أنت طالق..!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نجاح عيسى
    أديب وكاتب
    • 08-02-2011
    • 3967

    #31
    صباح الخير ايتها المباركة العزيزة ..
    هذا مرور للتحية ..وصباح الخير ..
    وستكون لي عودة بإذن الكريم لقراءة متأنية ..
    نهارك سعيد اخيتي الكريمة .

    تعليق

    • مباركة بشير أحمد
      أديبة وكاتبة
      • 17-03-2011
      • 2034

      #32
      المشاركة الأصلية بواسطة نجاح عيسى مشاهدة المشاركة
      صباح الخير ايتها المباركة العزيزة ..
      هذا مرور للتحية ..وصباح الخير ..
      وستكون لي عودة بإذن الكريم لقراءة متأنية ..
      نهارك سعيد اخيتي الكريمة .
      صباح الورد والياسمين على "الحلويين"
      أنتظر عودتك يا نجاح بفارغ صبر ،فهذه قصة مرََ عليها بعض زمن
      ،وبالتأكيد بحاجة إلى نقد صارم ،وكثير من الملاحظات من قلمك المتألق.
      وافر شكري لك ،عزيزتي
      وأسمى تحاياي

      تعليق

      • مباركة بشير أحمد
        أديبة وكاتبة
        • 17-03-2011
        • 2034

        #33

        أنت طالق...!!
        .........

        حملت حقائبها المثقلة بأوجاع السنين، وراحت تدقُ أبواب الرّجاء ،وتنفضُ عنها غبار الحسرة جاهدة ،بعدما شَربت نخب طلاقها ،ووشمت حُروف اسمها في لائحة المطلقات ،وهي توزع خطواتها على شارع المجهول وقد استفردت بمخيلتها الهشة غربان الحيرة تنعبُ في قفارها، فطفقت تتفحص معالم الحاضر ، لوحة قديمة جرّدت من الألوان ،بعد مانسفتها أفواه الزمن الواسعة ، و تقلب حجارة الواقع كأنما تبحث تحت جمودها عن ثورة عشق ،كُتمت أنفاسها، وتاه صهيلها تحت منعطفات الهوان.! كان لايزال ربيع عمرها يدرج على سلالم النضوج الأنثوي تلك الفاتنة ،عندما تقاطرشهد السعادة على ضفاف أنفاسها الملتهبة شوقا للقاء. نبيل....! عطرُ كلماته هاقد انفتحت قارورته المنسية في ثنايا الذاكرة واقتحم أسوارها دون استأذان ،لتجد نفسها منغرسة في طريق ترامت مسافاته تحت ضباب كثيف ،وتعسَرت قراءة عناوين محطاته .هاهوذا طيفه ينبعث من أغوار الماضي البعيد بين عينيها الناعستين، ويهرق عطر الأمل بدواخلها المرتعشة ،ويذكّرهابالوعد الذي كتب صحيفة بقائه السّرمدي بدماء قلبه النابض حبا وألما:
        - رحمة ... مستحيل أن يأخذك غيري....مستحيل...!!"
        لم تكن هذه مجرد كلمات عابرة عبور سحابة صيف في ليلة هادئة ،وإنما رواسب زفرات اشتعلت بها نيران غيرة هوجاء، حيال ما اكتشف المتيم أن حبيبته، وضياء عينيه، سينتشلها من بين يديه آخر ،وأن لافتات الفراق ستعلى هاماتها قريبا أمام فوضى الحواس ،في حين تتوارى المشاعر النازفة حرقة وولها وتسجن في بقعة ظلام ،وتركل بعيدا أمانيها على صفحات الأوهام بقدم سلطة والدها الذي أقسم أن زواجها سيتم في ليلة كُسرت فيها آخر الفوانيس للقيا الحبيب واستبدلت بدخان خانق.
        ليلة فيها تبعثرت الرؤى، وتلعثمت خطى المشاعر،وانسدل ستار أسود معلنا عن النهاية،تحت وقع الدفوف ، وزغاريد النساء، عندما زرعوها بذرة ورد غريبة بأرض تمادت مساحات جفافها وتعذر عليها استنشاق الهواء عبر مساماتها الضيقة ،أين اجتثت جذور كرامتها وألقي بوريقاتها ذاوية في المتاهات ...بين عشية وضحاها ،أمست تلك الحورية الجميلة خادمة البيت، وجارية السيد العظيم.شكواها لوالدتها لم تكن لتغير مستحيلا، أو تعبث بالتواءات خط، رسمته لحياتها يد الجبروت ..! شريط من الأحداث السوداء توالت حلقات مسلسله ناشبة أظافرهاعلى شجيرة عمرها الأخضر،وكاتمة على أنفاسها حدّ الهذيان . متى؟ كيف؟ هل من سبيل؟تساءلت بمرارة، ورفعت راية الإحتجاج بصمت، إلى أن أغمي على أفكارها، وأعلنت الإستقالة من عالم الأحياء...! ثلاث سنوات مضت، رسمت وتجدولت معاييرها بمسطرة الأنانية، والذكورة الضاربة جذورها في دركات التيه والغطرسة! والدها الذي استحوذ على تأشيرة التحكم في قراراتها، لأنها ابنته من لحمه ودمه، ومضى يسخّن طبل عجرفته على جمر تأوهاتها ودمع التوسل الملتهب في مآقيها،وزوجها"الحاج معمر، أحمق ،بخيل ، متهدَلة أفكاره صوب الجهالة على الدوام، قد نسجت طباعه بغزل القسوة والتعنت، وله من النساء ثلاث .إلى أن سقطت منهارة لا تدرك لأبجديات واقعها الميؤوس منه أدنى التفاتة أو مفهوم صواب..! وكم ذا تأفف واستشاط غضبا لمنظرها وهي تذوب على فراش المرض كقطعة سكر في بركة ماء ،إلى أن تداركته إشراقة شمس دافئة، وهو يلقي بها كلماته اللاذعة في مغاور صدرها، أفعى قاتلة ،مربوط بذنبها خيط النجاة :
        -"أف... لقد سئمت منك ومن مرضك هذا الذي لا ينتهي أبدا ..أنت طالق .
        طالق .!! لم تكن هذه الكلمة ولاريب ،إلاَ نسمة من شواطئ الأمل اخترقت جدار العتمة أخيرا ،وخلّفت في زواياها المنحنية فوهة، بعثرت أشواك المآسي المتشعبة بخاطرها،ورشّت على عنفوانها الكاسر ترياق الطمأنينة .لم تدر كم من الوقت ارتشفته الدقائق المترامية خلفها،كما حبات خرز ملساء انقطع سلكها فجأة على صدر الزمان.فتحت والدتها الباب فجأة، وإذا بطبول قلبها المرهف تصخب معلنة عن ميلاد مأساة شبيهة لمآسيها الماضية لتنحشر بين براثنها من جديد. عندما وقعت أولى نظراتها على صفحة وجهها العابس،المتحسر ،طفت على شفتيها إبتسامة باهتة . حدقت بها طويلا تقرأ سطور التذمر المضمخة بالعتاب بين سهام رموشها،ثم باكية إنجذبت نحوها بمغناطيس الأمومة، المنبثق من لدن صدرمزقته خناجرالألم ،في مجتمع غرست شياطين التخلف أنيابها في ذاكرته المتهدلة ،وعششت على أعرافة عناكب الجهالة.


