الــديــك / سالم الجابري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سالم الجابري
    أديب وكاتب
    • 01-04-2011
    • 473

    #16
    لم أدرك كم هو أخي صريح حتى ذلك اليوم، صراحته كانت مميزة إلى أبعد الحدود، أخبر عائشة بأني في طريقي إلى التحول إلى ديك لكنه لا يعلم أي نوع من الديكة بعد....سمح لنفسه بإدعاء المعرفة وردد الكلمات التي سمعها من البيطري، قال لها أن شكلي عندما أصبح ديكاً يعتمد على نوع الهرمونات التي دخلت جسمي من لحم الدجاج............ما أثار حفيظتي وشككني حول صراحته هو قوله لها أنه لا سبيل للزواج بي إلا إذا تحولت هي إلى دجاجة......ثم قال لها بالحرف الواحد "لحسن الحظ أنا لن أتحول إلى ديك ويمكننا أن نعتني به سوياً في المستقبل".

    خطفت الهاتف من يده ، هذا البدين الـ....، كانت عائشة تبكي بحرقة، انتظرتها حتى سكتت ، سألتني إن كنت فعلاً سأتحول إلى ديك، أخبرتها بما قال لنا البيطري ، قالت-ولكن ماذا إذا لم يكن لدى الياباني دواء، أو ربما قد مات منذ سنوات، أنت تقول أن المجلة كان تاريخها قبل عشر سنين!؟!؟....ثم انخرطت في موجة بكاء أخرى ، قالت بعدها-لست أمانع أن أتحول إلى دجاجة ولكن كيف.....

    -لا يا حبيبتي....ما زال الوقت مبكراً للتفكير في تحولك إلى دجاجة......هذا خيار أخير، اسمعي يا عائشة ، لا تستمعين لأخي البدين هذا، إنه فضولي وانتهازي كبير وشره أيضاً....ولا يمكن النوم بجانبه بسبب الشخير.

    قلت لها ذلك بعدما شعرت أنه يريد استغلال الموقف والفوز بعائشة على حسابي.......

    للقصة بقية
    التعديل الأخير تم بواسطة سالم الجابري; الساعة 23-05-2011, 18:15.

    تعليق

    • سالم الجابري
      أديب وكاتب
      • 01-04-2011
      • 473

      #17
      كنت غاضباً منه ولم ألتفت إليه حتى وصلنا البيت، حاول أن يبرر موقفه بالقول أني إذا تحولت إلى ديك فلن يضرني إذا تزوج هو عائشة وأنه مستعد أن يأتي لي بأجمل الدجاجات....من شدة غيظي كنت ألقي في فمي من تلك الحبوب التي أعطاني إياها البيطري اللقمة وراء اللقمة، فعلاً أحسست بعدها بالهدوء........استطعت المذاكرة تلك الليلة ونمت قبل منتصف الليل.....نهضت عند أذان الفجر وأنا أحس بنشاط .......أردت استنشاق بعض نسمات الفجر فصعدت إلى سطح البيت....أنعشني الهواء كثيراً فأحسست أني أريد الصعود إلى مكان أعلى بحثاً عن نسمات أقوى، صعدت على جدار السطح وأنا أشعر بنشوة عجيبة....استطعت تحسس اتجاه الريح بشعري ...مددت رقبتي قدر استطاعتي وأطلقت صيحة قوية .....لم أنتبه لفعلتي إلا بعد إطلاق تلك الصيحة......نزلت الدرج مسرعاً لأختبئ في الغرفة، تفاجأت بأبي عند أسفل الدرج.....في البداية كأنه عجم علي فلم أستطع الكلام ثم تمالكت نفسي وألقيت عليه السلام، كان خارجاً لصلاة الفجر، تمتم مستغرباً وهو يخرج -ديك من هذا الذي بات فوق بيتنا.

