"الصورة" بين المسموح و الممنوع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سهير الشريم
    زهرة تشرين
    • 21-11-2009
    • 2142

    #31
    الأساتذة الافاضل ..
    الدكتور حكيم ..

    التصوير كفن النحت هو محرم شرعا ..
    ففي الصحيحين عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقي، فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة [ لفظ مسلم ]. ولهما أيضا عن أبي سعيد رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون ".
    ولهما عن ابن عمر- رضي الله عنهما - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم أحيوا ما خلقتم [ لفظ البخاري ].
    وعن ابن عباس - رضي الله عنهما- سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ [ متفق عليه]. وخرج مسلم عن سعيد بن أبي الحسن قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: إني رجل أصور هذه الصور فأفتني فيها، فقال: ادن مني، فدنا منه، ثم قال: ادن مني، فدنا منه حتى وضع على رأسه فقال: أنبؤك بما سمعت من رسول الله. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفسا تعذبه في جهنم

    وقال: إن كنت لابد فاعلا فاصنع الشجر وما لا نفس له .
    وخرج البخاري قوله " إن كنت لا بد فاعلا" الخ... في آخر الحديث الذي قبله، بنحو ما ذكره مسلم انتهى

    وهذه الفتوى توضح النحت لان الصناعة والفعل والخلق تدل على التجسيم .. فإن الرسم لذوات الأرواح إذا كان مجسماً حرم بالإجماع، وممن نقل هذا الإجماع النووي في شرح مسلم، قال: وأجمعوا على منع ما كان له ظل ووجوب تغييره.
    أما الرسم فقد أختلف فيه الفقهاء فقد ذهب الجمهور بتحريم الرسم كما النحت قياسا على الأحاديث السابقة ..والله أعلم

    تحياتي
    سهير الشريم

    تعليق

    • د. وسام البكري
      أديب وكاتب
      • 21-03-2008
      • 2866

      #32
      الأستاذ القدير د. حكيم عباس
      موضوع جديد ورائع .. وحماس جميل من الجميع.

      يبدو لي أنّ مظاهر التحريم للرسم والنحت في الشرع الإسلامي قد ضاقت دائرته إلى حدّ بعيد، بسبب الابتعاد عن مخاوف العودة إلى الوثنية أو الجاهلية في مظاهرها المعروفة.

      وأتصوّر أن تصميماً لإنسان آلي أو حيوان آلي من خشب أو معدن، (المهم .. فكرة التجسيم حاضرة)، يُزادُ عليها مظاهر التحريك الآلية والألكترونية، فهل يحق لشخصٍ ما أن يدّعي التحريم بحجة تصوير ما له رُوح ؟ !.

      أما الصورة أو الرؤية، فهذا شأنٌ آخر .. فليس من عاقل يرفض دروس التشريح أو عرض صور طبية دراسية أو لأغراض بحثية بحتة، فلقد استثنى كثير من الفقهاء ذلك، بل إنهم استثنوا المعاينة الحية أو باستعمال المرآة العاكسة لرؤية فرج المرأة مثلاً في حالة الاضطرار الطبي الخاص.

      وأما الصور المثيرة التي ينشرها أصحابها، فتقديرها إما شرعي أو عُرفيّ.
      الشرعي واضح، رؤية الرجل صورة المرأة المحتشمة جائزة، وكذلك رؤية المرأة صورة الرجل المحتشم جائزة.
      ولكن أضاف العلماء أن رؤية صورة شعر المرأة الأجنبية مثلاً جائزة؛ لأنها صورة وليست حقيقة. وعلى هذا جرت إباحة رؤية الأفلام الاعتيادية.

      وأما العُرفيّ، فهذا أمر آخر، إذ يختلف تقدير المثير من شخص إلى آخر، ومن بيئة إلى أخرى، ولا ضابطَ له أبداً.

      وكثيراً ما يُستعمَل هذا النوع للتسقيط، على الرغم من أن نسبة كبيرة من الناس يشاهدون الصور والأفلام التي تُظهر أجزاءً عارية أو مغرية من جسد المرأة كالأغاني والاستعراضات والأفلام العربية والأجنبية، بل حتى المسلسلات والأفلام التاريخية والدينية لم تَسلم منها، فتظهر الشخصية في أوج ما تمثله المرأة العصرية !.

      هناك .. رأي للفقهاء فيها وفي الصور المحتشمة أيضاً، وهو أن الضابط لها هو نوع النظر إذا كان بتلذذ أو لا.

      ولكني لا أقصد في ما قدّمت الصور الإباحية، فهي خارج موضوعنا بحسب ما أعتقد.

      أما من وجهة نظري الخاصة، فالخشية من انفصام الشخصية في معالجة الصور مهما كانت، فإننا قد نُحاسَب دينياً على كلمة ما من أشخاص، وهؤلاء لا يحاسبون أنفسهم على استعمالهم للصور موضوع بحثنا. ولا أريد الإطالة لأني وصلت إلى الخط الأحمر !.

      وتقبّل فائق شكري وتقديري.


      وآسف جداً للإطالة ....
      د. وسام البكري

      تعليق

      • ريما منير عبد الله
        رشــفـة عـطـر
        مدير عام
        • 07-01-2010
        • 2680

        #33
        سلام الله على من رأى منكم منكرا فغيره حتى بأضعف الإيمان
        سيدي الفاضل
        لا شك أن طرحك للموضوع جعلنا نقف أما مرآة لنصيغ عبارات تساؤلية عن ما هو مسموح وما هو ممنوع ونسارع الخطى نحو منهجية كلنا ينتهجها تقريبا إلا ما رحم ربي في تصوير حفلاتنا ومناسباتنا فيديو وغير ذلك ولربما قال قائل أن القصد هو الصور المعروضة للغير ولكن هل يضمن أحدنا أن تلك الصور التي في حوزته داخل بيته لن تعرض للغير جراء حادث ما أو تدخل ما ليد القدر بمشيئة الله ؟؟
        يا سيدي الفاضل لن ألج لموضوع الصور الا كعابرة الى شط آخر أشد خطورة من ألف صورة
        وهو الكلمة فما فائدة أن لا أضع صور ا ولا أعرض جمال ولكني أكتب ما يثير العاكف في محرابه ؟؟؟
        فخلاصة القول أن علينا أن نعالج مرض أنفسنا قبل أن نعالج بعض خطايانا والتي قد تحتسب من اللمم فيما لو وزناها مع مخالفاتنا الأخرى
        و ما نراه سواءا في الفضائيات أو الأسواق أو حتى المنتديات
        ولتغفر لي سيدي أني حدت عن ما أشرت له فلقد رأيت النقاش قد حاد في بعض المشاركات عن مقصدك وابتدأنا نحلل ونحرم والله عنده حسن المآب
        ولك الشكر
        وأتمنى أن تجد لي العذر لما سلف من القول والله من وراء القصد

        تعليق

        • يسري راغب
          أديب وكاتب
          • 22-07-2008
          • 6247

          #34
          الدكتور حكيم الموقر
          تحياتي
          اذا كان حديثنا هنا عن الحلال والحرام
          فما اتفق علية ان الحلال هو صورة الراس فوتوغرافيا او لوحة فنان وما تجاوز ذلك لامراة او رجل او اي انسان كان يدخل في الحرام والله احق واعلم
          ولكن
          ماهو الحلال الذي نعيشه في حياتنا المعاصرة
          فكل مظاهرنا تدخل في نطاق المكروه والمحرم والله احق واعلم
          الحاكم في بلد اسلامي غير فقيه في الاسلام
          وسائل الاعلام المتداولة في الدول الاسلامية كلها او معظمها تدخل في نطاق المكروه والحرام
          الثقافة ادب وفن ان كان شعرا او قصص او مسرح او سينما او غناء حرام
          الملابس العصرية تدخل في ذات النطاق ان كانت للرجل او المراة مادامت بعيدة عن الواسع الفضفاض القصيرة للرجال والطويلة للنساء
          البنوك محرمة وتعليم البنات حرام للاساتذة الرجال
          اغلب مظاهر الحياة المعاصرة تدخل في نطاق تحريم الصور
          فماذا نفعل
          وكيف نلملم الجراح
          قدر الامكان لا نريد الدخول في جماعة التكفير والهجرة عن المجتمع المعاصر
          نبحث في التوفيق مابين الاصالة والمعاصرة
          نبحث في المسموح والممنوع بما لا يهدم التكوين
          الوسطية في زمن بات يتصل عبر فضاء مفتوح ليس له حدود وعلينا التعامل معه في حياتنا العملية والثقافية بالذات فكيف نوفق مابين هذا وذاك
          مع كامل احترامي لجميع الاراء

