تغيير القناعات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منجية بن صالح
    عضو الملتقى
    • 03-11-2009
    • 2119

    #16
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الدكتور الكريم عبد الحميد مظهر
    الأخت الفاضلة شذى

    لكل منا قناعاته وهي تختلف بأختلاف الأشخاص و للبيئة و المجتمع و العائلة دور كبير في تحديدها

    ما هي القناعة ؟
    هي مجموعة من الأفكار و القيم و المبادىء يعقلها العقل و يتبناها فيتكيف سلوك الإنسان وفقها و يسير بمقتضاها وهي نوع من الإشباع للعقل و الوجدان ينظر من خلالها الفرد للأشياء من حوله يقيمها يتبناها أو يرفضها حسب قناعته التي يختزلها عقله
    و نستطيع أن نقول أن القناعة هي وحدة فكرية خيرة و شريرة تتألف من مجموعة من الأفكار و القيم تبرز للعيان كفكر له منطق يجسده الإنسان كقول و فعل

    ما هي طرق إكتسابها ؟
    للقناعة عمق يحركها يفعلها و يتفاعل معها و يتجلى ذلك على مستوى الإنفعال الفرح الحزن السعادة أو الغضب كلها إنفعالات يحمي بها الإنسان قناعاته و يكرسها على مستوى السلوك

    و هذا العمق هو باطن القناعة وهو عبارة عن تراكمات لأحداث و إنفعالات و أزمات موروثة خزنتها الذاكرة لا يعلم إمتداد جذورها و مداها إلا الله تعالى
    حتى تتوضح الفكرة أكثر يمكن أن نقول أن هذه التراكمات عبارة عن طبقات تكونت على مر السنين كطبقات الأرض أثر فيها المحيط و البيئة و الطقس و الهزات العاطفية و المرضية

    من خلال هذا الموروث نتابع حياتنا اليومية و نقيم ما نعيشه وفق القيم و الأفكار التي إختزلها العقل و رسخت إنفعالاتها في الوجدان فكل ما نمر بلوحة من صميم الحياة تعود بنا الذاكرة و تخرج لنا المثال الموروث المخزن فيها فترانا نسير وفقه مع بعض التعديلات لخصوصية الموقف و الزمان و المكان

    نعيش الكثير من المؤثرات و التي تكون في بعض الأحيان شديدة الوقع على الإنسان كالصور التي نشاهدها لحروب و فضاعات يرفضها العقل و يجد الإنسان نفسه عاجزا أمامها فيعيش كارثة إنسانية وهي عبارة عن زلزال هز كيانه و لخبط كل أوراقه فتتداخل القيم و الأفكار و يتشوش الفكر و يمر بمرحلة تيه ثم تراه يحاول لملمة شتاته ليعيد البحث من جديد على قناعات أخرى و أفكار و قيم تعيد له توازنه

    الظاهر أني تجاوزت العنصر الأول و شرعت في الإجابة على الثاني أنا آسفة
    و للحديث بقية
    مع تحياتي و تقديري
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    تعليق

    • شذى عيسى
      عضو الملتقى
      • 09-01-2009
      • 52

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة منجية بن صالح مشاهدة المشاركة
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      الدكتور الكريم عبد الحميد مظهر
      الأخت الفاضلة شذى

      لكل منا قناعاته وهي تختلف بأختلاف الأشخاص و للبيئة و المجتمع و العائلة دور كبير في تحديدها

      ما هي القناعة ؟
      هي مجموعة من الأفكار و القيم و المبادىء يعقلها العقل و يتبناها فيتكيف سلوك الإنسان وفقها و يسير بمقتضاها وهي نوع من الإشباع للعقل و الوجدان ينظر من خلالها الفرد للأشياء من حوله يقيمها يتبناها أو يرفضها حسب قناعته التي يختزلها عقله
      و نستطيع أن نقول أن القناعة هي وحدة فكرية خيرة و شريرة تتألف من مجموعة من الأفكار و القيم تبرز للعيان كفكر له منطق يجسده الإنسان كقول و فعل