      ذهبت للغرفة وأخرجت كيس الحبوب وبدأت بالأكل، كان علي أن أمتحن وكنت أخاف أن أصيح في قاعة الأمتحان، ذلك البدين مازال نائماً، نظرت إلى كرشه المتهدلة وفانلته المثقبة واستغربت كيف يتجرأ ويرشح نفسه للزواج من عائشة الجميلة......ماذا ستقول لو رأته هكذا ....... فمه المفتوح يغري الذباب أن يدخل ويخرج ....... وقفت لأنظر لنفسي في مرآة الخزانة....يا سلام...رشاقة ووسامة.....أعدت النظر إليه وهو يشخر وقلت مخاطباً إياه في سري "ليس لك أمل في المنافسة أيها البدين"

      للقصة بقية

      تعليق

      • سالم الجابري
        أديب وكاتب
        • 01-04-2011
        • 473

        #18
        اعتمدت على طعام الديكة المهدئ خلال فترة الإمتحانات وانقضت، والحمدلله على خير، ما أقلقني هو عائشة، لم أعلم مالذي جعل فكرة أنها لابد أن تتحول إلى دجاجة هي الأخرى أمر محتوم إن أردنا أن نبقى معاً وكأنها يأست من شفائي، اتصلت بي في إحدى الليالي في وقت متأخر، كانت قلقة ولم تستطع النوم ، سألتها عن ما يقلقها، قالت وهي تحرك حلاوة البولو المنعنعة بلسانها كعادتها " أرجو أن لا تستخف بي، صحيح أني حتى الآن لم أفقد الأمل لكن هناك شيء يحيرني، إذا تحولت أنت إلى ديك....ولم نجد وسيلة إلا أن أتحول أنا إلى دجاجة...أين سنسكن ؟ ومن سيعتني بنا؟ ..... هل تصدق أني من الآن أخشى على البيض، في النهاية هم أولادي"

        أجبتها- إنك تستعجلين الأمور كثيراً ....... نستطيع أن نفكر في كل هذه الأشياء فيما بعد....ولكن إياك أن تجعلي لذلك البدين مساحة في أي تفكير مستقبلي.

        قالت – أنا لا أفكر فيه لكني أجد ما قاله منطقياً....ماذا لو تحولت أنت إلى ديك ولم أستطع أنا التحول إلى دجاجة.....من سيعتني بك؟!؟!.....ثم من يضمن لي أنك لن تتزوج دجاجة أخرى من دجاج الحارة.....أفضل أن تبقى أمام عيني.

        -لا أمانع أن أبقى أمام عينيك ..... ولكن ما دخل البدين بهذا؟ احمليني معك إلى بيت أبيك ولن أخرج، سأبقى تحت نافذتك.....يمكنك أن تربطي كيساً عند ذيلي لكي لا ألوث البيت.

        للقصة بقية

        تعليق

        • سالم الجابري
          أديب وكاتب
          • 01-04-2011
          • 473

          #19
          حان الوقت لشراء كمية أخرى من طعام الديكة المهدئ ، كان يحدوني الأمل أن أجد أخباراً مفرحة عند البيطري بخصوص العالم الياباني، حرصت أن أكون أول زبائنه، كان قد تلقى جواباً من مساعد العالم الياباني على رسالته التي وصف فيها حالتي وقد أبلغه بأن العالم مهتم جداً ويتحرق شوقاً للقدوم لرؤيتي وما يؤخره فقط هي نوبات الزهايمر المتلاحقة.....هو يجرب دواءً جديداً يأمل أن يخفف من تلك النوبات التي يفقد خلالها الذاكرة وإن نجح الدواء سيأتي هو ومساعده لمعاينة الحالة................

          إذن أملي متعلق الآن بيد ياباني مسن وخرف.......طلبت منه هذه المرة أن يضاعف لي كمية الحبوب، لا أخفي عليكم أني استطبتها، خرجت من عنده أحمل كيسي وأنا محبط، بلغ بي الإحباط أني قصدت قفص الدجاج لجارتنا العجوز، وقفت أتأمل ما قد يكون عليه شكل بيتي المستقبلي، كان هناك ديك في القفص.......وضعت عيني بعينه وأنا أنظر إليه نظرة منافس......اقتربت منى بعض الدجاجات فأعطيتهن بعض الحبوب، حاول الديك الإقتراب فرميته بحجر.....