        التعديل الأخير تم بواسطة مباركة بشير أحمد; الساعة 20-02-2014, 16:54.

        تعليق

        • أم عفاف
          غرس الله
          • 08-07-2012
          • 447

          #34
          السلام عليكم
          أختي العزيزة مباركة
          هو كما صوّرته وأبشع
          فلم التستّر
          المفارقة أنّك رغم بشاعة المضمون وشناعته استطعت أن ترسمي الجمال في أعلى درجاته
          قوّةاللغة ومتانة السرد والإحاطة بالحدث الأصل والأحافير التي يخلفها في نفسية هشة جعلك تبدعين أيما إبداع
          هنيئا لك بما أبدعت
          رغم أنّني كنت أتمنى أن ترفعي من معنويات البطلة وألا تجعليها مكسورة كل ذلك الانكسار لأن الطلاق في مثل هذه الحالة يعد مكسبا
          وحدثا سعيدا للأسف
          كل الاحترام لقلمك وتحايا

          تعليق

          • مباركة بشير أحمد
            أديبة وكاتبة
            • 17-03-2011
            • 2034

            #35
            المشاركة الأصلية بواسطة أم عفاف مشاهدة المشاركة
            السلام عليكم
            أختي العزيزة مباركة
            هو كما صوّرته وأبشع
            فلم التستّر
            المفارقة أنّك رغم بشاعة المضمون وشناعته استطعت أن ترسمي الجمال في أعلى درجاته
            قوّةاللغة ومتانة السرد والإحاطة بالحدث الأصل والأحافير التي يخلفها في نفسية هشة جعلك تبدعين أيما إبداع
            هنيئا لك بما أبدعت
            رغم أنّني كنت أتمنى أن ترفعي من معنويات البطلة وألا تجعليها مكسورة كل ذلك الانكسار لأن الطلاق في مثل هذه الحالة يعد مكسبا
            وحدثا سعيدا للأسف
            كل الاحترام لقلمك وتحايا
            شرف لي حضورك المميز ولاريب أيتها الأديبة الراقية / أم عفاف
            والثناء على حرفي ،يزيدني غرورا هههه
            أما كون البطلة منكسرة :
            أولا لأنها قصة مجتثة من الواقع ،وصاحبتها لاتزال مريضة" بسيكولوجيا" رغم مرور السنوات،،، ولم تتزوج بعد.
            ثانيا ،لأن البطلة هنا في القصة ،لن تسعد بطلاقها ،مادامت في مجتمع ينظر إلى المطلَقة بنظرة دونية ،ناقصة
            عذاب في حياتها الزوجية ،وعذابُ في بيت والدها ،،،وذكرياتها مع أول خطيب،
            فكيف لمعنوياتها المسكينة، أن ترقى إلى درجة ،ولو فوق الصفر بقليل ؟
            حقيقة أنا أكره ،بل أمقتُ المرأة المنكسرة ،التي تذوب شيئا فشيئا تحت وطأة المآسي ،خاصة الرجالية ،
            ولكن ماباليد حيلة ،،،فعين الكاتب تلتقط صور ا من الواقع ،وتمزجها ببعض مشاعر ،بكلمات رنانة فقط.

            شكرا لك يا أم عفاف ،أن أتحت لي فرصة تعديل القصة ،
            وتوضيح بعض الرؤى الضبابية.
            دام لك الرقي والهناء

            وتحية صباحية بلون الورود

            تعليق

            يعمل...
            X