          تعليق

          • حكيم عباس
            أديب وكاتب
            • 23-07-2009
            • 1040

            #35
            المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى شرقاوي مشاهدة المشاركة
            الأستاذ الفاضل // حينما نعلم بحقيقة أمر من الأمور الشرعية .... أُحبذ أن أقول سمعت يارب وأطعت هذه مثل أمور كثيرة يأمرنا بها شرعنا الحنيف .. فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلك " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقاً " المراء = الجدال .... لما ينتهي الشرع إلى حكم ثابت لا شئ فيه لا أجد سبباً لفتح جدال لأن المضوع هنا لا يسمى نقاشاً لأن النقاش هو تبني لوجهات نظر نبديها أمام بعضنا البعض تحتمل الصواب والخطأ أما الكلام في أمر منتهي وحكم شرعي ثابت ثبوت الشمس يسمى جدالاً .....
            ومن ناحيه أخرى أن الفتوى في عصرنا أباحت التصوير الفوتوغرافي الذي هو الحداثه والجديد هذا يعني أن الأمر لا نختلف فيه لطالما ليس فيه مانع شرعي فكيف ننقب على الرسم التصويري الثابت فيه النص الشرعي ....

            موضوعك وأنت فيه القائد ...... وسأتابع من بعيد لطالما أتيتك بما عندي حتى نرى ما وصل إليه طرحك ولكني متأكد يا سيدي أني لو قلت غير ذلك أكون قد نافقتك بعد أن تأكدت من ثبوت النصوص في هذا الموضوع . والله ما داخلتك إلا لإبلاغ ما قد تعلمته من فترة قريبه وثبتت قناعتي فيه .
            -------------------------------


            أستاذي الفاضل
            لا يوجد إجماع بين المسلمين على تحريم الرسم
            و لا يوجد إجماع على تحليل التصوير الفوتوغرافي
            كما أن القضية (التصوير) لم يجر فيها أي بحث فقهي من السلف الصالح ، و هي قضيّة حديثة و أثيرت من نوع محدّد من علماء المسلمين و الذين تشدّدوافي هذا المجال .
            مصر رائدة العالم العربي في فن الرّسم الحديث منذ نهايات القرن التاسع عشر و بدايات القرن العشرين ، فهل صدر عن الأزهر الشريف في كلّ تلك السنين ما يحرّم الرسم ؟؟ لماذا و الأزهر كان هو رأس الهرم في العالم الإسلامي طيلة كلّ تلك السنين ؟؟
            المسالة حديثة جدا و لا تخرج عن نطاق المملكة العربية السعودية إلا ما قلّ و ندر
            هذا على عجالة و لي عودة إن شاء الله ، أرجو عدم الإلحاح على ترسيخ الإنطباع و كأن الرسم قضية حسمت و أغلق الباب و انتهى و يمنع البحث بها.
            تحياتي
            حكيم

            تعليق

            • حامد السحلي
              عضو أساسي
              • 17-11-2009
              • 544

              #36
              السلام عليكم ورحمة الله

              كنت أتوقع أن الموضوع سينتهي إلى هذا رغم أني لم أتوقع أن هذه غاية الدكتور حكيم في طرحه
              وقد أعجبتني كثيرا كلمات أستاذنا يسري راغب التي عبر بها عن الموقف من المسألة بأن الأمر متفق عليه أي هو قول جمهور
              وأقول لأخي الأستاذ مصطفى شرقاوي رويدك أما بلغك نقل عبد الله عن والده أحمد بن حنبل أن من ادعى إجماعا فقد افترى
              والموضوع ليس به إجماع أستاذي الكريم ولكن به نصوص اتفق الجمهور حتى بداية القرن الماضي على حملها على ظاهرها بتحريم أي صورة لكائن حي ذي رأس وتعريف الصورة لديهم يشمل النحت والرسم
              ولكن ظل خلاف هذا الاتفاق من أسند التحريم إلى علته وهو مخافة التكريم الذي لا يجوز لإنسان وليس مجرد العبادة من دون الله أي تحول الصورة إلى صنم أو بغرض مضاهاة خلق الله ومن هؤلاء الذين اعتبروا هذا الحكم معللا بهذا من اعتبر العلة ما تزال قائمة ولذلك فالتحريم قائم فهو جزء من الجمهور
              وعندما ظهر التصوير الضوئي ثم التلفاز ووصل إلى الأمة الإسلامية تبين أن هذه التقنية تلغي المضاهاة لأنها تحبس خيالا مطابقا وبعد عهد الأمة بالأصنام فرأى الكثيرون أن التصوير الضوئي أو التلفزيوني دون تعديل للكائنات الحية ليس بمحرم ثم أصبح هؤلاء اليوم هم الغالبية ولكنهم ليسوا إجماعا
              ثم أباح بعضهم الرسم في أفلام الكرتون رغم كونه رسما لكائن خيالي كونه موجه للأطفال وتبتعد عنه شبهتي المضاهاة أو التكريم غير الجائز قياسا على حديثي عائشة الملاءة التي بها تصاوير والألعاب على شكل حيوانات والتي اشترط الرسول "ص" عدم تكريمها وفي موضوع رسومات الكرتون أخذ ورد

              الأمر الثاني في موضوع الصور هو غض البصر وحماية المؤمنات الغافلات وهو خاص بالمرأة فحتى صورتها محجبة يرى الكثيرون وأنا منهم ألا تكون هذه الصورة بمتناول الغرباء إلا للضرورة فأنا لا أرضى أن أرى صورة أي من قريباتي على النت هذا بالنسبة لصورة المرأة كما ترى في الشارع
              أما صورتها دون ذلك أي في المنزل أو بدون حجاب فهذه يتحرج منها البعض كثيرا (وأنا منهم) ويحرمها كثيرون مخافة أن يطلع عليها من لا يجوز له رؤيتها ورغم أن هناك من اعتبر الصورة ليست كالأصل كحزب التحرير أو الأحباش ولكن هؤلاء أفتوا أيضا بجواز أشياء كثيرة بلغت ببعضهم تجويز القبلة أو النظر للصور العارية

              الجانب الثالث الذي ذكره أستاذنا يسري هو موضوع الأثر الثقافي والاعتياد فرغم أن معظمنا يرى التلفاز إلا أن هذا لا يعني جواز ذلك من حيث أصله وكذلك موضوع الدمية باربي فهي تؤدي لاعتياد الطفل مظهرها المتهتك وعدم استنكاره لذلك أذكر منذ سنوات كتبت مقالا طويلا بعنوان كيف يرى الطفل آنسته غير المحجبة أجمل ولكنها (فاسقة) كما يرى رقائق البطاطا ضارة ولكنها لذيذة.. فهذه أمور محرمة من حيث أصلها كالعملة الورقية (الربوية) والتعامل مع البنوك ومئات الأشياء التي لا يستطيع المسلم التخلي عنها لشيوعها فيستخدمها بحكم الحاجة ولا يساهم بها أو يدعمها أو يروج لها أي أنها محللة بحكم (عموم البلوى)

              وأخيرا يبقى الأمر الأهم
              وهو الفارق بين أن ترتكب محرما أو تروج له وتجاهر به فالمؤمن معافى ما لم يجاهر بفسق والمجاهرة بصغيرة والإصرار عليها هي كبيرة لأنها دعوة لشيوع هذا المحرم "الصغير" والعاقل يدرك اين يقف

              هذا ما لدي إن أصبت فبتوفيق الله ومنته وإن أخطأت فبتقصير مني أسأل الله العفو والسداد

              تعليق

              • رقيه المنسي
                أديب وكاتب
                • 01-01-2010
                • 591

