ثورة ضد الضمير !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سامي جميل
    أديب وفنان
    • 11-09-2010
    • 424

    #16
    [align=center]
    بسم الله الرحمن الرحيم


    !!!!!

    سيدتي الأستاذة / إيمان ملال حفظها الله ورعاها

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    وأسعد الله أوقاتك بكل خير

    !!!!!

    أعتقد أنك تتحدثين عن الأقنعة يا سيدتي.
    أقنعة اختيارية طوعية ومفروضة جبرية.

    الكمال أمر لا يستوجب التطبيق الكلي.
    ولكن الصور الكمالية التي يرسمها أي مبدأ أو قيمة إنسانية هي الطريق لبلوغ الكمال. من خلال نماذج وشخصيات تواجدت كأمثلة وأسوة. نتوارث من خلالها التطبيق الجوهري وإن كان لمبدأ أو قيمة مفردة. كالصدق أو الأمانة أو حفظ العهد أو التسامح كقيمة إنسانية إلى آخره ....

    ولكن طريق التطبيق الجوهري لأي مبدأ إنساني سليم لا يسنده ولا يؤازره إلا الإيمان الحقيقي بذلك المبدأ. وإلا سقط سريعاً كقناع أمام أبسط امتحان ... كذلك هو الحال مع أي قيمة إنسانية.
    أحد المبادئ التي تتمحور داخله كثيرا من المفاهيم الإسلامية هو المحبة. قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه" وقد ارتبط المبدأ بالإيمان .... لماذا؟ لأن التطبيق الحقيقي للمبادئ الإسلامية هي المحبة. وفي دائرة المحبة يكمن سر عظيم في التعاملات الإنسانية تنعكس على أحوال المؤمن. ودونها لا إيمان بصريح العبارة.
    فإذا ما سقط قناع أحد الممثلين لذلك المبدأ، أو لتلك القيمة الإنسانية، فهذا لا يعني بالضرورة أن المبدأ خاطئ. وهذا لا يعني أنه بالضرورة أيضاً أن يكون صاحب المبادئ والقيم كاملاً لا يخطئ.
    " إتقي شر الحليم إذا غضب " إذا فالحليم يغضب ... عند حالة لا يرى فيها أن الحلم حكمة.
    ولا أجد أن صاحب المبادئ والقيم سوى قائماً عليها فاعلاً لها مؤتزراً شعارها. لا صورة ولا قولاً دون عمل.

    موضوع تميز بجرأته الفكرية ....

    في أول لقاء لي مع قلمك

    أعذري زهيد ردي وركاكة حرفي ...

    وتقبلي خالص تحياتي ،،،

    [/align]


    بداخلي متناقضين
    أحدهما دوماً يكسب
    والآخر
    أبداً لا يخسر …

    تعليق

    • أحمد مليجي
      كاتب
      • 03-08-2010
      • 175

      #17
      السلام عليكم

      بإختصار شديد الضمير هو الذي يميزنا ويفصل تصرفاتنا عن باقي الكائنات

      فبه نحيا وعليه نعيش لندرك من خلال حواسه وتوجيهاته معنى

      وقيمة علاقتنا مع الخالق في السر والعلانية ولو ابتعد الناس

      قليلا عن ضمائرهم وعاشوا لحظة واحدة دون مراجعة أو محاسبة النفس

      على أعمالهم لعمت الفوضى بينهم وأنتشر الظلم والذل والتصرفات

      الأخرى الغير إنسانية في الكون لذا كان للضمير الإنساني والعقلانية

      في تصرفات البشر بعضهم بعضا ما يميزهم عن غيرهم من الكائنات الأخرى

      فهل نرضى أن نتساوى ونعيش مثل الحيوانات والكائنات

      الأخرى بلا عقل وبلا ضمير يميز لنا الأشياء الخبيثة

      المحرمة من الأشياء الطيبةالمُباحة من المولى سبحانه ؟


      نسأل الله العفو والعافية

      وأن يجعلنا جلا شأنه ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
      لا إله إلا الله محمد رسول الله




