور
              عمر عبدالكافي في هذا الصدد :


              الوعد الكاذب
              د. عمر عبدالكافي
              آفات اللسان

              ومن الآفات التي ابتليت بها الأمة في هذا الزمان: آفة الوعد الكاذب، أو الخلف في الوعد، أو الكذب في الوعد.
              أولاً، لسان العبد دائماً سبّاق إلى أن يعد، وإذا تعوّد الإنسان هذا، أن يعد بلسانه، تجد أنه بعد ذلك ليست عنده الاستطاعة أو الملكة أو القدرة على تحقيق ما وعد به؛ فيصير هذا الوعد إخلاف وخلف. وهذه علامة، والعياذ بالله رب العالمين، من علامات النفاق، والله عز وجل يأمرنا
              : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ)(المائدة:من الآية1).

              إن الله سبحانه مدح نبيه إسماعيل عليه السلام في كتابه العزيز فقال:
              (إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً)(مريم: من الآية 54)

              يعني انظر إلى هذه الصفة العظيمة التي تلتصق بهذا الإنسان العظيم، إسماعيل بن إبراهيم عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام، صادق الوعد، هكذا يعلّم النبي صلى الله عليه وسلم كيف يكون الإنسان المسلم الملتزم بدين الله عز وجل صادق الوعد. هذا عبدالله بن عمرو، رضي الله عنهما، وكان من أعبد الناس، ومن أتقى الناس، لما حضرته الوفاة قال: إنه كان خطب إليّ ابنتي رجل من قريش، وقد كان إليه مني شبه الوعد، فوالله لا ألقى الله بثلث النفاق، أشهدكم أني قد زوجته ابنتي
              يعني: لأن الذي يخلف الوعد يكون مع الكذب في اليمين ومع خيانة العهد، هكذا يكون صفات المنافق الثلاث، ثلثها إخلاف الوعد......

              ولذلك نريد أن نعلم أبنائنا ونساءنا وبناتنا وإخواننا وتلاميذنا ألا يفعل شيئاً إلا أن يقول "إن شاء الله" قال تعالى

              : (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ)(الكهف: 23-ومن الآية24)

              .هذا إسماعيل يقول له أبوه عليه السلام

              : ( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)(الصافات:102).

              وهذا كليم الله موسى قال له الرجل الصالح، الخضر،

              قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرا وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً)(الكهف:67-69).،
              أي أمر لا تقدم فيه المشيئة، أولاً: دليل على سوء أدب العبد مع الله عز وجل، ثم دليل على أن الإنسان لا يراعي صدق التوكل على رب العباد، وإدخال المشيئة في صغير الأمر وكبيره.
              وأن الإنسان قد تغره قوته أو علمه أو جاهه أو منصبه أو ماله فيظن أن هذه هي التي تسيّر الأمور، إنما الذي يسيّرها هو رب العباد سبحانه وتعالى. لذلك من الأولى أن الإنسان إذا وعد وعداً يقول عسى لأن ربما لا يستطيع. لكن يسأل بعض الناس: أنا أعد وعداً، ثم لا أستطيع أن أوفيه بعد ذلك، فهل هذا من خلف الوعد؟ أو هل هذا من الوعد الكاذب؟ نقول له: لا، أنت وأنت تعد تكون في نيتك أنك تفي ولكن تأتي ظروف وملابسات تفوق قدرتك وإمكانيتك، وتفوق استطاعتك، فلا تستطيع أن تنفذ ما وعدت به، عندئذ لا تكون منافقاً إن شاء الله رب العالمين. لكن النفاق أن تعد وأنت عازم على ألا تفي، يعني أنت تعطي الوعد وأنت تعزم أنك لا تفي فهذا هو النفاق المرذول الذي ينهى عنه النبي ويحذرنا منه صلى الله عليه وسلم:
              " آية المنافق ثلاث إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان "
              وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم. انظر إلى أركان الدين، وكأن هذه من أركان الدين الأساسية. الإنسان يصدق في الحديث، الإنسان يعني يوفي بالوعد، الإنسان يعني لا يخون في الأمانة بمعناها الواسع.
              وفي حديث آخر، قال صلى الله عليه وسلم:
              "أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خلة منهن، كان فيه خلة من النفاق حتى يدعها، إذا حّدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر"

