ذهبيــات أدبيـــة(2)

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سلام الكردي
    رئيس ملتقى نادي الأصالة
    • 30-09-2010
    • 1471

    ذهبيــات أدبيـــة(2)

    الأخوة والاخوات, الأدباء والأديبات.
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
    بعد أن أنهت مسابقة "
    ذهبيات ادبية" فعاليتها الأولى والتي لا قت نجاحاً جميلاً والحمد لله بفضل الله وفضل حضراتكم والأخوة القائمين على لجنة التقييم ,ودراسة النصوص المتقدمة للمسابقة,والتي قد فاز بها في المركز الأول, الأستاذ عمر ضياء الدين بنصه "اشتياق" والأستاذة دينا نبيل في بالمركز الثاني بنصها"الأرجوحة" متمنين لهما وللجميع مزيداً من النجاحات والتقدم إن شاء الله.
    يقوم
    نادي أصالة للإبداع الأدبي بالتعاون مع إدارة الصالون الفكري والاساتذة أعضاء اللجنة القائمة على قراءة وتقييم النصوص المشاركة.
    بتفعيل الجزء الثاني من فعالياتها والذي صار يتمتع بالمزيد من الوقت لتصبح نصف شهرية بدلاً من أن تكون أسبوعية, كما سبق في تجربتها الأولى, ذلك كي يتسنى للجميع ,دراسة جميع الخطوات التقييمية والنقدية دون الوقوع فيما قد يكون استعجالاً غير محمود,وتعلن عن بدء استقبالها لنصوص الأخوة الراغبين بالتسابق على هذا النحو الشفاف والنقي إلى حد كبير,تسعدنا سعة الصدور,التي من شأنها أن ترقى بالجميع إلى مراتب عالية من الإبداع على جميع الصعد.
    وننتظر من الأخوة إدراج نصوصهم هنا ضمن مهلة أقصاها يوم الخميس القادم إن شاء الله, لتبدأ اللجنة عملها وفق إطار محدد فيه الكثير من الجدية في الأخذ بجميع معطيات اللغة والأدب أكاديمياً وانطباعياً,والله ولي التوفيق
    .
    أعضاء اللجنة
    الأستاذ محمد فهمي يوسف.
    الأستاذ إبراهيم أبويه.
    الاستاذ ماهر القطريب.
    الاستاذ صراض عبد الغني
    وسلام الكردي.
    مع فائق الاحترام والتقدير.


    نـادي أصــــالة للإبــداع الأدبــي.
    التعديل الأخير تم بواسطة سلام الكردي; الساعة 24-07-2011, 09:05.
    [COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
    [COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
    [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
    [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
    [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
    [COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
    [COLOR=#0000ff][/COLOR]
  • سائد ريان
    رئيس ملتقى فرعي
    • 01-09-2010
    • 1883

    #2

    حتى منتصف الطريق



    كانت الساعة لا أعلم . .
    وكان التاريخ لا أذكر . .
    فما اعتدت حفظ تواريخ أحداثي إلا بالمواقف والمناسبات الحلوة
    وإن قَـلّـت في أيامنا المهرولة . .
    كأس حلو وآخر مر
    وكلا الكأسين نشرب . .
    مناسبة أعددت لها حتى استحق وقتها،
    فكانت بداية لتأريخ الصعود للعلياء . .
    بدأت بعد إنجاز تبعه سفر لتحقيق حقيبة أحلام منذ نعومة الاظفار وهي تُـملأ. .
    فتحليق في غيوم ملبدة بأدعية التوفيق فهبوط على ارض المشرق
    فدخول أنفاق المسافات والتساؤلات . .
    حتى نهايتها . . فإذا بالظلام الدامس . . !!!

    لم اعد أرى إلا بصيص أمل منير من قلبي البريئ . .

    اسد ملكُ غابته داخل الأسر . .

    ثم لقاء صاحب مفاتيح المستقبل بزعمه . .
    ليقلد الحضور وسام دستوره الذي لا يأتيه الباطل . .
    تعليمات كالمطر . .
    إفعل ولا تفعل . .
    ليس لك إلا ما عليك . .
    لا نقبل منك ناقصاً . .
    واجب إن قدمت كاملاً، وإن زدت فمن نفسك ولا شكر . .
    ننظر فيما لك بتجاهل . .
    نعطيك ما يحلو ويروق لنا متى أردنا، والشكوى لنا مذلة .
    ...
    لا نريدك ان تعرف بأننا رأيناك حينها
    فعيوننا لا ترى إلا التقصير . . .
    دوائر ومربعات ومستطيلات ومعينات ارسمها حتى خلتها أسواراً لها ابواب عدة . .

