البصقة/ وفاء عرب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أمل ابراهيم
    أديبة
    • 12-12-2009
    • 867

    #31
    المشاركة الأصلية بواسطة وفاء عرب مشاهدة المشاركة



    الساعة الفرح والنصف، هاتفـ ني زوجي، وما أن انتهى حتى قفزت إلى أرجاء نفسي أراقص السعادة.. لا أكاد أصدق؛ هذا الصيف سأقضيه في أمريكا.. ستكون رحلة الحلم.. العشق.. الأقمار والحرية!
    جاء موعد السفر، كل الأمور تسير وفق ما خططنا لها.. وأخيرا احتضنت لحظة الصعود إلى طائرة السحاب المحلق في جنون الفضاء!..
    يا الله... لا شيء يترجم أوقات النور، الهواء غدا عطراً يطوقه الإشراق..
    انظر للوجوه أجدها تتوهج، تفوح ملامحها بترف ورد العمر..
    بعد ساعة من الإقلاع قصد زوجي دورة المياه، ثم تفاجأت بعودته برفقة رجلي أمن!..
    ليس هذا فحسب بل أجلساه بطريقة تحمل ألف علامة استفهام..
    سألته: ما الذي حدث؟
    نهرني.. اصمتي وإلا!.. بدأ الخوف يتسرب إلى سطح أفكاري، برغم محاولة حرس السور الداخلي التصدي لكل ما يثقل الهواء.
    حطت الطائرة بسلام فبادرت: حمدا لله على سلامة الوصول..
    رد فوراً: اصمتي ولا تنطقي ببنت شفة!.. انتظرت وأنا أرشق المسافرين بخيبة، بعد أن انطلقت الأفكار السجينة طوال الرحلة بدمعة سقطت.. بقيت وزوجي في الطائرة إلى أن وصلت مجموعة من رجال الأمن.. قيدوه واقتادونا طالبين الالتزام بالصمت..
    أيقنت لحظتها بقدوم أزمة!.. نزل مكبلاً بالحديد.. ومعه صعدت سيارة أمن خاصة، أخذونا إلى مكان يشبه الحجز وأجلسوني على كرسي..
    أقلب نظري بين هذا المجرم وتلك الساقطة.. رأيت هذه المشاهد عبر الأفلام هه.. وكأنها قد حجزت في ذاكرتي مكانا، لأكون في يوم ما أحد أبطال مشهد سافل!.. طرحت ألف سؤال على زوجي لكنه رفض أن يخبرني بما يحدث..
    انتهى الانتظار بعد يوم كامل بوصول المحامي.. اصطحبنا مترجم إلى غرفة مغلقة.. قبض على زوجك لأنه متهم بمحاولة اغتصاب مضيفة الطيران في دورة المياه، وهناك أكثر من شاهد!..
    نزل الخبر عليَّ كالصاعقة.. ارتبكت أنفاسي، تلعثمت أطرافي تهذي بدهشة الاستغراب، فرحتي اغتصبت.. مزقت وأحرقت قبل أن ألمسها..
    قدم المحامي له أوراقا، قرأها على عجل وقال: موافق..
    وقع العقد ودفع مقدما مائتي ألف ريال!..
    وبعد أن تتم التسوية يقبض من زوجي مائتي ألف ريال!..
    طلب المحامي أن ننقل تحت الحراسة إلى غرفة في فندق.. بعد ثلاثة أيام جاؤوا لنا بسيارة خاصة وخلفنا سيارة أمن ونقلونا إلى مكان آخر..بعد فترة ليست بالقصيرة توصل المحامي إلىحل يكفل عدم الفضيحة لزوجي فهو يشغل منصبا إعلاميا مرموقا في المنطقة!..
    استطاع المحامي إقناع المضيفة بالتنازل مقابل
    ستمائة ألف ريال!..
    في موعد التسوية.. وبعد أن استلمتْ المبلغ وقفت.. نظرت إليه بطريقة جعلتني استعير من أسنمة الجمال الماء
    لأرش عطشا.. جفافا.. أصاب وريد اللحظة.. التفتت إليه: زوجتك محجبة لكنها جميلة!.. أنت لا تستحقها! أريدك الآن أن تعتذر لها..
    كانت أعماقي ترتعش وكل شيء يتقلص حتى دموعي لم تسقط كأنها تبخرت مع سخونة الموقف.. كل شيء يهرب كأن الأزمنة تسقط الأنفاس صبراً يجلدني..
    صَرَخَتْ به ألم تسمعني؟.
    رد على الفور: أعتذر منك يا زوجتي العزيزة!..
    بصقتْ عليه!.. ثم ضحكت بسخرية ومضت.
    التفت إلي والغضب يقدح من عينيه.. نعم سوف أعتذر إليك كثيراً أيضا لكن في مكان آخر!..
    هكذا أغلق الملف في مكتب المحامي..
    مقابل ( مليون ريال ) وعليها بصقه!..
    عندما وصلنا لمقرنا، طلب بعصبية شديدة أن أجمع كل شيء، كي نغادر إلى مكان جديد.. فعلت ما طلب..
    وما أن دخلنا الغرفة حتى أغلق الباب بعنف.. قبض على شعري بطريقة اجتثته من جذوره ومعه انفرط عقدا يحمل شعار بلدي..
    صرخت.. اتركني.. لكنه لم يصغِ.. بل صفعني بقوة ألقتني أرضا.. ثم.. بصق عليَّ!..
    بقيت بلا حراك بلا دموع بلا ألم.. أنظر إلى عقدي ولمعان السيوف عليه.. إلى شموخ نخل هناك، وتذكرت بلادي!
    ولكنني...........
    لم أنس البصقه!..


