رسالة من عربية سورية إلى كل الأخوة العرب.. / بقلم: رنــا خطيب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد زعل السلوم
    عضو الملتقى
    • 10-10-2009
    • 2967

    #46
    وداعا للتطرف

    الضحية الأولى لثورات المواطنة الديمقراطية العربية، إذاً، ستكون الطائفية والمذهبية والعشائرية . فهل ستكون ثمة ضحية ثانية؟


    أجل حتماً: التطرف الديني . لماذا؟


    لأن هذه الظاهرة التي ابتليت بها المنطقة العربية منذ عقود عدة، ثم استُخدمت ك قميص عثمان لتبرير كل الاجتياحات العسكرية الغربية للشرق الأوسط، ولترسيخ السلطات الاستبدادية كذلك، لن تكون لها بعد حين بيئة ملائمة تترعرع فيها .


    هذه البيئة كانت، كما هو معروف، من جراء قيام الأنظمة السلطوية العربية بسد كل أبواب ونوافذ الهواء النقي التي كان يمكن للمواطن العربي أن يتنفّس عبرها، ويُنفّس من خلالها عن شكواه وألمه وتظلماته . وحين يكون الأمر على هذا النحو، يصبح من الطبيعي أن يبحث الشباب والجيل الجديد عن منافذ أخرى للتعبير عن الكرب .


    وهكذا، ولدت في تلك الفترة ديمقراطية العنف الانتحاري التي جذبت إلى أتونها العديد من أفراد الجيل الجديد، إن لم يكن نحو ميادين القتال والفعل فإلى توفير البيئة المناسبة، المالية والثقافية والوجودية، لهذا العنف .


    وسرعان ما تلقّف الغرب الخارج لتوّه من أتون الحرب الباردة والباحث بلهفٍ عن عدو عالمي جديد، هذه الظاهرة بحماسة شديدة، فدخلت كل أنواع أجهزة المخابرات على الخط لتغذي أو تموّل أو حتى تؤسس العديد من المنظمات الإرهابية . وتبعها النظام الأمني الاستخباري العربي الذي وجد في هذا التطور هبة من السماء لتجديد دمائه، وللحصول على المزيد من دروع التثبيت الغربية لأنظمته السلطوية .


    لكن الآن، وبعد انتصار ثورات الشباب في تونس ومصر (والعد مستمر بسرعة)، بدأ الستار يُسدل على هذه اللوحة الدموية المُرعبة . الآن ثمة ثقافة سياسية ووجودية جديدة تسمح بتفتّح ألف وردة وألف ياسمينة أمام الجيل الجديد، ثقافة حياة وتقدم بدل ثقافة موت وانتحار عبثي .


    قارنوا، على سبيل المثال، بين الاستشهاد الرائع لمحمد بوعزيزي ورفاقه في مصر والمغرب وموريتانيا الذي أدى إلى هدم أسوار أعتى قلاع الاستبداد وإلى إجبار الغرب (أخيراً) على سماع الصوت العربي المستقل، وبين الانتحار العبثي والبشع الذي يدُفع فيه بعض الفتية إلى تمزيق أنفسهم وأجساد الآخرين في العراق .


    قارنوا أيضاً انحسار، أو بدء انحسار، الحركات السياسية الدينية التكفيرية المغلقة في كل أرجاء المنطقة، من الجزائر إلى مصر، وبروز التيارات الإسلامية العقلانية التي دخلت هي الأخرى في مرحلة الانتقال إلى الديمقراطية .


    بالطبع، لا يعني كل ذلك أن المنطقة العربية قد طوت نهائياً سيرة هذا الانحراف العنفي والانغلاقي الأعمى، وشقّت طريقها نهائياً أيضاً نحو جنة الاستقرار والتفتح الديمقراطي، فالشوط لايزال طويلاً، وتغيير المفاهيم والأفكار يحتاج إلى مئة ضِعف الجهود لتغيير الأنظمة السياسية والاقتصادية .


    لكن المسيرة بدأت، وعما قريب سنسمع حتماً عن ثورات ثقافية ليبرالية في الحركات الإسلامية، لا سيما في تلك التي تهاوت فيها أسوار الاستبداد، تُعيد الاعتبار إلى مرحلة النهضة العربية في أوائل القرن العشرين على يد عبدالرحمن الكواكبي ومحمد عبده وعلي عبدالرازق وشكيب أرسلان وأقرانهم .


    قد تحدث انتكاسات، وتراجعات، وثورات مضادة . بيد أن هذه كلها لن تؤثر في المسيرة التاريخية الجديدة التي باتت الآن في حراسة الشباب العربي، تماماً كما أن موقعة الجمل في ميدان التحرير لم توقف ثورة شباب ال فيسبوك .


    وبين الجمل والإنترنت ثمة فرق شاسع، كما نعتقد .

    تعليق

    • محمد زعل السلوم
      عضو الملتقى
      • 10-10-2009
      • 2967

      #47
      الفجر آت للكاتب سعد محيو
      “الحملات العسكرية ضد الثوار في طرابلس لم يسبق لها مثيل من حيث عنفها البالغ، وتشريدها ومحاصرتها لآلاف السكان، وضربها عرض الحائض بكل الأعراف والقوانين الدولية . القوات المسلحة تستخدم الطائرات والعربات المدرعة والمشاة دفعة واحدة ضد متظاهرين لا يملكون سوى حناجرهم والحجارة وبعض الأسلحة الخفيفة . إنها مجزرة حقيقية” .


      عمن نتحدث هنا؟ بالتأكيد: عن طرابلس الغرب .


      لكن، هل عرفتم من يقوم بهذه المذبحة؟


      إنها ليست القوات الوطنية الليبية، بل قوات الاحتلال الإيطالي .


      نحن الآن في العام 1922 الدكتاتور الفاشي موسوليني يصل إلى السلطة في إيطاليا، ويقرر من فوره تدمير المقاومة الشعبية الليبية التي اندلعت أساساً في مقاطعة برقة (عاصمتها بنغازي) ثم امتدت إلى بقية المناطق مُطالبة بالاستقلال . وحين فرّ الأمير السنوسي إلى مصر، حلّ مكانه في قيادة الثورة شيخ سنوسي آخر هو عمر المختار، الذي واصل المقاومة حتى تم اعتقاله وشنقه في بنغازي في 15 سبتمبر/ أيلول 1931 .


      الحصيلة الحقيقية لهذه المجرزة الفاشية، التي كان هدفها تمهيد الطريق أمام المستوطنين الإيطاليين لاستعمار ليبيا (كما استعمر الفرنسيون الجزائر)، غير محددة . لكن كل الوثائق التاريخية تؤكد أن الشهداء كانوا بعشرات الآلاف، فيما تشير وثيقة أخرى إلى أن العدد ربما بلغ ربع الشعب الليبي .


      وقائع تاريخية مذهلة؟ أجل . لكنها “عادية” لأنها تتعلق بممارسات استعمارية أوروبية لطالما شملت تطبيق الإبادات الجماعية ضد شعوب العالم المُستعمر، من الهنود الحمر في القارة الأمريكية إلى الهنود السمر في القارة الآسيوية، ومن الجزائريين في شمال إفريقيا إلى الفلسطينيين في غرب آسيا .


      لكن، أن تحدث هذه المجازر نفسها، كما يجري الآن في ليبيا، على يد قوى محلية لطالما رفعت شعارات الوطنية والقومية والسلطة الجماهيرية، إلى درجة طلب تدخل مجلس الأمن الدولي لحماية المواطنين من حمامات دم نظامهم، وطائراته، وميليشياته، ومرتزقته، فهذه ذروة التراجيديا التاريخية وفق أي/ وكل معيار .


      بالطبع، النظام الليبي لن يستطيع مهما دمّر وقتل وهدد، أن يوقف سيل الثورة الشعبية الزاحف الآن من كل مكان . وبالطبع أيضاً، العربدة الدموية المُطلقة لن تمر من دون عقاب مُطلق .


      وحين يأتي وقت الحساب، وهو آتٍ لا ريب فيه، ستدخل المنطقة العربية مرحلة جديدة بالغة الدقة والحسم، قوامها رفض أنصاف الحلول مع الأنظمة الشمولية، وإطلاق رسالة أخرى مدوّية إلى الآخرين من العرب بأنه قد يكون في وسعهم مواصلة اللعبة نفسها، لكن لن يكون في مقدورهم بعد الآن الإفلات لا من عقاب الشرعية الثورية للشعوب في داخل بلدانهم، ولا من أقواس المحاكم الدولية التي تنتظرهم بفارغ الصبر في لاهاي .


      قلوبنا نحن العرب تدمى في هذه اللحظات ونحن نشاهد ضحايا جنون العظمة، وعبادة الذات، والعنف الدموي العاري، الذي يمارسه قادة أوتوقراطيون يتشبثون بالسلطة تشبّث ذئب جائع بنعجة بيضاء صغيرة .


      بيد أن الفجر آت . وهو سيجعل هؤلاء ينضمون قريباً إلى الفاشيين الإيطاليين، في حجز بطاقة لرحلة ذهاب بلا إياب إلى غياهب التاريخ .

      تعليق

      • محمد زعل السلوم
        عضو الملتقى
        • 10-10-2009
        • 2967

        #48
        نهاية السرطان اقتباس عن الكاتب عبد اللطيف الزبيدي
        وأخيراً اكتشف العرب علاج داء السرطان . العالم كله في ذهول أمام هذا الحدث العلمي العالمي العظيم . أما الكيان الغاصب ففي وجوم في ليل بهيم، مرتعد يسأل: كيف حدث هذا التقدم في العلوم؟ عاد الأعلام وعادت الأعلام .


        لا أحد من العرب ينتظر شهادة “صار قوزي” أو رئيس وزراء السباغيتي، فمفكرو الغرب الآن يتتلمذون على براعم الأمة . في الأسبوع الماضي نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية مقالاً للفيلسوف “آلن باديو” وضع فيه صلف الغرب وغروره وغطرسته وشطط ادعاءاته على الوضم، على السندان .


        كان المقال آية من الفكر والشعر . دعا فيه إلى ضرورة أن يتتلمذ أدعياء الأستاذية في الغرب (الذين يتوهمون أنهم هم الذين يعلّمون العالمين أسرار الحضارة والتقدم والديمقراطية) على أيدي شبان تونس ومصر كيف يكون التغيير بلا ايديولوجيات منتفخة بالتنظير والأحزاب والتعالي .


        كان شاعراً ذلك الفيلسوف وهو يصف عظمة التحول الأخلاقي الروحي، الذي تجلى في ميدان التحرير في القاهرة . هناك كان الأقباط المسيحيون وقوفاً يحيطون بأشقائهم المسلمين وهم يؤدون الصلاة سجوداً، لحمايتهم من غزوات أهل البلطجة . ذهبت إلى الجحيم أباطيل الفتنة .


        سحرته مشاهد الشابات المصريات الطبيبات، اللائي كن يأتين من المدن والقرى إلى ميدان التحرير لمعالجة الجرحى، ويقضين الليالي مع شبان الثورة، مطمئنات إلى أن أحداً لن يلمس منهن شعرة . شرف النيل طهّر النفوس، وجرف آفات التحرش إلى غير رجعة . ثورة الشباب وهبت دماءها لكي يسلم الشرف الرفيع . وتجلى سخاء الأمة . هناك أصبح التضامن سلاحاً وطعاماً وماء وهواء . وهناك بات الخوف خرافة . هناك مات الموت وذُعر الذعر، على رأى أبي الطيب .


        حسناً، فالسؤال الآن: لماذا فرّت خفافيش الدسائس فجأة؟ كيف تبددت ظلمات الفتن، واهتزت رايات العرب في أيدي العرب، ساحقة أكذوبة “أنا أولاً”؟ وإذ نحن أمام مشاهد يتعانق فيها مصطفى صادق الرافعي “حماة الحمى” والشابي “إذا الشعب يوماً” ثم “عمر المختار” . في اللقطة الأخيرة منظر صهيون يرتعد خائفاً . تلك هي اللقطة الخاتمة، ولا عودة إلى الوراء . لقد اكتشف العرب فجأة المضاد الحيوي الحضاري للسرطان .


        الثورة العلمية العربية هي أن الطب الأكاديمي، وما يملكه من ميراث طبي في الكتب، ليس هو السبيل الوحيد إلى العثور على الدواء الناجع . ثمة كلية طب تتحدى المناهج المألوفة في تدريس الطب . لا كتب لديها ولا مختبرات ولا تنتظر من أساتذة شهادات . تتخرج في جامعة الفطرة، وتغيّر المورثات، فإذا الشاب الذي كان خارجاً عن ميراث أصالة أمته، أستاذ في الأخلاق والقيم السامية . والمثل العليا لا تعرف حدوداً فهي رائدة كل ميادين تحرير الحياة . فكيف لا يفكر هذا الجيل الرائع في تحرير قضية القضايا؟ هنا البشرى .

        تعليق

        • رنا خطيب
          أديب وكاتب
          • 03-11-2008
          • 4025

          #49
          المشاركة الأصلية بواسطة عبد الله أسماعيل مشاهدة المشاركة
          هذه هي الفتنة بعينيها والتعصب الأعمي!


          اختلطت الأوراق هنا و لم أعد على ماذا سأرد أو أرد..لكن لا بأس هناك مقالات فيها معلومات تستحق الإطلاع عليها .. هذه الصفحة ستظل مفتوحة و هي تتعلق بشؤون سورية و المنطقة ة العربية و أحداث الثورة و أثارها الإيجابية و السلبية في المستقبل القريب على المنطقة العربية كلها أيضا

          لكن لفت نظري هنا الرد المقتضب للأستاذ عبد الله أسماعيل

          ربما معاك حقا أن تحكم علي بهذه الكلمات لأنك لا تعرف الأسباب .. رسالتي و رسالة بعض الأخوة الشرفاء الذين ينقلون واقع سورية بدون زيف هنا في الملتقى كانت ردا على تعجرف بعض المصريين هنا و تدخلهم فيما لا يعنيهم ..نعم يا أخي الكريم لقد جعلت ثورة مصر من بعض المصريين نفسية متعجرفة و متكبرة..و اعتقدوا أنفسهم بأنهم جلسوا من جديد على كرسي فرعون .. فصاروا يستهزؤون بالشعب السوري لأنه لم ينفعل مثلهم..قلنا لهم وضعنا مختلف لم يفهموا..قلنا لهم سياستنا تختلف لم يفهموا..قلنا غالبية الشعب السوري يعرف قضيته و يعرف أن التغيير و الإصلاح هو البديل عن الثورة لم يفهموا ..قلنا لهم سورية قلعتها صامدة و موقعها مختلف و أي زلزلة في قلب سورية يعني الانهيار لم يفهموا..قلنا لهم سياستنا الخارجية تجعل كل سوري يرفع رأسه عاليا و سيرفع رأسه أكثر بعد أن تنجلي الغيوم بعد فترة..أولئك الذين أصابتهم العجرفة لم يكن لهم دور في ميدان التحرير..بل كانوا في بيوتهم يأكلون و يشربوه و ينامون و يرتادون الغرف الصوتية و يسمعون الأخبار و فقط..لا يحق أصلا لمن لم يمشي مع ثوار الميدان أن يقولوا نحن الثوار ..و هل يستوي من يتكلم عبر المنابر و هو هانئ في عيشه و بين الثوري الذي يتحمل في ساحات الثورة يقاوم و يطالب و يتعرض للبرد و الجوع و الأذى ..هؤلاء الثوار الحقيقيون الذين ننحني لهم و نقول أنهم ثوار و نفرح لفرح نصرهم و نعلب من هاماتهم..أما ناس قاعدة تتسلى في الوقت الضائع و تقول أنتم السوريون مرة جبناء و مرة تبوسوا الجزمة .فهذا الذي جعلني أقول كلمتي و ما دام بهذه اللغة المتعجرفة فنحن و لنا الفخر سوريون و مميزون..حتى يتواضعوا ... و عار على كل عربي سوري سمع هذا الكلام و لم يرد ..
          فهذا الملتقى فيه خيرة الأقلام السوريين الذين لهم نشاطهم و الذين لهم دورا في رفعة هذا الملتقى و هذا على مستوى ملتقى ما بالك على مستوى المواقع الأخرى..