    جميعها مُغَلّق بإحكام . .

    لا مفر لك إلا إلينا . .
    حرية مزعومة ما دمت بداخلها . .
    ....

    حتى وُلِدَت لحظة التمرد والانعتاق من رحم الكبت،
    فكان المولود هو مقاييسي أنا . .
    لحظة تمرد ماكر مبارك . .
    لحظة رفض الواقع المروض المحتنك . .
    لحظة تعلم جديد ،
    فن قول لا ، كيف ، ومتي . .

    انا حر ولست عبداً واسمي اسد . .
    اسد في طباعي . .
    صقر محلق في سماء أحلامي . . وطموحاتي . .
    لا ابتغي إلا الثريـــا ، ولا ارضى بالدنية . .
    شرقي و لا أقبل إلا أدوار البطولات . .
    لن اكون تابع كالعوام، اُحسِن اذا احسنوا . .
    . .
    عدت لنفسي لأتعرف على أنا اكثر
    فاستشعرت بحجم طموحي السامق للعلا
    وما جهلت طباع محيطي وكنهه . .
    ثم رسمت خارطة حياتي . .

    فبدأتُ

    الخطوة الأولى فالثانية تتبعها الثالثة . .
    حتى مكاني حيث أصعد . .
    . . . .

    كل العلوم لا تزال حِلٌ لي . .

    وهل من مزيد لأزيد من سرعتي اللاجـنـونـيـة . .

    . .
    . .

    كلي أمل بغدٍ أجمل



    أسد
    في منتصف الطريق
    ------------------------------
    قصة قصيرة واقعية حقيقية
    اضعها بين اياديكم البيضاء
    علها تنال إعجابكم
    تحاياي

    تعليق

    • حكيم الراجي
      أديب وكاتب
      • 03-11-2010
      • 2623

      #3
      [align=justify]أستاذي الرائع / سلام الكردي
      أحييك أخي الغالي على هذه الخطوة الراقية وأرجو لك ولناديك ولأعضاء اللجنة الكرام كل النجاح والتوفيق ..
      خطوة مباركة على طريق السمو والازدهار ..
      شكرا لك وللأحبة أعضاء اللجنة على ما بذلتموه من طيب جهد لتنظيم هذه المسابقة الرائعة ..
      سأنشر هنا احد نصوصي إن شاء الله بغية جذب المزيد من الأقلام الشذية إلى هذا النادي المعطر بصفاء أرواحكم النقية ..
      ملاحظة :
      هل المسابقة تشمل كل الوان الأدب وهل توضع جميع النصوص في ميزان واحد أثناء عملية الفرز والتقييم .؟[/align]

      محبتي وأكثر
      [flash= http://www.almolltaqa.com/upload//up....gif]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]

      أكتب الشعر لا ليقرأه المهووسون بالجمال
      بل أكتب لأوثق انهيارات القُبــــح ..



      تعليق

      • سلام الكردي
        رئيس ملتقى نادي الأصالة
        • 30-09-2010
        • 1471

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة حكيم الراجي مشاهدة المشاركة
        [align=justify]أستاذي الرائع / سلام الكردي
        أحييك أخي الغالي على هذه الخطوة الراقية وأرجو لك ولناديك ولأعضاء اللجنة الكرام كل النجاح والتوفيق ..
        خطوة مباركة على طريق السمو والازدهار ..
        شكرا لك وللأحبة أعضاء اللجنة على ما بذلتموه من طيب جهد لتنظيم هذه المسابقة الرائعة ..
        سأنشر هنا احد نصوصي إن شاء الله بغية جذب المزيد من الأقلام الشذية إلى هذا النادي المعطر بصفاء أرواحكم النقية ..
        ملاحظة :
        هل المسابقة تشمل كل الوان الأدب وهل توضع جميع النصوص في ميزان واحد أثناء عملية الفرز والتقييم .؟[/align]

        محبتي وأكثر
        مرحبا بك استاذنا حكيم الراجي,نعم ,هذه المساحة مفتوحة لكل صنوف الأدب العربي,وسيتم التقييم وفق اسس وضوابط اكاديمية بحتة إن شاء الله.وهي توضع في ميزان واحد من حيث درجة الإبداع فيها,فالإبداع لا يتقيد بصنف أدبي واحد كما تعلم استاذنا العزيز,أهلا ومرحبا بك.
        فائق احترامنا وتقديرنا لك.
        [COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
        [COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
        [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
        [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
        [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
        [COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
        [COLOR=#0000ff][/COLOR]