    زميلتي وعزيزتي الغالية / وفاء عرب
    طاب مساؤك وكل عام وأنتي بألف خير
    سعدت بما قرأت رائعة أنت يا وفاء
    ولكن لو أنا بمكان ألزوجة لبصقت عليه وأخذت أول طائرة
    ترجعني إلى وطني فهو العزة دائما
    سلم قلمك وحاولت الأتصال بك ولم أتشرف بمراسلتك
    في الديوان لم تتقبلي الرسائل دمتي متألقة
    تحية وود
    درت حول العالم كله.. فلم أجد أحلى من تراب وطني

    تعليق

    • محمد سلطان
      أديب وكاتب
      • 18-01-2009
      • 4442

      #32
      أستاذة وفاء المبدعة :

      عيدك مبارك وكل عام وانت بخير ..

      سيدتي .. لم أجد في النص ما يستحق كل هذا الهجوم الذي سمعت عنه من خلال ردودك من الآخرين .. النص فكرته جميلة ولم أسمع عنها من قبل .. أما عن اللغة والأسلوب فهما ملكك أنت .. وحدك .. لا يحق لنا ولا لأي قارئ أو كاتب آخر أن يجبرك على انتقاء أسلوب آخر .. لأن الإبداع الفردي ماهو إلا طريق يسلكه المرء بمنتهى إرادته .. فتوكلي على الله كما نراك دائما .. ولا يزعجك قول أحدهم ..

      تحياتي واحترامي
      صفحتي على فيس بوك
      https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

      تعليق

      • وفاء الدوسري
        عضو الملتقى
        • 04-09-2008
        • 6136

        #33
        المشاركة الأصلية بواسطة مخلص الخطيب مشاهدة المشاركة
        [align=center]الأستاذة القديرة وفاء عرب


        شكراً على تواضعك بالرد عليّ، وأي ردّ ؟
        نعم ردّك كان عميقاً صادقاً شفافاً
        كمعظم مداخلاتك ومشاركاتك في الملتقى.
        فلتشكري أختاه !

        أشد على يدك مردداً :
        على البصقة الموجهة لمن يخون زوجته
        ولمن تخون زوجها سراً أو علناً
        أن تشعر بأنها قد تدنـّست.
        فالخيانة الزوجية هي أسوء من خيانة الوطن.

        فمن يخون شريكة حياته أو من تخون شريك حياتها،
        لا ائتمان لهما على وطن ولا على عرض.


        سلمت لنا جميعاً...
        واستمري بالبصاق على خونة وخائنات الزوجية.
        بيد أني، بصراحة تكاد تقترب من صراحتك، أجزم
        أني كنت توّاقاً لمعرفة النصائح التي من الممكن
        تقديمها للزوجة ليتحاشى الزوج
        هكذا تجاوزات حيوانية.

