من أجلك يا أبي / إيمان الدّرع /

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إيمان الدرع
    نائب ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3576

    #31
    المشاركة الأصلية بواسطة رزان محمد مشاهدة المشاركة
    استمتعت بالقراءة لقصتك الرائعة معنى ومبنى.
    تقديري ومودتي لك أستاذة إيمان الفاضلة ودمت مبدعة.
    ما أعذب مرورك أستاذة رزان :
    كم أبهجتِ قلبي برأيك الغالي عندي ..!!
    أتمنى أن أقدّم لعيونكم التي أحبّها كلّ ما هو جديرٌ بها ..
    أشكرك ..
    وأهدي إليك أعذب أمنياتي ...وتحيّاتي ..

    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

    تعليق

    • أمين خيرالدين
      عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
      • 04-04-2008
      • 554

      #32
      المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
      من أجلك يا أبي ...
      حدّثتْ نفسها :
      لمن هذا الوجه ؟ ليس لي أنا ، لم أكن يوماً بهذه البشاعة ، أيّ مسخٍ صرته ؟ وتلك الألوان المرسومة كمهرّج السيرك على وجهي ، تسخر مني ، تضحك بهيسيتريا ، تعلو ، تهبط حتى صارتْ كالبكاء .
      لمن هذه الملامح ؟ لا أنتمي إليها ، إنّها لامرأةٍ شيطانيّة العبث ، يلفّها ليلٌ كعهر المجون .
      ثمّ ساءلتْ العيون التي ترنو إليها باستغرابٍ :
      أين جدائلي ؟ لم أكن أجيد غير ربط شرائطها الملوّنة ، وهي تتدلّى على صدري ببراءة ، كيف صارتْ كشظايا رأس أوديسّا ؟
      كيف صارتْ عيوني بهذه القسوة ؟ تحجّرتْ كجلمودٍ لا يهتزّ!!!!
      وكيف تحوّل أحمر الشّفاه على شفتي إلى لون سابغٍ ، يتعطّش للدّماء، ولا يرتوي ؟؟
      ثمّ ركضتْ بين الموائد ، تقذف الأرض بالأطباق على الطريقة اليونانيّة حين يشتدّ هدير الرّقص .
      الموسيقا الصّاخبة تتخافتْ رويداً ، رويداً ، والذّهول يعلو الوجوه .
      لم يعد في المكان إلاّ صوتها ، يصرخ من بئر السّنين ، يحمل صدى الأيّام ، أنينها ، أوجاعها ، وهي تحجب وجهها بكفّيها صرختْ بها :
      ـ الآن خذيه ، لم يعد يلزمني ..
      ركضتْ إليه ، تفكّ عنه الشّال الذي حزم وسطه ، تنادي :
      ـ كفى ...كفى ..ماذا فعلتم بأبي ؟؟؟
      أخذته كالطفل بين أحضانها ، كان يترنّح ، يحزق ، يلهث ،مازال يردّد وحده الأغنية التي شرع يرقص على أصدائها،
      ورائحة الخمر أسكرتْ الجدران حوله ، فلم يستبن أنّه صار أضحوكةً ، بين حشدٍ، جمع فيه كلّ الأطياف التي يعرفها أو التي لا يعرفها.وهو الذي كان اسمه كالنسر في فضاء العمر
      ثمّ دفعتها عنه بأطراف أصابعها :
      أراك الآن تنهارين ، تبتلعين الغصّة ذاتها التي سكنتْ حنجرتي ، منذ عقدٍ ونيّفٍ من السنين ، أتذكرين ..؟؟
      يوم بكى أبي ، وهو يدفع عنه تهمة سرقة عقدك الماسيّ الثمين ، بعد أن أتمّ طلاء منزلكم الفاره ..؟؟؟
      أتذكرين ؟؟؟كيف أذلّيتِ شيبته ،بكلّ أفانين الضّغط ، تحيط بك هالة الجبروت ، تتبخترين بها استعلاء ؟؟ والكلّ يتهافتُ على استرضائك .
      أبي الشّريف ، رقيق الجسد ، نظيف اللّقمة ،لم تحلْ هشاشة عظامه ، بينه وبين الجدران التي حفظتْ طقطقة أنينه ، وهو يصعد السّلم درجةً ، درجةً، يمسك جردله ، وفرشاته ..
      ـ هل أنت ابنة الحاج عبد اللّطيف ؟؟؟أجيبي ..
      ـ نعم ..أنا هي ..تلك الطفلة التي شهدت اغتيال قلبه ، أترين دموع أبيك الآن ..؟؟ هي ذاتها لون دموع أبي ، حين أكبّها على يديك ، يطلب الرّحمة ، وأنت تصدّين ، وتستعلين ، وتسخرين ، وتركلين .
      ثمّ التفتت إليهم تدور بينهم بلا سيطرة على أوصالها المرتجفة:
      ـ أنتم أيّها السّادة ..يا من تحيطون المكان بكلّ ألوانكم ، وروائحكم ، انظروا إلى الباشا العظيم وابنته ، إنّها لوحة مسليّة أليس كذلك ؟؟
      وجذبته من كمّه وهو يتأرجح كريشةٍ خفيفةٍ بلهاءَ :