              وهذه صفة المنافق، والعياذ بالله رب العالمين، أنه إذا وعدك وعداً فهو يخلف هذا الوعد ولا ينفذه، وإذا حدثك حديثاً فهو كاذب فيه، وإن عاهدك عهداً فإنما هو يغدر وإذا خاصم فإنما هو يفجر؛ لأنه يخرج الضغائن التي في داخله. أما من يعزم على الوفاء بعهد أو بوعد ما وجاءه عذر يمنعه من هذا الوفاء لا يكون بذلك منافقاً، لأن من رحمة الله بهذه الأمة أنه غفر لأمة النبي صلى الله عليه وسلم الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه
              ولعلنا قرأنا في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وفي خلقه العظيم الذي مدحه به ربه حيث قال سبحانه
              : (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)(القلم:4).
              ومن أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم في الوفاء بالوعد، والوفاء بالعهود المقطوعة، ما ورد عن ابن عباس، رضي الله عنهما، أنه سمع عمر، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوماً عند الظهيرة فوجد أبا بكر، رضي الله عنه، في المسجد جالساً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
              " ما أخرجك في هذه الساعة"؟
              قال: يا رسول الله، ما أخرجك؟ قال: "أخرجني الذي أخرجك"، ثم إن عمر، رضي الله عنه، جاء فقال رسولالله صلى الله عليه وسلم :"يا ابن الخطاب ما أخرجك هذه الساعة"؟ قال: أخرجني يا رسول الله الذي أخرجكما، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثهما فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم:" هل بكما من قوة فتنطلقان إلى هذا النخل فتصيبان من طعام وشراب"؟ فقلنا: نعم يا رسول الله، فانطلقنا حتى أتى مالك بن التيهان أبا الهيثم الأنصاري، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيدينا فاستأذن عليهم، وأم أبي الهيثم تسمع السلام تريد أن يزيدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من السلام، فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينصرف خرجت أم أبي الهيثم تسعى، فقالت: يا رسول الله، قد سمعت تسليمك ولكن أردت أن تزيدنا من سلامك، فقاللها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أين أبو الهيثم " ؟ قالت: قريب يا رسول الله، ذهب يستعذب لنا من الماء، ادخلوا الساعة يأتي، فبسطت لهم بساطاً تحت شجرة حتى جاء أبو الهيثم مع حماره، وعليه قربتان من ماء، ففرح بهم أبو الهيثم، وقرب تحيتهم، وصعد أبو الهيثم على نخلة فصرم أعذاقاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"حسبك يا أبا الهيثم "، فقال: يا رسول الله تأكلون من بسره ومن رطبه، وتلذوا به ثم أتاهم بماء فشربوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا من النعمالذي تسألون عنه"، ثم قام أبو الهيثم إلى شاة ليذبحها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إياك واللبون"، ثم قام أبو الهيثم، فعجن لهم، ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رؤوسهم فناموا، فاستيقظوا وقد أدرك طعامهم، فوضعه بين أيديهم فأكلوا وشبعوا، وحمدوا الله، وأتاهم أبو الهيثم ببقية الأعذاق، فأصابوا منه، وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا لهم بخير، ثم قال لأبي الهيثم: "إذا بلغك أنه قد أتانا رقيق فأتنا"، قال أبو الهيثم: فلما بلغني أنه قد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقيق أتيت المدينة، فأعطانيرسول الله صلى الله عليه وسلم رأساً، فكاتبته على أربعين ألف درهم فما رأيت رأساً كان أعظم بركة منه "

              يا مـن له الأخـلاق ما تهـوى العـلا منها وما يتعشـق الكبـراء
              زانتك في الخلق العظيم شمـائل يغـرى بهـن و يولـع العظمــاء
              فـإذا رحمـت فـأنت أم أو أب هـذان في الدنيـا هـم الرحمــاء
              وإذا أخـذت العـهد أو أعـطيته فجميـع عهــدك ذمـة ووفــاء
              أخوة الإسلام، القضية كلها نريد أن نكون من الذين يوفون بالعهد، كما قال تعالى:
              (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا) (البقرة:من الآية177)
              وهؤلاء الذين مدحهم الله سبحانه وتعالى في كتابه ومدحهم النبي صلى الله عليه وسلم وحذّر من هؤلاء الذين يطلقون الوعود الكاذبة ولا يوفون بالوعد التي قطعوها على أنفسهم. يجب أن نستفيق لأننا نريد أن نكون قدوة لأبنائنا في الأقوال والأفعال، وإذا وعدنا شيئاً فلا يجب أبداً أن نخلف في الوعد، أو لا ننفذ الوعد، لأن الابن والبنت يكبر كلاهما على السلوك الذي يراه من أبيه وأمه.

              وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوّده أبوهو
              الإنسان يعني يجب أن يتذكر دائماً إذا ما تاب وأقلع عن ذنب معين، وأراد الشيطان أن يغويه ويعود مرة أخرى إلى الذنب الذي كان يصنع قبل التوبة، عندئذ يتذكر الإنسان وعده وعهده مع رب العباد سبحانه وتعالى أنه تاب وأقلع. فهذا من الأشياء التي تشجع الإنسان على الاستمرار في الطاعة وعلى التوبة، والاستمرار على حب الطاعة وكراهية وبغض المعصية والبعد عنها، فيتذكر الإنسان عهده مع رب العباد عز وجل، قل: لقد عاهدت ربي كذا وكذا وعاهدت ربي ألا أعود لمثل هذا الذنب. فمثلاً، إذا تاب الله عز وجل عن مغتاب في غيبته، أو عن نمّام فيما ينم أو عن كذّاب فيما كان يكذب أو عن مدخن فيما كان يصنع، يأتي الشيطان ليقول له اغتب فلان، نمّ في حق فلان، دخّن هذه السيجارة، اصنع هذا، يقول الإنسان لنفسه ساعتها لقد وعدت وعداً وعاهدت ربي عهداً ألا أعود لمثل هذا الذنب، فيجب أن أتقي وأستحي من الله عز وجل ولا أخلف وعدي مع الله، ولا يكون وعدي كاذباً ولا أخلف عهدي مع الله، ولا يكون عهدي كاذباً، ولا أقول كلاماً وأنفذ كلاماً آخر، عندئذ يصير الإنسان بهذا المنطق محافظاً على سلوكياته وعلى استقامته وعلى نقاء سريرته ونقاء أعماله واستقامة أحواله، هكذا العبد الذي يريد أن يسلك طريق الصالحين.
              أخوة الإسلام، إننا لا يجب أن نحافظ على إنفاذ الوعد فقط، وننهى أنفسنا عن إخلاف الوعد وننهى أنفسنا عن الكذب في الوعد، ولكن يجب حقيقة الأمر أن نعلم هذا سلوكا عمليا لأبنائنا وبناتنا ونكون قدوة في بيوتنا حتى يكبر أبناؤنا على الصدق والوفاء بالعهد ونحن وهم من الذين أمرهم رب العباد سبحانه وتعالى:
              ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) (المائدة:من الآية1)
              هذه العقود التي يجب أن نوفي بها. يجب أن نكون في هذا الأمر تبعا لهذه الصفة العظيمة التي وصف بها إسماعيل عليه السلام
              (إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْد)(مريم:من الآية54).

              اللهم اجعلنا من صادقي الوعد يا رب العالمين ولا تجعلنا من الذين يكذبون فيما يعدون، ونسأل الله أن يجعلنا من المحافظين على وعودهم وعهودهم إن ربنا على ما يشاء قدير.



              لذا سيدي الكريم يجب أن نكون على قدر المسؤولية
              ولا نرجع الأمر للضعف البشري بل للهوى وإستسهال
              الطرق للوصول للمراد !

              شكراً لهكذا حضور منحنا الكثير
              تقديري ،
              نســــــــــــــــــــامح : لكن لا ننســـــــــى
              الحقوق لا تـُعطى ، وإنما تـُـنـتزَع
              غادة وعن ستين غادة وغادة
              ــــــــــــــــــ لاوالله الاّ عن ثمانين وتزيد
              فيها العقل زينه وفيها ركاده
              ــــــــــــــــــ هي بنت ابوها صدق هي شيخة الغيد
              مثل السَنا والهنا والسعادة
              ــــــــــــــــــ مثل البشاير والفرح ليلة العيد

              تعليق

              • د.محمد أنس بركات
                عضو الملتقى
                • 14-01-2010
                • 51

                #37
                يكمن جوهر الإيمان بإصلاح الذات , وماأصعبه
                ليست الحكمة بمعرفة مواطن القوة لدينا , ولكن بسبر مواطن الضعف فينا .
                التعديل الأخير تم بواسطة د.محمد أنس بركات; الساعة 22-02-2010, 20:40.

                تعليق

                • غاده بنت تركي
                  أديب وكاتب
                  • 16-08-2009
                  • 5251

                  #38
                  المشاركة الأصلية بواسطة زهير ابراهيم حنيضل مشاهدة المشاركة
                  السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللهِ و بركاتُه

                  لِمَاذَا نَقُولُ ما لا نَفْعَل ؟!( وهنا يُقْصَدُ الجَانِبُ الإيْجَابِيّ , قَولاً وفِعْلا)
                  باعْتِقَادِي؛هُنَاكَ سَبَبَانِ أسَاسِيَّان:
                  الأوَّلُ: أنْ نَنْوِي فِعْلَ شيءٍ, فيَحُولُ بيْنَنَا وبَيْنَ ذَلِكَ مَا يُعِيْقُ سَعْيَنَا
                  ( تَوفُّرُ النِّيَّةِ والإرادةِ , و غِيَابُ التَّوفِيْق )
                  الثَّانِي:
                  أنْ يَكُونَ القَولُ ريَاءً, هَدَفُهُ الظُّهُورُ أمامَ الآخَرِيْنَ بِهَيْئَةِ الإنْسَانِ السَّوِيّ الخُلُق,الحَسَنِ الخِصَال.