        وسلام الله عليك أختاه.
        [/align]

        الأستاذ/مخلص الخطيب
        إن شاء الله ليس بيننا من يحتاج لمثل هذه النصيحة..
        فالحروف التي تسكن بين شعاع الشمس وقطر المطر وتنسج من الطيف
        حروف الضوء نحن من نحتاج أن ننهل من ضياؤها..
        شكراً لورد حرفك الراقي والنبيل الأنيق والجذاب
        تحية طيبة
        وكل عام وأنت بخير

        تعليق

        • وفاء الدوسري
          عضو الملتقى
          • 04-09-2008
          • 6136

          #34
          المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
          الأستاذة الغالية وفاء:
          مررّتُ من هنا للمصافحة ...لأختٍ أحببتها في الله..
          شدّني قلمها القويّ ، وشجاعتها...
          وعمق ثقافتها ، وسعة تفكيرها ..، وحماسها اللاّ متناهي...للعروبة والإسلام ..
          أتدرين أختي الغالية....
          كنت قد تقدّمتُ بأوراقي قاصدةً الحجّ هذا العام...ولم يُكتب لي النّصيب ..
          الحمد لله أنّي قد حججتُ قبلاً ...ولكنها رغبة في الاستزادة من الخير والثّواب ...
          ولمّا فاتني الرّكب ...
          دخلتُ هنا ...لألامس شيئاً من أرض الحرمين ...
          هنيئاً لك حيث تقيمين ...وهنيئاً لنا أنّك بيننا ...
          ودامتْ سيوف الحقّ تسطع على علم بلادك الغالية...
          هموم المرأة وقروح نفسها تشغلك أختي وفاء كما هي تشغلني...
          وكم هي كثيرة أوجاعها ..!!!!وعقبات دروبها ...!!!!
          ولن ينال من روحها الأبيّة أيّ غادرٍ ...بعون الله ...
          لك أعذب أمنياتي ...وتحيّاتي ...
          وكلّ عامٍ وأنت بألف خير وسعادة ...

          الأستاذة/إيمان
          أحبك الله الذي أحببتني فيه
          واسأل الله أن يكتب لك الحج في العام القادم
          وأشكر تفاعلك مع النص وأنت من الأقلام التي تحبها صفحتي
          وينتظرها الحرف الفكر والأدب
          تحية طيبة
          وكل عام وأنت بخير

          تعليق

          • وفاء الدوسري
            عضو الملتقى
            • 04-09-2008
            • 6136

            #35
            المشاركة الأصلية بواسطة أمل ابراهيم مشاهدة المشاركة
            زميلتي وعزيزتي الغالية / وفاء عرب
            طاب مساؤك وكل عام وأنتي بألف خير
            سعدت بما قرأت رائعة أنت يا وفاء
            ولكن لو أنا بمكان ألزوجة لبصقت عليه وأخذت أول طائرة
            ترجعني إلى وطني فهو العزة دائما
            سلم قلمك وحاولت الأتصال بك ولم أتشرف بمراسلتك
            في الديوان لم تتقبلي الرسائل دمتي متألقة
            تحية وود
            مساء الخير .. الأستاذة/أمل
            الحمد لله أنك لست مكانهااااا
            هههه...
            فالزوج كما شاهدت سيء جداً!!..
            ونحب لك الخير..
            بالنسبه لمراسلتي بريدي ليس مغلق!..
            والديوان لم افهم ماذا يعني؟
            انتظر أن تخبريني هنا أو على الخاص
            شاكرة جمال حضورك الأنيق
            باقة من ود

            تعليق

            • محمد زكريا
              أديب وكاتب
              • 15-12-2009
              • 2289

              #36
              أقرؤ في النص أبعاداً أخرى
              إجتماعية ... سياسية ... واقعية
              هكذا هم العرب (( إلا من رحم ربكِ ))
              لسنا نجيد القوة سوى على من هو من أبناء جلدتنا
              غيرنا يبصق علينا ... وندفع له ... وربما عقدنا معه صفقات لأسلحة بمبالغ خيالية تنعش اقتصاده وتكفي أولاد أولاده
              \\
              واقع أليم .. مخزٍ ... موجع
              \\
              راقني أسلوبك الذكي جداً استاذة وفاء
              لمثلك تنحني الأقلام حقاً
              \\
              شكرا لأنكِ أنتِ
              نحن الذين ارتمينا على حافة الخرائط ، كحجارة ملقاة في مكان ما ،لايأبه بها تلسكوب الأرض
              ولاأقمار الفضاء
              .


              https://www.facebook.com/mohamad.zakariya

              تعليق

              • وفاء الدوسري
                عضو الملتقى
                • 04-09-2008
                • 6136

                #37
                المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
                أستاذة وفاء المبدعة :

                عيدك مبارك وكل عام وانت بخير ..

