هل العيب في الكاتب أم المتلقي ؟؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وسام دبليز
    رد
    صدقتي في ما قلتيه ،قد يكون هناك مشكلة أحيانا في نقص ثقافة المتلقي لكن حين يبتعد الكاتب عن التعقيد وتأتي كلماته سلسة لا بد من أن تصل للقارىء

    اترك تعليق:


  • الهويمل أبو فهد
    رد
    كما وعدتك في مشاركتي السابقة، فإنني قد قبلت بمن سميتهم ممن لهم وزنهم ولهم الدور الأسمى من ملوك ومهندسين في بناء الاهرامات. كما أشكرك على تأكيدك أن الأسماء غير مهمة بما أن الأثر نفسه يتسم بالقوة، وأن "دليل القوة يكمن في عظمة الحجارة التي بنيت بها [الأهرامات]، ودليل العبقرية في الدقة والهندسة". وبما أننا وصلنا إلى اتفاق عدت أتتبع أثر النقاش ومساره، وأدهشني كيف انحرف المسار من نقطة البداية (على ما يدل الأثر؟) لينتهي بنا إلى مفترق طرق وشكوك، خاصة أن "الجدال لا يزال قائما". لكن بما أن الأتفاق لا يعتمد على حجة قوية أو ضعيفة، فسأفي بوعدي وأن أقبل الاسماء التي ذكرتيها على أن الأهرامات (آثارهم) تدل على أنهم هم من بناها، وأقول: إن الأهرامات بناها ملوك مصر العظماء بأيدهم الكريمة.

    ولك التحية والتقدير والشكر الجزيل


    اترك تعليق:


  • مباركة بشير أحمد
    رد
    لست متخصصة في التاريخ المصري ،الفرعوني ولكن يقول علماء التاريخ أن : خوفو،خفرع ،ومنقرع ،أسماء لها وزنها ،كملوك فراعنة ،قد كان لهم الدور الأسمى في بناء الأهرامات ،تحت إشراف مهندسين ك:ايمحوتب و هميونو.طبعا نحن لاتهمنا الأسماء ،مادام هناك آثار تدلل على وجودهم في الأهرامات والتي كانت عبارة عن مقابر للملوك ،إلى أن تحولت إلى ماهي عليه الآن .ومن الباحثين في علم الآثار من يعيد الفضل في تشييدها ،لقوم عاد نظرا لأنهم كانوا ضخام الأجسام ،وينحتون من الجبال بيوتا ،وكان الواحد منهم طوله حوالي 14مترا ،كما أن الحجرة الواحدة في الهرم تزن 12 طنا ولها مواصفات تتميز بالدقة المليمترية .ومن العلماء من وصل في بحثه إلى أن قوم عاد هم في الأصل مصريين ،لكن بعد هلاكهم بالريح الصرصر العاتية ،تركوا مساكنهم ،فاستولى عليها الفراعنة.على العموم لايزال الجدال قائما ،ولانستطيع أن نجزم بحقيقة واضحة ،وتبقى الأهرامات آثارا تدل على أناس ذوي قوة ،وتفكير هندسي عبقري ،أبهر أمريكا واليابان التي حاولت في 1977 إنشاء هرم شبيه بأهرامات مصر ،لكن باءت المحاولة بالفشل ،وعادوا إلى أراضيهم محملين بالخيبات ،لأن تقطيع الحجارة من الجبل وتصنيفها ،كان سيكلفهم من أعمارهم ووقتهم الكثير...الكثير....بناها تلك الأهرامات قوم عاد أم الفراعنة ،المهم أنها آثار تدل على وجود هؤلاء الأقوياء في أرض مصر .
    فدليل القوة يكمن في عظمة الحجارة التي بنيت بها ،ودليل العبقرية في الدقة والهندسة .
    تحياتي والتقدير.

    اترك تعليق:


  • الهويمل أبو فهد
    رد
    أنا سأقبل أي اسم انت متأكدة منه أنه هو باني الأهرام (الآثار أو حتى الجريدة). أريد اسمه فقط واتنازل عن عمره أو تاريخ حياته أو اي معلومات أخرى

    وتقبلي تحياتي

    اترك تعليق:


  • مباركة بشير أحمد
    رد
    من الواضح جدا أننا سنترك حديثنا أن الغموض في الأدب ،ونثيرها زوبعة فلسفية ،تاريخية .لست أدي متى سيكتب لها الجلاء والصفاء.يابن العم إذا كنت لاتعرف باني الأهرام وتقسم على ذلك ،فعلماء التاريخ والجيولوجيا ،لايخفى عليهم أمر .فهل سألت مختصا في التاريخ الفرعوني ،وقال لك :لا أدري ؟؟؟فمومياء أصغر الملوك الفراعنة ،قد ألبسوها في حضرة الحاسوب شحما ولحما ،وبرزت صورة ابن الخامسة والعشرين عاما ،واضحة جلية ..كأنما لايزال على قيد الحياة...أنصحك بتقصي الحقائق في كتب التاريخ ...لا الفلسفة .أما قضية التشفير فاسأل عنها خامان هيكر ...الذي يكتنف بين جوانبه كل شرور الدنيا ،ولايبحث إلا على راحة مزاجه ،ذلك الأناني ،المتهور.فهو عندما يلمس بمغنطيسه اللعين ،سطور الكلمات ،تذوب في المتاهة السوداء، ولا أحد باستطاعته أن يرجع لها بريقها ،إلا من توغل في دراسة الهيكر ، وكيفية اختراق المواقع.كم يدفعني الفضول ،للولوج والتأمل في هذه العوالم .

