نَحـَّات الخَيـال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. وسام البكري
    أديب وكاتب
    • 21-03-2008
    • 2866

    #46
    عذراً لكما ..
    حجزت المشاركات حفاظاً على علاقتكما وعلى الموضوع.
    مع التقدير.
    د. وسام البكري

    تعليق

    • رضا الزواوي
      نائب رئيس ملتقى النقد الأدبي
      • 25-10-2009
      • 575

      #47
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد عزت الشريف مشاهدة المشاركة



      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





      هذه هى القصيدة كما يجب أن تُكتَب







      نحَّــــات الخيـــال




      حسن شهاب الدين







      بغُصْنِ الشمسِ في أبياتي لن تبزُغي إلا على مِرآتي.. هُزِّي



      صوتي على بابِ الكواكبِ عَالقٌ فتأوَّلي حَدْسي وإشراقاتي
      أنا في رداءِ الخلقِ أعقدُ للرؤى فخَّ المجاز وراءَ تفعيلاتي
      فجَّرْتُ لـُغْمَ الوقتِ.. صُغْتُ حداثة الصمتِ المُقفـَّى واكتملتُ بذاتي
      أنا آدمُ الشعراءِ.. أوَّلُ ساكبٍ للغيم ِمِنْ مَطري ابْتكرْتُ لغاتي
      توَّجْتُ صحراءَ القصيدِ بخُطوتي ودعوتُ أندلسًا إلى خَيْماتي
      وأقمتُ للفقراءِ مملكة الرؤى ونثرتُشمس َاسْمِي على العتباتِ
      لغتي..بطعْمِ النورِ ترسمُ حُلـْمَها قمرًا خُرافيـًّا على لوْحاتي
      وبسيطة ٌكالحُزْن ِ تتركُني على جبلِ الحنين الساطعِ العَبَراتِ
      خُوضي نهارَ الروح ِ ذوقي أحرفي مغمورةً في أدْمُع ِالمِشكاة
      الأبْجَديَّة ُ في يديَّ تفتـَّتتْ وأنا أسوقُ الغيبَ نحو دَوَاتي
      وزجاجُها المكسورُ يعكسُ صورةً لك في يقين ِدمي وملء حياتي
      سأعيدُ تشكيلَ القصيدةِ مرَّة أخرى وأحدو الأرضَ نحو شتاتي
      تخبو مجازاتي فأشعلُ كوكبًا مُتمرِّدَ الألوانِ بالفُرشاةِ
      وأقول يا لغة النهار تفتحي وخذي كتابَ الأفقِ عن شرفاتي
      قـمـرُ الـشـتـاءِ.. غزالة ٌبريَّة ٌ تتسلـَّقُ الإيقاعَ في نغماتي
      تطفو وترسبُ في خطوطِ يدي كما طفل على أرجوحةِ اللحظاتِ


      ومياه ُهذا الضوءِ حينَ أريقـُها في ساحلي تصحو على لمساتي




      عُودُ الأصيل سفائنُ الغيم التي غرقتْ ملائكُ هذه الزهَرَاتِ
      منها السلامُ عليَّ حين تركْنني وحدي أذوقُ حنينَها..بصلاتي
      وإلى دمىتمشي القوافلُ والصَّدَى يتجسَّدُ امرأةً من الجَمَراتِ
      فأعودُ صِدِّيقَ الرحيلِ تقودُني للكشْفِ موسيقى البراح ِالعاتي
      تتوضأ الصحراءُ بين أصابعي وتقيم فرضَ الغيبِ في شطحاتي
      وتديرُ في صمتٍ حوارًا خارقًا بين الوجودِ وهذه الصفحاتِ
      لا تسْأليني مَنْ أكونُ إذا يدي مـُد َّتْ بِقـَمْحِ الروح في خلواتي
      ودنتْ سماواتُ الكلامِ لتستقي من راحتي مذهولة َ الآياتِ
      وعلى شفاهي طعمُ غيبٍ لاذعٍ لقصيدةٍ في سِدْرةِ الميقاتِ
      أنا فاقرئيني.. والخليقة ُتبتدي معراجَها الليليَّ من ورقاتي
      هو ذا أنا المنسيُّ في أصقاعِه يقتاتُ مِن إشراقةٍ في الذاتِ
      يبني مدائنـَه على أوراقِه ويتوِّجُ الإنسانَ بالكلماتِ
      يُحيي تماثيلَ الخيال ِ لكي تعي وترى الحياة على يدِ النحَّاتِ





      يجتازُ أزمنة ستأتى مثلمايجتازُ بحر ساحلَ المرآة





      ويعودُ ذاتَ قصيدةٍ في كفـِّهوطنٌ ومصباحٌ وحُلـْمٌ آتِ





      ــــــ





      عيوب واستسهال (فى القافية)




      ـــــــ





      إلتزاماً..






      بما وعدتُ به الأخوة الراغبين من إكمال ما بدأناهُ، من نقد هذه القصيدة (نحات الخيال)



      نستأذنكم هذه المرة بمغافلة القصيدة الآمنة فى مخدعها لنمسك بها من عنقها ...تحديداً، من مؤخرة العنق، من "القافية" ..!!







      والقافية هى: ما يلزم الشاعر تكريره فى كل بيت من الحروف والحركات، واتفق علماء العروض على أنها آخر ساكنين فى البيت وما بينهما من الحركات مع المتحرك الذى قبل الساكن الأول .





      وعند تطبيق هذا التعريف للقافية على قصيدتنا هذه ...





      فإن حروف القافية التى يجب أن يكررها الشاعر فى كل بيت هنا ...





      فى البيت الأول ( أَاْتِِـىْ)... حيث أنّ الساكن الأخير هو حرف الياء، والساكن السابق عليه هوالمدّ الذى بعد الهمزة،والمتحركقبل الساكنين هو الهمزة .





      فى البيت الثانى: (قاتى) حيث أن المتحرك السابق للساكنين هو حرف القاف





      فى البيت الثالث: حروف القافية هى ( لاتى)





      أنا شخصيا أرى أننى إذا أردت أن أُبْدع فى هكذا قافية فيجب علىّ أن أُلزم نفسى كشاعرقدير (حتى لو لم أكتمل بذاتى ..!)





      بقافية واحدة فقط من هذه القوافى الثلاثة مثلا وأكررها فى كل الأبيات





      وسأقول لكم السبب سريعا:






      قبل أن يحتج علىّ مُحاجِج ويأتى لىبعشرات القصائد والشعراء لم يلتزموا بما أنوى أن أُلزم به نفسى والشاعر هنا..!



      وأقول : أن ما يدفعنى لذلك هو أن شاعرنا هنا إستسهل تماما هندسة القافية حتى بدت لى كلعبة ظريفة يمكن لأى دارس مستجد هاوٍ غير ذى موهبةٍ أن يلعبها... !





      سأشرحها لكم بطريقتى،ومع خالص ودّى:





      الأستاذ الشاعر إكتفى من القافية بهذه الحروف وحركاتها ( اتى)وهى ساكنين بينهما متحرك





      لو أراد أحد المبتدئين أن يضع هذه القافية على أى إسم مفرد مؤنث





      فإن القافية ستستقيم وتستجيب له على أن يراعى الوزن عند لصق القافية بالمفرد المؤنث ...مثال:





      لو أتينا بمفرد مؤنث مثل (شرفة) أو (إشراقة) مثلا أو( خيمة) ثم جئنا بقافية الشاعر (اتى) ولصقناها فى أخركل مفردة منها سيصبح لدينا:





      (شرفاتى) و (إشراقاتى) و (خيماتى)





      هنا إكتملت اللعبة .. !!





      فهذه هى نفسها بعضٌ من الكلمات التى إستخدمها الأستاذ الشاعر فى نهايات أبياته، متضمنة القافية .





      يبقى لدينا الحشو لكل بيت وهذا أمر سهل فعلماء العروض أنفسهم أسموه حشواً ولولا أن موضوعنا هو فقط عن القافية كنت أكملت معكم الجزء السهل هذا من اللعبة.




      ................



      أكاد أتَسمّع الآن لهمس مََنْ يقول لِمَنْ بجانبه : " لازلت لم أفهم .. !"





      أنا أقول لكم : لا بأس ... لدىّ طريقة أرى لشرح سر صنعة هذه القافية





      ببساطة ما إسمك أختى العزيزة ؟ نسمة ؟ (لمسة) ؟ (آية)؟ (نغم)؟ (زهرة)؟





      أم أن إسمك (ورقة) ؟ ... لا بأس ...





      سنقوم بجمع كل مفردة جمع مؤنث سالم .. بمعنى إضافة ألف وتاء على كل مفردة .. سيصبح عندى الكلمات التالية ....





      (لمسات) و( آيات) و (نغمات) و(زهرات) و(ورقات)





      جيد ... لو ألحقنا ياء الملكية لكل كلمة مما لدينا سيصبح لدينا الأتى:





      (لمساتى) و (آياتى) و(نغماتى) و(زهراتى) و(ورقاتى)





      هذه هى أخوانى وأخواتى هى نفسها بعض من الكلمات التى إستخدمها الأستاذ الشاعر فى نهايات أبياته متضمنة القافية.





      وضحت الفكرة الآن تماما ... ومَنْ لا زال ... فليقرأ المقالة ثانية





      ومَن فهمها فلْيُهْدِ لى أول قصيدة يكتبها بهذه القافية لسهلة ....





      ولدىّ قوافٍ أخرى سهلة أعرضها عليكم عند الطلب .... وبكل ودّ





      ملحوظة




      ــــ





      يعلم الله ويعلم الأخوان أننى لا أعنى أخانا الشاعر حسن شهاب هنا فى شىء ولكننى أكتب للذين طالبونى أن أكتب ...





      وحتى أكون منصفا ًللشاعر أقول أنّ هناك عديد القصائد كتبت هكذا ومنها قصائد قد نالت شهرة كبيرة على مساحة الوطن العربى مثل



      قصيدة (أنا وليلى) التى لحنها وغنّاهاالفنان كاظم الساهر للشاعر المغمور / حسن المروانى
      ــــ
      تحياتى لكم
      ـــ
      تكرار فى الألفاظ والمعانى وإغراق فى الذاتية
      ــــــــ


      عندما وجدت تشويشا كبيرا يسود أجواء النقد الأدبى على هذا المتصفح
      كان لزاما علىّ وبحكمةٍ أن ألتزم بما تفوّهت به من وُعُود
      بإظهارنقاط الضعف الكثيرة بالنص
      وفى نفس الوقت كان يجب علىّ أن أنأى بنفسى عن الإتهام بالتحامل على الشاعرأو الناقد ....
      وعند نقطة التلاقى بين النأى بنفسى (عن الإتهاموالإلتزام بوعدى (بالنقد)
      كانت هذه المقالة النقدية الإحصائية .. أرجو أنىّ قد أوضحت

      تكرار فى الألفاظ والمعانى
      ـــــــــ


      فى البيت(11) من القصيدة كما أعدتُ كتابتها أنا
      سنجد فى عجز البيت الشاعر يقول:
      أسوقُ الغيبَ نحو دَوَاتي
      ويعود بعد بيتٍ واحد يقول:
      أحدو الأرضَ نحو شتاتي
      لقد قام الشاعر بتكرار المعنى تماما فى هذين الجزأين من شطرى البيتين
      سواءً باللفظ كما فى (نحو) أو بالمعنى الصريح كما فى ( أسوق ) و (أحدو)
      إذ أنّ الشاعر بالتأكيد قصد من الحُداء "السوق" .. ولا يستقيم هنا أن يقصد الإتباع
      وحتى إن قصد السوق بلفظة "أحدو" فللفظة بعض خصوصية بسوق الإبل ، لا بسوف الأرض .. !
      فهل ثمة علاقة بين الأرض والإبل هنا فى سياق هذا الجزء من القصيدة .. ؟!