                  (لا نِيَّةَ ولا إرَادَة)

                  وعليكم السلام والرحمة والأكرام
                  سيدي الكريم الفاضل زهير أبراهيم حنيضل
                  حياك وبياك

                  وما نقوله ونعنيه ونتساءل عنه هو الشق الثاني
                  من الرد الكريم الجميل الوافي المستوفي

                  أصبحنا نسمع : الدنيا مصالح ،
                  أما المثالية والأخلاق والمباديء فهي أمور سطحية
                  وربما شخصيات بدائية وحمقاء ومتخلفة !

                  نافق : تُعرف ، جامل تعلو ، أكذب تتميز !

                  شكراً لكَ أخي الكريم ولهذا الحضور الطيب ،
                  تقديري ،
                  نســــــــــــــــــــامح : لكن لا ننســـــــــى
                  الحقوق لا تـُعطى ، وإنما تـُـنـتزَع
                  غادة وعن ستين غادة وغادة
                  ــــــــــــــــــ لاوالله الاّ عن ثمانين وتزيد
                  فيها العقل زينه وفيها ركاده
                  ــــــــــــــــــ هي بنت ابوها صدق هي شيخة الغيد
                  مثل السَنا والهنا والسعادة
                  ــــــــــــــــــ مثل البشاير والفرح ليلة العيد

                  تعليق

                  • غاده بنت تركي
                    أديب وكاتب
                    • 16-08-2009
                    • 5251

                    #39
                    المشاركة الأصلية بواسطة رقيه المنسي مشاهدة المشاركة
                    اختى غاده موضوع غايه فى الاهميه
                    لماذا نقول ما لا نفعل
                    الاقوال هى النظرى والافعال هى العملى
                    دائما نظريا يختلف عن عمليا
                    لظهور عوامل اخرى على ارض التطبيق
                    لم تكن موجوده فى الكلام النظرى
                    الحياه اصبحت اكثر تعقيدا من ان يسهل علينا تنفيذ اقوالنا
                    اغلبنا لا يحب الكذب
                    ولكن من منا يقدر ان يمر يومه دون كذبه واحده؟؟؟
                    الا من رحم ربى
                    وهذا ليس عيب او انتقاص
                    فالوضع الان معقد
                    ليس كل من يكذب سىء
                    ليس كل سارق بسىء
                    ففى ارض الواقع بعيدا عن المثاليه يصعب تحقيق الاقوال التى تصدر منا
                    هذه وجهه نظرى
                    تقبلى مرورى ان لم تتقبلى مشاركتى
                    دمتى مبدعه دائما

                    يا هلا روئة غاليتي العزيزة ،
                    حقيقة دهشت لردك !

                    وبناءً عليه :
                    يحق لي أن أزني فلم أستطع أن أقوى على غرائزي
                    ويحق لي أن أسرق فلم أستطع شراء ما أريد ،
                    ويحق لي أن أكذب فلا أستطيع أن أكون
                    إلا بموقف قوة زائفة ،
                    ووووووووووووووووووو

                    ولهذا وضع الله سبحانه جنة ونار
                    فمن أستطاع أن ينجح في إمتحان الدنيا وكبح
                    جماح الهوى والتغلب على الأنا والنفس والرغبات
                    فإن الجنة هي الماوى : الطبيعي لمن خاف وخجل
                    من الله قبل أن يخاف ويخجل من العبد !

                    الواقع نحن من صنعه بخنوعنا ورفضنا وأنويتنا
                    وساديتنا وغرائزنا وأنانيتنا ،
                    نحن من شجع هذه السلوكيات وغرسها وزرعها
                    ولم تات من فراغ أو بالقوة أو مستوردة !

                    عزيزتي لكل لذة إنتهاء ولكن يبقى الذنب
                    ولول خير ومباديء تعب وشقاء ولكن يذهب التعب ويتلاشى
                    ويبقى الخير وينمو ،

                    شكراً لكِ ،
                    نســــــــــــــــــــامح : لكن لا ننســـــــــى
                    الحقوق لا تـُعطى ، وإنما تـُـنـتزَع
                    غادة وعن ستين غادة وغادة
                    ــــــــــــــــــ لاوالله الاّ عن ثمانين وتزيد
                    فيها العقل زينه وفيها ركاده
                    ــــــــــــــــــ هي بنت ابوها صدق هي شيخة الغيد
                    مثل السَنا والهنا والسعادة
                    ــــــــــــــــــ مثل البشاير والفرح ليلة العيد

                    تعليق

                    يعمل...
                    X