        تعليق

        • سلام الكردي
          رئيس ملتقى نادي الأصالة
          • 30-09-2010
          • 1471

          #5
          تضـــاريس
          ـــــــــــــــــــ

          مؤلم.
          مؤلمٌ جداً.
          أن تشعرَ بانكَ الصحراء.
          وأنَّ عليها أن تقطعكْ.
          بليلكَ
          ورملكَ
          وثورة الريح فيك.
          كيف تستطيعينَ إدهاشي على هذا النحو؟

          (ق ق ج)
          ـــــــــــــــ
          مفتوح للتعليق من قبل جميع الأخوة,مع فائق الاحترام والتقدير.
          [COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
          [COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
          [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
          [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
          [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
          [COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
          [COLOR=#0000ff][/COLOR]

          تعليق

          • سليمى السرايري
            مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
            • 08-01-2010
            • 13572

            #6
            هل لي أن أضع مشاركة هنا أستاذ سلام؟



            كلّ الشكر لهذه المجهودات الراقية


            /
            /
            /
            سليمى

            لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

            تعليق

            • سلام الكردي
              رئيس ملتقى نادي الأصالة
              • 30-09-2010
              • 1471

              #7
              نص الأستاذة دينا نبيل
              ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

              أنا طالع الشجرة !!



              يا طالع الشجرة ... هات لي معك بقرة

              تحلب وتسقيني ... بالملعقة الصيني
              ..................



              ترتجّ الشجرة بقوة وتهتز أغصانها ، وتأخذ أوراقها في التهاوي والتبعثر حتى بدت كرأس زنجي أشعث صوته مرعب كصوت حفيف أوراقها ... وفجأة وبعيدا عن أي توقع أو تخيل ... سقط جسد عار !! ... فراغت الأصوات بين صرخة وزعقة ... ... وانكسر الإيقاع
              -- " جمال !! "

              هب الناس نحوه .. قلّبته ... وجهه أصفر شاحب قد تجمدت دماؤه في عروقه ... ماذا حلّ به ؟؟

              وبين حسبلة وحوقلة مرت الأحداث سراعا أمام عيني في لحظة شرد فيها فكري وشلّ فيها عقلي ...
              " قرية البقرة " ... قريتنا ...وسبب التسمية وراء موت صاحبي " جمال " ... رفيق عمري .

              كانت تتداول الأخبار منذ زمن ليس بالقصير حول حديقة عمدتنا التي تحوي شجرة وارفة الأغصان ؛ تضرب بأغصانها في الأرض فينبت لها الجذور فتخرج منها شجرة أخرى وهكذا حتى بدت كسلسلة أشجار ملتفة حولها ، وكان فيما يروى عن هذه الشجرة أن هناك بقرة تسكن أعلاها ولها من الكرامات ما يطير له العقل تعجبا ... إنها بقرة تتكلم بل والأدهى أنها تحلب نفسها وتسقي عمدتنا " بملعقة صيني " !!
              طبعا كان الجميع مصدقين فكل مرة تسقي البقرة فيها عمدتنا يخرج علينا بوجه غير الوجه الذي ذهب به ؛ يسود شعره الذي اشتعل شيبا ويعود ممتلئا حيوية قد اختفت تجاعيده وعاد ابن الثلاثين ، وما كان أحد ليشك فيما يقوله العمدة وبطانته من ورائه أن البقرة ستسمم البهائم إن امتنع أصحابها من دفع الإيجار أو أنها ستشعل النار في المحصول إن طالب الفلاحون بحصة سماد زائدة ، وأنها ستفعل وتفعل ... وبالفعل كانت كثيرا ما تفعل ...كان حلم البعض وكابوس الكثير أن يجن جنون البقرة وتنزل من الشجرة ... ترى ما شكلها ؟ ... وماذا ستقول لنا ؟؟

              وكنت أنا و جمال كسائر الصبية في القرية نجري ونتحلق في حلق ونشدو :