      تكرار كلمة واحدة تتضمن حروف القافية فى بيتين من القصيد
      وهى هنا لفظة المرآة (فى شطرى هذين البيتين)
      رغم أنها قصيدة عمودية وليست طويلة (33 بيت فقط )
      وأنّ القافية سهلة كما أسلفنا ويمكن الإتيان بعدد لا محدود من القوافى
      يعادل عدد أسماء المؤنث فى العالم .. !
      ولكنه التكرار والاستسهال (كما ذكرنا فى المقال النقدى) السابق


      لن تبزُغي إلا على مِرآتي
      يجتازُ بحر ساحلَ المرآة

      .........

      أنا .. أنا .. أنا .. أنا .. أنا
      بالتأكيد لستُ أنا .. !


      بل هو... الشاعر... بطل القصة (القصيدة) وماذا بعد؟!
      حقا وصدقاً أخوانى لم أعرف .. !
      لا أدرى كيف ننتقد القصيدة ، ولا نعرّج على بطلها
      فإذا عرّجنا على بطلها (وهو هنا الشاعر نفسه) وتناولنا طرحه بشىء من النقد
      قالوا لنا ... هذا تحامل ... !!



      لهذا أنا أتحدث اليوم وأكتب بالإحصاء
      ( 5) مرات تكرار ضمير المتكلم (أنا)


      أرى أن ّفيها إغراق فى الذاتية يقع فيه عادة المبتدئون
      وهذا مما دفعنى أن أطلع على سيرة الشاعر الذاتية فعلا
      والإغراق فى الذاتية هو موضوع باقٍ معنا بالتأكيد لنهاية القصيدة

      حروف الجَرّ وما أدراك ما حروف الجرّ




      لم يَمُرْ على القصيدة ناقدٌ بالمدح ولا بالذم إلّا وجد قلقاً فى تموضع الحروف فى مواضعها الصحيحة



      حتى أنى فكرت أن أجرى عليها ما يسمى فى مصطلحات الجيوش (عملية إعادة إنتشار)
      ولكن وأنا أفكرت فى هذا القلق الذى يحكى حال حروف الجر ...
      ألهمنى الله، وضعت يدى (وعينى) على الحقيقة ... !
      كمٌّ هائلٌ من حروف الجر، المنثورةِ نَثراٌ فى كل مِفْصَلٍ من مفاصلَ القصيدةِ !!
      لقد تكرر حرف الجر (فى) مثلا أكثر من( 10مرات
      وتكرر حرف الجر (على) 15 مرة .. وهذا بالطبع رقم مهول فى قصيدة من (33 ) بيت

      ولقد تكررت حروف الجر فى القصيد ما مجموعه ( 50 ) حرفاً بعد ذلك (نعم خمسين حرفاً.. !! )

      ياء المخاطبَة


      تكررت (16) مرة منها( 8) ياءات تخص فعل الأمر والنهى للأنثى ..!
      لا بد أن نتذكر على الدوام أن القصيدة ليست قصيدة مطولة بل عاديةٌ من (33) بيت.

      الغرق فى الذاتية
      ـــــ

      ودلائل هذا الغرق فى الذاتية واضحة لا تحتاج بيانا ،
      فقط أستمر بوضع الإحصائيات عن المفردات والمعانى المكررة


      قد سبق وذكرنا تكرار لفظة (أنـا 6 مرات)


      ونضع أمامكم( 10 مفردات) بأشطرها تدور فى فلك عبارة

      ( أرسمُ لوحة) لتحكى برتابة تفاصيل التفاصيل .. !
      منها كلمات مثل : ( دواتى .. لوحاتى .. فرشاتى ... متمرد الألوان .. ترسم حلمها .. إلخ )


      كما أنَ هناك بحق أكثر من 25 كلمة تدور فى فلك معنى عبارة

      (أكتب قصيدة )

      مثل ( مجازاتى تفعيلاتى .. لغة .. صمت .. نثرت .. النغمات .. بالقصيد .. موسيقى .. حوار
      الكلام .. أحرف .. الشعراء .. وحبل طويل من الكلمات التى تدور فى فلك نفس المعنى)

      ونصل بكم الآن إلى عمق أعماق الذاتية حينما نرصد للنص 40 ياء ملكية (كم ثرىّ هذا والله.. !)

      نعود ونجمل كل الياءات المنتهية (ي ) التى إحتاجت من الأخ الشاعر إلى 80 ضغطة على الكى بورد
      ورجاءً لا تشكّكُون فى إحصاءاتى .. فأنا وأنتم والجَمَل والنخلة موجودون .. !!


      مَنْ يدلنى بالله عليكم كيف ينطلق الشاعر بقصيدته ألى فضاء الإبداع
      إن كان قد حبس نفسه فى زنزانة من داخل زنزانة ٍمن داخل أخرى ؟!


      كيف يحلق عاليا فى سماء القصيدة وأجوائها وهو مربوط برباط غليظ
      فى عمق الذاتية ولججها المتراكبة؟!


      (حيث أنة بالتمادى فى ذلك فلن يبقى على الغالب لا ذات ولا إنسانية )


      وأنـَّى يبقى وقد تفوّه بما لم يتفوه به شيطان ولا حتى نبىّ.. !؟
      بل وحتى فرعون عندما كان يخرج لمبارزة موسى عليه السلام حجة ً بحجة ويقول :


      أنا ربكم الأعلى، لم يستنكف أن يستعين بالأعوان من السحرة والعلماء
      لكنه على كل حال لّـمْ يقل : { واكتملتُ بذاتى } ..!!
      !!!!!!!


      ما تفعله أخي محمد الشريف هو فعلا ما ذكرته أنت:

      نستأذنكم هذه المرة بمغافلة القصيدة الآمنة فى مخدعها لنمسك بها من عنقها ...تحديداً، من مؤخرة العنق، من "القافية" ..!!

      أنت فعلا تحاول ليّ عنق الحقيقة (لا القصيدة)، لكن هيهات؛ فلن تستطيع إخفاء "شمس القصيدة" بـ"غربالك"!

      لا أدري لم تصرّ أخي محمد على حشر نفسك في زاوية تضيق بك تدريجيا!

      أوّلا:

      لا أزال أنتظر مقالك النقدي الذي وعدتنا به!
      أما ما كتبته من قبيل:

      1ـ أنا لا أستسيغ (طعم ) النور وإن قلت غير ذلك أكون كاذبا .. !
      كما لا أستسيغ (طعم )الملوخبة وإن قلت ذلك أكون كاذبا أو مجاملاً للطباخة ..!
      ــ ولكن من قواعد الذوق واللياقة أن لا أنكر ذلك على مَن يستسيغ طعم النور أو طعم الملوخية.. وأعتقد أن المعنى الذى أقوله واضح .
      2 ــ لقد كان سياق الحديث أنه لا يوجد فى تراثنا الأدبى أو الغنائى كله مَن تحدث عن الشفاف اللاملموس (كمادة مأكولة ولها طعم.. !)
      وعندما تذكرت أغنية للسيدة (صباح) غنّت فيها لإبنتها الصغيرة للتعبير عن فرط حبها لها (والحب غير ملموس كمادة) فعبرت عنه بالملموس وقالت لإبنتها (آكلك منين يابطة؟)

      فمثير للسخرية والشفقة!

      فما علاقة "الملوخية" و"البطة"، وكل ما كتبته بهذا المكان حيث النقد، والقراءات النقدية المحترمة البعيدة عن "الملوخية، والبط، والأكل، و..."؟!

      ثانيا:

      لم أشهد في حياتي كاتبا ادعى أنه ناقد، وقرأ نصا، ثم قال: هكذا يجب أن يكتب، ثم -وهنا المهزلة- بدأ في إبداء رأيه بناء على النص الذي شكله حسب هواه!
      وليتك أخي صدقت القارئ فيما أوردته، إذ لم أجدك التزمت الأمانة في كل ما أوردته.

      للعلم،
      لم أكن أنوي الرد على أي من مداخلاتك، لكن أمام تماديك في نثر ما لا يمت للنقد بصلة، وخوفا من أن يظن المبتدئون من رواد الملتقى صحة "مغالطاتك" ارتأيت التدخل فقط للتوضيح:

      قبل البدء:

      لا بدّ من الإشارة إلى أنه لا يجوز -من باب الأمانة العلميّة- لأيّ كان أن يحول نصا لغيره من نوع أدبي لآخر من أجل إثبات عيب غير موجود فيه قصد تضليل الآخرين.

      ألا تعلم يا أخي أن قصيدة التفعيلة تختلف عن القصيدة الخليلية العمودية؟!
      ألا تعلم أن قصيدة التفعيلة لا تلتزم نظاما معينا في القافية، وخاصة بالنسبة إلى الرويّ؟!

      فلنبدأ:

      ورغم ذلك سأسلم -فقط جدلا- أنّ الشاعر حسن شهاب الدين أورد القصيدة بالشكل الذي أوردته أنت (وهو مشوه إذ وصلت الصدر بالعجز دون الفصل بينهما!) وأبين خطأ ما ذهبت إليه!

      1- القافية ليست الرويّ!

      من العجيب أن أجدك لا تميز بين القافية والرويّ، إذ تقول:

      والقافية هي: ما يلزم الشاعر تكريره فى كل بيت من الحروف والحركات، واتفق علماء العروض على أنها آخر ساكنين فى البيت وما بينهما من الحركات مع المتحرك الذى قبل الساكن الأول .

      من أين أتيت بتعريفك؟!

      أرجو ألا يكون قد قرأ أحد المبتدئين ما كتبته، وصدّقك!
      إن كان واضع علم العروض الخليل بن أحمد الفراهيدي نفسه قد عرّفها بقوله:"إنها من آخر حرف في البيت إلى أول ساكن يليه مع ما قبله" ولم يلزم بها الشاعر، وعلم العروض كما نعلم جميعا قد وضع دفعة واحدة، ولم يتطور كباقي علوم العربية، لذلك فجميع مصطلحاته اتخذت شكلها النهائي منذ نشأتها الأولى!(*)

      فمن أين أتيتَ يا أخي بتعريفك "العجيب"؟!
      والأعجب أنك تبني على تعريفك الخاطئ، وتوجب على الشاعر ما لا يجب!

      تأمل معي قولك:

      وعند تطبيق هذا التعريف للقافية على قصيدتنا هذه ...
      فإن حروف القافية التي يجب أن يكررها الشاعر فى كل بيت هنا ...

      لقد اختلط "حابل" القافية لديك بـ"نابل" الرويّ!
      فالرويّ هو"النبرة أو النغمة التي ينتهي بها البيت، ويلتزم الشاعر تكراره (وليس تكريره كما ذكرت أنت!) في كل أبيات القصيدة، فيقال ميمية، أو رائية، أو دالية...(**)

      ثم تواصل بناءك على "الفراغ"؛ فتقول:

      شاعرنا هنا إستسهل تماما هندسة القافية حتى بدت لى كلعبة ظريفة يمكن لأى دارس مستجد هاوٍ غير ذى موهبةٍ أن يلعبها... !