                #37
                استاذى الفاضل حكيم عباس

                ان كان الاطفال لا يعرفون معنى الشهوه
                ولكن وجود صور كهذه ستجعلهم يعتادون على العرى
                ستاخذ منهم الحياء وسيكون من الطبيعى جدا رؤيتهم للعرى على انه شى طبيعى
                وهذا مع الوقت سيجعلهم يتخلوا عن المبادى الاخلاقيه
                هذا يعد تهاون وتمهيد لانعدام الاخلاقيات
                هل رايت صور المحاربات فى العاب الانترنت كلها اثاره وعرى ان لم تثير شهوه داخل الطفل فعلى الاقل سيزرع داخله ان هذا العرى هو الطبيعى وبعد ان يصل للمراهقه لن ينفر او يشمئز من العرى والاثاره بل سيجدها شى طبيعى جدا

                فائق تقديرى لموضوعك المميز
                تعبت من البحر
                لكن قلبى يصر عن البعد عن بؤس برىء

                تعليق

                • حكيم عباس
                  أديب وكاتب
                  • 23-07-2009
                  • 1040

                  #38
                  المشاركة الأصلية بواسطة أحمد أبوزيد مشاهدة المشاركة
                  الأستاذ الفاضل
                  أضم صوتى لصوت الأخت الفاضلة رقية المنسى
                  فى الإيجابة على الأسئلة
                  العيب فى المتلقى
                  لأنه إذا كان شخص يبحث عن شهوه فإنه سيثور عندما يرى ضرع معزة
                  تحياتى و شكرا
                  -----------------
                  [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
                  الأستاذ الفاضل أحمد أبو زيد
                  مرحبا بك هنا على هذه الصفحات و أشكر لك اهتمامك بالموضوع ، ننتظرمساهماتك و البقاء معنا
                  تحياتي
                  حكيم
                  [/align]
                  [/cell][/table1][/align]

                  تعليق

                  • حكيم عباس
                    أديب وكاتب
                    • 23-07-2009
                    • 1040

                    #39
                    المشاركة الأصلية بواسطة ريما منير عبد الله مشاهدة المشاركة
                    سلام الله على من رأى منكم منكرا فغيره حتى بأضعف الإيمان
                    سيدي الفاضل
                    لا شك أن طرحك للموضوع جعلنا نقف أما مرآة لنصيغ عبارات تساؤلية عن ما هو مسموح وما هو ممنوع ونسارع الخطى نحو منهجية كلنا ينتهجها تقريبا إلا ما رحم ربي في تصوير حفلاتنا ومناسباتنا فيديو وغير ذلك ولربما قال قائل أن القصد هو الصور المعروضة للغير ولكن هل يضمن أحدنا أن تلك الصور التي في حوزته داخل بيته لن تعرض للغير جراء حادث ما أو تدخل ما ليد القدر بمشيئة الله ؟؟
                    يا سيدي الفاضل لن ألج لموضوع الصور الا كعابرة الى شط آخر أشد خطورة من ألف صورة
                    وهو الكلمة فما فائدة أن لا أضع صور ا ولا أعرض جمال ولكني أكتب ما يثير العاكف في محرابه ؟؟؟
                    فخلاصة القول أن علينا أن نعالج مرض أنفسنا قبل أن نعالج بعض خطايانا والتي قد تحتسب من اللمم فيما لو وزناها مع مخالفاتنا الأخرى
                    و ما نراه سواءا في الفضائيات أو الأسواق أو حتى المنتديات
                    ولتغفر لي سيدي أني حدت عن ما أشرت له فلقد رأيت النقاش قد حاد في بعض المشاركات عن مقصدك وابتدأنا نحلل ونحرم والله عنده حسن المآب
                    ولك الشكر
                    وأتمنى أن تجد لي العذر لما سلف من القول والله من وراء القصد
                    ----------------------------
                    [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
                    الأخت الفاضلة ريما منير عبدالله
                    تحية طيّبة

                    أهلا بك و شكرا جزيلا على اهتمامك .. ها نحن نحاول كما دائما نفعل في الولوج من باب الجزئيات إلى الكلّيات ، من صغار أمورنا لكبرياتها ، من العوارض إلى التشخيص .. حتى نصل لمرض النّفوس الذي أشرت له و هو الأخطر و الأعمّ و الأهمّ ، علّنا نصل لبعض مسبّباته على الأقل ، فأهلا بك نبحث عنها يدا بيد ..
                    تحياتي
                    حكيم
                    [/align]
                    [/cell][/table1][/align]

                    تعليق

                    • حكيم عباس
                      أديب وكاتب
                      • 23-07-2009
                      • 1040

                      #40
                      [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
                      الأستاذة الفاضلة سهير الشريم
                      تحية طيّبة

                      الشكر الجزيل على اهتمامك و حماسك و مساهماتك و ما أضفتيه من زخم هنا في عدّة مشاركات ، في كلّ مرّة وضعت يدك على مشكلة رئيسيّة ، و حلقة مهمّة من حلقات قضايانا.
                      فمن تيبّس العقول و تحجّرها ، إلى النظرة الدونية المرضية (هكذا أسميها دائما) نحو المرأة ، إلى ضيق الأفق و الإصرار على عدم رؤية المرأة إلا من منظار ليس كما تفضلت حضرتك (حيوانساني) بل حيواني شهواني محض ، مغلّف ببعض الحنكة و التمويه ، سرعان ما تفوح رائحته عند أقرب منعطف ، و كل ما نسمعه ، ما هي إلا "كليشيهات" معدّة مسبقا ، حُفظت عن ظهر قلب ، تُردّد تلقائيا كما يفعل الروبوت و لا أحد يعنيها و تظل المرأة ترزح تحت نير عبودية و إرهاب الذّكر ونزواته ، كنت أتمنى أن يقول لي قائل كم عدد الزيجات التي ضبطت في مصر أو سوريا (على سبيل المثال لا الحصر ) لطفلات دون حتى الخامسة عشر ، و منهن إحدى عشر و إثنى عشر عاما ، خاصة من جنسيات عربية شقيقة ، آباء يبعون طفلاتهم لكهول مقابل مبلغ من المال ، و كلّه مغلّف بسنّة الله و رسوله و تحت شعارات دينية و حسب ، و الدّين منهم برّاء ، بتصوّري أن الدين بشكل عام و الدّين الإسلامي بشكل خاص ، أكبر ضحايا العصر ، و أكثر ضحاياه استغلالا من قبل أبنائه بالذات ... و ما موضوعنا هذا إلا قطرة في محيط .. مشكلة تماهي المسلم (!!) و تخفيّه خلف سماحة و نبل تعاليم الإسلام و انتحالها و ادّعائه الذود عنها ، هي مشكلتنا الرّئيسية الآن ، تمنعنا من التمتّع بنبل و عدالة شرائعنا ، تمنعنا من أخذ مكاننا الطبيعي بين الأمم ، تمنعنا من مناقشة أحوالنا ، تمنعنا حتى من التّفكير ، فقد بلغت بهم الجرءة حتى الهتاف لسقوط العقل !!
                      إنّه حزن كبير و مسئولية كبرى ، و وقت يهدر في دراسة معمّقة و موسّعة حول صورة هذا (الحيوان) الذي اسمه إمرأة ، و آثارها المدمّرة على المجتمعات الهانئة الوادعة التقيّة الورعة ، و على خصوبة الأرض و بالتالي تدمير السلة الغذائية للشعوب فيفتك بالفقراء. بعد ذلك سننتقل لدراسة الأسس التي اعتمدت في إصدار الحكم بالإعدام على ميكماوس ، ثم دراسة معمقة أخرى مشابهة لتحديد جواز اللّعب بسراويل "باربي" ، قبل و بعد كشف أفخاذها و ما تأثير ذلك على ثقب الآزون و على جهاز المناعة و استجابته للعقاقير المستخدمة ضدّ الخلايا السرطانية ، و هل سيؤثر هذا على قبول صيام والدي أب الطفل الذي يأتي على اللهو بسراويل باربي!!
                      إنّه حزن كبير .. كبير جدّا... كبير جدا يا سيّدتي ... كبير حدّ الدمعة!!!
                      تحياتي
                      حكيم
                      [/align]
                      [/cell][/table1][/align]