      اللهم أنصر الإسلام والمسلمين في كل مكان يارب العالمين

      مدونتي

      تعليق

      • ماهر محمد
        أديب وكاتب
        • 22-08-2010
        • 128

        #18
        السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
        أشكر الأستاذة إيمان على مثل هذا الطرح الحساس
        و لنبدأ بتعريف الضمير :
        إنه صوت الحق العلوي الذي يشعرنا بالرضا أو عدم الرضا عما نجترحه من أفعال
        و هو الإحساس الأقوى داخلنا و إن غيبناه بالخير أو الشر
        إنه باختصار صوت النور داخلنا المستحسن و المستهجن لأفعالنا
        و عليه فلن ندخل في جدلية الدين و العقيدة
        إذ أن الضمير موجود عندنا و عند غيرنا من الغير مسلمين ممن لديهم ضمائر في التعاملات المالية و الذممية و الإنسانية
        كما نستطيع القول بإن الضمير هو الفطرة و بذرة الخير داخلنا و نحن إما أن نغذيها أو نئدها في أعماق ذواتنا الغافلة
        لذلك ثورتك يا سيدتي أساسا ليست ضد الضمير فالضمير ليس القوانين و الأنظمة التى تُفرض علينا
        لا مطلقا بل إنه القاضي الصادق و المؤشر الأخلاقي الدقيق لأفعالنا وهو متجذر داخلنا من ماء تكويننا لا دخيل علينا
        و نحن يا سيدتي نخدره أحايين كثيرة إلا أنه حين يعود تظل نفوسنا لوامة تقرعنا و لو أننا نتجاهلها كما تجاهلنا ضمائرنا مسبقا
        و عليه ياسيدتي الأصح أن تقولي ثورة ضد القيود و القوانين المفروضة علينا خارجا لا داخلا و هذا العنوان أصح من ثورة ضد الضمير
        و إلا صارت دعوتك هذه دعوة إلى الخراااااااااااب و هدم الإنساااااااااااااااااااااااانية

        تعليق

        • بلال سعداوي
          • 15-09-2010
          • 2

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة جلاديولس المنسي مشاهدة المشاركة
          [align=center]
          أتقبل أن يثور الضمير على النفس وليس العكس ، فكيف نثو وتثو النفس على ضميرها ، ضميرها صوت الحق بداخلها حدودها ومُثلها وقيمها كيف والضمير هو حافظها وراعيها ..؟
          قد يغيب الضمير أو بإرادتنا نغيبه لفترات ضعف تعترينا ولكن نلجأ إليه ويلجأ كل صاحب ضمير مُلح ولوام
          إلى ساتره و جداره العازل .
          ورد بمداخلاتك أستاذه إيمان سؤال

          [/align]

          جائز أن يغيب الضمير تماماً وهذا بتنحيتنا الدائمه له وتغييبه نزولاً على رغباتنا ، فكلما أغفلناه قصدا وعمداً إنزوا وتضائل إلى أن يكون الضمور حد التلاشي.
          نستطيع إستعادته بوقفات صادقه وإيقاظه بالإستدعاء المُلح وهنا وبهذه اللحظات نستطيع قول مجرد الرغبه في إستعادة الضمير هي صحوه الضمير المستكين فهي اقوى الخطوات في الاستعاده اولها
          بارك الله فيك أخي و هذا بالظبط ما أردت قوله..

          تعليق

          • ماهر محمد
            أديب وكاتب
            • 22-08-2010
            • 128

            #20
            هل حاول أحد المسلمين أن يأخذ الإسلام عن قناعة ؟ لأن آيات القرآن الكريم مليئة بآيات من قبيل " هذا ما وجدنا عليه آباءنا " أو " اتبعنا ما وجدنا عليه آباءنا " إلخ. حتى لو كانت تلك الآيات وكما نعلم جميعا تتحدث عن عبدة الأصنام والكفار، هل يرضى الإنسان المسلم أن يتبع ما وجد عليه آباءه ؟ حتى ولو وجدهم على دين الإسلام .. منحنا الله عقلاً، وطلب منا ان نتفكر في الوجود من خلاله، وقال تعالى : إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء .
            ما أريد قوله ببساطة - وحتى لا نذهب بعيداً - هو انه لا يجب ان نكون مسلمين لأن آباءنا كذلك واجدادنا كانوا كذلك، لأن الإسلام أكثر سموا من أو يكون ديناً تتوارثه الأجيال