              يا طالع الشجرة ... هات لي معك بقرة

              تحلب وتسقيني ... بالملعقة الصيني



              نحلم بحلم لطالما راود أحلامنا البريئة " أن نطلع الشجرة " ونقابل البقرة بل وننزل بها ليعم خيرها الجميع فتعطي هذا كوب لبن ليتغذى عليه وذاك كوب لبن ليصير أكثر شبابا فيقوى على إطعام أولاده ... لكن وحق ربي ما كان أحد ليفكر في ذبحها أو تقسيمها علينا ... ترى ماذا كان ليحدث إن تغذينا عليها ؟ ... لا شك أنه الخلود بلا موت !
              كانت هذه من المسلمات لدينا ،فكل ما حولنا يؤكد ذلك - العمدة وبطانته وبعض من تراءت لهم البقرة في المنام - ومن كان يشك فيها لحظة كان مصيره وصمة الجنون والجحود...

              كبرت أنا وجمال ...
              وكما كنا لا نفترق في القرية كنا لانفترق في الدراسة بالعاصمة ... وعندما عدنا كانت القرية غير القرية ... ماذا تغير فيها ؟ .. ما هذه العيشة ؟ .. ما هذ الجهل والفقر والعمى ؟ ... ألا يرون صورهم في المرآة ؟ .. أشباح تمشي على الأرض .. أحياء أموات سلبت من أعينهم الحياة فضلا عن الابتسام .. ملامح بلا معان .. عقول تائهة وآذان من طين كالذي يدوسون عليه .. صارت كل الوجوه متشابهة .. إنهم قوالب يصبون صبا فإذا ما مر بها الهواء تسمع لها دويا كالنحاس المجوف.

              أخذت أنا وجمال نتجول في القرية نتفرس الوجوه ونقلبها بأعيننا مصدومين ، وكانت صدمتنا الكبرى عندما سمعنا شدو الأولاد :

              يا طالع الشجرة ... هات لي معك بقرة

              تحلب وتسقيني ... بالملعقة الصيني



              --" أتذكر يا جمال ؟"
              -- " أجل ، ماذا يقولون ؟ ... (إيه الهبل ده) !"
              -- " يقولون ما يقول أهالو القرية !"
              مقطبا جبينه، " بجلابيته " الزرقاء انطلق إلى والده يدوس طين الأرض بقدميه فيتخلل أصابعه :
              -- " ما موضوع البقرة يا أبي ؟ "
              -- " بقرة الكرامات والنعم يابني .. . ربنا يحميها لنا !"
              -- " يا أبي هذه خرافة !"
              -- " اسكت يا بني لا ترفع صوتك فيسمعك الناس "
              -- " ألا تسمع يا أبي ما ينشده الصغار ويردده الكبار ؟!! ... كيف تعيش بقرة فوق شجرة ؟... وكيف تحلب وتسقي بنفسها ؟!"
              -- " تسقي بالملعقة الصيني "
              -- " الملعقة صيني أم صنعت في الصين ؟ .... ويا ترى البقرة جنسيتها (إيه )؟ ... أمريكاني؟ ! ... والشجرة شجرتنا ومزروعة في أرضنا وتسقى من مائنا ودمنا !"
              -- " اسكت يا بني .. (كفاية) كلام "
              -- " نعم (كفاية ) كلام .. ويبقى الفعل !"
              جريت وراءه .." ماذا ستفعل يا جمال ؟ " ....
              -- " أنا طالع الشجرة !"
              أخذت اجتهد في العدو خلفه إلا أنه صار كمارد خرج من مصباحه حديثا لا يمكنني اللحاق به أو إيقافه أخشى إن اعترضته أن ينفث النار ويحرقني ! .. قد استشاط غضبا فأصبح لا يرى سوى الشجرة في حديقة العمدة ماثلة أمامه تحوي هذه البقرة الشاذة التي رضيت مفارقة قطيعها من الأبقار وآثرت العيش منعزلة، وقد مسخت طبيعتها فبدلا من حرثها الأرض صارت تسكن الأشجار وتنظر إلى الناس من عل وتخور مستهزئة بهم ، وطمست فطرتها فبدلا من خضوعها لثورها صارت تحلب نفسها بنفسها وتسقي عمدتنا وترضعه لبنها فيعود شابا من أحضانها !
              -- " جمال ... جمال ... انتظر لا تدخل على العمدة هكذا .. لا بد من تصريح ! ... انتظر حتى يخرج من الغرفة أو ينزل يشرب الشاي في الحديقة ... لا تتعدى حرمة الدار ! "
              وتعالت أصواتنا واختلفت أيدينا بين شد وجذب ..فاجتمع أهل القرية حولنا فانتهز جمال الفرصة ووقف خطيبا :" يا أهل القرية .... قد عشتم سنوات طوالا في خرافة ... خرافة البقرة التي تسكن الشجرة ... لا يوجد شئ كهذا ! ... سأثبت لكم .. سأدخل الدار وأطلع الشجرة وألوح لكم من فوق .. أنه لا يوجد لا بقرة ولا ملعقة صيني !"
              وكما توقعت ... ارتفعت الأصوات وامتزجت بين سب ولعن ... نصح وتحذير ... وخوف وترقب ... وكاد الأمر يتطور للصقع والصفع والرجم والحثو إلا أنهلّة العمدة علينا من شرفته كانت أذهب لكل هذا
              وسط سكون ترقب جاثم على صدور الأهالي شق صوته الأجش السكون
              -- " ما هذه الجلبة ؟ ... وما هذا التجمهر ؟ "
              -- " أريد أن أطلع الشجرة !"
              وسط أصداء ضحكه المجلجل الذي رددته صدورهم كانت المفاجأة
              -- " حسنا ... افتحوا له الأبواب ... تفضل !"
              أبهذه السهولة يكون الأمر ؟! ... إذن لم لم يطلبه أحد من قبل ؟ ... ولم سكتنا عليه الدهر ولم يجسر أحد بالتفكير فيه حتى ؟! ...
              وبين دهشة الجميع ... تردد جمال ... يمشي .. يجري ... يخطو خطوة ويتلفت حوله خشية طلقة غدر ... وينظر إلى الأهالي رؤوس مطأطئة وأعناق مشرئبة ...وأعين متعلقة بين الخوف والأمل ... يرى في أحدها الدموع وفي أخرى التبسم ...
              فما إن اطمأن لمسيره حتى أخذ يعدو نحو الشجرة المحفوفة بسياج الأشجار ...


