[align=center]
هل يكون العشق على إطلاقه محرم ؟ ما دام هذا العشق إستحسان لصورة المعشوق
ورغبة في وصاله ؟! وهل يكون إستحسان الصورة ورغبة الوصال مخالفا لتعاليم الدين الحنيف وإنّما حرّم لون معيّن من ألوان العشق متى ثبت ضرره لحال بعينها
كتحريم ما حلّ من الطعام على من يثبت له ضرره ، وتحريم تناول السم وإنقلاب
الحكم إلى الوجوب إذا لا يرفع ضرره إلاّ به !
إنّ تحريم العشق على إطلاقه بلا نص صريح وقد ثبت تقييد المحرمات وإطلاق
المباحات فهو من المغالطات وإنّما حرّم لون من ألوان العشق ثبت ضرره
وقولك أنّ العشق على إطلاقه مرض وهو كما عرفته إستحسان الصور و رغبة في
الوصال فكيف بنا بنصوص صريحة تستحسن صور الحور العين وترغّب في
وصالهنّ كآلة لتحفيز النفس المؤمنة نحو الخيرأم أنّ هذا غير ذاك؟
[/align]
الـعـشـق مـن أمـراض الـقـلــوب
تقليص
X
-
المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركةالقلب يعشق كل جميل
حضرتك نقلت كلام ابن قيم الجوزية وابن تيمية رحمهما الله ولكنك لم تنقل لنا كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .. نريد تأصيلا شرعيا لتحريم العشق وسنينه
الكلام أعلاه مفاده أن العشق "مرض"، ومنه ما يدفع للحرام، مثلما عشقت امرأة العزيز يوسف عليه السلام وافتتنت به فتعرضت له بما هو معروف.
وإذا لم يتعد العشق حد الاعتدال فلا بأس به حسب قول البعض، ولكن العلة في معناه. فما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، ولا يؤمن المرء ما لم يكن الله ورسوله أحب إليه مما سواهما. فكيف يجتمع عشق (وهو فراغ القلب عما سوى المعشوق) مع حب الله ورسوله في جوف واحد؟ وإن أحببت الله ورسوله حباً جماً لم تضيع حقوق الناس، وأحببتهم كما يحب المرء أباه وأمه وزوجه وولده في غير إفراط. فهذا حب منضبط ينسجم والطبيعة البشرية.
أما حديث الناس في الشعر أو في الواقع عن العشق في مثل قول الرجل للمرأة أو المرأة للرجل "أعشقك" فهذا لا يتعدى أن يكون مبالغة لفظية، لإضفاء السرور على قلب "المحبوب"، ليس إلا. (أي جبر خواطر كما نقول).
ولكن عند التدقيق والتحقيق فلا ينبغي استخدام لفظة العشق للدلالة على غير معناها. كذلك لا تصح نسبة العشق إلى الله عز وجل؛ لأن معنى العشق لا يليق بذات الله وجلاله وكماله. ولا تصح نسبة العشق إلى رسوله صلى الله عليه وسلم في حق مخلوق لأن العشق ينطوي على فراغ القلب من كل شيء سوى المعشوق، وهو شعور مفرط، يتعدى الاعتدال. وهذه كلها أمور تناولها الشرع الحكيم.
ولشيخ الإسلام ابن تيمية "رسالة في أمراض القلوب وشفاؤها"، وهي طويلة فيما يقترب من 10,000 كلمة، منها كلام في العشق.
اترك تعليق:
-
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله تعالى خير الجزاء وجعل ما كتبت وجمعت في ميزان حسناتك
.
اترك تعليق:
-
-
القلب يعشق كل جميل
حضرتك نقلت كلام ابن قيم الجوزية وابن تيمية رحمهما الله ولكنك لم تنقل لنا كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .. نريد تأصيلا شرعيا لتحريم العشق وسنينه
اترك تعليق:
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة عبلة محمد زقزوق مشاهدة المشاركةفالقلب المنيب إلى الله الخائف منه فيه صارفان يصرفان عن العشق : ( أحدهما إنابته إلى الله ومحبته له فإن ذلك ألذ وأطيب من كل شيء فلا تبقى مع محبة الله محبة مخلوق تزاحمه . و ( الثاني خوفه من الله فإن الخوف المضاد للعشق يصرفه وكل من أحب شيئا بعشق أو غير عشق فإنه يصرف عن محبته بمحبة ما هو أحب إليه منه إذا كان يزاحمه وينصرف عن محبته بخوف حصول ضرر يكون أبغض إليه من ترك ذاك الحب فإذا كان الله أحب إلى العبد من كل شيء وأخوف عنده من كل شيء لم يحصل معه عشق ولا مزاحمة إلا عند غفلة أو عند ضعف هذا الحب والخوف بترك بعض الواجبات وفعل بعض المحرمات فإن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية).....