      ما هي طرق إكتسابها ؟
      للقناعة عمق يحركها يفعلها و يتفاعل معها و يتجلى ذلك على مستوى الإنفعال الفرح الحزن السعادة أو الغضب كلها إنفعالات يحمي بها الإنسان قناعاته و يكرسها على مستوى السلوك

      و هذا العمق هو باطن القناعة وهو عبارة عن تراكمات لأحداث و إنفعالات و أزمات موروثة خزنتها الذاكرة لا يعلم إمتداد جذورها و مداها إلا الله تعالى
      حتى تتوضح الفكرة أكثر يمكن أن نقول أن هذه التراكمات عبارة عن طبقات تكونت على مر السنين كطبقات الأرض أثر فيها المحيط و البيئة و الطقس و الهزات العاطفية و المرضية

      من خلال هذا الموروث نتابع حياتنا اليومية و نقيم ما نعيشه وفق القيم و الأفكار التي إختزلها العقل و رسخت إنفعالاتها في الوجدان فكل ما نمر بلوحة من صميم الحياة تعود بنا الذاكرة و تخرج لنا المثال الموروث المخزن فيها فترانا نسير وفقه مع بعض التعديلات لخصوصية الموقف و الزمان و المكان

      نعيش الكثير من المؤثرات و التي تكون في بعض الأحيان شديدة الوقع على الإنسان كالصور التي نشاهدها لحروب و فضاعات يرفضها العقل و يجد الإنسان نفسه عاجزا أمامها فيعيش كارثة إنسانية وهي عبارة عن زلزال هز كيانه و لخبط كل أوراقه فتتداخل القيم و الأفكار و يتشوش الفكر و يمر بمرحلة تيه ثم تراه يحاول لملمة شتاته ليعيد البحث من جديد على قناعات أخرى و أفكار و قيم تعيد له توازنه

      الظاهر أني تجاوزت العنصر الأول و شرعت في الإجابة على الثاني أنا آسفة
      و للحديث بقية
      مع تحياتي و تقديري
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      بروكت اخيتي على التفاعل ... الرائع
      [SIZE="3"][URL="http://www.rajyataljannah.blogspot.com/"]يشرفني زيارتكم مدونتي المتواضعة... راجية الجنة[/URL][/SIZE]

      تعليق

      • مهند حسن الشاوي
        عضو أساسي
        • 23-10-2009
        • 841

        #18
        [align=center]

        الأستاذة شذى عيسى
        الأساتذة المحترمون
        السلام عليكم ورحمة الله
        القناعة في اللغة هي الرضا باليسير، قال الراغب في المفردات: (القناعة الاجتزاء باليسير من الأعراض المحتاج إليها، يقال قنع يقنع قناعة وقنعاناً إذا رضي) وفي الحكمة (القناعة كنز لا يفنى)
        أما القناعة المفروضة في أصل هذا الموضوع، فهي الأمور النظرية التي تشكل الموروث الثقافي للذهن البشري والذي يجزم صاحبه بصحته. وأرى أن نسميها المعتقد، أي ما عقد القلب عليه من الأحكام.
        ويختلف هذا الموروث الثقافي من ناحية مطابقته مع الواقع وعدمه فينقسم على هذا الأساس الى قسمين فهو إما أن يكون عِلْماً أو جهلاً مركباً.
        ويختلف من ناحية الأفراد تحضراً وتخلفاً فقد يكون الأيمان به عن فهم من خلال مقدمات بديهية ومقايسة وصولاً إلى اعتقاد راسخ، أو عن طريق التقليد أو الفهم الساذج.
        ويختلف من ناحية اعتباره لدى الذهن، فقد يكون أمراً عادياً، وقد يرتبط بالمقدس في الذهن فتسبغ عليه الهالة القدسية.
        أما تغير هذا المعتقد (أو القناعة كما هو في أصل الموضوع) فكل قسم بحسبه، فالجهل المركب، وما جاء عن طريق التقليد وما ارتبط بالمقدس يكون تغييره أصعب مما يقابله من الأقسام.
        وأرى أن من أهم ما يغير (القناعات/ المعتقدات) أمور:
        1. انكشاف الواقع لصاحب المعتقد خلافاً لما اعتقد بأحد أسباب: علمية كقراءة كتاب أو إقناع من قبل شخص يحمل فكراً وإقناعاً، أو عملية كالصدمة السلبية باتجاه ذلك المعتقد، أو إيحائية كالأحلام ونحوها.
        2. التأثر بمثل أعلى يخالف ذلك المعتقد، من خلال خلقه، أو شخصيته القوية (كاريزما)، أو نتيجة عمل يقوم به يكون مؤثراً .
        3. العجز عن مجاراة المخالف، والاعتراف به.
        4. تغيير القناعة الاختياري ظاهراً نتيجة مصلحة ما، ومزاولة الخلاف حتى تصدق النفس به.
        وربما هناك أمور أخرى لم ألتفت إليها .. ربما أذكرها لاحقاً
        مع تحياتي للجميع