              يا طالع الشجرة ... هات لي معك بقرة

              تحلب وتسقيني ... بالملعقة الصيني


              وسريعا شمر " جلابيته " حتى بدت ساقاه السمراوتان النحيلتان وأخذ يتسلق الشجرة .. راح يتشبث بالأغصان وتتشبث به الأعين والأنفاس .. إن انزلقت قدمه انزلقت قلوبنا وسقطت تحت قدميه
              فما إن وصل إلى قمتها حتى استوى قائما وأشار لنا من بعيد منفرج الأسارير ...... وكانت اللحظة ... لحظة ولوجه في الشجرة ليغيب وسط أوراقها الكثيفة .. كطبقات وحجب بيننا وبينه
              .........
              خرجت " جلابيته " الزرقاء ملوحة في الهواء معلنة الظفر والنصر .... فانفرجت على إثرها الأفواه مكبرة ، ثم .... سقطت
              -- " هل سيخرج الآن ؟ .... بلا جلابية .. عاريا ؟!"
              وبين ترقب الرجال وغض طرف النساء ... صاح صوت عال هزّ الأركان ... خوار بقرة !! ... خارت على إثره القلوب وذابت من الرعب والخور
              -- " هل هناك بقرة ؟ ... ولم لوح بجلابيته ؟ ... ما الأمر ؟"
              وكان ما كان ... انكسر الإيقاع ... واهتزت الشجرة وسقط جمال عار الجسد
              ووسط الصراخ والعويل وذهول الألباب ... أخذت أقلب جسده ...ماذا حلّ به ؟


              وفتحت فمه ... وإذا الملعقة الصيني قد حشرت في حلقه


              ... فحبست بذلك أنفاسه !
              [COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
              [COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
              [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
              [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
              [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
              [COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
              [COLOR=#0000ff][/COLOR]

              تعليق

              • سلام الكردي
                رئيس ملتقى نادي الأصالة
                • 30-09-2010
                • 1471

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
                هل لي أن أضع مشاركة هنا أستاذ سلام؟



                كلّ الشكر لهذه المجهودات الراقية


                /
                /
                /
                سليمى

                أهلا بك استاذة سليمى,يسعدنا ذلك جداً,ننتظر مشاركتك استاذتنا الكريمة.
                شكراً لوردك.
                [COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
                [COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
                [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
                [COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                [COLOR=#0000ff][/COLOR]

                تعليق

                • سليمى السرايري
                  مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                  • 08-01-2010
                  • 13572