                سيدتي .. لم أجد في النص ما يستحق كل هذا الهجوم الذي سمعت عنه من خلال ردودك من الآخرين .. النص فكرته جميلة ولم أسمع عنها من قبل .. أما عن اللغة والأسلوب فهما ملكك أنت .. وحدك .. لا يحق لنا ولا لأي قارئ أو كاتب آخر أن يجبرك على انتقاء أسلوب آخر .. لأن الإبداع الفردي ماهو إلا طريق يسلكه المرء بمنتهى إرادته .. فتوكلي على الله كما نراك دائما .. ولا يزعجك قول أحدهم ..

                تحياتي واحترامي
                مساء الخير.. أستاذ/محمد
                وبارك الله بك وبعيدك أيضا ولو أنها ليست في التوقيت المناسب
                لكن تواجدك على صفحتي بدون شك له فرحة وبهجة العيد
                والله هذا النص فعلا تسبب الصداع لقلمي اقفل باب تفتح نافذة!!..
                اليوم طلب مني حذفه ورفضت!!..
                والله المستعان
                شكراً لكلماتك لقراءتك المتذوقة للنص شرفني
                كما وأسعدني ضياءك
                تحية طيبة
                التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 24-11-2010, 21:00.

                تعليق

                • وفاء الدوسري
                  عضو الملتقى
                  • 04-09-2008
                  • 6136

                  #38
                  المشاركة الأصلية بواسطة محمد زكريا مشاهدة المشاركة
                  أقرؤ في النص أبعاداً أخرى
                  إجتماعية ... سياسية ... واقعية
                  هكذا هم العرب (( إلا من رحم ربكِ ))
                  لسنا نجيد القوة سوى على من هو من أبناء جلدتنا
                  غيرنا يبصق علينا ... وندفع له ... وربما عقدنا معه صفقات لأسلحة بمبالغ خيالية تنعش اقتصاده وتكفي أولاد أولاده
                  \\
                  واقع أليم .. مخزٍ ... موجع
                  \\
                  راقني أسلوبك الذكي جداً استاذة وفاء
                  لمثلك تنحني الأقلام حقاً
                  \\
                  شكرا لأنكِ أنتِ
                  الأستاذ/محمد
                  نعم كلامك في الصميم إلا من رحم
                  لسنا نجيد رفع الرأس أمام الأعداء..
                  على من امتهن الكرامة وأفسد في الأرض..سياسة لا أسمع لا أرى لا أتكلم!!..
                  نبحث فقط عن الشرفاء لنسدد لهم البصقة!!..
                  وليتهم يمتلكون فن البصقة!..
                  حتى هذه لم يفلحو فيها..
                  فالقات وغيره مما اختزن في غياهب أفواههم..
                  جعلهم يعتقدون أنهم في ساحة الوغى..
                  وما علموا أنهم على أنفسهم كانوا يبصقون!!..
                  شكراً لتفاعلك كلماتك الغنية بتواجدك الجميل
                  أطيب وأرق تحية
                  التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 27-11-2010, 11:20.

                  تعليق

                  • وفاء الدوسري
                    عضو الملتقى
                    • 04-09-2008
                    • 6136

                    #39
                    المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الصالح مشاهدة المشاركة
                    [align=center]تذكرت المثل القائل ( أسد على وفي الحروب دجاجة..) وأنا أقرأ هذا النص المعبر بكل معنى الكلمة عن القهر المتوارث في أمتنا والذي يمارسه الأعلى على الأدنى والقوي على الضعيف في معظم بلداننا العربية والأسلامية

                    الكاتبة .. كعهدنا بها.. تطرق ما يعجز أو يخجل الآخرون عن طرقه إما لحساسيته أو لعظم المسؤولية والحمل الثقيل لمثل هذه الأعمال التي تحتاج إلى شجاعة وقدرة قوية على التعبير وتطويع الألفاظ ، بالإضافة إلى هضم واختمار الفكرة..