        [/align]
        [CENTER][SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][COLOR=purple][B]" رُبَّ مَفْتُوْنٍ بِحُسْنِ القَوْلِ فِيْهِ "[/B][/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]

        تعليق

        • محمد فهمي يوسف
          مستشار أدبي
          • 27-08-2008
          • 8100

          #19
          الأخت شذى عيسى
          تحيتي وتقديري
          لموضوعك القيم الحواري الناجح .

          وضعت تعليقي ومداخلتي عليه في موضوع :
          ( تدقيق ومراجعة في موضوعات الملتقى )
          حيث وجدت بعض الأخطاء التي ينبغي أن تصوب
          ولم يشر إليها متخصصون في اللغة ممن مروا على الموضوع الطيب.

          تعليق

          • ظافر الهرمسي الهاجري
            • 05-07-2010
            • 1

            #20
            موضوع قيم وهادف تحياتي لك يا شذى

            تعليق

            • د. وسام البكري
              أديب وكاتب
              • 21-03-2008
              • 2866

              #21
              الكريمة شذى عيسى
              أرجو التفاعل مع التعقيبات ..
              فلقد أجهد الأساتذة الأفاضل أقلامهم من أجل جعل الموضوع حوارياً ..
              ======

              الأخ ظافر الهرمسي الهاجري
              الصالون يرحب بك، ولكن لا يمكن قبول المشاركة من غير اقتران الثناء بالتعقيب أو الاستفسار أو وضع معلومة معينة تُثري الموضوع.

              مع التقدير.
              د. وسام البكري

              تعليق

              • حسين ليشوري
                طويلب علم، مستشار أدبي.
                • 06-12-2008
                • 8016