            استاذة ايمان هذا موضوع آخر لا علاقة له بموضوعك الذي طرحت و هذا الموضوع كثر الحديث فيه و الدليل أن إسلام الغير مسلم أساسا يكون عن قناعة لا عن وراثة فهو مقتنع بما اكتشفه و يسعى دائما بدهشة لسبر أغوار هذا الإكتشاف العظيم بالنسبة إليه إنه أتى إلى الإسلام طواعية لا إكراها
            و أذكر قصة عن شاب أحب فتاة غير مسلمة و لما عارضه والده طالبا إليه أن تسلم الفتاة أولا ليزوجها إياه
            أخبرها بذلك فطلبت إليه أن يحضر كتبا تتحدث عن هذا الدين إذ أنها تحبه و لكي تتزوجه عليه أن تسلم أولا و هي لا تفعل أمرا إلا عن قناعة أعطاها الكتب و عقب أيام أشهرت الفتاة إسلامها فطار فرحا بها و جاء ليحدد معها موعد الخطبة إلا أنها قابلته بغير وجهها الذي عرف و أنهت كل ما بينها و بينه و لما سألها عن السبب قالت : لما تعرفت الإسلام جيدا أدركت
            أنك بتصرفاتك لا تنتمي إلى الإسلام مطلقا و أنا مسلمة

            تعليق

            • د. م. عبد الحميد مظهر
              ملّاح
              • 11-10-2008
              • 2318

              #21
              المشاركة الأصلية بواسطة إيمان ملال مشاهدة المشاركة
              إلى جميع المشاركين /

              شكراً على تفاعلكم الإيجابي مع الموضوع.
              [line]-[/line]
              إلى / د. م. عبد الحميد مظهر :
              سأحاول في موضوع آخر - قريباً - توضيح الفقرات الثلاث التي قمتم باقتباسها، حتى لا يتم الخلط في موضوع الضمير، لأن الموضوع الآخر ديني أكثر من فلسفي..

              مع متنياتي للجميع بنهار سعيد
              بسم الله الرحمن الرحيم

              عزيزتى الأستاذة إيمان ملال

              تحية طيبة

              أولاً: اشكرك على التفاعل ، و فى انتظارك على صفحة أخرى للحوار حول ما اقتبسته لأهميته ، لأن إيمان المسلم لابد أن يُبنى على دعوة الله للإنسان للتفكر والتأمل...

              التعقل...التدبر....أولى الألباب ...ومن شاء فاليؤمن ، ..... و هديناه النجدين ، و.....

              وليس دين الإسلام هو الذى يبنى على وراثة الاعتقاد ، و ببساطة لأن غالبية البشر تأخذ الدين بالوراثة حسب الحديث الذى معناه

              يولد الإنسان على الفطرة .....وتتم عمليات التهويد و التنصير و .....بعد الميلاد على الطبيعة الأصلية ( الفطرة)

              ثانياً: طرحك لموضوع الضمير و المبادىء طرح يتسق مع عنوان الملتقى الفرعى " نصوص فلسفية" و هو طرح يستحق التأمل و التفكير و الحوار حوله ، و سوف أعود إن شاء الله ، لأن هذا الطرح فى موضوعات دقيقة هام للتدرب على التفكير النقدى و هو تفكير نادر الحدوث فى ثقافات كثيرة ، وخصوصاً ممن يدعى العلم بكل شىء.

