ذهبيــات أدبيـــة(2)
تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
-
ليتها تمطر غدا...ليتها تمطر حجارة من سجيل ...ليتها القاضية...
أين ذهبت الطّير الأبابيل أمّاه؟؟؟...
ليتها تزبد...ليتها ترعد ليتها تزلزل وتدمّر...
هذا الّليل طال أمّاه...أما قلت ذات غضب بأنّ الصّبح قريب؟؟؟
فارقنا الأهل والأحباب...فارقنا الخلّ الودود...واعدونا الشهادة والجنّة...أمّاه...
أكاد أشكّ في صدق النّوايا...ليتهم كانوا سبّاقين إلى ما وعدونا به من بهتان...
ليتهم ما نصحونا وذهبوا ليُراقصوا ويجاهروا بالفحش والإثم والعدوان...
ما كنّا سوى ضحايا خداع وغدر القريب قبل البعيد...
بل كنا يتامى التّاريخ والجغرافيا...
كنّا ذات الّلئام على موائد الكرام...أو هكذا أرادونا أن نكون...
عفّروا وجوهنا بنعالهم النّجسة...رغم أنّ جباهنا الأبيّة لم تقبل الانحناء لغير الله...
بعض الأعراب لبسوا الخيانة واعتادوا مرارتها...أمّاه...
أمّا البقيّة فقد ناموا على صدورنا العارية...سُكارى وعُراة إلّا من بعض فتات الكرامة...
ما كنّا سوى النّور الذي إحترق لينير مواطن العفن فيهم...
كنّا نسبّ العدوّ الغاصب مرّة...وكنّا نحتقر ونتبرّأ من إسطواناتهم المشروخة ألف مرّة...أمّاه ...
هل وقعت الواقعة..؟؟؟هل أزفت الآزفة...؟؟؟ما وجودنا بين العدوّ والعدوّ إلا حقيقة عارية...ليتها كانت الفاصلة...
رحل جميع الآباء...مرورا بأبي جهاد وصولا إلى أبي عمّار...
لقد كُشف السّتار على بعض أدلّة وبصمات صفقات العار واللّعنة الأبديّة...
وهل كنّا إلا لُعبا بين أيدي جميع المذاهب والأحزاب والهوامّ البشريّة....
وهل كنّا إلا مخبر تجارب لزُعمائهم ...عبر الخطب النّاريّة...
هل بالإمكان اكتشاف أكثر من هكذا تجارب دمويّة...
هم من المحيط إلى الخليج مجرّد نقاط تعجّب...واستفهام أزليّة...
هم بعينهم أمّاه من باعوا القضيّة...ألسنا بعض القضيّة أمّاه..؟؟؟
يموت الشهيد منّا...ولا يترك للجلاّد إلا وشما...يستظهر به للمغتصب...
ويحسبه العدوّ آخر عناقيد القضيّة...
نحن كالسّراب أمّاه...يفتقدنا صادق الوعد...ويذوب فينا أصحاب العمامات والأصفار حين العربدة ...
يحسبوننا بعض شراب...ويلوكونها في مهازلهم العربية والأمميّة...
وتنتهي حين الوصل مع البغايا آخر اهتماماتهم بالهُويّة...
أمّاه...لقد سمعنا السّمّار ذات ليل يغنّون أناشيدنا الأزليّة ...
هم ما بقي لنا من وعي في صدورهم...هم من أفردوا لنا بعض وعي...
هم أمّاه من ننام على هدهدات كتاباتهم ....منهم من أصاب ومنهم من أكرم وفادتنا...
ولكن أبدا لم تنطفئ نار اهتمامهم بالقضيّة...
هم أماه أصحاب القضيّة...هم من أقصدهم كي يفردوا لنا بعض ركن يذكّرهم ويذكّرنا...
ببعض تفاصيلنا وتفاصيلهم معنا ومع القضيّة...
...حتّى إذا سُحب البساط منّا ضلّت آثارهم شاهدا ودليلا على صمودهم عبرنا...
وعبر مسافات وتاريخ وهويّة...
فهل أنتم مستجيبون؟؟؟
تعليق
-
-
جوكندا/سأفر منك إليك
صديقتي..
الكحل في عينيك ينتظر
والعطر من جدائل الريحان يتراقص
من خَرْبَشَ ألف رحلة في شفتيك؟؟
منْ علمَ الجمال أن يفترش وجهك البريء؟؟
لعينيك نبوءات سومر
لعينيك تجليات تاريخ بابل
ولهما تنحدر مياه دجلة
وتورق بساتين الفتنة
يا جدائل الليل المسكون بحالة الوجد
يا رمان العشاء الأخير
تسألني مصابيح الشارع الطويل
كيف المقام بعطر نخلة شامخة
كيف الرحيل في حدود العطر؟
أومئ لفراشة تتبعني
ووجه حرَّكَ الشعر في الصخور
أبيع ناي النغمة الشاردة
على تضاريس الرموش الناعسة
ليت الذي أهداك شطآن الزمرد
علمني الإبحار
أحس لحظة البوح
بعينيك تغرقان في لجة الانتظار
أحس طرفك يكتب عني الأشعار
أحس رسائل الروح تكتب
وربيع العمر يكتنز الأزهار
معذرة ..
صديقتي
شطَّ بي لوح المكاتيب
والشاطئ البعيد شرب جزيرة النرجس
سأغادر منك إليك
واجذف في بحر عينيك
سندباد الاماسي الحزينة
وأودع المدينة
و أودع قصائدي الحزينة..
معذرة ياجوكاندة العمر الهارب
يا لوحة تسمرت على شفاه الغيب ونامت
الشعر فيك قافلة موالها الليل والنجم
والبسمة الغريبة
تعرش سنبلة الأميرة السليبة
ولي حزن القوافي
ودمع الفيافي
معذرة ..
صديقتي سأهديك قصيدتي الحبيبة..
وقواميس السهر
غرستها عراجين حب
سأحفر في لوح المنتهى
تعاويذ المس الجميل
سأرش جدران الشوق بحريق اللذاذات
وارحل منك إليك
رسالة /لوحة في متحف السنين..
تصبحين على وسادة الحلم
وسرير الحكايا..
صديقتي..
معذرة سأفر منك إليك
تعليق
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة سائد ريان مشاهدة المشاركة
حتى منتصف الطريق
كانت الساعة لا أعلم . .
وكان التاريخ لا أذكر . .
فما اعتدت حفظ تواريخ أحداثي إلا بالمواقف والمناسبات الحلوة
وإن قَـلّـت في أيامنا المهرولة . .
كأس حلو وآخر مر
وكلا الكأسين نشرب . .
مناسبة أعددت لها حتى استحق وقتها،
فكانت بداية لتأريخ الصعود للعلياء . .