          استغرقت في تأمل الدجاجات، هل لهن أسماء ياترى......إحداهن كانت شابة وجميلة، اقتربت كثيراً من الشبك الحديدي حيث ألقيت الحبوب، مددت يدي لألمسها فإذا بذلك الديك يعدو نحوي فارشاً جناحيه في وضع عدائي......كان يريد الصراع وكدت أدخل معه في مواجهة لولا إحساسي بيد تقبض على رقبتي من الخلف......كانت العجوز مرة أخرى.
          -يا لص ، متى ستتوب عن سرقة الدجاج....لن أتركك اليوم حتى أوصلك لبيت أبيك وأشكوك له.
          كانت قبضتها على رقبتي قوية لدرجة أني أحسست أن أظافرها ستخترق جلدي، لكني أيضاً هذه المرة استطعت الإفلات منها بخدوش صغيرة، وأنا أهرب القيت نظرة تحدي على ذلك الديك الذي في القفص متوعداً إياه بتصفية الحساب في وقت آخر.


          للقصة بقية

          تعليق

          • سالم الجابري
            أديب وكاتب
            • 01-04-2011
            • 473

            #20
            قررت التواصل بنفسي مع العالم الياباني، بحثت في الشبكة عنه مستخدماً اسمه حتى توصلت إلى صفحته على الشبكة، من المعلومات المنشورة عنه أنه احتفل بعامه 89 قبل بضعة أشهر، وأما أبحاثه فهي متوقفة بسبب إصابته بالزهايمر، كل أبحاثه متركزة في التأثيرات التي تحدثها الملوثات على جينات الأحياء وخصوصاً الجينات البشرية.

            كل شيء كان مشجعاً باستثناء الزهايمر الذي أصابه، والزهايمر كما تعلمون هو الخرف، فقد ينسى الإنسان كل شيء عن فترة العشرين أو الثلاثين سنة الأخيرة من عمره ولا يذكر إلا ما قبل تلك السنوات.

            أرسلت له رسالة بالبريد الألكتروني أشرح له فيها حالتي وأرجوه ليساعدني، رد علي مساعده البروفسور هياو بأنه على علم بالحالة من قبل البيطري وأنه وضع تقريراً مفصلاً لرئيسة لكنه لا يستطيع عرضه عليه حتى تزول نوبة الخرف التي امتدت لثلاثة أسابيع، كما أخبرني أن رئيسه نسي كل شيء بعد عام 1999م وهو العام الذي بلغوا فيه منتصف أبحاثهم في التحول الجيني لديك....لكنه طمأنني أن الدواء الجديد الذي يتناوله ربما يعيد له ذكريات بعض السنين حين أكملوا البحث، وحالما يحدث ذلك فإن فريقاً برئاسته سيحضر للوقوف على حالتي......مع كل التفاؤل الذي حاول البروفسور هياو أن يدفعني إليه إلا أني أحسست أن الأمر يتجه نحو نهاية واحدة.......أن أصير ديكاً

            للقصة بقية...

            تعليق

            • فوزي سليم بيترو
              مستشار أدبي
              • 03-06-2009
              • 10949

              #21
              لقد استطعت يا أخي سالم الجابري أن تسحبني من عالمي الجامد
              إلى عالم أحلق فيه مع هذا الديك " طبعا سيتحول إلى ديك " وإلا سأزعل منك أخي سالم .
              بالله قل لي . أنا لا أحب لحوم الدجاج والطير ولا آكلها .
              استمتع بلحم المعيز . فهل يا صديقي الخبير سأتحول ذات يوم إلى تيس ؟

              طبعا أمازحك لا تأخذ على خاطرك وتزعل من أبو الفوز .

              ننتظر القادم
              تحياتي
              فوزي بيترو

              تعليق

              • ريما ريماوي
                عضو الملتقى
                • 07-05-2011
                • 8501

                #22
                هههههه
                بطلنا بحاجة الى كونسلتو أطباء
                على أن يكون على رأسهم طبيب نفسي
                لم تقل لنا: كم عمره؟ , يبدو لي انه خرف
                أيضا مثل الطبيب الياباني,
                ولا أنسى ان اضيف:
                "ان الديك الفصيح من البيضة يصيح"
                ويكفيه فخرا أنه في بطن احد المبدعين,
                شكرا لطرافة الموضوع,
                تحياتي.
                التعديل الأخير تم بواسطة ريما ريماوي; الساعة 24-05-2011, 15:00.