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة مهند حسن الشاوي مشاهدة المشاركة
                الأستاذة شذى عيسى
                الأساتذة المحترمون
                السلام عليكم ورحمة الله
                القناعة في اللغة هي الرضا باليسير، قال الراغب في المفردات: (القناعة الاجتزاء باليسير من الأعراض المحتاج إليها، يقال قنع يقنع قناعة وقنعاناً إذا رضي) وفي الحكمة (القناعة كنز لا يفنى)
                أما القناعة المفروضة في أصل هذا الموضوع، فهي الأمور النظرية التي تشكل الموروث الثقافي للذهن البشري والذي يجزم صاحبه بصحته. وأرى أن نسميها المعتقد، أي ما عقد القلب عليه من الأحكام.
                ويختلف هذا الموروث الثقافي من ناحية مطابقته مع الواقع وعدمه فينقسم على هذا الأساس الى قسمين فهو إما أن يكون عِلْماً أو جهلاً مركباً.
                ويختلف من ناحية الأفراد تحضراً وتخلفاً فقد يكون الأيمان به عن فهم من خلال مقدمات بديهية ومقايسة وصولاً إلى اعتقاد راسخ، أو عن طريق التقليد أو الفهم الساذج.
                ويختلف من ناحية اعتباره لدى الذهن، فقد يكون أمراً عادياً، وقد يرتبط بالمقدس في الذهن فتسبغ عليه الهالة القدسية.
                أما تغير هذا المعتقد (أو القناعة كما هو في أصل الموضوع) فكل قسم بحسبه، فالجهل المركب، وما جاء عن طريق التقليد وما ارتبط بالمقدس يكون تغييره أصعب مما يقابله من الأقسام.
                وأرى أن من أهم ما يغير (القناعات/ المعتقدات) أمور:
                1. انكشاف الواقع لصاحب المعتقد خلافاً لما اعتقد بأحد أسباب: علمية كقراءة كتاب أو إقناع من قبل شخص يحمل فكراً وإقناعاً، أو عملية كالصدمة السلبية باتجاه ذلك المعتقد، أو إيحائية كالأحلام ونحوها.
                2. التأثر بمثل أعلى يخالف ذلك المعتقد، من خلال خلقه، أو شخصيته القوية (كاريزما)، أو نتيجة عمل يقوم به يكون مؤثراً .
                3. العجز عن مجاراة المخالف، والاعتراف به.
                4. تغيير القناعة الاختياري ظاهراً نتيجة مصلحة ما، ومزاولة الخلاف حتى تصدق النفس به.
                وربما هناك أمور أخرى لم ألتفت إليها .. ربما أذكرها لاحقاً
                مع تحياتي للجميع
                أخي الأستاذ مهند لك مني أصدق تحية و أخلص أمنية، فالسلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته، هذه التحية، و زادك الله علما وحلما و فهما، وهذه الأمنية.
                شكر الله لك سعيك بما أفدتنا به من تحليل لغوي و تعليل اجتماعي للقناعة أو المعتقد، لكنني أراني أتساءل ألا يمكن نقل الكلمة، القناعة، من دلالتها المادية الأصلية و هي الاجتزاء باليسير من الأعراض، كما نقلته عن الراغب الأصفهاني، رحمه الله تعالى، إلى دلالة معنوية و هي الاقتناع أو الاجتزاء بالقليل من الأفكار، نظنها يقينية، فنكتفي بها أو نتخذها قانونا لنا في المواضيع التي تهمنا، قبولا أو رفضا ؟ أو إن شئت فقل "الاكتفاء، (أو الاجتزاء و هو الاكتفاء بالجزء عن الكل أو الجل) بالقليل من الأعراض الفكرية" لتبرير قناعاتنا الفكرية أو معتقداتنا، ثم أليس العقيدة من العقد، عقد الحبل أو الخيط، وهومفهوم مادي نقل إلى المعنويات و هي ما يربط الشخص به قلبه أو عقله ؟ ثم ألا ترى أن كلمة "العقل" في حد ذاتها من الربط كذلك ؟ فإذن ألا يمكن قبول كلمة "القناعة" في المعنويات كما هي مقبولة في الماديات ؟
                أسئلة تدور في ذهني لأنني مهتم كثيرا بموضوع الإقناع، إقناع الغير، و لا سيما أنني رجل إعلام قبل أي شيء آخر و قد مارست تقنيات الإقناع في الصحافة الجزائرية لعشرين سنة.
                أخي الفاضل مهند: القراءة لك متعة لغوية وفنية وعلمية أرجو ألا تحرمنا منها و جزاك الله عنا خيرا ودمت منارة لنا لغة وفكرا.
                تحيتي و مودتي و تبجيلي.
                أخوك حُسين.
                sigpic
                (رسم نور الدين محساس)
                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                "القلم المعاند"
                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                تعليق

                • د. وسام البكري
                  أديب وكاتب
                  • 21-03-2008
                  • 2866

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة محمد فهمي يوسف مشاهدة المشاركة
                  الأخت شذى عيسى
                  تحيتي وتقديري
                  لموضوعك القيم الحواري الناجح .

                  وضعت تعليقي ومداخلتي عليه في موضوع :
                  ( تدقيق ومراجعة في موضوعات الملتقى )
                  حيث وجدت بعض الأخطاء التي ينبغي أن تصوب
                  ولم يشر إليها متخصصون في اللغة ممن مروا على الموضوع الطيب.
                  أهلاً وسهلاً بالأستاذ القدير محمد فهمي يوسف
                  أثمّن مرورك الطيب في هذا الموضوع وفي موضوعات أخرى، وأرجو وضع الرابط ليستدل الكاتب على أخطائه حتى لا يضيع هذا الجهد المبارك.
                  وسنُعينك بالتأكيد بغض النظر عن التخصص ..
                  ودمتَ موفّقاً.