    اترك تعليق:


  • الهويمل أبو فهد
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة مباركة بشير أحمد مشاهدة المشاركة
    ..ولواتفقت معك في الرأي وقلت أن الأثر يدل على غيابنا ،فماذا عسانا نقول عند حضورنا والأثر أمام أعيننا وأيدينا .ياسيدي أنا قلت أن الأثر يدل على صاحبه غائبا أوحاضرا .المهم بقاءه على سطح الحياة ،ولايزول بفعل العوامل ...كتشفيره من طرف الهيكر مثلا.
    أما الأهرامات فكلنا يدرك بفضل ماترك في جوفها من رسومات ومومياءات ،بأنها آثار فرعونية .فقد يدلل الأثر على إنسان أوعلى أمة ، وفقا لشساعة أوضآلة الأثر.فلولا الأهرامات ،لما عرفنا أن أمة فرعونية قد اتسمت بالقوة والفكر الراقي ،قد وجدت هاهنا في مصر.فعندما تقسم بأغلظ الأيمان أنك لاتعرف صاحبها ،فهل ستصدق من سيقسسم بأغلظ الأيمان أن روسيا هي التي شيدتها مثلا ؟أو أمريكا ؟؟؟
    دامت لك براعة التفكير أخي الفاضل.وأسمى التحايا.
    لنتفق إذن على أن الأثر يدل على غيابنا حتى ((عند حضورنا والأثر أمام أعيننا وأيدينا)): فإما أن يكون أثرا أو لا يكون، ويختفي تحت وجودنا. أما إن كنا نراه بأعيننا فهو مفصول عنا ونحن غائبون عنه، وقد سبق أن قلتي أنتي نفسك إنه "بصمة"، والبصمة لا تكون بصمة ما لم تنعزل وتبتعد عن "الإصبع" التي تطبعها. فالأثر جزء لا يتجزأ من الكينونة نفسها (ويشقها في البدء)، بمعنى أن إمكانية الغياب والانفصال موجودة ومؤسِسة للوجود نفسه.

    أما مثال التشفير فهو مثال الأمثلة كلها: فالتشفير لا يزيل الأثر ولا يقضي عليه، بل الأثر نفسه هو احتمالية وجود التشفير، وعليه يقوم التشفير، والتشفير نفسه من ثم هو أثر يدل على نفسه. ولا يمكن أبدا أن يكون هناك تشفير لا يترك أثرا يفك طلاسمة. الأثر هو احتمالية التشفير واحتمالية فكه. قضية وجود "السر/الشفرة" المطلق الذي لا يمكن معرفته أو تكراره، قضية أو أمر لا وجود لها.

    الأهرامات أهرامات فرعونية. جميل وجيد. كان الكلام في البدء أن الأثر يدل على صاحبه، والآن تقولين أن العمل يدل على أمه بحالها، وكأنك تقولين أن أي عمل وليكن أدبيا ليس من انتاج كاتب معين بل هو نتاج مجتمع بأكمله بدليل ما نجده بداخلة مثلما أن الرسومات والمومياءات في الأهرام دلت على الأمة الفرعونية وليس على من بناها. سأقبل مثل هذا القول مع شيء من التحفظ. الغريب في الأمر أن المثال كان في البداية عن الأهرامات ودلالتها على من بناها، وليس عن الرسومات والمومياءات ودلالاتها. ومع ذلك أقول أن المومياءات والرسومات هي نفسها أثر تدل على نفسها بأنها مومياءات ورسومات، وبهذا فهي تؤكد غياب ما تدل عليه. أما أن نقول أنها تدل على عظمة الفراعنة أو حتى على عدم عظمتهم فهذا تفسير وتأويل يزعم أن العظمة أو عدمها مكتوبة أو شاخصة في الأثر نفسه، وهذا ليس صحيحا. فالصورة أو الرسمة أو المومياء لا تقول شيئا، بل نحن من يمنحها قيمة (ولك مطلق الحرية في أن تمنحيها ما شئتي من قيم).

    هل يعقل أن يكون من بنى الأهرامات هم الروس؟ لا أعلم (الروس بنوا السد العالي). مع العلم أن المصري المسكين (بشهادة عبدالرحمن الأبنودي) هو الذي بنى السد العالي ومع ذلك نظلمه بأن نقول أن الروس أو جمال عبد الناصر هم من بنوا السد العالي. الأمر نفسه مع بناء الأهرامات: المصريين القدماء (والأهرامات لا تدل عليهم) هم الذين بنوا الأهرامات وحنطوا المومياءات ورسموا تلك الصور ومع ذلك نجعلها تشير إلى خفرع ومنقرع ورع وعظمة الحضارة الفرعونية وننسى السخرة وجهد الطبقة العاملة. الأهرامات إن دلت على شيء يجب أن تدل على استعباد (من عبيد ومن عبادة) الطبقة التي لا يذكرها أحد وعلى العدد الهائل الذين قضوا نحبهم وهم يشيدون عظمة فرعون.

    فيما يخص أمريكا: اعتقد أن أمريكا اللاتينية فيها أهراماتها ولا أعلم إن كان لهم صلة بأهرامات مصر، ربما كان لهم-- من يدري! والبحوث التاريخية تشير إلى أن الكثيرين ساهموا في بناء الأهرامات، ولعل أهل القارة الأمريكية لهم نصيب في المساهمة. في كل الأحوال الأهرامات بوصفها أثرا لا تشير ولا تدل على من بناها، حتى المصريين الذي لقوا حتفهم والذين بقوا ليروها تحتضن الموت ليس لهم ذكر.