                أنين ناي
                يبث الحنين لأصله
                غصن مورّق صغير.

                تعليق

                • سالم الجابري
                  أديب وكاتب
                  • 01-04-2011
                  • 473

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
                  لقد استطعت يا أخي سالم الجابري أن تسحبني من عالمي الجامد

                  إلى عالم أحلق فيه مع هذا الديك " طبعا سيتحول إلى ديك " وإلا سأزعل منك أخي سالم .
                  بالله قل لي . أنا لا أحب لحوم الدجاج والطير ولا آكلها .
                  استمتع بلحم المعيز . فهل يا صديقي الخبير سأتحول ذات يوم إلى تيس ؟

                  طبعا أمازحك لا تأخذ على خاطرك وتزعل من أبو الفوز .

                  ننتظر القادم
                  تحياتي

                  فوزي بيترو
                  أستاذي الدكتور فوزي(أبو الفوز)

                  على زعلك ما نقدر.......ووجودك هنا تشريف لي

                  لا تقلق أستاذي ، الأمر لا يتعلق أبداً بلحم المعيز.....كما تشير الأبحاث حتى الآن

                  شكرا لك

                  تعليق

                  • سالم الجابري
                    أديب وكاتب
                    • 01-04-2011
                    • 473

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
                    هههههه
                    بطلنا بحاجة الى كونسلتو أطباء
                    على أن يكون على رأسهم طبيب نفسي
                    لم تقل لنا: كم عمره؟ , يبدو لي انه خرف
                    أيضا مثل الطبيب الياباني,
                    ولا أنسى ان اضيف:
                    "ان الديك الفصيح من البيضة يصيح"
                    ويكفيه فخرا أنه في بطن احد المبدعين,
                    شكرا لطرافة الموضوع,
                    تحياتي.
                    أختي الكريمة ريما

                    أسعدني رؤية أسمك هنا.......شرف لأخيك هذا المرور الطيب المعطر

                    بانتظارك دوماً

                    تعليق

                    • سالم الجابري
                      أديب وكاتب
                      • 01-04-2011
                      • 473

                      #25
                      لم يكن بيدي سوى الإنتظار والتهام المزيد والمزيد من حبوب الديكة المهدئة، في الحقيقة لقد اعتمدت بصورة شبه كلية على تلك الحبوب في طعامي، كنت لا أخرج من غرفتي إلا نادراً خوفاً من إنطلاق صيحة مفاجئة أمام أحد فينكشف أمري.....بدأت أمي تشكك أني أعاني نوعاً من الاكتئاب بسبب انتظار نتيجة الامتحانات .....مرت أيام.....وبعدها أيام...وكل يوم يمر كان تأثير الحبوب يتناقص بالرغم من أني ألتهمها بشكل شبه دائم.......كانت تمر علي لحظات أتمنى فيها أن أتحول مباشرة إلى ديك لأتخلص من هذا الانتظار ...ليكن ما يكن بعدها ، سأعيش مثلما تعيش ملايين الديكة في هذه الدنيا.....ثم مالضير في أن يكون المرء ديكاً؟!، إن في ذلك الكثير من الميزات التي يقدرها العقلاء، أولاً سأحصل على عرف....ثانياً سأحصل على ريش ملون وذيل للزينة، ورعية من الدجاج والصيصان ومنطقة سيطرة خاصة.....

                      ما يحز في نفسي كثيراً هو فراق عائشة....وأخاف عليها من أخي البدين، سيقنعها لا محالة بأن أمري انتهى وأن من الأفضل لها أن تتزوجه.....ويلي وكأني أتخيله يكلمها عند الدكان وأنا أنظر إليهم من بعيد بعد أن أكون قد تحولت إلى ديك......لن تعوضني كل دجاجات الدنيا عن عائشة.....لكن حينها لن يكون باليد حيلة.

