استاذة مالكة حبرشيد
تحية طيبة:

بدأت مداخلتك بلغة خشنة سأتقبلها منك لأني أعي تماماً ثقل النقد على من لا يعترف بالنقد . وهذا الثقل هو من تسبب في ضياع وتأزم حال الشعر في واقعنا المعاصر حتى أصبح عندنا شعراء أكثر من القراء ليس ثمة فرق بين الشاعر الحقيقي والمفطور على الشعر وبين المتسلق ملتقط الجمل الشعرية والعبارات المركبة من هنا وهناك . مع ضرورة تذكيرك والزملاء الأفاضل أنك لست معنيّة بما قلته وسأقوله ، فأنت ما زلت مبتدأة مع احترامي لحضرتك أمام شعراء لهم باع ووزن وتاريخ . هؤلاء لم يوقعوا لغاية اللحظة على إخطارات نقدية وضّحت بشكل ما ضعف ووهن ما كتبوه على مراحل تجاربهم الشعرية . لذلك لا أهمية عندي لأول عشر أسطر من مداخلتك وإن كنت أحترم وجهة نظرك ورأيك من باب احترام الرأي والرأي الآخر.

أما قولك أني نقدت النص سلباً وحين عرفت بأن النص للأستاذ ربيع تراجعت عن كلامي . فهذا كلام غير صحيح ولو عدت بقليل من التركيز والقراءة المتأنية لوجدتي في ردي على الأستاذ ربيع اعتذار عن نقدي لتماهيه مع قصيدتك .. وكنت وضحت أن التماهي مع الشيء ليس كالشيء .. خاصة إذا ما كتب على عجل ونتيجة تأثر لحظي بالمكتوب . نحن لسنا بقامة المتنبي وامرؤ القيس لنرتجل شعراً حقيقياً يلامس شغاف الروح والنفس ارتجالاً .. وإذا ما حصل ذلك في العمودي إذا صحّت اللغة والروي والبحر العروضي . فليس في قصيدة النثر التي تحتاج لتشبع فكري ووجداني وتصوّف مع الذات والآخر وإيقاعات موسيقية ولغوية والباب مفتوح على احتمالات كثيرة قبل ولادتها.

ثم عدت لاحقاً وكنت سأعود لا شك في ذلك ولكن ثمة وقت أحتاجه في كل مرة ما بين المداخلة والأخرى.. لضيق الوقت ولتسارع الأحداث ومتابعتي لأقسام أخرى في الملتقى منها قسم النقد الذي أرأسه ، فضلاً عن كوني أكتب واحتاج أحياناً للحظات سلام وهدوء مع نفسي قد تستمر لأيام. عدت كما ذكرت وقرأت نصك قراءة متأنية واعطيته حقه من القراءة مع تأكيدي على سلبية المقطع الذي قلت فيه سابقاً أما النقد الإيجابي على باقي أجزاء النص فلأني وجدت فيه لمسة إبداع . لم أكن عندها لأبخسه حقه لأنها الأمانة الإخلاقية والنقدية.