                    ساقت الكاتبة مثالا لا أستغرب وقوعه، وكما قلت أعلاه ليست الفكرة بشخص أو بلد معين بل هو إرث نتوارثه ونعتز به! ويعبر بشكل جلي وصريح عن عقدة النقص المستفحلة في الرعاة! وقابليتهم ورغبتهم الأكيدتين في تفريغ شحناتهم بمن هم أضعف وأقل حيلة منهم.. وهذا مرض نفسي عضال حذرنا منه رسولنا صلى الله عليه وسلم بقوله: ( كلكلم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) و ( رفقا بالقوارير) و ( ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم) أو كما قال صلى الله عليه وسلم

                    ونعلم أنه صلى الله عليه وسلم عاتب رجلا لحمله على دابته وتحميلها فوق طاقتها.. فما بالنا بالإنسان؟

                    نأتي إلى النص

                    كانت البداية قوية موحية بأمر جلل .. ورغم قوة الفكرة وشموليتها، وقدرة الكاتبة على إنتاج نصوص تليق بالفكرة من حيث الأسلوب والبناء.. وعلمنا المسبق أنها قدمت الأسلوب والبناء بقوة أكبر من فكرة النص نفسه..إلا أنها هنا وبعد المقدمة الرائعة تراجعت إلى المباشرة والتقريرية والتفاصيل التي يمكن الاستغناء عنها، والسردية العادية إعتبارا من ( بقيت وزوجي في الطائرة إلى أن وصلت مجموعة من رجال الأمن.. قيدوه واقتادونا طالبين الالتزام بالصمت.. أيقنت لحظتها بقدوم أزمة!.. نزل مكبلاً بالحديد.. ومعه صعدت سيارة أمن خاصة، أخذونا إلى مكان يشبه الحجز وأجلسوني على كرسي.. ) وحتى نهاية القصة.. وهذا ما لم أعهده ولم أتوقعه..

                    كنت أتمنى أن تكون قد اشتغلت أكثر على منطقة الحشو.. وخاصة تلك اللحظة العصيبة التي علمت فيها الزوجة بفعل زوجها الشنيع! من غير المعقول أن تكون ردة فعلها عادية.. ومن غير المعقول أن لا تتجمد الدماء في عروقها وتسلبها الدهشة الكلمات ورطوبة الفم والحلق.. وألا يتناسل الذهول في سحنتها آلاف المرات في الثانية الواحدة بحيث تفقد قدماها القوة على الانتصاب.. هذا إن لم يغمى عليها.. إلا إن كانت مثله وتتوقع فعله هذا.. وربما كانت لها تجارب سابقة معه، ولو مجرد مزح وشكوك!.. وكذلك لحظات التنقل من الطائرة إلى الفنادق المتعددة وقطع الرحلة من أجل العودة كانت مقتضبة مع أنها كلها لحظات تحمل الدهشة والاستغراب في ثناياها بالإضافة إلى الخوف والترقب.. كنت بخيلة جدا هنا!

                    من هنا أخلص إلى أن هذه الأنثى لا تختلف عن زوجها.. وأنها لو رأته بعينها لما كانت لها ردة فعل أصلا..

                    وإنما كانت ردة فعلها لفقدانها المتعة بالرحلة والتنزه في بلاد العم سام!

                    بنظري أن الاثنين يستحقان البصقة.. الرجل وزوجته

                    ستقولون لماذا المرأة؟ هي مسكينة مغلوب على أمرها!

                    لكن إذا نظرت أنا بشمولية أكبر كما أوضحت سابقا على اعتبار أن المرأة هي الشعب والزوج هو الحاكم فأقول: نعم نحن نستحق.. وأكثر.. لصبرنا على الظلم وعدم الشكوى والمطالبة بالحقوق.. بينما نحن ماهرون بالدعاء إلى الله أن يخلصنا من اليهود ومن هاودهم أو تعاون معهم على إيذاء المسلمين!

                    فهل نستحق نحن الحياة؟ وهل نستحق جنات عدن بالمجان.؟؟

                    الأستاذة وفاء عرب

                    أشكرك على إبداعك المتواصل

                    كان هذا ما أوحى نصك به إليَّ

                    تحيتي وتقديري
                    [/align]
                    الأستاذ/مصطفى
                    شكراً جزيلاً لك
                    التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 28-11-2010, 08:09.