                  الرابط:
                  تدقيق ومراجعة في موضوعات الملتقى:

                  http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?p=499709
                  د. وسام البكري

                  تعليق

                  • مهند حسن الشاوي
                    عضو أساسي
                    • 23-10-2009
                    • 841

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
                    أخي الأستاذ مهند لك مني أصدق تحية و أخلص أمنية، فالسلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته، هذه التحية، و زادك الله علما وحلما و فهما، وهذه الأمنية.
                    شكر الله لك سعيك بما أفدتنا به من تحليل لغوي و تعليل اجتماعي للقناعة أو المعتقد، لكنني أراني أتساءل ألا يمكن نقل الكلمة، القناعة، من دلالتها المادية الأصلية و هي الاجتزاء باليسير من الأعراض، كما نقلته عن الراغب الأصفهاني، رحمه الله تعالى، إلى دلالة معنوية و هي الاقتناع أو الاجتزاء بالقليل من الأفكار، نظنها يقينية، فنكتفي بها أو نتخذها قانونا لنا في المواضيع التي تهمنا، قبولا أو رفضا ؟ أو إن شئت فقل "الاكتفاء، (أو الاجتزاء و هو الاكتفاء بالجزء عن الكل أو الجل) بالقليل من الأعراض الفكرية" لتبرير قناعاتنا الفكرية أو معتقداتنا، ثم أليس العقيدة من العقد، عقد الحبل أو الخيط، وهومفهوم مادي نقل إلى المعنويات و هي ما يربط الشخص به قلبه أو عقله ؟ ثم ألا ترى أن كلمة "العقل" في حد ذاتها من الربط كذلك ؟ فإذن ألا يمكن قبول كلمة "القناعة" في المعنويات كما هي مقبولة في الماديات ؟
                    أسئلة تدور في ذهني لأنني مهتم كثيرا بموضوع الإقناع، إقناع الغير، و لا سيما أنني رجل إعلام قبل أي شيء آخر و قد مارست تقنيات الإقناع في الصحافة الجزائرية لعشرين سنة.
                    أخي الفاضل مهند: القراءة لك متعة لغوية وفنية وعلمية أرجو ألا تحرمنا منها و جزاك الله عنا خيرا ودمت منارة لنا لغة وفكرا.
                    تحيتي و مودتي و تبجيلي.

                    أخوك حُسين.