      ـ انظروا مليّاً للمليونير ، صاحب المزارع ، والأطيان ، والأسواق التجاريّة .
      ارقص ..ارقص لا تتوقّف ، هيّا در كالقرد بين الضيوف ، روّح عنهم ، أضحكهم ، أزل عنهم بعض الرتابة والملل .
      ركضتْ إليه من جديدٍ :
      ـ لا ..لا تفعل ذلك يا أبي أرجوك أبي ...أفق ..أفق ..
      ـ ولكنّي أحبّها ، أعبدها ، سأفعل ما تأمرني به ، هي لي ، لي وحدي ، لا تصدّقي ما تقوله ، إنّها تمزح ، هي كلّ حياتي ، تحبّني ، قولي لهم يا أميرتي كم سهرنا معاً حتى الصّباح ، نتبادل كأس الهوى ، والعشق ، والغرام !!!كم عتّقنا الأيّام بجنون حبّ لا يهدأ، إلاّ ليعود ، قولي لهم كيف فضّلتني على جميع الرّجال !!!
      ثمّ ترنّح بينهم يجذب أطراف أكمامهم :
      ـ انظروا كم أنا وسيم ..؟؟!! هكذا كانتْ تراني ، شابّاً ذا شخصيّةٍ آسرةٍ ، حدّثيهم، كيف وعدتني بأن نقتسم ما بقي من العمر معاً ، وكيف قدّمتُ لك هذا القصر مهراً مقدّماً باسمك
      ـ ماذا ..ماذا يا عجوز الحطب هل جننتَ ؟؟أتزوّجك أنت ؟
      اصحَ من ثمالتك ، وانظر إلى قفّة عظمك يا جدّي .
      ثمّ قهقهتْ وكالشيطان تضرب كفّاً بكفٍّ : يا لك من خرفٍ
      تهاوى قرب طاولة الطعام ، يفكّ عن رقبته ربطة عنقه ، فتح أزرار قميصه يدعك صدره الواهن ، وبأنامله الضعيفة راح يرفع عن جبينه خصلات شعره البيضاء ، المتبلّلة بالعرق
      ـ إذن من أنت أيتها الإبليسة ..؟؟وكيف بغفلةٍ مني صرتِ كلّ حياتي ؟ كيف استطعتِ ذلك ؟ أيّ سحرٍ سفليّ يركبك ؟؟
      ـ اسأل ابنتك ، عندها الإجابة .
      ـ ولمَ فعلتِ ؟؟
      ـ دموع أبي ..من أجلها رسمتُ أيّام حياتي ،وأعوامها ، من أجل جروحه التي رحتُ أمسح نزفها ، من أجل صرخة ظلمٍ أطلقها ،وهو يردّد حتى في نومه : بريء ،والله العظيم بريء
      ابنتك المتزوّجة برجل أعمالٍ يفوقك ثراءً ، حطّمتني ، وقتلتْ أبي ، لم يعش بعد هذه الحادثة طويلاً ، مات قهراً ، بعد أن دفن ما بقي له من كبرياءٍ على أعتابكم .
      ثمّ أمسكتْ به من جديدٍ تسحبه عن الكرسيّ ، تؤرجحه :
      ـ وأنت أيضاً يجب أن تموت قهراً ..متْ ..متْ ..
      وحالتْ الابنة بينهما :
      ـ اتركيه ..هيّا يا أبي ..هيّا ..لنرحل من هنا ، أرجوك حاول النهوض والثّبات ساعدني
      ـ لا ..دعيه ، لم يشفَ غليلي بعد ، خلّي عظامه تنزف أكثر ، ترتعد استغاثةً ، خلّني أرى المزيد من دموعه ..
      ثمّ التفتتْ إلى الحضور ، المتسمّرين بذهولٍ ، تعلوهم الحيرة،
      يتساءلون عن أحجيّة يلزمهم تفسيرها قائلة وهي تعربد بينهم كمجنونة :
      ـ لماذا سكتّم ؟؟ صفّقوا له ، صفّقوا!!أرأيتم كم هو جميل عرض مسرح اليوم ؟؟إنّه حقيقيّ مباشرُ ، بلا خشبةٍ ، شخوصه بينكم .
      ثمّ راحتْ تستحثّهم من جديدٍ :هيا صفّقوا ، وحيّوا الأبطال
      واستجابوا لها أوّل الأمر على استحياءٍ ، ثمّ تعالتْ الهمهمات ثمّ الضحكات ..وصدحت الموسيقا الصّاخبة من جديدٍ ..
      ورمقتهما بطرف عينها ، حين كانت الابنة تنسلّ بانكسارٍ إلى الخارج ، تشدّ هيكلاً يموت ارتجافاً ، تطوي به الرّيح ،
      وعندما ابتعد طيفهما ، أصابتها ارتعاشة كالحمّى ،اختلاج موجعٌ ، كمسٍّ يخرج من جسدها المثقل بسياط السنين ،
      اعتذرتْ لضيوفها ، انسحبوا تباعاً ، خلا المكان ، أطفأتْ الأنوار ، أشعلتْ شمعةً واحدةً ، تأمّلتها ، تحرّكتْ الستارة
      رأت روحه تطوف حولها .
      خرجتْ عنها طفلة صغيرة ذات جدائل ، مربوطة بأشرطةٍ ملوّنة ، منفوشة الثّوب ، قصيرة الأكمام ، في يدها قطعة قطنٍ تمسح جراح أبيها ..تضع رأسه في حضنها الصّغير المضطرب ، فتسمع طقطقة عظامه ..
      أذّن الفجر ، وبعيونٍ لا ترفّ ناجته :
      ـ امسح رأسي المتعب يا أبي ، يا موكب الطّهر ،ارْقِني ، واغفر لي ، قم وتوضّأ ، واهنأ في رقدتك بسلامٍ ...
      أرأيت كم هي دموعك غالية ...يا أبي ..؟؟؟!!!!