                      للقصة بقية....

                      تعليق

                      • سالم الجابري
                        أديب وكاتب
                        • 01-04-2011
                        • 473

                        #26
                        يبدو أن لحالتي النفسية تأثير على سرعة التفاعلات التي كانت تجري في جسدي، تلك الليلة كنت في شوق شديد لعائشة، اتصلت بها عدة مرات لكن هاتفها كان مشغولاً باستمرار...... ليس من عادتها إطالة المكالمات إلا معي.....تضايقت بشدة حتى أني صعدت فوق سطح البيت وصحت عدة مرات موجهاً صوتي في اتجاه بيتها....بعد كل صيحة كنت أعود للغرفة لمحاولة الإتصال بها مرة أخرى بدون جدوى......لم أجد تفسيراً لانشغال هاتفها......تذكرت أخي البدين ، الليلة هي نوبته في الحراسة الليلية ولم يتصل ليطمئن علي كعادته، اتصلت به فإذا هاتفه هو الآخر مشغول!!!

                        عرفت ما يجري حولي الآن.....ذلك البدين استطاع أن يلقي شباكه على عائشة مستغلاً حالتي الراهنة، وربما أقنعها أنه سيتزوجها لتعتني بي...وقد يحلف لها أنه سيطلقها لو شفيت أنا....وهي ساذجة ستصدقه.....لم أطق نفسي من الغيظ، كنت أغلي كالمرجل .....صعدت إلى أعلى السطح لأنفس عن نفسي قليلاً ، أطلقت عدة صيحات قوية في الفضاء، سمعت أبي في الأسفل يتذمر من صياح الديك لكن لم يعد يهمني أريد أن أصيح بشدة.....صعدت على جدار السطح مستعداً لأطلاق أقوى صيحة عندي لعل عائشة تسمعها وتتذكرني......وقفت ...مددت رقبتي...ملأت رئتي بالهواء لآخر سعة.....أطلقتها مدوية ملأت كل فضاء الحارة .....أخذت نفساً آخر لأطلق صيحة أخرى....سمعت أبي يصعد الدرج مسرعاً وهويشكو الإزعاج من صياح الديك.....اختل توازني عن الجدار....هويت في اتجاه الأرض ....أيقنت أني إن سلمت من الموت لن أنجو من الكسور المتعددة.....لكني وصلت إلى الأرض بكل راحة...

                        ماذا حصل...لم أفهم ماذا حصل باضبط ، لكنه حصل.....وصلت إلى الأرض وأنا أملك عرفاً وذيلاً جميلاً وكل مقومات الديك المحترم.....نظرت إلى أعلى البيت فرأيت أبي يلوح لي بالعصا ويقول "كششششش....كشششششش"

                        للقصة بقية....

                        تعليق

                        • سالم الجابري
                          أديب وكاتب
                          • 01-04-2011
                          • 473

                          #27
                          أهلاً بك في عالم الديكة-قلت ذلك لنفسي وأنا أتفحص شكلي الجديد، هززت رأسي لأتحسس كيف هي حركة العرف.....نظرت لذيلي فشعرت بالفخر...كان منتصباً وتزينه ريشتان طويلتان صفراوان نهايتهما حمراء....فردت جناحي لأرى طولهما....مشيت قليلاً فعلمت أنها مشية ديك ملكية أنيقة، وقعت عيني أول ما وقعت على سيارة البدين التي تركها أمام الباب بعدما ركب مع زميله للعمل.....تأكدت أن لا أحد أمام الباب وركضت بسرعة في اتجاه السيارة، صعدت على السيارة ووجهت ذيلي تجاه الزجاج الأمامي وقل "خذها مني أيها البدين"....تلك كانت أول مرة ألقي فيها فضلات.... ، نزلت من على السيارة واختبأت تحتها....كنت افكر في المبيت، لا أستطيع المبيت في البيت ما دمت على هذه الحالة، عزمت على الذهاب لقفص دجاج العجوز لكني ما كدت أخرج من تحت السيارة وأخطو بضع خطوات حتى كادت سيارة مسرعة أن تصدمني ، عدت لمخبئي تحت السيارة....لكن جاء قط ضخم يتشمم الأرض ودخل تحت السيارة.....أدركت أني يجب أن أفكر الآن كديك وأن أتصرف كديك وإلا فلن أعيش حتى يوماً واحداً.

