أعتقد أنني شخصية مهمة.. يبدو هذا في قصر نظر من حولي.. تحاصرني قيم..عادات وتقاليد كثيرة، تستحق السحق بضربة واحدة من قبضة يدي..
كرهت ظلال الأيدي، وهذه الخواتم التي كانت تخنقني أمي بها، منذ نعومة أظفاري.. الكريمات التي تدهن شعري بها ووجنتي.. أوف.. يا للزوجتها!.. أمقتها حقاً.. أمي تسجنني كثيراً بين يديها.. تمشطني وهي تتمتم: (ماما زمنها جايه ) وأنا أكرر بغضب: جايه جايه... أتمرد معظم الاوقات.. أحيانا أصغي على مضض، وهي تحاول اقناعي جاهدة.. تضع المرآة أمام وجهي: أنظري يا حلوتي كم أنت جميلة!
أنظر للزينة باضطراب.. بتحايل، وأنجح بالهروب من بين رغبات الأمومة اللصيقة الساذجة، ولكن هيهات أن تتركني دون أن أمنحها بعضا من الشكر.. بالقبلات المطعمة بالأحضان..
لكنها لا تتركني إلا والغضب يملؤني.. فأذهب لأسقط حنقي على أقراني .. أسعى للعب مع الأولاد.. أحب المشاجرة.. العنف وإيذاء الإناث بشكل خاص.. أمي تحرمني من مصاحبة الأولاد.. تسحبني من ذراعي من بين أصدقائي الذين أحبهم وأتفق معهم.. تزرعني بين سوسو التي أتفنن في ركلها، وفرفر التي تغيظني وتستفز أسناني لعضها.. ولولي، تلك التي دائما تثير بصراخها انتباه أمي، فتعاقبني برسم دائرة أمكث داخلها دون أي اعتراض، وعندما أعترض؛ تزيد مدة العقاب!.. لكنني لا أشعر بالذنب عندما أصفع وأشد وأعض أي منهن.. ضميري مسترخ مرتاح.. يقهقه متعة لتألمهم حتى لو كانوا أقرب الناس لي.. لا أكترث!..
تمعن أمي بتدجيني؛ تجلب لعبا.. هدايا وحيوانات أليفة.. أكرهها وأركلها بقدميَّ دون أن تراني..
كانت عادة مص الأصبع تلازمني وتعاني منها أمي.. حاولت أن تستبدلها بأي شيء آخر.. لكن بدون جدوى.. ذهبت بي إلى طبيب.. لكن بلا نتيجة أيضا.. تركتني بعدما يئست.. لكنني بدأت أشعر بالإحراج بفترة المراهقة.. فاستعضت عنها بمص أي شيء آخر.. كل شيء.. ثم بدأت تختفي.. لا تأتيني إلا في أوقات معينة...
في سن المراهقة صارت تجلب لي أمي المدرسات.. تريدني متفوقة مع علب الزينة أيضاً!.. غَيَّرتْ تصميم غرفتي؛ جعلت فيها الكثير من المرايا التي تقلقني؛ لست أرغب في أن أنظر لوجه أنثوي مكرر في كل مكان!.. ودولابي!.. هه.. يا لهذه الفساتين كلها حدائق ألوان تحطمني.. يا للهول!.. تنانير مزركشة هنا.. الموديلات تخنقني وتضيق تضاريس وأشكال الطبيعة فيها آه
أما المرايا كنت حتى عند نومي أحلم بها تضحك وتمد بلسانها ساخرة مني.. لماذا تفعل بي هذا؟ ..
في وقت ما، وحتى أرضيها استسلمت لحب الألوان المتعددة.. أسعد أمي ذلك، وقامت بغرس حديقة منزلنا بأنواع الثمار؛ رغبة في السيطرة.. ولشحن مشاعري بالجمال
ووجدتني أقترب منها.. ألمسها.. باتت قريبة إلى نفسي، لا بأس في تلك الفترة.. مع نضوج كل نوع
أشعر بمجموعة ألوان تعبث برغباتي التي تحدها الحواس الأربعة المحاصرة بحاسة خامسة هي أنا!..
كبرت معي الأشجار التي زرعتها أمي.. كنت حتى لا يتساقط ورق غصوني.. أتقدم للخلف مسرعة عندما ألمح أي خيال ليس لأنثى.. أمقت الأنثى، أجدها مضحكة بعض الشيء!.. ومسرفة بالسذاجة!..يا لهؤلاء الأمهات!؛ يحبسن أجسادهن في بيوت الطاعة، وإن نطق جسد أي منهن.. يسمع كلاما قاسياً.. وعليها القبول بكل أدب!..
تجذر الغرس.. تحولت الألوان إلى لون واحد؛ هو المطر.. أذوب شوقاً لرؤيته..
كنت كلما أعطش، أتحسس بأطراف أناملي شفتي إلى أن يتحسسني العطش، ويمرر أصابعه من خلال خصلات شعري.. ومعه دوار يكاد يسقطني من أنفاسي.. أهرب من سقوط محتمل، أمسك بالأشجار، أحمل شيئاً من ثمارها.. أتناول ما أصل معه إلى فاكهة؛ الواحدة لا تكفي.. وشبه غيبوبة، باسترخاء تام أنام بعمق أنفاس كثيرة.. أحلم بغيوم.. أصحو كأنني ورقة غلفها الندى.