بدأت بعد إنجاز تبعه سفر لتحقيق حقيبة أحلام منذ نعومة الاظفار وهي تُـملأ. .
فتحليق في غيوم ملبدة بأدعية التوفيق فهبوط على ارض المشرق
فدخول أنفاق المسافات والتساؤلات . .
حتى نهايتها . . فإذا بالظلام الدامس . . !!!
لم اعد أرى إلا بصيص أمل منير من قلبي البريئ . .
اسد ملكُ غابته داخل الأسر . .
ثم لقاء صاحب مفاتيح المستقبل بزعمه . .
ليقلد الحضور وسام دستوره الذي لا يأتيه الباطل . .
تعليمات كالمطر . .
إفعل ولا تفعل . .
ليس لك إلا ما عليك . .
لا نقبل منك ناقصاً . .
واجب إن قدمت كاملاً، وإن زدت فمن نفسك ولا شكر . .
ننظر فيما لك بتجاهل . .
نعطيك ما يحلو ويروق لنا متى أردنا، والشكوى لنا مذلة .
...
لا نريدك ان تعرف بأننا رأيناك حينها
فعيوننا لا ترى إلا التقصير . . .
دوائر ومربعات ومستطيلات ومعينات ارسمها حتى خلتها أسواراً لها ابواب عدة . .
جميعها مُغَلّق بإحكام . .
لا مفر لك إلا إلينا . .
حرية مزعومة ما دمت بداخلها . .
....
حتى وُلِدَت لحظة التمرد والانعتاق من رحم الكبت،
فكان المولود هو مقاييسي أنا . .
لحظة تمرد ماكر مبارك . .
لحظة رفض الواقع المروض المحتنك . .
لحظة تعلم جديد ،
فن قول لا ، كيف ، ومتي . .
انا حر ولست عبداً واسمي اسد . .
اسد في طباعي . .
صقر محلق في سماء أحلامي . . وطموحاتي . .
لا ابتغي إلا الثريـــا ، ولا ارضى بالدنية . .
شرقي و لا أقبل إلا أدوار البطولات . .
لن اكون تابع كالعوام، اُحسِن اذا احسنوا . .
. .
عدت لنفسي لأتعرف على أنا اكثر
فاستشعرت بحجم طموحي السامق للعلا
وما جهلت طباع محيطي وكنهه . .
ثم رسمت خارطة حياتي . .
فبدأتُ
الخطوة الأولى فالثانية تتبعها الثالثة . . حتى مكاني حيث أصعد . .
. . . .
كل العلوم لا تزال حِلٌ لي . .
وهل من مزيد لأزيد من سرعتي اللاجـنـونـيـة . .
. . . .
كلي أمل بغدٍ أجمل
أسد
في منتصف الطريق
------------------------------
قصة قصيرة واقعية حقيقية
اضعها بين اياديكم البيضاء
علها تنال إعجابكم
تحاياي
الإبهار المطلوب لتمييز النصوص الأـدبية بشتى صنوفها,موجود في هذا النص ولكن على الطريقة النزارية,لا تلاعب في تنسيق الكلمات ,ولا تنميق للجمل والمفردات,لا صورة تُصنع من حروف,المشهد بأكمله,صورة أدبية مبهرة,جميلة وتحتوي على الكثير من المشاعر بشتى تسمياتها,بين مشاعر الغضب,والحزن والفرح,والشعور بالطفولة والاستسلام للكبير,"أي الاستكانة"..الإيمان بالذات علياء لا يرقى إليها راق,الأسدية المطلقة,تعبر عن الاعتزاز بالنفس الثائرة,قد أكون خرجت عن المألوف حين أقول أسدية مطلقة,وهو تعبير جديد ربما لم تعهده أكاديمية أدبية ولا تقاليد كتاب خبروا الكتابة والتعليق على النصوص كثيراُ وقد أجادوا هذه الفنون,وأبدو غريباً هنا,لكني أجده التعبير الأنسب لما أريد قوله في هذه الجزئية بالذات:يريد الكاتب أن يقول بأن الثائر على أنظمة وصفها بالمستبدة بكل ما تعني الكلمة من معنى,هو الملك الحقيقي,لأنه ملك نفسه ,ملك قيمه التي عانى من فقدانها طويلاً في ظل تلك الأنظمة..
إذاً:
تلك المشاعر التي أراد لها الكاتب أن تصل إلى قارئه,وصلت,وبجدارة .
فكان من المفترض على قارئ هذا النص,أن يثني على كاتبه كفقرة أولى من تعليقه,لأن هذا مهم جداً,من ثم يلتفت للتصنيف الأدبي,الذي أراه من زاويتي لا يمكن أن يكون قصة,لأنه لا يحمل حدثاً بعينه,ولا نهاية تبهر,وتكون مفاجئة للقارئ,ألبسه الكاتب ثوب القصة بطريقة جميلة ومميزة,إذ سرد بعض الأحداث المعنوية,التي تثير مشاعر القارئ,لكنها لا تدل على مكان وزمان ولو كانوا افتراضيين لا وجود لهما على أرض الواقع,ولا تحمل اسم شخصيات يمكن أن نسميها بطلاً أو ما شابه ذلك من مقتضيات القصة القصيرة.
إذاً:
فالنص ليس قصة,لكنه خاطرة خلت من الصور الأدبية المبهرة تقريباً"اقول تقريباً" على الرغم من كونها صورة بحد ذاتها كما أسلفت أعلاه,ألبسها الكاتب ثوب القصة,وكان متميزاً في هذه الناحية على وجه الخصوص.
أعجبني من النص قول الكاتب:
"كانت الساعة لا أعلم . .
وكان التاريخ لا أذكر . .
فما اعتدت حفظ تواريخ أحداثي إلا بالمواقف والمناسبات الحلوة ."
كانت بداية موفقة جداً,أدبية بامتياز,تشي بنص يكتنز بمثل هذه الجزئيات الرائعة,غير أن ما كان في سياق النص قد اختلف إلى حد لا بأس به,وقد احتوى على بعض الخطابية المباشرة التي عادة ما تفسد الإيقاع النثري لنصوص النثر بشكل عام.
حيث تمثل هذا في قوله مثلاً:
"وإن قَـلّـت في أيامنا المهرولة . ."
جمع مفردة "ايام" بهذه الطريقة وهذا المكان بالتحديد,يجعل الحديث موجهاً إلى القارئ,يتخذ شكل الخطاب,بطريقة أو بأخرى,فيفسد الأدبية التي سبقت المثال المذكور.
فائق الاحترام والتقدير.