سلمت وغنمت الرضا في الدارين الأولى والآخرة
وقر الله عينيك بطيب الحلال وأسعدك بالمزيد من الصحة والعافية
أخينا الفاضل د. أحمد الليثي
مقال ولا أروع...
تحيـــــــــــاتي
أسأل الله أن يجعل لنا من دعائك نصيباً، وأن يزدك في الدنيا والآخرة نعيماً.
اترك تعليق:
-
-
فالقلب المنيب إلى الله الخائف منه فيه صارفان يصرفان عن العشق : ( أحدهما إنابته إلى الله ومحبته له فإن ذلك ألذ وأطيب من كل شيء فلا تبقى مع محبة الله محبة مخلوق تزاحمه . و ( الثاني خوفه من الله فإن الخوف المضاد للعشق يصرفه وكل من أحب شيئا بعشق أو غير عشق فإنه يصرف عن محبته بمحبة ما هو أحب إليه منه إذا كان يزاحمه وينصرف عن محبته بخوف حصول ضرر يكون أبغض إليه من ترك ذاك الحب فإذا كان الله أحب إلى العبد من كل شيء وأخوف عنده من كل شيء لم يحصل معه عشق ولا مزاحمة إلا عند غفلة أو عند ضعف هذا الحب والخوف بترك بعض الواجبات وفعل بعض المحرمات فإن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية).....
سلمت وغنمت الرضا في الدارين الأولى والآخرة
وقر الله عينيك بطيب الحلال وأسعدك بالمزيد من الصحة والعافية
أخينا الفاضل د. أحمد الليثي
مقال ولا أروع...
تحيـــــــــــاتي
اترك تعليق:
-
-
فصل " في مرض القلوب وشفائها" لشيخ الإسلام بن تيمية (رحمه الله)
والناس في العشق على قولين : قيل إنه من باب الإرادات وهذا هو المشهور .
وقيل : من باب التصورات وأنه فساد في التخييل حيث يتصور المعشوق على ما هو به قال هؤلاء : ولهذا لا يوصف الله بالعشق ولا أنه يعشق ؛ لأنه منزه عن ذلك ولا يحمد من يتخيل فيه خيالا فاسدا .
وأما الأولون فمنهم من قال : يوصف بالعشق فإنه المحبة التامة ؛ والله يحب ويحب وروي في أثر عن عبد الواحد بن زيد أنه قال : { لا يزال عبدي يتقرب إلي يعشقني وأعشقه } وهذا قول بعض الصوفية . والجمهور لا يطلقون هذا اللفظ في حق الله ؛ لأن العشق هو المحبة المفرطة الزائدة على الحد الذي ينبغي والله تعالى محبته لا نهاية لها فليست تنتهي إلى حد لا تنبغي مجاوزته .
قال هؤلاء : والعشق مذموم مطلقا لا يمدح لا في محبة الخالق ولا المخلوق لأنه المحبة المفرطة الزائدة على الحد المحمود و ( أيضا فإن لفظ " العشق " إنما يستعمل في العرف في محبة الإنسان لامرأة أو صبي لا يستعمل في محبة كمحبة الأهل والمال والوطن والجاه ومحبة الأنبياء والصالحين وهو مقرون كثيرا بالفعل المحرم : إما بمحبة امرأة أجنبية أو صبي يقترن به النظر المحرم واللمس المحرم وغير ذلك من الأفعال المحرمة . وأما محبة الرجل لامرأته ... [ محبة ] تخرجه عن العدل بحيث يفعل لأجلها ما لا يحل ويترك ما يجب كما هو الواقع كثيرا حتى يظلم ابنه من امرأته العتيقة؛ لمحبته الجديدة وحتى يفعل من مطالبها المذمومة ما يضره في دينه ودنياه مثل أن يخصها بميراث لا تستحقه أو يعطي أهلها من الولاية والمال ما يتعدى به حدود الله أو يسرف في الإنفاق عليها أو يملكها من أمور محرمة تضره في دينه ودنياه وهذا في عشق من يباح له وطؤها . فكيف عشق الأجنبية والذكران من العالمين ؟ ففيه من الفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد وهو من الأمراض التي تفسد دين صاحبها وعرضه ثم قد تفسد عقله ثم جسمه . قال تعالى : { فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض } .
..... فأما إذا ابتلي بالعشق وعف وصبر فإنه يثاب على تقواه الله وقد روي في الحديث : { أن من عشق فعف وكتم وصبر ثم مات كان شهيدا } وهو معروف من رواية يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا وفيه نظر ولا يحتج بهذا .
لكن من المعلوم بأدلة الشرع أنه إذا عف عن المحرمات نظرا وقولا وعملا وكتم ذلك فلم يتكلم به حتى لا يكون في ذلك كلام محرم إما شكوى إلى المخلوق وإما إظهار فاحشة وإما نوع طلب للمعشوق وصبر على طاعة الله وعن معصيته وعلى ما في قلبه من ألم العشق كما يصبر المصاب عن ألم المصيبة ؛ فإن هذا يكون ممن اتقى الله وصبر { إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين } وهكذا مرض الحسد وغيره من أمراض النفوس وإذا كانت النفس تطلب ما يبغضه الله فينهاها خشية من الله كان ممن دخل في قوله : { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى } { فإن الجنة هي المأوى } فالنفس إذا أحبت شيئا سعت في حصوله بما يمكن حتى تسعى في أمور كثيرة تكون كلها مقامات لتلك الغاية فمن أحب محبة مذمومة أو أبغض بغضا مذموما وفعل ذلك كان آثما مثل أن يبغض شخصا لحسده له فيؤذي من له به تعلق إما بمنع حقوقهم ؛ أو بعدوان عليهم . أو لمحبة له لهواه معه فيفعل لأجله ما هو محرم أو ما هو مأمور به لله فيفعله لأجل هواه لا لله وهذه أمراض كثيرة في النفوس والإنسان قد يبغض شيئا فيبغض لأجله أمورا كثيرة بمجرد الوهم والخيال . وكذلك يحب شيئا فيحب لأجله أمورا كثيرة ؛ لأجل الوهم والخيال كما قال شاعرهم :
أحب لحبها السودان حتى *** أحب لحبها سود الكلاب
فقد أحب سوداء؛ فأحب جنس السواد حتى في الكلاب وهذا كله مرض في القلب في تصوره وإرادته .
فنسأل الله تعالى أن يعافي قلوبنا من كل داء ؛ ونعوذ بالله من منكرات الأخلاق والأهواء والأدواء.
والقلب إنما خلق لأجل " حب الله تعالى " وهذه الفطرة التي فطر الله عليها عباده كما قال النبي صلى الله عليه وسلم { كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ؛ كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه اقرءوا إن شئتم: [فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله] أخرجه البخاري ومسلم . فالله سبحانه فطر عباده على محبته وعبادته وحده ؛ فإذا تركت الفطرة بلا فساد كان القلب عارفا بالله محبا له عابدا له وحده لكن تفسد فطرته من مرضه كأبويه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه وهذه كلها تغير فطرته التي فطره عليها وإن كانت بقضاء الله وقدره - كما يغير البدن بالجدع - ثم قد يعود إلى الفطرة إذا يسر الله تعالى لها من يسعى في إعادتها إلى الفطرة . والرسل صلى الله عليهم وسلم بعثوا لتقرير الفطرة وتكميلها لا لتغيير الفطرة وتحويلها وإذا كان القلب محبا لله وحده مخلصا له الدين لم يبتل بحب غيره [ أصلا ] فضلا أن يبتلى بالعشق . وحيث ابتلي بالعشق فلنقص محبته لله وحده . ولهذا لما كان يوسف محبا لله مخلصا له الدين لم يبتل بذلك بل قال تعالى : (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين) . وأما امرأة العزيز فكانت مشركة هي وقومها فلهذا ابتليت بالعشق وما يبتلى بالعشق أحد إلا لنقص توحيده وإيمانه وإلا فالقلب المنيب إلى الله الخائف منه فيه صارفان يصرفان عن العشق : ( أحدهما إنابته إلى الله ومحبته له فإن ذلك ألذ وأطيب من كل شيء فلا تبقى مع محبة الله محبة مخلوق تزاحمه . و ( الثاني خوفه من الله فإن الخوف المضاد للعشق يصرفه وكل من أحب شيئا بعشق أو غير عشق فإنه يصرف عن محبته بمحبة ما هو أحب إليه منه إذا كان يزاحمه وينصرف عن محبته بخوف حصول ضرر يكون أبغض إليه من ترك ذاك الحب فإذا كان الله أحب إلى العبد من كل شيء وأخوف عنده من كل شيء لم يحصل معه عشق ولا مزاحمة إلا عند غفلة أو عند ضعف هذا الحب والخوف بترك بعض الواجبات وفعل بعض المحرمات فإن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فكلما فعل العبد الطاعة محبة لله وخوفا منه وترك المعصية حبا له وخوفا منه قوي حبه له وخوفه منه فيزيل ما في القلب من محبة غيره ومخافة غيره .