هكذا مرت الأيام تمضغني ولا أهضمها.. تفكيري محدود بين هذا اللون، وذاك الضجر الذي نجح بجعل هطول الماء.. سر وجود يسير شارد اللب باستمرار، خلف مؤامرة يدبرها ذلك اللعين الضاحك!.. يهمس من خلفي بفصاحة متدفقة: لا بأس من فضيحة صغيرة إذا كانت خلف أبواب مغلقة..
في المدرسة تجلدني نظرات صديقاتي.. وجهر همسهن الذي لا يتعبني فك طلاسمه.. يا للعنة اذهبن أيتها المترنحات بهذه الغباوة والبلاهة!.. ترد لولو: اذهبي قبل أن تغضبي، وأعيدي عجن هذا الشيء المهول!.. كي تصبحي مدهشة مبهرة (كوول) مثلي!.. كلماتها انطلقت كسهم مزق كبريائي.. كسوط لفح جسدي!.. تقدمت بكل هدوء، وقفت أمامها وأنا أبتسم.. ثم بلمح البصر سددت لكمة إلى أنفها.. أحدثت تشوها في وجهها.. نعم.. لكنهن تأدبن بعد ذلك معي؛ حتى الهمس لا يحدثنه..
انتهى طعم الكرز من حياتي.. تمرد على وزن القصيدة!..فقدت رشاقتي، وتعب من حولي في إقناعي بمزاولة تمارين ما.. لم أستجب لأحد.. حتى وصلت لوزن.. تعدى، وحاصر حدود الشكل الجميل..
أشعر أن الفضيحة ضخمة، لا تسكن وتستتر تحت القميص الفضفاض.. ازداد حب الوسامة، بخط متواز مع ازدياد وزني.. نفوري بات شديدا من الأشكال؛ أتخيل العالم على مقاسي وأنا خارج حدود الأجساد.. بدون قياس.. يا للعار! من يراني يضحك أكثر مما أبكي!.. لقد ارتبطت بجسدي، كنت وفية له في الوقت الذي خانني، وأغلق في وجهي الأبواب !.. لكنني سوف أعاقب.. أصفع بقوة مبعث هذه السخرية والاستهزاء..
أفكر في غرفة بعيده عن عالم يضحك ملء شدقيه بينما أنا أفكر.. أختنق..
أريد مقاسا جديدا بعيدا عن هذا الجنون
كرهت ظلال الأيدي، وهذه الخواتم التي كانت تخنقني أمي بها، منذ نعومة أظفاري.. الكريمات التي تدهن شعري بها ووجنتي.. أوف.. يا للزوجتها!.. أمقتها حقاً.. أمي تسجنني كثيراً بين يديها.. تمشطني وهي تتمتم: (ماما زمنها جايه ) وأنا أكرر بغضب: جايه جايه... أتمرد معظم الاوقات.. أحيانا أصغي على مضض، وهي تحاول اقناعي جاهدة.. تضع المرآة أمام وجهي: أنظري يا حلوتي كم أنت جميلة!
أنظر للزينة باضطراب.. بتحايل، وأنجح بالهروب من بين رغبات الأمومة اللصيقة الساذجة، ولكن هيهات أن تتركني دون أن أمنحها بعضا من الشكر.. بالقبلات المطعمة بالأحضان..
لكنها لا تتركني إلا والغضب يملؤني.. فأذهب لأسقط حنقي على أقراني .. أسعى للعب مع الأولاد.. أحب المشاجرة.. العنف وإيذاء الإناث بشكل خاص.. أمي تحرمني من مصاحبة الأولاد.. تسحبني من ذراعي من بين أصدقائي الذين أحبهم وأتفق معهم.. تزرعني بين سوسو التي أتفنن في ركلها، وفرفر التي تغيظني وتستفز أسناني لعضها.. ولولي، تلك التي دائما تثير بصراخها انتباه أمي، فتعاقبني برسم دائرة أمكث داخلها دون أي اعتراض، وعندما أعترض؛ تزيد مدة العقاب!.. لكنني لا أشعر بالذنب عندما أصفع وأشد وأعض أي منهن.. ضميري مسترخ مرتاح.. يقهقه متعة لتألمهم حتى لو كانوا أقرب الناس لي.. لا أكترث!..
تمعن أمي بتدجيني؛ تجلب لعبا.. هدايا وحيوانات أليفة.. أكرهها وأركلها بقدميَّ دون أن تراني..
كانت عادة مص الأصبع تلازمني وتعاني منها أمي.. حاولت أن تستبدلها بأي شيء آخر.. لكن بدون جدوى.. ذهبت بي إلى طبيب.. لكن بلا نتيجة أيضا.. تركتني بعدما يئست.. لكنني بدأت أشعر بالإحراج بفترة المراهقة.. فاستعضت عنها بمص أي شيء آخر.. كل شيء.. ثم بدأت تختفي.. لا تأتيني إلا في أوقات معينة...