                      تعليق

                      • حكيم عباس
                        أديب وكاتب
                        • 23-07-2009
                        • 1040

                        #41
                        المشاركة الأصلية بواسطة يسري راغب مشاهدة المشاركة
                        [align=center]
                        الدكتور حكيم الموقر
                        تحياتي
                        البحث في الموضوع المطروح امامنا له ابعاده الموضوعية
                        اولها البعد الديني
                        وثانيها البعد الادبي والفني
                        وثالثها الكتابة للمنتديات
                        الحقيقة انه موضوع ثري جدا
                        ويستحق المناقشة للوصول الى المعايير التي نرجوها للارتقاء الفكري والادبي مع الالتزام بالبعد الديني وهو الاصعب في زماننا المعاصر
                        مابين مفكرين وادباء متنوعي الثقافات
                        مابين مفكرين متعددي المذاهب
                        مابين مفكرين متعددي النشاة
                        وبقدر مابحثنا في ندوات فكرية عن التخلف والتبعية والهوية والانتماء
                        وعن الحضارة والاسرة والمراة والشخصية
                        وبقدر ما كان هناك اختلافات موضوعية
                        لم نصل الى نتائج
                        ولم نضع معايير
                        وتراودني الاسئلة
                        هل انت مع الصورة التعبيرية المرافقة للنص الادبي
                        هل انت مع الصورة بشرط ان لا تكون واصفة لجسم انساني
                        هل ينطبق ذلك على الصورة الرمزية والتوقيع
                        هل انت مع وضع معايير على الصور المنشورة في الملتقى
                        ولي عودة اخرى
                        مع كامل احترامي وتقديري
                        [/align]
                        --------------------------
                        [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
                        الأستاذ الفاضل يسري راغب
                        تحيّة طيّبة

                        أشكرك على مداخلتك ، و أقدّم لك أسفي للتأخر بالرّد ، فقد كانت مجريات الحوار بإتّجاه آخر .
                        أنا معك تماما ، إن أصعب الأمور هي أن نجتمع و نتفق على معايير ، أي معايير لأي قضيّة كانت ، لأنّنا في وضع حضاري و ثقافي متأزم ، بالتالي ، نحن في مرحلة "الطحن" أو "التّكابش" ، و في هذه المرحلة كل طرف يريد أن يسوق الأمة بأسرها لمربعه ، لذلك نصطدم دوما (و هذا صحيّ إلى حدّ كبير) بتعدّد المحاور التي نعمل عليها ، بالضبط كما أوردت حضرتك في مقدّمة مداخلتك ، و لأنّ معظم قضايانا غير محسومة ، حتى القضايا الدينية ، فالكثير منها لا إجماع عليه ، و تتعدّد النّظرات و الأحكام فيه ، و أظن أن هذا ، أي ما نعانيه في المجال التشريعي الديني ، هو إحدى العواقب السلبية لتوقّف الاجتهاد منذ قرون ، رغم الهدف النبيل من اتّخاذ القرار في حينه.
                        لقد تجمّدت البحوث الفقهية ، و توقّفت النّظرة الثاقبة لمعالجة القضايا المستجدّة و مواكبة التطورات الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية ، و ها نحن نفتح أعيننا على كمّ هائل من القضايا غير المبتوت بها ، و لا نتّفق حتى على أسلوب واحد لمعالجتها.
                        أستاذي الكريم ، الدائرة واسعة ، و واسعة جدا ، بالضبط كما صورتها حضرتك و تكتشف سعتها إلا عندما تخوض حوارا في قضية خلافية كالتي نحن الآن بصددها .
                        أمّا بخصوص الجزء الاخير من مداخلة حضرتك ، أعتقد أنها اسئلة محورية و مهمّة و أتمنى على حضرتك التّوقف عند كل سؤال و المداخلة به علّنا نحصل على ما يفيد في قضيّة التّعامل مع الصور .
                        تحياتي
                        حكيم
                        [/align]
                        [/cell][/table1][/align]

                        تعليق

                        • حكيم عباس
                          أديب وكاتب
                          • 23-07-2009
                          • 1040

                          #42
                          المشاركة الأصلية بواسطة يسري راغب مشاهدة المشاركة
                          الدكتور حكيم الموقر


                          تحياتي
                          اذا كان حديثنا هنا عن الحلال والحرام
                          فما اتفق علية ان الحلال هو صورة الراس فوتوغرافيا او لوحة فنان وما تجاوز ذلك لامراة او رجل او اي انسان كان يدخل في الحرام والله احق واعلم
                          ولكن
                          ماهو الحلال الذي نعيشه في حياتنا المعاصرة
                          فكل مظاهرنا تدخل في نطاق المكروه والمحرم والله احق واعلم
                          الحاكم في بلد اسلامي غير فقيه في الاسلام
                          وسائل الاعلام المتداولة في الدول الاسلامية كلها او معظمها تدخل في نطاق المكروه والحرام
                          الثقافة ادب وفن ان كان شعرا او قصص او مسرح او سينما او غناء حرام
                          الملابس العصرية تدخل في ذات النطاق ان كانت للرجل او المراة مادامت بعيدة عن الواسع الفضفاض القصيرة للرجال والطويلة للنساء
                          البنوك محرمة وتعليم البنات حرام للاساتذة الرجال
                          اغلب مظاهر الحياة المعاصرة تدخل في نطاق تحريم الصور
                          فماذا نفعل
                          وكيف نلملم الجراح
                          قدر الامكان لا نريد الدخول في جماعة التكفير والهجرة عن المجتمع المعاصر
                          نبحث في التوفيق مابين الاصالة والمعاصرة
                          نبحث في المسموح والممنوع بما لا يهدم التكوين
                          الوسطية في زمن بات يتصل عبر فضاء مفتوح ليس له حدود وعلينا التعامل معه في حياتنا العملية والثقافية بالذات فكيف نوفق مابين هذا وذاك

                          مع كامل احترامي لجميع الاراء
                          ------------------------
                          [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
                          الأستاذ الفاضل يسري راغب
                          تحية طيّبة
                          سأقسّم مداخلتك لثلاث أقسام:
                          الأول : الحلال و الحرام : الحقيقة أنّني لم أعنِ و لم أقصد أخوض في ما حلّل و ما حرّم بشكل عام ، في عموميات بلا حدود ، ما أردته هو "الصورة" ، الصورة التي نصطدم بها صباح مساء ، حصرت بعض نماذجها (الفنية و العلمية و المعرفية و الفوتوغرافية و الألعاب) و لا أقصد من هذا الحصر مناقشة الفن أو مناقشة العلم أو مناقشة المعرفة أو التصوير الفوتوغرافي و استخداماته و لا ألعاب الأطفال و أنواعها ، بل كي أصنّف الصورة ، كي أمنهج المقالة فقط و لا شيء غير ذلك ،
                          لذلك أنهيت كل صنف بمجموعة من الأسئلة ، و في نهاية المقال وضعت الأسئلة الرئيسية العملية التي أسعى للاستفادة من الإجابة عليها .
                          طبعا و كما العادة في كلّ حواراتنا ، ليس في الملتقى و حسب ، بل أين ما وليت وجهك ، أي نقاش ، أي حوار ، حتى لو كان في طريقة اصطفاف الالكترونات في المدارات حول النواة بعد قذفها بالإشعاع ، يتحوّل النقاش لمناظرات دينية محضة .. لماذا؟؟
                          لسببين:
                          1. السبب الذي تحدثت به في ردّي السابق على مداخلة حضرتك (مشاركتي رقم ) ، و هو الوضع الحضاري و الثقافي الذي نعيشه على خلفيّتنا التاريخية فيما يخص الاجتهاد و على خلفيّة ما هو مطلوب منّا تحت ضغط ازدحام الحاضر و غموض المستقبل.
                          2. التحدّث في الأمور الدينية يستسهله الكثيرون (لا أعمّم... لا أعمّم) ، و يحميهم من النّقد و الرأي الآخر المخالف ، لأن أمور الدين حساسة و إشهار الخروج عن الشرع و التلويح بالتكفير يخيفنا جميعا ، و هناك من يستغل هذا حتى في اللاوعي ، و هكذا تكتمل الدّائرة ، فالنّقص المعلوماتي و النقص الثقافي الذي قد يؤدي إلى عدم المشاركة في الحوارات ، يغلّف و يتسعاض عنه بالمبالغات الدينية ، فكما تلاحظ الدين و القضايا الشرعية الكلّ يتحدّث بها!!
                          الثاني : و هو حول الحياة المعاصرة و كيف أن معظم مظاهرها يدخل في نطاق الحرام و المعصية ، سأرجئ تعليقي على هذا القسم من مداخلتك ، حيث سأشمله في تعليقي على مداخلة الأستاذ حامد السحلي لأنّ جزءا كبيرا منها يدور في هذا الفحوى.
                          الثالث: و هو حول مقولتك " نبحث في المسموح و الممنوع بما لا يهدم التّكوين" هذه مقولة كبيرة و عظيمة أشكرك من كلّ قلبي عليها ، تحتاج لوقفة طويلة ، أرجو من حضرتك التأسيس للمداخلة فيها .
                          مع كلّ التقدير و الاحترام
                          حكيم
                          [/align][/cell][/table1][/align]