              ثالثاً: سوف ابدأ بمفهوم المبادىء ، و مجالاتها فى العلوم الطبيعية و العلوم الاجتماعية و الدراسات الإنسانية لنرى تعدد الأسس المعرفية و الاجتماعية التى تُبنى عليها المبادىء ، ثم بعد ذلك نبحث المبادىء من حيث هل هى نسبية أو مطلقة فى المجالات المعرفية المختلفة

              رابعاً: نأتى بعد ذلك للضمير و هل احكامه و قرارته مطلقة أم نسبية ، وهل الضمير واحد عند كل البشر ، وما هى القيم المشتركة للضمير التى لا تتغير مكانا وزماناً و ثقافة.

              خامساً: يمكن بعد ذلك نكتشف المناطق التى يتصارع فيها الضمير بقيمة النسبية و المطلقة مع المبادىء النسبية و المطلقة ، لنكتشف بعض الملامح التى أشرت إليها فى مقالتك هنا.

              و اشكرك على هذا الفكر الناقد للمألوف و...

              وتحياتى


              ملحوظة: هذا ملتقى "نصوص فلسفية" لذلك سيختلف القراء فى فهم القصد من وراء المقالة، و الصبر و الهدوء هما السبيل لفهم ما وراء السطور ، والرجاء ان يكون التعليق والرد لفهم ماجاء أولاً ،ومناقشته قبل الردود الانفعالية وإصدار الاحكام والاتهامات.....

              تعليق

              • عبد العزيز عيد
                أديب وكاتب
                • 07-05-2010
                • 1005

                #22
                حذفت مشاركتي مؤقتا
                التعديل الأخير تم بواسطة عبد العزيز عيد; الساعة 17-09-2010, 14:55.
                الأحرار يبكون حريتهم ، والعبيد يبكون جلاديهم

                تعليق

                • إيمان ملال
                  أديبة وكاتبة
                  • 07-05-2010
                  • 161

                  #23
                  لماذا تحذف مشاركتك، أعدها وسنناقش، لست من هؤلاء الذين تثيرهم بضع كلمات، لاني هنا لأناقش وليس لأحكم على هذا وذاك
                  إتفقنا إذن هذه هي مشاركتك حسب ما وصل إيميلي /

                  عزيزتي
                  لست بدعا من الذين يختارون الحرية المطلقة ويعتنقونها طريقا ومبدءا ، لن تكوني أولهم ولن تكوني آخرهم ، فعرفناك وعرفنا أمثالك كثيرين ، ولكن باسم الحرية التي تنادين بها مجردة عن كل قيم ومباديء زرعها في ضميرك والديك ، حتى ولو كانت هذه القيم والمباديء هي قيم الدين الاسلامي الحنيف , أخبريني بكل صدق وشفافية عن علاقة تربط امرأة برجل إذا لم تكن هذه القيم والمباديء والعادات والبروتوكلات هي عقال هذه العلاقة وهي القيد الذي يلجمها ويحول بينها وبين الشطط ؟
                  قول بكل جرأة وصراحة كيف ستكون العلاقة بينهما ؟ ولا تتحرجي ولا تتردي ولا تكذبي ؟
                  ولأهون عليك الأمر عزيزتي ختى لا تنزعجي وتثوري ضدي كما ثورتي على ضميرك وأخلاق الدين التي ترعرتي عليها ،
                  فالحال حالئذ سيكون واحدة من اثنتين ، إما أن يكون الهوى هو المحرك لهذه العلاقة ، وعندئذ سيكون كل شيء مباح ، وإلى هنا أكتف لأن لو تركت لقلمي العنان لجعلتك تبغضي موضوعك هذا ، مثلما أبغض أنا هذه الرسائل الخاصة التي ترد إلى بريدي رغما عني فتدفعني إلى مواضيع أقرأها رغما عني فأرد عليها رغما عني أيضا .
                  وإما أن يكون الضمير هو المحرك لهذه العلاقة ، وعندئذ لن يكون كل شيء مباح إلا بالقدر الذي يتفق مع المبادي والقيم والدين
                  فاختاري ما تختارين ، واشربي من أي ماء تريدين ، ولكن لا الماء تعكرين ولا الشارب تمنعين .
                  -----------------------------

                  أولاً، حريتي لم أفرضها على أحد، أو حتى تفهمني أكثر، لم أطلب من أحد أن يثور ضد أحد أو ضد أي شيء، هذا من جهة، من جهة أخرى ..
                  من حقي أن أثور ضد من وما أريد ومتى أريد وأينما أريد .. ومن حق الآخر أن يناقشني ويعطيني رأيه فيما أكتب لأني لست ملاكاً .. أما أن يتم الحكم علي بحكم معين، فأعتقد المكان ليس مناسباً، لأننا هنا لسنا في محكمة بل في طاولة مستديرة للحوار وتحديدا في ساحة فلسفية تختلف فيها الرؤى والآراء وهذا أمر يجب التعود عليه ..

