على ورق الجسد/ وفاء عرب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وفاء الدوسري
    عضو الملتقى
    • 04-09-2008
    • 6136

    على ورق الجسد/ وفاء عرب

    أعتقد أنني شخصية مهمة.. يبدو هذا في قصر نظر من حولي.. تحاصرني قيم..عادات وتقاليد كثيرة، تستحق السحق بضربة واحدة من قبضة يدي..

    كرهت ظلال الأيدي، وهذه الخواتم التي كانت تخنقني أمي بها، منذ نعومة أظفاري.. الكريمات التي تدهن شعري بها ووجنتي.. أوف.. يا للزوجتها!.. أمقتها حقاً.. أمي تسجنني كثيراً بين يديها.. تمشطني وهي تتمتم: (ماما زمنها جايه ) وأنا أكرر بغضب: جايه جايه... أتمرد معظم الاوقات.. أحيانا أصغي على مضض، وهي تحاول اقناعي جاهدة.. تضع المرآة أمام وجهي: أنظري يا حلوتي كم أنت جميلة!

    أنظر للزينة باضطراب.. بتحايل، وأنجح بالهروب من بين رغبات الأمومة اللصيقة الساذجة، ولكن هيهات أن تتركني دون أن أمنحها بعضا من الشكر.. بالقبلات المطعمة بالأحضان..

    لكنها لا تتركني إلا والغضب يملؤني.. فأذهب لأسقط حنقي على أقراني .. أسعى للعب مع الأولاد.. أحب المشاجرة.. العنف وإيذاء الإناث بشكل خاص.. أمي تحرمني من مصاحبة الأولاد.. تسحبني من ذراعي من بين أصدقائي الذين أحبهم وأتفق معهم.. تزرعني بين سوسو التي أتفنن في ركلها، وفرفر التي تغيظني وتستفز أسناني لعضها.. ولولي، تلك التي دائما تثير بصراخها انتباه أمي، فتعاقبني برسم دائرة أمكث داخلها دون أي اعتراض، وعندما أعترض؛ تزيد مدة العقاب!.. لكنني لا أشعر بالذنب عندما أصفع وأشد وأعض أي منهن.. ضميري مسترخ مرتاح.. يقهقه متعة لتألمهم حتى لو كانوا أقرب الناس لي.. لا أكترث!..

    تمعن أمي بتدجيني؛ تجلب لعبا.. هدايا وحيوانات أليفة.. أكرهها وأركلها بقدميَّ دون أن تراني..

    كانت عادة مص الأصبع تلازمني وتعاني منها أمي.. حاولت أن تستبدلها بأي شيء آخر.. لكن بدون جدوى.. ذهبت بي إلى طبيب.. لكن بلا نتيجة أيضا.. تركتني بعدما يئست.. لكنني بدأت أشعر بالإحراج بفترة المراهقة.. فاستعضت عنها بمص أي شيء آخر.. كل شيء.. ثم بدأت تختفي.. لا تأتيني إلا في أوقات معينة...

    في سن المراهقة صارت تجلب لي أمي المدرسات.. تريدني متفوقة مع علب الزينة أيضاً!.. غَيَّرتْ تصميم غرفتي؛ جعلت فيها الكثير من المرايا التي تقلقني؛ لست أرغب في أن أنظر لوجه أنثوي مكرر في كل مكان!.. ودولابي!.. هه.. يا لهذه الفساتين كلها حدائق ألوان تحطمني.. يا للهول!.. تنانير مزركشة هنا.. الموديلات تخنقني وتضيق تضاريس وأشكال الطبيعة فيها آه

    أما المرايا كنت حتى عند نومي أحلم بها تضحك وتمد بلسانها ساخرة مني.. لماذا تفعل بي هذا؟ ..

    في وقت ما، وحتى أرضيها استسلمت لحب الألوان المتعددة.. أسعد أمي ذلك، وقامت بغرس حديقة منزلنا بأنواع الثمار؛ رغبة في السيطرة.. ولشحن مشاعري بالجمال

    ووجدتني أقترب منها.. ألمسها.. باتت قريبة إلى نفسي، لا بأس في تلك الفترة.. مع نضوج كل نوع

    أشعر بمجموعة ألوان تعبث برغباتي التي تحدها الحواس الأربعة المحاصرة بحاسة خامسة هي أنا!..