      ثم تضيف:

      الأستاذ الشاعر إكتفى من القافية بهذه الحروف وحركاتها ( اتى)وهى ساكنين بينهما متحرك
      لو أراد أحد المبتدئين أن يضع هذه القافية على أى إسم مفرد مؤنث
      فإن القافية ستستقيم وتستجيب له على أن يراعى الوزن عند لصق القافية بالمفرد المؤنث .

      1- الساكنان وبينهما متحرك(اتي) لم ترد في كل الكلمات -كما ادّعى الكاتب- كنهاية لجمع مؤنث سالم متصل بياء المتكلم، فياء الوصل الواقعة في آخر البيت الشعري وردت إشباعا في (14) كلمة منها (7) كلمات مفردة (آتِ، المرآة، النحَّاتِ، الذاتِ، الميقاتِ، الفُرشاةِ، المِشكاة) و(6) جاءت جمعا(الكلماتِ، الجَمَراتِ، الزهَرَاتِ، اللحظاتِ، العَبَراتِ، العتباتِ)، ووردت مرة واحدة كأصل من أصول بنية الكلمة(العاتي).

      2- ألم تقرأ لعمالقة الشعر قديما، وحديثا ممن استعملوا نفس "الرويّ"، وبنفس طريقة شاعرنا حسن؟!

      ألم تقرأ للأعشى (1)، والفرزدق(2)، وجرير(3)، وامرئ القيس(4)، والحطيئة(5)، والمتنبي(6)، وأحمد شوقي(7)، وحافظ إبراهيم(8)، ونزار قباني.
      هؤلاء جميعهم استعملوا نفس "الرويّ" واعتمدوا على نفس ما سميته أنت بـ"هندسة القافية"!

      فهل هؤلاء دارسون مستجدون، وهواة عديمو الموهبة؟!

      وماذا ستقول عن الذين كتبوا المزدوجات، والمسمطات، والموشحات، والمثلثات، والمربعات، والمخمسات، والمسدسات، وغيرها؟!

      3- إن كنت تعلم ما سبق، فقد بهتّ الشاعر حسن، لأنك قد ذكرت عيوبا لا توجد في قصيدته، وإن كنت لا تعلم؛ فالمصيبة أعظم!

      ألست أنت القائل:

      ـ بخصوص الصنعة عند الأخ حسن فأنا نظرتى وتعبيرى واضح هو فقط لديه لغة ولديه سلامة وزن ونحن لم نتطرق له فى هاتين النقطتين
      ولكن هاتين النقطتين .. غير كافيتين...
      الشاعر يجب أن يتوافرله متطلبات كثيرة جدا غير اللغة والوزن .. من بين هذه الأشياء
      الموهبة .. والثقافة الموسوعية التى تميز الشاعر عن الأديب
      يجب أن يكون الشاعر مُلِمّاً بكل شىء (فهو نبض الناس ولسان حالهم)

      المتأمل في قولك يظن أنك درّست الشاعر حسن، أو سبق لك اختباره بدقة!
      والمتأمل في مداخلاتك، ومداخلاته يدرك أنه يفوقك ثقافة، وهذه حقيقة لمستها بنفسي هنا!

      ولنواصل:

      تقول:

      فى البيت(11) من القصيدة كما أعدتُ كتابتها أنا
      سنجد فى عجز البيت الشاعر يقول:
      أسوقُ الغيبَ نحو دَوَاتي
      ويعود بعد بيتٍ واحد يقول:
      أحدو الأرضَ نحو شتاتي
      لقد قام الشاعر بتكرار المعنى تماما فى هذين الجزأين من شطرى البيتين
      سواءً باللفظ كما فى (نحو) أو بالمعنى الصريح كما فى ( أسوق ) و (أحدو)
      إذ أنّ الشاعر بالتأكيد قصد من الحُداء "السوق" .. ولا يستقيم هنا أن يقصد الإتباع
      وحتى إن قصد السوق بلفظة "أحدو" فللفظة بعض خصوصية بسوق الإبل ، لا بسوف الأرض .. !
      فهل ثمة علاقة بين الأرض والإبل هنا فى سياق هذا الجزء من القصيدة .. ؟!

      هنا أنت تستخف بعقولنا، وبمعرفتنا باللغة!

      كيف تجعل الفعل (ساق-أسوق) والفعل (حدا - أحدو) مترادفيْن؟!
      من أين لك بهذا؟!

      فإن كان الأقدمون أمثال "الهمذاني" (9)، وأبو منصور الثعالبي" (10)، و"قدامة بن جعفر" (11)، و"ابن سيده" (12) والمحدثون أمثال "إبراهيم اليازجي" (13) و"نجيب إسكندر" (14) إن كان كل هؤلاء اتفقوا ألا علاقة للفعل (حدا) بالفعل(ساق) من حيث "الترادف" فكيف نقبل منك شطحاتك في هذا الموضوع؟!

      ثم لِمَ تريد منا أن "نسجن" كلمة "حدا" في قفص معرفتك، وحدودها؛ فلا نرى لها معنى يخالف فهمك؟!

      تأمل معي الشاعر حسن، وهو يقول:

      الأبْجَديَّة ُ
      في يديَّ تفتـَّتتْ
      وأنا أسوقُ الغيبَ
      نحو دَوَاتي.

      لو فهمت ما قصده الشاعر بكلمة "الغيب" لاتضحت لك براعة الصورة هنا!
      تأمل معي روعة الصورة، وهو يصف لنا لحظة ولادة الفكرة، ووقوعها في شرك القلم!
      الأبجدية تماوجت، وتناثرت، وتفتتت لحظة بعث (إرسال) الغيب (الرسول-الفكرة) نحو الدواة؛ لتدوينها!
      ففي استعمال لفظة "أسوق" تبرز براعة الشاعر لأنها تحيلنا إلى معنى آخر، وهو "الشروع في نزع الروح" من الفكرة عند كتابتها؛ لتحيا، وتبعث من جديد على الورق، لما تنشر!
      يا لبراعة الصورة، وجودة العدسة التي التقطتها!
      ثم يقول الشاعر في مشهد رائع آخر:

      سأعيدُ تشكيلَ القصيدةِ
      مرَّة أخرى
      وأحدو الأرضَ نحو شتاتي

      تأملوا الربط الذكي بين إعادة "التشكيل" و"التحليق" و"التشظي"، تأملوا الإبداع في استعمال كلمة "أحدو" دون غيرها!
      إنه "يتحرّى" الأرض؛ ليحط عليها بعد رحلة "التشكيل، وهو "يتحداها"، ويدفعها لاستعمال جاذبيتها: سلاح أنوثتها، وغوايتها؛ لينعم بالاستقرار بعد تحليقه في سماء القصيدة!
      يا له من تعبير بلاغي رائق غاب عن الكاتب، وهو يبحث عن الوهم في "جراب الحقيقة"!

      وها أنك تواصل التضليل بقولك:

      تكرار كلمة واحدة تتضمن حروف القافية فى بيتين من القصيد
      وهى هنا لفظة المرآة (فى شطرى هذين البيتين)
      رغم أنها قصيدة عمودية وليست طويلة (33 بيت فقط )
      وأنّ القافية سهلة كما أسلفنا ويمكن الإتيان بعدد لا محدود من القوافى
      يعادل عدد أسماء المؤنث فى العالم .. !
      ولكنه التكرار والاستسهال (كما ذكرنا فى المقال النقدى) السابق

      لن تبزُغي
      إلا على مِرْآتي
      ***
      يجتازُ أزمنة ستأتي..
      مثلما..
      يجتازُ بحرٌ
      ساحلَ المَرْآةِ

      أين التكرار؟!
      هل المِرْآة تعني المَرْآة؟!

      لا علاقة يا أخي بينهما، لكنّ الباحث عن الخطأ عادة يتعثر في الجمال، ولا يراه!
      حتى لو فرضنا جدلا أن الكلمة الثانية ميمها مكسورة، وأنها نفس الكلمة، فلا يعتبر التكرار بعد ثلاثين بيتا هنا عيبًا في القصيدة! (15)

      وفي هذه الحالة نكون أمام ما يسمى في الشعر بـ"الإبطاء" وهو "تكرار كلمة الرويّ بلفظها، ومعناها من غير فاصل"
      وهذا مسموح به عند الأخفش بعد ثلاثة أبيات، وعند "ابن جنّي" بعد خمسة عشر بيتا، وعند "الفرّاء" بعد عشرين بيتا، وقد عدّوا كلهم اللفظ الثاني المكرر، وكأنه ورد في قصيدة جديدة!

      ألا تعلم ذلك يا أخي؟

      إن كنت تعلم، فلِمَ تعيب على شاعرنا ما لا يعاب، وإن كنت لا تعلم؛ فالمصيبة أعظم!

      كما أن الإبطاء "قد يصبح مطلبا إذا وجد الكاتب لذة في تكرار لفظة ما، نحو قول الشاعر:

      مـحـمـد ســاد الناس كهـلا ويـافعا***وساد على الإملاك أيضا محمد
      محمد كل الحسن من بعض حسنه***وما حسن كل الحسن إلا محمد
      مـحـمـد مـا أحـلـى شمـائلـه، ومـا***ألــذّ حـديـثـا راج فـيـه مـحـمـد

      وكما قال الشاعر محمود بيرم التونسي:

      ولم أذق طعم قِدْرٍ كنتُ طابخها***إلا إذا ذاق قبلي المجلس البلدي
      كأنّ أمي بلَّ اللهُ تربتها***أوصت، فقالت: أخوك المجلس البلدي
      يا بائع الفجل بالمليم واحدةً*** كم للعيال؟ وكم للمجلس البلدي؟

      وفي الموضعين اللذين استعمل فيهما الشاعر حسن لفظة "المرآة" جمال لا يخفى على ذي الذائقة المحلقة!

      وتستمر أخي الكاتب في البحث عن مساوئ من خيالك إذ تقول:

      لهذا أنا أتحدث اليوم وأكتب بالإحصاء
      ( 5) مرات تكرار ضمير المتكلم (أنا)

      أرى أن ّفيها إغراق فى الذاتية يقع فيه عادة المبتدئون
      وهذا مما دفعنى أن أطلع على سيرة الشاعر الذاتية فعلا
      والإغراق فى الذاتية هو موضوع باقٍ معنا بالتأكيد لنهاية القصيدة

      ما لك تصرّ على إضحاكي؟!

      هل المتنبي مبتدئ؟!
      اقرأ معي قوله:

      أنا الـذي نظــَرَ الأعمـى إلى أدبــي***وأسْمَعَـتْ كـلماتـي مَـنْ بـه صَمَــمُ
      أَنـامُ مـلءَ جفونـي عَـنْ شوارِدِهـا***ويسهـرُ الخلـقُ جَرّاهـا وَيَخْـتصِـمُ

      واقرأ قوله:

      فالخيـلُ و الليـلُ و البيـداءُ تعـرفني***والسيـفُ والرمـحُ والقرطاسُ و القلمُ

      وتستمر في البحث عن عيب مفقود دون كلل، تأمل معي قولك:

      حروف الجَرّ وما أدراك ما حروف الجرّ
      لم يَمُرْ على القصيدة ناقدٌ بالمدح ولا بالذم إلّا وجد قلقاً فى تموضع الحروف فى مواضعها الصحيحة
      حتى أنى فكرت أن أجرى عليها ما يسمى فى مصطلحات الجيوش (عملية إعادة إنتشار)
      ولكن وأنا أفكرت فى هذا القلق الذى يحكى حال حروف الجر ...
      ألهمنى الله، وضعت يدى (وعينى) على الحقيقة ... !
      كمٌّ هائلٌ من حروف الجر، المنثورةِ نَثراٌ فى كل مِفْصَلٍ من مفاصلَ القصيدةِ !!
      لقد تكرر حرف الجر (فى) مثلا أكثر من( 10مرات
      وتكرر حرف الجر (على) 15 مرة .. وهذا بالطبع رقم مهول فى قصيدة من (33 ) بيت
      ولقد تكررت حروف الجر فى القصيد ما مجموعه ( 50 ) حرفاً بعد ذلك (نعم خمسين حرفاً.. !! )

      هل وجود حروف الجر يقاس بعددها، أم بمعانيها، ودلالاتها، وحسن استعمالها؟!

      ألا تعلم أن لحروف الجر معان عدة؟!
      فلو أخذت حرف الجر "في" مثلا لوجدت الشاعر حسن شهاب الدين وفق في استعمال خمسة معان مختلفة لها:
      1- في أبياتي = بمعنى على
      2- في أدْمُع ِالمِشكاة = بمعنى "الباء"
      3- في يديَّ تفتـَّتتْ = بمعنى "الظرفية"
      4- في شطحاتي = بمعنى "مع"
      5- في سِدْرةِ = بمعنى "من"
      ...
      إن طبقنا طريقتك "البدائية" الساذجة المعتمدة على "الحساب" فسيأتي إلينا تلميذ في الصف الأول الابتدائي، ويخبرنا أن المتنبي في قصيدته " لا تعذل المشتاق في أشواقه" المشتملة على (18) بيتا فقط -أي قرابة نصف عدد أبيات قصيدة الشاعر حسن-استعمل (المتنبي) أربعين(نعم أربعين!) حرف جر!
      (هنا التلميذ قام بنفس عملك أحصى الحروف!)
      فهل ينقص ذلك من روعة قصيدته؟!
      وهل استعمال المتنبي لحرف الجر"الباء" ثلاث مرات إلى جانب حرف الجر "من" في بيت واحد يعيبه؟!:

      القلب أعلم يا عذول بدائه***وأحق منك بجفنه وبمائه

      وهل استعماله لحرف الجر "في" مرتيْن في بيت واحد يعيبه؟!:

      لا تعذل المشتاق في أشواقه***حتى يكون حشاك في أحشائه

      أدعو لك الله أن "يلهمك" اكتشاف الجمال، وتتبع روعة المعاني، وسمو الدلالات في قصيدة حسن كما ألهمك إحصاء الحروف والتباهي بصيد لا يزال فوق الشجرة!



      ياء المخاطبَة
      تكررت (16) مرة منها( 8) ياءات تخص فعل الأمر والنهى للأنثى ..!
      إحصاءاتك خاطئة، ولم تقل تذكر لنا فيم العجب، حتى نردّ عليك بما يناسب!
      وما زال البحث عن "العيوب المفقودة" مستمرا!
      ومواصلة لتناقضه في جعل الجميل قبيحا يقول:
      الغرق فى الذاتية
      ـــــ
      ودلائل هذا الغرق فى الذاتية واضحة لا تحتاج بيانا ،
      فقط أستمر بوضع الإحصائيات عن المفردات والمعانى المكررة
      قد سبق وذكرنا تكرار لفظة (أنـا 6 مرات)

      أخي محمد الشريف
      ما يجب عليك فهمه هو"أن الأنا المبدع يبتدع نفسه في الحركة التي يقول فيها ذاته، فهو يعبر إذا عن نفسه بتجاوزها، والفعل المبدع لا ينفصل عن هذه الحركة المؤسسة له"
      تأمل في ما سبق جيدا!

      إن فهمته، ستنصرف رؤاك من "المقاومة السلبية للآخر" إلى المطاوعة الدينامية للأنا"!

      عندئذ لن نراك تقول:

      ونضع أمامكم( 10 مفردات) بأشطرها تدور فى فلك عبارة
      ( أرسمُ لوحة) لتحكى برتابة تفاصيل التفاصيل .. !
      منها كلمات مثل : ( دواتى .. لوحاتى .. فرشاتى ... متمرد الألوان .. ترسم حلمها .. إلخ )

      كما أنَ هناك بحق أكثر من 25 كلمة تدور فى فلك معنى عبارة
      (أكتب قصيدة )
      مثل ( مجازاتى تفعيلاتى .. لغة .. صمت .. نثرت .. النغمات .. بالقصيد .. موسيقى .. حوار
      الكلام .. أحرف .. الشعراء .. وحبل طويل من الكلمات التى تدور فى فلك نفس المعنى)

      لأن ما تقوله يُعَدُّ التفافا على الجمال، ومظاهره، ودوران حوله بسياط الحذر المتمدد على نواصي الإعراض، وأرصفته!

      فأنت تثبت -دون وعي- لنا إبداع الشاعر الذي استطاع أن يجعلك -رغم نكوصك عنه، وعن قصيدته- تقرّ ببراعته في تفصيل المجمل بعبارات موحية اتحدت رغم تنافرها في لم شتات المعنى؛ وجعل القارئ العادي يرى بين الكلمات، وعبرها أنظمة علاقات غير ملحوظة، لتبدو "بداهات ساطعة"!
      ولأن نسيما ما داعبك مع رفرفة القصيدة بجناحيها قرب الأسلاك التي أحطت بها القصيدة تساءلت:

      كيف يحلق عاليا فى سماء القصيدة وأجوائها وهو مربوط برباط غليظ
      فى عمق الذاتية ولججها المتراكبة؟!

      والجواب تجده أخي محمد الشريف لما تقرأ لكبار الشعراء بـ"عين نحلة" عندها فقط ستقع على ما يجعلك تعطينا العسل!

      وكما نعلم العجز في الواقع يجعل البعض يتمسح بعباءة مزيفة ظاهرها "الدين" ومن قبلها تحقيق أغراض شخصية لا علاقة للدين السامي بها!
      تأملوا كيف يزج بالشاعر في زنزانته؛ ويصبح جلاده الذي لا يملك من الحجة إلا سوطه و"كرباجه":

      وأنـَّى يبقى وقد تفوّه بما لم يتفوه به شيطان ولا حتى نبىّ.. !؟
      بل وحتى فرعون عندما كان يخرج لمبارزة موسى عليه السلام حجة ً بحجة ويقول :
      أنا ربكم الأعلى، لم يستنكف أن يستعين بالأعوان من السحرة والعلماء
      لكنه على كل حال لّـمْ يقل : { واكتملتُ بذاتى } ..!!
      !!!!!!!

      أين حجتك في تكفير الناس؟!

      صدق من قال "رمتني بدائها، وانسلت"!

      صدر الحكم الأول بإلقاء القصيد في سلة المهملات، وفي الاستئناف صدر الحكم بإلقاء صاحب القصيدة في جهنم!
      لم؟

      لأنه قال:و"اكتملت" وكأنّ الله لم يخلق الإنسان مكتملا!
      ألا تعلم أن الإنسان يكتمل خلقه وهو في بطن أمه؟!
      كذلك الفكرة تكتمل بذاتها، وهي في ذهن الشاعر المبدع، فتخرج غير محتاجة لك، أو لغيرك!
      الشاعرمحدود، كما عقله، محتاج لخالقه الذي كرمه بالعقل، وجعله قادرا بلغته أن "يكوّن" و"يخلق" بمعنى الصنع رغم احتياجه الدائم أفكارا لكنها تظل مهما علت، ورفّت، وسمت، وبلغت من الإبداع، تظلّ محدودة بالزمان، والمكان
      أما الله فهو الخالق الكامل غير المحتاج لمخلوقاته العلي القدير بديع السموات، والأرض، فسبحان ربك رب العزة عما يصفون، والحمد لله رب العالمين.

      أخيرا،

      أقول لك أخي محمد:
      اتق الله في "أشياء" الناس، ولا تبخسها، فلك نصوص لا ترقى لشعره، فتخيل لو تناولها أي كاتب(ولا أقول ناقدا) بنفس أسلوبك، وخلفيتك!

      ===
      (*) المعجم المفصل في علم العروض والقافية، وفنون الشعر. د. إميل بديع يعقوب
      (**) نفس المصدر السابق
      (1) في ديوانه ص357
      (2) في ديوانه ص 108
      (3) في ديوانه ص 829
      (4) في ديوانه ص79
      (5) في ديوانه ص113
      (6) في ديوانه ص157
      (7) في ديوانه ص82-83
      (8) في ديوانه ص (131-132) (253-255) (458-463)
      (9) في ديوانه (قصيدة الرسم بالكلمات)
      (10) في كتابه "الألفاظ الكتابية"
      (11) في كتابه "فقه اللغة"
      (12) في كتابه "جواهر الألفاظ"
      (13) في كتابه "نجمة الرائد في المترادف والمتوارد"
      (14) في كتابه "معجم المعاني للمترادف والمتوارد والنقيض من أسماء وأفعال، وأدوات وتعابير"
      (15) تماشيا مع تحويرك للقصيدة، واعتبارها عمودية!
      [frame="15 98"]
      لقد زادني حبّـا لنفسي أنني***بغيض إلى كل امرئ غير طائل
      وأنّي شقيّ باللئــام ولا ترى***شـقيّـا بهـم إلا كـريم الشـمـائل!

      [/frame]

      تعليق

      • محمد عزت الشريف
        أديب وكاتب
        • 29-07-2010
        • 451

        #48
        المشاركة الأصلية بواسطة رضا الزواوي مشاهدة المشاركة
        تكرار فى الألفاظ والمعانى وإغراق فى الذاتية
        ــــــــ


        عندما وجدت تشويشا كبيرا يسود أجواء النقد الأدبى على هذا المتصفح
        كان لزاما علىّ وبحكمةٍ أن ألتزم بما تفوّهت به من وُعُود
        بإظهارنقاط الضعف الكثيرة بالنص
        وفى نفس الوقت كان يجب علىّ أن أنأى بنفسى عن الإتهام بالتحامل على الشاعرأو الناقد ....
        وعند نقطة التلاقى بين النأى بنفسى (عن الإتهاموالإلتزام بوعدى (بالنقد)
        كانت هذه المقالة النقدية الإحصائية .. أرجو أنىّ قد أوضحت

        تكرار فى الألفاظ والمعانى
        ـــــــــ


        فى البيت(11) من القصيدة كما أعدتُ كتابتها أنا
        سنجد فى عجز البيت الشاعر يقول:
        أسوقُ الغيبَ نحو دَوَاتي
        ويعود بعد بيتٍ واحد يقول:
        أحدو الأرضَ نحو شتاتي
        لقد قام الشاعر بتكرار المعنى تماما فى هذين الجزأين من شطرى البيتين
        سواءً باللفظ كما فى (نحو) أو بالمعنى الصريح كما فى ( أسوق ) و (أحدو)
        إذ أنّ الشاعر بالتأكيد قصد من الحُداء "السوق" .. ولا يستقيم هنا أن يقصد الإتباع
        وحتى إن قصد السوق بلفظة "أحدو" فللفظة بعض خصوصية بسوق الإبل ، لا بسوف الأرض .. !
        فهل ثمة علاقة بين الأرض والإبل هنا فى سياق هذا الجزء من القصيدة .. ؟!