وهكذا أمراض الأبدان : فإن الصحة تحفظ بالمثل والمرض يدفع بالضد فصحة القلب بالإيمان تحفظ بالمثل وهو ما يورث القلب إيمانا من العلم النافع والعمل الصالح فتلك أغذية له كما في حديث ابن مسعود مرفوعا وموقوفا { إن كل آدب يحب أن تؤتى مأدبته وأن مأدبة الله هي القرآن } والآدب المضيف فهو ضيافة الله لعباده . مثل آخر الليل وأوقات الأذان والإقامة وفي سجوده وفي أدبار الصلوات ويضم إلى ذلك الاستغفار ؛ فإنه من استغفر الله ثم تاب إليه متعه متاعا حسنا إلى أجل مسمى . وليتخذ وردا من " الأذكار " في النهار ووقت النوم وليصبر على ما يعرض له من الموانع والصوارف فإنه لا يلبث أن يؤيده الله بروح منه ويكتب الإيمان في قلبه . وليحرص على إكمال الفرائض من الصلوات الخمس باطنة وظاهرة فإنها عمود الدين وليكن هجيراه لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها بها تحمل الأثقال وتكابد الأهوال وينال رفيع الأحوال . ولا يسأم من الدعاء والطلب فإن العبد يستجاب له ما لم يعجل فيقول : قد دعوت ودعوت فلم يستجب لي وليعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا ولم ينل أحد شيئا من ختم الخير نبي فمن دونه إلا بالصبر . والحمد لله رب العالمين وله الحمد والمنة على الإسلام والسنة حمدا يكافئ نعمه الظاهرة والباطنة وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه أمهات المؤمنين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين . وسلم تسليما كثيرا .
اترك تعليق:
-
-
الـعـشـق مـن أمـراض الـقـلــوب
العشق غير الحب فانتبه ياصاح
ذاك محرم وهذا من الحلّ البواح
========================
قال الله عز وجل :
فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه (سورة المائدة)
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا (سورة مريم)
أما العشق فمرض من أمراض القلوب معروف ومشتهر، وفي الأغلب أنه لا يأتي بخير. وتحدث فيه ابن القيم في باب هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم في الطب النبوي.
قال ابن القيم: هذا مرض من أمراض القلب، مخالف لسائر الأمراض في ذاته وأسبابه وعلاجه، وإذا تمكن واستحكم، عز على الأطباء دواؤه، وأعيى العليل داؤه…
إلى أن قال: وعشق الصور إنما تبتلى به القلوب الفارغة من محبة الله تعالى المعرضة عنه، المتعوضة بغيره عنه، فإذا امتلأ القلب من محبة الله والشوق إلى لقائه، دفع ذلك عنه مرض عشق الصور، ولهذا قال تعالى في حق يوسف: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) [يوسف:24] فدل على أن الإخلاص سبب لدفع العشق وما يترتب عليه من السوء والفحشاء التي هي ثمرته ونتيجته، فصرف المسبب صرف لسببه، ولهذا قال بعض السلف، العشق حركة قلب فارغ، يعني: فارغاً مما سوى معشوقه…والعشق مركب من أمرين : استحسان للمعشوق، وطمع في الوصول إليه، فمتى انتفى أحدهما انتفى العشق، وقد أعيت علة العشق على كثير من العقلاء، وتكلم فيها بعضهم بكلام يرغب عن ذكره إلى الصواب"
ثم قال: والمقصود أن العشق لما كان مرضاً من الأمراض، كان قابلاً للعلاج، وله أنواع من العلاج، فإن كان مما للعاشق سبيل إلى وصل محبوبه شرعاً، فهو علاجه، كما ثبت في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء" فدل المحب على علاجين: أصلي وبدلي، وأمره بالأصلي: وهو العلاج الذي وضع لهذا الداء، فلا ينبغي العدول عنه إلى غيره ما وجد إليه سبيلاً.