                  فيما يخص سؤالك عن العلاقة التي يمكن ان تكون بين رجل وامرأة في غياب المبادئ وطلبك الصراحة وعدم الكذب، أعتقد ببساطة أني لست مجبرة على جعل أحد يعرف رأيي بالأمر، إلا حينما أريد أنا ذلك، وامتناعي عن الجواب هو لنفس السبب الذي يجعلك ثائرا ضد ثورتي

                  تحياتي لك
                  استطاعت الإنسانية أن تحقق العظمة والجمال والحقيقة والمعرفة والفضيلة والحب الأزلي، فقط على الورق.

                  جورج برنارد شو


                  تعليق

                  • توحيد مصطفى عثمان
                    أديب وكاتب
                    • 21-08-2010
                    • 112

                    #24
                    بين الفطرة والضمير

                    بسم الله الرحمن الرحيم


                    الأستاذة الكريمة إيمان ملال...
                    بعد التحية والسلام، أرجو أن تسمحي لي –وليعذرني الأحبة- أن أعبر من خلالك عن تقديري وإعجابي بهذه النهضة الفكرية "المغاربية" بشكل عام، والمغربية بشكل خاص، والتي ألمح فيها وعياً نابعاً من فكر حر، ولن توصل الحرية الواعية إلا إلى الهدى.
                    سيدتي: إن ما طرحتِه هنا قد طُرح منذ لحظة الخلق الأول للإنسان، وسيبقى هذا السؤال مطروحاً إلى قيام الساعة؛ فلا تتحرجي من طرح هكذا تساؤلات طالما كانت النية صادقة والعزم أكيدٌ للوصول إلى الحقيقة.
                    أما "الضمير" ... فالبحث فيه والحديث عنه ذو شؤون وشجون !
                    الضمير في الأصل لا وجود له، لكنه لازمٌ لخلق التوازن وإنهاء الصراع بين ما هو مناسبٌ لإنسانيتنا وما هو مخالفٌ لها.
                    الضمير هو إجاباتٌ عن تساؤلاتٍ كبرى وصغرى يطرحها الإنسان منذ لحظة خلقه إلى يوم مماته، وتتغير هذه الإجابات تبعاً للتطور الفكري للفرد؛ فإن كانت هذه الإجابات دقيقةً ومحكمةً يضعها في خانة الثوابت التي يبني عليها.. وينطلق منها.. ويرجع إليها.
                    أما إن كانت غامضة أو مبهمة وغير محكمة فيستمر في البحث عن ثوابت أصلح منها وأكثر إحكاماً.
                    ومعيار سداد الإجابة وإحكامها هو: مناسبتها لإنسانية الإنسان وتوافقها معها.
                    والربط بين الضمير والفطرة ربطٌ موفَّق إن أحسنّا فهمها!
                    الفطرة هي: الخلق بإبداع؛ وإبداع الله عزَّ وجلَّ يفيض بصور ومعاني الجمال، ويتجلى بأروع صوره في هذا المخلوق العجيب الذي هو "الإنسان"، وهذه "التركيبة الخَلقية" و "توليفتها" الرائعة بين نوازعه، وبينه وبين الكون.
                    وعلى الإنسان أن يبحث ليصل إلى إجاباتٍ يرتضيها لتناسب إنسانيته وتُصلحها، ليضعها في قائمة "الثوابت المرجعية"، وهذه الثوابت هي ما نسميه "ضميراً"، لأنها تصبح مراقِبةً لسلوكه وحاكمةً عليه؛ وبهذا المعنى لا يكون الضمير مفروضاً، بل هو مرتضىً ومختاراً من الشخص ذاته.