نـــــادي أصـــالة للإبــداع الأدبــي.التعديل الأخير تم بواسطة سلام الكردي; الساعة 31-07-2011, 10:59.[COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
[COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
[COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[COLOR=#0000ff][/COLOR]
تعليق
-
-
الأستاذ سلام الكردي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً
(( جمع مفردة "ايام" بهذه الطريقة وهذا المكان بالتحديد,يجعل الحديث موجهاً إلى القارئ,
يتخذ شكل الخطاب,بطريقة أو بأخرى,فيفسد الأدبية التي سبقت المثال المذكور. ))
فهمت واستوعبت الدرس تماماً
ألف تحية وتحية لشخصكم الكريم
رمضان كريم
رزقكم الله قيام ليلة القدر
اللهم آمين
تعليق
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة سلام الكردي مشاهدة المشاركةنص الأستاذة دينا نبيل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا طالع الشجرة !!
يا طالع الشجرة ... هات لي معك بقرة
تحلب وتسقيني ... بالملعقة الصيني
..................
ترتجّ الشجرة بقوة وتهتز أغصانها ، وتأخذ أوراقها في التهاوي والتبعثر حتى بدت كرأس زنجي أشعث صوته مرعب كصوت حفيف أوراقها ... وفجأة وبعيدا عن أي توقع أو تخيل ... سقط جسد عار !! ... فراغت الأصوات بين صرخة وزعقة ... ... وانكسر الإيقاع
-- " جمال !! "
هب الناس نحوه .. قلّبته ... وجهه أصفر شاحب قد تجمدت دماؤه في عروقه ... ماذا حلّ به ؟؟
وبين حسبلة وحوقلة مرت الأحداث سراعا أمام عيني في لحظة شرد فيها فكري وشلّ فيها عقلي ...
" قرية البقرة " ... قريتنا ...وسبب التسمية وراء موت صاحبي " جمال " ... رفيق عمري .
كانت تتداول الأخبار منذ زمن ليس بالقصير حول حديقة عمدتنا التي تحوي شجرة وارفة الأغصان ؛ تضرب بأغصانها في الأرض فينبت لها الجذور فتخرج منها شجرة أخرى وهكذا حتى بدت كسلسلة أشجار ملتفة حولها ، وكان فيما يروى عن هذه الشجرة أن هناك بقرة تسكن أعلاها ولها من الكرامات ما يطير له العقل تعجبا ... إنها بقرة تتكلم بل والأدهى أنها تحلب نفسها وتسقي عمدتنا " بملعقة صيني " !!
طبعا كان الجميع مصدقين فكل مرة تسقي البقرة فيها عمدتنا يخرج علينا بوجه غير الوجه الذي ذهب به ؛ يسود شعره الذي اشتعل شيبا ويعود ممتلئا حيوية قد اختفت تجاعيده وعاد ابن الثلاثين ، وما كان أحد ليشك فيما يقوله العمدة وبطانته من ورائه أن البقرة ستسمم البهائم إن امتنع أصحابها من دفع الإيجار أو أنها ستشعل النار في المحصول إن طالب الفلاحون بحصة سماد زائدة ، وأنها ستفعل وتفعل ... وبالفعل كانت كثيرا ما تفعل ...كان حلم البعض وكابوس الكثير أن يجن جنون البقرة وتنزل من الشجرة ... ترى ما شكلها ؟ ... وماذا ستقول لنا ؟؟
وكنت أنا و جمال كسائر الصبية في القرية نجري ونتحلق في حلق ونشدو :
يا طالع الشجرة ... هات لي معك بقرة
تحلب وتسقيني ... بالملعقة الصيني
نحلم بحلم لطالما راود أحلامنا البريئة " أن نطلع الشجرة " ونقابل البقرة بل وننزل بها ليعم خيرها الجميع فتعطي هذا كوب لبن ليتغذى عليه وذاك كوب لبن ليصير أكثر شبابا فيقوى على إطعام أولاده ... لكن وحق ربي ما كان أحد ليفكر في ذبحها أو تقسيمها علينا ... ترى ماذا كان ليحدث إن تغذينا عليها ؟ ... لا شك أنه الخلود بلا موت !
كانت هذه من المسلمات لدينا ،فكل ما حولنا يؤكد ذلك - العمدة وبطانته وبعض من تراءت لهم البقرة في المنام - ومن كان يشك فيها لحظة كان مصيره وصمة الجنون والجحود...
كبرت أنا وجمال ...
وكما كنا لا نفترق في القرية كنا لانفترق في الدراسة بالعاصمة ... وعندما عدنا كانت القرية غير القرية ... ماذا تغير فيها ؟ .. ما هذه العيشة ؟ .. ما هذ الجهل والفقر والعمى ؟ ... ألا يرون صورهم في المرآة ؟ .. أشباح تمشي على الأرض .. أحياء أموات سلبت من أعينهم الحياة فضلا عن الابتسام .. ملامح بلا معان .. عقول تائهة وآذان من طين كالذي يدوسون عليه .. صارت كل الوجوه متشابهة .. إنهم قوالب يصبون صبا فإذا ما مر بها الهواء تسمع لها دويا كالنحاس المجوف.
أخذت أنا وجمال نتجول في القرية نتفرس الوجوه ونقلبها بأعيننا مصدومين ، وكانت صدمتنا الكبرى عندما سمعنا شدو الأولاد :
يا طالع الشجرة ... هات لي معك بقرة
تحلب وتسقيني ... بالملعقة الصيني
--" أتذكر يا جمال ؟"
-- " أجل ، ماذا يقولون ؟ ... (إيه الهبل ده) !"
-- " يقولون ما يقول أهالو القرية !"
مقطبا جبينه، " بجلابيته " الزرقاء انطلق إلى والده يدوس طين الأرض بقدميه فيتخلل أصابعه :
-- " ما موضوع البقرة يا أبي ؟ "
-- " بقرة الكرامات والنعم يابني .. . ربنا يحميها لنا !"
-- " يا أبي هذه خرافة !"
-- " اسكت يا بني لا ترفع صوتك فيسمعك الناس "
-- " ألا تسمع يا أبي ما ينشده الصغار ويردده الكبار ؟!! ... كيف تعيش بقرة فوق شجرة ؟... وكيف تحلب وتسقي بنفسها ؟!"
-- " تسقي بالملعقة الصيني "
-- " الملعقة صيني أم صنعت في الصين ؟ .... ويا ترى البقرة جنسيتها (إيه )؟ ... أمريكاني؟ ! ... والشجرة شجرتنا ومزروعة في أرضنا وتسقى من مائنا ودمنا !"
-- " اسكت يا بني .. (كفاية) كلام "
-- " نعم (كفاية ) كلام .. ويبقى الفعل !"
جريت وراءه .." ماذا ستفعل يا جمال ؟ " ....
-- " أنا طالع الشجرة !"
