ليس ضروري أن يكون كل ما أكتبه هنا من واقع الحال

ربما هو حلم

او ربما هو قصة حدثت مع غيري أرويها على لساني

وربما هو وحي من الخيال

وربما هي كلمات خاطبت روحي ، فأحببت أن أخاطبها هنا ، وكأنها لي أنا


وربما لن أكون هنا، فقط سأبقى هنا وليس أكون

وبين ان أكون

وان أبقى فرق كبير

هناك ومن وراء الشمس حيث اتفقت معه ان نبقى

وفي يوم كانت قد كستِ الثلوجُ الدنيا بالبياض

قال لي كلمات قليلة أعجبتني وربما لم أفهمها،

أو حاولت ألا أفهمها

هذه انا أحاول فقط أن أفهم ما يريده عقلي

أما ذلك القلب لا أسمعه أبدا

ولأنه هو صديقٌ يخاطب العقل فقط .

ّّ~
~
~

قلت له : ما أروع الثلج ، أعشقه

قال :


يامن قذفت بنا على الثلجان

قد كان قلبي بالشموس متيما

واليوم أصبح بالثلج هيمان


فقلت له : ما أروع الشعر ، هيا لنبدأ

فإستطرد قائلا :

قالت سنبدأ ؟ هاته الشعر
واروِ الجنان وسر به نهرا

ما أسعدَ الإنسان يغرقه

هذا الحنان بليله سرّا


هنا قلت له انتظر سأنسخ الكلمات

فاستطرد قائلا :

قالتْ تمهّل سوف أنسخه
ما للهوى لم يستطع صبرا

كم بتّ أرقبه بلا حسدٍ
وأمدّ من قلبي له عذرا

وأقولُ غرٌّ جاء يلهبني
سحراً فأبدي في الهوى خفْرا

فيميد بي في كل ناحيةٍ
وأبيتَ ليلي كلّه حيرى

هنا
قلت له : منذ زمن لم أقرأ لك شعرا
فقال لي: الإلهام .... وهل نخبز الخبز بلا دقيق؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!

فقلت له : يا ليتني استطيع أن ألهمك

فقال لي : يا ويلتاااااااااااااااه وما كان أعلاه ؟؟؟؟؟!!!!!


للحديث تتمة

قلت له : وهل ما قلتَهُ أنتَ كان الهامي

أنشد ضاحكاً :

يا من شعرْتَ أليس تشعرُ بي


أوَ لم تشمّ بروضةٍ زهْرا ؟


قلت ضاحكةً : حسناً فهمتُ الشعرَ ، لكن .. لا .. تضحك


فأنشد قائلاً :

قالت فهمتُ الشعرَ لا تضحكْ

لن تستطيع بواحتي فرّا

ستبيتُ تنشدني بقافيةٌ

وأبتُ ألهم قلبك الشعرا


قلت : الأن فهمت .. من يلهم الشاعر يكون كالساحر !!!!

فقال لي بسخرية وقد غادره الالهام: ساحراً ... لا من يلهمني يجب ان يكون عفريتا

قلت : لا .. دع عنا العفاريت اني أخافها ... ألا تخاف أنت السحرَ

هنا عاد له الالهام ثانية فقال :

قالتْ ألا تخشى لنا سحرا ؟

أغفو على أنغامه دهرا ؟

فأجبتها يا ليته يبقى

لنعانق الإصباح والفجرا


قلت له : اذن الالهام كالسحر ، ها انت قد عاد لك إلهامك

فقال : وها هو الأن غادرني الى الأبد وربما سأعتزل الشعر

قلت وكعادتي لم أفهم : حسنا ..حسنا .. تمهل قليلا لكي أفهم

قال لي وقتها : لن أتمهل فمثلك لا يفهمُ الشعرَ ، ولا يدرك السحرَ ، لذلك قلت لك ملهمي الليل كان عفريتاً

قلت : أها .. اذن لست أنا ملهمتك

قال وقتها وبكلمات شاعر أخر :

ما بالها أقبلت من غير توقـيتٍ

في وجهاً صورة للمكر بارزة

كأنها حين يبدو وجه عفريتِ


~
~
~



انتهى ولا اعرف صاحب الأبيات المقتبسة كلها ، لكن اعجبتني الكلمات، وتخيلتها في تلك الأحداث


يتبع أحاديث أخرى

أنظر الى السماء وأعجب .. لكن من ماذا ؟؟؟؟!!!!