                    الأخ الكريم والأديب الأريب الأستاذ حسين ليشوري
                    تحية محبة خالصة والسلام عليكم ورحمة من الله وبركات
                    يفعم نفسي سروراً مرورك على ما أدبجه من حروف متواضعة وإشادتك التي أعتز بها ليقيني أنها تصدر من قلب نقي ونقد صريح دون مجاملة
                    حول ما أثاره حضرتك من مسألة تطور دلالة لفظ (قناعة) ، فما أراه ويراه أكثر اللغويين والأصوليين بحسب علمي أن قانون تطور دلالة اللفظ شامل لكل الألفاظ تقريباً، وبحسب هذه الضابطة الكلية يمكن أن يقع لفظ (قناعة) تحت هذا العموم، غير أن هذا التطور والنقل لا يكون عشوائياً وكيفما اتفق وإنما يرجعه علماء الأصول إلى أسلوبين:
                    1. النقل التعييني : وهو نقل اللفظ من معنى موضوع بالأصل إلى معنى آخر مع وجود مناسبة بين المعنيين غالباً، من قبل ناقل معين أو مجموعة ناقلين باختيارهم وقصدهم لغرض خاص، وهو ما عليه أغلب الاصطلاحات في العلوم والفنون والمعارف، كما وضع النحويون اصطلاحات من مثل: (الكلام، الفاعل، المفعول به، ... ونحوها) لذا تجد أن ابن مالك حين ابتدأ ألفيته قال:
                    كلامنا لفظ مفيد كاستقم
                    فدل بقوله (كلامنا) أي ما نقلناه نحن النحاة لهذا اللفظ من دلالته الأصلية إلى الدلالة التي نريدها في هذا العلم ضمن الحد الذي نعرفه به. فهذا (كلامنا) أي الكلام في عرف النحاة، لا في أصل اللغة.
                    2. النقل التعيّني: وهو ما نقل معنى اللفظ إلى معنى آخر عن طريق استعمال جماعة من الناس له لا بقصد الوضع، وكثر استعمالهم له واشتهر بينهم حتى تغلب على المعنى الأصلي في أذهانهم، فصارت دلالته تنتقل من اللفظ إليها دون قرينة. وأعتقد أن كلمة (قناعة) قد تقع ضمن هذا القسم من تطور دلالة اللفظ لو صح ذلك ضمن الضوابط التي ذكرناها هنا، وتكون المناسبة بين المعنيين هي (الرضا)، فالقناعة هنا في معناها المنقول هي (الرضا) بما تصوره الذهن من مفاهيم والتصديق بالأحكام التي تخص تلك المفاهيم ضمن منظومة فكرية ما. وهذا يكفي في قبولها بدلالتها الأخيرة... والله أعلم.
                    أما عن وسائل الإقناع فأنت الأعرف بها والأعلم أكيداً مني، لذا فأنا التلميذ الذي ينتظر منكم ما تفيضونه علي من علمكم النافع لي ولغيري أكيداً
                    فأنا في ما قدمت لست إلا كما قال المتنبي الكبير:
                    وَقَد وَجَدتَ مَجالَ القَولِ ذا سَعَةٍ = فَإِن وَجَدتَ لِساناً قائِلاً فَقُلِ
                    أكرر تحيتي مع أمنيتي لك بعلو المقامين وحسن العاقبة .. أيها العزيز العزيز
                    أخوك مهند
                    [CENTER][SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][COLOR=purple][B]" رُبَّ مَفْتُوْنٍ بِحُسْنِ القَوْلِ فِيْهِ "[/B][/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]

                    تعليق

                    • حسين ليشوري
                      طويلب علم، مستشار أدبي.
                      • 06-12-2008
                      • 8016

                      #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة مهند حسن الشاوي مشاهدة المشاركة
                      الأخ الكريم والأديب الأريب الأستاذ حسين ليشوري
                      تحية محبة خالصة والسلام عليكم ورحمة من الله وبركات
                      يفعم نفسي سروراً مرورك على ما أدبجه من حروف متواضعة وإشادتك التي أعتز بها ليقيني أنها تصدر من قلب نقي ونقد صريح دون مجاملة
                      حول ما أثاره حضرتك من مسألة تطور دلالة لفظ (قناعة) ، فما أراه ويراه أكثر اللغويين والأصوليين بحسب علمي أن قانون تطور دلالة اللفظ شامل لكل الألفاظ تقريباً، وبحسب هذه الضابطة الكلية يمكن أن يقع لفظ (قناعة) تحت هذا العموم، غير أن هذا التطور والنقل لا يكون عشوائياً وكيفما اتفق وإنما يرجعه علماء الأصول إلى أسلوبين:
                      1. النقل التعييني : وهو نقل اللفظ من معنى موضوع بالأصل إلى معنى آخر مع وجود مناسبة بين المعنيين غالباً، من قبل ناقل معين أو مجموعة ناقلين باختيارهم وقصدهم لغرض خاص، وهو ما عليه أغلب الاصطلاحات في العلوم والفنون والمعارف، كما وضع النحويون اصطلاحات من مثل: (الكلام، الفاعل، المفعول به، ... ونحوها) لذا تجد أن ابن مالك حين ابتدأ ألفيته قال:
                      كلامنا لفظ مفيد كاستقم
                      فدل بقوله (كلامنا) أي ما نقلناه نحن النحاة لهذا اللفظ من دلالته الأصلية إلى الدلالة التي نريدها في هذا العلم ضمن الحد الذي نعرفه به. فهذا (كلامنا) أي الكلام في عرف النحاة، لا في أصل اللغة.
                      2. النقل التعيّني: وهو ما نقل معنى اللفظ إلى معنى آخر عن طريق استعمال جماعة من الناس له لا بقصد الوضع، وكثر استعمالهم له واشتهر بينهم حتى تغلب على المعنى الأصلي في أذهانهم، فصارت دلالته تنتقل من اللفظ إليها دون قرينة. وأعتقد أن كلمة (قناعة) قد تقع ضمن هذا القسم من تطور دلالة اللفظ لو صح ذلك ضمن الضوابط التي ذكرناها هنا، وتكون المناسبة بين المعنيين هي (الرضا)، فالقناعة هنا في معناها المنقول هي (الرضا) بما تصوره الذهن من مفاهيم والتصديق بالأحكام التي تخص تلك المفاهيم ضمن منظومة فكرية ما. وهذا يكفي في قبولها بدلالتها الأخيرة... والله أعلم.
                      أما عن وسائل الإقناع فأنت الأعرف بها والأعلم أكيداً مني، لذا فأنا التلميذ الذي ينتظر منكم ما تفيضونه علي من علمكم النافع لي ولغيري أكيداً
                      فأنا في ما قدمت لست إلا كما قال المتنبي الكبير:
                      وَقَد وَجَدتَ مَجالَ القَولِ ذا سَعَةٍ = فَإِن وَجَدتَ لِساناً قائِلاً فَقُلِ
                      أكرر تحيتي مع أمنيتي لك بعلو المقامين وحسن العاقبة .. أيها العزيز العزيز
                      أخوك مهند