        تكرار كلمة واحدة تتضمن حروف القافية فى بيتين من القصيد
        وهى هنا لفظة المرآة (فى شطرى هذين البيتين)
        رغم أنها قصيدة عمودية وليست طويلة (33 بيت فقط )
        وأنّ القافية سهلة كما أسلفنا ويمكن الإتيان بعدد لا محدود من القوافى
        يعادل عدد أسماء المؤنث فى العالم .. !
        ولكنه التكرار والاستسهال (كما ذكرنا فى المقال النقدى) السابق


        لن تبزُغي إلا على مِرآتي
        يجتازُ بحر ساحلَ المرآة

        .........

        أنا .. أنا .. أنا .. أنا .. أنا
        بالتأكيد لستُ أنا .. !


        بل هو... الشاعر... بطل القصة (القصيدة) وماذا بعد؟!
        حقا وصدقاً أخوانى لم أعرف .. !
        لا أدرى كيف ننتقد القصيدة ، ولا نعرّج على بطلها
        فإذا عرّجنا على بطلها (وهو هنا الشاعر نفسه) وتناولنا طرحه بشىء من النقد
        قالوا لنا ... هذا تحامل ... !!



        لهذا أنا أتحدث اليوم وأكتب بالإحصاء
        ( 5) مرات تكرار ضمير المتكلم (أنا)


        أرى أن ّفيها إغراق فى الذاتية يقع فيه عادة المبتدئون
        وهذا مما دفعنى أن أطلع على سيرة الشاعر الذاتية فعلا
        والإغراق فى الذاتية هو موضوع باقٍ معنا بالتأكيد لنهاية القصيدة

        حروف الجَرّ وما أدراك ما حروف الجرّ




        لم يَمُرْ على القصيدة ناقدٌ بالمدح ولا بالذم إلّا وجد قلقاً فى تموضع الحروف فى مواضعها الصحيحة



        حتى أنى فكرت أن أجرى عليها ما يسمى فى مصطلحات الجيوش (عملية إعادة إنتشار)
        ولكن وأنا أفكرت فى هذا القلق الذى يحكى حال حروف الجر ...
        ألهمنى الله، وضعت يدى (وعينى) على الحقيقة ... !
        كمٌّ هائلٌ من حروف الجر، المنثورةِ نَثراٌ فى كل مِفْصَلٍ من مفاصلَ القصيدةِ !!
        لقد تكرر حرف الجر (فى) مثلا أكثر من( 10مرات
        وتكرر حرف الجر (على) 15 مرة .. وهذا بالطبع رقم مهول فى قصيدة من (33 ) بيت

        ولقد تكررت حروف الجر فى القصيد ما مجموعه ( 50 ) حرفاً بعد ذلك (نعم خمسين حرفاً.. !! )

        ياء المخاطبَة


        تكررت (16) مرة منها( 8) ياءات تخص فعل الأمر والنهى للأنثى ..!
        لا بد أن نتذكر على الدوام أن القصيدة ليست قصيدة مطولة بل عاديةٌ من (33) بيت.

        الغرق فى الذاتية
        ـــــ

        ودلائل هذا الغرق فى الذاتية واضحة لا تحتاج بيانا ،
        فقط أستمر بوضع الإحصائيات عن المفردات والمعانى المكررة


        قد سبق وذكرنا تكرار لفظة (أنـا 6 مرات)


        ونضع أمامكم( 10 مفردات) بأشطرها تدور فى فلك عبارة

        ( أرسمُ لوحة) لتحكى برتابة تفاصيل التفاصيل .. !
        منها كلمات مثل : ( دواتى .. لوحاتى .. فرشاتى ... متمرد الألوان .. ترسم حلمها .. إلخ )


        كما أنَ هناك بحق أكثر من 25 كلمة تدور فى فلك معنى عبارة

        (أكتب قصيدة )

        مثل ( مجازاتى تفعيلاتى .. لغة .. صمت .. نثرت .. النغمات .. بالقصيد .. موسيقى .. حوار
        الكلام .. أحرف .. الشعراء .. وحبل طويل من الكلمات التى تدور فى فلك نفس المعنى)

        ونصل بكم الآن إلى عمق أعماق الذاتية حينما نرصد للنص 40 ياء ملكية (كم ثرىّ هذا والله.. !)

        نعود ونجمل كل الياءات المنتهية (ي ) التى إحتاجت من الأخ الشاعر إلى 80 ضغطة على الكى بورد
        ورجاءً لا تشكّكُون فى إحصاءاتى .. فأنا وأنتم والجَمَل والنخلة موجودون .. !!


        مَنْ يدلنى بالله عليكم كيف ينطلق الشاعر بقصيدته ألى فضاء الإبداع
        إن كان قد حبس نفسه فى زنزانة من داخل زنزانة ٍمن داخل أخرى ؟!


        كيف يحلق عاليا فى سماء القصيدة وأجوائها وهو مربوط برباط غليظ
        فى عمق الذاتية ولججها المتراكبة؟!


        (حيث أنة بالتمادى فى ذلك فلن يبقى على الغالب لا ذات ولا إنسانية )


        وأنـَّى يبقى وقد تفوّه بما لم يتفوه به شيطان ولا حتى نبىّ.. !؟
        بل وحتى فرعون عندما كان يخرج لمبارزة موسى عليه السلام حجة ً بحجة ويقول :


        أنا ربكم الأعلى، لم يستنكف أن يستعين بالأعوان من السحرة والعلماء
        لكنه على كل حال لّـمْ يقل : { واكتملتُ بذاتى } ..!!
        !!!!!!!


        ما تفعله أخي محمد الشريف هو فعلا ما ذكرته أنت:

        نستأذنكم هذه المرة بمغافلة القصيدة الآمنة فى مخدعها لنمسك بها من عنقها ...تحديداً، من مؤخرة العنق، من "القافية" ..!!

        أنت فعلا تحاول ليّ عنق الحقيقة (لا القصيدة)، لكن هيهات؛ فلن تستطيع إخفاء "شمس القصيدة" بـ"غربالك"!

        لا أدري لم تصرّ أخي محمد على حشر نفسك في زاوية تضيق بك تدريجيا!

        أوّلا:

        لا أزال أنتظر مقالك النقدي الذي وعدتنا به!
        أما ما كتبته من قبيل:

        1ـ أنا لا أستسيغ (طعم ) النور وإن قلت غير ذلك أكون كاذبا .. !
        كما لا أستسيغ (طعم )الملوخبة وإن قلت ذلك أكون كاذبا أو مجاملاً للطباخة ..!
        ــ ولكن من قواعد الذوق واللياقة أن لا أنكر ذلك على مَن يستسيغ طعم النور أو طعم الملوخية.. وأعتقد أن المعنى الذى أقوله واضح .
        2 ــ لقد كان سياق الحديث أنه لا يوجد فى تراثنا الأدبى أو الغنائى كله مَن تحدث عن الشفاف اللاملموس (كمادة مأكولة ولها طعم.. !)
        وعندما تذكرت أغنية للسيدة (صباح) غنّت فيها لإبنتها الصغيرة للتعبير عن فرط حبها لها (والحب غير ملموس كمادة) فعبرت عنه بالملموس وقالت لإبنتها (آكلك منين يابطة؟)

        فمثير للسخرية والشفقة!

        فما علاقة "الملوخية" و"البطة"، وكل ما كتبته بهذا المكان حيث النقد، والقراءات النقدية المحترمة البعيدة عن "الملوخية، والبط، والأكل، و..."؟!

        ثانيا:

        لم أشهد في حياتي كاتبا ادعى أنه ناقد، وقرأ نصا، ثم قال: هكذا يجب أن يكتب، ثم -وهنا المهزلة- بدأ في إبداء رأيه بناء على النص الذي شكله حسب هواه!
        وليتك أخي صدقت القارئ فيما أوردته، إذ لم أجدك التزمت الأمانة في كل ما أوردته.

        للعلم،
        لم أكن أنوي الرد على أي من مداخلاتك، لكن أمام تماديك في نثر ما لا يمت للنقد بصلة، وخوفا من أن يظن المبتدئون من رواد الملتقى صحة "مغالطاتك" ارتأيت التدخل فقط للتوضيح:

        قبل البدء:

        لا بدّ من الإشارة إلى أنه لا يجوز -من باب الأمانة العلميّة- لأيّ كان أن يحول نصا لغيره من نوع أدبي لآخر من أجل إثبات عيب غير موجود فيه قصد تضليل الآخرين.

        ألا تعلم يا أخي أن قصيدة التفعيلة تختلف عن القصيدة الخليلية العمودية؟!
        ألا تعلم أن قصيدة التفعيلة لا تلتزم نظاما معينا في القافية، وخاصة بالنسبة إلى الرويّ؟!

        فلنبدأ:

        ورغم ذلك سأسلم -فقط جدلا- أنّ الشاعر حسن شهاب الدين أورد القصيدة بالشكل الذي أوردته أنت (وهو مشوه إذ وصلت الصدر بالعجز دون الفصل بينهما!) وأبين خطأ ما ذهبت إليه!

        1- القافية ليست الرويّ!

        من العجيب أن أجدك لا تميز بين القافية والرويّ، إذ تقول:

        والقافية هي: ما يلزم الشاعر تكريره فى كل بيت من الحروف والحركات، واتفق علماء العروض على أنها آخر ساكنين فى البيت وما بينهما من الحركات مع المتحرك الذى قبل الساكن الأول .

        من أين أتيت بتعريفك؟!

        أرجو ألا يكون قد قرأ أحد المبتدئين ما كتبته، وصدّقك!
        إن كان واضع علم العروض الخليل بن أحمد الفراهيدي نفسه قد عرّفها بقوله:"إنها من آخر حرف في البيت إلى أول ساكن يليه مع ما قبله" ولم يلزم بها الشاعر، وعلم العروض كما نعلم جميعا قد وضع دفعة واحدة، ولم يتطور كباقي علوم العربية، لذلك فجميع مصطلحاته اتخذت شكلها النهائي منذ نشأتها الأولى!(*)

        فمن أين أتيتَ يا أخي بتعريفك "العجيب"؟!
        والأعجب أنك تبني على تعريفك الخاطئ، وتوجب على الشاعر ما لا يجب!

        تأمل معي قولك:

        وعند تطبيق هذا التعريف للقافية على قصيدتنا هذه ...
        فإن حروف القافية التي يجب أن يكررها الشاعر فى كل بيت هنا ...

        لقد اختلط "حابل" القافية لديك بـ"نابل" الرويّ!
        فالرويّ هو"النبرة أو النغمة التي ينتهي بها البيت، ويلتزم الشاعر تكراره (وليس تكريره كما ذكرت أنت!) في كل أبيات القصيدة، فيقال ميمية، أو رائية، أو دالية...(**)

        ثم تواصل بناءك على "الفراغ"؛ فتقول:

        شاعرنا هنا إستسهل تماما هندسة القافية حتى بدت لى كلعبة ظريفة يمكن لأى دارس مستجد هاوٍ غير ذى موهبةٍ أن يلعبها... !