    كبرت معي الأشجار التي زرعتها أمي.. كنت حتى لا يتساقط ورق غصوني.. أتقدم للخلف مسرعة عندما ألمح أي خيال ليس لأنثى.. أمقت الأنثى، أجدها مضحكة بعض الشيء!.. ومسرفة بالسذاجة!..يا لهؤلاء الأمهات!؛ يحبسن أجسادهن في بيوت الطاعة، وإن نطق جسد أي منهن.. يسمع كلاما قاسياً.. وعليها القبول بكل أدب!..

    تجذر الغرس.. تحولت الألوان إلى لون واحد؛ هو المطر.. أذوب شوقاً لرؤيته..

    كنت كلما أعطش، أتحسس بأطراف أناملي شفتي إلى أن يتحسسني العطش، ويمرر أصابعه من خلال خصلات شعري.. ومعه دوار يكاد يسقطني من أنفاسي.. أهرب من سقوط محتمل، أمسك بالأشجار، أحمل شيئاً من ثمارها.. أتناول ما أصل معه إلى فاكهة؛ الواحدة لا تكفي.. وشبه غيبوبة، باسترخاء تام أنام بعمق أنفاس كثيرة.. أحلم بغيوم.. أصحو كأنني ورقة غلفها الندى.

    هكذا مرت الأيام تمضغني ولا أهضمها.. تفكيري محدود بين هذا اللون، وذاك الضجر الذي نجح بجعل هطول الماء.. سر وجود يسير شارد اللب باستمرار، خلف مؤامرة يدبرها ذلك اللعين الضاحك!.. يهمس من خلفي بفصاحة متدفقة: لا بأس من فضيحة صغيرة إذا كانت خلف أبواب مغلقة..

    في المدرسة تجلدني نظرات صديقاتي.. وجهر همسهن الذي لا يتعبني فك طلاسمه.. يا للعنة اذهبن أيتها المترنحات بهذه الغباوة والبلاهة!.. ترد لولو: اذهبي قبل أن تغضبي، وأعيدي عجن هذا الشيء المهول!.. كي تصبحي مدهشة مبهرة (كوول) مثلي!.. كلماتها انطلقت كسهم مزق كبريائي.. كسوط لفح جسدي!.. تقدمت بكل هدوء، وقفت أمامها وأنا أبتسم.. ثم بلمح البصر سددت لكمة إلى أنفها.. أحدثت تشوها في وجهها.. نعم.. لكنهن تأدبن بعد ذلك معي؛ حتى الهمس لا يحدثنه..

    انتهى طعم الكرز من حياتي.. تمرد على وزن القصيدة!..فقدت رشاقتي، وتعب من حولي في إقناعي بمزاولة تمارين ما.. لم أستجب لأحد.. حتى وصلت لوزن.. تعدى، وحاصر حدود الشكل الجميل..

    أشعر أن الفضيحة ضخمة، لا تسكن وتستتر تحت القميص الفضفاض.. ازداد حب الوسامة، بخط متواز مع ازدياد وزني.. نفوري بات شديدا من الأشكال؛ أتخيل العالم على مقاسي وأنا خارج حدود الأجساد.. بدون قياس.. يا للعار! من يراني يضحك أكثر مما أبكي!.. لقد ارتبطت بجسدي، كنت وفية له في الوقت الذي خانني، وأغلق في وجهي الأبواب !.. لكنني سوف أعاقب.. أصفع بقوة مبعث هذه السخرية والاستهزاء..

    أفكر في غرفة بعيده عن عالم يضحك ملء شدقيه بينما أنا أفكر.. أختنق..

    أريد مقاسا جديدا بعيدا عن هذا الجنون
    التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 24-07-2010, 12:56.
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    مع هذه أستطيع أن أقول :
    خرجت الأنامل من قفازها ، تمردت عليه !
    خرج المارد الجميل ليخط لنا أجمل الكلمات
    ليصنع متعتنا ، بما يحمل من شجن ،
    وقدرة على التصوير و الإقناع
    و حنكة فى رسم المشهد ، و إدارة حركة اللغة !!

    أراني الآن أسترجع ما مر بي من أعمالك على مدار الوقت
    أسترجعها كلها .. اللحظة
    أري تلك المعركة مع الأستاذة فى المدرسة
    و أيضا تلك الصفعة التى أدمت البطلة قبل المعلمة
    و ألان هنا مع هذه أقف لأرى ملامح تقترب من حد الأسطورة
    و إن كانت طبيعية ، لأنا رأينا فيها أنفسنا حين كنا صغارا
    و أيضا مراهقين !!