    لكل هذا أستطيع أن اقسم بأعلظ الأيمان أن الذي بنى الأهرامات لا يعرفه أحد (لا أنا ولا أنت ولا الأمة العظيمة ذات الفكر الراقي والجبروت).

    ولك التحية والتقدير.
    التعديل الأخير تم بواسطة الهويمل أبو فهد; الساعة 30-11-2011, 05:16.

    اترك تعليق:


  • مباركة بشير أحمد
    رد
    ..ولواتفقت معك في الرأي وقلت أن الأثر يدل على غيابنا ،فماذا عسانا نقول عند حضورنا والأثر أمام أعيننا وأيدينا .ياسيدي أنا قلت أن الأثر يدل على صاحبه غائبا أوحاضرا .المهم بقاءه على سطح الحياة ،ولايزول بفعل العوامل ...كتشفيره من طرف الهيكر مثلا.
    أما الأهرامات فكلنا يدرك بفضل ماترك في جوفها من رسومات ومومياءات ،بأنها آثار فرعونية .فقد يدلل الأثر على إنسان أوعلى أمة ، وفقا لشساعة أوضآلة الأثر.فلولا الأهرامات ،لما عرفنا أن أمة فرعونية قد اتسمت بالقوة والفكر الراقي ،قد وجدت هاهنا في مصر.فعندما تقسم بأغلظ الأيمان أنك لاتعرف صاحبها ،فهل ستصدق من سيقسسم بأغلظ الأيمان أن روسيا هي التي شيدتها مثلا ؟أو أمريكا ؟؟؟
    دامت لك براعة التفكير أخي الفاضل.وأسمى التحايا.
    التعديل الأخير تم بواسطة مباركة بشير أحمد; الساعة 29-11-2011, 13:24.

    اترك تعليق:


  • الهويمل أبو فهد
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة مباركة بشير أحمد مشاهدة المشاركة


    لايجب على الكاتب الحاذق أن يقدم حلولا ،إنما يثير قضية ما ،وينتظر من القراء ،ماستجود به قرائحهم من آراء وأفكار .واختلاف وجهات النظر ،لاتفسد للود قضية .ولك أن تبدي رأيك بيننا ...ولك الأمان

    الاستاذة مباركة بشير أحمد: أولا اشكرك على منحي "الأمان"، واشكرك أيضا على ردك المعمق. ولدي أسئلة قد لا تكون كثيرة. منها مثلا:

    أنت تقولين أعلاه
    ((لا يجب على الكاتب الحاذق أن يقدم حلولا))، فاختلط علي الأمر هل الكاتب الحاذق يقدم أو لا يقدم حلولا؛ فنفيك للوجوب لا ينفي بل لعله يجيز تقديم الحلول؛ ثم قصرتي نفي الوجوب على "الكاتب الحاذق" وحده دون غير الحاذق. فكأن المهارة (الحذق) وحدها هي التي تميز الكاتب الذي "لا يجب" عليه تقديم الحلول، أما ما عداه فمباح له/لهم تقديمها. والأمر أحرى بالكاتب "الحاذق" قبل غيره أن يحمل مشعل الحلول لا أن يتوارى خلف "لا يجب"!

    أما فيما يخص الغياب والحضور، فسأقصر القول على عبارتك التي سأقتبسها مما يلي:


    أما عن سؤالك : هل الأثر يدل على صاحبه أم غيابه ؟
    فالجواب كالتالي : الأثر يا أخي الفاضل الهويمل أبوفهد ،هو البصمة أوالحركة التي يحدثها كل ذي قدرة في الطبيعة :الإنسان،الحيوان ،الزمن ،كالرياح ،الأمطار...الخ ،فيغيَر من مسارها .فالرمل يكون نائما ،وإ‘ذا مرت عليه خطاك ،أحدثت بفعل الحركة فيه أثرا يدل على أنك قد سرت في تلك المنطقة الرملية .فيستدل على وجودك هناك بالأثر الذي أوقعته على الرمل بفعل حركتك ومرورك .وعندما يؤثر إنسان على مشاعر أوعقلية إنسان ،يكون قد أحدث في عاطفته أوتفكيره أثرا ،سيطر على منحى اتجاهاته .فالأثر إذن يدل على صاحبه سواء أكان حاضرا أوغائبا .فالأموات ليست لديهم قدرة التأثير ،إنما آثارهم التي خلفوها وراءهم في حياتهم ،تدل على أنهم كانوا هنا.في هذه الأرض.وقد يكون الأثر قديما أوحديثا .بيد أن هناك آثارا تطمسها العوامل المناخية ،فتزول مع زوال أهلها وآثارا أخرى تخلَد هم .كالأهرامات ،وبعض الأبنية من مساجد ومتاحف ...الخ . والنص في الواقع هو أثر يدل على وجود الكاتب ،تفكيره ،وجهة نظره ،وليس على غيابه .وهذا النص الذي بين يديك ،أثر حديث يدل على وجودي بينكم ،وعندما يحتضنني القبر ،وبعد مرور مائة عام ،سيغدو أثرا قديما .أيضا يدل على وجودي في ملتقى الأدباء والمبدعين العرب إيه...يرحمني الله.
    شكرا لك أخي الفاضل /الهويمل أبوفهد ،على تفاعلك مع النص ،وتساؤلك الرائع عن الأثر.
    تحياتي وأسمى تقديري.
    والنص في الواقع هو أثر يدل على وجود الكاتب، تفكيره، وجهة نظره، وليس على غيابه. وهذا النص الذي بين يديك، أثر حديث يدل على وجودي بينكم، وعندما يحتضنني القبر، وبعد مرور مائة عام، سيغدو أثرا قديما .أيضا يدل على وجودي في ملتقى الأدباء والمبدعين العرب إيه...يرحمني الله.