أنظر الى الارض وانتظر .. لكن ماذا ؟؟؟؟!!!!


أدركت وقتها وهنا صرخت بصوت عالي :

الى أين ودعتني .... والى أين سرتي

أبحث عنك في كل مكان

أيتها الروح ..... روحي أنا

أتسائل اليوم وبإلحاح

أين أنتِ .... هل لا زلتِ تسكنيني

سمعت صوتها من بعيد ، وكيف؟؟؟؟!!!!

هل ممكن أن تكون روحي بعيدة ؟؟؟!!!!


الروح :هنا !!!! وكيف اودعك وأين اذهب ، أنا باقية حتى بموتك

أنا : لماذا أشعر بهذا العذاب داخلي

الروح : لأنك تبحثين عنه

أنا : هلا ساعدتني لأتخلى عنه

الروح : لا أنت من يساعدني ، انتِ عذبتني كثيراً

أنا : كيف ألستِ أنتِ روحي ، وأنتِ من تعشقي ، وانتِ من تسير هائمة

الروح : بك أنا هكذا ،


أنا : وماذا أفعل لأخلصك وأخلص نفسي


الروح وبعمق :

يجب أن تدركي جيدا أنه لا يهم من نحب أن يحبنا ، او يبادلنا حبنا ،

لا يهم أن نحيا سوياً وبقرب بعض في رباط ما

ليس مهم أن تجمعنا الأيام

المهم ان يبقى القلب نابضاً حبا له

المهم هو الشعور بهذا الحب ، والحياة به

المهم ان تعيشي لحظاته ، حتى لو في الخيال


أنا : لكن حتى ذلك الخيال لا أملكه

لأني عندما اتخيل حبي له واحيا به

اعذبكِ أنت روحي

أوليس عذاب الروح قتل لها

والروح لا تموت ، اذن انا اقتل نفسي دوما ودوما وبإصرار واعتقد ان هذا حرام ..

~
~
~
وأعود للنظر الى السماء ، وأنقل بصري إلى الأرض ، وتسير بي الدنيا

رحلوا وبقيت أرواحهم تسأل عن مصيرها

ليلة طويلة أخرى



ذهب الإلهام عنه



لم يعد يخاطبها شعراً



لكن هو خطاب أخر راقها كثيرا



فهو أدرك تماما ، أنها بحاجة الى صديق



هي : رحلت صديقتي عن الدنيا



هو : رحمها الله



هي : منذ ذاك الوقت وأنا أبحث في عالم الأرواح ، علي أراها أو أجدها



هو : استغفري الله ،



هي : لماذا نخاف من الحديث عن الأرواح هاته، هي صديقتي ولا اريد لها ان تتعذب ، اعتقد ان الله لن يعذبها



هو : ادعي لها بالرحمة



هي : أليس الله عادلا



هو : نعم الله عادل



هي: اذن كيف يُعَذَب من توفي في سن متقدمة كمن توفي في سن صغيرة ، لربما هذا الصغير لو أعطي فرصة أكبر لكان آمن وأدرك ، واحسن ايمانه وعبادته



هو : ذلك علمه وتقديره عند الله ، وهناك من يمر بهم العمر دون ان يكون حجة عليهم ، لكن هناك من يحيا سنوات قليلة لكن، تكون حجة عليه



هي : حسنا لكن هل ايضا أولائك العظماء الذين انقذوا العالم ، مثالا بيليوليف الذي انقذ العالم من أكلي لحوم البشر ، ادرك الاسلام ، وكان معه ، احمد بن فضلان وحدثه عن الاسلام ، لكنه لم يسلم ، هل هذا بعد أن انقذ البشرية سيحاسب مثله مثل غيره ممن ماتوا وهم كفرة



هو : ذلك علمه عند الله



هي : ....... تسأل بصمت



تساؤلات تطرحها بعقلها وتعرف ان الكثيرين يرفضوها


لكن هي تساؤلات

كلمات مررت عليها كثيرا ... وكان مرورا ..