أخذت اجتهد في العدو خلفه إلا أنه صار كمارد خرج من مصباحه حديثا لا يمكنني اللحاق به أو إيقافه أخشى إن اعترضته أن ينفث النار ويحرقني ! .. قد استشاط غضبا فأصبح لا يرى سوى الشجرة في حديقة العمدة ماثلة أمامه تحوي هذه البقرة الشاذة التي رضيت مفارقة قطيعها من الأبقار وآثرت العيش منعزلة، وقد مسخت طبيعتها فبدلا من حرثها الأرض صارت تسكن الأشجار وتنظر إلى الناس من عل وتخور مستهزئة بهم ، وطمست فطرتها فبدلا من خضوعها لثورها صارت تحلب نفسها بنفسها وتسقي عمدتنا وترضعه لبنها فيعود شابا من أحضانها !
-- " جمال ... جمال ... انتظر لا تدخل على العمدة هكذا .. لا بد من تصريح ! ... انتظر حتى يخرج من الغرفة أو ينزل يشرب الشاي في الحديقة ... لا تتعدى حرمة الدار ! "
وتعالت أصواتنا واختلفت أيدينا بين شد وجذب ..فاجتمع أهل القرية حولنا فانتهز جمال الفرصة ووقف خطيبا :" يا أهل القرية .... قد عشتم سنوات طوالا في خرافة ... خرافة البقرة التي تسكن الشجرة ... لا يوجد شئ كهذا ! ... سأثبت لكم .. سأدخل الدار وأطلع الشجرة وألوح لكم من فوق .. أنه لا يوجد لا بقرة ولا ملعقة صيني !"
وكما توقعت ... ارتفعت الأصوات وامتزجت بين سب ولعن ... نصح وتحذير ... وخوف وترقب ... وكاد الأمر يتطور للصقع والصفع والرجم والحثو إلا أنهلّة العمدة علينا من شرفته كانت أذهب لكل هذا
وسط سكون ترقب جاثم على صدور الأهالي شق صوته الأجش السكون
-- " ما هذه الجلبة ؟ ... وما هذا التجمهر ؟ "
-- " أريد أن أطلع الشجرة !"
وسط أصداء ضحكه المجلجل الذي رددته صدورهم كانت المفاجأة
-- " حسنا ... افتحوا له الأبواب ... تفضل !"
أبهذه السهولة يكون الأمر ؟! ... إذن لم لم يطلبه أحد من قبل ؟ ... ولم سكتنا عليه الدهر ولم يجسر أحد بالتفكير فيه حتى ؟! ...
وبين دهشة الجميع ... تردد جمال ... يمشي .. يجري ... يخطو خطوة ويتلفت حوله خشية طلقة غدر ... وينظر إلى الأهالي رؤوس مطأطئة وأعناق مشرئبة ...وأعين متعلقة بين الخوف والأمل ... يرى في أحدها الدموع وفي أخرى التبسم ...
فما إن اطمأن لمسيره حتى أخذ يعدو نحو الشجرة المحفوفة بسياج الأشجار ...
يا طالع الشجرة ... هات لي معك بقرة
تحلب وتسقيني ... بالملعقة الصيني
وسريعا شمر " جلابيته " حتى بدت ساقاه السمراوتان النحيلتان وأخذ يتسلق الشجرة .. راح يتشبث بالأغصان وتتشبث به الأعين والأنفاس .. إن انزلقت قدمه انزلقت قلوبنا وسقطت تحت قدميه
فما إن وصل إلى قمتها حتى استوى قائما وأشار لنا من بعيد منفرج الأسارير ...... وكانت اللحظة ... لحظة ولوجه في الشجرة ليغيب وسط أوراقها الكثيفة .. كطبقات وحجب بيننا وبينه
.........
خرجت " جلابيته " الزرقاء ملوحة في الهواء معلنة الظفر والنصر .... فانفرجت على إثرها الأفواه مكبرة ، ثم .... سقطت
-- " هل سيخرج الآن ؟ .... بلا جلابية .. عاريا ؟!"
وبين ترقب الرجال وغض طرف النساء ... صاح صوت عال هزّ الأركان ... خوار بقرة !! ... خارت على إثره القلوب وذابت من الرعب والخور
-- " هل هناك بقرة ؟ ... ولم لوح بجلابيته ؟ ... ما الأمر ؟"
وكان ما كان ... انكسر الإيقاع ... واهتزت الشجرة وسقط جمال عار الجسد
ووسط الصراخ والعويل وذهول الألباب ... أخذت أقلب جسده ...ماذا حلّ به ؟
وفتحت فمه ... وإذا الملعقة الصيني قد حشرت في حلقه
... فحبست بذلك أنفاسه !
لم تنتهي القصة عند هذا الحد.ــــــــــ
هذا ما أشعر به حتى الاّن .
أكاد أجزم أن هناك ما يجب قوله,وأحداث لم تذكرها الكاتبة بعد.
أهي الفكرة التي تشد القارئ وتجعله يطلب المزيد ولا يقتنع بأن الكاتب قد أنهى كتابته هنا؟
وينتظر جزءاً اّخر ربما.
لكنه ليس مسلسلاً "تلفزيونياً" ولا هي أحداث من قلب الواقع والمجتمع الذي يعيشه القارئ,ليكون في الامر ما يقبل جزئيات متوالية,تسرد أحداثاً لا تنتهي.
أم أنه اسلوب الكاتبة,المشوق,الذي من شأنه ان يحث القارئ على القول بأن النص لم ينتهي هنا,مزيد من المتعة في القراءة القصصية الجميلة, والتي قد تكون نادرة بحسب رأي القارئ للوهلة الاولى؟
ذكرتني هذه القصة بقصص الأطفال في البرامج التلفزيونية القديمة,"حكايات من العالم","كان يا ما كان".
أفكار سريالية إلى حد كبير,استطاعت أن تلامس قلوبنا كأطفال,وما اقدر الكاتب على الكتابة حين يستطيع الوصول بنصوصه إلى قلب طفل,وهو العصي على الكثير من الأدباء والفنانين,هذا وإن دل.
فإنه يدل على قدرة الكاتبة ,على ابتكار الفكرة التي تشد القارئ وتجعل من النص محط أنظار الكثيرين ممن يتوخون الجدية في القراءة وتفنيد النصوص الأدبية.
هذا من جهة.
ومن جهة أخرى,نستطيع القول:
بأن الكاتبة استطاعت توظيف المفردات لخدمة شاعريتها التي بدت واضحة في النص من خلال بعض الصور الأدبية الجميلة والمبهرة رغم المبالغة في بعضها,إلا أنها استطاعت شد القارئ إلى هذِاللجزئية بالذات من نصهاباقتدار ومهارة نادرين.
وهذا دائما ما يحسب للكاتب ويمنحه المزيد من التميز.