    لا أخفيك أني تدبرت في كل ما ورد في مشاركاتك، ولا رغبة لي في أن الزمك بماورد في العبارة أعلاه. لكنني أقول إن "النص"/الأثر الذي بين يدي (مشاركتك) لا يؤكد وجودك بيننا كما تقول العبارة (أصلا ليس هناك "بين" إلا بمفهوم البعد والغياب)، بل يؤكد عدم وجودك بيننا ولو كنت موجودة بيننا لما كتبتي مشاركتك. ولو أقسمت أغلظ الأيمان على حقيقة غيابك لما كنت حانثا. كما أنه ليس ثمة أهمية لقدم الأثر أو حداثته، فالأثر يبقى أثرا لغائب لا أكثر. ولهذا فهو إن دل على وجودك في ملتقى الأدباء والمبدعين العرب فإنما يدل فقط على أن الملتقى نفسه أثر يتسم بالغياب أبدا، ولا يمكن له أن يتحقق حاضرا حتى وإن افتتحوا غرفا صوتية لا حصر لها. الكتابة عموما هي دليل الغياب، سواء كتبنا على طبقات الهواء بأجهزتنا الطبيعية (الفم والأسنان واللهاة واللسان والشفاة)، أو بأقلامنا على الصخر أو الجلد أو الورق، أو بحروف افتراضية على لوحة المفاتيح. وحسبنا أننا في الملتقى نتمتع بوجودنا الافتراضي، وبلغة الحاسوب نحن مجموعة من العددين الصفر والواحد (بدون مبالغة).

    أما قضية أن الأهرمات تدل على من بناها، فأقسم لك بأغلظ الأيمان أن الذي بنى الأهرامات لا دليل عليه، بل الموجود فقط هو الأثر نفسه ولا يشير إلى غير الغياب، ولا أحد يعرف من ترك هذا الأثر بل لا يشغل اهتمام أحد (حتى زاهي حواس ليس لديه أي علم بمن بنى الأهرامات). وإذا كان للاهرامات من دليل تدل عليه وتشير إليه فإنما تدل على وتشير إلى "الموت" وحده، وهو الغياب في أجلى صوره. وأتمنى لك طول العمر حاضرة غائبة.
    التعديل الأخير تم بواسطة الهويمل أبو فهد; الساعة 28-11-2011, 08:48.

    اترك تعليق:


  • مباركة بشير أحمد
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرؤوف النويهى مشاهدة المشاركة
    [align=justify]
    سؤال :لمن يكتب الكاتب؟؟
    إجابة :يكتب لقارئ يعلم ،علم اليقين ،أنه سيفهم ما طرحه من مواضيع ويتفاعل معه ويشاركه همومه ومقاصده ويزيد وعيه ويصقل فكره.

    وقديماً.. قيل لأبى تمام :لماذا لاتكتب مايُفهم ؟؟
    قال :ولماذا لايُفهم ما أكتب؟؟

    فمسألة الكاتب والمتلقى ..ليست وليدة اليوم ..فقد تداولتها الأجيال بدون إجابة حاسمة.
    وأزعم أن هناك الكثير من الكتابات لاتُكتب للقراء ،وإنما كى يكتب عنها النقاد المتفذلكون عن إستراتيجية القراءة وفضاء النص وتفجير اللغة وتثوير المعنى وتفكيك النص.......
    ويحكى عن نجيب محفوظ أنه قال: :((عندما طالع بعض أعداد مجلة فصول المصرية فى النقد الأدبى، على فكرة كل أعدادها عندى ،وبها دراسات عن الأيدلوجيات وتفكيك النص وتثوير اللغة وفضاء المعنى .....إلخ)
    يااااااااااااااااااااااااه ماكنتش أعرف إن النقد صعب كده!!!!
    وأقول ..أحيانا تستعصى علىّ فك ملغزات رواية ما وأتوه فيها وأعجز عن حل شفراتها ،فلا أجد حلاً سوى إتهام عقلى بعدم الفهم .
    [/align]
    توافقني الرأي إذن أستاذي الفاضل عندما أقول :
    هل كل مالايفهمه المتلقي يسمى غموضا ؟
    ..........
    لايجب أن ترتكز نظرتنا إلى جدار اللاعقلانية ،فنعتقد أن الذي تعسرعلى الفهم يعتبر غموضا ،فنتهم الكاتب بالتقصير ،ونقذفه بجمرات الملامة . ،إنما وجب رعاية سلسلة حقائق تبرز باستمرارية توالد فحواها ماينم على أن جهل المتلقي أحيانا وتقاعسه عن توسيع خبراته المعرفية ، قد يودي به إلى الإبحار العشوائي بين أمواج السطور،فيغرق في عتمة الحيرة بعدما تتساقط لبنات تركيزه .لأن تدريب الخلايا الدماغية على اصطياد بنات الفهم ،يتطلب مجهودا غير يسير ،واكتسابا ثقيلا يملأ ثغرات الفضول بشهد المعارف .فقد يكون الكاتب مبدعا متمكنا وممسكا بزمام الحروف النابضة ،بيد أن المتلقي مجرد قارئ عادي ،محدود الخبرة والتفكير ،وليست تحتوي بنوك عقله على رصيد لغوي يمكنه من الاستحواذ على تأشيرة السفر إلى أرض المدارك .إذن ،وجب علينا أن نضع نص الكاتب تحت المجهر التثقيفي بدرجة التوسيط ، فلاتضييق على حرية الحروف فتهوي إلى منحدر السطحية ، ولا توسيعا ،فتتضخم مدلولاتها وتعلوا فوق غيوم الخيال .وبعد ذلك لنا أن نحكم على غموض النص من عدمه .
    .......
    شرفني حضورك أستاذ عبد الرؤوف النويهي .
    دمت ودامت لك براعة التفكير.
    تحياتي وأسمى التقدير.