      إيمان الدرع
      الكاتبة المبدعة
      تحياتي ودعائي لسلامتكم وسلامة الوطن
      لم أقرأ فحسب، بل تحركت مع الأبطال، وارتفع صوت قراءتي وعشت مع الأحداث
      اتهادى مع موسيقى الكلمات الشعرية
      الكلمات الراقية واللغة الراقية الجميلة، والأسلوب والإبداع
      أحسست بالجرح
      جرح الإبنة التي ترى أباها ينهار أمامها،ويمسخ مام الأعين
      ملعون أبو الإنسان الذي ينقلب شيطانا
      يحطم اإنسانية الإنسان، يحطم الأبوّة، ووقار الشيوخ
      كان هرما في عمق عيني ابنته، وانهار
      بعد أن خدعه الشيطان، والضعف
      ابنته دفعت الثمن ، ثمن الكرامة والأبوّة، والبنوّة
      كم مره ذُبحت وهي ترى أباها مذلولا
      هكذا هم الأبناء الأوفياء
      سأعود لأقرا
      ولأتعلم
      تحياتي وودي
      وسلامتكم
      وسلامة الوطن
      [frame="11 98"]
      لأني أحبُّ شعبي أحببت شعوب الأرض

      لكني لم أستطع أن أحب ظالما
      [/frame]

      تعليق

      • إيمان الدرع
        نائب ملتقى القصة
        • 09-02-2010
        • 3576

        #33
        المشاركة الأصلية بواسطة ميساء عباس مشاهدة المشاركة
        كيف صارتْ عيوني بهذه القسوة ؟ تحجّرتْ كجلمودٍ لا يهتزّ!!!!وكيف تحوّل أحمر الشّفاه على شفتي إلى لون سابغٍ ، يتعطّش للدّماء، ولا يرتوي ؟؟ثمّ ركضتْ بين الموائد ، تقذف الأرض بالأطباق على الطريقة اليونانيّة حين يشتدّ هدير الرّقص .الموسيقا الصّاخبة تتخافتْ رويداً ، رويداً ، والذّهول يعلو الوجوه .