                          تعليق

                          • حكيم عباس
                            أديب وكاتب
                            • 23-07-2009
                            • 1040

                            #43
                            المشاركة الأصلية بواسطة د. وسام البكري مشاهدة المشاركة
                            الأستاذ القدير د. حكيم عباس

                            موضوع جديد ورائع .. وحماس جميل من الجميع.
                            يبدو لي أنّ مظاهر التحريم للرسم والنحت في الشرع الإسلامي قد ضاقت دائرته إلى حدّ بعيد، بسبب الابتعاد عن مخاوف العودة إلى الوثنية أو الجاهلية في مظاهرها المعروفة.
                            وأتصوّر أن تصميماً لإنسان آلي أو حيوان آلي من خشب أو معدن، (المهم .. فكرة التجسيم حاضرة)، يُزادُ عليها مظاهر التحريك الآلية والألكترونية، فهل يحق لشخصٍ ما أن يدّعي التحريم بحجة تصوير ما له رُوح ؟ !.
                            أما الصورة أو الرؤية، فهذا شأنٌ آخر .. فليس من عاقل يرفض دروس التشريح أو عرض صور طبية دراسية أو لأغراض بحثية بحتة، فلقد استثنى كثير من الفقهاء ذلك، بل إنهم استثنوا المعاينة الحية أو باستعمال المرآة العاكسة لرؤية فرج المرأة مثلاً في حالة الاضطرار الطبي الخاص.
                            وأما الصور المثيرة التي ينشرها أصحابها، فتقديرها إما شرعي أو عُرفيّ.
                            الشرعي واضح، رؤية الرجل صورة المرأة المحتشمة جائزة، وكذلك رؤية المرأة صورة الرجل المحتشم جائزة.
                            ولكن أضاف العلماء أن رؤية صورة شعر المرأة الأجنبية مثلاً جائزة؛ لأنها صورة وليست حقيقة. وعلى هذا جرت إباحة رؤية الأفلام الاعتيادية.
                            وأما العُرفيّ، فهذا أمر آخر، إذ يختلف تقدير المثير من شخص إلى آخر، ومن بيئة إلى أخرى، ولا ضابطَ له أبداً.
                            وكثيراً ما يُستعمَل هذا النوع للتسقيط، على الرغم من أن نسبة كبيرة من الناس يشاهدون الصور والأفلام التي تُظهر أجزاءً عارية أو مغرية من جسد المرأة كالأغاني والاستعراضات والأفلام العربية والأجنبية، بل حتى المسلسلات والأفلام التاريخية والدينية لم تَسلم منها، فتظهر الشخصية في أوج ما تمثله المرأة العصرية !.
                            هناك .. رأي للفقهاء فيها وفي الصور المحتشمة أيضاً، وهو أن الضابط لها هو نوع النظر إذا كان بتلذذ أو لا.
                            ولكني لا أقصد في ما قدّمت الصور الإباحية، فهي خارج موضوعنا بحسب ما أعتقد.
                            أما من وجهة نظري الخاصة، فالخشية من انفصام الشخصية في معالجة الصور مهما كانت، فإننا قد نُحاسَب دينياً على كلمة ما من أشخاص، وهؤلاء لا يحاسبون أنفسهم على استعمالهم للصور موضوع بحثنا. ولا أريد الإطالة لأني وصلت إلى الخط الأحمر !.
                            وتقبّل فائق شكري وتقديري.
                            وآسف جداً للإطالة ....
                            ---------------------
                            [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
                            الأستاذ الدكتور وسام البكري
                            تحيّة طيّبة

                            أشكر حضورك ذو العبق الخاص ، موضاعان أودّ إبرازهما في مداخلة حضرتك :
                            1. إنحصار دائرة تحريم فن الرّسم و النّحت : سأعيد هنا ما سبق و قلته ، حُمِلت النّصوص التي تعالج "التصوير" من صدر الإسلام إلى يومنا هذا ، لكن لم ينقل لنا و لو بحثا فقهي واحدا حول هذه القضية ، في العصر الحديث عندما بدأ الفن التشكيلي يدخل بلاد العرب المسلمة ، منذ نهايات القرن التاسع عشر و العشرين ، لم يصدر عن رأس الهرم الديني في المشرق و المغرب ، و أقصد الأزهر الشريف بحوثا فقهية حول الموضوع ، لكنّ في النصف الأخير من القرن العشرين ظهرت الأصوات التي تنادي بتحريم التصوير بجميع أشكاله نحت و رسم و تصوير فوتوغرافي ، و ازدادت و ظهرت الفتاوي و تكاثرت في الربع الأخير من القرن العشرين مع بدايات ظهور معارض الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية ، و خاصة بمساهمات كبرى من الفنانين العراقيين الذين كانوا يعملون خاصة في سلك التدريس ، و مع إزدياد دعم الدّولة للحركة الفنية التشكيلية و انتشارها ، كانت تزداد الفتاوي و الهجمات على الفن عموما و على التصوير خصوصا ، و ألّفت الكتب و انتشرت البرامج الفضائية مأخرا ، و هذا يشبه تماما نفس المنحنى البياني الذي حدث عند افتتاح التلفزيون السعودي ، و يشبه نفس المنحنى عند انتشار لواقط الأقمار الصناعية للمحطات الفضائية ، و نفس المنحنى البياني عند ظهور الهواتف النّقالة ، و نفس المنحنى عند ظهور النّت... و هكذا هي نفس الحركة و الحراك الذي يُعيد نفسه ، و أخيرا يخبو و يُقبل الامر الواقع .. يمكن أن نتوسّع في هذا الموضوع كثيرا ، و ربّما سأكتب فيه قريبا ، لأنّني أرى الآن بوضوح ، حجم التأثير على المحيط العربي ، فهو أشدّ و أعمق من التأثير في المملكة نفسها.. و الأسباب كثيرة .

                            2. موضوع الإنسان الآلي أو الحيوان الآلي أو حتى الروبوتات كلّها بشكل عام ، أشكرك على طرح هذا الموضوع ، أشكرك شكرا جزيلا فقد سهوت عنه ، و هو في غاية الأهمية !!! سأعيد تساؤلك : هل بقي أمام من يتمسك بالنّص جامدا خارج حركة التاريخ و تطورّ الشعوب ، و خارج اتساع رقعة الحضارة و علوّ صرحها شيئا يقوله ؟؟ ماذا بقي أمامه ليقول عن رسم وجه بالريشة بألوان الإكرليك على قطعة كرتون بينما الروبوت يصرح و يمرح ؟؟!! ماذا بقي ؟ لماذا يقفون عائقا أمام النصّ الديني و النّص الشرعي أن يكون فعلا صالحا لكلّ زمان و مكان ، كما هو في الحقيقة ، لماذا يرفضون الأخذ بعين الاعتبار الظروف التاريخية و الاجتماعية و التنظيمية التي واكبت ظهور النّص الشرعي و يصرون على إسقاطه على واقع مغاير بعد 1400 سنة ، كما هو ، بكلّ حذافيره و حيثيّاته ؟؟؟ إنّها عواقب ايقفا الاجتهاد منذ القرن الرابع عشر ، إنّها عواقب التشدّد و التزمّت و التشبّث بشكليات النّص لا بجوهره .. الشكل لا الجوهر ..