                          للقصة بقية.....

                          تعليق

                          • سالم الجابري
                            أديب وكاتب
                            • 01-04-2011
                            • 473

                            #28

                            خرجت بسرعة من تحت مؤخرة السيارة، لم يكن الوقت مناسباً للدخول في مواجهة مع هر.........احترت إلى اين سأذهب ، مشيت بمحاذاة جدار البيت، عند الزاوية فوجئت بمجموعة من الأولاد الأشقياء....لم يتورعوا عن ملاحقتي وقذفي بالحجارة ، لم ينقذني منهم غير خروج المصلين من المسجد الذين نهروهم بشدة ، لم أستطع التفكير في مكان أذهب إليه غير قفص العجوز......وصلت القفص، كانت الدجاجات نائمات، درت حول القفص حتى وجدت فتحة صغيرة فحشرت نفسي ودخلت بعد أن فقدت بضع ريشات بسبب حواف القفص الحادة......حاولت أن لا أحدث أي صوت، وجدت زاوية بين الصناديق الخشبية المتراصة اختبأت فيها.
                            كنت متعباً من كثرة الركض أمام أؤلئك الأولاد الأشقياء، لم أكد أغمض عيني حتى نمت نوماً عميقاً.

                            صحوت قبل الفجر وأنا اشعر برغبة كبيرة في الصياح، وقفت على قدمي ومددت جناحي ورفرفت بهما قليلاً لأستعيد نشاطي....سمعت حركة قريبة عرفت أنها من ذلك الديك اللعين......كان علي أن أسبقه إلى مكان مرتفع في القفص وأطلق صيحتي قبله إعلاناً لسيادتي على القفص......تفحصت المكان بسرعة فوجدت أن أعلى مكان هو فوق الصناديق الخشبية......خرجت من بين الصناديق باسرع ما استطعت ......قفزة وبضع خفقات من الجناحين وكنت أتربع على عرش القفص....وأنا على وشك إطلاق الصيحة إذا بذلك الديك يحاول الصعود هو الآخر، لم يكد يطأ المكان بجانبي حتى قفزت ودفعته بقدمي ليسقط في الأسفل....لم أضع الوقت وأطلقت الصيحة معلناً عهداً جديداً وسيداً جديداً لهذا القفص.

                            للقصة بقية....

                            تعليق

                            • سالم الجابري
                              أديب وكاتب
                              • 01-04-2011
                              • 473

                              #29
                              واصلت الصياح بكل قوة حتى أنوار الفجر الأولى......كان علي أن أقنع الدجاجات في الأسفل بجدارتي، الديك الآخر تقبل الأمر وانزوى في إحدى زوايا القفص دون أن يجرؤ حتى على النظر لأعلى، نزلت أريد تفقد الدجاجات.......قد تستغربون هذا ...... كانت الدجاجات تتزين ، كن يأخذن الدهن من الغدة التي في الذيل بمناقيرهن ثم يسوين به ريشهن ريشة ريشة........ثم بدأن بنبر الأرض وإظهار الحب وكل واحدة تدعوني للأكل.....كنت أتبختر بينهن كالملك بين حريمه، أخيراً اخترت تلك الفروجة الشابة لآكل معها، ما إن بدأت الأكل من الحب الذي نبرته لي حتى بدأ الجميع بالأكل.

                              بدات أولى أشعة الشمس تضيء الظلال بين الصناديق الخشبية التي تشكل بيوت الدجاج، خرجت أنا والدجاجات إلى ساحة القفص، كنت في وسطهن، هن ينبشن الأرض وأنا ألتقط الحب......تفاجأت أنهن تركنني وركضن إلى جهة من القفص....كانت العجوز قد وصلت تحمل بقايا طعام، ألقته من خلال فتحات السياج الحديدي وبدأت تتفقد دجاجاتها، لمحتني وبقيت محدقة بي....عرفت أني ديك غريب لكنها لم تكن لتمانع ببقائي لما رأت فيّ من سمات الأصالة ، ولأؤكد لها تلك السمات مددت جناحي إلى أقصاهما وهززت عرفي ونفشت ريش رقبتي.