وروى ابن ماجه في " سننه" عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لم نر للمتحابين مثل النكاح" … إلخ ما قال في زاد المعاد (4/265)
قال الشيخ عبد الله الفقيه في فتواه معلقاً على هذا:
وعلى هذا فيمكننا أن نركز الكلام حول العشق في نقاط:
1- العشق مرض من أمراض القلب ولا بد من علاجه.
2- العشق منه حلال ومنه حرام كما قال ابن القيم رحمه الله (4/276) وسنوضح ذلك فيما يلي:
3- من طرق العلاج للعشق بين الرجل والمرأة الزواج -إذا كان ممكناً- وهو أصل العلاج وأنفعه.
4- إن كان لا يوجد سبيل لوصول العاشق إلى معشوقه قدراً أو شرعاً كأن تكون المرأة متزوجة من غير العاشق، أو كان العشق بين اثنين لا يمكن زواجهما مثل: الزبال مع بنت الملك…وهكذا، فمن علاجه كما يقول ابن القيم: إشعار نفسه اليأس منه فإن النفس متى يئست من الشيء استراحت منه ولم تلتفت إليه.
5- فإن لم يزل مرض العشق مع اليأس فقد انحرف الطبع انحرافاً شديداً فينتقل إلى علاج آخر، وهو علاج عقله بأن يعلم بأن تعلق القلب بما لا مطمع في حصوله نوع من الجنون، وصاحبه بمنزلة من يعشق الشمس، وروحه متعلقة بالصعود إليها، والدوران معها في فلكها، وهذا معدود عند جميع العقلاء في زمرة المجانين…
6- فإن لم تقبل نفسه هذا الدواء، ولم تطاوعه لهذه المعالجة، فلينظر ما تجلب عليه هذه الشهوة من مفاسد عاجلته، وما تمنعه من مصالحها. فإنها أجلب شيء لمفاسد الدنيا، وأعظم شيء تعطيلاً لمصالحها، فإنها تحول بين العبد وبين رشده الذي هو ملاك أمره، وقوام مصالحه.
7- فإن لم تقبل نفسه هذا الدواء، فليتذكر قبائح المحبوب، وما يدعوه إلى النفرة عنه، فإنه إن طلبها وتأملها، وجدها أضعاف محاسنه التي تدعوا إلى حبه، وليسأل جيرانه عما خفي عليه منها، فإن المحاسن كما هي داعية الحب والإرادة، فالمساوئ داعية البغض والنفرة، فليوازن بين الداعيين، وليحب أسبقهما وأقربهما منه باباً، ولا يكن ممن غره لون جمال على جسم أبرص مجذوم، وليجاوز بصره حسن الصورة إلى قبح الفعل، وليعبر من حسن المنظر والجسم إلى قبح المخبر والقلب.
8- وأخيراً كما يقول ابن القيم رحمه الله: فإن عجزت عنه هذه الأدوية كلها لم يبق له إلا صدق اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، وليطرح نفسه بين يديه على بابه، مستغيثاً به، متضرعاً متذللاً، مستكيناً، فمتى وفق لذلك، فقد قرع باب التوفيق فليعف وليكتم، ولا يشبب بذكر المحبوب، ولا يفضحه بين الناس ويعرضه للأذى، فإنه يكون ظالماً متعدياً (زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم) (4/275).
أما قول ابن القيم رحمه الله بأن العشق منه حلال، ومنه حرام فبيانه: أن من العشق الحرام عشق الرجل امرأة غيره، أو عشقه للمردان والبغايا. وأما الحلال فهو الذي يكون بين الرجل وزوجته ولم يتجاوز حد الاعتدال، ولم يؤد إلى الوقوع في محرم أو ترك واجب من واجبات الدين.الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 112673. الأعضاء 8 والزوار 112665.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 551,206, 15-05-2025 الساعة 03:23.
اترك تعليق: