أوراق من زمن الماضي...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هدير الجميلي
    صرخة العراق
    • 22-05-2009
    • 1276

    #31
    ترسو ذكرياتي في خلجان قصية,تستبشر ببعث جديد ,من بحار كان سباتها طويل,فتحت أشرعة أوراقي لنوارس طال بها الهجير, مناجاتها لسرب ذكرياتي طوق يعانق جيد السماء الواهية,مارست طقوس هجرتها خارج سربي,يبرق الغمام في نوافذ هجرتها ,ترتعش أجنحتها مبتعدة لا ريح تصد اتجاهاتها .
    أبادل أوراقي الشجن وتبادرني مصارحة بأمل جف منه قلمي,ما سيحل بي بعد كل ورقة عذراء اقلبها,تثور خواطري, وفكري يقسو بضياعه,يتنفس قلمي غربته كلما عانق فسحة أوراقي اليتيمة,رافعة أذرعتها الخالية من الوصال,صمت كثيف الغربة في لحظات ضآلة ,لحظة لا تعرف الاستراحة تبدو متناقضة ,تكتمل ,تتناقص ثم تضيع براحة كفي.
    فكري يوغل بليل ابدي يمضي سواده ,لا قرارات يتخذها ليخلو بحلكته المعتمة,ينتظر رجوع سنوات سعادته.
    ******************
    لا تغيب صور الرسائل المحمّلةِ بعبق ماضينا ,حقول صبانا التي تتجول بها الفصول المجهولة ,تساؤلات حافية تستعيد دروبها ,انتظار يتآكل ,تطول مدته ولا تقصر ,ترتعش الخواطر تسقط سكونها في لحظة ملاقاة العيون العفية ,تتلاعب أيدي القدر دون هدف.
    تزايد عمقي أتوغله يسحبني أسفلي,قاع ممزوجة بأعاصير الرمل الصحراوية ,تغوص شمسها العذراء دون أن يخالطها المغيب .
    أصبحت موجة تشتاق ارتطام البحر وترتد عنه,يكتبني الماء زرقة تكحل عين الليل,طقوس يمارسها النهار ليكشف سر الليل.
    جوف الحياة خالي من الصمت,ضجيجه حزن,من يدري لعل ما يحويه جوفها غريب!
    انفض من رأسي فكرة أني مخلوقة من كيد امرأة, فأنا لا استعمل الحيل لتحقيق مآربي, عندما نبكي يقولون(دموع التماسيح ) ههه كذبة اخترعها الرجل ليلقي باللوم في عجزه على امرأة , دمعي ناطق يتحدث قبل أن يسقط على سلالم أوجاعي,مدة سقوطه تلخص حقيقتي,فليدققوا الذين يقصدون ذاتي,يقضون ساعات فراغهم في مضاربي ,يتناقلون كتاباتي,فليفتشوا براحة يدي ,أي معنى تركهُ القلم ,أكان كل الذي ...بلا معنى. ؟

    أصغي بدهشتي, أتلفت متحرجة من أمور أخشى رؤيتها, أي بقايا من الفتات اعتاد الناس على أكلها,لم يكن الطعام والشراب شيء أساسي ,لكن تداولنا عادات غريبة بحد ذاتها غذاء لروح والجسد,قد نسقم ويمتنع الدواء.
    بحثت عنك في عيون الناس
    في أوجه القمر
    في موج البحر
    فوجدتك بين خافقي أقرب من كل الذين أبحث فيهم
    ياموطني الحبيب...


    هدير الجميلي(هدير نزف النواعير)

    تعليق

    • هدير الجميلي
      صرخة العراق
      • 22-05-2009
      • 1276

      #32
      أحاديث أتنبؤ بها لحظة صمتي,وخروجي عن واقعي البعيد, أنفذ إلى عمق غير قليل بنفسي ,نداء صافي بالاحتواء يتنفسني,أيُّ معنى لهذا العالم أغواره مجهولة؟
      يدركني الوهن يسقط قلمي مبعثراً مدامعه, وملطخاً أوراقه الحبيبة دون قصد يكشف مالم يتمنى أن تراه العيون المتلصصة.

      كم تمنيت أن أعيش حياتي ,دون رتابة ودون ملل,أبعثر أشيائي في أرجاء الفوضى ,المم متى ما شئت جرحاتي ,أخيط الذين أحبهم على فساتيني ,اعلق ضحكاتهم على سقف غرفتي ,اللون ابتساماتهم ,اجعل عطرهم يملاء المكان ليفوح بهم,لا ابقي لضحايا ذاكرتي شيء يقوتهم بعدي ,ولا شيء يفوتهم من فتات مشاعري يخافون فقدانه,أصابعهم تلامس عمقي ,تجتث ما تسنى لها من فوضويتي ,ألاطف القمر يحنو علي بهدوء نوره اسرق منه لحظات عاشقيه,اعلق في زواياه قلائد أمنياتي ,اخطف النعاس من جفون الليل المتعب ..أحرك مشاعره بكلماتي الضالة ,اخرج له كلماتي المتخاصمة اعقد صلح على شفاهه الذابلة,أغيب خلف السنين لاسترجع سعادتي وأشياء سرقت مني دون رقيب.
      نختلف نحن بكل شيء ؟من قال بان الأوجاع مّرة المذاق ؟فمجرد إحساسك بمذاقها ,فهو دليل على شدة حلاوتها.
      آفاق من غيب ذاكرتي توجعي.. أيها الحزن كفاك تلاحقني.....
      تتصيدني فريسة أتعبها الهروب...
      يا وجعي.. من زمن كله الشحوب .. يمسح أرقه بمرايا فاجعتي
      أهو قدر مغلوب على أمره يرقب أحلاماً طال توددها بأقبيتي استعلت أهوالها أمنيات تلعن أخواتها ,أي الهوايات تستنفذ طاقة صاحبها ,ولا تأتيه بالنجاح.
      لأرواحنا غبار يفوح بذكريات موجعة,كطفل تقلد الخلود قبل أن يكبر ويبعث إلى غرب الذكرى ,ليصمت على حافة جثمانه الندى يقدس رحم أمه,فقد عانقت الروح أحشائها طويلاً,وعلى أقنعته الموجوعة حفت أنفاسه تلاحق ظلمات شاخت بصيرتها,هي الدنيا تقلب على شقائها مواجعنا ,تلاحق فينا بسمة ذابلة .
      القهر الذي ارتضيته لم ينضج بعد,لم يكبر أكثر ليسلب عمري الباقي,قد لا أتقن فن خداع الناس لكن أتقن خداع نفسي أباغت أحلامي بفاجعة الإخفاق كلما دنوت من هدفي.
      في ما مضى منع علية معرفة كل الأشياء ,وحاضري منع عني أشياء أخرى أتعثر بها,أتنطق بعدما تناولتها صحراء زمني المّر لسنواتٍ طوال ,إلى أي مدى نأخذ وقتاً نستنزفه ليشفى فينا جرح حثونا فوقهُ نسترجعه يأبى الرحيل.
      أعجب من البشر عندما أراهم ينثرون الزهور على القبور الصامتة ,ما الحكمة من أن يبللون الثرى بماء يمسحون به شحوب تلك القبور,أيعتقدون أنهم يمنحونها الحياة من جديد ؟أيبالغون بنثر تلك الورود التي تذبل لحظة شروق الشمس على وجهها الجميل ,لتنفث فيه شيخوختها التي تخفيها حرارتها الملتهبة ,فظنُّ الناس ان الشمس لا تكبر ولا تشيخ ,ما سر عاداتهم ؟أهي موروث شعبي تناقلوه ؟أم هي أسلوب للاستهزاء من الموت الذي يداعب عظام أحبائهم؟طالما تساءلت ؟عن سر وضع تلك الزهور ونثر الماء..؟
      لكني لم اسأل يوماً؟
      منذ صغري يذهب عقلي الصغير خلف النجوم يبحث سر تكوينها,لم أجد إجابات كافية تجعلني أيقن أن الذي أتقنها يدعمني بلطف ؟كنت اركض خلف فضولي الصغير,أتجرع خوف دهشتي,من أسئلتي التي حيرتني فقد كنت اخجل من ان اسأل حتى لا يقال عني غبية ,فالمشكلة إننا أغبياء حتى وان سئلنا,الحقيقة موجودة في لحظة هرولتنا وراء ما نريد معرفته.





      بحثت عنك في عيون الناس
      في أوجه القمر
      في موج البحر
      فوجدتك بين خافقي أقرب من كل الذين أبحث فيهم
      ياموطني الحبيب...


      هدير الجميلي(هدير نزف النواعير)

      تعليق

      • شيماءعبدالله
        أديب وكاتب
        • 06-08-2010
        • 7583

        #33
        مرحبا بالغالية العزيزة هدير
        وحيا الله أهلنا
        أتعلمين حين قرأتك هنا تذكرت أيام الطفولة وأيام الصبا وكراريس المذكرات التي نتبادلها والصديقات ..
        وتشدد الأهل و قتل الأنوثة التي فينا : لا أقول عن عمد ولكن بغير عمد !
        مما يفقد الحنان الذي نبتغيه
        ونلهث إليه ببحثنا وراء شخصية فارس الأحلام
        الخيّال الذي يأتي من بعيد لينتشلنا من الكبت والحرمان ؛

        من قسوة الحياة !
        ولكن هي أحلام تبقى تخضب الورق وتتلون في الأذهان لنعاند أنفسنا ؛ لا لليقظة
        مؤلم أن يكون حلم موءود!!
        لك حبي وتقديري و إشادة كبيرة على هذا الإبداع المميز
        كنت هنا وسأبقى أتابع
        مودتي وشتائل الورد

        تعليق

        • هدير الجميلي
          صرخة العراق
          • 22-05-2009
          • 1276

          #34
          غاليتي شيماء مساء عود الياس الذي هو أحب الي من ورود الدنيا
          لقد فرحت بتعليقك لأني وجدت من يفهم رسالتي وأنت بالتأكيد شعرتي بكل غصة في حروفي لم اكتب ما هنا عبثاً وقد تكون مصطلحاتي الغوية ضعيفة بالنسبة لغيري من الكتاب لكني اكتب ما يوجعني لسنوات مضت وسنوات اتية بما لا اريد
          رمضان كريم ياغالية واسعدني تواجدك
          بحثت عنك في عيون الناس
          في أوجه القمر
          في موج البحر
          فوجدتك بين خافقي أقرب من كل الذين أبحث فيهم
          ياموطني الحبيب...


          هدير الجميلي(هدير نزف النواعير)

          تعليق

          • هدير الجميلي
            صرخة العراق
            • 22-05-2009
            • 1276

            #35
            *************

            أستغرب من تجاهل الذين نعشقهم بالغياب العمد,فهم يعشقون فينا لحظات الانتظار.
            أراك موصداً بابك يا قلبي غارقاً في أوهامك,مترنم الأحزان قلق الهوى,ثمل المشاعر,إلى متى وأنت تغض الطرف عما يؤلمك.
            أستفحل الوباء بك,فتفشى الحرمان,أشاع الضعف فلا تستطيع مكافحته؟لا أعلم ما يحل بك,أراه يا قلبي وكم تشتاق عيوني باحتضان عيناه تقبيلهما ,تحطيم الحواجز لاعتناق مذهب لونهما,تخاذل الشيب لاعتناق سنّته ومخالطة مذاهب شعره الأسود باكراً ,غزاه البياض كزبد بحر طرزه سواد الليل القاتم ,أترنا مختلفون وهوانا واحد..؟
            أنا أعلم أن من الصعب أن لا تشعر بالرضي فتدفع ثمن ذلك دقاتك الباهظة أويستحق من يسكنك كل ذلك يا قلب.؟
            بين كل دقاتك التي يستنزفها الانتظار ,ذكرى تحرق وأخرى يتم طيها ,لكن الغريب أن من يتمسك بشغاف أحزانك يولد في كل ذكرى.
            هذه الهوة من المشاعر تثير التداعيات من ذكرياتي الكثيرة المتزاحمة, أنصب لنفسي شراكاً ,جميلة مصائد العشق,فبين جذور الذكرى نغرس أمل يكبر ليثير بنا دهشة؟! لكن سرعان ما تتهاوى لتصبح ذكرى مفقودة.
            مثقل رأسي بآلاف الكلمات المبهمة والواضحة ,قلمي مرتاع يعدو على أوراقي ك راعي ظل قطيعه وسط الغاب,عدوت بفكري مسرعة لألملم ما بقي مني واغوص في فضائات نفسي أواسيها تارة وأعاقبها تارةً أخرى.
            ركبني الصبر يواسي بي ما ألمّني,فأنا أعتدت على معاندة اليأس,اعبث بأطراف قبضتي تتخبط الحروف فيها , اغشي أوراقي البيضاء كما يغشى الأشياء الليل.
            فليتني أفسر لهم ما وراء الورق..!
            تتضارب الجمل لتنضح بوحشية وجمال ما اكتب,لتفصح عن عربدة أفكاري المجنونة والطائشة والرزينة,ارجع بعدها أتجول بطمأنينة إلى أحلامي.
            طويت عفويتي باكراً,أصابتني خيبة الأيام ريبة,لأدخل صومعة النضج التام.
            *************

            في زوايانا طرق كثيرة ,في كل مكان حُجر تقفل لتكسر مفاتيحها, لنهرب مما يتعبنا , قد نكتب ما تتصارع به ذاكرتنا في لحظة ما؟ونتمنى عندها لو ولدت فينا لحظة أخرى لنعيش ما كتبناه.
            صعد ت درجات ذاكرتي حافية الفكر ,أخذتُ مقري فوق شفى هاوية سطحها لألقي بما يوجعني .
            أثني وحدتي بأوراقي البيضاء أودع بعضها في أورق صفراء مهملة تنتظر من يمد يده لتسقط في شفتاها عيناه,فلم أعتد أن أواري سوءة أفكاري عندما يكشف الحجاب بيني وبين قلمي.
            ترددت لحظات في مواربة باب أفكاري فلا أطلق لها العنان لتعيش فوضتها,املاء كؤوس أوراقي من تفاصيل الحروف ليثمل كل ما مني معها .
            شجِّرت أوراقي بما أريد , ليخرج زفير قلمي ما كتمتهُ لسنين.
            أحلق بأوجاعي فوق سماء الورق أجرح طرفها لتريق لي ما بقيَ,أكتنف في زواياها مخاوفي لأعانق هجير فصول الماضي.
            تمضي الكلمات سنابل تنحني على رؤوس أقلامي,لتنال القطاف عصافير لا تأبه إزعاجي,أتوج ذكرياتي بأغصان من الزيف لأعدو خلف ما لا يطال ,أتماها بحذر يفضحني ويفصح عما أخفيه.
            أطأطئ لحزني رأسي وأخدع أوجاعي بالشفاء التام .
            نحن لا نشفي أوشال جراح ألمت بنا , نحتضنها مهرولين على صروح الماضي .
            أهدهد حزني في ظلال أوراقي فيحيط مقلها شفيف حبري,أفترش موائد الحرف ,لتفتح شهية فكري, آكل بنهم ما يوجعني ويغضب روحي,خرير سكوني يعزف آخر وصلاته المجنونة.
            أنا عاشقة تخطيت هوس العشاق وهذيانهم ,أتوق لتكون حروفي أداة وصلي بك,ككل السنوات المضت, لم يتغير من عشقي فيك شيء,,أغتابك متى شئت وأنا على يقين بأن غيبتي ليست حرام ولا أحاسب عليها ,غيبة جميلة لا يبغضها الواشون حولي,أشرح لنفسي عن كيفيتك ,يلفني صقيع تلكمي بتفسيرك أكثر ,فيرتمي الخيال منهمكاً على وسادة فكري,يخبئ قلبي بعض الصبر لتفر دقاته عبر سطوري,وتقفز على الأيام التي مّرّت حافية المسير بأرضك,طفقت تفرق ذكرياتنا اليتيمة,أخفيك مع كل السنين تحت كواعب السطور ,أعلقك على مشاجب كلماتي لتطرقني الفرحة كلما عاودت التسكع بمراجعة ما أكتبهُ فيك.
            *************

            لي خيال يتسكع فيه العالم بفوضوية عجيبة ,يجعلني أعدو خلفه لاهثة لا أثمل من كؤوس صحرائه الواسعة ,ولا يصيبني ما يصيب الذين يلاحقون السراب على إنهُ ماءٌ عذب ,أُبصر ليلهُ الحبّري على إنه نهار خلع أثوابه ,ليعكس مسار عقارب الساعة ,أحقق العدل بين الحروف التي أكتبها وأقيم الحد على القدر متى ما تمادى بظلمه ,وأساوي بين الفصول هنا فلا يتبعثر شئ منها خارج حدودي.
            أوغل بخيالي ساهمة لأُصبح كسيحة الواقع, تمتص روحي بهاء طيف مخيلتي لأستعيد جذوة فكري لحظة السكينة .
            للحظات تندس مشاعري واهنة, بعدما كانت في ظلال الشمس تغير مجراها لتركن في كنف المغيب,فمن الصعب أن يهطل غيمي بمطر يجلد أحلام الأمس بعذوبة.
            ليس بالضرورة أن تكون أحلامنا كبيرة ومعقدة كي نحققها ,فقد تكون هناك أحلام سهلة صعب أن تحقق,فنحن نبحث بكل الحالات عن مدى الصعوبة لنقنع أنفسنا بأن من المستحل تحقيقها









            بحثت عنك في عيون الناس
            في أوجه القمر
            في موج البحر
            فوجدتك بين خافقي أقرب من كل الذين أبحث فيهم
            ياموطني الحبيب...


            هدير الجميلي(هدير نزف النواعير)

            تعليق

            • هدير الجميلي
              صرخة العراق
              • 22-05-2009
              • 1276

              #36
              &&&&&&&&&&&&
              أنا لستُ ملاكاً يصفح بعد كل طعنة تأخذ مقعدها بقلبي,ولا أُ لآم على رد كبريائي لحظة غفلتي عن كوني ملاك ,ما تعودت أن أصب جام غضبي لحظة قهر تنالني سياطها,يتصور البعض أن هدوئي قمة ضعفي, بداخلي تغرق سفن قاعها لم يكن يوماً سوى مجاهل صدري.
              أتأمل تجاوز بعض الحمقى عنوة ,أحاور قلقهم وأنا أجتذب فضاء تماديهم المغلق,أقترب منهم وأصغي بقسوة ,لا يتعثرون حتى بقرقعة غضبي.
              يتشظى فكري كثيراً بغير قرار,ذكريات مرت خضر من الألم , من الفرح عجاف , السعادة رغيف خبز يتخطفها طير القدر, واليوم يا قلمي
              فكري حزين .
              أدمنت الآهات وأدمنت فشلي بالرجوع للماضي,ذاكراتي السامقة وقف فكري طويلاً عليها ينهل النحيب ,بين التراب والسحاب ألفُ نمارد الكلمات أمتطيها حافية الوجع ,أتسكع على مواجع القلم ,دخان ذاكرتي يفيض بعد خمود.
              قلمي طفل يتلاعب بأصابع فكري ,وها أنا أقتفي امتداد ظله الصغير ,جائعاً يلقف الوهم من بين شفاه الذاكرة, متعباً فأذى الحرمان طاله ,سيستريح تحت صحراء السراب.
              &&&&&&&&&
              غيم فكري تكاثر أعتقله لكنه تمرد على قيده,يفر بعيداً ,وأنا أتعقب أثره مسرعة أمسكه فيفلت,وتفلت مني الكلمات تُجهش بما في صدرها من غصة وجع,عاجزة هي يداي لا تتسولان حتى لقاء مع أمل ضرير,فكيف لها ان تلتقي عيناه بيداي,لأبقى أترنح على أرجوحة الوقت تحمل على كتفيها صورة لا تشبهني.
              يال الألم المطمور في عروق ذاكرتي,معاول تدقها ,تُحطم جدار الماضي كلما بنا نفسه,يال ذكرى ترفض الجدار, أنعقد وهجها في باطن الماضي.
              تدور حروفي في أفلاك القلم يحولها إلى نجمات يضعها على لوحة الليل المنسية ليجد لها مكان دقيق بين نجوم أفل ضوئها,وما بقي منها سوى ظلال تجلس وساوس العتمة على منابرها
              حماقة مني أم من قلمي يترجم جراحي متى ما أردت له, أتراه مضطرب كفكري عابث ,لا تحكمه فلسفة ولا كبرياء ,لا يبوح إلا بما أفيض وما فاءت به نفسي.
              أنا كغيري من الناس انفس عما يؤلمني ويثيرني ,قد تغيب أشياء عني, وتنطوي غصات كثيرة تحت جنح أضلعي ,لكن متى ما أفتح عيني بعد سنة مضنية من تفكير محض ,يتلاشى ما بداخلي و تبداء رحلة من الجنون البكر,أمزق صفحات تناثر حبرها على أروقتي المظلمة ,والصق أخرى ببعضها لأعيد ما مزقته بيدي, لكن لم يمحى حتى ولو عمداً ما خربشه قلمي على أطرافها خفية .

              ينزف فكري دون هوادة,لتورق أغصانه الجرداء ,بألمٍ آخر,تافه حد الانكسار
              فكثيراً ما تعانق الجراح شغاف الورق ,لتمتص أخر نداه ببغض,ثمة شرفات تفتحها لنا منازل الورق مطلة على فسحة أمل, تأتي من خلف سطوة القلم ,لا أرتبك حالما ينفذ الحبر, ثمة فراغ يتقافز فيه وجع لا ينفد.

              لو ضاع مني العمر بماذا سأحتمي ؟فكرت ملياً وجدت ان بإمكاني أن أكتب لأجدد شباب هارب ,حقاً كم يوجعنا الزمن بالهروب متعمداً ,ليسرق منا ما ليس له حق فيه.
              هنا فقط يصبح كل شيء ملكي دون أن أدفع شيء ملموس ,أتراني اضحك على نفسي بأني مجرد مفلسة لا تعتمد فرص الاحتيال ولا تجيد النصب سوى بمغازلة الحروف.
              فليكن ما يكن ما دمت لا أسرق ,سوى القلوب التي بحاجة ليد تائه تخطفها لتهدئ وتسكت هنّاتها ,أمزق عنها خوفها البائس.
              قاحلة ذاكرتي إلا من أمنيات موقوتة .
              اقرع جرس الهاجس لأنذر نفسي أن الوقت حآن ,لأمد صنارة القلم تصطاد ,الشباك التي تحتضن فرائسه تمزقت ,والبحر الذي ضم خزائن الذكرى نضب .
              لن أسمح لفكري أن ينقلب لمثواه هذه المرة ,فالمنظر إلى هيجان نفسي رهيب,سيكون لزاماً على الزمن أن يوقف نفسه.
              والقدر سينتظر طويلاً ليذيب ما خُط عليه في راحة يدي, حائرة دموعي تخفي حيائها بفم التراب ,أبحث لأكتب عما لم يوجعني بعد.
              أجثو على ذاكرتي علّها تخرج الأفكار من أوكارها,أمرمغ يدي بوجوه المنتحبين على حظهم ,لا ألحظ فيها شيء سوى نفسي.
              أسقط في فراغ تاه عن سربه,أبحث في فلتات اللحظات العابرة,أمعن النظر الى جذوع أشجارها القديمة علي ألقى عابر سبيل خط وجعه بعمق’أفترس الخدوش,لتكشف لي عن عمق ما توارى .