                              استقرت أموري في القفص، والآن لابد من متابعة أموري خارج القفص.....

                              للقصة بقية.....

                              تعليق

                              • سالم الجابري
                                أديب وكاتب
                                • 01-04-2011
                                • 473

                                #30

                                بعد تناول الإفطار قررت الخروج لاستطلاع ما يحدث مع عائشة والبدين، كنت أتمنى أن لا تكون شكوكي في محلها لكن أكثر ما كان يخيفني هو سذاجة عائشة التي ستكون فريسة سهلة أمام ذلك المخادع......بيت عائشة كان الأقرب للقفص لكني فضلت الذهاب للبيت ، لابد أنهم لا حظوا غيابي الآن.........من على سيارة البدين قفزت فوق الجدار ، ومن على الجدار قفزت إلى السطح......بكل هدوء كنت أراقب البيت من الثقوب التي في جدار السطح......كان أبي وأمي في الغرفة يتكلمان ...... استطعت رؤيتهما من خلال النافذ لكني لم أتبين ما يقولان......من المفترض أن البدين نائماً في تلك اللحظة إن كان قد أنجز نوبته المسائية في الفجر........خرج أبي من غرفته وذهب إلى غرفة أخي.....خرجت أمي إلى الحوش وهي تبدو قلقة، لابد أنها قلقة علي.....خرج أبي ومعه أخي ووقفا يتحدثان لأمي......أمي تعتقد أني تركت البيت بسبب اكتئابي وخوفي من نتيجة الإمتحانات.

                                البدين لم يقل شيئاً وحاول طمأنة أمي بأني بخير وسأعود، كأني لمحت ابتسامته وهو يتركها ذاهباً إلى غرفته......لابد أنه عرف أني قد تحولت إلى ديك وهذا سبب غيابي.......كان يفترض به في تلك اللحظة الخروج والبحث عني، إلا أنه وبكل سعادة عاد إلى غرفته......نزلت من فوق السطح وصعدت على حافة نافذة غرفة البدين المطلة خارج البيت......رأيته يتكلم في الهاتف......شككت أنه يكلم عائشة .....نزلت وقررت الذهاب لبيت عائشة، عبور الشوارع الضيقة في الحارة مخاطرة كبيرة بالنسبة لديك لكني وصلت أخيراً، تسللت من باب الحوش المفتوح واختفيت بين شجيرات الياسمين....لم أتوقع أنها ستخرج لقطف زهور الياسمين في تلك اللحظة، خرجت عائشة متجهة مباشرة للشجيرات، مدت يدها وأخذت تقطف الزهور البيضاء بيد وتضعها في اليد الأخرى.......كم أسعدتني رؤيتها ...... يبدو أنها نامت جيداً البارحة ...... كانت أجمل من كل الزهور......جذبني حسنها كالكهرباء فرفعت رأسي نحوها وهي منحنية........أخرجت رأسي من بين أعواد الياسمين، لم أعرف ماذا دهاها فمدت يدها وأمسكت برأسي بين يديها، كأنها استغربت شكله بين الوريقات الخضراء....شدت رأسي نحوها فكادت تخنقني، صرخت وتحركت حركة عنيفة......أصيبت هي بالرعب وألقت ما في يدها من الياسمين وأخذت تصرخ من الخوف.......هرع أبوها نحوها فأخبرته أن شيئاً غريباً في شجرة الياسمين، أمسك بعصا واتجه نحوي.....كان رأسي قد إنحشر بين غصنين ولم أستطع تخليصه دون خدوش حول العينين وفقدي لبضع ريشات من رقبتي، خرجت من الباب وانا أطلق صيحات قصيرة متتالية لعل عائشة تفهم أني أنا ....

                                للقصة بقية.....

                                تعليق

                                يعمل...
                                X