          لا تتضايق من كلمتي يا سيدي فأنا مثلك لا أحب أن ندخل ضمن الإطار القطري لكن هناك من دفعنا للدفاع عن أنفسنا

          مع التحيات
          رنا خطيب
          التعديل الأخير تم بواسطة رنا خطيب; الساعة 24-02-2011, 10:56.

          تعليق

          • مخلص الخطيب
            أديب وكاتب
            • 12-04-2010
            • 325

            #50
            غاليتي رنا

            تفاجأت الآن بالموضوع الرائع، ولي عودة لأني لم أكمل قراءة كل المشاركات.
            أتمنى أن تكون أعصابك من حديد، وأن تكون شهيتك طيبة لأنك ستتوجهين لطاولة الغذاء مثلي.

            إلى مساء اليوم.
            استعادة فـلـسطـين كامـلة

            تعليق

            • عيسى عماد الدين عيسى
              أديب وكاتب
              • 25-09-2008
              • 2394

              #51
              لقد أخذت وقتا طويلاً في القراءة ،
              أوجه تحيتي لكل من أدلى برأيه
              و أوجه تحيتي للزميلة العزيزة رنا على رسالتها
              كتبت في مكان آخر عن الوضع الداخلي السوري و أنه متفرد عن غيره

              ليس في مصر من يطالب بتقسيم مصر و أخذ حصته ، و يتهم النظام بالاحتلال كما في سوريا ، ربما وضعنا قريب من وضع العراق ، بسبب الوضع و الحلم الكردي ، حيث حاول الأكراد الانفصال عام 2004 ، و من أحزابهم ( حزب الوحدة الكردي ) من يطالب بحدود كردستان السورية حتى اللاذقية على البحر المتوسط

              الطوائف في سوريا ليست من اختراع الحكام ، بل قائمة و تتناحر بسهولة كلما هبت رياح خارجية تزكي نارها و ما أسهلها ، و لا تحتاج سوى لنسائم قليلة لأنه أسرع نار في الاشتعال
              و القوميات المتناحرة على الأرض أيضاً و التاريخ أيضاً تمثل خطراً على كيان الدولة في سوريا ، فعندما انتهى النظام في العراق مباشرة استقل الأكراد و أعلنوا دولتهم ،

              و هنا من يدعون الثقافة و يطرحون أنفسهم كمثقفين للطائفية فقط ، و ليس ثقافة بمعناها الوطني و العربي ، و هم أخطر من الأكراد ، لأنهم يدعون إلى الفتنة ، ليتهم ينقدون النظام كنظام ، بل يطرحون سموم أفكارهم ، و يدلون على أنفسهم ، فهؤلاء هم الذين يجب التخلص منهم قبل أن نفكر في تغيير أي نظام
              إذا غيّر هؤلاء نهجهم وفكرهم تكون البلاد بخير و لا نتخوّف من التغيير
              و لم تنحج الثورة في مصر إلا لأنها تغلبت على الخلاف الديني ، و هنا أقول الديني و ليس الطائفي ، لأن مصر و تونس لا تحوي طوائف مثل سوريا و لا قوميات طامحة للانفصال و تجزيء البلد

              لذلك أي ضعف في النظام يؤدي إلى نتائج خطيرة ضمن فكرة الشرق الأوسط الجديد الذي هدفه تقسيم المنطقة إلى دويلات متناحرة ضعيفة تحتاج الخارج في كل شيء ، و هذا الخارج هو صاحب الشرق الجديد

              لم يدرك الكثير من المثقفين خطورة هذه الفكرة بعد للأسف
              وها هو أحد المثقفين المعارضين بالأمس على قناة العربية ينصح الليبين في الشرق أن ينفصلوا و يشكلون دولة ... فهذا مثقف الشرق الجديد ، تجزيء المجزّأ ...


              بلا أي عصبية و لا أي تحيز ، ربما يكون الشعب السوري من أكثر الشعوب توافقاً مع تطلعات رئيسه و مواقفه ،
              حيث الشعوب في مصر وفي تونس لم تكن متوافقة مع الرئيس لا داخلياً و لا خارجياً ، لايوجد أي تقاطع في الرؤيا
              فأغلبية الشعب السوري راضية عن الموقف الخارجي
              لكن كذلك تريد مزيد من الاصلاح و محاربة الفساد

              و هنا أريد أن أضع رابطين يوضحان قصور و أموال و كنوز بن علي و مبارك

              قصر زين العابدين
              http://www.youtube.com/watch?v=zlMET...eature=related


              قصر مبارك
              http://www.youtube.com/watch?v=KeIgVs4bTWI&feature=related




              المطلب الأول هو مكافحة الفساد ، بالإضافة إلى مزيد من الحريات و دعم الإعلام المؤسسات

              لأن أي نظام بديل سيكون له نفس الأهداف الخارجية ، فقط إذا كان هناك من تغيير سيكون داخلي و محاسبة المفسدين ، وهذا ما نراه حالياً ، لكنه بطيء جداً ، نريده بوتيرة أسرع ، و بعقوبة أشد للفاسدين حتى يعتبر غيرهم

              و للحديث بقية لأنه طويل

              مع تحياتي
              التعديل الأخير تم بواسطة عيسى عماد الدين عيسى; الساعة 24-02-2011, 11:37.

              تعليق

              • سامي العسلي
                عضو الملتقى
                • 20-02-2011
                • 206

                #52
                المشاركة الأصلية بواسطة رنا خطيب مشاهدة المشاركة
                الأستاذا سامي العسلي

                شكرا لك على مرورك..لا تعليق على رايك..

                اعدت ردك المحذوف من قبل محمد برجيس... بحجة أنه يطبق القانون..و هذا لم أجده إلا معي..فهو ضد الحذف...

                هذا نموذج ممن يدعي أنه اسقط الديكتاتور فبقي الديكتاتور الساكن داخله..

                الأستاذ الموجي يطالب بالحريات و العصر الجديد و نحن هنا على مستوى موقع الكتروني و عضو الكتروني نمارس ديكتاتورية ما بعدها ديكتاتورية

                محمد برجيس أنت عليك عدة إشارات استفهام..و أنا تركت لك أقسام الملتقى العامة و كتبت في منتداي الخاص..فلماذا تدخل بما لا يعنيك ..

                ابق بعيد عني .. و أعرف دورك التخريبي جيدا..فأنت دخلت بقصد إفساد الحوار الهادئ بيننا فقمت بحذف رد الأستاذ سامي كي أرد عليك و تدخل..ألا يكفي شغب؟؟؟

                دورك عرف فابتعد عن أسواري.. و المكان الذي أنا فيه لا تدخله..

                مع التحيات
                السيدة / رنا خطيب
                لا شكر على واجب ، وشكراً على ( اللاتعليق ) التي لو كتبتيها في ( إنجازات حزب البعث ) لشكرتك أكثر .

                أرسل لي الأستاذ / محمد برجيس رسالة بعد كتابة ردي هنا مفادها : لا داعي للغضب والإثارة .

                شكراً .
                [SIZE=6][COLOR=red]ردّدوا على سمعه (( اسم مستعار )) ثلاث مرّات فأصابته نوبة هيستيريّة أفقدته صوابه .[/COLOR][/SIZE]
                [SIZE=6][COLOR=#ff0000][/COLOR][/SIZE]
                [SIZE=6][COLOR=blue] [COLOR=darkgreen]حرائر سوريا[/COLOR][/COLOR][/SIZE]
                [URL]http://www.youtube.com/watch?v=KQxG3mNjX-A[/URL]

                تعليق

                • رنا خطيب
                  أديب وكاتب
                  • 03-11-2008
                  • 4025

                  #53
                  التغيير موجود لكنه بطيء وفقا للقدرات و الأدوات الفاعلة

                  المشاركة الأصلية بواسطة محمد زعل السلوم مشاهدة المشاركة
                  أختي الكريمة رنا
                  عمري 32 سنة ولم أشعر بأي تغيير في حياتي
                  الذي تغير هم أولئك الفاسدين
                  العقارات لهم
                  الوظائف لهم
                  انا وانت اخت رنا مجرد أدوات وكومبارس
                  هكذا هو مفهومهم فعلا
                  اصدر الشاعر العظيم محمد الماغوط ذات يوم ديوان اسماه "سأخون وطني" وهذه قمة الحب والصوفية والعتب على هذا الوطن الفخاري الذي يدير ظهره للجميع
                  نحن بحاجة لوطن يحتضن الكل
                  نعم سورية شوكة وخطيرة جدا ومهددة ليس لاسرائيل فحسب وهي مرهوبة الجانب
                  ولكن السوري يعيش أزمة عار او الشعور المزمن بالعار لأنه لم يحرر
                  وأزمة ضمير لتشوه دور الأجهزة الأمنية
                  نريد أن نرفع رؤوسنا بعد اليوم
                  نريد الفخر بوطننا ورجالنا
                  نريد استعادة الكرامة الجريحة لهذا الوطن
                  أما الازمة الثالثة فهي حاجز الخوف
                  وقد عاش الشعب السوري أحداث امتدت من 1979 الى 1985 والتي كانت السبب في ازمة الضمير وبنت حاجز الخوف لدى الانسان العربي السوري وعلى مدى عقود
                  لايغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
                  تحياتي اختي الكريمة
                  محمد

                  الأخ العزيز محمد سلوم

                  أهلا بك مجددا

                  استغربت حقيقة ما تقوله أنك لم تلمس التغيير منذ ولادتك حتى الآن..لا اعرف أين تقطن..لكن دائما المدن الرئيسة هي المعنية بالتغيير ثم تأتي المدن الفرعية ثم الأرياف و هذا معروف على مستوى العالم..

                  الوضع أختلف كثيرا يا سيدي عن قبل فإذا تكلمنا عن الظروف لحياة المواطن السوري..أولا لنتفق سورية ليست بلد بترول و لا غنية كباقي الدول العربية..إذا هناك مقدرات و مخصصات محددة للمواطن السوري لا يمكن أن تقارن بالدول الأخرى.. لكن مع ذالك كان هناك تغييرات على صعيد التعليم و تحسين ظروف المعيشة سواء في الرواتب و لا التأمينات المعاشية أو التأمين الصحي ..لم أسرد التفاصيل المملة لكن هذا موجود..
                  على الصعيد المؤسساتي شهدنا من سنتين إلى الآن تغييرات لم تكن موجودة في سورية..مثلا لم يكن واردا إعفاء بعض الوزراء و رؤوساء المحافظات من مناصبهم و حدث هذا سواء على مستوى رئيس وزراء أو رؤوساء." محافظ حلف..ميرو.. محافظ حماه ) إعادة هيكلية منظومة التعليم و المنتسبين إليها و أصبح هناك مراقبة على حالة التعليم في المدارس الحكومية التي تعث بفساد بعض المدراء و المدرسين.. و هناك محاسبات في دوار الدولة .. تم التركيز في الأعوام السابقة على مكافحة الفساد و الرشوة في دائرة الجمرك و المالية .. و الآن هناك تشديد على مكافحة الرشوة في كل دوائر الدولة.. وضع قوانين شديدة على المرور .. و تغييرات كثيرة لم اذكرها..
                  و أما التغييرات مع بداية العام فكانت كثيرة فقد فتحت ميزانية الدولة لدعم صناديق المشاريع المتوسطة و الزراعية و التعليم و إعانة الأسر الفقيرة ..
                  يمكنك متابعة موقع سيريا نيوز أو مواقع الغرف الصناعية و التجارية لتتابع التغيرات الموثقة ( المبالغ التي رصدت للصندوق التعليم و الزراعي و الصحي و التكافل الاجتماعي ) كي لا نملأ الصفحات هنا .

                  ثم تقول انك لم تجد فرصتك..يا أخي هناك بطالة عالمية و أن أرجع سببها الأول إلى الأسرة التي تنجب الأولاد بدون تفكير و ترميهم في الشارع ليواجهون تحديات الفقر و قلة الفرص التعليمية و الوظائف..
                  و ما أكثر الأسر الفقيرة في عدد أفرادها و ما أكثر حظ أبنائها من حرمان فرصها في الحياة..بسبب هذه الزيادة السكانية التي تشكل عائلا على الفرد ذاته و أسرته و مجتمعه و دولته .. لا يوجد عند المواطن السوري خاصة و لا العربي عامة تخطيط لإدارة شؤون حياته منذ الصغر..

                  أنا شابة مثلك رفضت وظائف الدولة رغم عرضها علي لأني لا أحب الروتين و لا أحب الكسل .. و العمل بكل أصنافه متدفق علي لأني أحب العمل و أحب أن اطور نفسي فيه لذلك أعتنيت في تأهيل نفسي و تحملت مسؤوليتي و هذا الكثير من الشباب يفكر بمثل طريقتي..

