[align=justify]وردا للحديث إلى السؤال الجوهري الذي طرحه أخونا الأستاذ الموجي في محاولة لاستشفاف الآليات غير العقلانية التي تجعل المثقف العربي يهين نفسه بالمجان ويسخر قلمه وموهبته وعلمه في خدمة من هم دونه في العلم والأدب والفضل، أقول إن الجهل والأمية وغياب الوعي من الأسباب الرئيسية التي تجعل أفراد أية مجموعة من الناس يذوبون في الجماعة (عقلية القطيع)، وإن كان هؤلاء الأفراد متعلمين .. إن عقلية القطيع هي نتيجة حتمية لغياب التعليم والوعي والإرادة معا. إن المتعلم/المثقف الذي يعيش ضمن الجماعة يتأثر ـ أو بالأحرى ـ لا يستطيع أن يتحرر من الأنماط العامة لعقلية الجماعة ومنها حاجتها إلى "الزعيم"، فتراه في أحيان كثيرة يتمخزن للزعيم الذي يملك رقبته استرزاقا، وينقاد لأي متزعم يطرح نفسه على الساحة وبأية شعارات كانت. والانقياد يقتضي دائما تغييبا للعقل والإرادة، ومن يغيب عقله وإرادته يتعرض في حياته للإهانة ولما هو شر من الإهانة!
أعتقد أن تغيير هذه العقليات أمر صعب جدا لكن ممكنا إذا بدأنا بتربية الأبناء والبنات وفق منهجية مختلفة عن منهجية "الجماعة" بمفهومها السلبي. وأنا لا أزال أتذكر كيف كان والدي رحمة الله عليه يمنعنا منعا باتا من تقبل يد أي من الأعمام والعمات والأخوال والخالات وقت الزيارات وفي الأعياد، وكان رحمة الله عليه يرى أن ذلك غير لائق. ولذلك تأثير كبير في نفسية الطفل، لأن الانحناء وتقبيل اليد، ولو للعم، يخلقان في نفس الطفل عقلية تصاغر هرمية فيتصاغر لمن هو فوقه بقدر ما يتعالى على من هو دونه ــ إلا من رحم ربي.
إن المثقف الذي لا يستطيع التحرر من نمط تفكير الجماعة السلبي الناتج عن تغييب الوعي الفردي، مثقف يشعر في داخله بالعبودية، مما يجعله مفعولا به لا فاعلا، على أرض الواقع، وفي المجال الافتراضي ..
بالطبع لكل قاعدة استثناء، ولكن حديثنا في الظاهرة العامة ..
[/align]
أعتقد أن تغيير هذه العقليات أمر صعب جدا لكن ممكنا إذا بدأنا بتربية الأبناء والبنات وفق منهجية مختلفة عن منهجية "الجماعة" بمفهومها السلبي. وأنا لا أزال أتذكر كيف كان والدي رحمة الله عليه يمنعنا منعا باتا من تقبل يد أي من الأعمام والعمات والأخوال والخالات وقت الزيارات وفي الأعياد، وكان رحمة الله عليه يرى أن ذلك غير لائق. ولذلك تأثير كبير في نفسية الطفل، لأن الانحناء وتقبيل اليد، ولو للعم، يخلقان في نفس الطفل عقلية تصاغر هرمية فيتصاغر لمن هو فوقه بقدر ما يتعالى على من هو دونه ــ إلا من رحم ربي.
إن المثقف الذي لا يستطيع التحرر من نمط تفكير الجماعة السلبي الناتج عن تغييب الوعي الفردي، مثقف يشعر في داخله بالعبودية، مما يجعله مفعولا به لا فاعلا، على أرض الواقع، وفي المجال الافتراضي ..
بالطبع لكل قاعدة استثناء، ولكن حديثنا في الظاهرة العامة ..
[/align]
تعليق