عالم اللاشعور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • توحيد مصطفى عثمان
    أديب وكاتب
    • 21-08-2010
    • 112

    #31
    المشاركة الأصلية بواسطة جلاديولس المنسي مشاهدة المشاركة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أستاذ / توحيد عثمان
    ذكرت بمداخلتك الأولى بسياق عالم اللا شعور
    (ومن هنا، نرى أن بعض الأنفس التي تتطهر تمتلك من القدرات ما ليس في غيرها، وذلك لأن بعض الحجب قد رُفعت عنها؛ وإن كانت في بعض الأحيان لا تدرك كثيراً مما يجري !)
    علمي أن رفع الحجب وكشفها المقصود بها هو التواصل ،ورؤية مايُقدر لنا رب العزة رؤيته من بسيط الغيب ،وربما يكون الغيب النسبي ، وكله بقدر ،وعلى قدر الرضى والقرب يكون الكشف .
    ولكن يقال أن رفع الحجب أو كشف الحجب هو رؤية المولى عز وجل فما صحة هذا التعريف .؟
    ****


    بسم الله الرحمن الرحيم


    الأستاذة الفاضلة جلاديولس المنسي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الحجاب: هو الستر بساتر؛ فكل ما هو مستور عنا فهو محجوب.
    والحجاب يكون لشيء موجود، واضح، جليّ، ثم يُستر؛ كالعلم، والسمع، والبصر.
    وقد يكون الحجاب تاماً أو جزئياً؛ وقد يكون عاماً أو خاصاً.

    وفي موضوعنا، عالم "اللاشعور"، نتحدث عن عالم موجود، واضح، جليّ، لكنه محجوب عنا.

    وهنا سنعود لآدم عليه السلام، وكيف أنه كان يرى ويسمع ما هو محجوب عنا الآن رؤيته وسمعه.
    {وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}. البقرة.

    أليس مفهوماً من هذه الآيات أن آدم عليه السلام كان بين الملائكة يراهم ويسمعهم؟
    وكيف ينبئهم إن لم يكن بينهم إمكانية التواصل؟
    وقد أنبأهم بما علَّمه الله من الأسماء: {فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ}.
    هذه الآيات قطعية الثبوت بلا شك، ومن يظن أنها ليست قطعية الدلالة، فهاهو النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام ينبئنا عن ذلك بنص قطعي الدلالة، صحيح الثبوت:
    عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
    "خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، ثُمَّ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ، تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ. فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ. فَقَالُوا: السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ يَنْقُصُ حَتَّى الآنَ".البخاري؛ ج:11؛ ص: 484
    وأفهم من قوله صلى الله عليه وسلم: "فَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ يَنْقُصُ حَتَّى الآنَ" أن النقصان شامل هنا؛ وهذا ما عنيت بقولي في مشاركتي الأولى:
    (كان سيدنا آدم قبل قصة "الشجرة"، يمتلك من القدرات ما يمكِّنه من الاتصال بجميع العوالم؛ فقد كان يتواصل مع الملائكة والجن وكل المخلوقات والعوالم.
    وكانت أداة التواصل هي "نفسه" التي لم تكن بعد ملهَمةً للفجور؛ وبعد أن أُلهمت ذاك الفجور كان الوقوع في "الشجرة" . ثم كان أول حجاب لتلك النفس!
    ولا تزال الحجب تتتالى بتتالي المعاصي)

    وعندما قلت بأن أداة التواصل هي "نفسه" فأنا أعني تماماً ما أقول، والدليل القطعي بين يدي وسيأتي في حينه إن شاء الله.

    أما ما قصدتُه بقولي:
    (ومن هنا، نرى أن بعض الأنفس التي تتطهر تمتلك من القدرات ما ليس في غيرها، وذلك لأن بعض الحجب قد رُفعت عنها؛ وإن كانت في بعض الأحيان لا تدرك كثيراً مما يجري)

    فكلامي واضح بأن بعض الحجب تُرفع بالقدر الذي تتطهر به أنفس المجاهدين في سلوكهم، المتقين لله في أقوالهم وأفعالهم، المخلصين لله في نيّاتهم. فقد يُرفع عن بعضهم حجاب العلم، فيعلِّمهم الله {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ}
    وقد يُرفع عن بعضهم حجاب البصر:
    عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِى عَمَّارٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِى عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ فَكَانَ كَالْمُعْرِضِ عَنْ أَبِى. فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ فَقَالَ لِى أَبِى: أَىْ بُنِىَّ، أَلَمْ تَرَ إِلَى ابْنِ عَمِّكِ كَالْمُعْرِضِ عَنِّى؟ فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ إِنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ. قَالَ فَرَجَعْنَا إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبِى: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ كَذَا وَكَذَا فَأَخْبَرَنِى أَنَّهُ كَانَ عِنْدَكَ رَجُلٌ يُنَاجِيكَ، فَهَلْ كَانَ عِنْدَكَ أَحَدٌ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَهَلْ رَأَيْتَهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ؟" قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "فَإِنَّ ذَاكَ جِبْرِيلُ وَهُوَ الَّذِى شَغَلَنِى عَنْكَ". مسند أحمد؛ ج:55؛ ص:39.