في سن المراهقة صارت تجلب لي أمي المدرسات.. تريدني متفوقة مع علب الزينة أيضاً!.. غَيَّرتْ تصميم غرفتي؛ جعلت فيها الكثير من المرايا التي تقلقني؛ لست أرغب في أن أنظر لوجه أنثوي مكرر في كل مكان!.. ودولابي!.. هه.. يا لهذه الفساتين كلها حدائق ألوان تحطمني.. يا للهول!.. تنانير مزركشة هنا.. الموديلات تخنقني وتضيق تضاريس وأشكال الطبيعة فيها آه
أما المرايا كنت حتى عند نومي أحلم بها تضحك وتمد بلسانها ساخرة مني.. لماذا تفعل بي هذا؟ ..
في وقت ما، وحتى أرضيها استسلمت لحب الألوان المتعددة.. أسعد أمي ذلك، وقامت بغرس حديقة منزلنا بأنواع الثمار؛ رغبة في السيطرة.. ولشحن مشاعري بالجمال
ووجدتني أقترب منها.. ألمسها.. باتت قريبة إلى نفسي، لا بأس في تلك الفترة.. مع نضوج كل نوع
أشعر بمجموعة ألوان تعبث برغباتي التي تحدها الحواس الأربعة المحاصرة بحاسة خامسة هي أنا!..
كبرت معي الأشجار التي زرعتها أمي.. كنت حتى لا يتساقط ورق غصوني.. أتقدم للخلف مسرعة عندما ألمح أي خيال ليس لأنثى.. أمقت الأنثى، أجدها مضحكة بعض الشيء!.. ومسرفة بالسذاجة!..يا لهؤلاء الأمهات!؛ يحبسن أجسادهن في بيوت الطاعة، وإن نطق جسد أي منهن.. يسمع كلاما قاسياً.. وعليها القبول بكل أدب!..
تجذر الغرس.. تحولت الألوان إلى لون واحد؛ هو المطر.. أذوب شوقاً لرؤيته..
كنت كلما أعطش، أتحسس بأطراف أناملي شفتي إلى أن يتحسسني العطش، ويمرر أصابعه من خلال خصلات شعري.. ومعه دوار يكاد يسقطني من أنفاسي.. أهرب من سقوط محتمل، أمسك بالأشجار، أحمل شيئاً من ثمارها.. أتناول ما أصل معه إلى فاكهة؛ الواحدة لا تكفي.. وشبه غيبوبة، باسترخاء تام أنام بعمق أنفاس كثيرة.. أحلم بغيوم.. أصحو كأنني ورقة غلفها الندى.
هكذا مرت الأيام تمضغني ولا أهضمها.. تفكيري محدود بين هذا اللون، وذاك الضجر الذي نجح بجعل هطول الماء.. سر وجود يسير شارد اللب باستمرار، خلف مؤامرة يدبرها ذلك اللعين الضاحك!.. يهمس من خلفي بفصاحة متدفقة: لا بأس من فضيحة صغيرة إذا كانت خلف أبواب مغلقة..
في المدرسة تجلدني نظرات صديقاتي.. وجهر همسهن الذي لا يتعبني فك طلاسمه.. يا للعنة اذهبن أيتها المترنحات بهذه الغباوة والبلاهة!.. ترد لولو: اذهبي قبل أن تغضبي، وأعيدي عجن هذا الشيء المهول!.. كي تصبحي مدهشة مبهرة (كوول) مثلي!.. كلماتها انطلقت كسهم مزق كبريائي.. كسوط لفح جسدي!.. تقدمت بكل هدوء، وقفت أمامها وأنا أبتسم.. ثم بلمح البصر سددت لكمة إلى أنفها.. أحدثت تشوها في وجهها.. نعم.. لكنهن تأدبن بعد ذلك معي؛ حتى الهمس لا يحدثنه..
انتهى طعم الكرز من حياتي.. تمرد على وزن القصيدة!..فقدت رشاقتي، وتعب من حولي في إقناعي بمزاولة تمارين ما.. لم أستجب لأحد.. حتى وصلت لوزن.. تعدى، وحاصر حدود الشكل الجميل..
أشعر أن الفضيحة ضخمة، لا تسكن وتستتر تحت القميص الفضفاض.. ازداد حب الوسامة، بخط متواز مع ازدياد وزني.. نفوري بات شديدا من الأشكال؛ أتخيل العالم على مقاسي وأنا خارج حدود الأجساد.. بدون قياس.. يا للعار! من يراني يضحك أكثر مما أبكي!.. لقد ارتبطت بجسدي، كنت وفية له في الوقت الذي خانني، وأغلق في وجهي الأبواب !.. لكنني سوف أعاقب.. أصفع بقوة مبعث هذه السخرية والاستهزاء..
أفكر في غرفة بعيده عن عالم يضحك ملء شدقيه بينما أنا أفكر.. أختنق..
أريد مقاسا جديدا بعيدا عن هذا الجنون
تعليق