لكن شعرت بها ذات يوم

قرأتها في أحد الأماكن لأحد الكتاب قال فيها :

((( يتمادى الاذى..
يزلزل كينونتي...
يصفعني من جديد صفعة لاتنسى
فيكون اغترابك
تاركا اياي
ارقص على شظايا نفسي بانتظار غد افضل )))


فقلت ردا في قلبي عليها :


كلنا نرقص على الشظايا


وكلنا ننتظر غداً، وفي الغد أيضاً ننتظر غداً آخر


ولذلك سنبقى نرقص على الشظايا ، الى أن نعود ،

نعود هناك وليس هنا

هناك حيث الحقيقة،

الحقيقة الوحيدة هي الموت

الموت وحده من سيريحنا من الرقص على الشظايا

لكن لا نعرف له يوماً، هو كل يوم معنا نراه يقترب

لكن لا نستطيع حتى أن نسمعه صوتنا

وربما رقصنا يقتلنا ..

لكن ..

هي لكن تبقى ..

لله درك يا حبيبة
طوق الياسمين
ما أعذب كلماتك وهذا البوح الشفاف الراقي !!!....

أنت هنا يا غالية في قلوبنا , فاكتبي ما يحلو لك ولا تتوقفي عن جميل نثرك ...
نستمع إليك , ونترنم لعذب شدوك , ونقف جللا لروائع كلماتك ...

لا تتوقفي .... لأن رائحة عبق الياسمين تنشر روائحها العطرة في ملتقى الأدباء

فتحية لقلمك الذي يزدان بأجمل العبارات والكلم

بنت الشهباء

بعثت كلماتك الشوق في قلبي لإخراج المزيد مما اريد البوح به ،

وعبق ياسمين الشام تنفسته مع كلماتك ، لأبحث، فأجد فعلا أن ذلك هو سحر الشام

ومن هنا الى هناك سلامي للشام واهلها

ابقي بخير

وتقبلي خالص تحياتي

قرأتها ذات يوم في أحد الأماكن واخترقت صدري :

((((أجهضت الهموم كل أحلامي
لكنني لم أخلق فكري ساعة للمستحيلات
كل يوم قلبي يقاتل أوجاعه ليعيش
كالشمس تشرق من رحم السماء لأجل غيرها
طبيعة لم يخلقها الحزن يوماً....


......لأنني إنســـــان..... ))))

*********************************

قلت لها :


أجهضت الحياة كل أحلامي

الحياة = الهموم

تشرق الشمس لأجل غيرها

وتحرق الشمعة لتضيئ لنا

وتمضي حياتنا لأجل غيرنا

وغيرنا يحترق لأجلنا

وغيرهم يحترقون لأجلهم

كل العالم يحترق

وكله يشكي من كله

وكلنا نسير

وندرك

ندرك تماما

أنه مصير واحد

ومع هذا نسير

نتسابق

نحاول السير بخطوات واضحة

منا من يسير بخطى واسعة

ومنا من يتباطئ متكئاً على غيره

لكننا كلنا نسير ونحترق لأجل كلنا


لذلك هنا الحياة عادلة

تأخذ مني ، تحرقني ، واعطي غيري

غيري يُأخذ منه، ويحترق ، ليعطيني


معادلة متوازنة

هذه هي العدالة

لذلك كلنا يكون مصيرنا واحد ، حيث الراحة الأبدية


وبقدر ما احترقنا ، وبقدر ما قاومنا ، وبقدر ما ثبتنا سيكون لنا

وبقدر ما احترقوا ، وبقدر ما قاوموا ، وبقدر ما ثبتوا سيكون لهم

هو : اشتقت إليك كثيراً

هي : ليس أكثر مني، لكن أنت تعرف تطورات الحياة ، فاعذرني

هو: اشتاق لك، اشتاق للمساتك الحانية على جسدي ، اشتاق لعطرك،

اشتاق لدموعك حين تنهمر ولا يراها غيري

هي ضاحكة : أما أنا فأشتاق لخربشاتك هاته..

هو : ذلك فعلك غاليتي، لو كنتِ معي كل يوم، لما كانت خربشات، لأصبحت سحراً، فأنتِ ساحرتي،

هي: يا ويحي، هل ببعدي عنك سببت لك كل هذا الألم الذي أراه، وزرعت في قلبك الرقيق كل هذا الشوق

هو : منذ أول يوم التقينا، تمنيت أن أكون لك، أن أشتم عطرك كل يوم، أن أفني عمري بين يديكِ،

لكن ما ان أصبحتِ مليكتي، حتى تخليتي عني ، فأصبحت كالزينة معكِ، عنوان لشيئٍ، ما..