    اترك تعليق:


  • مباركة بشير أحمد
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
    الاخت مباركة بشير أحمد

    تحية طيبة وبعد

    طرح غامض (للمتلقي) يستثير الأسئلة أكثر مما يقدم من حلول:

    مجرد سؤال: هل الأثر يدل على صاحبه أم يدل على غياب صاحبه؟
    لايجب على الكاتب الحاذق أن يقدم حلولا ،إنما يثير قضية ما ،وينتظر من القراء ،ماستجود به قرائحهم من آراء وأفكار .واختلاف وجهات النظر ،لاتفسد للود قضية .ولك أن تبدي رأيك بيننا ...ولك الأمان
    ...........
    أما عن سؤالك : هل الأثر يدل على صاحبه أم غيابه ؟
    فالجواب كالتالي : الأثر يا أخي الفاضل الهويمل أبوفهد ،هو البصمة أوالحركة التي يحدثها كل ذي قدرة في الطبيعة :الإنسان،الحيوان ،الزمن ،كالرياح ،الأمطار...الخ ،فيغيَر من مسارها .فالرمل يكون نائما ،وإ‘ذا مرت عليه خطاك ،أحدثت بفعل الحركة فيه أثرا يدل على أنك قد سرت في تلك المنطقة الرملية .فيستدل على وجودك هناك بالأثر الذي أوقعته على الرمل بفعل حركتك ومرورك .وعندما يؤثر إنسان على مشاعر أوعقلية إنسان ،يكون قد أحدث في عاطفته أوتفكيره أثرا ،سيطر على منحى اتجاهاته .فالأثر إذن يدل على صاحبه سواء أكان حاضرا أوغائبا .فالأموات ليست لديهم قدرة التأثير ،إنما آثارهم التي خلفوها وراءهم في حياتهم ،تدل على أنهم كانوا هنا.في هذه الأرض.وقد يكون الأثر قديما أوحديثا .بيد أن هناك آثارا تطمسها العوامل المناخية ،فتزول مع زوال أهلها وآثارا أخرى تخلَد هم .كالأهرامات ،وبعض الأبنية من مساجد ومتاحف ...الخ .والنص في الواقع هو أثر يدل على وجود الكاتب ،تفكيره ،وجهة نظره ،وليس على غيابه .وهذا النص الذي بين يديك ،أثر حديث يدل على وجودي بينكم ،وعندما يحتضنني القبر ،وبعد مرور مائة عام ،سيغدو أثرا قديما .أيضا يدل على وجودي في ملتقى الأدباء والمبدعين العرب إيه...يرحمني الله.
    شكرا لك أخي الفاضل /الهويمل أبوفهد ،على تفاعلك مع النص ،وتساؤلك الرائع عن الأثر.
    تحياتي وأسمى تقديري.
    التعديل الأخير تم بواسطة مباركة بشير أحمد; الساعة 27-11-2011, 13:36.

    اترك تعليق:


  • عبدالرؤوف النويهى
    رد
    [align=justify]
    سؤال :لمن يكتب الكاتب؟؟
    إجابة :يكتب لقارئ يعلم ،علم اليقين ،أنه سيفهم ما طرحه من مواضيع ويتفاعل معه ويشاركه همومه ومقاصده ويزيد وعيه ويصقل فكره.

    وقديماً.. قيل لأبى تمام :لماذا لاتكتب مايُفهم ؟؟
    قال :ولماذا لايُفهم ما أكتب؟؟

    فمسألة الكاتب والمتلقى ..ليست وليدة اليوم ..فقد تداولتها الأجيال بدون إجابة حاسمة.
    وأزعم أن هناك الكثير من الكتابات لاتُكتب للقراء ،وإنما كى يكتب عنها النقاد المتفذلكون عن إستراتيجية القراءة وفضاء النص وتفجير اللغة وتثوير المعنى وتفكيك النص.......
    ويحكى عن نجيب محفوظ أنه قال: :((عندما طالع بعض أعداد مجلة فصول المصرية فى النقد الأدبى، على فكرة كل أعدادها عندى ،وبها دراسات عن الأيدلوجيات وتفكيك النص وتثوير اللغة وفضاء المعنى .....إلخ)
    يااااااااااااااااااااااااه ماكنتش أعرف إن النقد صعب كده!!!!
    وأقول ..أحيانا تستعصى علىّ فك ملغزات رواية ما وأتوه فيها وأعجز عن حل شفراتها ،فلا أجد حلاً سوى إتهام عقلى بعدم الفهم .
    [/align]