                  الدولة مطالبة بإيجاد فرص للعمل للشباب ..أنا معك لكن هل تنكر أن نصف موظفي الدولة سواء في سورية أو أي بلد عربي هم عالة على الدولة بسبب توظيفهم و لا عمل لهم ..
                  إذا قارنت وضع المواطن السوري الموظف بوضع المواطن الأمريكي الموظف ستجد ما يحصل عليه أكثر..فالمواطن العربي أو السوري خصوصا عدد ساعات عمله الفعلية لا تتجاوز الساعتين تقريبا و الباقي مقضيها سرمحة و مع ذالك يتقاض راتب 8 ساعات و يحصل على تامينات و إجازات على أساس هذا الراتب ..بينما المواطن الأمريكي عدد ساعات دوامه 7 ساعات متواصلة + مع ساعة لفترة الغذاء و بنا عليه يتقاضى أجوره الأخرى و حقوقه..
                  المواطن العربي في وظيفة الدولة روتيني و متقاعس و كسول يريد أن يحصل على كل شيء و هو لا يقدم شيء..و هذا لا يجب أن ينكره أحدا و فقط قارنوا بين وضع الموظف في دوائر الدولة و في القطاعات الخاصة .

                  لذلك يا جماعة لا تضعوا كل اللوم على الدولة ..فهناك تقصير من طرفنا أيضا..
                  متى سنكون ذاك المواطن الشريف الواعي الذي يعرف ماله و ما عليه؟؟

                  من جانب أخر مع بداية العام و لأول لمرة في سورية تم فتح صندوق لإعالة الأسر الفقيرة براتب شهري :

                  أكد مصدر حكومي أن اجتماع مجلس إدارة الصندوق الوطني للمعونة الاجتماعية أقر أمس مبلغ المعونة للأسر السورية المستحقة على أن توزع شهرياً لرب كل أسرة في مراكز البريد المنتشرة في المحافظات.
                  وقال المصدر وفقا لصحيفة الوطن: أن الأسر المستحقة تم تقسيمها إلى أربع شرائح: الأولى وهي الأكثر احتياجاً «فقراً» ويبلغ حجم معونتها 3500 ليرة أي ما يعادل 42 ألف ليرة سنويا، أما الشريحة الثانية فقد أقر لها الصندوق مبلغ 2500 ليرة شهرياً أي 30 ألف سنوياً، والشريحة الثالثة أقر لها الصندوق مبلغ ألف ليرة أي 12 ألف ليرة سنويا، وأقر للشريحة الرابعة مبلغ 500 ليرة شهرياً أي ستة آلاف ليرة سنوياً.
                  وأضاف المصدر: إن هذه المعونة سيتم البدء في توزيعها منتصف الشهر القادم، كما سيتم بداية شهر نيسان المقبل فتح باب صندوق المعونة لمن يرغب في التسجيل شريطة أن تنطبق عليه شروط المعونة للأسرة الأكثر احتياجاً، وإن المبلغ الإجمالي المخصص للمعونة الاجتماعية في العام 2011 هو 10 مليارات ليرة ويمكن أن يصل إلى 12 مليار ليرة في حال انضمت إليه أسر محتاجة بعد فتح باب التسجيل.
                  من جهة أخرى أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ديالا الحج عارف أن المبالغ التي أقرها مجلس إدارة صندوق المعونة الاجتماعية قسمت على أربع شرائح تضم الأولى والثانية والثالثة أكثر من 127 ألف أسرة لكل شريحة، أما الشريحة الأخيرة فعددها بحدود 33.2 ألف أسرة.
                  وأضافت الحج عارف: إن المبالغ ستدفع على ثلاث دفعات سنوياً وبمعدل واحدة كل أربعة أشهر لتحدث تأثيراً في الحياة المعيشية للأسرة، موضحة أن هذه المبالغ ليست مبالغ دعم محروقات فقط إنما هي مبالغ لرفع قدرة هذه الأسر على مواجهة المتطلبات المعيشية ومن ضمنها موضوع الطاقة.

                  http://www.telescopesyria.com/details-924.html

                  و التغييرات كثيرة جدا إذا أردت أن أسرد لك...

                  و لي عودة حول التغيير الداخلي ..

                  مع التحيات
                  رنا خطيب
                  التعديل الأخير تم بواسطة رنا خطيب; الساعة 24-02-2011, 12:58.

                  تعليق

                  • محمد زعل السلوم
                    عضو الملتقى
                    • 10-10-2009
                    • 2967

                    #54
                    القضية ليست بالمال اخت رنا بالعكس انا وضعي جيد جدا ووظيفتي ممتازة ومكان سكني تقريبا في قلب دمشق الكبرى
                    لم اعش بريف وبلعكس عشت حياتي كما اريد وكما اهوى ودار الاوبرا داري وبقية المراكز الثقافية بالعاصمة دمشق وتعلمت عدة لغات وكانت مكتبة الاسد جامعتي عدا جامعتي الحلوة والجميلة دمشق التي عشت فيها اجمل ايام حياتي وليالي الشام العامرة اعتقد قليل من يعرفها كما اعرفها انا
                    القصد ليس هنا اخت رنا ابدا ليس هنا
                    القصد هو الشعور بالحرية المطلقة بالهواء الطلق لاستنشق به من اعماق قلبي واملأ صدري واتنعم بفضاء عظيم وجميل وراقي
                    دمشق راقية جدا اختي الكريمة لدرجة انني كنت مراسلا لاحد برامج مونت كارلو باريس اتحدث عن هذه العاصمة الحية ولعدة سنوات
                    كما ذكرت ليست القضية بالمال
                    والقضية انني لا اريد الشعور بالغربة عن اجمل الاوطان وهو وطني
                    اريد المساواة
                    لا اريد ان ارى عمالا يقفون بالشمس ينتظرون طوال النهار احد المتعهدين يشقيهم ويتعبهم باثمان بخسة
                    هنا الفرق اختي الكريمة
                    هنا الفرق

                    تعليق

                    • رنا خطيب
                      أديب وكاتب
                      • 03-11-2008
                      • 4025

                      #55
                      عنوان عريض أضعه أنا المواطنة السورية الموجودة في قلب سورية و ليست حولها:

                      الرئيس بشار الأسد هو طارح فكرة التغيير و قيادته منذ توليه الأول منصب رئاسته..لكن يؤمن بأن التغيير يحتاج إلى تضامن المواطن مع القيادات و الرئيس كي نحصل على نتائج التغيير و يؤمن أنه ليس في يوم و ليلة نقوم بالتغيير الشامل لا بد من مراحل ..

                      لذلك لم ننتظر ثورة التغيير لعام 2011 حتى نقوم لنتحرك ..المشروع موجود لكنه يمشي ببطئ أحيانا و أحيانا يتعثر و أحيانا يمشي سريعا حسب الظروف المؤثرة على مسيرة التغيير سواء خارجيا أو داخليا..

                      سأنقل لكم هذا البيان القديم و هو منذ عام 2001 لتقرؤوا بموضوعية بدون تعصب ثم لتقارنوا الكلام و متطلباته ما بين عام 2001 و عام 2011..هل يستطيع أن ننكر جهد هذا الشاب الذي وجد في مرحلة عصيبة تمر بها سورية..