هي: لا تلمني يا عزيزي، هي الحياة هكذا كل ما حصلنا على الجديد،

تصبح أشياء اخرى من حياتنا على الهامش ، لكنها أساسية، وما يهمكَ الأن هو أني معك،

تشتم عطري وتنعم بلمساتي، أليس هذا غاية ما تريده،

هو بيأس : أتعرفي يا صاحبتي ، لو كنت أنا فقط ما تخليتي عنه في غمرة الحياة وتطوراتها، لكان أمراً يسيراً ،

لكن أخاف عليك غاليتي ، أخاف كل يوم حين أجلس معك، وتقرأي تلك الجرائد الكئيبة ،

ونشاهد سوياً ذلك التلفاز اللعين وما فيه من أخبار ، أخاف أن تقومي بالاستغناء شيئاً فشيئاً عن كل ما حولكِ،

هؤلاء الذين نراهم ونسمع ما يفعلوا في هذه الدنيا ، ألم يكن لهم قلب مثل قلبك ، وكان لهم ضمير مثل ضميرك،

لكن وضعوه جانباً، مثلما تضعيني، وقالوا تطورات الحياة، تستدعي ذلك،

ولا بد من التنازل عن القليل ، ولكن القليل يزيد ويزيد،

تنازلك غاليتي بدأ من عندي ، وأخاف أن تتعودي مبدأ التنازل،

ها انت اليوم عدتي لي ، لماذا أتظني اني لم أعرف، فذلك اللعين أصيب بمرض ،

وذهب للعلاج، وبقيت انا وحدي معك، , وأنت لا تطيقين صبرا عن التعبير عما يجول في خاطرك ،

فلم تجدي سواي تعودي له

لا تظني أني مجرد من الاحساس ، انا ادرك وأتألم كل يوم ، أخاف يا غاليتي

أن يأتي يوماً ولا أجد مليكتي ولا أجد عطرها،

هي : أتعرف ما خطر في بالي ، أنت تتعلق بي كل هذا ،

وانت تعرف أنه مقابل كل لحظة من وجودك بين أحضاني تنقضي لحظة من عمرك.

هو ضاحكاً : هذه أنتِ ، حسناً تريدين التهرب ، ما أروعك، ستقنعيني أنه خوفاً عليَّ تبتعدين،

هي : لا ليس خوفاً عليك، انما انت تحدثت عن مبدأ التنازل ، لكن كيف اتنازل عن ........


رن جرس الهاتف واذا به مهندس صيانة الكمبيوتر يخبرها أنه قد انتهى من صيانة جهاز الكمبيوتر ،

لم تكمل حوارها معه، مسكته بكل حنان وقبلته ووضعته في شنطة يدها،

وذهبت مسرعة لإحضار جهاز الكمبيوتر ...

لكن لا بد وأن يأتي يوم وتستأنف الحوار ....

الأخت العزيزة جدا
عذرا ...إن قطعت عليك خلوتك في هذا المتصفح ، وعذرا إن كنت قد استخدمت سلطاتي في الغدارة وأقتحم عليك هذا المتصفح الجميل جدا .
ولكنني لم أتمالك نفسي حين قرأت كلماتك ..وبدون مجاملة ، دعيني أعبر لك عن مدى إعجابي بالفكرة التي تكتبينها كأنك تنقشين على صينية من نحاس ،
فكرة بديعة ...حملتني إلى كتاب "الروح" لابن القيم .