                            تحياتي ، و أرجو أن تسنح لي الفرصة للتّوسع أكثر.
                            حكيم
                            [/align]
                            [/cell][/table1][/align]

                            تعليق

                            • حكيم عباس
                              أديب وكاتب
                              • 23-07-2009
                              • 1040

                              #44
                              المشاركة الأصلية بواسطة حامد السحلي مشاهدة المشاركة
                              السلام عليكم ورحمة الله
                              كنت أتوقع أن الموضوع سينتهي إلى هذا رغم أني لم أتوقع أن هذه غاية الدكتور حكيم في طرحه
                              وقد أعجبتني كثيرا كلمات أستاذنا يسري راغب التي عبر بها عن الموقف من المسألة بأن الأمر متفق عليه أي هو قول جمهور
                              وأقول لأخي الأستاذ مصطفى شرقاوي رويدك أما بلغك نقل عبد الله عن والده أحمد بن حنبل أن من ادعى إجماعا فقد افترى
                              والموضوع ليس به إجماع أستاذي الكريم ولكن به نصوص اتفق الجمهور حتى بداية القرن الماضي على حملها على ظاهرها بتحريم أي صورة لكائن حي ذي رأس وتعريف الصورة لديهم يشمل النحت والرسم
                              ولكن ظل خلاف هذا الاتفاق من أسند التحريم إلى علته وهو مخافة التكريم الذي لا يجوز لإنسان وليس مجرد العبادة من دون الله أي تحول الصورة إلى صنم أو بغرض مضاهاة خلق الله ومن هؤلاء الذين اعتبروا هذا الحكم معللا بهذا من اعتبر العلة ما تزال قائمة ولذلك فالتحريم قائم فهو جزء من الجمهور
                              وعندما ظهر التصوير الضوئي ثم التلفاز ووصل إلى الأمة الإسلامية تبين أن هذه التقنية تلغي المضاهاة لأنها تحبس خيالا مطابقا وبعد عهد الأمة بالأصنام فرأى الكثيرون أن التصوير الضوئي أو التلفزيوني دون تعديل للكائنات الحية ليس بمحرم ثم أصبح هؤلاء اليوم هم الغالبية ولكنهم ليسوا إجماعا
                              ثم أباح بعضهم الرسم في أفلام الكرتون رغم كونه رسما لكائن خيالي كونه موجه للأطفال وتبتعد عنه شبهتي المضاهاة أو التكريم غير الجائز قياسا على حديثي عائشة الملاءة التي بها تصاوير والألعاب على شكل حيوانات والتي اشترط الرسول "ص" عدم تكريمها وفي موضوع رسومات الكرتون أخذ ورد
                              الأمر الثاني في موضوع الصور هو غض البصر وحماية المؤمنات الغافلات وهو خاص بالمرأة فحتى صورتها محجبة يرى الكثيرون وأنا منهم ألا تكون هذه الصورة بمتناول الغرباء إلا للضرورة فأنا لا أرضى أن أرى صورة أي من قريباتي على النت هذا بالنسبة لصورة المرأة كما ترى في الشارع
                              أما صورتها دون ذلك أي في المنزل أو بدون حجاب فهذه يتحرج منها البعض كثيرا (وأنا منهم) ويحرمها كثيرون مخافة أن يطلع عليها من لا يجوز له رؤيتها ورغم أن هناك من اعتبر الصورة ليست كالأصل كحزب التحرير أو الأحباش ولكن هؤلاء أفتوا أيضا بجواز أشياء كثيرة بلغت ببعضهم تجويز القبلة أو النظر للصور العارية
                              الجانب الثالث الذي ذكره أستاذنا يسري هو موضوع الأثر الثقافي والاعتياد فرغم أن معظمنا يرى التلفاز إلا أن هذا لا يعني جواز ذلك من حيث أصله وكذلك موضوع الدمية باربي فهي تؤدي لاعتياد الطفل مظهرها المتهتك وعدم استنكاره لذلك أذكر منذ سنوات كتبت مقالا طويلا بعنوان كيف يرى الطفل آنسته غير المحجبة أجمل ولكنها (فاسقة) كما يرى رقائق البطاطا ضارة ولكنها لذيذة.. فهذه أمور محرمة من حيث أصلها كالعملة الورقية (الربوية) والتعامل مع البنوك ومئات الأشياء التي لا يستطيع المسلم التخلي عنها لشيوعها فيستخدمها بحكم الحاجة ولا يساهم بها أو يدعمها أو يروج لها أي أنها محللة بحكم (عموم البلوى)
                              وأخيرا يبقى الأمر الأهم
                              وهو الفارق بين أن ترتكب محرما أو تروج له وتجاهر به فالمؤمن معافى ما لم يجاهر بفسق والمجاهرة بصغيرة والإصرار عليها هي كبيرة لأنها دعوة لشيوع هذا المحرم "الصغير" والعاقل يدرك اين يقف
                              هذا ما لدي إن أصبت فبتوفيق الله ومنته وإن أخطأت فبتقصير مني أسأل الله العفو والسداد
                              --------------------
                              [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
                              الأستاذ الفاضل حامد السحلي
                              تحيّة عطرة