                      هذا هو البيان

                      بيان الاربعاء ـ مواسم في ربيع دمشق.. عام على قيـادة بشـار الأسـد لسـوريا

                      التاريخ: 04 يوليو 2001

                      مع دخول العام الثاني لولايته يؤكد الرئيس السوري بشار الاسد ان هناك الكثير من التحديات التي تلوح في الافق على الصعيدين الداخلي والخارجي وسيكون من ابرزها مضاعفة حركة التطوير والتحديث وتفعيل دور المؤسسات على هذا الصعيد وتحقيق المزيد من خطوات الانفتاح، واعادة الهيكلة وتوسيع حملة مكافحة الفساد حتى تطال كل المواقع والمفاصل، والواضح ان هذه الاجراءات لايمكن ان تتم بين عشية وضحاها بل هي بحاجة إلى وقت طويل وإلى دعم شعبي واسع حتى تكون قادرة على احداث التغير المطلوب واذا كان العام الماضي قد شهد سلسلة من الانجازات والقرارات التي اسهمت بفعالية في وضع سوريا على اعتاب مرحلة جديدة فانه لاتزال امامه حزم من المشكلات والقضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية مع التأكيد على ان المواجهة مع اسرائيل لاتزال هي عنوان المرحلة المقبلة. حول هذه القضايا التقى «بيان الاربعاء» مع عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية حيث تناولوها من مختلف الجوانب. ـ فايز اسماعيل الامين العام لحزب الوحدويين الاشتراكيين، وعضو قيادة الجبهة الحاكمة في سوريا قال في البداية: ـ نحن في هذا القطر المناضل نعيش ظاهرة ثورية تحمل مسئوليات هذا القطر ومسئوليات الوطن العربي برمته. ان المرحلة التي بناها ودعمها ورعاها وتابعها وطورها الرئيس المناضل حافظ الاسد خلال الثلاثين عاما كانت قاعدة متينة جدا لبناء الانسان وبناء الوطن، والاسهام في كل معارك الامة العربية لذلك لا يمكن لنا مطلقا ان نقول ان هناك مرحلتين نحن الآن امام مرحلة واحدة هي المرحلة التي بدأت في 16 اكتوبر عام 1970 وما الرئيس بشار الاسد الا الامتداد الثوري لها وما كان في تصور احد من الناس ان الرئيس بشار الاسد سوف يستطيع ان يحمل العبء داخليا وعربيا وعالميا. الحق يقال انه حين القى خطابه التاريخي في مجلس الشعب اذهل الجميع ذلك لانه وضع يده على كل الموضوعات الاساسية التي يجب ان تدرس ووضع لها الحلول وارتبط باسمه الكثير من العناوين الهامة كعنوان الشفافية وعنوان الاخطاء التي كانت واقعة وملاحقة اصحابها للحساب. كان هذا حدثا كبيرا وقد سار فيه خطوات جديدة حوسب البعض وحوسب الكبار ولقد كنا معتادين على ان يحاسب الصغار فقط، الاان مرحلة الرئيس بشار الاسد كانت واضحة كانت صريحة كانت جريئة وعامة لذلك جيلنا في هذا القطر كان متفائلا تفاؤلا كاملا ذلك انه حين وصل إلى مؤتمر القمة العربية ومؤتمر القمة الاسلامية اعطى مفاهيما جديدة للتضامن العربي وللقضية القومية التي هي قضيتنا الاساسية وهي فلسطين وكان ثمة احراج للذين كانوا يتاجرون بهذه القضية حين وضع النقاط على الحروف، وقال لهم ان الفيصل في القضية الفلسطينية هو الشارع الفلسطيني. لذلك حين سألوا السؤال التالي اذا وافقت المنظمة اتوافق، قال لهم والشارع الفلسطيني ايضا، الشارع الفلسطيني الذي يقدم الدم هو الاحق بان يعطي رأيه في كل حل يقام ونحن الان نعاني ازمة هي ان القيادة الفلسطينية تحاول ان تعيش في ظل مشروع ميتشيل ومشروع ميتشيل لايلبي كامل حاجات الفلسطينيين ذلك انه تجاهل كليا مرحلة المشردين من الفلسطينيين ولم يشر اليهم بكلمة مع ان هذا الموضوع من اهم المواضيع التي يجب ان يقفوا عندها. ايضا في موضوع الاستيطان شارون حاول ان يلتف على الموضوع فيقول سوف ابني ما يحتاج للتوسع وهذا طبعا موقف خطير جدا لان التوسع وبناء الاستيطان متساويان وهما على حساب القضية الفلسطينية. عنصرية الصهاينة ويضيف: لقد اكد الرئيس عنصرية الصهاينة واعطى صورة واضحة عن هذا الموضوع مما هز اركان اسرائيل واركان امريكا وايضا اعطى فكرة ان السامية ليست احتكارا لليهود لان العرب ساميون قبل اسرائيل. لقد كان صوت الرئيس بشار في مؤتمرات القمة العربية والإسلامية متميزا ذلك لانه كان واضحا يطرح الامور بجدية وبموضوعية بعلم وبايمان وبالتزام ذلك انه كان ملتزما بالقضية العربية التزاما كاملا وكان مدافعا عن كل الذين هضمت حقوقهم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. اكثر من هذا اقول ان ما نشر من المراسيم التشريعية في هذا القطر خلال عام واحد يعادل عشرات الاعوام التي مضت وهي كلها كانت مهيأة ومعدة منذ زمن الرئيس الراحل حافظ الاسد الا ان المرض العضال الذي الم به اخر تنفيذ هذه المراسيم ونشرت برمتها والملاحظ فيها انها كانت عامة وشاملة مما يدل ان الرئيس الراحل كان يفكر تفكيرا عاما من الداخل إلى الجو العربي. لا جدال بان الرئيس بشار الاسد مارس دوره كاملا سبع سنوات في ظل الرئيس الراحل حافظ الاسد وهذه السبع سنوات كانت هي البناء الذي بُني فيه من خلال تحمل المسئولية ومن خلال العمل الشعبي ومن خلال العمل البنائي في القطر لذلك نحن امام ظاهرة جديدة نفخر بها ذلك ان خصومنا راهنوا على الرئيس بشار وفجعوا بذلك لانهم رأوا امامهم عملا كبيرا يعرف الامور كافة على المستوى الداخلي العربي والدولي ويضع الحلول لها ولذلك في كل المباحثات التي حضرها مع المسئولين كانوا يشعرون انهم امام الرئيس حافظ الاسد بتقدم يتطلبه العصر. اذن الرئيس بشار الاسد هو حافظ الاسد مع معطيات العصر ومع التقدم الذي يتطلبه العصر ومع المرحلة الجديدة التي يتطلع اليها الجيل العربي في كل مكان. ما كان في تصوري بان احدا من المراقبين داخل القطر وخارجه يصور انه يمكن تغيير القمم المسئولة عن القطر فقد تحقق تغير اكثر من ثلثي القيادة السياسية واكثر من نصف الوزراء والمدراء ومن الملاحظ ان العناصر الشابة هي التي كانت البديل مما ولد الكثير من الاطمئنان والثقة لدى الجماهير. ـ صفوان قدسي الامين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي يقول: ـ ينبغي ان نعترف منذ البداية بان التحديات التي واجهها الرئيس بشار الاسد بعد غياب القائد الخالد حافظ الاسد كانت تحديات كبرى على جميع الاصعدة لكن المهم في الامر هو ان الرئيس بشار الاسد استطاع ان يستكشف الاستجابات المناسبة والملائمة والمكافئة لهذه التحديات بحيث امكنه ان يواجه هذه التحديات من خلال تلك الاستجابات بقدر كبير من الكفاءة والاهلية والجدارة التي اثبتت انه يستحق موضوعيا ان يكون القائد الذي يشكل الامتداد والاستمرار والاستكمال لحقبة القائد الخالد حافظ الاسد. وانا هنا لا اعتبر ان الرئيس بشار الاسد مجرد امتداد للقائد الخالد، هو امتداد وهو استمرار بشكل أو بآخر بمعنى انه امتداد لما كان قائما في حياتنا واستمرار لثوابتنا القومية والوطنية لكنه في الوقت نفسه استكمالا لما كان قائما بحياتنا بمعنى ان الاستكمال هنا يعني ان هناك بعض المسائل التي كان مطلوبا في حقبة القائد الخالد حافظ الاسد التعامل معها التعامل الذي يؤدي إلى حلها الحل المناسب ومازالت بحاجة إلى متابعة لكي نتمكن من ان نجد لها الحلول المناسبة وفي المقدمة من عملية الاستكمال التي أشير اليها مسألة التطوير والتحديث. التحديات ومن جملة التحديات التي واجهها الرئيس بشار الاسد في العام الذي انقضى هو تحدي أنه نجل القائد الخالد حافظ الاسد لان امرا مألوفا ان يعمل الناس إلى عقد مقارنات بين شخصية القائد الخالد وبين الرئيس بشار الاسد الجيل الواعد ويبدو انه عومل مع الرئيس بشار الاسد معاملة الاختبار وقد نجح الرئيس بشار الاسد خلال فترة قصيرة في ان يثبت فعلا انه القائد الذي يمتلك كل الاهلية وكل الجدارة لكي يكون قائدا قادرا ومقتدرا بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى. كانت ايضا هناك تحديات اخرى هي مواجهة القرن الحادي والعشرين بعقليات جديدة وبأساليب جديدة وبآليات تتناسب مع الاشكاليات التي يطرحها القرن الحادي والعشرين والرئيس بشار الاسد كان له اطلالة واسعة على العالم بحكم تواجده في اوروبا للدراسة التي كونت لديه رؤية واضحة لما يجري في العالم فتكن من ان يقرأ الواقع قراءة صحيحة، وبالتالي فانه استنتج ان امرا محسوبا من التغير التبديل في وسائل العمل لا يعني اننا نبني على فراغ لكن ينبغي ان يطور ويحدث للبقاء والاستمرار ولكي يبقى قابلا للحياة. والمشروع التحديثي الذي طرحه الرئيس بشار الاسد مشروع طموح لكننا ينبغي ان نعترف بان المجتمع لا يتغير بمجرد صدور قرار سياسي لان تغير المجتمع هو علم قائم بذاته ولابد من مضي بعض الوقت لكي نتمكن من ان نجد المعادل التطبيقي للافكار التي نحملها عن ضرورة تغير المجتمع.وانا لست مع الذين يقولون لم تكن هناك في المرحلة السابقة عملية مكافحة للفساد لكن ما يجري الان هو تفعيل لما يجري في السابق.وخلال عام مضى امكن تحقيق انجازات لا يمكن التقليل من شأنها ولن اتحدث مطولا عن القوانين التي شرعت والمراسيم التي صدرت وكلها قوانين ومراسيم تحديثية وتطويرية ولكن اريد ان اركز على عملية التحديث السياسي التي بدأت بحزب البعث العربي الاشتراكي وباحزاب الجبهة الوطنية التقدمية هناك مستويات لعملية التحديث في هذا المجال. المستوى الاول هو مستوى الجبهة الوطنية التقدمية كقيادة سياسية عليا في سوريا جرت نقاشات مسهبة مع الرئيس بشار الاسد حول هذه المسألة وكان من رأيه ان علينا ان نطور هذه الصيغة وان نفعلها لكي يغدو للجبهة الوطنية التقدمية حضورا اكثر فاعلية وتأثيرا بحيث تستطيع هذه الجبهة ان تستوعب من لم يكن مستوعبا من شرائح متنوعة في المجتمع. المستوى الثاني لعملية التحديث السياسي تتناول الاحزاب السورية وفي مقدمتها حزب البعث العربي الاشتراكي وانا اعلن ان هذه المسألة قد اولاها الرئيس بشار الاسد ما تستحق من اهتمام، وهم في حزب البعث العربي الاشتراكي لديهم تصورات واضحة أو تتوضح يوما بعد يوم حول مسألة تحديث الحزب وتفعيل دوره. واعتقد ان هذه التصورات والافكار اخذت طريقها إلى التنفيذ بالنسبة لاحزاب الجبهة الوطنية التقدمية الاخرى بدأت بوضع تصوراتها لكي تطور آليات عملها وعلى سبيل المثال فنحن في حزب الاتحاد الاشتراكي العربي اعتبرنا ان المكتب السياسي في حالة انعقاد دائم لمتابعة وضع التصورات المتكاملة لتفعيل دور الحزب في الحياة السياسية في سوريا والامر يحتاج لبعض الوقت ولا يمكن ان يحل بلمسة سحريه ان تنتقل من مرحلة إلى اخرى دون المرور بالخطوات المتوسطية لكننا خضنا شوطا لابأس به ولابد من المتابعة الناجعة. في هذا الاطار تم اصدار جملة قرارات بالغة الدلالة والاهمية ومنها السماح لاحزاب الجبهة الوطنية التقدمية باصدار صحف تنطق باسمها وقد بدت بعض هذه الاحزاب باصدار صحفها الخاصة ونحن في حزب الاتحاد الاشتراكي العربي سنصدر صحيفتنا الخاصة بنا وسوف تحمل اسم الميثاق وهو اسم يحمل معنيين اثنين المعنى السياسي وهو الميثاق الذي وضعه جمال عبدالناصر عام 1962 نحن استعرنا هذا الاسم باعتبار ان الميثاق هو الوثيقة الفكرية الاكثر اهمية التي تركها جمال عبدالناصر.والمعنى الاخر هو المعنى القاموسي للميثاق يعني العهد اي اننا سوف نبقى على العهد محافظين كحزب على قناعتنا الفكرية وعلى رؤيتنا السياسية وسوف نقف خلف قيادة الرئيس بشار الاسد تماما مثلما وقفنا خلف قيادة الرئيس الراحل حافظ الاسد. وانا المح ان المستقبل سوف يحمل الينا تطورات كثيرة على جميع الاصعدة. مشروع تحديثي ـ د. عماد مصطفى عميد كلية المعلومات بجامعة دمشق يقول: ـ بداية لن اطيل الكلام واتحدث عن اشياء مضت من المفروض ان ننظر جميعا إلى مستقبل سوريا في احضان رئيسها الشاب الدكتور بشار الاسد الذي طرح مشروعه التحديثي والتطويري بعد خطاب القسم الذي اتسم بالشفافية وتنطلق اصوات كثيرة لتقول ان سوريا الان بدأت عصر الانفتاح، انا اقول ان سوريا لم تكن تعاني من وضع مغلق بل كانت تسير باتجاه الانفتاح في كافة مجالات الحياة لكن كان هناك وضع اقليمي جعل تلك العملية تسير ببطء فالانتقال من العهد القديم إلى العهد الجديد ليس الا امتدادا لعصر حافظ الاسد المتمثل الان بشخص الدكتور بشار الاسد. وباعتباري انا عميد كلية المعلومات والعصر الذي نعيشه هو عصر التكنولوجيا والانترنت والانفتاح على العالم الخارجي، انا اعتقد جازما ان سوريا لا تعاني من عدم انفتاح في المعلوماتية بل في مشكلة اخرى اسمها ضيق عرض الحزمة، والواقع ان سوريا تشهد اليوم ورشة عمل نشطة لرفع مستوى البنية التحتية للاتصالات ومن المتوقع ان ينجز المشروع الوطني للانترنت في غضون عام 2002 والذي سيرفع مستوى خدمات الانترنت في سوريا إلى مستوى يضاهي ما هو عليه في دول العالم المتقدم، اذن لابد من تركيز الاهتمام على تنمية قدرات المواطنين في سوريا والمساهمة الفعالة في توليد هذه القدرة واتاحتها للغير لا نريد ان نكون مجرد مستهلكين للمعلومات بل ومنتجين لها. والمطلوب ايضا في مستقبل الشاب الدكتور بشار الاسد اعادة شاملة وجذرية والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل ستستفيد سوريا من ثورة المعلومات لتحديث بنية مؤسساتها الاقتصادية وطرائق الاداء المالي فيها؟ وهل سنتمكن من دخول عالم التجارة الالكترونية والمؤسسات الافتراضية؟ ان الامر لا يقتصر هنا على مجرد تملك التقانات كما انه لا يقتصر ايضا على فهم وادراك واستيعاب تلك المتطلبات الجديدة بل يحتاج ايضا إلى جهود مكثفة لاعادة صياغة شاملة للقوانين والتشريعات التي تسمح للمؤسسات والشركات الاقتصادية والمالية بأداء اعمالها بالاعتماد على تقانات المعلومات وهذا يشمل امورا عديدة تبدأ من اعادة هندسة العمليات وتنتهي باعتماد مراسلات البريد الالكتروني وقبول التواقيع الالكترونية. ولابد للحكومة السورية في المرحلة المقبلة ان تتبنى في اعلى مستوياتها التنفيذية برنامجا وطنيا شاملا لتبني مفاهيم الحكومة الالكترونية وادخالها تدريجيا في سوريا. واخيرا تعليقي هو انني متفائل بوجود عقل شاب عصري ينظر للمستقبل برؤية واضحة ومن حسن حظي انني اعيش في اوقات حاسمة تتسم بتغيرات سريعة متتالية لا تعرف الهوادة وهذا يجعل الحياة اكثر اثارة. ـ السيدة رغداء الاحمد عضو المكتب التنفيذي للاتحاد النسائي رئيسة المكتب القانوني للاتحاد العام النسائي شاركت برأيها: ـ بداية أقول ونحن مازلنا نتألم لوفاة القائد حافظ الاسد ولكن الواقع يتحدث عن نفسه ومجمل القوانين والمراسيم تؤكد بالدليل أن ما انجزه الرئيس الدكتور بشار الاسد لغاية الآن هو استمرار لركيزة ولنية سورية عمرها ثلاثون عاماً هذه القاعدة الصلبة والمتينة وهذه الدراسات الفاحصة لمجمل ما اصدر من قوانين هو بالواقع كان مهيأ في السابق وفعلا هناك سرعة في الانجاز وفي اصدار تلك القوانين والمراسيم ولكن المشكلة تكمن ان القانون ومنذ اللحظة الاولى لصدوره لا يعتبر جاهزاً لتغير الكون والقانون عندما يصدر كمادة لفظية ومادة فكرية يحتاج إلى قنوات تنفيذ وكوادر تغير عامل هذا التغير والتطوير له مستلزمات منها فنية وبشرية ومادية وأن نتمكن من أن نضع كل تلك المستلزمات في أسرع وقت ممكن هذا مطلب الجميع لكن هذا سيحتاج إلى نوع من الوقت وان ما يحصل على ارض سوريا لا يتوقف لا من حيث الاصلاح ولا التطوير ولا من حيث المحاسبة، لابد من وضع النقاط على الحروف والتوازن المستمر لتمكين تنفيذ الخطط المرحلية والمستقبلية في اسرع وقت ممكن. لكن هذا بالتأكيد مرتبط بوضع عربي وعالمي ونحن نعلم ان الوضع الاقليمي متوتر حالياً وما تعيشه سوريا يختلف عما يعيشه اي قطر عربي آخر وما يحصل الآن على الساحة الفلسطينية، وصحيح ان الانتفاضة منذ انطلاقتها لم تقف ولكنها الآن في طور التأجج والقضية المركزية لسوريا هي قضية فلسطين وهذا ملموس لدى جميع العرب منذ عام 1970، وحتى وقتنا الحاضر وكل ما يجري من تكتلات عالمية وسياسة القطب الواحد والدولة العظمى المسيطرة على جميع الدول الضعيفة كل هذه معطيات اذا دلت على شيء فهي تدل على المأزق الخطير الذي يعيشه الشرق الاوسط وخاصة دول المحور الاساسي في المنطقة العربية. ومن هنا اود ان اذكر رغم كل تلك المتغيرات هذا لا يعني ان المشروع التحديثي التطويري الذي طرحه الدكتور بشار الاسد قد توقف. هو يسير ببطء لكن كل شيء مرتب له ان يصل في الوقت المحدد. والمحاسبة قائمة وحملة مكافحة الفساد لاتزال مستمرة في سوريا ولكن لا يمكن ان تتم بين عشية وضحاها بل هي بحاجة إلى وقت طويل وإلى وقوف شعبي واسع لكي نضع سوريا على اعتاب مرحلة جديدة. المطلوب كثير وتضيف: نحن نرى بالرئيس بشار الاسد هو امتداد للرئيس الراحل حافظ الاسد ولكن بمعطيات عصرية جديدة وقد استطاع الرئيس بشار الاسد خلال تلك الفترة القصيرة ومن خلال تواجده في مؤتمرات القمة العربية والاسلامية ان يظهر امام الجميع قائدا يتقن فن القيادة. وانتقل للحديث عن المطلوب من ذلك المشروع التطويري التحديثي في المرحلة المقبلة انا اقول ان المطلوب كثير ليس فقط من واضع ذلك المشروع التحديثي ولكن منا نحن بالدرجة الاولى في كل موقع نكون متواجدين نحن فيه وان نستثمر هذا الكنز الكبير في سوريا وتلك الطاقات الكامنة والعمل على تفعيلها من اجل مضاعفة حركة التطوير والتحديث. وباعتباري امثل شريحة اعتبرها القائد الخالد حافظ الاسد تمثل نصف المجتمع وان غيابها يعني شللا حقيقيا في التركيبة البشرية لأي مجتمع. أود ان اشير إلى موضوع غاية في الاهمية وعلى مسئوليتي الشخصية إلى هؤلاء الذين طرحوا مفهوم الحرية بأسلوب خاطيء لم يطرحوه من باب وطني ولم يكن قرارهم قرارا وطنيا من داخل سوريا قد يكون ايعازا لهم من الآخرين، وقد يكون لهم طموح في ان يكون الامر مغايراً لما هو عليه وهم قلة قليلة تصطاد في ماء عكرة.