ماهذا الشغب؟ بل ماهذا البوح المائج الهادر أستاذة منيرة؟؟
كيف الفجر في وسط هذا الليل البهيم؟؟؟
وكيف يعانق القارب سواحل الرسو في غمرة هذا الموج الهائج؟؟؟
وكيف يتلمس السائر في بيداء الصحراء الشاسعة أثر الماء ليروي عطشه؟؟؟
لقد أبعدت النجعة أستاذة منيرة، وأركبتنا في مراكب الخطر، وسرتا بنا ربانة وقائدة لسفينة الحياة المبحرة في الماضي والمستشرفة للمستقبل الحالمة في كل الجهات.
كم هي المعاناة جميلة ومستعذبة حينما تسيّرها المشاعرالإنسانية النبيلة، التي تسقط على القراء كمثل حبات الندى المنعشة في صباح ربيعي تغرد فيه البلابل والطيور، وترمي الطبيعة فيه بخضرتها وزخرفة ألوانها البديعة!!!!.
لقد صنعت نص المتعة واللذة بهذا البوح الذاتي، الذي هو أشد قربا وتعانقا بالنفوس المتصافية المنطلقة الناشدة للجمال.
كان النص أخاذا، لايترك ذائقة إلا وجرها وراءه، وسحبها متمكنا، دون حراك منها، مستسلمة منقادة، ولم يترك قارئا متأملا إلا واستوقفه، ليشرب من المعين الإنساني الفياض النابع من الأعماق البيضاء الصافية الشفافة، حتى لكأنه في سحريته يأخذ بالألباب، ويخرص الكلمات، ويجبر الأقلام عن التواري، بل يكسرها ويتجاوزها، ويسمح فقط بلحظة تذوق المتعة والغوص في أعماق اللذة.
كنتِ رائعة شفافة سيدتي منيرة، أنرت مساحات شاسعة من نفسك المنطلقة، عبر آلية البوح الصادق المنهمر على كل مساحات النص، ولم تبق زاوية في بوحك إلا وتشربت منها أحرفك.
فلك الشكر الوافر الجزيل
ودمتِ بهذا العطاء
كل الود قبل الرد وبعد الارتشاف
تحياتي الخالصة