        ثم تضيف:

        الأستاذ الشاعر إكتفى من القافية بهذه الحروف وحركاتها ( اتى)وهى ساكنين بينهما متحرك
        لو أراد أحد المبتدئين أن يضع هذه القافية على أى إسم مفرد مؤنث
        فإن القافية ستستقيم وتستجيب له على أن يراعى الوزن عند لصق القافية بالمفرد المؤنث .

        1- الساكنان وبينهما متحرك(اتي) لم ترد في كل الكلمات -كما ادّعى الكاتب- كنهاية لجمع مؤنث سالم متصل بياء المتكلم، فياء الوصل الواقعة في آخر البيت الشعري وردت إشباعا في (14) كلمة منها (7) كلمات مفردة (آتِ، المرآة، النحَّاتِ، الذاتِ، الميقاتِ، الفُرشاةِ، المِشكاة) و(6) جاءت جمعا(الكلماتِ، الجَمَراتِ، الزهَرَاتِ، اللحظاتِ، العَبَراتِ، العتباتِ)، ووردت مرة واحدة كأصل من أصول بنية الكلمة(العاتي).

        2- ألم تقرأ لعمالقة الشعر قديما، وحديثا ممن استعملوا نفس "الرويّ"، وبنفس طريقة شاعرنا حسن؟!

        ألم تقرأ للأعشى (1)، والفرزدق(2)، وجرير(3)، وامرئ القيس(4)، والحطيئة(5)، والمتنبي(6)، وأحمد شوقي(7)، وحافظ إبراهيم(8)، ونزار قباني.
        هؤلاء جميعهم استعملوا نفس "الرويّ" واعتمدوا على نفس ما سميته أنت بـ"هندسة القافية"!

        فهل هؤلاء دارسون مستجدون، وهواة عديمو الموهبة؟!

        وماذا ستقول عن الذين كتبوا المزدوجات، والمسمطات، والموشحات، والمثلثات، والمربعات، والمخمسات، والمسدسات، وغيرها؟!

        3- إن كنت تعلم ما سبق، فقد بهتّ الشاعر حسن، لأنك قد ذكرت عيوبا لا توجد في قصيدته، وإن كنت لا تعلم؛ فالمصيبة أعظم!

        ألست أنت القائل:

        ـ بخصوص الصنعة عند الأخ حسن فأنا نظرتى وتعبيرى واضح هو فقط لديه لغة ولديه سلامة وزن ونحن لم نتطرق له فى هاتين النقطتين
        ولكن هاتين النقطتين .. غير كافيتين...
        الشاعر يجب أن يتوافرله متطلبات كثيرة جدا غير اللغة والوزن .. من بين هذه الأشياء
        الموهبة .. والثقافة الموسوعية التى تميز الشاعر عن الأديب
        يجب أن يكون الشاعر مُلِمّاً بكل شىء (فهو نبض الناس ولسان حالهم)

        المتأمل في قولك يظن أنك درّست الشاعر حسن، أو سبق لك اختباره بدقة!
        والمتأمل في مداخلاتك، ومداخلاته يدرك أنه يفوقك ثقافة، وهذه حقيقة لمستها بنفسي هنا!

        ولنواصل:

        تقول:

        فى البيت(11) من القصيدة كما أعدتُ كتابتها أنا
        سنجد فى عجز البيت الشاعر يقول:
        أسوقُ الغيبَ نحو دَوَاتي
        ويعود بعد بيتٍ واحد يقول:
        أحدو الأرضَ نحو شتاتي
        لقد قام الشاعر بتكرار المعنى تماما فى هذين الجزأين من شطرى البيتين
        سواءً باللفظ كما فى (نحو) أو بالمعنى الصريح كما فى ( أسوق ) و (أحدو)
        إذ أنّ الشاعر بالتأكيد قصد من الحُداء "السوق" .. ولا يستقيم هنا أن يقصد الإتباع
        وحتى إن قصد السوق بلفظة "أحدو" فللفظة بعض خصوصية بسوق الإبل ، لا بسوف الأرض .. !
        فهل ثمة علاقة بين الأرض والإبل هنا فى سياق هذا الجزء من القصيدة .. ؟!

        هنا أنت تستخف بعقولنا، وبمعرفتنا باللغة!

        كيف تجعل الفعل (ساق-أسوق) والفعل (حدا - أحدو) مترادفيْن؟!
        من أين لك بهذا؟!

        فإن كان الأقدمون أمثال "الهمذاني" (9)، وأبو منصور الثعالبي" (10)، و"قدامة بن جعفر" (11)، و"ابن سيده" (12) والمحدثون أمثال "إبراهيم اليازجي" (13) و"نجيب إسكندر" (14) إن كان كل هؤلاء اتفقوا ألا علاقة للفعل (حدا) بالفعل(ساق) من حيث "الترادف" فكيف نقبل منك شطحاتك في هذا الموضوع؟!

        ثم لِمَ تريد منا أن "نسجن" كلمة "حدا" في قفص معرفتك، وحدودها؛ فلا نرى لها معنى يخالف فهمك؟!

        تأمل معي الشاعر حسن، وهو يقول:

        الأبْجَديَّة ُ
        في يديَّ تفتـَّتتْ
        وأنا أسوقُ الغيبَ
        نحو دَوَاتي.

        لو فهمت ما قصده الشاعر بكلمة "الغيب" لاتضحت لك براعة الصورة هنا!
        تأمل معي روعة الصورة، وهو يصف لنا لحظة ولادة الفكرة، ووقوعها في شرك القلم!
        الأبجدية تماوجت، وتناثرت، وتفتتت لحظة بعث (إرسال) الغيب (الرسول-الفكرة) نحو الدواة؛ لتدوينها!
        ففي استعمال لفظة "أسوق" تبرز براعة الشاعر لأنها تحيلنا إلى معنى آخر، وهو "الشروع في نزع الروح" من الفكرة عند كتابتها؛ لتحيا، وتبعث من جديد على الورق، لما تنشر!
        يا لبراعة الصورة، وجودة العدسة التي التقطتها!
        ثم يقول الشاعر في مشهد رائع آخر:

        سأعيدُ تشكيلَ القصيدةِ
        مرَّة أخرى
        وأحدو الأرضَ نحو شتاتي

        تأملوا الربط الذكي بين إعادة "التشكيل" و"التحليق" و"التشظي"، تأملوا الإبداع في استعمال كلمة "أحدو" دون غيرها!
        إنه "يتحرّى" الأرض؛ ليحط عليها بعد رحلة "التشكيل، وهو "يتحداها"، ويدفعها لاستعمال جاذبيتها: سلاح أنوثتها، وغوايتها؛ لينعم بالاستقرار بعد تحليقه في سماء القصيدة!
        يا له من تعبير بلاغي رائق غاب عن الكاتب، وهو يبحث عن الوهم في "جراب الحقيقة"!

        وها أنك تواصل التضليل بقولك:

        تكرار كلمة واحدة تتضمن حروف القافية فى بيتين من القصيد
        وهى هنا لفظة المرآة (فى شطرى هذين البيتين)
        رغم أنها قصيدة عمودية وليست طويلة (33 بيت فقط )
        وأنّ القافية سهلة كما أسلفنا ويمكن الإتيان بعدد لا محدود من القوافى
        يعادل عدد أسماء المؤنث فى العالم .. !
        ولكنه التكرار والاستسهال (كما ذكرنا فى المقال النقدى) السابق

        لن تبزُغي
        إلا على مِرْآتي
        ***
        يجتازُ أزمنة ستأتي..
        مثلما..
        يجتازُ بحرٌ
        ساحلَ المَرْآةِ

        أين التكرار؟!
        هل المِرْآة تعني المَرْآة؟!

        لا علاقة يا أخي بينهما، لكنّ الباحث عن الخطأ عادة يتعثر في الجمال، ولا يراه!
        حتى لو فرضنا جدلا أن الكلمة الثانية ميمها مكسورة، وأنها نفس الكلمة، فلا يعتبر التكرار بعد ثلاثين بيتا هنا عيبًا في القصيدة! (15)

        وفي هذه الحالة نكون أمام ما يسمى في الشعر بـ"الإبطاء" وهو "تكرار كلمة الرويّ بلفظها، ومعناها من غير فاصل"
        وهذا مسموح به عند الأخفش بعد ثلاثة أبيات، وعند "ابن جنّي" بعد خمسة عشر بيتا، وعند "الفرّاء" بعد عشرين بيتا، وقد عدّوا كلهم اللفظ الثاني المكرر، وكأنه ورد في قصيدة جديدة!

        ألا تعلم ذلك يا أخي؟

        إن كنت تعلم، فلِمَ تعيب على شاعرنا ما لا يعاب، وإن كنت لا تعلم؛ فالمصيبة أعظم!

        كما أن الإبطاء "قد يصبح مطلبا إذا وجد الكاتب لذة في تكرار لفظة ما، نحو قول الشاعر:

        مـحـمـد ســاد الناس كهـلا ويـافعا***وساد على الإملاك أيضا محمد
        محمد كل الحسن من بعض حسنه***وما حسن كل الحسن إلا محمد
        مـحـمـد مـا أحـلـى شمـائلـه، ومـا***ألــذّ حـديـثـا راج فـيـه مـحـمـد

        وكما قال الشاعر محمود بيرم التونسي:

        ولم أذق طعم قِدْرٍ كنتُ طابخها***إلا إذا ذاق قبلي المجلس البلدي
        كأنّ أمي بلَّ اللهُ تربتها***أوصت، فقالت: أخوك المجلس البلدي
        يا بائع الفجل بالمليم واحدةً*** كم للعيال؟ وكم للمجلس البلدي؟

        وفي الموضعين اللذين استعمل فيهما الشاعر حسن لفظة "المرآة" جمال لا يخفى على ذي الذائقة المحلقة!

        وتستمر أخي الكاتب في البحث عن مساوئ من خيالك إذ تقول:

        لهذا أنا أتحدث اليوم وأكتب بالإحصاء
        ( 5) مرات تكرار ضمير المتكلم (أنا)

        أرى أن ّفيها إغراق فى الذاتية يقع فيه عادة المبتدئون
        وهذا مما دفعنى أن أطلع على سيرة الشاعر الذاتية فعلا
        والإغراق فى الذاتية هو موضوع باقٍ معنا بالتأكيد لنهاية القصيدة

        ما لك تصرّ على إضحاكي؟!