من ثم استخدام اللهجة العامية في السياق العام للنص,جاء موفقاً في أكثر الزوايا,وكان حميميا,يخرج القارئ من أتون الجدية وملاحقة المعاني التي قد تبدو غامضة في بعض الزوايا,للارتياح والفهم السريع,ضمن إطار بعض الجمل العامية كقول الكاتبة:
"- " أجل ، ماذا يقولون ؟ ... (إيه الهبل ده) !""
"وياترى البقرة جنسيتها"ايه"؟
و يتنابني بعض الشك في فهمي,حول تلوين بعض الفقرات بلون مغاير,واختيار الأحمر لها لوناً مفضلاً,أنا لا أستطيع تجاهل هذه الناحية في الكتابات وعادة ما استطيع تفسيرها وتأويلها غير أني في هذا النص أقف عاجزاً عن الفهم,لذلك أقف عند هذه الجززئية متسائلاً فحسب,ولا أنتظر من الكاتبة شرحاً يفيد في هذا الخصوص ,لأن كتاب النصوص, غير ملزمين بالإجابة عن تساؤلات القراء التي لا تتعلق بالبنية واللغة.
أعجبني اسلوب الكاتبة في استخدامها بعض المفردات الفصيحة والتي هي أقرب إلى العامية لتشرح شعوراً خاصاً,تريد الكاتبة أو توصله إلى القارئ باستخدام هذه الطريقة التي هي في الاصل سجع,لكنه يختلف عن السجع القديم"سجع الكهان"الغير مرغوب به في النصوص الأدبية هذه الايام.
ذلك كقول الكاتبة"
"
يا طالع الشجرة ... هات لي معك بقرة
تحلب وتسقيني ... بالملعقة الصيني"
شكرا جزيلاً للكاتبة دينا نبيل,مع فائق الاحترام والتقدير.
نــادي أصــــلة للإبداع الأدبــي[COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
[COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
[COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[COLOR=#0000ff][/COLOR]
تعليق
-
-
فكرة طرحتها الأخت الكريمة راوية رشيدي,وقد راسلتني بها عبر الخاص في ملتقى الأدباء والمبدعين العرب,وقد قمت بدراستها ووضع محاور خاصة لتفعيلها في نادي اصالة للإبداع الأدبي. لكن لحفظ الحقوق,ننتظر الاخت راوية رشيدي,لطرحها هنا كما تراها تماماً من ثم نقوم بوضع المحاور المطلوبة من أجل تفعيلها,أو تقوم الاستاذة راوية ,بوضع موافقة هنا,على
تبني الاقلام الأدبية الواعدة[COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
[COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
[COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[COLOR=#0000ff][/COLOR]
تعليق
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركةالفراشات لا تغضب
تجوب في غربةٍ تفاصيل القصيدة،النقاط في مكانها,الفواصلُ كعادتها تجعل لها متنفّسا بين الكلمات.أرهقها قليلاًً ,احتباس الأمنيات، فتسرّب لها البردُ من مكمن في حديقة تعتبرها الجنّة الصغيرة .الليلة أُعْلِنَ على الشريط الملوّن، أعراس اللغة.شعرتْ بانّها تريد الغناء.
عفوا، عزف صوتها, جهّزت شهوتها، وأحصت بصمتٍٍ مريحٍ عدد الدمعات التي بلّلت غيوم غرفتها وهي تجهّزُ الفلك لتبحر في حفنة ماء بين يديه.الليلُ هنا بلون النبيذ,والانتظار مرهق، يحفرُ ثورته في الغبطة المُرّة.ظلّت تتشمّس في نفسها، فراشة ضاحكة تعرك حيرتها من صلصال القصيدة ثم تعجنها بالندى والمطر والعسل الفذ، فتصعد منها بين الفينة والأخرى,تنهيدة مليئة بالحمام وهي تصبّ صوتها على سلّم الموسيقى.هل تسمعها الحديقة يا ترى؟؟تسأل نفسها فجاة, ثم تطرق لتداعبأجنحتها الملوّنة.تقف عند شرفة الانتظار غير عابئة بالبرد المتسرّب إليها من بين شقوق أرض ، تريد ان ترى السماء.واصلت الفراشة عشقها بصمت، بعدما اكتشفت ان الحديقة باردة جدّا جدّاً, وقد تهاطل الغيم وتصاعد صرير الرماد.داهمتها ريحٌ عارية وطيورٌ عجاف، فأصبح المدى جثثا بيضاء طافت بذات القصيدة.لمحَت في البعد لذّة العشق تطير على جناح اللحظة الهاربة.
نادت صوتها الهارب هو أيضا منها خلف القصيدة، فضاع في الريح وازداد الغبار اتّساعا.هناك في الطرف الآخر من مكان الإحتفال، الحديقة تصعد منها قسوة غريبة مبطّنة بطبقات سميكة من اللاّمبالاة, والفراشة تفكّ ضفائرها بالزغاريد لأجراس الغيوم.ما أروع الريح تدخل مناطق الهدوء في ذاتها,قد تهتدي كلّ القصائد إلى صوتها، قد يتلعثم الشاعر حين يكبر في السّفر عبر صوتها.
هي الفراشة إذن، تهوي على كفّ الحرف لولا عصفور اكتمل في المشهد الأخير لعرس الكلمات.استدلّ بقلبه إليها ، كان هناك يعزف لحنه الفضيّ,هناك على خزائن الجمان.طارت إليه فالتقيا عند نقطة القصيدة. مدّ لها منديله فثقبته دموعها وجسدها الرقيق حاضن حفل الطعنات.ضمّ أجنحتها برفق وجلس يسامرها، ثم همس لها :سليمى السرايريالفراشات لا تغضب.
ـــــــــــــــــــــ
ــــــــــــ
ـــــ
الفراشات لا تغضب.
سرعان ما يتصور القارئ لعنوان هذا النص,براءة ما,أو رقة ما,"حيث أن الفراشات دائما ما تستخدم كمصطلح يعبر عن هذه المفردات"أريد لها أن تغضب,وتتخلى عن براءتها وعفويتها,لكنها كانت أرق وأكثر تحضراً.
هكذا يبدو المشهد من قراءة العنوان,لهذا أشيد بالعنوان كخطوة أولية في تعليقي على هذا النص.
بينما تتابع الكاتبة مبتدئة نصها بالقول:
"تجوب في غربةٍ تفاصيل القصيدة،النقاط في مكانها,الفواصلُ كعادتها تجعل لها متنفّسا بين الكلمات.
أرهقها قليلاًً ,احتباس الأمنيات، فتسرّب لها البردُ من مكمن في حديقة تعتبرها الجنّة الصغيرة ."