    أشكرك أستاذة وفاء على هذه الرائعة
    و أشد على يدك بقوة .. لا تسمحي للمارد بدخول القمقم مرة أخري
    و لا لتلك الأنامل بالعودة لقفاز طالت جدرانه به !!

    خالص احترامي و تقديري
    sigpic

    تعليق

    • بسمة الصيادي
      مشرفة ملتقى القصة
      • 09-02-2010
      • 3185

      #3
      بحقّ أبدعتي أستاذة وفاء
      قرأت بشغف وضحكت عند بعض الوقفات ..
      سطور شقية تراقصت على أوتارنا .. وقلم كان رشيقا للغاية،
      كأنه كان يرسم روح لا مجرد كلمات .. حتى الحبر، كان يقفز على الحبل ..
      القصة كأنها تخفق وتنبض كأنها على قيد الحياة .......
      تصفيقا حارا لك هنا ..
      وتحيات أحرّ بكثير
      مودتي
      في انتظار ..هدية من السماء!!

      تعليق

      • مصطفى الصالح
        لمسة شفق
        • 08-12-2009
        • 6443

        #4
        ايضا وكعادتك

        تضعين اصبعا.. بل تضيئين شمسا على مشكلة اجتماعية متواجدة بقدر لا يستهان به

        دخلت الى عمق اعماق الشخصية فاخرجت مكنونها واسبابها

        لكن عنادها جرها الى نهاية غير مرضية

        الاستاذة وفاء

        ابدعت.. وابدعت

        شكرا

        تحيتي وتقديري
        [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

        ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
        لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

        رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

        حديث الشمس
        مصطفى الصالح[/align]

        تعليق

        • محمد سلطان
          أديب وكاتب
          • 18-01-2009
          • 4442

          #5
          ايه يابنت الشقاوه دي هاهاها
          ...............

          قصة حملت كثير من لغة التمرد والعصيان .. وعدم الاكتراث , عفرتة طفلة , فمراهقة كان من المفروض أن تخضع للتغيرات السكولوجية التي طرأت عليها لكن ظلت عنيدة مكابرة .. تتمرد حتى على الالوان والزينات التي ستجعل منها عروسا .. تصاوير مدهشة وماتعة حلقت في جميع الحدائق وقطفت أشهى الثمار .. وهذه الفقره التي جاءت مع الجزء الأخير بفلسفة المطر الرائعة .. نعم من أجمل ما قرأت هذا الشهر .. رائعة وتستحق الوقوف عندها طويلا ..
          خالص تحياتي وتقديري أستاذة وفاء
          صفحتي على فيس بوك
          https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

          تعليق

          • عائده محمد نادر
            عضو الملتقى
            • 18-10-2008
            • 12843

            #6
            وفاء عرب المتمردة
            نص أبدعت فيه حقيقة
            تمردت على الجميع حتى جسمك الذي غدا أكبر ولم يعد يسعك
            أرعبتني تلك المتفجرات التي امتلأ النص بها وكأني أنا كنت أمارس لعبة الشعوذة أيام المراهقة وقهر أنوثتي لأغدو تلك الصبية المشاغبة التي لا تقهر
            كم من اللكمات تحتاج بعضنا كي تصحو!!
            نص رائع وفاء أتصور بأنك أعطيته خلاصة روحك المتمردة وعصارتها
            أتصور بأنك ستحتاجين وقت كي تخرجي من تأثيره
            ودي ومحبتي لك


            الخلاص
            وفاء لم يكد ْيدلف البيت, حتى تناهت أصوات القادمين لسمعها, وطرقعة الأسلحة, تدوّي حولها, تقرع أجراس الخطر, فبان الهلع, على قسمات وجهها الحزين: - اهرب قصي, سيقتلونك, اسرع أمسك يدها, يسحبها - معي وفاء, لنهرب معاً, سيقطّعونك بدلا عني, سيعذبونك, حتى الموت. - لن يفعلوا, سأشاغلهم, فقط اسرع قبل أن يقتحموا الباب. حمل سلاحه, قفز
            الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

            تعليق

            • وفاء الدوسري
              عضو الملتقى
              • 04-09-2008
              • 6136

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
              مع هذه أستطيع أن أقول :
              المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة

              خرجت الأنامل من قفازها ، تمردت عليه !