ونحن شرطنا الوحيد ان تكون ممارساتنا منطلقة من مواطنيتنا، وان يكون كل المسئولين واصحاب القرار كل شخص من موقعه يتمثلون شخصية الرئيس بشار الاسد ويفتحون الحوار مع المواطنين، اذن المطلوب هو رفع وتيرة العمل وتحمل المسئولية لا أن يكون الروتين هو الضارب في مؤسساتنا. الطريق طويل والعمل شاق ولكن دائما مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة اولى. ـ عضو مجلس الشعب السوري النائب رياض سيف اشار الى: ـ هناك خيبة امل لغياب الاصلاحات الفعلية في سوريا وذلك بعد مرور نحو عام على وصول الرئيس بشار الاسد إلى سدة الحكم، ويضيف سيف انه بات يشعر بالاحباط لعدم حصول اصلاحات حقيقية، ان على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو مستوى الادارة، معتبرا ان تلك الاصلاحات باتت ملحة وغير قابلة للتأجيل في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها سوريا، واشار إلى ان الحكومة لم تقم الا بمحاولات تجميل فاشلة لاقناع المجموعة الدولية بان النظام قد تغير، وقال: إن مكافحة الفساد التي بدأها الرئيس بشار الاسد قبل وصوله إلى الحكم في 17 يوليو من العام الماضي، قد اجهضتها رموز في حكم الرئيس الراحل حافظ الاسد هم اسياد الفساد الذين ارادوا ان يضمنوا انهم لم يعاقبوا على الماضي، مؤكدا ان بقاءهم يتناقض والاصلاح الذي اعلنه الدكتور بشار الاسد، وشدد على ان ربيع دمشق الذي تلى وصول الرئيس بشار الاسد إلى الحكم هو النتيجة الطبيعية لمطالب المعارضة التي كانت متواضعة جدا وهي تعبر عن نفسها في البناء التدريجي لدولة القانون، واحترام الحريات واجراء انتخابات حرة وانهاء حالة الطواريء وجميع الاحتكارات السياسية والاعلامية والثقافية، معربا عن تخوفه من فقدان السيطرة على الوضع الذي اتى بربيع دمشق وهي حركة قادها مفكرون وشخصيات سياسية تمثل المجتمع المدني، اما من دون اللجوء إلى القوة ووسائل العنف، واعتبر ان ما جرى يعد انتصارا كبيراً لاشخاص من داخل النظام يشتغلون سلطاتهم خدمة لمصالحهم المالية مؤكدا وجود نزاع بين هذه القوى وتيار الاصلاحيين. ويؤكد سيف انه لابد من اصلاح الوضع الاقتصادي، لان هذا الاخير يشكل المدخل الاساسي لتنفيذ الاصلاح السياسي والاجتماعي، على اساس ان تحقيق المزيد من الانفتاح الاقتصادي، يمهد السبيل امام قيام الاحزاب والقوى السياسية الجديدة التي ستجسد في مواقفها وسياستها مصالح التغيير والتحديث، وعلى الرغم من ان طروحات سيف تلقى الكثير من الاعتراض، الا انه لايزال يحظى بشعبية واسعة لاسيما في حقوق المثقفين السوريين الذين يتعاطفون معه كونه يطرح افكارا جريئة ومميزة سياسيا، ويؤكد رياض سيف ان لديه برنامجا متكاملا لتحقيق الاصلاح الشامل في سوريا وهو يتألف من ثلاث نقاط: الاولى اصلاح القطاع العام وحل الشركات والمؤسسات الخاسرة والثانية إلغاء قانون الطواريء المطبق منذ العام 1963 واطلاق الحريات العامة واصدار قانون جديد لتنظيم عمل الاحزاب والمنتديات، والثالثة تغيير الدستور السوري بما يسمح باجراء انتخابات حرة ونزيهة، تفسح المجال امام قوى الشعب الحقيقية للمشاركة في اتخاذ القرار الوطني وتحديد مستقبل سوريا، ويرى سيف ان المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من التوتر بين تيار الاصلاح والمجتمع المدني وقوى ورموز المرحلة السابقة، الامر الذي يتطلب من كل المؤيدين لعملية التغيير والتحديث الوقوف إلى جانب الرئيس بشار الاسد ومساندته ليصبح اكثر قدرة على حسم الموقف وقيادة حملة التطوير حتى نهايتها، ويضيف بان الوقت قد حان للتمييز بين نوعين من القوى: الأول يمثل القوى الشعبية التي تريد الاصلاح وترغب فيه، لكنها تتردد في اتخاذ موقف واضح بسبب الخوف وسلبيات الماضي، والثاني يمثل القوى التي تعارض كل اشكال الاصلاح، وتصر على ابقاء الوضع على ما هو عليه دون اي تغيير أو تبديل، من اجل الحفاظ على المكاسب والمصالح الحالية، ويدعو سيف إلى توزيع السلطات بشكل عادل على كل القوى، اي الا يظل حزب البعث واحزاب الجبهة الوطنية يحتكرون المناصب القيادية في البلاد مثل رئاسة الحكومة ورئاسة مجلس الشعب، وهو يرى أنه لا يوجد اي سبب لعدم ان يتولى رئاسة الوزراء في سوريا شخص مستقل، ويكون مؤهلا وقادرا على التعامل مع كل القوى، والانفتاح على جميع التيارات السياسية، من اجل اخراج البلاد من مأزقها الراهن، وبطبيعة الحال، فان هذا يتطلب تعديل الدستور السوري الذي ينص على ان يكون رئيس الحكومة عضواً في القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم، وهذا امر من الصعب تنفيذه في هذه المرحلة لان تغيير الدستور يتطلب اجراء استفتاء عام وموافقة حزب البعث على التخلي عن الحكم وهو ما لا يمكن القبول به في المرحلة الراهنة، ولهذا السبب، فان الاوساط السورية، ترى بأن المبالغة في طروحات بعض دعاة التغيير والتحديث، من امثال رياض سيف، قد تقود إلى نتائج عكسية وردود فعل مضادة من جانب القوى الاخرى، ولكن سيف يصر على طرح كل رزمة الاصلاح دفعة واحدة، وانه لا مجال لتجزئة هذه العملية، لان التنازل عن مطلب، لابد ان يقود إلى تنازلات عن مطالب اخرى، وبالمحصلة، فان هذا سيشكل الاساس لكل المسيرة الاصلاحية، والتطويرية التي يتطلع اليها الشعب السوري. اصلاح شامل ـ الدكتور راتب الشلاح رئيس اتحاد غرف التجارة السورية يقول: ـ شهدت سوريا خلال العام الذي مر على تولي الدكتور بشار الاسد لمقاليد الحكم في سوريا سلسلة من خطوات الاصلاح والتحديث، وهي شملت جميع مناحي الحياة الامر الذي انعكس بصورة ايجابية على الاداء الاقتصادي العام من جهة وعلى مستوى حياة المواطنين السوريين من جهة اخرى، واضاف انه على الصعيد الاقتصادي فقد بادرت القيادة إلى اصدار عشرات القرارات الهامة، كان من ابرزها تعديل قانون الاستثمار رقم (10) الصادر عام 1991، وذلك بما يتناسب مع المتغيرات الاقتصادية العربية والدولية، حيث تم تقديم تسهيلات جديدة إلى المستثمرين وسمح لرجال الاعمال العرب والاجانب بتملك العقارات اللازمة لاقامة مشاريعهم الاستثمارية، كما سمح للقطاع الخاص بتفعيل دوره من خلال استيراد السلع والمواد التي كانت ممنوعة واقامة مصارف خاصة وتنشيط عمل المناطق الحرة في المدن السورية المتلفة، وبدء توحيد اسعار الصرف واعادة النظر في قانوني التجارة الخارجية والجمارك والسماح باستيراد السيارات السياحية من الخارج والتوقيع على عدد من الاتفاقيات لاقامة مناطق حرة مع مجموعة من البلدان العربية ودعم الصادرات من خلال خفض الرسوم الجمركية والضرائب. ويرى الدكتور الشلاح ان الاصلاح لا يمكن ان يتم دفعة واحدة بل بصورة تدريجية، حتي لا تحدث هزات واضطرابات اقتصادية واجتماعية كما حدث في العديد من البلدان، واشار إلى ان الرئيس بشار الاسد يؤمن إلى ابعد الحدود بمبدأ الاصلاح والتحديث والتعددية السياسية والاقتصادية وهو مصمم على اكمال هذه المسيرة حتى النهاية، وذلك على الرغم من ظهور بعض العراقيل التي تعد امراً متوقعاً وطبيعياً في بلد مثل سوريا، يظل يعيش تحت رحمة الاقتصاد الموجه والمركزي طيلة هذه السنوات. ـ عضو مجلس الشعب منذر الموصللي قال: ـ من الظلم ان يتم اطلاق الاحكام على هذه المرحلة الجديدة التي يقودها الرئيس بشار الاسد في هذا الوقت القصير، مشيراً إلى انه لا يمكن اغفال الكثير من التطورات التي حدثت في سوريا على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقال ان الرئيس بشار الاسد وعد باجراء اصلاحات دستورية كبيرة، تمهد الطريق امام قيام انتخابات حرة ونزيهة، وتوقع ان تشهد البلاد خلال الفترة المقبلة سلسلة هامة من التحولات والتغيرات التي ستعيد توزيع السلطات السياسية والاقتصادية في اطار من التعددية الشاملة، واكد ان القيادة تدرس بجدية اصدار قانون الاحزاب الذي سيشكل خطوة كبيرة جدا على طريق بناء سوريا الحديثة، موضحا ان هناك ضرورة ملحة لتحقيق اقصى درجات التعاون والتنسيق بين القيادة والشعب، واكد موصللي ان الرئيس بشار الاسد سبق له ان اكد بانه وحده لا يستطيع ان يحقق كل الاهداف المرسومة دون ان تكون هناك مؤازرة من الشعب الذي يعد صاحب المصلحة الاولى في عملية التغيير والتحديث. واضاف ان بعض القوى تريد ان يحدث التغيير دفعة واحدة وان يتم نقل سوريا بين عشية وضحاها إلى آفاق مرحلة جديدة، وقال: ان مثل هذا التوجه غير واقعي، لانه لا يمكن تجاهل المعوقات والصعوبات القائمة، وبالتالي فان هناك حاجة ماسة من اجل برمجة عملية الاصلاح والتحديث والتطوير بشكل بعيد عن سياسة الخطوات المستعجلة وغير المدروسة، ورجح ان تزداد وتيرة هذه العملية، خلال الفترة المقبلة، معتبرا ان العام الماضي، كان عبارة عن مرحلة انتقالية، افرزت بعض التوجهات الاساسية وانه لابد من التعامل مع هذه المعطيات بالكثير من الشفافية، وبعيدا عن منطق التهويل والتحريض والازدواجية. وقال ان مسيرة التغيير التي بدأت قبل عام لا يمكن وقفها، بل هي مستمرة في كل المستويات ولابد من التكيف مع هذه الحقيقة، والتخلي عن الاوهام والفلسفات التي تراهن على حدوث تراجع وانتكاسة لعملية الاصلاح والتحديث وبالمحصلة، فان هذا كله سيصب في بوتقة الموقف الجماهيري الذي يضغط الآن من اجل تسريع عملية التحديث وسد كل ما هو قائم من ثغرات وتداعيات يمكن ان تستغل من قوى خارجية لضرب الوحدة الوطنية، والتأثير على صمود سوريا ودورها القومي المناهض للمشروع الصهيوني في المنطقة. وشدد على انه لا توجد اية اسباب أو مؤشرات تدعو إلى الحديث عن انتهاء «ربيع دمشق» مؤكدا ان الاسلوب الصحيح في العمل السياسي يتمثل في استمرار المطالبة بالتغيير والتطوير والعمل في الوقت نفسه على تسريع وتيرة هذه العملية من خلال تقديم المعلومات الصحيحة إلى القيادة وعدم الدخول في مواجهة مع السلطة لان من شأن ذلك أن يؤثر بصورة سلبية على الاطار العام للنضال الوطني الذي يتركز الان على عدة مسارات واتجاهات لعل من ابرزها اعادة تقويم ما جرى وتجاوز لغة التهديد والوعيد وتوسيع دائرة الحوار بين كل الاطراف المشاركين في هذه العملية الامر الذي يوفر عناصر الثقة المتبادلة وتزيد من قدرة الوطن على التحرك السريع نحو اعادة البناء وفق اسس جديدة ومتطورة. ـ الدكتور كامل عمران استاذ في علم الاجتماع بجامعة دمشق قال: ـ لاشك ان خطاب الرئيس بشار الاسد امام مجلس الشعب بمناسبة تأدية القسم الدستوري كرئيس للجمهورية العربية السورية، يحمل في طياته جملة من الخطوط العريضة التي تسم المرحلة المقبلة وتوضح التوجهات الاساسية للسياسة السورية المستقبلية ومنها: - الايمان بالشعب باعتباره مصدر كل السلطات، فلا يجوز القفز فوق الشعب، وأي حاكم لابد ان يستند في حكمه على الشرعية الاهم وهي شرعية الشعب، وان يعبر عن آمال الشعب وتطلعاته وطموحاته المشروعة. - الحفاظ على نهج الرئيس الراحل حافظ الاسد باعتباره نهجا متميزا، وهذا يتطلب تطويره باستمرار بما يتناسب والظروف المستقبلية والمراحل التاريخية التي يمر بها المجتمع في سوريا، دونما التخلي عن الثوابت الوطنية والقومية. - الدعوة إلى ضرورة تقديم الفكر المتجدد المبدع الذي لا يتوقف عند حد معين، ولا يرتبط بوضع معين. - ضرورة ممارسة النقد البناء الذي يعتمد الموضوعية في التفكير، وممارسة المساءلة باعتبارها عملية متكاملة تبدأ من القاعدة إلى القمة وبالعكس. - الدعوة إلى الشفافية باعتبارها حالة اجتماعية اقتصادية وثقافية وسياسية وادارية، وتأصيلها في سوريا لدى الفرد والجماعة، لدى الحاكم والمحكوم، باعتبارها منهجا في التفكير، ومواجهة حوارية جريئة مع الذات والمجتمع، ومشاركة فعالة من الجهات كلها، خارج اطار الحكومة وداخلها ومسئولية واعية من قبل الجميع. ان هذه السمات العامة ستترك بصماتها على الهياكل السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية في سوريا، ومن المفيد ذكره هنا ان التطوير والتحديث يسير بالتوازن بين الهياكل المجتمعية جميعها، ومن اهم الهياكل والمؤسسات التي يتم التعامل معها لانجاز اهداف المرحلة المقبلة: ـ تحديث هياكل حزب البعث العربي الاشتراكي، الحزب الذي يقود المجتمع والدولة في سوريا من خلال الجبهة الوطنية التقدمية التي تضم مجموعة من الاحزاب السياسية، ذلك ان اي تطوير أو تحديث في سوريا لابد ان يبدأ بالمؤسسة الحزبية القائدة، حيث مارست القواعد الحزبية دورها كاملا في انتخاب قياداتها القاعدية، وهو مؤشر ايجابي يعكس السمات الاساسية التي عرضها الرئيس بشار الاسد في خطاب القسم، وفي خططه امام القيادة القطرية، وعملت هذه الانتخابات على رفد الحزب بقيادات شابة، قادرة على العطاء وتنفيذ استراتيجية التطوير والتحديث في سوريا. خطوة مستقبلية ويضيف: هذا يعني ان الحزب سيتيح المجال امام القيادات الشابة لتأخذ دورها الطبيعي في بناء الحزب وقيادة المجتمع، وتعد هذه الخطوة من اهم الخطوات المستقبلية التي يتم التركيز عليها، وعلى نجاحها يتوقف نجاح مشروع التطوير والتحديث الذي يطرحه الرئيس بشار الاسد. ثم تحديث هياكل الدولة الخطوة التي يجري فيها العمل مع تحديث الحزب هي تحديث هياكل الدولة الاقتصادية والسياسية والادارية والاجتماعية والثقافية، حيث يجري التركيز على وضع الانسان المناسب في المكان المناسب بعيدا عن اي اعتبار غير موضوعي، ووضع الخطط المناسبة التي تؤدي إلى جعل القطاع العام قادرا على الوفاء بالتزاماته سواء من حيث وضع ادارة مناسبة وتسهيل الاجراءات الادارية، وجعل عدد من العاملين فيه يتناسب والجدوى الاقتصادية لهذا القطاع، وادخال الآلات الحديثة واساليب الانتاج المتطورة، وفتح اسواق داخلية وخارجية له، وتقديم الحوافز للعاملين فيه بحسب الانجاز الذي يقدمونه، واعطاء دور كبير للمؤسسات الاهلية للقيام بواجباتها في خدمة المجتمع. أي لابد من اجراء تغييرات من خلال تحديث القوانين وازالة العقبات البيروقراطية امام تدفق الاستثمارات الداخلية والخارجية، وتعبئة رأس المال العام والخاص معا وتنشيط القطاع الخاص، ولابد من تحقيق القدرة التنافسية للقطاع العام في الاسواق الخارجية مما يؤدي إلى تنمية متوازنة وشاملة في المحافظات السورية كافة وفي الريف والمدينة، كما يؤدي إلى توزيع الدخل القومي بصورة متوازنة وزيادة فرص العمل، وتحسين الوضع المعاشي للمواطنين في ضوء زيادة احتياجاتهم الحيوية، ولابد من تطوير القطاع الزراعي من خلال تحديث وسائل انتاجه والبحث عن اسواق لتصريف منتجاته، وتلافي التقصير والاهمال الذي حدث في الماضي، والاسراع في انجاز السدود التي تخدم الخطط التنموية. وأخيرا تحديث المنظمات الشعبية والمهنية، من خلال التركيز على الديمقراطية في انتخاب قياداتها ومؤتمراتها المختلفة، والنضال لتحقيق الاهداف التي وجدت من اجلها هذه المنظمات، بمعنى آخر ان تتحول المنظمات الشعبية والمهنية إلى منظمات مطلبية تدافع عن حقوق اعضائها امام الحكومة أو القطاع الخاص، وتقلل من هيمنة الدولة على المجتمع، وهذا يعني ان تتحول المنظمات الشعبية والمهنية إلى منظمات حقيقية تأخذ دورها في بناء المجتمع، وتعزيز هيبة الدولة وسلطة النظام والقانون، وتعميق مبدأ المواطنة بين افراد المجتمع. ان التأكيد على دور المؤسسات الشعبية والمهنية كجانب من جوانب المجتمع المدني في حياة المجتمع، يعني التأكيد على الفكر المؤسساتي الذي يؤمن أن كل مؤسسة تمثل الوطن كله، والذي يؤمن أيضا أن العمل المؤسساتي عمل جماعي لا فردي، مبني على الصدق والاخلاص في التعامل وعلى استغلال الوقت بحده الاقصى وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية وعقلية الدولة على عقلية الزعامة، والفكر المؤسساتي هو منطق التعاون والانفتاح على الآخرين، وهو لا ينفصل عن الفكر الديمقراطي بل يتقاطع معه في مواقع عديدة، ويستند على اساس قبول الرأي الآخر. ويركز التوجه المستقبلي على الابتعاد عن فكرة نسف الواقع برمته بدلا من العمل على تطويره وتحسينه، من خلال ايلاء التأهيل والتدريب اهتماما خاصا، والاعتماد على الكوادر الوطنية والعربية، والتأكيد على نوعية التخطيط بهدف الوصول إلى مجتمع دولة حديثة، واصلاح تطوير المؤسسات التربوية والثقافية والتعليمية والاعلامية بحيث تستطيع مواجهة التطورات العالمية والوفاء بحاجات الانسان في سوريا باعتباره منطق الحياة وغايتها. واكثر من ذلك فالمستقبل يحمل في طياته قيمة اساسية الا وهي احترام القانون لان احترام القانون فيه حفاظ على كرامة المواطن من قبل الدولة، وعلى كرامة الدولة من قبل المواطنين، وفيه ضمان لحرية المجتمع حاكمين ومحكومين. ـ د. علي رحال باحث وكاتب سوري يقول: ـ انطلاقا من خطاب القسم الدستوري للرئيس بشار الاسد بتاريخ 17/7/2000م، بدأت في سوريا مجموعة تحولات اطلق عليها بمجملها مسيرة التطوير والتحديث والتي تهدف في النهاية إلى الوصول إلى مجتمع ودولة نوعيين وفقا لما حدده الرئيس الاسد. وتقوم هذه الاستراتيجية اساسا على ضرورة طرح افكار جديدة في كافة مجالات النشاط الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتخلي عن الافكار غير المناسبة لاحتياجات عملية التحديث. وعندما يراد التركيز على المجال التعليمي والبحث العلمي في اطار التطوير الشامل يمكن القول ان توجيهات الرئيس بشار الاسد اكدت على ضرورة نشر الثقافة والمعرفة والتقنية المعلوماتية وايلاء الاهتمام الكبير لتطوير البحث العلمي من خلال توفير بنيته التحتية والتي تبدأ بالعقل المنظم مرورا بالمؤسسات البحثية انتهاء بالتقنيات الضرورية وحسب الامكانيات وضرورة ربطه بحاجات المجتمع التنموية، واكدت توجيهات الرئيس الاسد على ضرورة اصلاح وتطوير المؤسسات التربوية والتعليمية ومعالجة سلبيات عملها وصولا إلى تفاعلها الصحيح مع جوانب المجتمع الاخرى. وانطلاقا من هذه التوجيهات جرت عملية مسح شاملة لواقع التعليم العالي لمعرفة نقاط قوته ونقاط ضعفه، وتم تشخيص حالته بشكل واضح تمهيدا لايجاد حلول لمشكلاته، وبناء على ذلك وضع تصور شامل لتطوير التعليم العالي والبحث العلمي، ويشمل هذا التصور تطوير التعليم الجامعي والمتوسط واعتماد انواع مختلفة من الجامعات والمعاهد العليا والخاصة والمشتركة وضمان الجودة فيها، ويشمل هذا التصور ايضا تطوير آلية البحث العلمي ووضع مخرجاته في خدمة التنمية الشاملة. نقلة نوعية ويضيف: واعتمادا على مجمل المعطيات والتوجيهات المذكورة حصلت نقلة نوعية في مجال التعليم العالمي وبما يواكب مسيرة التنمية الشاملة وذلك خلال العام الاول على تسلم الرئيس بشار الاسد مهام رئاسة الجمهورية. وبدأت الخطوة الاولى على هذا الطريق باصدار عدد كبير من المراسيم الجمهورية الهادفة إلى تحقيق استراتيجية تطوير في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، وفي هذا الاطار صدر المرسوم الخاص باحداث كلية للهندسة المعلوماتية في كل من جامعات دمشق ـ حلب ـ تشرين والبعث والذي يتم تنفيذه خلال العام الدراسي 2000 ـ 2001، وشكل ذلك خطوة متقدمة على طريق اعداد اخصائيين في مجال المعلوماتية لمواكبة الثورة العلمية والمعرفية المتسارعة عالميا. ومواكبة لافتتاح كليات الهندسة المعلوماتية تم افتتاح العديد من كليات الهندسة في مجال الغزل والنسيج والطيران والتعدين والصناعة والهندسة النووية والبحرية موزعة على الجامعات السورية المختلفة ومستجيبة لحاجات واقعية لهذه التخصصات الهامة. وفيما يتعلق بالقضية الاهم في هذه المرحلة وهي مسألة البحث العلمي وتنشيط دوره في خدمة المجتمع فقد تم قطع اشواط على هذا الطريق والتي لابد من استكمالها بخطوات اخرى جوهرية. فهناك قناعة لدى المعنيين بهذا الشأن بأن البحث العلمي لم يقم حتى الآن بالدور المطلوب منه في خدمة حاجات ومتطلبات المجتمع ولأسباب متعددة منها مادية ومنها تقنية ومنها تنظيمية. وبهدف معالجة واقع البحث العلمي صدرت عدة مراسيم جمهورية تم بموجبها احداث هيئات اكاديمية بحثية ووضعت اهدافها بشكل دقيق وأوكلت اليها العديد من الانشطة بما يلبي حاجات المجتمع ويفعل دورها في اختيار ومتابعة وانجاز البحوث العلمية ووضع نتائجها في خدمة التنمية الشاملة.وفي هذا الاطار تم احداث معهد عال للبحوث البيئية في جامعة تشرين، ومعهد عال للبحوث البحرية في نفس الجامعة، واحدث ايضا المعهد العالي للبحوث والدراسات الزلزالية في جامعة دمشق، ومعهد عال لبحوث الليزر وتطبيقاته في نفس الجامعة ايضا، وكلفت هذه المعاهد العليا باجراء الدراسات حسب اختصاصها والتعاون مع الجهات المختصة في وضع نتائجها حيز التطبيق العملي اضافة إلى توفير قواعد معلومات حول هذه المواضيع واعداد وتدريب الباحثين والعاملين في مجال اهتمامها. ويضاف إلى ذلك صدور المرسوم الجمهوري الخاص بانضمام سوريا إلى المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية بهدف تفعيل البحوث التي تخدم اغراض الزراعة في سوريا بالتعاون مع الجهات السورية المعنية. واذا كانت الخطوات المذكورة ضرورية وهادفة في مجال النهوض بقطاع التعليم العالي والبحث العلمي الا انها تعتبر حلقة في سلسلة لابد ان تكتمل لتحقيق اهداف استراتيجية التطوير والتحديث في هذا المجال.وبناء على ذلك يمكن القول ان هناك العديد من المهام والتي تعتبر من الاولويات لمتابعة هذه المسيرة واكتمال شروط نجاحها. ويتبع لذلك استكمال احداث الكليات في اختصاصات مختلفة وتوزيعها جغرافيا بشكل عادل بين المحافظات مما يخفض من الاعباء المادية على الطلبة بسبب انتقالهم من محافظة إلى اخرى ويخفف من الضغوط على مراكز المدن والسكن الطلابي. ولابد من الاستمرار في دعم وتطوير اختصاصات المعلوماتية والاستفادة من اخر التطورات التقنية والعلمية في المناهج الدراسية وتطوير اسلوب الامتحانات الجامعية ومتابعة التأهيل والتدريب للخريجين اضافة إلى المتابعة المستمرة لاوضاع الهيئة التدريسية وخاصة متابعة التأهيل بما ينسجم مع مهام العمل العملي. وتعتبر الخطوة المرتقبة والنوعية في هذا المجال انشاء جامعات ومعاهد عليا خاصة بترخيص من الحكومة وانشاء فروع لمعاهد واكاديميات اجنبية، اضافة إلى انشاء مراكز فنية وتقنية متطورة وتعميم نشر وسائل الاتصال الحديثة وخاصة الشبكة العالمية (الانترنت).