                  #9
                  الفراشات لا تغضب

                  تجوب في غربةٍ تفاصيل القصيدة،النقاط في مكانها,الفواصلُ كعادتها تجعل لها متنفّسا بين الكلمات.
                  أرهقها قليلاًً ,احتباس الأمنيات، فتسرّب لها البردُ من مكمن في حديقة تعتبرها الجنّة الصغيرة .
                  الليلة أُعْلِنَ على الشريط الملوّن، أعراس اللغة.
                  شعرتْ بانّها تريد الغناء.
                  عفوا، عزف صوتها, جهّزت شهوتها، وأحصت بصمتٍٍ مريحٍ عدد الدمعات التي بلّلت غيوم غرفتها وهي تجهّزُ الفلك لتبحر في حفنة ماء بين يديه.
                  الليلُ هنا بلون النبيذ,والانتظار مرهق، يحفرُ ثورته في الغبطة المُرّة.
                  ظلّت تتشمّس في نفسها، فراشة ضاحكة تعرك حيرتها من صلصال القصيدة ثم تعجنها بالندى والمطر والعسل الفذ، فتصعد منها بين الفينة والأخرى,تنهيدة مليئة بالحمام وهي تصبّ صوتها على سلّم الموسيقى.
                  هل تسمعها الحديقة يا ترى؟؟
                  تسأل نفسها فجاة, ثم تطرق لتداعبأجنحتها الملوّنة.
                  تقف عند شرفة الانتظار غير عابئة بالبرد المتسرّب إليها من بين شقوق أرض ، تريد ان ترى السماء.
                  واصلت الفراشة عشقها بصمت، بعدما اكتشفت ان الحديقة باردة جدّا جدّاً, وقد تهاطل الغيم وتصاعد صرير الرماد.
                  داهمتها ريحٌ عارية وطيورٌ عجاف، فأصبح المدى جثثا بيضاء طافت بذات القصيدة.
                  لمحَت في البعد لذّة العشق تطير على جناح اللحظة الهاربة.
                  نادت صوتها الهارب هو أيضا منها خلف القصيدة، فضاع في الريح وازداد الغبار اتّساعا.
                  هناك في الطرف الآخر من مكان الإحتفال، الحديقة تصعد منها قسوة غريبة مبطّنة بطبقات سميكة من اللاّمبالاة, والفراشة تفكّ ضفائرها بالزغاريد لأجراس الغيوم.
                  ما أروع الريح تدخل مناطق الهدوء في ذاتها,قد تهتدي كلّ القصائد إلى صوتها، قد يتلعثم الشاعر حين يكبر في السّفر عبر صوتها.
                  هي الفراشة إذن، تهوي على كفّ الحرف لولا عصفور اكتمل في المشهد الأخير لعرس الكلمات.
                  استدلّ بقلبه إليها ، كان هناك يعزف لحنه الفضيّ,هناك على خزائن الجمان.
                  طارت إليه فالتقيا عند نقطة القصيدة. مدّ لها منديله فثقبته دموعها وجسدها الرقيق حاضن حفل الطعنات.
                  ضمّ أجنحتها برفق وجلس يسامرها، ثم همس لها :
                  الفراشات لا تغضب.

                  ـــــــــــــــــــــ
                  ــــــــــــ
                  ـــــ

                  سليمى السرايري
                  التعديل الأخير تم بواسطة سلام الكردي; الساعة 26-07-2011, 13:49.
                  لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                  تعليق

                  • سلام الكردي
                    رئيس ملتقى نادي الأصالة
                    • 30-09-2010
                    • 1471

                    #10
                    عذرا من جميع الأخوة,كان في هذا المتصفح لهذا اليوم,خطأ إداري, يفيد برسالة يتلقاها العضو , بأن هذا الرابط خاطئ وأن عليه مراجعة الإدارة,وكأن الموضوع قد تم نقله إلى قسم إداري أو أنه قد حُذِف, قمنا بإصلاح الخطأ بعد أن اكتشفنا وجوده,متمنين للجميع دوام النجاح والتوفيق.
                    نادي أصالة للإبداع الأدبي.
                    [COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
                    [COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
                    [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                    [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                    [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
                    [COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                    [COLOR=#0000ff][/COLOR]

                    تعليق

                    • دينا نبيل
                      أديبة وناقدة
                      • 03-07-2011
                      • 732

                      #11
                      شكرا سيد سلام على إعادة فتح المتصفح وإدراج نصي به

                      وفقكم الله وأعانكم

                      تعليق

                      • منتظر السوادي
                        تلميذ
                        • 23-12-2010
                        • 732

                        #12
                        شجرة مغرورة بالندى

                        - 1 –

                        رَحِيقُكِ يملأُ كؤوسَ الغُرباءِ

                        يثملون ...