    اترك تعليق:


  • مباركة بشير أحمد
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة زهور بن السيد مشاهدة المشاركة
    الأستاذة الكريمة مباركة بشير أحمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أشكرك على مقالتك القيمة التي تطرح للمناقشة قضية التلقي الأدبي, وإن كانت صياغة العنوان لا تحيل إلى قضية أدبية محددة.
    أظن أن القضية الأدبية المعروضة للمناقشة بالتحديد هي ظاهرة الغموض في الأدب.
    عرفت الأجناس الأدبية تحولات أساسية على مر العصور الأدبية, تمخضت عنها أشكال أدبية حديثة على مستوى المواضيع وعلى مستوى الخصائص الفنية.
    وسأركز في مداخلتي على الشعر باعتباره أكثر الأنواع الأدبية تستعصي لغته على الفهم والتأويل.
    عرف الشعر عبر مساره التاريخي الطويل تحولات أساسية بفعل تضافر عوامل موضوعية وذاتية وثقافية, أفرزت في النهاية شكلا جديدا مختلفا عن شكل القصيدة العمودية, تمرد فيه الشعراء المحدثون على الأسس القديمة على مستوى الإيقاع واللغة والصور الشعرية. ومن أبرز سمات التجديد هي اللغة الشعرية التي تتصف بالانزياح وتوظيف الأسطورة والرموز, الشيء الذي خلق لغة خاصة تختلف كثيرا عن لغة الشعر القديم, يصعب فك رمزيتها وفهم معانيها ودلالاتها المقصودة.
    إن الغموض في لغة الشعر الحديث ليس أمرا مطلوبا لذاته لتحقيق الاختلاف والتميز, وإنما هو غموض ناتج عن مجموعة من العوامل الموضوعية والذاتية.
    فقبل أن نعقد المقارنة بين أسلوب طه حسين ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم.... وأسلوب الأدب الحديث, ندين هذا ونثمن ذاك, علينا أولا أن نأخذ بعين الاعتبار الظروف والعوامل التي أنتجت الأدب الحديث بصفة عامة والشعر بصفة خاصة, و ندرك أن واقع النكبة الفلسطينية وهزيمة الجيوش العربية سنة 1967م, قد زعزع الكيان العربي وأحدث رجة عنيفة في نفس الإنسان العربي, فوجد الأدباء أنفسهم أمام قضايا ومواضيع شائكة ومعقدة, تتطلب طرحا عميقا وهذا ما لا تسعفهم فيه اللغة المعهودة, التي لم تعد تستوعب القضايا الجديدة لهذا العصر.
    لذلك كان لزاما على الشاعر أن يخلق شكله الخاص به ولغته الأدبية المختلفة عن اللغة السابقة, لغة قادرة على استيعاب القضايا الإنسانية بشكل عميق. فثار الشاعر ضد المنطق العادي والمألوف من دلالات الكلمات, وخلق لغته الخاصة التي تستمد مقوماتها التعبيرية من التراث الإنساني على اختلاف روافده.
    يقول أدونيس في هذا المجال في كتابه "زمن الشعر": "إذا كان الشعر الجديد تجاوزا للظواهر ومواجهة للحقيقة الباطنية في شيء ما أو في العالم كله, فإن على اللغة أن تحيد عن معناها العادي, ذلك أن المعنى الذي تتخذه عادة لا يقود إلا إلى رؤية أليفة, مشتركة. إن لغة الشعر هي اللغة – الإشارة, في حين أن اللغة العادية هي اللغة - الإيضاح فالشعر الجديد, هو في هذا المنظور فن يجعل اللغة تقول ما لم تتعود أن تقوله. فما لا تعرف اللغة العادية أن تنقله, هو ما يطمح الشعر الجديد إلى نقله. يصبح الشعر في هذه الحالة ثورة على اللغة."
    صحيح أن لغة الشعر الحديث كانت سببا مباشرا في عدم تحقيق التواصل المطلوب بين المبدعين وجمهور المتلقين وحالت بين انتشاره كما يستحق بالرغم من أن هذا الشعر مرتبط بالحياة الإنسانية بوعي عميق .لكن عدم الوعي بهذه التحولات التي عرفها الشعر العربي يحول أيضا بين المتلقي وبين فهم وتأويل اللغة الشعرية الجديدة.
    إن الشعر الحديث يتطلب قارئا افتراضيا أي قارئا متخصصا عارفا بطبيعة الروافد الثقافية المتنوعة التي يستمد منها الشعر الحديث مادته التعبيرية, وواعيا بالتحولات التي عرفها خلال مساره التاريخي, وقادرا على التأويل وتفكيك النص وإعادة بنائه.
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أستاذتنا الفاضلة زهور.