                    ومن هنا يمكن لي أن أتفهم دعوتكِ للثورة على هذا "الضمير" !
                    إذ أننا وضعنا ووُضِِعَت لنا في ذاكرتنا -بناءً على مصالح موهومة، وبقناعةٍ أو دون قناعة- إجاباتٍ تفتقر في كثير من جوانبها للصلاحية والمناسَبة لإنسانيتنا البديعة؛ (ومن عمَّم أخطأ).
                    فمساحة الجمال تكاد أن تختفي من حياتنا، لأن نظرتنا ومفهومنا له قد تشوَّه، حتى كادت أن تصبح المحرَّمات هي الأصل والمباحات هي الاستثناء!
                    ولأن المحرَّمات قبيحة، فقد أصبح القبح هو الغالب!
                    في حين أن مساحة المباحات هي الأكبر، ومساحة الممنوعات محدودة، وإن ذهبتُ لأبعد من ذلك يمكنني أن أقول: إن اجتنابي لهذه الممنوعات يحمل في طيَّاته كثيراً من الجمال، لأنه يمتِّعني بإنسانيتي ويحافظ عليها.

                    الكريمة إيمان..
                    إن كانت الدعوة للثورة على الضمير من أجل إفراغه من مضامينه القبيحة التي تتنافى وإنسانيتنا، واستبدالها بمضامين نقتنع بها ونرتضيها لنا -ولا أراها إلا كذلك-، فهذا هو المطلوب، وبوركت تلك الدعوة.
                    وإلا... ففي الأمر نظر... وكلكِ نظر.

                    وتقبلي تحيتي واحترامي.
                    وطني... محلُّ تكليفي، ومختبَر صلاحي

                    تعليق

                    • إيمان ملال
                      أديبة وكاتبة
                      • 07-05-2010
                      • 161

                      #25
                      الأستاذ / توحيد مصطفى عثمان

                      بإمكاني القول أنه لحد الآن، وعلى ما يبدو لي، فهمكم للموضوع هو أقرب فهم إلى ما أردت قوله، بصيغة أخرى، ليس علينا أن ننخدع بما يقوله الآخرون، كل ما علينا فعله هو النظر إلى وجهة نظرهم من كل الزوايا .. لعل إحدى تلك الزوايا تكون هي نفسها التي ينظر منها صاحب الموضوع إلى موضوعه ..

                      وشكرا مجددا ..
                      استطاعت الإنسانية أن تحقق العظمة والجمال والحقيقة والمعرفة والفضيلة والحب الأزلي، فقط على الورق.

                      جورج برنارد شو


                      تعليق

                      • مصطفى شرقاوي
                        أديب وكاتب
                        • 09-05-2009
                        • 2499

                        #26
                        الأستاذة الفاضله ...إيمان ملال...
                        موضوعك ثورة جديدة قديمة في آن واحدة قريبة وبعيده في نفس الوقت إذ هي في البداية بداخلك كما بدا من سطورك الاولى وبانت الشخصية التي لا تحب أن يسطو عليها أحد ولا أن يفرض عليها سيطرته سواء كانت هذه السيطرة لغوية أو غيرها ولكن أ لا ترين معي أن أفكار الآخرين وخصوصاً الفلاسفه ليست هي الأرض الخصبة التي نتلقى منها كل العلم وكل العمل ...؟
                        ويبقى الضمير هذا الإيمان الراسخ بداخلنا كضميرنا الذي يسوقنا إلى الحرص على عدم الخوض في اللامعنى للبحث عن المعنى كضميرنا الذي به نغض البصر عن الحرام ومن أجل ان يكبر هذا الضمير ندخل في رياضات النفس , ودون أن ننشغل عن أصل موضوعك الذي بدا على ما يبدو أنه الضمير الذي يغيب.. يغيب نعم هذا الضمير - مثلاً وقت المعصية ... ومصداقاً لقول الحبيب فيما معناه أنه لا يزني المؤمن حين يزني وهو مؤمن " المعنى أنه ينسلخ من إيمانه وقت فعل المعصية وبقدر مجاهدة النفس وبقدر ابتعادنا عن الشبهات والمنطق الذي يسول لنا فعل الخطأ نكون بهكذا رسخنا هذا الضمير بداخلنا ..... ولن نستطيع أن نقتلعه أو أن نثور عليه إلا إذا أحببنا فصل الحياة عن الايمان وهذا الفِكر له أهله أظنني لست بارعاً فيه .... وحتى لا يتمنطق منطقي بشكل الإرشاد والنصح أقول لنفسي لا أستطيع فعلاً فصل الحياة عن الايمان ولا الضمير عن الفعل ولو لمجرد لحظه واحده .. لان الأصل حياتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين هكذا لابد وأن تكون عقيدة المسلم الصحيحة ... لنا عودة إن قدر الله