                              مداخلتك شديدة التّكثيف و فيها الكثير من ما أودّ التعليق عليه بالتّفصيل ، للأسف لن أتمكن من حيث الوقت المتاح لي الآن ، و من حيث علاقته بموضوعنا الرئيسي ، سأكتفي بنقطتين سريعتين :
                              الأول : شخصيّا لم أتوقّع مطلقا أن يطرح موضوعا للحوار ، حتى لو كان عن اصطفاف الإلكترونات في المدارات حول النّواة ، بعد قذفها بالأشعة ، لا أنتظر أن لا يتحوّل فورا إلى نقاش ديني حامي الوطيس و تائه .. نعم بالضبط كما هي تائه .
                              الثاني : ما جاء في فقرة مقالك الأخيرة الملوّنة بالأحمر ، لا يسعني المرور على ما جاء فيها بصمت . رغم أنّها تكاد تُطابق الواقع الذي اختصرته بـ (عموم البلوى) ، إلاّ أنّني أعتبره البلاء بحدّ ذاته ، أحد ينابيع ما نحن به من تراجع و تخلّف ، به نتصدّر قائمة السلبيات ، يجب أن لا نقف عند هذا الحد ، و علينا البحث بجرءة عن أسبابه و كشفها و المجاهرة بها ..! حتى المجاهرة بالشكل الذي طرحته حضرتك هي واحدة من أسلحة حماية من يتحكّم بأعناقنا و مصائرنا ، شتان يا سيّدي الكريم بين ما كان يُقصد بالمجاهرة بالفسق في صدر الإسلام و بين ما يحدث الآن من استغلال له بمنع المجاهرة و اسقاط القاعدة الشرعية على من يُخالف الوضع القائم (الديني و السياسي و غيرهما ، خاصة السلطان).
                              سيّدي الكريم ، لو جلست و إيّاك الآن لنحسب القضايا التي نتعامل بها من باب ، كما تقول ، عموم البلوى ، كم سيكون عددها برأيك ؟ هل قبل مائة عام كانت بنفس العدد ؟ هل بعد ثلاثين سنة ستظل بنفس العدد؟ طبعا لا ، لم تكن موجودة ثم ظهرت و تزايدت ، و ها هي تتسارع بالتّكاثر و التناسل . الحياة تتطور في كلّ الاتّجاهات ، و كل تطور جديد يفرز معه جديد آخر و هكذا حركة مركّبة.. إذن نحن كمسلمين ، لا نستطيع حلّ ما يستجدّ علينا ، إلى أن يعمّ فنتعامل معه من باب شيوعه و عدم مقدرتنا التّخلي عنه ، تحت مسمّى عموم البلوى ، إذن كيف نقول بأن ديننا صالح لكلّ زمان و مكان؟؟
                              أنا واثق و مؤمن بهذه القاعدة : الدين الإسلامي صالح بكل تعاليمه و شرائعه لكلّ زمان و مكان ، لكنّ الظاهرة التي رصدتها ، تؤشر لعكس هذا ، ما كانت لتحدث لو القاعدة سليمة ، لكنّ أصرّ بأنّ القاعدة سليمة ، فما المشكلة إذن؟؟
                              بكل بساطة ، الدين الإسلامي لا يمكنه أن يكون صالحا لكلّ زمان و مكان ، هكذا من ذات نفسه بشكل آلي ، بل بمجهود من يؤمنون به ، مجهود التفسير و البحث الفقهي و الاجتهاد.
                              الاجتهاد توقّف بقرار منذ أكثر من 600 عام ، لأسباب تاريخية معرووفة و ما كان أمام المسلمين من بدّ لحماية دينهم إلا بإقفال باب الاجتهاد ، على الأقل هذا هو المبرّر التاريخي.
                              أمّا التفسير و البحث الفقهي ، فهو منذ عشرات السنين يراوح مكانه بسبب الانتعاش الشّديد لأصحاب مدرسة الالتزام التّشددي بالنّص الشرعي ، كما هو حرفا و شكلا ، لا يغوص أحد في جوهر النّص ، يرفضون تفهم ظروفه الزمانية و المكانية و الضروريات و أسباب ظهوره في حينها ، و يتمسكون بحرفيّته ، فيُحبس النّص تاريخيا ، يحبس في الزّمان ، يُسلب مقدرته الفذّة الإلهية ، على استيعاب كلّ جديد ، مقدرته على الإبقاء على صلاحيّته نضرة و حية . هم من يحوّل النّص إلى صنم صامتٍ بارد ، بإسم الدين و حمايته ، هم من يفعل بالنّصوص الشرعية و بنا هذا الفعل.
                              أعود لصورة حضرتك المرسومة بمنتهى الدّقة ، "عموم البلوى" ... تضطر للتعامل مع ما هو شائع ، و لا تقدر على التّخلي عنه ، رقائق البطاطا المضرة لكنّها اللّذية.. ألا ترى أنّه ربما سيأتي يوما علينا (و ليس ببعيد) أن تكون كلّ تفاصيل حياتنا على هذا المنوال ؟
                              ثمّ ألا ترى ما يحمل في طيّاته من خطورة ، إذ سيكون بمثابة حاضنة للتخلّف المستمر و تفقيسه على الدّوام ، السلبية ، السلبية التي تعمّ ، حيث تصبح غير فاعلٍ في كلّ ما حولك ، عبّرت حضرتك عنها بدقّة : "يستخدمها و لا يُساهم بها" ، نعم .. نستخدمها و لا نساهم في تصنيعها و لا في ابداعها و لا في تطويرها و لا في الترويج لها ... هذه صفات المُستهلك النّموذجي .. هم يصنعون لنا و يعمّمون ما يصنعون ، فتضطر للتعامل مع ما صنعوا من باب الشيوع ، و لن نساهم في التصنيع لأن أصله حرام ، و كذلك يبدعون لنا الأنظمة و البرامج ...الخ من الصراف الآلي و البنك حتى سلّة الغذاء...
                              الموضوع بحاجة للتوسّع و التنظيم و الحوار و ربّما في مناسبة ثانية أو موضوع جديد خصيصا ..
                              فيما يتعلّق بتعليق حضرتك على "باربي" و تعامل الطفل الذي يرى آنسته ، سأشمله في الرّد على مداخلة الأخت الفاضلة رقية المنسي.
                              تحياتي
                              حكيم
                              [/align][/cell][/table1][/align]

                              تعليق

                              • حكيم عباس
                                أديب وكاتب
                                • 23-07-2009
                                • 1040

                                #45
                                المشاركة الأصلية بواسطة رقيه المنسي مشاهدة المشاركة
                                استاذى الفاضل حكيم عباس

                                ان كان الاطفال لا يعرفون معنى الشهوه
                                ولكن وجود صور كهذه ستجعلهم يعتادون على العرى
                                ستاخذ منهم الحياء وسيكون من الطبيعى جدا رؤيتهم للعرى على انه شى طبيعى
                                وهذا مع الوقت سيجعلهم يتخلوا عن المبادى الاخلاقيه
                                هذا يعد تهاون وتمهيد لانعدام الاخلاقيات
                                هل رايت صور المحاربات فى العاب الانترنت كلها اثاره وعرى ان لم تثير شهوه داخل الطفل فعلى الاقل سيزرع داخله ان هذا العرى هو الطبيعى وبعد ان يصل للمراهقه لن ينفر او يشمئز من العرى والاثاره بل سيجدها شى طبيعى جدا

                                فائق تقديرى لموضوعك المميز
                                ------------------------
                                [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
                                الأخت الفاضلة رقية المنسي
                                تحيّة طيّبة

                                جوانب المشكلة كما أفهما هي على النّحو التالي (طبعا كلّ نقطة من ما سأورده أدناه تحتاج لتفصيل و شروح و ربّما لموضوع حواريّ كامل و مستقل):
                                1. الوضعي المتردي للـ "النّقد" تاريخيّا في ثقافتنا ، و المتفاقم في القرون الأخيرة ، و له أسبابه ، أدّى إلى عدم نضوج النّظرة نحوه (نحو النقد) كعملية إلزامية تكاملية إبداعية للإبداع نفسه ، في كلّ المجالات المعرفية و العلمية ، لا ابداع من دون نقد ، كما لا حياة بدون ماء أو هواء.
                                هذا جعلنا الآن بمنتهى الحساسية تجاه النقد ، و تجنّب ممارسته و بالتالي تخلّفه و ترديّه و تراجع الإبداع معه . النقد بمعناه الواسع يشمل أيضا العلاقات الاجتماعية ، و علاقة السلطات بالمجتمع و بالعكس ، و يشمل الفرد بشبكة علاقاته حتى العائلية و الأسرية و الزوجية و الأبوية و الأخوية ...الخ.
                                لحساسية المفرطة جدّأ عندنا ، إضافة لأسباب أخرى ، لن نعرّج عليها هنا ، أنتجت نمطا سلوكيّا قائما على الثنائية المكوّنة من الإفراط في الحساسية من النّقد و من السلوك المتواري إن صحّ التعبير ، السلوك الذي يجنح لإخفاء العيوب و التّكتم على الأشياء و التّحايل و عدم المجاهرة و التظاهر بما ليس فينا ، طبعا العلاقة بين شقي الثنائية ليست بهذه البساطة ، فالسلوك أيضا مركّب و تدخل في تكوينه عناصر كثيرة . أرجو المعذرو هنا فأنا أبسط الأمور إلى أبعد ما تحتمل ، فقط أريد أن أصل لهذه النقطة تلازم التحسّس من النقد مع السلوك المتواري المتحايل .
                                أهم افرازات هذا النّمط السلوكي هو الجبن في مواجهة أمور الحياة كما هي ، و التعامي عنها ، إقناع النّفس بأنّها غير موجودة أو ليست ذات أهمية ، أو التماهي و تغليفها بأمور أخرى ، مثل العيب و الحلال و الحرام ..الخ
                                ما يهمّنا من هذا كلّه في موضوعنا هنا ، كيف أن هذا السلوك يمتد إلى العلاقة مع الطفل ، فبدلا من إعطائه حقه من الوقت في الكلام و الحوار معه (ليس اللّعب فقط و الجلوس في البيت إلى جانبه ، بل التكلّم معه بجدّية الكبار) نتركه و شأنه ، نزجره حين يسأل مرتين متتاليتين عن نفس الشيء ، من اليوم الأول في تربيته نغرقه في قاموس الممنوعات دون أن نشرح له شيئا غير ترداد كلمة "عيب" و مشتقاتها : القائمة طويلة جدا و منها : - نزجره إن حاول الدّخول علينا و نحن نغيّر ملابسنا
                                - إن صدف أن اصطادنا عُراة مثلا و سألنا عن أعضائنا التناسلية ، نزجره و نعنّفة و نقوم بحركات عنيفة مذعورة للاختباء.
                                - نتحايل عليه و نكذب إن سألنا كيف أتى إلى الدنيا
                                - نزجره و أحيانا نضربه لو خلع ملابسه أمام الغرباء أو حتى شقيقته
                                - نزجره أو نضربه لو رأيناه يمد يده نحو أعضاءه التناسلية يتحسّسها.....الخ
                                كلّ هذا دون أن نشرح شيئا ، بالمقابل : - يجلس معنا حين نتحدّث في شتى المواضيع ، و حين يسألنا فيما بعد عن ما قلناه أمامه ، ننكر (و هذه مصيبة خصبة لتعلّم الكذب) أو نستغرب من أين يعرف و كيف التقط منّا ما سمعه ، لكن لا نشرح له بل نهدّده بعدم ذكر ذلك .
                                - يجلس معنى أمام التلفاز و يتابع ما نتابع من مسلسلات و أفلام ، بل نفتخر أحيانا انّه بهذا السنّ حفظ عن ظهر قلب أغنية ، و في المسلسلات و الأفلام و الأغاني ما هو كثير حتى على الأولاد الكبار ، فما بالك بالطفل...الخ
                                ماذا سينتج سوى محرّمات مبهمة ، تثير السخط و مرعبة و غير مفهومة ، الأكثر غموضا و رعبا و حساسية تلك المنطقة ، منطقة الأعضاء التناسلية.
                                بهذا نكون قد زرعنا فيه شيئان مهمّان : الأول أعدنا إنتاج أنفسنا فيه ، بكل ما نحمل من تخوّف من النّقد و سلوك التواري.. و هكذا المجتمعات تعيد إنتاج نفسها.
                                و الثاني : هيأناه أرضا خصبة للتعامل بسرية و غموض ، بشكل غير سوي أو واضح مع أعضاءه التناسلية ، ستكون فيما بعد بذرة من بذرات المشاكل الجنسية على تنوّعها ، مثل : عدم الكفاءة الجنسية ، سرعة التهيج ، الشذوذ ...الخ هذا حقل لم يدرس بتمعن و استفاضة ، و لم يُدعّم بدراسات ميدانية في عالمنا العربي ، لكن بعض الدراسات العشوائية و أخرى المحدودة و المقصورة على مراجعي عيادات محدّة في هذا المجال تُنذر بالشؤم و الويل ، يكفي أن أقول أن نسبة عالية جدا من النساء تشكو من عدم الكفاءة الزوجية للزوج (هذا لا علاقة لها بالخصوبة و الفحولة ، ما أعنيه المتعة المتبادلة)