                    تعليق

                    • وفاء الدوسري
                      عضو الملتقى
                      • 04-09-2008
                      • 6136

                      #40
                      البصقة "الجزء الثاني"



                      لم يختلف الهواء المنسل من رئة المسافة سواء في أمريكا أم في بلدي
                      كنت قد قطعت ساعات بالتخطيط وتهذيب الأفكار التي سوف أسترخي في ظلها بهدوء، بعد أن علقت الغيم بفضاء ساحر الطيف..
                      كان لا بد من ترك الأنقاض خلفي، وتغيير رؤوس أفكار تحتسيها الأماكن..
                      وصلنا إلى منزلنا.. كان زوجي مع بداية الوصول تحول لمصارع مهشم الكبرياء مهزوم، أكثر قسوة.. يثرثر بشيطنة وجنون، ينثر حمما من رماد.. في هذا البلد الخالي إلا من اسم لوطن..
                      وقفت أتابع السائق وهو ينزل الحقائب.. وإذ بالخادمة تخرج من المنزل صارخة بصوت هستيري.. عانقتْ زوجي وبدأت تقبله بحرارة غير مكترثة لأية ردة فعل قد تحدث!.. سقطت حقيبة كنت قد رفعتها لتعود إلى مكانها.. نظرتُ إلى ملصقات كبيرة، عليها عناوين لا تغمض عيونها عن الخراب..
                      آه يا سقف الحقائق كم ستضحك من دمي الحقائب
                      لأبتسم على درب يحتضن ظلال القبح!
                      طلبت من السائق أن يمضي بي إلى حيث المطر
                      وورائي ألف لسان طافح باستقبال آخر.
                      لا أعلم كيف تسافر كل المساءات لتعود بذاكرة تتنفس ثاني أكسيد اللعنة!..
                      وكيف كانت لغة السرور.. تتناسل في نفس المأساة ها هو أخي الأكبر بعد أسبوع يطلب مني العودة إليه.. ووا أسفي..
                      لديه منصب حكومي رفيع وتواجد مطلقة يربك مؤخرة الكرسي..
                      رفضت لمزا لأخي الأصغر!.. فلم يتردد.. شمر عن ساعديه.. وبعاصفة واحدة أنزل طاولة على رأسي! كانت كافية لأن أفقد صواب سمعي وأعود لزوجي
                      تحول العمر لثورة عاصفة لا تتوقف أمطارها، ولا تقطر إلا غبارا يطيل النظر لفراغ مملوءٍ بصوتي الذي سقط سهواً وحيداً في وجه سافر مع طين القريب، في صداع مزمن يحصد بالعراء الباب..
                      لم يعد في جبين الظل ماء.. ولا دماء..
                      والسراب لم يكن خراب الطريق!..
                      ابتسم عندما رآني قائلا: كان يجب أن يربيك..ويجعلك تعودين على أربع!..
                      وهكذا مرت الأيام.. إلى أن جاءت مناسبة اجتمع فيها بأصدقائه على عشاء.. وبعدما دار كأس أفقد زوجي وعيه، تفاجأت برجال يدخلون ويخرجون من المطبخ.. وحاول أحدهم لمسي!.. فخرجت بمساعدة الخدم إلى غرفتي. وأصابني من شدة الذعر إجهاض نقلت على إثره للمشفى الذي خرجت منه لأطلب الخلع.. فحصلت عليه بعد عدة جلسات في المحكمة مع حق الاستقلالية والانفصال بالسكن، ورصيد مادي لا بأس به من واقع أعلن إفلاسه على وسادة الحلم..
                      ومع بداية الصيف تعرضت لأزمة مادية.. معها عرضت علي صديقة ثرية مرافقة زوجة صاحب السمو غير العربية!..
                      رغم تواضع المبلغ قبلت دون تردد- لحاجتي الماسة للمال-
                      وصلت باريس.. وبعد يومين وجدتني من ضمن خدم القصر!.. ثم أصبحت الظل للأميرة..
                      طلبتْ مني إدارة المطبخ ثم بعد ذلك مسؤليات الخدم، ثم مسؤولية التبضع، ثم تصميم الديكور.. غرف النوم.. الاستقبال، مسؤليات وأوامر لا تتوقف على مدار الساعة!..
                      لمساتي في جميع أنحاء القصر حتى الأمير صار لا ياكل إلا إذا جهزت أنا المائدة..
                      وحدي في كآبة المنافي كنت أسير خلفها أينما ذهبت وأنظر إلى كثير من الكلاب تسير خلف أصحابها!.. مع بعض حرية لم تكن لدي، وحين يستوقفني بعض العرب في محاولة تطفلية!.. كانت تصرخ بي ساخرة..ماذا تفعلين!.. أكل هذا إعجاب وخطف أنظار!..
                      حتى جاء يوم كنت فيه نائمة في غرفتي حين انتبهت لوقوفها إلى جانب السرير!.. فوقفت على عتبة أحلامي بسرعة أرتب نفسي.. ماذا!.. هل تريدين شيئاً!..
                      قالت: تبدين مثيرة جداً ورائعه وأنت نائمة!!..
                      لملمت نفسي ولم أنم بعدها إلا في كامل حشمتي
                      الأيام ثقيلة، والوقت طويل وعنيد لا يمضي في دفتر الزمن..
                      ذات يوم تنبهت من نومي على باب غرفتي يغلق، التفت فإذا بأنثى أجنبية لا أعرفها يقدح من عينها فحيح مبتذل.. صرخت بها أن اخرجي.. حينها حضر بعض الخدم على صراخي وبكائي!..
                      عندما أخبرتها قالت: هي لا تريد منك شيئاً.. فقط كانت تمازحك والثمن مدفوع!..
                      لا أقبل بهذا.. أريد أن أعود..
                      إذن ادفعي الشرط الجزائي!..
                      وفي اليوم التالي أرسلت محاميا عربي الأصل فتنازلت عن مستحقاتي
                      رتبت حقائبي وبدأت أتمتم الدمع بنحيب كلمات لطالما رددها مذياع معتق الشجن.. أصابتني رعشة عندما وجدت سيارة سوداء تنتظر لتقلني إلى المطار..
                      وما أن أقفلت الباب حتى تسلل إلى سمعي ما يشبه الفحيح!.. التفت فإذا بالخوف يغرس شوكه العاري بأنياب نظرة حتى حدود النافذة..
                      ويسقط..
                      من يدي جواز السفر!..