                        تعليق

                        • هادي زاهر
                          أديب وكاتب
                          • 30-08-2008
                          • 824

                          #27
                          اختي الكاتبة إيمان ملال
                          بعيداً عن الفلسفة؟!! أعتقد أن الضمير وهو الفرامل التي تكبح الانزلاق
                          محبتي
                          هادي زاهر
                          " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "

                          تعليق

                          • رقيه المنسي
                            أديب وكاتب
                            • 01-01-2010
                            • 591

                            #28
                            استاذه ايمان

                            لا اخفى عليك اعجابى واحترامى لما تملكين من عقل
                            جاء نصك يحمل اعظم المعانى واسماها
                            فلو ثورنا جميعا وحطمنا القيود
                            وتمردنا على ما هو مفروض
                            لتخطينا كل الحدود
                            اتذكر مقوله للكاتب العظيم باولو كويلو
                            يجب أن نخاطر، فلن نستوعب معجزة الحياة إلا إذا سمحنا لغير المنتظر بالحدوث

                            فهنا اقول لنخاطر جميعا ونتمرد على القيود
                            فهناك فرق كبير بين القيود وبين الضمير
                            ولكن ما يحكمنا هو القيد متاخذه ثوب الضمير بالباطل

                            تحياتى
                            تعبت من البحر
                            لكن قلبى يصر عن البعد عن بؤس برىء

                            تعليق

                            • جلاديولس المنسي
                              أديب وكاتب
                              • 01-01-2010
                              • 3432

                              #29
                              [align=center]
                              ملامسه لعمق مقصدك غاليتي أيمان ملال
                              ليست المبادىء هي قيدي ولكنها الاعراف وطقوس حياتيه نُجبر عليها فنرتدي أقنعة مزدانه ونحن لا نعلم أهي نحن..؟ أم ماذا نكون ..؟
                              يستشعر الخناق من عانا آلام والإزدواجيه والتيه بين قناع أُلصق بنا وحدود لا نقوى على تخطيها ونفس مقيده لا تعلم لها رؤيا ولا تقوى على تحديد مهيتها
                              حالات عانيتها أنا شخصياً يصرخ داخلى بألحاح الهروب من القيود والصور المجبره ان أرتديها فهي صورهم هم لا أنا ... أنا التى لا أعرف ماذا ستكون صورتي أريد الفرار وخلع الأقنعه ... فقط أريد رؤيتي بدونهم وبدون أقنعتهم
                              حينها أستطيع معرفتي و من أكون أنا .... ؟ أنا .....لا هم
                              [/align]

                              تعليق

                              • مؤيد البصري
                                أديب وكاتب
                                • 01-09-2010
                                • 690

                                #30
                                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                                كم اسعدني ان أقرأ هذا الموضوع والذي جاهدت لسنين طويلة وانا احمله في ذهني وأمليه على العباد والعباد تكيل التهم لي بشتى انواع المنقصات وهاأنا أقرأ افكاري فالحمد لله مباركٌ هذا الموضوع ومن كتبه تحيتي يا ايمان وفقك الله والى امام اشد على يديك وانا اول المناصرين مودتي

                                تعليق

                                يعمل...
                                X