                      مع التحيات

                      تعليق

                      • صادق حمزة منذر
                        الأخطل الأخير
                        مدير لجنة التنظيم والإدارة
                        • 12-11-2009
                        • 2944

                        #56
                        الأخوات والأخوة الأفاضل

                        بعد كل هذا اللغط والخلط والكلام الذي ينم عن عدم دراية وعدم فهم للواقع الجيو سياسي للمنطقة والانسياق
                        العفوي العاطفي أحيانا أو المبيت والمقصود وراء
                        المخططات الصهيوأميريكية لابتلاع المنطقة وتفتيتها .سأنقل لكم هذا المقال وأترك لكم التعليق بعد أن تتضح أمامكم الصورة ..

                        لقد أثبت شباب 25 يناير أنهم قرؤوا التاريخ بمنتهى الدقة والدراية كما قرؤوا الحاضر بمنتهى الذكاء
                        ولم يكونوا مجرد أطفال مغفلين كما تصور
                        الصهيوأمريكان والغرب والنظام العميل لهما وكانت الثورةتسجل الأسبقية والتفوق حتى على كبار مثقفي مصر الذين وقفوا في صفوف المعارضة طويلا
                        وأخفقوا في نصرة الثورة ولذلك وتيمنا واقتداء بهم لنبتعد عن هذه الطفولية السياسية والفكرية
                        في تناول قضايا الأمة ..

                        إليكم المقال الآن ..


                        الشرق الاوسط - الآن.




                        الشرق الاوسط - قيد التنفيذ.




                        كم هو مخيف لبعض الأنظمة أن تعرف ما هي خريطة "الشرق الأوسط الجديد" المقلبة التي تلوح بها الولايات المتحدة الأمريكية من خلال العدوان "الإسرائيلي" على لبنان؟ تلك الهجمة الشرسة التي انقلبت بفعل فاعل إلى حرب على المدنيين والنساء والأطفال والعجزة، بعد أن فشل من عهد إليه القيام بها أن ينجز أهدافا عسكرية طوال أربعة أسابيع متلاحقة. وقد يكتمل السؤال وضوحا لوضع النقاط على الحروف لتقديم الصورة والسيناريو والممثل الرئيسي في هذا المسلسل ومن سيقوم بدور الكومبارس.

                        كل ذلك تم طرحه خلال الأيام الأخيرة من خلال التقرير الذي نشرته مجلة "القوات المسلحة الأمريكية" في عددها الأخير، والذي يرسم مستقبلا للمنطقة يقوم على "إعادة هيكلة الشرق الأوسط" -وكان هذا هو عنوان التقرير- بحيث يجرى تقسيم العراق وسوريا والسعودية، إلى دويلات طائفية متنازعة، فيما يتم توسيع المملكة الأردنية الهاشمية، على حساب العراق والسعودية، وتحافظ "اسرائيل" على سيطرتها على جميع الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة، ليكون "السلام" قائما على أساس قوة الردع "الاسرائيلية" من ناحية، وتمزق وتنازع دول المنطقة فيما بينها وفى داخلها من ناحية أخرى.


                        وتوضح الخارطتان المرفقتان بالتقرير طبيعة التغيير المقترح. وهاتان الخارطتان ليستا سوى خارطتين من جملة خرائط أخرى متداولة في أوساط البنتاغون ولكنها جميعا تقوم على المبدأ نفسه: التقسيم والتمزيق.

                        والتقرير أعده الخبير (رالف بيتر) الكولونيل المتقاعد من الجيش الأمريكي، الذي سبق له أن عمل في سلاح المدرعات وشعبة الاستخبارات العسكرية، وهو ما يزال على صلة وثيقة بمراكز الأبحاث التي يشرف عليها البنتاغون.