                      </b></i>

                      تعليق

                      • وفاء الدوسري
                        عضو الملتقى
                        • 04-09-2008
                        • 6136

                        #41
                        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غازية منصور الغجري
                        اقتباس:

                        قصة تضمنت عناصر القوة في القص ..


                        صفقة وبصقة

                        تشويق ..حبكة ..فكرة ..بداية ونهاية ..المنطقية بالقصة جميلة ولكن اختيار مكان حدث الإغتصاب غير منطقي ..لأن دورة مياه الطائرة بالكاد تتسع لفرد واحد ولامبرر لدخول المضيفة مع الرجل إلا بالقبول والتنسيق بينهما مما ينفي تهمة الإغتصاب ..!..وكان من الأجدى والمستحسن، أن تكون تهمة الرجل الذي يسير برغبة عارمة بل شاذه هي التحرش بالمضيفة عند باب دورة المياهة .


                        مصافحة أولى ليراعك مع هذا القص الجميل والمعبر ..



                        وفاء عرب لك من التحايا أرقها .



                        مساء الخير.. أ/غازية
                        نعم معك كل الحق وهذه نظرة ثاقبة وقراءة متميزة للنص لها كل الامتنان
                        وكان قد وصلني ذات التعليق من الأستاذ/محمد فارس
                        وقلت: ربما أنه كان سكرانا لذلك جانب الصواب..
                        فالمكان لا يتسع لأكثر من شخص لذلك كان ع المكشوف!..
                        فكما نعلم شرب الخمر ام الكبائر يذهب بالعقل..
                        وليس يستبعد من شاربها أن يزني، يسرق
                        يرتكب كل إثم ومحرم!..
                        وكانت التسميه من باب التصوير الأعمق لقبح الفعل!..
                        شكراً لضياءك الكريم
                        كل احترامي
                        التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 08-02-2011, 09:45.

                        تعليق

                        يعمل...
                        X