              خرج المارد الجميل ليخط لنا أجمل الكلمات

              ليصنع متعتنا ، بما يحمل من شجن ،

              وقدرة على التصوير و الإقناع

              و حنكة فى رسم المشهد ، و إدارة حركة اللغة !!




              أراني الآن أسترجع ما مر بي من أعمالك على مدار الوقت

              أسترجعها كلها .. اللحظة

              أري تلك المعركة مع الأستاذة فى المدرسة
              و أيضا تلك الصفعة التى أدمت البطلة قبل المعلمة
              و ألان هنا مع هذه أقف لأرى ملامح تقترب من حد الأسطورة
              و إن كانت طبيعية ، لأنا رأينا فيها أنفسنا حين كنا صغارا

              و أيضا مراهقين !!




              أشكرك أستاذة وفاء على هذه الرائعة

              و أشد على يدك بقوة .. لا تسمحي للمارد بدخول القمقم مرة أخري


              و لا لتلك الأنامل بالعودة لقفاز طالت جدرانه به !!




              خالص احترامي و تقديري


              الأستاذ/ربيع عقب الباب

              مساء الخير سيدي.. لا يحق لي أن أزيد في حضرة كلماتك
              فإذا تكلم الربيع تصمت فصول..........
              وفصول بظل احتلال غابة تآمرت أشجارها لنزع وتقشير لون
              من ثمر يطرح أسئلة على أحلام تطرح حنين
              مع محاولة إعادة رسم الجواب على خريطة لجسد شجرة ...
              تبقى الخاسرة الوحيدة بعتمة حرب الغابة!..

              لبهاء ضياء كلماتك، لجنة قلبك الخضراء شكراً
              وشكراً بباقة من ياسمين جوري
              وبالمسك أطيب وارق تحية

              دمت بخير
              التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 25-07-2010, 00:50.

              تعليق

              • آسيا رحاحليه
                أديب وكاتب
                • 08-09-2009
                • 7182

                #8
                أحببت القصة .
                تمكّن من تصوير المشهد و غوص موفق في أغوار نفس البطلة .
                اللغة أيضا جميلة جدا.
                تحيّتي لك.
                يظن الناس بي خيرا و إنّي
                لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                تعليق

                • مصطفى الصالح
                  لمسة شفق
                  • 08-12-2009
                  • 6443

                  #9
                  طوال الوقت وانا افكر بتلك الشخصية

                  كنت اعلم ان لها اسما وتفسيرا في علم النفس

                  فعلم النفس لم يترك حالة الا ووصفها واسماها

                  نعم

                  هي تلك الشخصية السيكوباتية التي تستلذ وتستمتع بايذاء الآخرين وإيلامهم

                  هنا ارى الشخصية وقد بدات بوادرها من نفسها منذ الصغر بهوايتها اللعب مع الذكور وكرهها لابناء جنسها

                  مع تكون بعض العادات السيئة مثل مص الاصابع التي تدل على الحيرة والارتباك ثم الاكل الزائد في محاولة لتعويض نهم الداخل الى شيء ما في محاولة السيطرة عليه

                  بعدما وصلت لتلك السن لم يعد احد يستطع السيطرة عليها وبدات تشعر باختلافها الكلي عن المحيط ورغم ذلك لم تعترف ان المشكلة قد تكون بها شخصيا

                  أكان هذا بسبب عنادها؟ ام بسبب مرضها النفسي كونها شخصية سيكوباتية؟

                  وهل العناد مرض نفسي يدخل ضمن السيكوباتية؟

                  هذه اسئلة واستفسارات اتمنى ان القى اجابات عليها

                  كنت مبدعة ملهمة

                  دخلت في الاحداث بتسارع مضطرد وفي لحظات الفيت نفسي خارج النص وانا ابحث عن.. البقية

                  دمت بخير

                  تحياتي
                  [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                  ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                  لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                  رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                  حديث الشمس
                  مصطفى الصالح[/align]

                  تعليق

                  • خالد يوسف أبو طماعه
                    أديب وكاتب
                    • 23-05-2010
                    • 718