        هل المتنبي مبتدئ؟!
        اقرأ معي قوله:

        أنا الـذي نظــَرَ الأعمـى إلى أدبــي***وأسْمَعَـتْ كـلماتـي مَـنْ بـه صَمَــمُ
        أَنـامُ مـلءَ جفونـي عَـنْ شوارِدِهـا***ويسهـرُ الخلـقُ جَرّاهـا وَيَخْـتصِـمُ

        واقرأ قوله:

        فالخيـلُ و الليـلُ و البيـداءُ تعـرفني***والسيـفُ والرمـحُ والقرطاسُ و القلمُ

        وتستمر في البحث عن عيب مفقود دون كلل، تأمل معي قولك:

        حروف الجَرّ وما أدراك ما حروف الجرّ
        لم يَمُرْ على القصيدة ناقدٌ بالمدح ولا بالذم إلّا وجد قلقاً فى تموضع الحروف فى مواضعها الصحيحة
        حتى أنى فكرت أن أجرى عليها ما يسمى فى مصطلحات الجيوش (عملية إعادة إنتشار)
        ولكن وأنا أفكرت فى هذا القلق الذى يحكى حال حروف الجر ...
        ألهمنى الله، وضعت يدى (وعينى) على الحقيقة ... !
        كمٌّ هائلٌ من حروف الجر، المنثورةِ نَثراٌ فى كل مِفْصَلٍ من مفاصلَ القصيدةِ !!
        لقد تكرر حرف الجر (فى) مثلا أكثر من( 10مرات
        وتكرر حرف الجر (على) 15 مرة .. وهذا بالطبع رقم مهول فى قصيدة من (33 ) بيت
        ولقد تكررت حروف الجر فى القصيد ما مجموعه ( 50 ) حرفاً بعد ذلك (نعم خمسين حرفاً.. !! )

        هل وجود حروف الجر يقاس بعددها، أم بمعانيها، ودلالاتها، وحسن استعمالها؟!

        ألا تعلم أن لحروف الجر معان عدة؟!
        فلو أخذت حرف الجر "في" مثلا لوجدت الشاعر حسن شهاب الدين وفق في استعمال خمسة معان مختلفة لها:
        1- في أبياتي = بمعنى على
        2- في أدْمُع ِالمِشكاة = بمعنى "الباء"
        3- في يديَّ تفتـَّتتْ = بمعنى "الظرفية"
        4- في شطحاتي = بمعنى "مع"
        5- في سِدْرةِ = بمعنى "من"
        ...
        إن طبقنا طريقتك "البدائية" الساذجة المعتمدة على "الحساب" فسيأتي إلينا تلميذ في الصف الأول الابتدائي، ويخبرنا أن المتنبي في قصيدته " لا تعذل المشتاق في أشواقه" المشتملة على (18) بيتا فقط -أي قرابة نصف عدد أبيات قصيدة الشاعر حسن-استعمل (المتنبي) أربعين(نعم أربعين!) حرف جر!
        (هنا التلميذ قام بنفس عملك أحصى الحروف!)
        فهل ينقص ذلك من روعة قصيدته؟!
        وهل استعمال المتنبي لحرف الجر"الباء" ثلاث مرات إلى جانب حرف الجر "من" في بيت واحد يعيبه؟!:

        القلب أعلم يا عذول بدائه***وأحق منك بجفنه وبمائه

        وهل استعماله لحرف الجر "في" مرتيْن في بيت واحد يعيبه؟!:

        لا تعذل المشتاق في أشواقه***حتى يكون حشاك في أحشائه

        أدعو لك الله أن "يلهمك" اكتشاف الجمال، وتتبع روعة المعاني، وسمو الدلالات في قصيدة حسن كما ألهمك إحصاء الحروف والتباهي بصيد لا يزال فوق الشجرة!



        ياء المخاطبَة
        تكررت (16) مرة منها( 8) ياءات تخص فعل الأمر والنهى للأنثى ..!
        إحصاءاتك خاطئة، ولم تقل تذكر لنا فيم العجب، حتى نردّ عليك بما يناسب!
        وما زال البحث عن "العيوب المفقودة" مستمرا!
        ومواصلة لتناقضه في جعل الجميل قبيحا يقول:
        الغرق فى الذاتية
        ـــــ
        ودلائل هذا الغرق فى الذاتية واضحة لا تحتاج بيانا ،
        فقط أستمر بوضع الإحصائيات عن المفردات والمعانى المكررة
        قد سبق وذكرنا تكرار لفظة (أنـا 6 مرات)

        أخي محمد الشريف
        ما يجب عليك فهمه هو"أن الأنا المبدع يبتدع نفسه في الحركة التي يقول فيها ذاته، فهو يعبر إذا عن نفسه بتجاوزها، والفعل المبدع لا ينفصل عن هذه الحركة المؤسسة له"
        تأمل في ما سبق جيدا!

        إن فهمته، ستنصرف رؤاك من "المقاومة السلبية للآخر" إلى المطاوعة الدينامية للأنا"!

        عندئذ لن نراك تقول:

        ونضع أمامكم( 10 مفردات) بأشطرها تدور فى فلك عبارة
        ( أرسمُ لوحة) لتحكى برتابة تفاصيل التفاصيل .. !
        منها كلمات مثل : ( دواتى .. لوحاتى .. فرشاتى ... متمرد الألوان .. ترسم حلمها .. إلخ )

        كما أنَ هناك بحق أكثر من 25 كلمة تدور فى فلك معنى عبارة
        (أكتب قصيدة )
        مثل ( مجازاتى تفعيلاتى .. لغة .. صمت .. نثرت .. النغمات .. بالقصيد .. موسيقى .. حوار
        الكلام .. أحرف .. الشعراء .. وحبل طويل من الكلمات التى تدور فى فلك نفس المعنى)

        لأن ما تقوله يُعَدُّ التفافا على الجمال، ومظاهره، ودوران حوله بسياط الحذر المتمدد على نواصي الإعراض، وأرصفته!

        فأنت تثبت -دون وعي- لنا إبداع الشاعر الذي استطاع أن يجعلك -رغم نكوصك عنه، وعن قصيدته- تقرّ ببراعته في تفصيل المجمل بعبارات موحية اتحدت رغم تنافرها في لم شتات المعنى؛ وجعل القارئ العادي يرى بين الكلمات، وعبرها أنظمة علاقات غير ملحوظة، لتبدو "بداهات ساطعة"!
        ولأن نسيما ما داعبك مع رفرفة القصيدة بجناحيها قرب الأسلاك التي أحطت بها القصيدة تساءلت:

        كيف يحلق عاليا فى سماء القصيدة وأجوائها وهو مربوط برباط غليظ
        فى عمق الذاتية ولججها المتراكبة؟!

        والجواب تجده أخي محمد الشريف لما تقرأ لكبار الشعراء بـ"عين نحلة" عندها فقط ستقع على ما يجعلك تعطينا العسل!

        وكما نعلم العجز في الواقع يجعل البعض يتمسح بعباءة مزيفة ظاهرها "الدين" ومن قبلها تحقيق أغراض شخصية لا علاقة للدين السامي بها!
        تأملوا كيف يزج بالشاعر في زنزانته؛ ويصبح جلاده الذي لا يملك من الحجة إلا سوطه و"كرباجه":

        وأنـَّى يبقى وقد تفوّه بما لم يتفوه به شيطان ولا حتى نبىّ.. !؟
        بل وحتى فرعون عندما كان يخرج لمبارزة موسى عليه السلام حجة ً بحجة ويقول :
        أنا ربكم الأعلى، لم يستنكف أن يستعين بالأعوان من السحرة والعلماء
        لكنه على كل حال لّـمْ يقل : { واكتملتُ بذاتى } ..!!
        !!!!!!!

        أين حجتك في تكفير الناس؟!

        صدق من قال "رمتني بدائها، وانسلت"!

        صدر الحكم الأول بإلقاء القصيد في سلة المهملات، وفي الاستئناف صدر الحكم بإلقاء صاحب القصيدة في جهنم!
        لم؟

        لأنه قال:و"اكتملت" وكأنّ الله لم يخلق الإنسان مكتملا!
        ألا تعلم أن الإنسان يكتمل خلقه وهو في بطن أمه؟!
        كذلك الفكرة تكتمل بذاتها، وهي في ذهن الشاعر المبدع، فتخرج غير محتاجة لك، أو لغيرك!
        الشاعرمحدود، كما عقله، محتاج لخالقه الذي كرمه بالعقل، وجعله قادرا بلغته أن "يكوّن" و"يخلق" بمعنى الصنع رغم احتياجه الدائم أفكارا لكنها تظل مهما علت، ورفّت، وسمت، وبلغت من الإبداع، تظلّ محدودة بالزمان، والمكان
        أما الله فهو الخالق الكامل غير المحتاج لمخلوقاته العلي القدير بديع السموات، والأرض، فسبحان ربك رب العزة عما يصفون، والحمد لله رب العالمين.

        أخيرا،

        أقول لك أخي محمد:
        اتق الله في "أشياء" الناس، ولا تبخسها، فلك نصوص لا ترقى لشعره، فتخيل لو تناولها أي كاتب(ولا أقول ناقدا) بنفس أسلوبك، وخلفيتك!

        ===
        (*) المعجم المفصل في علم العروض والقافية، وفنون الشعر. د. إميل بديع يعقوب
        (**) نفس المصدر السابق
        (1) في ديوانه ص357
        (2) في ديوانه ص 108
        (3) في ديوانه ص 829
        (4) في ديوانه ص79
        (5) في ديوانه ص113
        (6) في ديوانه ص157
        (7) في ديوانه ص82-83
        (8) في ديوانه ص (131-132) (253-255) (458-463)
        (9) في ديوانه (قصيدة الرسم بالكلمات)
        (10) في كتابه "الألفاظ الكتابية"
        (11) في كتابه "فقه اللغة"
        (12) في كتابه "جواهر الألفاظ"
        (13) في كتابه "نجمة الرائد في المترادف والمتوارد"
        (14) في كتابه "معجم المعاني للمترادف والمتوارد والنقيض من أسماء وأفعال، وأدوات وتعابير"
        (15) تماشيا مع تحويرك للقصيدة، واعتبارها عمودية!
        أنت دخلت تشاغب وتشوش فقط يا أخى رضا... !!!


        وإلا بماذا أفسر جدالك هذا فى البديهيات ؟!
        هل لأنك لم تجد لنا أخطاء (بتوفيق الله)
        أم لأنك اندفعت إلى الكتابة دون إرادة
        سوى إثبات الوجود ؟ أنا أشوش إذن أنا موجود ...!

        البديهية الأولى
        إذهب وافتح أى معجم يتوفر لك فى اللغة العربية وابحث عن (ك ر ر)
        ستجد أن لفظة (تكرير) التى تعتبرها خطأ موجودة جنبا إلى جنب مع كلمة (تكرار)
        وللأخوة المهتمين بالشعر والمتابعين أقول لهم افتحوا المعجم الوجيز
        صفحة 531 على اليمين ستجدون ما يلى:
        (كرّر) الشىء تكريرا ، أو تكرارا ... بمعنى : أعاده مرة بعد أخرى
        فالأستاذ رضا عطلنى عن مواصلة ما بدأته من نقد القصيدة ربما لأنه قصد هذا التشويش
        أو لأنه تصور أنّ التكرير مرتبط بالبترول فقط.. !