                        والرجل يملك دراية واسعة بتاريخ المنطقة وهو ملم إلى حد كبير بالرؤية الاستراتيجية التي يعبر عنها المحافظون الجدد، ناهيك عن معرفته عن قرب بالعوائق والصعوبات التي يمكن أن تعترض المشروع الأمريكي وتحول دون ترجمته على أرض الواقع.

                        وكان هذا الخبير العسكري عبر عن مخاوفه بهذا الصدد على مضض في حواره مع جيمي جلازوف رئيس تحرير المجلة الصهيونية الشهيرة Front page بتاريخ 2 أغسطس-آب الجاري بالقول "أن هذه الحرب أول حرب تخسرها إسرائيل إعلاميا وعسكريا". ويتابع: "أنه لا خيار لإسرائيل سوى تعديل الكفة... ودفع قواتها البرية بأقصى ما تملك للقضاء على حزب الله كليا. فالمعركة مصيرية وهى مسألة حياة أو موت للكثير من الرهانات في المنطقة".
                        فحكومة بوش عملت ما في وسعها لتمنح "إسرائيل" الوقت الكافي لإكمال المهمة وتحقيق الأهداف لكن صلابة المقاومة اللبنانية أثبتت أن حكومة أولمرت تعد الأضعف في تاريخ "إسرائيل" عسكريا. وبيت القصيد في هذا الحوار، كما في كتابهNever Quit the Fight - لا تتخلى عن القتال مطلقا - أن تستمر الحرب على نحو لا يجب إيقافها أبدا كما يبدو من عنوان الكتاب الذي اختاره.

                        وكان (رالف بيتر) استعار جوانب مهمة من هذا الكتاب في إعداد التقرير الذي قدمته مجلة "القوات المسلحة الأمريكية".
                        ولكي نقدم أبرز ما جرى في التقرير، تجدر الإشارة إلى أنه لا يتحدث أبدا عن "مشروع الشرق الأوسط الكبير" بل عن "مشروع الشرق الأوسط الجديد"، وذلك عطفا على تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أثناء تعليقها على ما جرى في مجزرة قانا الرهيبة، والذي قالت فيه "أن ذلك هو بمثابة الألم الذي لا بد منه للولادة العسيرة لمشروع الشرق الأوسط الجديد"!.
                        وكان من الواضح أنها اختارت تعبيرا كان يخضع في الأصل لمداولات وخطط وخرائط داخل المؤسستين العسكرية والسياسية حول شكل البيئة الإقليمية المناسبة لكي تعيش "إسرائيل بأمن وسلام"!.

                        استراتيجياً، يكشف التقرير أن اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بهذه المنطقة عمّا عداها، لا يعدم تبريرا وأهمية لأن المنطقة تقع على خطوط الممرات والبرية والبحرية ذات الأهمية الكبرى لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية، علاوة على أنها شريان الطاقة العالمي بامتياز طوال خمسين سنة المقبلة. ثانيا، إن هذه المنطقة تحفل بتهديدات شتي، سواء تلك التي بدرت رفض شعوب المنطقة للمشروع الأمريكي أو تلك التي ستظهر مع تعاظم دول الشرق الأقصى -الصين، الهند...- العملاقين المقبلين.

                        ومن ثم إن تكسير الجدار العربي مقدمة لتكسير أكثر الهويات التاريخية تجذرا وممانعة في تاريخ هذه المنطقة، تمهيدا لتكسير هويات قومية وثقافية أخرى للاستفراد بالعالم وإحلال هيمنة الثقافة الواحدة والنظام السياسي الواحد وتسييج العولمة بثوب ومقاس الإمبراطورية الجديدة.
                        خارطة "الشرق الأوسط" حاليا.

                        غنى عن التعريف أن تعبير "الشرق الأوسط الجديد" شد أنظار الخبراء والمراقبين والمحللين والدبلوماسيين ودفعهم إلى استقراء جوانب هذا المشروع وخارطته الجديدة والاهتمام بتفاصيله الميدانية، لاسيما أن التحوير الذي لحق تسمية "مشروع الشرق الأوسط الكبير" لم يكن سهوا، بل مقصودا ومتعمدا. الأمر الذي يترتب عنه تعديل في سلم الأولويات الاستراتيجية الأمريكية بالضرورة، فكل الاحتمالات التي كانت تحوم حول مشاريع إسقاط النظام في سوريا ومعاقبة ومحاصرة نظام ملالي إيران تم تأجيلها إلى حين.. بعد أن فاجأ الجميع خيار تدمير لبنان بالذات.

                        ويبدو أن نشر التقرير كان يعنى فيما يعنيه أن الحرب العدوانية "الإسرائيلية" على لبنان ليست سوى محطة من محطات أخرى للحرب المعلنة والخفية على الشعوب العربية والإسلامية في المنطقة بعامة والدول والتنظيمات الممانعة بخاصة.
                        ويقترح التقرير، أن يتم تقويض أركان دول وإعادة رسم جديدة لكيانات دول جديدة وابتعاث أخرى من العدم.

                        إذ تمثل الخريطة الجديدة المعروضة "للشرق الأوسط الجديد" إعادة رسم جذرية لكيانات الدول الوطنية التي خرجت من معطف الاستعمار الإنجليزي والفرنسي، وستتغير ملامح دول لتندمج بعض مناطقها في دول أخرى من ناحية، كما ينذر المشروع باقتطاع أجزاء من دول وطنية من ناحية أخرى، ناهيك أن حدود الخريطة الجديدة واضحة وتختلف عن الخريطة القديمة في مجملها، إذ إن الخريطة المقترحة تتضمن تعديلا وتقسيما يمس الدول التالية: سوريا، إيران، العراق، السعودية، باكستان، الإمارات العربية المتحدة، تركيا. وما يتم اقتطاعه يتم إلحاقه بالدول التالية: الأردن، اليمن وأفغانستان، كما يلوح المشروع بـ"دولة كردستان الجديدة".
                        بداية، يعلن التقرير ضرورة إعادة رسم حدود وكيان الدول التالية على المدى القصير والمتوسط، بحيث تأتى العراق والسعودية وإيران على قائمة الدول المعرضة للبلقنة والتقسيم على أساس طائفي ومذهبي وإثني.

                        وما جرى في العراق أثبت أن "الديموقراطية" التي بشر بها المسؤولون الأمريكيون في مشروعهم الأول، لم تؤد إلى كسب رهان السيطرة على العراق كليا، بيد أن العراق يكتوي حاليا بمؤامرة الحرب الأهلية وسياسات فرق تسد ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.

                        بطبيعة الحال، تعرض الخريطة الجديدة ميلاد "دولة كردستان الكبرى" تضم شمال العراق -كركوك النفطية- ومحافظات الموصل وخانقين وديالى والمناطق الكردية التي يتم اقتطاعها من تركيا وسوريا وإيران وأرمينيا وأذربيجان. ويتم هذا بدعوى "رد حقوق الأقليات التي هضمت تاريخيا". وبطبيعة الحال، بهدف كسبها لصالح الدفاع عن المشروع الأمريكي- "الاسرائيلي" في المنطقة.

                        ويعرض التقرير حدود هذه الدولة التي تمتد من ديار بكر التركية إلى تبريز في إيران. ومؤدى هذا المشروع أن ترك الأنظمة العربية كما هو عليه حالها اليوم، لن يمنع عن الولايات المتحدة من أن تتلقى مصالحها ردود فعل شعبية عنيفة في المنطقة، ستكتوي بنارها طال أم قصر الزمن. وبالتالي أصبح الرهان على الديموقراطية مجرد وهم نحن غير جديرين بها على ضوء هذا المشروع الجديد، ما دامت تجربة (حماس) وفوزها في الانتخابات بدَّدت حسابات ورهانات الإدارة الأمريكية حول الديموقراطية في "الشرق الأوسط".


                        مشروع خريطة "الشرق الأوسط الجديد"
                        ويمكن القول إن ما تسعى إليه إدارة بوش الجديدة هو وضع لبنات تغيير ملامح "الشرق الأوسط" قاطبة، على نحو يأتي مقاسه يناسب حذاء "إسرائيل": الحليف الوحيد الذي يمكن أن تثق به.

                        ويقوم عنوان هذه الخريطة الجديدة على تقسيم طائفي ومذهبي وعرقي يشمل خريطة "الشرق الأوسط" برمتها. وينتظر أن يشكل تقسيم العراق إلى دويلة للأكراد في الشمال، دويلة للشيعة في الجنوب ودويلة للسنة في الوسط النموذج الذي سيتم تعميمه في كل المنطقة.

                        ومن خلال هذا التقسيم يمكن أن تلعب الجماعات "الشيعية" الموالية للولايات المتحدة في العراق دور المساندة والدعم لإخوتهم "الشيعة" في محافظة الأحساء - موطن الأقلية الشيعية في السعودية - تمهيدا لإلحاقهم بـ"دولة عربية شيعية" في جنوب العراق تحول دون حلم "جمهورية إيران الإسلامية" أن تصبح "قبلة كل شيعة العالم".

                        لا يخفى هذا المشروع أن جمع الأقليات "الشيعية" في دولة يكون عمادها الجنوب العراقي وحكامها من "الشيعة" الموالين لواشنطن، تمكننا من فهم دلالات الحرب الدائرة ضد "حزب الله" في لبنان ومحاولة القضاء عليه للتخلص نهائيا من "مشروع شيعي" يدافع عن القضايا القومية العربية ويقف حائلا أمام إدماج لبنان في "مشروع الشرق الأوسط الجديد".

                        وتمتد حدود هذه "الدولة الشيعية العربية" إلى الجزء الشرقي من السعودية والأجزاء الغربية من إيران الذي يعرف بالأحواز. ويمكن القول أن هذه "الدولة الشيعية العربية" سيلقى على عاتقها الوقوف في وجه إيران الحالية، فوجود "دولة شيعية" موالية للولايات المتحدة سيكون بمثابة قوة التوازن مع وجود "دولة شيعية" معادية، وستكون الأولى، بما يتوفر لديها من إمكانيات مادية - نفطية بالدرجة الأولى - وبما لديها من "آيات الله" تم ترويضهم لخدمة المصالح "الاسرائيلية"، قادرة على سحب البساط من تحت أقدام النزعة الثورية في ايران.
                        غير أن ما يتهدد البلدان الأخرى، بخاصة السعودية لا يقتصر على إذكاء نار التفرقة المذهبية والطائفية بين "الشيعة والسنة"، بخاصة في منطقة (الأحساء) التي تقطنها أقليات "شيعية"، فخبايا المشروع تهدف إلى حرمان خزينة المملكة من عوائد النفط التي تزخر بها المنطقة الغنية بالنفط، تمهيدا لتجريد "الدولة السعودية" من أي قوة وأية موارد، و"سيكون ذلك بمثابة العقاب النهائي على قيام سعوديين- وهابيين بتفجيرات 11 سبتمبر 2001"!. فـ"الوهابية" التي تثرى بالنفط اليوم يجب أن تفقر وتنشغل بحروب داخلية بين نجد والحجاز والاحساء لاستعادة أمجاد الماضي -الراهن-.


                        ويحمل في طياته ظهور "فاتيكان جديد" للعرب في إمارة الحجاز، يوكل الإشراف عليها لأمير هاشمي يعول عليه في إذكاء وإحياء نار الصراع المذهبي الذي حدث سنة 1924، بين آل سعود وآل هاشم حكام الأردن حاليا، تمهد خروج الأماكن المقدسة من سيطرة "خادم الحرمين الشريفين"، بحيث يتم إعداد لجنة دينية مكونة من المذاهب الإسلامية يعهد لها مهمة الإشراف على مناسك الحج والشؤون الدينية.

                        بطبيعة الحال، فأن ما يبرر ظهور هذا "الفاتيكان" الجديد في إمارة الحجاز، يجد سندا في المزاعم التاريخية التالية: فالإمارة وقعت بالفعل تحت إمرة الأشراف، فرع بني هاشم الذين حكموها إلى غاية سنة 1924، موعد سقوطها في يد آل سعود. والهدف هو تحجيم التأثير الوهابي المسؤول في نظر واشنطن عن "التطرف الإسلامي"، كما عن امتداده وتغلغله في باقي البلدان العربية والإسلامية.

                        ويتعمد أصحاب المشروع تناسى الدور الذي قام به آل سعود من جهود لتوحيد قبائل المملكة في حينه وضمان الأمن في ربوع الحجاز ومنع لانتشار الفوضى القبلية، وما قام به الشيخ محمد بن عبد الوهاب من رد البدع وعدم التمسح بالأضرحة والقبور والدعاء، كما إعادة الاعتبار للسنة والعرب.

                        ومهما يكن من أمر، فأن هذه الدعوة يتم اتخاذها مطية للتبشير بتقويض دور السعودية الديني ودورها في العالم العربي والإسلامي عبر السيطرة على الأماكن المقدسة، مما يسهل من أمر بعث هذه الإمارة من جديد. وما يتم تقديمه من ذرائع في هذا الباب يستند على ضرورة إحيائها من جديد، بحيث تتم الإشارة التاريخية إلى مؤسس الدولة الهاشمية الحسين بن على وأبنائه - علي، عبد الله، فيصل وزيد -. فابنه علي أكبرهم كان أمير الحجاز قبل سقوط الإمارة في يد سعود الكبير موحد الجزيرة العربية، أما عبد الله فتولى مقاليد الأردن ومن بعده جاء الملك الراحل الحسين. بينما عرف حكم فيصل للعراق فشلا ذريعا بعد قيام الثورة. وهذا القسم الذي يتم بتره وإلحاقه بالمملكة الأردنية الهاشمية، يمثله الحجاز والقسم المتعلق بشمال وشرق المملكة.

                        مؤدى هذا التحول إغراق السعودية في بحر القلاقل والتوترات وعزل حكم آل سعود في منطقة نجد، ما يرشح المملكة الهاشمية الأردنية أن تمد من نفوذها وتستعيد ماضيها التليد في الحجاز. لكن الهدف من هذا كله هو ضمان عمق جغرافي وجيو-سياسي "لإسرائيل" عبر هذه الدولة الحليفة، تحول دون أي مفاجآت قد تأتى من منطقة نجد.

                        ويعتبر التقرير أن المملكة العربية السعودية ليست سوى كيان مصطنع لا يملك شرعية تاريخية ولا مقومات البقاء، بالقياس إلى أن تاريخ نشأة المملكة حديث مقارنة مع تاريخ الدول والممالك.

                        لذلك تراه يعول بالأساس إلى ركوب موجة التذمر والغضب المستشرية بين الناقمين على آل سعود، بخاصة في منطقة (الأحساء وعسير والحجاز)، فهذه المناطق تعتبر مفتاحا لإثارة المزيد من التوترات وإشعال فتيل الفتنة الطائفية والمذهبية، بغاية تفجيرها في الوقت المناسب لإعادة صياغة خريطة المملكة.