تفاصيل تبدو رقيقة للغاية,بغض النظر عن طريقة التعبير,إلا أنها غاية في الرقة تحاول استخدام كل مايمكن من أجل التعبير عن صدمة ما,ارتباك ما من خلال استخدامها لمفردات"الغربة" "الحاجة إلى المتنفس""الارهاق واحتباس الكلمات"في هذه الجزئية
من النص,فيبدو المشهد قاتماً ,تحاول إثبات أنها لن تغضب في نهاية الأمر رغم كل شيء..
مما يجعل القارئ مصراً على ذات القراءة للعنوان الذي تم ذكره أعلاه.
وتتابع الكاتبة في بالقول:
الليلة أُعْلِنَ على الشريط الملوّن، أعراس اللغة.
شعرتْ بانّها تريد الغناء.
عفوا، عزف صوتها, جهّزت شهوتها، وأحصت بصمتٍٍ مريحٍ عدد الدمعات التي بلّلت غيوم غرفتها وهي تجهّزُ الفلك لتبحر في حفنة ماء بين يديه.
الليلُ هنا بلون النبيذ,والانتظار مرهق، يحفرُ ثورته في الغبطة المُرّة.
تصر الكاتبة على متابعة التعبير عن الإرهاق والرقة في اّن,بينما لا يخفى على قارئ ,أنها تصعِّد من توترها وتعبر عن الألم بشكل أوضح من سابقه,في محاولة منها لتوجيه رسائل لأحدهم,حيث أنه من الواضح أن هناك من يجب أن يتلقى هذه الرسالة,رسالة عتاب,أو مكابرة,أو استنهاض لعواطفه كما يبدو وأنها قد تثبظت بعض الشيء,مما أثار كل هذا الألم في نفس الكاتبة وحثها على كتابة هذه الكلمات.
ويبدو أنها"الكاتبة" لم تغير نهجها هذا في باقي أجزاء النص,وقد اصرت على الرقة تارة,والعتاب تارة أخرى,باستخدام عبارات فيها الكثير من الشاعرية والأنوثة المتوخاة عادة في نصوص مشابهة.
مما يحسب لها,ويحث القارئ على الأطراء والتعبير عن استمتاعه بالقراءة .
ومما يحسب لها أيضاً.
أن نصوص كهذه,تكون مشبعة بالألم,يصر كتابها على السوداوية المطلقة التي ترهق القارئ وتجعل من النصوص صكوك شكوى لا أكثر,وقد نجت الكاتبة من هذا المطب,مما يوجب المديح والثناء.
غير أنه الصور في هذا النص ,كانت أقرب إلى المستهلك في أكثر زوايا النص,مما يجعل القارئ يومي بالإشارة إلى هذه النقطة حيث أن نصوص كهذه,تتطلب المزيد من الابتكار في الصورة الأدبية,والإتيان بالجديد ليكون الإبداع واضحا يتجلى في أكثر السطور ويبهر القارئ بالجديد غير المستهلك.
وقد أكثرت من استخدام ضمير الغائب المتصل"ها" في أكثر النهايات,مما يحتسب على الكاتبة لا لها,يضيف بعض الخطابية إلى النص,ويفسد الإيقاع النثري الجميل..
خاطرة شاعرية يوجد عليها بعض الملاحظات كما ذُكر أعلاه.
شكراً لك استاذة سليمى السرايري.
نادي أصــــالة للإبــداع الأدبـي
التعديل الأخير تم بواسطة سلام الكردي; الساعة 02-08-2011, 16:34.[COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
[COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
[COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[COLOR=#0000ff][/COLOR]
تعليق
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة دينا نبيل مشاهدة المشاركةالسلام عليكم
الأساتذة الفضلاء متى سيتم تقييم النصوص الأدبية لذهبيات أدبية 2 ؟
ولكم كل الشكر والامتنان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيث أن جهازي لا يساعدني على دخول الغرفة اليوم,ذلك كاحتمال كبير .
وقد كان موعد التقييم هو اليوم.
لذلك أتمنى على الأخوة الأفاضل تأجيل التقييم إلى يوم السبت كي أستطيع أن أكون مجوداً هناك,أو فليتم التقييم وأنا أرسل بتقييم عبر الخاص.
أرجو الرد من الاستاذة ماجي كي أكون على علم بما سيحصل,شكراً لك أختنا الكريمة.[COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
[COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
[COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[COLOR=#0000ff][/COLOR]
تعليق
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة سلام الكردي مشاهدة المشاركةالاستاذة دينا نبيل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيث أن جهازي لا يساعدني على دخول الغرفة اليوم,ذلك كاحتمال كبير .
وقد كان موعد التقييم هو اليوم.
لذلك أتمنى على الأخوة الأفاضل تأجيل التقييم إلى يوم السبت كي أستطيع أن أكون مجوداً هناك,أو فليتم التقييم وأنا أرسل بتقييم عبر الخاص.
أرجو الرد من الاستاذة ماجي كي أكون على علم بما سيحصل,شكراً لك أختنا الكريمة.
مرحبا بك أستاذ سلام ..
كنت أستعد لوضع السهرة " ذهبيات أدبية "
يوم غد إن شاء الله
ولكن لابد من حضورك لذلك ستكون السبت إن شاء الله
حتى تستعد للحضور فأنت المنظم لها ووجودك فاعل جدا
نلتقى إن شاء الله السبت للتقييم
دمت في طاعة الله
و
رمضان كريم
ماجي
تعليق
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة منتظر السوادي مشاهدة المشاركةشجرة مغرورة بالندى
- 1 –
رَحِيقُكِ يملأُ كؤوسَ الغُرباءِ
يثملون ...
وبـالوفاءِ يعرجونَ
لأزهارهم يسري الحنين
- 2 -
يأتي ليلٌ
قد لملمَ الربيعُ أَزهارَه
لبسَ الدهرُ تجاعيدَ الضجيج
تَأكلُ الفَرحَ أَيَّامٌ عجاف
هباءً ...
نضحتْ من الجمالِ براءتُكِ أَنهاراً
ذبلت من البردِ غضارةُ الغصون
الظمأُ كَسَّرَ كؤوسَ الرضاب
- 3 –
خَلفَ المساءِ لَحنٌ تلاشى
شمسٌ تاهَتْ بينَ أَسرابِ النجوم
قَوافلُ الدمعِ تستردُ أُمسياتِ الربيع
ليسَ سِوى صدًى ..