                    #10
                    على ورق الجسد
                    نص متين ولغة جميلة ورقراقة والسر والحبكة والحكي كلها رائعة
                    نص يجرنا لمشكلة اجتماعية خطيرة وهي في طبقات معينة من المجتمعات البرجوازية نوعا ما وهذه الشخصية التي تحدثت عنها ووصفتها بدقة بالغة
                    هي كما تقدم بها بعض الأساتذة الشخصية السيكوباتية وهي حالة مرضية ربما تكون نادرة في بعض المجتمعات العادية ولكنها كثيرة في الطبقات التي تحدثت عنها آنفا .
                    استخدمت الكاتبة نموذج حي من الواقع وبعض الرموز التي عنت بها أشياء كثيرة ومنها رمز الماء والشجر والضجر والورق والطعام والفاكهة وكلها ذات معان بليغة وتحتاج لاختصايين في علم النفس لفك ودراسة وتفكيك رموزه وهذه ليست مجاملة وإنما الحقيقة التي يجب الإقرار بها من كل من حاول الولوج في ثنايا ومفردات النص .
                    عنصر الماء على سبيل المثال لا الحصر يرمز إلى الرجل بعنفوانه وشراسته وتمنيها الاقتراب منه ولو بلمسة عطف وحنان
                    كنت كلما أعطش، أتحسس بأطراف أناملي شفتي إلى أن يتحسسني العطش، ويمرر أصابعه من خلال خصلات شعري.. ومعه دوار يكاد يسقطني من أنفاسي.. أهرب من سقوط محتمل، أمسك بالأشجار، أحمل شيئاً من ثمارها.. أتناول ما أصل معه إلى فاكهة؛ الواحدة لا تكفي.. وشبه غيبوبة، باسترخاء تام أنام بعمق أنفاس كثيرة.. أحلم بغيوم.. أصحو كأنني ورقة غلفها الندى.

                    هكذا مرت الأيام تمضغني ولا أهضمها.. تفكيري محدود بين هذا اللون، وذاك الضجر الذي نجح بجعل هطول الماء.. سر وجود يسير شارد اللب باستمرار، خلف مؤامرة يدبرها ذلك اللعين الضاحك!.. يهمس من خلفي بفصاحة متدفقة: لا بأس من فضيحة صغيرة إذا كانت خلف أبواب مغلقة..

                    هنا يهمس لها الشيطان بارتكاب الخطيئة ولا يزال يوسوس لها ويحاصرها من كل جانب وهذا يعود للسجن الأنثوي الذي وضعت فيه منذ صغرها وعدم مشاركتها اللعب مع من هم في جيلها من الأطفال الذكور وتعمقت العقدة حتى لم يصبح لها هما غير التفشش بالطعام حتى أصبحت حالة نشاز بين زميلاتها مما جعلها محط السخرية والاستهزاء من قبلهن جميعا .
                    أستاذة / وفاء عرب
                    هذا ما أسعفني به القلم من تعليق وإن كنت لم أعطي النص حقه من التعليق
                    أشكرك على هذه التحفة الفنية وعسى بأن أكون قد وفقت لما عنيته من النص
                    تحياتي وتقديري الكبيري
                    تقبلي مروري المتواضع
                    تحياتي
                    خالد
                    التعديل الأخير تم بواسطة خالد يوسف أبو طماعه; الساعة 24-07-2010, 13:23.
                    sigpicلن نساوم حتى آخر قطرة دم فينا

                    تعليق

                    • وفاء الدوسري
                      عضو الملتقى
                      • 04-09-2008
                      • 6136

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة بسمة الصيادي مشاهدة المشاركة
                      بحقّ أبدعتي أستاذة وفاء
                      قرأت بشغف وضحكت عند بعض الوقفات ..
                      سطور شقية تراقصت على أوتارنا .. وقلم كان رشيقا للغاية،
                      كأنه كان يرسم روح لا مجرد كلمات .. حتى الحبر، كان يقفز على الحبل ..
                      القصة كأنها تخفق وتنبض كأنها على قيد الحياة .......
                      تصفيقا حارا لك هنا ..
                      وتحيات أحرّ بكثير
                      مودتي


                      مساء الخير.. أستاذة/بسمة
                      صدقا تواجدك بهذه الكلمات الطيبة
                      والقريبة جداً بعفويتها إلى روح الجمال
                      أهداني مساحة هي الأجمل
                      شكرا لبسمة حرفك
                      بهاء، روض، جنان كلماتك
                      لك خالص الشكر
                      الود وتقديري