                        وما يقدمه التقرير من تعليل لإسناد مشروع التقسيم على أساس طائفي ومذهبي وعرقي يستند في عموميته إلى ما يلي:
                        إن طبيعة منطقة الحجاز أبعد ثقافيا واجتماعيا ومذهبيا من تمثل المذهب الوهابي الذي تم فرضه بحد السيف والإكراه فيها. فأهل الحجاز تبنوا طويلا مذهب الحنفية المعتدل، بحيث لن العودة لإذكاء نار الاحتراب الداخلي على قاعدة مذهبية يعنى محاولة تقليم أظافر الوهابية وإرجاعها إلى موطنها الأصلي في (الدرعية) وربوع نجد بعد تجريد آل سعود وآل الشيخ من الإشراف على الأماكن المقدسة في مكة والمدينة على نحو يضمن ويقلل من شرعية آل سعود القائمة على توحيد البلد سياسيا ومذهبيا.

                        فالحجاز قلب الإسلام، وأي سيطرة على المدينة ومكة يخول لصاحبها دورا ومكانة رمزية لا يستهان بها، كما أن هوية الحجاز الإقليمية وطباع أهلها في نظر التقرير يؤهلها للاستقلال عن حكم آل سعود، بحيث تتميز مدن جدة والطائف عن سائر مدن المملكة طباعا وسلوكا ومذهبا، علاوة أنهم اعتمادا على التقارير التي استندوا إليها وتصلهم من عين المكان تقوم على دراسة طباع أهل الحجاز، تثبت بالنسبة لهم أن أهلها يختلفون في كثير من تقاليدهم وعاداتهم عن عادات البدو الصلدة وأهل نجد. فأهلها في نظرهم متسامحون دينيا بفعل إتباعهم مذهب الحنفية الوجه النقيض للوهابية، مما ساعدهم على نبذ التعصب الديني. كما أنهم منفتحون ومن أكثر الناس اختلاطا، إذ تزاوجوا مع كثير من الوافدين من خارج الجزيرة.

                        ويتنبه الخبير (رالف بيتر) إلى أهمية استغلال عامل إضافي قد يذكى النعرات القبلية والمذهبية بشدة، فهو يرى "أن آل سعود أحكموا قبضتهم على موارد البلاد، ما وضع أهل الحجاز في مرتبة دونية"، أي جعلهم مواطنين من الدرجة الثانية يأتي بعدهم "الشيعة" في المرتبة الثالثة. ويطرح الخبير ضرورة بلورة مخطط لفصل الحجاز وانشقاقه بمساعدة عودة الهاشميين إلى الحكم في إمارة الحجاز، فهو يرى أن عودة أمير هاشمي لحكم إمارة الحجاز سيفتح آفاقا أمام الأسرة الحاكمة في المملكة الأردنية الهاشمية كي تلعب دورا كبيرا في المنطقة بمساعدة الولايات المتحدة و"إسرائيل"، ومن شأنه إضعاف آل سعود إلى الأبد.

                        لا يقف هوس العداء إلى أي حد بحيث يتم اتهام السعودية بأنها "تقف وراء الإرهاب"، بخاصة عندما يعتبر "أن انتماء عدد من منفذي أحداث 11 سبتمبر هم من منطقة عسير"، والمقصود من هذه الإشارة التي لا تخلو من مغزى، أن منطقة (عسير) أصبحت في نظرهم خزانا لتفريغ المتطرفين والإرهابيين، لذلك يجب استغلال هذا الوضع لدفع أهلها لتفجير نقمتهم وغضبهم على آل سعود. ومن ثم التمهيد لانفصال هذه المحافظة عن السعودية وإعادة إلحاقها وإدماجها في اليمن.


                        أما بخصوص سيناريو الخريطة الجديدة بالنسبة لإيران، فهو يشابه في ضرره ما سيلحق السعودية أو يزيد، بحيث يلحقها الاقتطاعات التالية:
                        جزء كردى يلتحق بـ"الدولة الكردية"، و"دولة شيعية عربية"، و"دولة بلوشية"، ودفع "الأقلية الأذربيجانية" للانفصال - حدثت بالفعل توترات كبيرة في هذه المنطقة مؤخرا -، وفي نفس الوقت، يتم اقتطاع جزء من أفغانستان الذي توجد به "أقلية شيعية" كي يتم إلحاقه بإيران الجديدة. كما يرى التقرير ضرورة اقتطاع أجزاء من باكستان وإلحاقها بأفغانستان الجديدة.


                        بطبيعة الحال، يتم تبرير هذا التقسيم ومنطق الحدود الذي يتضمنها "مشروع الشرق الأوسط الجديد" استنادا للدعاوى التالية:
                        - لم تعد الحدود الموروثة عن الاستعمار البريطاني والفرنسي تفي بضمان مصالح الإمبراطورية الجديدة وممارستها الوصاية على الممرات البحرية والبرية على نحو كامل، ويتم ترجمة ذلك بلغة دبلوماسية، مفادها "أن الحدود الإقليمية الموروثة غير عادلة وأضرت كثيرا بالعديد من الأقليات والطوائف"...

                        - منطق الجغرافيا السياسية الحالية في "الشرق الأوسط" تمت لصالح طوائف ومذاهب بعينها كرست الاستبداد والاستحواذ على السلطة، لذلك يجدر إعادة التوازن برسم "خريطة جديدة تمكن أقليات وطوائف ومذاهب لعب دور التوازن". ومؤدى هذا الأمر إضعاف الدول الوطنية الحالية وتحويل المنطقة إلى أشبه بكانتونات ومقاطعات... دائما بحاجة إلى الحماية الأمريكية.
                        - بدعوى أن العديد من الإثنيات والأقليات والطوائف تتحمل وزر الحدود الحالية، يجب تغيير الحدود السياسية وفق منطق طائفي وإثني يجعل في نظرها الحدود الجديدة أكثر ثباتا وأمن الدول أكثر استقرارا. ويشير التقرير إلى كثير من الأمثلة مثل ما لحق يوغوسلافيا من تفتيت وما تمخض عنه التقسيم: كوسوفو، صربيا وما جرى أيضا في القوقاز.

                        - الحدود الحالية في "الشرق الأوسط" تخدم أنظمة أقلية تسيطر على الدولة - الأمة وتستفرد بثرواتها على حساب الأقليات القومية والدينية والعرقية، ما يولد رد فعل لدى هذه الأقليات ويدفع العديد من أفرادها لحمل السلاح والتطرف.
                        وبإيجاز شديد، هكذا، انقلب مشروع "نشر الديموقراطية" على ظهر دبابة إلى مشروع طائفي وعرقي بامتياز، حيث يتم تسويغ مفاهيم حقوق الأقليات والمطالبة بالتوازن ورد الاعتبار للأقليات - الأكراد، البلوش، الشيعة العرب، المسيحيين...- كي يتم صياغة خريطة "الشرق الأوسط الجديد".

                        وبالعودة إلى ما سبق هذا التقرير من مشاريع سبقته وتحمل نفس المضمون، سنجد دراسة زاشاري لطيف التي تم نشرها سنة 2002، أي قبل الاحتلال الأمريكي للعراق، لتكون دليلا على أن يتم التخطيط له في البنتاغون ينفذ بالفعل في آخر المطاف. فقد اقترحت هذه الدراسة التي طبق "الحاكم المدني بريمر" بعض ما ورد فيها تقسيم العراق طائفيا وإخراج بدائل سياسية عرقية ومذهبية في كل من شمال ووسط وجنوب العراق، وقد شددت نفس الدراسة على ضرورة إعادة تشكيل خريطة العراق وإيران والسعودية وتقسيمها إلى عدة دويلات.

                        الوجه الثاني لمشروع (رالف بيتر) أنه يجمع في محتوياته أيضا ما كان قد اقترحه "شيمون بيريز" سنة 1992، للإجهاز على ما تبقى من لحمة "جامعة الدول العربية" المعطوبة وضم دولها إلى حظيرة "سوق مشتركة في الشرق الأوسط" تضمن من خلالها "إسرائيل" الاعتراف والتطبيع والريادة. غير أن اندلاع الانتفاضة الفلسطينية وفشل محاولات بيل كلينتون في "الشرق الأوسط" أقبر المشروع في ذلك الوقت.
                        ولكن، يبدو أن الوقت قد حان، للبدء بمحاولات جديدة.

                        [align=center]
                        انتهى المقال ..

                        الآن أرجو من الجميع قراءة المقال بتمعن وفهم وبعد ذلك لنتابع النقاش بشفافية تامة .. ولنقرأ الدور الذي لعبه ويلعبه كل اللاعبين الحاليين والسابقين المخلوعين ولنفهم ( بدقة ووعي الثوار الشباب ) ما الذي يتربص بأمتنا ويحيق بها .. ولنعلم أن هذه الثورة اليعربية التي انطلقت من ميدان القصبة في تونس واستوطنت ميدان التحرير كانت ثورة الأمة التي وحدت كلمتها ونبضها من المحيط إلى الخليج , أمام أعدائها الذين دأبوا على تمزيقها وبث روح التفرقة والعزل بين أبنائها الأشقاء مستخدمين كل وسيلة ممكنة وكل عميل أوغافل متوفر لتنفيذ مخططاتهم ولتحقيق مآربهم العدوانية الاستعمارية اللا أخلاقية ..

                        تحيتي وتقديري لكم جميعا

                        [/align]




                        تعليق

                        • اسماعيل الناطور
                          مفكر اجتماعي
                          • 23-12-2008
                          • 7689

                          #57
                          صح النوم يا أخ صادق
                          الموضوع منشور في الملتقى منذ فترة طويلة
                          حدود دينية" للشرق الأوسط"( 12)

                          وأبشرك أن الموضوع قد قتله الشعب المصري عندما قضى على دولة العدلي

                          تعليق

                          • صادق حمزة منذر
                            الأخطل الأخير
                            مدير لجنة التنظيم والإدارة
                            • 12-11-2009
                            • 2944

                            #58
                            المشاركة الأصلية بواسطة اسماعيل الناطور مشاهدة المشاركة
                            صح النوم يا أخ صادق
                            الموضوع منشور في الملتقى منذ فترة طويلة
                            حدود دينية" للشرق الأوسط"( 12)

                            وأبشرك أن الموضوع قد قتله الشعب المصري عندما قضى على دولة العدلي
                            نعم يا اخ اسماعيل
                            هذا الموضوع القديم الجديد مازال قيد التنفيذ والغافلون كثيرون .. ولكن
                            ربما سأقول ليس كما قلت أنت ( صح النوم ) بل
                            نوم العافية لمن مازال يغط في نوم عميق ..
                            وأنا أؤيدك في أن ثورة 25 يناير وجهت ضربة قاصمة لهذا المشروع على الأقل من خلال اللحمة
                            والمشاعر الأخوية التي خلفتها الثورة بين أبناء الأمة من محيطها إلى خليجها ولذلك يتم الالتفاف
                            عليها الآن بمحاولة زرع مشاعر الفتنة والتمزيق والتشتت على شكل ثورة مضادة ..


                            تحيتي وتقديري لك




                            تعليق

                            • رنا خطيب
                              أديب وكاتب
                              • 03-11-2008
                              • 4025

                              #59
                              رد مختصر للأستاذ صادق..


                              نعم الخطة موجودة و عرفنا بها من زمن و كنت قد طرحت في بداية الصفحات هنا:

                              هذه الاسئلة..لكن الظاهر لا أحد يقرا الصفحات التي قبلها و هي:


                              أنا طرحت أحد الأسئلة :
                              هل ما يحدث في المنطقة العربية هو بداية إنطلاق شرق أوسط جديد بأدوات جديدة ؟؟؟
                              و أضيف من ستكون الأدوات : هل هي من صنع مخططي خريطة الشرق الجديد أم من صنع جيل الثورة ؟

                              و أضيف سؤال: ما هو مدى استعداد جيل الثورة لإدارة التغيير في المرحلة القادمة..؟

                              و يطرح رئيس الوزراء الإسرائيلي حاليا سؤالا وسط ما يراه من انفجرات عربية..
                              من سيكون سيد الشرق الأوسط القادم .. فكيف ستجيبون على هذا السؤال ؟


                              أتمنى أن أجد أجوبة من جميع المثقفين هنا.
                              التعديل الأخير تم بواسطة رنا خطيب; الساعة 24-02-2011, 13:57.

                              تعليق

                              • عَلي المَجَّادِي
                                عضو الملتقى
                                • 20-02-2011
                                • 27

                                #60
                                لما نريد أن نلتف على المطالب الشعبية ونشرع لمجتمعاتنا وشعوبنا طرائق الاستسلام والرضى بالامر الواقع و الذي يحصر الوطن بكل ما فيه في شخص رئيس واحد أبدي ..وحزب واحد أبدي ...و شخوص اشبه بالمافيا تستأثر بمقدرات الدولة
                                ان النفوس المهتراة التي بلت افكارها و اصيبت بهزة فكرية و لم تستوعب الى اليوم حقيقة المطالب الشعبية ستبقى معزولة
                                وان ظنت انها تقدم خدمة للوطن فهي واهمة ..
                                التغيير قادم و الثورة زاحفة على بقايا الانظمة التي تضع مساحيق تجميل لتضمن استمراريتها و بقاءها ...يجب أن يعلم هاؤلاء
                                أن اليوم غير البارحة و أن الثورة الشعبية تعزز الوحدة الوطنية بين كل الطوائف و الاديان و الاعراق وهو ما ظهر جليا في
                                تونس بين الشمال و الجنوب و في مصر بين المسلمين و الاقباط وفي ليبيا بين الشرق و الغرب و القبائل المختلفة ...ان ثورة
                                العراق التي بدأت تنضج ستوحد دماء العرب والاكراد و الاشوريين وغيرهم ستوحد دماء الشيعة في الجنوب و السنة في
                                الوسط و الاكراد في الشمال لتتحقق الوحدة الوطنية التي عمل البعض على تفتيتها ...
                                اليمن تتحرك ..البحرين تتحرك ...الاردن تتحرك ...المغرب تتحرك ...الجزائر تتحرك ...موريتانبا تتحرك ...السودان تتحرك
                                فمتى يتحرك الاحرار في سائر البلدان لتحقق الشعوب العربية وحدتها تحت قبة برلمان واحد في ظل حكومات برلمانية
                                قطرية ...بعد أن تتحرر كل الشعوب من سلطة الحزب الواحد و الرئيس الواحد ...
                                فليلتحق أصحاب العقول النيرة و الاهداف النبيلة بشعوبهم بدل أن ينشؤوا جوقات تعزف للرأساء المترنحين والذين يرقصون
                                رقصة الديك المذبوح ...
                                التعديل الأخير تم بواسطة عَلي المَجَّادِي; الساعة 24-02-2011, 14:28.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X