              بحثت عنك في عيون الناس
              في أوجه القمر
              في موج البحر
              فوجدتك بين خافقي أقرب من كل الذين أبحث فيهم
              ياموطني الحبيب...


              هدير الجميلي(هدير نزف النواعير)

              تعليق

              • خديجة بن عادل
                أديب وكاتب
                • 17-04-2011
                • 2899

                #37
                هو القلب يعتصر ألما
                لو اخرج مافي الفؤاد لجفت الأقلام حزنا
                محطات الحياة كثيرة
                ساعة تأخذنا حيث البحر ودواره
                وأخرى صعود النبض وهبوطه مابين التياع
                ونار الهوى ..
                الأخت الكريمة لقد كان للسرد هنا اسلوب قصصي
                جميل تحدثتي فيه عن مراحل الحياة من الطفولة حد البلوغ
                هي الحياة هكذا مد وجزر ، كر وفر ، حر وقر
                والكل له فيها نصيب
                سعدت بقراءة الشطر الأول لكن لي عودة
                مع ما تكتبين في هذا المتصفح الثري
                تحيتي بعبق الحبق
                ولروحك حقول اللافندر .
                التعديل الأخير تم بواسطة خديجة بن عادل; الساعة 26-12-2011, 17:26.
                http://douja74.blogspot.com


                تعليق

                • هدير الجميلي
                  صرخة العراق
                  • 22-05-2009
                  • 1276

                  #38
                  العزيزة خديجة اهلاً بكِ دائماً
                  نورتيني ياغالية
                  بحثت عنك في عيون الناس
                  في أوجه القمر
                  في موج البحر
                  فوجدتك بين خافقي أقرب من كل الذين أبحث فيهم
                  ياموطني الحبيب...


                  هدير الجميلي(هدير نزف النواعير)

                  تعليق

                  • منى المنفلوطي
                    أديب وكاتب
                    • 28-02-2009
                    • 436

                    #39
                    ممممممممممم ،، يا لها من أوراق ،
                    فالماضي عندما يطل برأسه بين صفحات الزمن يقبض علينا ، ليسجننا في في تاريخه حتى نعيد تسجيل الأحداث ، لكن الأمر الصعب هو أنه يجعلنا نعيد عيش هذه الأحداث ، سنحب العودة لبعضها ، ونتألم عند غيرها ، وفي كل الحالات لن يعود الماضي برأسه حتى نمطره ببحار من دموعنا فيختفي خجلا ً وهو يعدنا أنه سيكرر الزيارة قريباً!!!

                    الأخت هدير ، راقني هديرك الصاخب حينا والهادئ معظم الأحيان ، وكثيراً ما رأيت نفسي بين السطور ، لأن هناك الكثير من الأحداث المشتركة بظروف متشابهه أظن الكثير منا استعاد معها تجاربه وذكرياته ...
                    تحياتي لقلمك المبدع




                    ً
                    التعديل الأخير تم بواسطة منى المنفلوطي; الساعة 28-12-2011, 20:14.

                    تعليق

                    • هدير الجميلي
                      صرخة العراق
                      • 22-05-2009
                      • 1276

                      #40
                      العزيزة القديرة منا اهلاً بك ِ ليتنا نرجع عقارب الساعة لنرتب ما فر منا دون استأذان
                      كلنا متشابهون إلا في بعض الاوقات التي تسرقنا ونسرقها وهكذا يستمر وجع الحنين للماضي
                      سنة سعيدة
                      بحثت عنك في عيون الناس
                      في أوجه القمر
                      في موج البحر
                      فوجدتك بين خافقي أقرب من كل الذين أبحث فيهم
                      ياموطني الحبيب...


                      هدير الجميلي(هدير نزف النواعير)

                      تعليق

                      يعمل...
                      X