    ............
    قد تكون للنكسات النفسية دور في انبعاث قصيدة النثر ذات السياق الغامض، وإن كنت أنفي تماما الإنصياع لهذه الحقيقة لما أبهرتنا به القرائح الواسعة من إبداعات شعرية مستساغ هضمها لكل الفئات الشعبية الإجتماعية في عدة مناطق قد شهدت اضطهادات استدمارية عنيفة ، وعانت الويلات من أثر الحروب .
    شعب الجزائر مسلم...وإلى العروبة ينتسب
    من قال حاد عن أصله....أوقال مات فقد كذب .
    بيتا شعر يحفظهما الصغير قبل الكبير في الجزائر للعلامة عبد الحميد ابن باديس منذ زمن تواجد فيه العدو الفرنسي إلى وقتنا الحالي .كذلك قصيدة قسما بالنازلات الماحقات ،نحن طلاب الجزائر ....وغيرها من القصائد الثورية الجميلة ،المتقنة الصنع والصياغة الفنية الماتعة .ومن يطلع على إليادة الجزائر للشاعر مفدي زكريا ،فلن يعدم وسيلة فهم أو تدارك لمعانيها الواضحة بعيدا كل البعد عن الغموض .فلماذا إذن نلقي بمبرراتنا في الساحة السيكولوجية للشاعر ؟ونلقي باللائمة على النكبة الفلسطينية ،وهزيمة الجيوش ؟؟فبالعكس ،فإذا كان للشاعر الدور الأسمى في تحريك القوى الشعبية ضد الإضطهاد ،فوجب أن تكون رسالته خالية من الغموض ،مفهومة .وإلا فسيكون شبيها بذاك المتكلم بلغة متفردة لايفهمها قومه ،فلن ينتظر منهم إعجابا ولا قبولا لنصيحة.
    إن السبب الرئيس لنشأة هذا اللون الفني الحديث ،هو : نفور بعض الشعراء من تتبع أثر الأقدمين وميلهم إلى التمرد عن القيود الخليلية ،فواكبوا آثار الغرب واعتبروه نوعا من التجديد.ولم يكتفوا بذلك فحسب ،بل اتخذوا في الرؤية الذاتية مخزنا لأفكارهم الخاصة ونظرتهم إلى الحياة .فعبروا عن ما بداخلهم بلغة يكتنفها الغموض والتعالي بعيدا عن دائرة المجتمع ،فظلت بذلك أعمالهم منحصرة في زاوية مظلمة تدل على خيبات أصحابها وعدم مقدرتهم لنسج خيط تواصل بينهم وبين المتلقي الذي كلما قاده الفضول والحشرية لتلمس بعض سطورها ،أحرقته بجمر غموضها وهي تترنح مابين استعارات مبالغ فيها ،ورموز مستمدة مدلولاتهاأحيانا من التراث القديم أوالأساطيرالغربية مع اضطرابات في الإيقاع . .ويعللون ذلك بقولهم :نحن لانكتب للكسالى ،أو نحن نكتب للنخبة فقط .ومتى كان التمايز في سكب شهد الجمال بين الأرواح يسمى شعرا ؟
    ثانيا : أما وأن الشعر قد تحرر من موازين قيوده ،فقد اختلط الحنظل بالعسل وكل من ابتغى له اسما بين الشعراء ،فليكتب ماجادت به المشاعر أوغيرها ،على الورق وليعتلي قمم الشهرة والمجد ،فمن ذا سيرد خيول عزيمته ؟فالنخبة أمثاله لايعنيهم أمره ذاك المتطفل ،والمتلقي العادي ،إماأن يدعي الفهم لكي لاينتقص من قدره فيصفق مع المصفقين أو يكتفي بالصمت والتضمر.
    فأهل هذا اللون الشعري النثري ،وإن كنت أتعجب كيف للشعر أن ينتسب إليه النثر ،قد كسروا الحواجز التقليدية ،وتمردوا على اللغة معتقدين بذلك أنهم قد أبدعوا وخرجوا عن نطاق التقليد .لكن هيهات ،فلابد من رجوع إليها أوزان الشعر ولغة البساطة من جديد .
    أما عن الشعر التقليدي، المستمدة فروعه من جذور عربية قديمة، فقد يكتنفه هو الآخر غموضا في المعنى والمبنى، إذا لم يراعي فيه الشاعر تباين البيئة والعقلية العصرية ،فوجب عليه إذن كصاحب رسالة جمالية أن يختار لقصيدته من الألفاظ ما لايستعصي فهمه حتى لايفقد الشعر جاذبيته ودوره في تنوير العقول و نثر عطر الجمال في أرواح القراء .
    .........
    شرفني حضورك الأديبة الراقية زهور ،ومنحني وسام التقدير.
    ألف شكر لك سيدتي ،وأسمى تحاياي.

    اترك تعليق:


  • زهور بن السيد
    رد
    الأستاذة الكريمة مباركة بشير أحمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أشكرك على مقالتك القيمة التي تطرح للمناقشة قضية التلقي الأدبي, وإن كانت صياغة العنوان لا تحيل إلى قضية أدبية محددة.
    أظن أن القضية الأدبية المعروضة للمناقشة بالتحديد هي ظاهرة الغموض في الأدب.
    عرفت الأجناس الأدبية تحولات أساسية على مر العصور الأدبية, تمخضت عنها أشكال أدبية حديثة على مستوى المواضيع وعلى مستوى الخصائص الفنية.
    وسأركز في مداخلتي على الشعر باعتباره أكثر الأنواع الأدبية تستعصي لغته على الفهم والتأويل.
    عرف الشعر عبر مساره التاريخي الطويل تحولات أساسية بفعل تضافر عوامل موضوعية وذاتية وثقافية, أفرزت في النهاية شكلا جديدا مختلفا عن شكل القصيدة العمودية, تمرد فيه الشعراء المحدثون على الأسس القديمة على مستوى الإيقاع واللغة والصور الشعرية. ومن أبرز سمات التجديد هي اللغة الشعرية التي تتصف بالانزياح وتوظيف الأسطورة والرموز, الشيء الذي خلق لغة خاصة تختلف كثيرا عن لغة الشعر القديم, يصعب فك رمزيتها وفهم معانيها ودلالاتها المقصودة.
    إن الغموض في لغة الشعر الحديث ليس أمرا مطلوبا لذاته لتحقيق الاختلاف والتميز, وإنما هو غموض ناتج عن مجموعة من العوامل الموضوعية والذاتية.
    فقبل أن نعقد المقارنة بين أسلوب طه حسين ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم.... وأسلوب الأدب الحديث, ندين هذا ونثمن ذاك, علينا أولا أن نأخذ بعين الاعتبار الظروف والعوامل التي أنتجت الأدب الحديث بصفة عامة والشعر بصفة خاصة, و ندرك أن واقع النكبة الفلسطينية وهزيمة الجيوش العربية سنة 1967م, قد زعزع الكيان العربي وأحدث رجة عنيفة في نفس الإنسان العربي, فوجد الأدباء أنفسهم أمام قضايا ومواضيع شائكة ومعقدة, تتطلب طرحا عميقا وهذا ما لا تسعفهم فيه اللغة المعهودة, التي لم تعد تستوعب القضايا الجديدة لهذا العصر.
    لذلك كان لزاما على الشاعر أن يخلق شكله الخاص به ولغته الأدبية المختلفة عن اللغة السابقة, لغة قادرة على استيعاب القضايا الإنسانية بشكل عميق. فثار الشاعر ضد المنطق العادي والمألوف من دلالات الكلمات, وخلق لغته الخاصة التي تستمد مقوماتها التعبيرية من التراث الإنساني على اختلاف روافده.
    يقول أدونيس في هذا المجال في كتابه "زمن الشعر": "إذا كان الشعر الجديد تجاوزا للظواهر ومواجهة للحقيقة الباطنية في شيء ما أو في العالم كله, فإن على اللغة أن تحيد عن معناها العادي, ذلك أن المعنى الذي تتخذه عادة لا يقود إلا إلى رؤية أليفة, مشتركة. إن لغة الشعر هي اللغة – الإشارة, في حين أن اللغة العادية هي اللغة - الإيضاح فالشعر الجديد, هو في هذا المنظور فن يجعل اللغة تقول ما لم تتعود أن تقوله. فما لا تعرف اللغة العادية أن تنقله, هو ما يطمح الشعر الجديد إلى نقله. يصبح الشعر في هذه الحالة ثورة على اللغة."
    صحيح أن لغة الشعر الحديث كانت سببا مباشرا في عدم تحقيق التواصل المطلوب بين المبدعين وجمهور المتلقين وحالت بين انتشاره كما يستحق بالرغم من أن هذا الشعر مرتبط بالحياة الإنسانية بوعي عميق .لكن عدم الوعي بهذه التحولات التي عرفها الشعر العربي يحول أيضا بين المتلقي وبين فهم وتأويل اللغة الشعرية الجديدة.
    إن الشعر الحديث يتطلب قارئا افتراضيا أي قارئا متخصصا عارفا بطبيعة الروافد الثقافية المتنوعة التي يستمد منها الشعر الحديث مادته التعبيرية, وواعيا بالتحولات التي عرفها خلال مساره التاريخي, وقادرا على التأويل وتفكيك النص وإعادة بنائه.

    اترك تعليق:


  • الهويمل أبو فهد
    رد
    الاخت مباركة بشير أحمد

    تحية طيبة وبعد

    طرح غامض (للمتلقي) يستثير الأسئلة أكثر مما يقدم من حلول:

    مجرد سؤال: هل الأثر يدل على صاحبه أم يدل على غياب صاحبه؟

    اترك تعليق:


  • مباركة بشير أحمد
    رد



    هل كل مالايفهمه المتلقي يسمى غموضا ؟
    ..........
    لايجب أن ترتكز نظرتنا إلى جدار اللاعقلانية ،فنعتقد أن الذي تعسرعلى الفهم يعتبر غموضا ،فنتهم الكاتب بالتقصير ،ونقذفه بجمرات الملامة . ،إنما وجب رعاية سلسلة حقائق تبرز باستمرارية توالد فحواها ماينم على أن جهل المتلقي أحيانا وتقاعسه عن توسيع خبراته المعرفية ، قد يودي به إلى الإبحار العشوائي بين أمواج السطور،فيغرق في عتمة الحيرة بعدما تتساقط لبنات تركيزه .لأن تدريب الخلايا الدماغية على اصطياد بنات الفهم ،يتطلب مجهودا غير يسير ،واكتسابا ثقيلا يملأ ثغرات الفضول بشهد المعارف .فقد يكون الكاتب مبدعا متمكنا وممسكا بزمام الحروف النابضة ،بيد أن المتلقي مجرد قارئ عادي ،محدود الخبرة والتفكير ،وليست تحتوي بنوك عقله على رصيد لغوي يمكنه من الاستحواذ على تأشيرة السفر إلى أرض المدارك .إذن ،وجب علينا أن نضع نص الكاتب تحت المجهر التثقيفي بدرجة التوسيط ، فلاتضييق على حرية الحروف فتهوي إلى منحدر السطحية ، ولا توسيعا ،فتتضخم مدلولاتها وتعلوا فوق غيوم الخيال .وبعد ذلك لنا أن نحكم على غموض النص من عدمه .

    اترك تعليق:

يعمل...
X