    أما عن سؤالك:
    (ولكن يقال أن رفع الحجب أو كشف الحجب هو رؤية المولى عزَّ وجلَّ ، فما صحة هذا التعريف؟)

    فهذا تقييد وتخصيص؛ وإن كان سيُكشف الحجاب للمؤمنين يوم القيامة فيروا ربهم كما نرى الشمس في يوم لا غمام فيه.
    أما إن كان المقصود هو رؤية المولى عزَّ وجلَّ في هذه الدنيا؛ فهذا لا طائل من الحديث فيه؛ وقد اختُلف في رؤية النبي الأكرم -صلى الله عليه وسلم- ربه رغم وجود النصوص المؤكِّدة، فكيف نُثبت ذلك بحق غيره دون دليل بيِّن؟

    أسأل المولى عزَّ وجلَّ أن يجعلنا من عباده الطائعين له ولرسوله:
    {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا} النساء.
    التعديل الأخير تم بواسطة توحيد مصطفى عثمان; الساعة 28-11-2010, 20:39.
    وطني... محلُّ تكليفي، ومختبَر صلاحي

    تعليق

    • مصطفى شرقاوي
      أديب وكاتب
      • 09-05-2009
      • 2499

      #32
      ربطاً بماقاله الأستاذ توحيد وعالم اللاشعور هو نفسه ربط المصدر الذي يمكن صاحب العمل بالعلم من الوصول للفضل بقدر ما آتاه الله عز وجل من ذاك الفضل بعد الإسلام والإيمان والإحسان يزيد الله المحسنين , ولأن هذا الفضل ليس للقاعدين المتكاسلين من يظنون أنهم بلا تكاليف أو ظنوا يوماً واهمين أنهم يروا من خلف الستار إذ أن الرؤيا هنا ليست ثبوتيه إلا لمن أخلص وزاد في الإخلاص حتى اُخلص , ولأن المكاشفات لا تصل إلى حد أن يرى الإنسان خالقه في هذه الدنيا فلربما يأتي دور الشيطان هنا ليُلبث على من ليس عنده علم في صور متعدده ولربما يأتيه في صورة من يناجيه من الأولياء حتى يزداد في ضلاله وفي غيه .... ربط المكاشفات باللاشعور وربط الحدس باللاشعور وربط الفراسه باللاشعور يأتي قريباً جداً بمقدار ضئيل لا يفرق بين الرابط وما رُبط به إلا من ذاق وجرب , وهذا ليس ضرباً من الخيال ولا لإعطاء المثال وإنما هي الحقائق التي لا تشوبها شائبه في أن النفوس بمداخلها ومخارجها وأفعالها تختلف عن بعضها البعض ولا يمكن لعاقل أن يعتقد أن خصائصه كخصائص غيره وأن ما في داخله كالذي بداخل غيره لأنها الأفعال والمعتقدات التي بها يرتقي المرء ويتدرج والناس سواسيه لكن "وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى " وهذه الزيادة تظهر في الأخلاق وفي المعاملات كما تظهر في الصبر عند الملمات وفي الوقوف ضد الكربات تظهر في انحلال العقد وكشف البليات يظهر هداهم إلى الطريق وسلوكهم السليم حتى وإن قل الرفيق ترتفع درجات أهل الإيمان والعلم فهم لازالوا في رفعةٍ وارتقاء " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ " يأتي الرجل منهم يوم القيامة ليقال له إقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا , ومن سلامة الصدور وراحات الأنفس وصفاء الذهن والسريرة يُرى ما لايوصف ليتنا نجرب ..... ليتنا نرى ..... ليتنا نحُس .... يا ليتنا نسمع .... نسأل الله العظيم من فضله

      تعليق

      • جلاديولس المنسي
        أديب وكاتب
        • 01-01-2010
        • 3432

        #33
        [align=center]
        سلام الله عليكم
        أستاذ مصطفى ، أستاذ توحيد
        ما ذكرته عن معنى رفع الحجب أو كشفها ( رؤية المولى عز وجل ) لم يكن مفهومي للكشف ولا إعتقادي ولكن قرأته ذات مره عن الصوفيه وهذا ما خالف أعتقادي وفهمي لمعنى الكشف فكان إستفساري عن صحة المعنى وحقيقته .
        رزقنا الله وإياكم رؤية وجهه الكريم بجناته العلا
        [/align]

        تعليق

        • مصطفى شرقاوي
          أديب وكاتب
          • 09-05-2009
          • 2499

          #34
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
          الأستاذة الفاضلة / جلاديولس ..... هذه الأمور التي ذكرتيها أمور مهمه جداً حقاً لأنها تتعلق بالعقيدة وتصب في مفهوم أن الإله إله والمخلوق مخلوق ونحن نعلم تمام العلم أن هذه ليست عقيدتك بأن الرؤيا محتمله لله عز وجل من قبل بشر قاصرة بخصائص هي من خلق الله عز وجل , والمتكلم في هذا الموضوع إما أن يكون مجنونا أو ملبوساً لأنه لا يمكن أن يصدقه أحد لكن ما بالكم بمن قال أنه الله والله هو هما روحان حلا جسدا .. - والمنصف له يقول أنه راى بعين قلبه فظن أنه رأى بعين رأسه ... لكن الرد أنه لا تراه عين ولا يخطر على قلب بشر .. إنه لا إله إلا هو تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ... حسبنا نحن من قوله عز وجل يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29) الأنفال ... نسأل الله العظيم هذا الفرقان الذي هو النور الذي يكتسبه العبد من فضل ربه ليفرق به بين الحق والباطل

          تعليق

          يعمل...
          X