وندمٍ يستفيقُ من غبارِ الذكريات
وانتفاضة وجع قديم
- 4 -
إذا لَاعَبَ المدُّ ضوءَ القمر
ادلهمتْ أَمواجٌ من حنان مريم
من تراقصين ؟
من تناغين ؟
وقد شقق الجدبُ حفيفَكِ الفريد
وعَزَفَ في أَزهارِك تصحرٌ
تُغَنّي أعيادُ الزمانِ - وبهجتها
ترنّمُ البلابل مع الفراشات -
وأغصانُكِ تذوي - في كؤوسٍ من الحجارة -
بصمتِ الأَنين
إِذا الشتاءُ عزفَ على قيثارة الغمام
تجمهرت الأشباحُ والظلامَ
اصفرت قناديلُ الأَمل
من تُدَاعِبُ يَداه أَفيائكِ ؟
- 5 -
لا أَكفَ من ياسمين
لا كركراتٍ من تلكَ الثغور
لا فراشةَ تُرسمُ ولا عصفور
سوى صليل الآهات مع الأَورَاقِ ...
وأَصداءٌ .. تُقَطعُ أصابعَ البدر
- 6 -
تهمهمين أين تفرقَ العُشَّاقُ !!!
لا ماء سوى أَطنانٍ من السَّرابِ
وقرونٍ من وهمِ الانتظار
وبقايا اخضرارٍ على ثلمةِ كأسٍ عَتِيقٍ
نزيفُكِ الظامِئ ينشدُ أَوجاعَ الغرور
تفضَحُ كلَّ زيفٍ بسمةُ الزهرِ
عند حين
منتظر السوادي 2/ 6/ 11
شكراً لكم على هذه الجهود ونتمنى لكم كل الخير والموفقية
تلميذكم منتظر
حين يعبث الألم بالكلمات,ترى السطور تناغم موسيقى الليل أحياناً,تجامل الريح أحياناً,وتصفر .
هذا ليس كل ما في جعبة الكتابة.
الألم يجعل للكلمات روحاً خاصة,تتنهد من خلفها الأوراق وقد تنحب المفردات يا أستاذ منتظر,يشجيني أن أقرأ ما يستطيع التعبير عن مشاعر الكاتب بطريقة مبتكرة وجميلة كنصك هنا.
غير أن الكتابة عن الألم,تتطلب بعض ملامح السعادة بين السطر والسطر,فالسوداوية المطلقة أخي الكريم,دائما ما يشير إليها المدققون ببعض العتب على كتابها,ربما لأن القارئ يحتاج بين السطر والسطر لأن يلتقط أنفاسه قليلاً فيبدو الكاتب واقعياً يمكنه الحياة بطريقة أو بأخرى,لأن كل هذا الألم لوتلبس أحدنا لمات قبل أن يصل إلى النقطة الأخيرة على السطر الأخير,هذا ما أعتقد أنه السبب في الإشارة إلى السوداوية بهذا الاتهام من قبل النقاد والمحللين.
لذلك أنصحك أخي الكريم أن تبتعد عن بعض السوداوية في النصوص الشاعرية لتعطي فرصة الابتسام لقارئك,وتكون هناك فسحة للحياة داخل النصوص.
الصور الأدبية في هذا النص,جديدة في معظمها ,وتستطيع أن تحرك مشاعر القارئ وتبهره في أكثر الأماكن,هذا يدل على براعة الكاتب واتساع أفقه إلى حد جميل,ويحث القارئ على التقدير والإطراء على النصوص,فشكراً جزيلاً لك.
من ناحية أخرى,ارى أن النص أخذ شكل ما يسمى بقصيدة النثر في معظمه,غير أن للخاطرة نصيبا فيه,ذلك في قولك:
"
لا أَكفَ من ياسمين
لا كركراتٍ من تلكَ الثغور
لا فراشةَ تُرسمُ ولا عصفور
سوى صليل الآهات مع الأَورَاقِ ...
وأَصداءٌ .. تُقَطعُ أصابعَ البدر"
على الرغم من حداثة الصور في هذا المقطع من نصك,إلا أن الارتباط اللغوي بينها كان واضحاً بعض الشيء مما يستبعد هذا الجزء من تسمية "قصيدة نثر" كما يقولون.
أعو فأؤكد,النص شاعري للغاية,فيه إحساس مرهف,ومشاعر راقية تجعله في مقدمة النصوص من هذا النوع,لكن القافية أفسدت الإيقاع النثري في بعض الأماكن.
شكراً جزيلاً لك.
نـــادي أصــالة للإبـداع الأدبي.[COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
[COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
[COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[COLOR=#0000ff][/COLOR]
تعليق
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة عمرضياءالدين مشاهدة المشاركةمكان تحت الشمس
أجلس والمطرقة فوق الأزميل المنغرس في أعصابي أهيئ الطقوس المناسبة لحضورها , طقس مناسب لطغيان الولادة أو خيبة الإجهاض هل بعد الانتظار يا ترى سأتعمد بأنوار الحقيقة !؟؟ أرتكب جريمة الكتابة عامداً متعمداً 00! فما هو العقاب يا ترى
كم هائل من الأسئلة القديمة الجديدة تقفز في رأسي دفعة واحدة 000! لمن أكتب ؟ ولماذا؟ هل ثمة آذان صاغية؟ هل من قيمة للكلمات في عالم محكوم بلغة الأرقام ؟ قال لي أحدهم ذات يوم : عليك أن تغني للحياة ولو بصوت أجش , اكتب عن الحب في عالم معجون بالكراهية 0!!
اكتب الحقيقة وسيكون لك مكان تحت الشمس
تخرج الكلمات صادقة ولكنها مصبوغة باللون الأحمر والأسود , حرب , حصار ,هوان ,استنكار وشجب , براميل من الدم العربي تراق كل صباح , بنادق العدو تأكل الصغير والكبير , المعالم الدينية والتاريخية تنتهك السكوت العربي الذي جعل الدم أرخص من الماء , الجدار الفولاذي يجعل البلاد سجناً لبشر ينتظرون دورهم في الموت
قتلى وجرحى في صفوف طوابير تعويض المحروقات , جرائم سرقة وقتل واغتصاب في وضح النهار , البطالة تجعل معظم الشباب مجرد متسكعين على قارعة الطريق
نزيف مصاحب لحالة الولادة وأخيراً في سلة المهملات 000!!!
قال رئيس التحرير : يا أستاذ الناس تريد ما ينسيها همومها , استفتاء رأي عن ظاهرة التلطيش ,مقالة عن المطرب الأكثر شعبية عند البنات , استطلاع ضخم وموسع عن توقعات جمهورنا لنتائج كأس الأمم الأوربية ولا تنسى تغطية الكلمة التي سيلقيها المحافظ بمناسبة تدشين مسرح العرائس
كيف تصبح الكتابة نوعاً من الترف الفكري في ظل هذا الكم الهائل من السواد الذي يغلف حياتنا
كيف نستطيع أن ندير ظهورنا لما يهدد وجودنا برمته 000
قال المعلق الإذاعي : قوات العدو تستمر في عمليات الهدم والخطر يهدد مسجداً من أهم المعالم الدينية على الأرض , حصار غزة والجدار الفولاذي مسرح للموت
كنا حينها غاضبين ,حوار ساخن وصل إلى حد الاقتتال !! من سيربح برشلونا أم ريال مدريد
انتهت نشرة الأخبار والأصوات تعلو وتعلو على أنغام أغنية بوس الواوا
عمرضياء الدين
عادة ما تكون السخرية في الكتابة يا استاذ عمر, تثير بعض الضحك والكوميديا السوداء الجادة,التي تومي بطريقة أو بأخرى إلى مشكلة ما بعينها تكون على مرأى ومسمع من أكثر الخلائق في الأمكنة التي كتبت فيها هذه النصوص الساخرة.