                      تعليق

                      • وفاء الدوسري
                        عضو الملتقى
                        • 04-09-2008
                        • 6136

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الصالح مشاهدة المشاركة
                        ايضا وكعادتك

                        تضعين اصبعا.. بل تضيئين شمسا على مشكلة اجتماعية متواجدة بقدر لا يستهان به

                        دخلت الى عمق اعماق الشخصية فاخرجت مكنونها واسبابها

                        لكن عنادها جرها الى نهاية غير مرضية

                        الاستاذة وفاء

                        ابدعت.. وابدعت

                        شكرا

                        تحيتي وتقديري
                        الأستاذ/مصطفى الصالح
                        تصنف شخصيه سيكوباتيه مسكونة بقلق
                        يبحث عن الثانيه ثم اللحظة، دقيقة، ساعة الى ما لانهاية يسكنها تعب
                        وهاجس الأشياء التي نسيت هي أن تسكنها!..
                        باقات من الشكر مع أطيب الأمنيات
                        التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 26-07-2010, 15:06.

                        تعليق

                        • وفاء الدوسري
                          عضو الملتقى
                          • 04-09-2008
                          • 6136

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
                          ايه يابنت الشقاوه دي هاهاها
                          ...............

                          قصة حملت كثير من لغة التمرد والعصيان .. وعدم الاكتراث , عفرتة طفلة , فمراهقة كان من المفروض أن تخضع للتغيرات السكولوجية التي طرأت عليها لكن ظلت عنيدة مكابرة .. تتمرد حتى على الالوان والزينات التي ستجعل منها عروسا .. تصاوير مدهشة وماتعة حلقت في جميع الحدائق وقطفت أشهى الثمار .. وهذه الفقره التي جاءت مع الجزء الأخير بفلسفة المطر الرائعة .. نعم من أجمل ما قرأت هذا الشهر .. رائعة وتستحق الوقوف عندها طويلا ..
                          خالص تحياتي وتقديري أستاذة وفاء
                          الأستاذ/محمد
                          نعم هي رفضت التغيرات التي تهيئها لكي تكون النسخة المليون لعروس في مسرح عرائس تحركه خيوط وهمية توارثت جيل بعد جيل على طول ومر السنين!..
                          أنثى كل ما هو مطلوب منها الصمت عند الفجر كثيرا وبعد الظهر أكثر، ثم مع المساء صمت بلا حدود!..
                          وإن كانت لا تتكلم على الإطلاق تكون من نخبة النساء!..
                          عالمنا العربي يعج بالتخلف مليار ركلة قدم لا ترمم ولا تشفي، تعالج شيئاً مما أحدثه من تشوه للأنثى!..
                          دمت بهذا القلم المتألق
                          ألف تحية بعبق الورد
                          التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 27-07-2010, 14:42.

                          تعليق

                          • ربيع عقب الباب
                            مستشار أدبي
                            طائر النورس
                            • 29-07-2008
                            • 25792

                            #14
                            ألم يعطك هذا النص نصا آخر أروع ؟
                            ألم يفعل ؟
                            لا بد أن يعطي هذا النص مساحة أرحب للابداع
                            و الكتابة القصصية .. أليس كذلك وفاء ؟


                            فى انتظارك و الجديد

                            تحياتي
                            sigpic

                            تعليق

                            • وفاء الدوسري
                              عضو الملتقى
                              • 04-09-2008
                              • 6136

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                              ألم يعطك هذا النص نصا آخر أروع ؟
                              ألم يفعل ؟
                              لا بد أن يعطي هذا النص مساحة أرحب للابداع
                              و الكتابة القصصية .. أليس كذلك وفاء ؟


                              فى انتظارك و الجديد

                              تحياتي

                              لدي الجديد..........ففي قلبي عاصمة يخفق على قممها راية الذل والهوان
                              خالية شوارعها، يرقد تحت جسورها كلاب الصحراء الضالة....
                              يعانق ساحاتها زفير الغيبوبة، بساتينها قطعت رؤوس أشجارها الخضراء .............
                              حبري ليس حالياً ليس حالياً
                              لم يعد حالياً، وأخاف........
                              لأنني أشهق بغرق الملح!..
                              على أمل أن تبقى عيون الاخرين عامرة بملحها الأسود!..
                              حبي وتقديري
                              التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 27-07-2010, 19:25.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X