                      أخي الفاضل الأستاذ مهند : السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته.
                      أشكر لك جميل كلامك و كريم ثنائك فجزاك الله عني خيرا.
                      العفو يا أخي الكريم، فيما أطريتني به من ثناء، فما أنا إلا تلميذ صغير في مدارس العراق النحوية و قد عشت، وأعيش، معها أوقاتا مباركة في دراستها و تدريسها و في كل مرة أمسك كتابا في النحو أو أصوله ومدارسه تراني أغرق في بحور أم المدارس النحوية، البصرية أو غريمتها الكوفية أو ربيبتهما البغدادية، و في كل غطسة أستخرج لؤلؤة، على أقل تقدير، من لآلئها تزدان بها معرفتي المتواضعة باللغة العربية، فلكم الشكر أولا ولكم الشكر أخيرا.
                      إذن، بعدما تكرمتَ به من توضيح، يمكننا قبول كلمة "قناعة" و"قناعات" بكل اطمئنان للدلالة على الاجتزاء أو الرضا بالقليل، أو... الكثر، من الأفكار التي توافق هوانا، فالآراء في أساسها أهواء قد تكون مؤسسة على أدلة أو حجج أو براهين أو ...ميول و قد لا تكون !!! هذا و قد تعمق بعض الدارسين الغربيين في فهم تكوين الآراء و تغييرها و كيفيات التأثير في آراء الغير وتشكليها حسب رغباتهم ما يُلحِق هذا العلم بالعلوم الدقيقة، أو إلى هذا يطمحون، و لاسيما في عروض التجارة و في الأفكار السياسية، وما يتلاعبون فيه بنا من "نظريات" في كل مجال من مجالات الحياة، و أنا على يقين أن ما يرجمنا به الغرب من آراء و أفكار في وسائل الإعلام المختلفة يندرج تحت هذا العلم ...الدقيق !
                      أخي الفاضل مهند أراني قاصرا عن التعبير لك عن امتناني غير أنني أدعو الله لك ليزيدك علما و حلما و فهما و جزاك الله خيرا دائما و أبدا و دمت بعافية في كل شيء.
                      تحيتي ومودتي وتقديري.
                      أخوك حُسين.
                      sigpic
                      (رسم نور الدين محساس)
                      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                      "القلم المعاند"
                      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                      تعليق

                      يعمل...
                      X