                        وبـالوفاءِ يعرجونَ

                        لأزهارهم يسري الحنين



                        - 2 -

                        يأتي ليلٌ

                        قد لملمَ الربيعُ أَزهارَه

                        لبسَ الدهرُ تجاعيدَ الضجيج

                        تَأكلُ الفَرحَ أَيَّامٌ عجاف

                        هباءً ...

                        نضحتْ من الجمالِ براءتُكِ أَنهاراً

                        ذبلت من البردِ غضارةُ الغصون

                        الظمأُ كَسَّرَ كؤوسَ الرضاب

                        - 3 –

                        خَلفَ المساءِ لَحنٌ تلاشى

                        شمسٌ تاهَتْ بينَ أَسرابِ النجوم

                        قَوافلُ الدمعِ تستردُ أُمسياتِ الربيع

                        ليسَ سِوى صدًى ..

                        وندمٍ يستفيقُ من غبارِ الذكريات

                        وانتفاضة وجع قديم

                        - 4 -

                        إذا لَاعَبَ المدُّ ضوءَ القمر

                        ادلهمتْ أَمواجٌ من حنان مريم

                        من تراقصين ؟

                        من تناغين ؟

                        وقد شقق الجدبُ حفيفَكِ الفريد

                        وعَزَفَ في أَزهارِك تصحرٌ

                        تُغَنّي أعيادُ الزمانِ - وبهجتها

                        ترنّمُ البلابل مع الفراشات -

                        وأغصانُكِ تذوي - في كؤوسٍ من الحجارة -

                        بصمتِ الأَنين

                        إِذا الشتاءُ عزفَ على قيثارة الغمام

                        تجمهرت الأشباحُ والظلامَ

                        اصفرت قناديلُ الأَمل

                        من تُدَاعِبُ يَداه أَفيائكِ ؟

                        - 5 -

                        لا أَكفَ من ياسمين

                        لا كركراتٍ من تلكَ الثغور

                        لا فراشةَ تُرسمُ ولا عصفور

                        سوى صليل الآهات مع الأَورَاقِ ...

                        وأَصداءٌ .. تُقَطعُ أصابعَ البدر

                        - 6 -

                        تهمهمين أين تفرقَ العُشَّاقُ !!!

                        لا ماء سوى أَطنانٍ من السَّرابِ

                        وقرونٍ من وهمِ الانتظار

                        وبقايا اخضرارٍ على ثلمةِ كأسٍ عَتِيقٍ

                        نزيفُكِ الظامِئ ينشدُ أَوجاعَ الغرور

                        تفضَحُ كلَّ زيفٍ بسمةُ الزهرِ

                        عند حين

                        منتظر السوادي 2/ 6/ 11


                        شكراً لكم على هذه الجهود ونتمنى لكم كل الخير والموفقية
                        تلميذكم منتظر
                        الدمع أصدق أنباء من الضحك

                        تعليق

                        • ماجى نور الدين
                          مستشار أدبي
                          • 05-11-2008
                          • 6691

                          #13

                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                          مازلنا ننتظر نصوص الأخوة والأخوات للمشاركة في..:


                          ذهبيـــــــات أدبيـــــــــــة 2


                          كما ندعوكم غدا الخميس إن شاء الله لحضور قراءة النصوص الجديدة ومناقشتها


                          في الصالــــــون الفكـــــــــــري 1


                          وذلك في الحادية عشرة مساء بتوقيت القاهرة إن شاء الله ..

                          فأهلا ومرحبا بكم

                          مع تحيات نادي أصالة للإبداع والصالون الفكري رقم 1

                          تقديري واحترامي











                          ماجي

                          تعليق

                          • عمرضياءالدين
                            أديب وكاتب
                            • 01-02-2011
                            • 99