        وللعلم فإن تكرير البترول مصطلح جاء ليعنى تكرير (تكرار ) عملية تنقيةوتصفية البترول

        البديهية الثانية
        ــــ
        أنت تتهم تعريفى للقافية بالخطأ .. وهى بالحرف الواحد : تعريف أبى موسى النحوى ومتفق معه جميع علماء علم العروض

        ــ
        فأين الحابل والنابل الذى تتحدث عنه ؟
        فالروىّ هو الحرف الذى تُبنى عليه القصيدة كما قلت أنت
        والقافية كما ذكرتها أنا لك هى حروف وليست حرفا .. فأين الحابل والنابل؟
        والله الحابل والنابل هو ما ذكرته أنت ... !
        فالتعريف الذى ذكرته أنت ... هو تعريفك أنت وليس تعريف الفراهيدى
        أنت الذى خلطت بين الروىّ و الوصل
        فعندما ننهى البيت مثلا بكلمة تلعبُ ، فإنّ الروىّ هو حرف الباء
        أما الوصل هنا : فهو حرف المدّ الذى نشأ عن إشباع الحركة بعد الباء فى تلعبُ
        فالوصل هنا يكون الواو التى تولدت (صوتيا دون كتابة) بعد الباء ، فكأنّ الكلمة هكذا ( تلعبو )

        وبناءً عليه تكون القافية من هذا الساكن الأخير (الوصل) إلى أقرب حرف ساكن مع المتحرك الذى يسبقه
        وأقرب ساكن هنا هو اللام والمتحرك السابق له هو التاء

        هذا شرحٌ تفصيلىّ يفهمه المبتدئون
        هل عرفت الآن مَن فينا خلط الحابل بالنابل؟!!!!

        ملحوظة
        ـــ
        مَن يريد من الأخوة المتابعين الرجوع إلى المراجع للتحقق من تعريف القافية وكذا الروىّ والوصل
        فليرجع إلى كتاب القوافى (للتنوخى) من صفحة 66

        ويمكن الرجوع إلى كتاب (ميزان الذهب .. فى صناعة شعر العرب) كتاب العلامة السيد أحمد الهاشمى الذى حققه أ . د . حسنى عبد الجليل .. فى الباب الثانى (علم القافية)

        البديهية الثالثة بل لعلها الخامسة


        ألا تعرف أستاذ رضا أن ّ (أسوق ) هى واحدة من معانى( أحدو) ... حدا هى ساق وجاء أصلها من الحداء وهو الغناء للإبل ... ففى الكلمة خصوصية السَوْقُ للإبل مع حثها على ذلك بهذا الحداء

        رغم أنى شخصيا متأكد 100% من ذلك ولكنى والله سأذهب للقاموس الوجيز فقط لأكتب لك وللأخوة
        رقم الصفحة التى بها معانى ( أحدو ) ....
        ملحوظة
        ـــ
        (ح د ا ) صفحة 140 على اليسار

        من البديهيات أيضا
        ــــ
        إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ
        ـــــ
        ملحوظة
        ــ
        حتى لا أعطى مجالا للتشويش ، فمن الطبيعى أن لا أردّ على مداخلاتك الجديدة قبل أن تقوم بالردّ أولا على هذه البديهيات ، فائدةً للمتلقى ، وللحركة النقدية داخل [ ملتقى القراءات النقدية الحديثة]

        مع الوعد للمتلقى الكريم بمواصلة ما وعدنا به
        إلا ... أن يشاء الله
        ــــ
        تحياتى أخى العزيز الأستاذ رضا الزواوى
        ــــ

        ملحوظة
        والله لم يثبت عندك

        كلمة واحدةسليمة
        وعندما تقر أنت بجدالك

        فى البديهيات الصحيحة


        يمكننى تفنيد كل ماكتبته أنت هنا


        ـــــــــــــــــــــــــ
        "حَتَّى يُظْهِرَهُ الله .. أو أَهْلَكَ دُوْنََهْ "
        ـــــــــــــــــــ
        { مع الوطن ... ضد الاحتلال }
        ـــــــــ
        sigpic

        تعليق

        • بلقاسم علواش
          العـلم بالأخـلاق
          • 09-08-2010
          • 865

          #49
          الأخوان العزيزان،محمد عزت الشريف ورضا الزواوي
          حياكما الباري بهذا التباري لأجل العلم وبنكران الذات.
          لقد بدأ هذا المتصفح لنقدالقصيدة ، ولم تنل حقها نقدا، حتى توالي النقد على النقد( نقد النقد) لكثرة توارد النقاد ، فليتسع صدر كل منكما للآخر، ليستمر الموضوع ، فخسارة هذا الموضوع أفضل بكثير من خسارة أيّ منكما للآخر.
          وأنا شخصيا أتوافق توافقا شبه كلي مع أحدكما، وأكاد أختلف مع الآخر اختلافا جذرياً، لكن الاختلاف أو الخلاف يبقي حبل التواصل، ولا يفسد للود قضية كما يقال.
          أتمنى أن تستمر الردود لتكون دروسا مستفادة.
          تحياتي بكل الود
          التعديل الأخير تم بواسطة بلقاسم علواش; الساعة 20-01-2011, 14:27.
          لا يَحـسُـنُ الحـلم إلاّ فـي مواطـنِهِ
          ولا يلـيق الـوفـاء إلاّ لـمـن شـكـرا

          {صفي الدين الحلّي}

          تعليق

          • محمد عزت الشريف
            أديب وكاتب
            • 29-07-2010
            • 451

            #50
            المشاركة الأصلية بواسطة بلقاسم علواش مشاهدة المشاركة
            الأخوان العزيزان،محمد عزت الشريف ورضا الزواوي
            حياكما الباري بهذا التباري لأجل العلم وبنكران الذات.
            لقد بدأ هذا المتصفح لنقدالقصيدة ، ولم تنل حقها نقدا، حتى توالي النقد على النقد( نقد النقد) لكثرة توارد النقاد ، فليتسع صدر كل منكما للآخر، ليستمر الموضوع ، فخسارة هذا الموضوع أفضل بكثير من خسارة أيّ منكما للآخر.
            وأنا شخصيا أتوافق توافقا شبه كلي مع أحدكما، وأكاد أختلف مع الآخر اختلافا جذرياً، لكن الاختلاف أو الخلاف يبقى حبل التواصل، ولا يفسد للود قضية كما يقال.
            أتمنى أن تستمر الردود لتكون دروسا مستفادة.
            تحياتي بكل الود

            تحياتى أخى العزيز بلقاسم علواش
            ــــــــ
            نشكر إيجابيتك فى المشاركة

            لا نستطيع أن نقول أن القصيدة لم تأخذ حظها من النقد ؟!

            فالأستاذة الكريمة منجية ـ مشكورة ـ قد أظهرت نقاطها الإيجابية

            وأنا أظهرتُ جانباً كبيراً من نقاط الضعف فى القصيدة
            نصف مشاركاتى ياسيدى كانت مخصصة لنقد القصيدة
            والنصف الآخر ،كان للردّ على نقدِ النقد مثلما قلتَ


            ولكن هناك آخرين كانت كل كتاباتهم هى عن نقدِ النقد ..!
            وحتى مشاركاتى التى كانت للرد على الأخ رضا الزواوى أو حتى للرد على مشاركتك هذه
            فإن أهميتها تأتى فى إطار التأسيس لحركة نقدية هادفة
            أنا شخصيا أتناول القضايا النقدية من زوايا خا صة


            ولا أدّعى أننى أقدم نقدا أكاديميا أرمى من خلاله بكمٍّ من المصطلحات النقدية الجامدة
            وأخرجُ،كما دخلتُ ... !
            لا ... أنا أكتب تقريبا فى كل الأجناس الأدبية
            فأستطيع أن أنظر لأى نص نظرةأخرى، مختلفة، أرى فيه
            ما لا يراه مَنْ يكتب الشعر فقط، أو القصة فقط، أو المقالة فقط
            وهذا ما يجعلنى مُعَرَّضاً للصدام دائما مع الآخر، ولكن لحُسْنِ حظى
            وحُسنِ حظ الآخر،وحُسنِ حظِ الحوار، أننى أعرف أصول وآداب الحوار
            بل وأعرف أنّ أهمّ شىء هنا أنْ:
            { تُخْلصَ لفكرتك، أكثرمن إخلاصك لنفسك}
            فهل نحن نفعل ذلك ؟ هذا هو السؤال ...

            أخى الكريم :
            قبل ظهور النت كتبتُ فى أكثر من قطر عربى
            من خلال الصحف وحتى بعض أعمال تليفزيونية
            قصيرة يتم عرضها فى ربع أو نصف ساعة

            وكانت لدىّ الجرأة بُعَيْدَ تخرجى من دراستى التى لم تكن أدبية
            ولكنى درست مع نفسى ونقدت ونُقِدْت ، وعلمت وتعلمت

            {الصدق والإخلاص فى العمل يا عزيزى هو ما يُعطى الجرأة}

            ربما أصبحَ مقالا وعظيا، ولكن لا بأس ... آخر عظة :
            { قبل أن تشدّ الجرح .. طَهّرهُ أولا ً}
            فلا تنزعج من الحوار (وفاقاً، أو خلافاً .. إتفاقاً أو إختلافاً)
            الحوار أصلا هو بحث الخلاف
            فلا تخشَ الحوار .. واخشَ انقطاع الحوار
            ولكن بعد إنتهاء الحوار يجب ألا يبقى فى نفسك ـ تجاه محاورك ـ من السلبية شىء


            أعود وأقول أن التنوع فى المُدْخلات الثقافية ،والمُخْرجات الإبداعية يجعلنا ننظر للنص بأكثر من عينين ..
            فليس معنى أننى أقدم 10 أو15 نقطةَ ضعفٍ فى النصّ
            ليس معناه أنه نصٌ ردىء، ولكنه ربما متوسط أو حتى جيد


            بيد أننا لا يجب أن نعتمد المجاملات غير المبنية على أساس
            كل مَن شهد الأمسية النقدية فى الصالون الصوتى يعرف أن الأخ الأستاذ رضا الزواوى مثلاً
            هو أكثر كاتب ـ فينا ـ إنتقد هذه القصيدة
            وهذا جعل جميع مَن حضر الجلسة النقدية يعبر عن استغرابه لأن يأتى هنا ولا يُقدّم نقداً واحدا ... !
            الفرق بينى وبين هؤلاء الجميع أننى أفصحت له هناعن أستغرابى، وحملت عنه عبء نقد القصيدة ... !
            والغريب أنه جاء بالأمس لينتقد الأجزاء التى نقلتها أنا بالحرف من مصادر ومراجع يعرفها هو جيدا (معاجم ... وكتب تمثل أمهات المراجع فى الشعر العربى) ..!

            والأكثر غرابةً أن ما استنتجتُه أنا ـ بعد دراسة النص، والتأمل فيه ـ
            لم ينقده الأستاذ العزيز رضا الزواوى،كما انتقد المعاجم والمراجع ..!

            ولذلك ردى الأخير عليه لم يكن دفاعا عن نفسى
            بل دفاعاً عن الفراهيدى نفسه .. !!
            ودفاعا عن مجمع اللغة العربية الذى وضع المعجم الوجيز مثلا ..
            وأنت وغيرك يا عزيزى بلقاسم ـ مادام يهمك الأمرـ تستطيع أن تتابع وتفتح المراجع المذكورة
            لتشارك فى البحث .. واستنتاج الحقيقة
            وليس لتقف تصفق فى النهاية، لمَن يرجح رأيه
            أويعلو صوته ..!
            ولك ولكم منى خالص التحية
            ـــــ
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد عزت الشريف; الساعة 21-01-2011, 00:53.
            "حَتَّى يُظْهِرَهُ الله .. أو أَهْلَكَ دُوْنََهْ "
            ـــــــــــــــــــ
            { مع الوطن ... ضد الاحتلال }
            ـــــــــ
            sigpic

            تعليق

            يعمل...
            X