        إيمااااااان

        اشتقتك قبل حرفك
        وهاأنت تمرين بشغب كبير وتعبرين مسرح قلبي
        لأقول لك
        جميلة
        جميلة أنت وروحك وحرفك
        كم أحتاجه
        قصة ممشوقة السماء
        يارائعة محبتي

        ميســــــــــــاء
        ميساء الحبيبة :
        وعند حروف اسمك ، تبسم الروح ..
        تسعد باللقاء ..
        بعد غيابٍ شاغل روحي بافتقادك ..
        قريبة من ذاتي ..مثل ندى الغصن ..
        وحميمة كدفق العاصي في نبضي ، وشرياني ..
        أشكرك ميساء لأنك كنت هنا ..
        يكفيني هذا ...لأسعد ، وأمتلك الفرح
        لا حُرمتك ...ومع أطيب أمنياتي ..تحيّاتي ..

        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

        تعليق

        • إيمان الدرع
          نائب ملتقى القصة
          • 09-02-2010
          • 3576

          #34
          المشاركة الأصلية بواسطة جمال عمران مشاهدة المشاركة
          الاستاذة ايمان
          أرجوحة طوحت بى بين الحروف ، والكلمات ، والجمل ، والمعانى ، والمفردات ، والصور..وما كادت تتوقف أو تهدأ ..إلا وأخذتنى من جديد بين الأحداث والأوصاف..فأجدنى فى عالم بللورى شفاف ..مأخوذاً بروعة المشهد ، وفائق التجليات فى نصك ....ذاك ..السهل الممتنع ..والمتراكم المعقد فى آن..
          لقد قرأتها مراراً..تقترب من ( ملحمة ) عن ذات البطلة ..
          شكرا لك بقدر ما أجهدنى تتبع ( فك خيوط ) قصتك..
          عندما يتواجد الأستاذ جمال عمران في متصفّحي ..
          أرفع رأسي ..تيهاً ، وفخراً
          وأغبط نفسي
          إن نال النصّ إعجابك ..
          فأنت أديب ، ثرّ العطاء ، خصب الفكر، مبدع الرّصد لزوايا الحياة، من مختلف منافذها ..
          أريد أن أقول ألف شكرٍ ، على جميل حروفك ، زميلي ، وأخي جمال ..
          ومع أطيب أمنياتي ...تحيّاتي ..

          تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

          تعليق

          • إيمان الدرع
            نائب ملتقى القصة
            • 09-02-2010
            • 3576

            #35
            المشاركة الأصلية بواسطة أمين خيرالدين مشاهدة المشاركة
            إيمان الدرع
            الكاتبة المبدعة
            تحياتي ودعائي لسلامتكم وسلامة الوطن
            لم أقرأ فحسب، بل تحركت مع الأبطال، وارتفع صوت قراءتي وعشت مع الأحداث
            اتهادى مع موسيقى الكلمات الشعرية
            الكلمات الراقية واللغة الراقية الجميلة، والأسلوب والإبداع
            أحسست بالجرح
            جرح الإبنة التي ترى أباها ينهار أمامها،ويمسخ مام الأعين
            ملعون أبو الإنسان الذي ينقلب شيطانا
            يحطم اإنسانية الإنسان، يحطم الأبوّة، ووقار الشيوخ
            كان هرما في عمق عيني ابنته، وانهار
            بعد أن خدعه الشيطان، والضعف
            ابنته دفعت الثمن ، ثمن الكرامة والأبوّة، والبنوّة
            كم مره ذُبحت وهي ترى أباها مذلولا
            هكذا هم الأبناء الأوفياء
            سأعود لأقرا
            ولأتعلم
            تحياتي وودي
            وسلامتكم
            وسلامة الوطن
            زميلي الغالي : أمين خير الدين ..
            لن أبالغ لو قلت :
            إن مرورك يشعرني بطيب انتمائي
            لهذا الوطن العربيّ الكبير الذي يجمعنا ..
            فأنت كنزٌ أحرص عليه ..
            بل وأقبض على أخوّته بفخرٍ ، واعتزازٍ..
            وأفتقده إن غاب ..
            لاحُرمتك أيها الأمين ..
            كم يفرحني هذا الدعاء النبيل منك لوطنك الثاني سورية!!!؟؟
            كم نحتاج منكم جميعاً هذا الدعاء ..
            لتعبر سوريا هذا الامتحان العسير بسلام!!!
            أشكرك على روعة تحليلك للنصّ ، و على تشجيعك الدائم
            ومع أطيب أمنياتي...تحيّاتي

            تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

            تعليق

            يعمل...
            X