دمت متألقة ...ومرة أخرى عذرا على اقتحامي للخلوة ....
أخوك دوما : مصطفى بونيف

مصطفى

اخي الكريم اعتز بشهادتك، كثيرا لا تشعر بالحرج لإقتحام خلوتي

واتمنى الا يشعر احد بالحرج اذا اراد اقتحامها


تقبل خارج تحياتي

عاشقة ماتت غرقاً

حين أموت،
لا تكتبوا اسمي على شاهدة قبري...
ولكن سطّروا حكاية حبي
وانقشوا: هنا ترقد امرأة،
عشقت ورقةً!..
وماتت غرقاً.. داخل محبرة
( غادة السمان)



هكذا قرأتها بعقلي انا

أي ورقة هاته التي عشقتها

ورقة سطرتي عليها كلماتك ، فكان عشقك لها عشقاً لروحك، فغبتي في تلك المحبرة التي تُسمعُ صوت حروفك،

فكان موتك هنا استمرار لهذا العشق الأبدي


أم أنه هو الحبيب الذي كان سطوراً على ورقة، فغبتي في محبرتك لتعكسي صوته ،


بين قوسين :

صرخاتنا على الورق تبقى بلا صوت، كلنا نكتب ونملئ الأوراق حكايات وحكايات، لكن هو ذلك الحبر الذي نضعه على الورق يُسمع صوت حروفنا، فتضحى واضحة،

منا من يتقن فن رش الحبر ومنا من يعجز ، فيبقى الصمت على تلك الأوراق البيضاء المليئة بالأسرار

وكم من اوراق بيضاء أقوى وأمتع من أوراق تملئها الألوان بصرخات لا معنى لها سوى أن صاحبها يتقن فن رش الحبر.

فلسفة الموت .. عندي

كنت في الخامسة عشر في اول مرة زارني فيها الموت، كانت صديقتي مريم ، لا أنسى ذلك ، حيث زارنا مدير الثانوية في قاعة الدراسة ، قائلا لنا ، لنقف دقيقة صمت فقد توفيت صديقتكم مريم ، صعقنا ولم نستوعب شيئا ، قال هو دقيقة صمت ،لأن من بيننا كان المسيحي واليهودي والمسلم ، وكل في دقيقة الصمت ليقرأ دعائه،


ومرت الأيام، سنوات طوال ، الى أن زارني الموت ليصدمني صدمة قوية ، فقد توفي والدي رحمه الله، رحل ورحلت معه كل الحياة ، اعتقد حتى روحي هي معه هناك الأن ، لم يعد لها وجود هنا ، لا أشعر بها ..

أذكر بعد فترة من موته رحمه الله، كنت في العمل ، وقال لي المدير وقتها أنه ربما سأبقى ساعة بعد الدوام لأنهي بعض الاعمال ، فأخبرته ضاحكة أنه من المفروض اني اليوم إجازة

هو استغرب من قولي ، فأخبرته ان جدتي توفيت اليوم، وسألني متى عرفت، أخبرته انه صباحاً قبل ان آتي للعمل أخبروني في البيت،

فقال لي: لاحول ولا قوة الا بالله ، لم أعتقد ان وضعك متأخر هكذا


لم افهمه وقتها ، ولم استوعب ،

لتمر الأيام ويكون موعدي مع الموت الرابع ، فقد توفيت والدتي رحمها الله ، لأبكي لأخر مرة ، ومن ثم أودع الحزن ، او ربما لأعيش فيه


وبعدها توالت الوفيات ، ولم أحزن فها هو صديق وها هي صديقة

وها هي خالتي ، شقيقة امي منذ ايام قليلة ، وها هو صديق والدي المفضل منذ أيام أيضاً، وصديقتي ، لكن أدركت تماما أنهم هم ارتاحوا ، أما نحن الموتى

هم أحياء لأنهم أدركوا الحقيقة الوحيدة في حياتنا، أدركوا كل شيئ، وارتاحوا من كل شيئ،

أما نحن فأموات ننتظر اللحاق بهم

فما أحلى الموت اذا كان عودة لمن نحب ، لنحيا معهم

فلكل مريض يشعر بإقتراب عودته لا تحزن ، سترتاح غداً راحة أبدية

ولكل من يفقد حبيب له ، لا تحزن ، فهو ارتاح هناك، انت ابكي على نفسك ، واطلب لها الرحمة من الله سبحانه ، اطلب لنفسك المغفرة ، لتعود اليهم ، هناك


هم أحياء ، أرواحهم معنا ، او ربما أرواحنا معهم ، أو هي ارواحهم هناك وصلت الى عالمها الذي به تستعد للحياة الأبدية، وأرواحنا هنا هائمة تطلب الدخول عندهم في ذلك العالم ...
...
...
...
( كلمات لم اجد لها حبر يناسبها لذلك لم تظهر .... )

لكن في الأخير يبقى الدعاء لنا ولهم.