غير أن في نصك كثير من سخرية مختلفة,ترقى لأكثر من كونها كذلك,تثير البكاء في أكثر زواياها المدهشة وهذا إن دل فهو يدل على قدرة متميزة يتمتع بها الكاتب فيتوجب علينا كقراء تقديره وشكره,لكن هاتين الأخيرتين لا تكفيان,حيث أن المسألة ابعد من ذلك بكثير وترمي لما هو أكثر من طلب الشكر أو المديح أو تعليق يجعل الكاتب في هذا النص في مقدمة الكتاب أو اقل قليلاً,المسألة تتناول قضية وطن وبعض الظواهر مكتوبة لا يعرفها إلا أبناءه الذين تورم الانكسار في خواطرهم,ودق الإ زميل في أعصابهم ,وشرايينهم لا تاتي بما هو أغلى من الماء.
ذلك كقولك:
"قتلى وجرحى في صفوف طوابير تعويض المحروقات ,"
ومن يعرف هؤلاء سواهم؟
طوابير تعويض المحروقات,تلك عبارة لا يتقنها إلا السوريون المتهلفون لدفئ يقي صغارهم برد الشتاء,كي لا ينكسر العظم مبكراً.
تلك عبارات يا أستاذ عمر,تصور حال أمة,بمشاعر أهلها وحاله الكبت المزمنة في صدورهم,تلك هي الحرية لمن يسأل عن الحرية وماذا تعني هذه المفردة.
حتى هذا السؤال لا يعرفه إلا السوريون.
اهذا مقال أدبي فاخر,جدير بالقراءة,يحتوي على الأدبية كما يحتوي على الخطابية المطلوبة في نصوص مشابهة,أحييك أستاذنا عمر ضياء الدين.
نــادي اصــالة للإبــداع الأدبــي[COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
[COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
[COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[COLOR=#0000ff][/COLOR]
تعليق
-
-
[frame="2 90"]أشكرك أستاذي سلام على هذه المسابقة القيّمة[/frame]
وقد وضعت نصا هنا لم ينل حظّه غير أن العبرة بالمشاركة والاقتناع
فائق تقديري
التعديل الأخير تم بواسطة سليمى السرايري; الساعة 09-08-2011, 14:21.لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول
~~آخــــــرأنثـــى بلوريّـــــة~~
تعليق
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة عمرالبوزيدي مشاهدة المشاركةسيدتي...
من أذن لك بالسباحة في مآقينا...
من صوّر لك لون الموج في أفئدتنا...
من أباح لك زرع البلابل...
و النجوم في دجى ليالينا...
كيف السبيل إلى استرجاع ما ضاع ...
من نفسي من قلبي من بقايا أحاسيسي...
كفكفت دمعي ...
وزرعت مكانه كل النوارس والمتارس...
ما بقي من الجنون ...
إلا ما علمت بأنّه خاذلي حين اللقاء...
استبقت البسمة...سرقت اللهفة...
أضعت الفرصة ...فكانت العودة....
مُر جنودك بالانسحاب...
لقد قُدّ فؤادك من جميع الجنبات الممكنة...
مُر رسول الغرام بالضياع ...
وسط زحام الليالي الشتويّة الحالمة دهرا...
أكتب وصاياك للجواري والغلمان...
ما عاد لي مكان بين حبّك والسندان...
حبّك سيدتي مطرقة...
يلهو ببعض بصمات تألّقها آلاف الصبيان...
اكتمل النصاب...
ما تركت من إرث الغرام إلا بعض الشموع ...
والهمسات وبعض أنّات السلطان...
دثّريني سيدتي...
فإن لهيب الشّوق أبدل الهجير نخلا ورمّان...
سيدتي ...
حبّك ملأ الدنيا مصابيحا ...
وآلاف الألحان ...
هو ذاك سيدتي ...
فاغفري لي بعض زلاّت اللسان...
تسويد الحبيبة,لا بل تمليكها ومنحها الكثير من القوة الخرافية,والترقق لها والتوسل لعطفها,أسلوب اّثر الكاتبون في الحب على المواظبة في استخدامه للتعبير عن مدى حبهم لأنثاهم والرقة التي يتمتعون بها يمنحونها لحبيبتهم بطريقة مفرطة في العذوبة.
استخدام المفردات العسكرية أحياناً,والتلميح لبعض وسائل التعذيب والمهنية في بعض الأماكن,أسلوب يستخدم للتعبير عن الانصياع لعنجهية محببة ,لكنها قد تفضي إلى تغيير المنحى الذي بدا به الكاتب نصه,وتخرج عن الشاعرية التي يقدمها الكاتب عادة لقرائه,إذ أنها عادة ما تصرح عن قلب مفطور يدرجه الكاتب على الورق ,لكن الخشونة في هذه المصطلحات قد تبدي النص أو الجزء الذي كتبت فيه,أقل شاعرية ,حيث أن كل قارئ أخي الكريم يقرأ النصوص بحسب ثقافته وربما تجاربه الخاصة,إذ يطوع النص لحالة ما قد يكون عاشها هو شخصياً.
في العموم.
النص شاعري للغاية أستاذ عمر البوزيدي,وهو غني بالصور الأدبية الرقيقة التي تدل على شاعرية الكاتب وخياله الواسع إلى حد ما جيد,لكن بعض الخطابية والصور المستهلكة قد تخللته في بعض الزوايا ذلك كقولك:
دثّريني سيدتي...
فإن لهيب الشّوق أبدل الهجير نخلا ورمّان...
سيدتي ...
حبّك ملأ الدنيا مصابيحا ...
وآلاف الألحان ...
هو ذاك سيدتي ..."
هذا النص هو خاطرة أدبية فيها الكثير من ملامح الإبداع الأدبي,غير أن القافية أفسدت الإيقاع النثري الجميل.
شكراً جزيلاً لك.
نــادي أصـــالة للإبــداع الأبــي[COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
[COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
[COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[COLOR=#0000ff][/COLOR]
تعليق
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 62665. الأعضاء 10 والزوار 62655.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 409,257, 10-12-2024 الساعة 06:12.
تعليق