                            #14
                            مكان تحت الشمس

                            أجلس والمطرقة فوق الأزميل المنغرس في أعصابي أهيئ الطقوس المناسبة لحضورها , طقس مناسب لطغيان الولادة أو خيبة الإجهاض هل بعد الانتظار يا ترى سأتعمد بأنوار الحقيقة !؟؟ أرتكب جريمة الكتابة عامداً متعمداً 00! فما هو العقاب يا ترى
                            كم هائل من الأسئلة القديمة الجديدة تقفز في رأسي دفعة واحدة 000! لمن أكتب ؟ ولماذا؟ هل ثمة آذان صاغية؟ هل من قيمة للكلمات في عالم محكوم بلغة الأرقام ؟ قال لي أحدهم ذات يوم : عليك أن تغني للحياة ولو بصوت أجش , اكتب عن الحب في عالم معجون بالكراهية 0!!
                            اكتب الحقيقة وسيكون لك مكان تحت الشمس
                            تخرج الكلمات صادقة ولكنها مصبوغة باللون الأحمر والأسود , حرب , حصار ,هوان ,استنكار وشجب , براميل من الدم العربي تراق كل صباح , بنادق العدو تأكل الصغير والكبير , المعالم الدينية والتاريخية تنتهك السكوت العربي الذي جعل الدم أرخص من الماء , الجدار الفولاذي يجعل البلاد سجناً لبشر ينتظرون دورهم في الموت
                            قتلى وجرحى في صفوف طوابير تعويض المحروقات , جرائم سرقة وقتل واغتصاب في وضح النهار , البطالة تجعل معظم الشباب مجرد متسكعين على قارعة الطريق
                            نزيف مصاحب لحالة الولادة وأخيراً في سلة المهملات 000!!!
                            قال رئيس التحرير : يا أستاذ الناس تريد ما ينسيها همومها , استفتاء رأي عن ظاهرة التلطيش ,مقالة عن المطرب الأكثر شعبية عند البنات , استطلاع ضخم وموسع عن توقعات جمهورنا لنتائج كأس الأمم الأوربية ولا تنسى تغطية الكلمة التي سيلقيها المحافظ بمناسبة تدشين مسرح العرائس
                            كيف تصبح الكتابة نوعاً من الترف الفكري في ظل هذا الكم الهائل من السواد الذي يغلف حياتنا
                            كيف نستطيع أن ندير ظهورنا لما يهدد وجودنا برمته 000
                            قال المعلق الإذاعي : قوات العدو تستمر في عمليات الهدم والخطر يهدد مسجداً من أهم المعالم الدينية على الأرض , حصار غزة والجدار الفولاذي مسرح للموت
                            كنا حينها غاضبين ,حوار ساخن وصل إلى حد الاقتتال !! من سيربح برشلونا أم ريال مدريد
                            انتهت نشرة الأخبار والأصوات تعلو وتعلو على أنغام أغنية بوس الواوا



                            عمرضياء الدين
                            اللي بدو يصير يصير وبتفرج بكره والله

                            تعليق

                            • عمرالبوزيدي
                              أديب و شاعر
                              • 24-07-2010
                              • 70

                              #15
                              سيدتي...
                              من أذن لك بالسباحة في مآقينا...

                              من صوّر لك لون الموج في أفئدتنا...

                              من أباح لك زرع البلابل...

                              و النجوم في دجى ليالينا...

                              كيف السبيل إلى استرجاع ما ضاع ...

                              من نفسي من قلبي من بقايا أحاسيسي...

                              كفكفت دمعي ...

                              وزرعت مكانه كل النوارس والمتارس...

                              ما بقي من الجنون ...

                              إلا ما علمت بأنّه خاذلي حين اللقاء...

                              استبقت البسمة...سرقت اللهفة...

                              أضعت الفرصة ...فكانت العودة....

                              مُر جنودك بالانسحاب...

                              لقد قُدّ فؤادك من جميع الجنبات الممكنة...

                              مُر رسول الغرام بالضياع ...

                              وسط زحام الليالي الشتويّة الحالمة دهرا...

                              أكتب وصاياك للجواري والغلمان...

                              ما عاد لي مكان بين حبّك والسندان...

                              حبّك سيدتي مطرقة...

                              يلهو ببعض بصمات تألّقها آلاف الصبيان...

                              اكتمل النصاب...

                              ما تركت من إرث الغرام إلا بعض الشموع ...

                              والهمسات وبعض أنّات السلطان...

                              دثّريني سيدتي...

                              فإن لهيب الشّوق أبدل الهجير نخلا ورمّان...

                              سيدتي ...

                              حبّك ملأ الدنيا مصابيحا ...

                              وآلاف الألحان ...

                              هو ذاك سيدتي ...

                              فاغفري لي بعض زلاّت اللسان...

                              تعليق

                              يعمل...
                              X