                                2. الجنس و العري و وجود الأعضاء التناسلية أمور وظيفية بيولوجية طبيعية و عادية ، و لا يوجد على وجه الكرة الأرضية إنسان دون هذه ، فالعري بحدّ ذاته ليس ممنوعا و لا يخرج عن أي قاعدة أخلاقية ، فقط العري في أماكن محدّدة و الظهور به هو الممنوع . الأعضاء التناسلية مثلها مثل باقي الاعضاء في الجسم و لا يخرج كونها موجودة على أي قاعدة أخلاقية أو دينية ، لكن كشفها أين و أمام من هو المضبوط بقواعد أخلاقية و دينية ، الجنس و ممارسته أمر وظيفي عادي مثله مثل أي وظيفة أخرى تقوم بها أعضائنا ، و ليس ممنوعا بحدّ ذاته وفق أي قواعد أخلاقية أو دينية ، بل القواعد الأخلاقية و الدينية تنظّمه وفق أطر محدّدة ، كلّ مجتمع حسب قيمه ، عندنا لا يمكن ممارسته إلا في إطار الزوجية . هل نربي أطفالنا بهذه البساطة و هذا الوضوح؟؟؟!! لا أعتقد
                                ما يحصل أثناء تربيتنا الأطفال ، لا نضع الأمور في نصابها الصحيح ، فنتعامل مع الأعضاء التناسلية و كأنّها آخر و أكبر قبح و جريمة في التاريخ البشري ، و هي ليست كذلك ، و نتشنّج ونحرج في فتح موضوع الجنس و توعية أولادنا عندما يبلغوا سنّ المراهقة ، و نتصبّب عرقا عندما نتفاجأ في المدرسة في درس الأحياء عندما يشرح لنا المعلم التّكاثر عند الإنسان.
                                هذا هو الخطأ بعينه ، فبدلا من أن نُعلّم أولادنا السير في أرض مكشوفة واضحة المعالم ، ندفع بهم للسير في أرض يلفّها الضّباب ، و تكثر فيها المنعطفات ، كثير منهم يسقطون و يتعثرون و يتعذبون ويتألّمون ، فقط لأننا لم نكشف لهم في السن المناسبة الأرض التي عليهم ذات يوم السير فيها وحيدين من دوننا .
                                هذا التواري ، و هذا السلوك المُتهرّب على الدّوام من المواجهة ، هو سلوكنا الخاطئ أمام أطفالنا و هو الذي يُنتج السلوك غير السوي و الشذوذ عندهم ، و هو الذي يدفعهم للضرب بعرض الحائط أحيانا بالقواعد الأخلاقية و الدينية ، لكن سرّا ، فهم قد تعلّموا منذ نعومة أظافرهم الّلعبة.

                                3. الحياء يتكوّن فينا بناءا على ما زُرع فينا من قواعد سلوكية ، فأذا تعلمنا أن الشتم بالأم لا يجوز مثلا ، و شُرح لنا لماذا لا يجوز ، و أعيد الشرح في كلّ مرحلة من مراحل حياتنا ، لن نشتم بالأم بعد ذلك ، و إذا فعل أحد أمامنا ، سنشعر بالحياء . إن وقعنا تحت تأثير أصحابنا و الأخرين الذين يشتمون ، قد نقلّدهم و نفعل ، لكن في كلّ مرة نشعر بالتوتر لأننا نخالف ما زرع فينا ، ثم لا نلبث أن نعيد توازننا ، هذه هي القاعدة . الحياء تنتجه القاعدة الخلقية و لا يمكن انتزاعه من أحد إلا إذا أصلا لم يكن عنده قاعدة خلقية.
                                لماذا نشعر بالحياء من بعض الأمور ؟ لأننا تربينا على قاعدة تمنع تلك الامور ، فإن لم تكن هناك قاعدة ، فالحياء غير موجود أصلا ، قد نتظاهر به .
                                "باربي" العارية لا تزرع في الطفل الجنوح نحو استهواء العري ، إن كان لهذا الطفل أبوين يهتمان به و يحدّثانه و يزرعان فيه بوضوح القاعدة الأخلاقية التي تنظّم التّعري . نحن نترك الأطفال ينشأون كما يحلو لهم ، و لا نحادثهم بجدّية و بتخطيط و وفق أسس محدّدة ، في الغالب نلقّنهم تلقينا عن طريق الأوامر و المخاشنة و الإجبار و حتى الضّرب ، نحن نترك كلّ هذا و نخشى إن رأى الطفل سراويل باربي ستدفعه فيما بعد لارتكاب جريمة الزنا مثلا؟؟!!
                                هذا الذّعر الذي ينتاب البعض من هذه الألعاب ، و الذي أدّى فيما أدى له استبدال "باربي" بأخرى محجّبة ، أقول لأنه ذعرنا نحن ، ذعرنا المشوّه ، و الذي ننقله بحذافيره للطفل ، ألا يستطيع الطفل أن يعري "باربي" المحجّبة؟؟، أو رفع فساتيناها لرؤية و اكتشاف ما تحتها ، ففي سن الثالثة و حولها ، مركز حياة الطفل الفضول ، من خلال هذا الفضول هو يبني معرفته ، يسأل عن كلّ شيء ، فإن لم نسمح له ببناء هذه المعرفة و زجرناه و منعناه ، و رفضنا إجابة أسئلته ، لن يبنيها ، أو سيبنيها غير سليمة. جميل أن يلعب الطفل بـ "باربي" المحجبة ، سيعرف أن هناك حجاب على البنت أن ترتديه حين تكبر و هذه قاعدة أخلاقية سننجح بزرعها ، و لكن من الخطأ الجسيم منع الطفل من تعرية اللعبة و الكشف عن ما تحت ملا بسها ، و الخطأ الأشد زجره و ضربه على هذا عندها ستكون "باربي" المُحجبة وبالا عليه لا حلا..

                                أكتفي بهذا القدر ، مع الأسف الشديد على الإطالة
                                تحياتي
                                حكيم
                                [/align][/cell][/table1][/align]

                                تعليق

                                يعمل...
                                X