القصة الذهبية الثالثة ^ طفلة المرآيا ^ للمبدعة أميرة عبد الله لشهر نوفمير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أحمد عيسى
    رد
    الأديبة القديرة : أميرة عبد الله

    النص راق ، واللغة جميلة ، والسرد مدهش ، والحبكة رائعة
    التفاصيل الدقيقة ، والتناقض بين حياة هذه الشفيقة التي أشفقنا عليها ، وبين حياة جيرانها ، كان تناقضاً موجعاً
    يعكس الكثير من الألم ، في عالم أصبحت هذه الدهشة هي مزيته .
    لا أعلم حقيقة هذا الشبح ، الذي ظهر مرتين ، ربما كان هو الحلم ، الذي راقبها ، ثم احتواها في قارورة صغيرة
    ربما كان الأمل ، أو الغد ، ربما كان طيفاً لا نراه
    هي التي لا تعرفه ، ربما كانت تعرفه أشد المعرفة ، لكنها لم تتعرف اليه ، ولم تحفظ اسمه
    لأن شكله يتغير ، واسمه غير ثابت ،
    أي كان ، فقد أحببت غموضه ، وأحببت وجوده يحمل طفلة المرايا في قارورته

    مودتي أميرة

    اترك تعليق:


  • محمد خالد النبالي
    رد
    الاخت اميرة عبد الله

    سردية راقية تحاكي طفلة حالمة

    وكانت ذكريات وشجن وشقاوة محببة كان مزدحم هنا تدافعت وأغرقت القصة

    خيوط الشجن امتدت تسربل العمر تتشكل شوقا وحنانا استثائي للماضي

    فكان الحلم الاجمل

    خالص احترامي وتقديري

    مع تحياتي

    اترك تعليق:


  • ربيع عقب الباب
    رد
    الغة جميلة أستاذة أميرة
    و القصة تمتلئ بالمواقف من ناحية الصغيرة
    و الوالدين والجيران
    لم تكن فيها مساحة خالية ، و هذا فى حد ذاته نجاح للعمل
    و لكن ما حكاية هذا الشبح
    و كيف ظهر فى منتصف العمل
    و في نهايته و كأنه بالفعل شبح .. ليس إلا شبح
    لا يعطي دلالة ممسوكة باليد أو من الممكن أن يخضع لهدف أو دلالة القصة
    مثل القط الأسود الذي يظهر فى القصص البوليسية
    ليعطي دلالة الموت القادم أو الحزن القادم أو الفاجعة القادمة !
    لنبدأ معه من أول الظهور ، ثم تركه .. أو نسيانه ، لتعودي إليه مع القفلة كحل من الحلول
    التي لم تكن للاسف مطروحة !!

    سأنتظر على مشارف هنا خلف شراشف النافذة لأرقب القادمين !

    تقديري و احترامي

    اترك تعليق:


  • القصة الذهبية الثالثة ^ طفلة المرآيا ^ للمبدعة أميرة عبد الله لشهر نوفمير

    كانت تجلس في الباحة الخلفية تنظر إلى أبناء الجيران وهم يتقاذفون الكرة، وعيونها الحزينة تتابعهم تارةً نحوَ اليسار وتارةً نحوَ اليمين بلهفة ابن الصحراء المتعطش لرشفة ولو صغيرة من مياه الينبوع.
    لم تنتبه لوقع خطوات شخص ما وقفَ على مقربةٍ منها ، بينما كانَ صوت والدتهم يناديهم : " هيا يا أطفالي ..لا تتأخروا..الطعام جاهز ."
    قفزت من مكانها هلعة حينَ شاهدتهُ يتأملها بنظرة غير مألوفة لديها.. دخلت لبيتها تعدو كمن شاهدَ شبحاً.
    شفيقة من عائلة فقيرة بالكاد يستطيع والدها أن يؤمن لهم لقمة العيش الكريم.انتقلت عائلتها
    من القرية إلى المدينة قبلَ عدة أعوام . من حسن حظ والدها، أن رئيسه بالعمل كانَ رجلاً
    طيباً وكريماً.دعمهُ كثيراً وساعدهُ على شراء بيت في حي الأغنياء.
    _ ابنتكَ تكبر، وليسَ منَ العدل أن تبقى بنفس ملابسها المهلهلة .. تأملها جيداً إنها نحيلة للغاية بالرغم من أنها أصبحت في السادسة عشرة من عمرها ..البائسة بالكاد تستطيع الركض .الذي يزيد ألمي إننا متجاورون مع عائلة غنية، تغازل الدماء وجنات أطفالها ليكسوها الاحمرار . المسكينة تراقبهم يومياً وتتحسر على ما لن تحظى به .

    _عزيزتي ريحانة، من قالَ إنني لا آبه ؟ ..شهرٌ كاملٌ وأنا أبحث عن عمل إضافي حتى أنهكني التعب ..لكن لم أود إخبارك حتى لا يصرخ لحن الأمل بداخل قلبك الحنون . اعلمي هذا وتأكدي تماماً منهُ
    تماما. أريدها أن تكمل تعليمها بأفضل المدارس ..هذا هوَ حلم حياتي . "
    _ لا أود لوحيدتي التي خرجت بها من هذا العالم أن تعاني مثلنا الأمرين .
    -إنني مثلك ،أراقبها يومياً ..كيفَ تتلصص على أبناء الجيران والحسرة تتجمع كباقات ياسمين داخل عيونها الكئيبة والقانعة بأنها تستطيع أن تنظر كما تشاء ..ولا تلمس ما لن تستطيع امتلاكهُ .
    اصبري يا امرأة ..سيأتينا الفرج قريباً ..الرب لا ينسى عبيدهُ."
    انزوت زوجتهُ في ركن بالغرفة وانفجرت ببكاء مرير ..وقالت ما بين حشرجات دموعها : " هذا ليسَ عدلاً..كلما رأيتها تجلس كالمذنبة في الفناء الخلفي، أشعر بالقهر وأتمنى لو كنتُ جبلاً شاهقاً يحجب عنها كل مظاهر الترف في البيوت المجاورة ."
    _ تعالي واجلسي هنا بقربي ..سأشعل الحطب لنستدفىء..لا أعلم لمَ الليلة بالذات أشعر بالبرد القارص يلسع عظامي المنهكة؟.
    _حسناً حبيبي .. سأنادي صغيرتنا لنجلس معاً ونروي الحكايات الطريفة فربما تجد البسمة طريقها لقلبها ..الذي أتمنى ألا تنسج صروف الدهر خيوطها حالكة السواد حولهُ ..
    جلسَ الثلاثة يتسامرون ويضحكون على نكات يرويها الوالد عن شقاوتهُ وهوَ طفلٌ صغير ..وفجأة سألتهُ شفيقة :" بابا..هل كنتَ تتسلق الأشجار لتراقب كيفَ يعيش جيرانك الأغنياء؟؟ "
    لم يعد ُيسمع في الحجرة الصغيرة سوى صوت نار الموقد تلتهمُ الحطبَ بشراسة ..لم تستطع النظرات المتراشقة بينَ الوالدين أن تخفف حدتها .
    فجأة نهضت الوالدة وقالت : "هيا بنا للنوم ..لقد كانَ نهارنا مرهقاً ..ووالدك عليه الذهاب لعمله غداً مبكرا عن المعتاد ..انهضي ..أيتها الفراشة ..الوقت متأخر ..يجب أن ننام."
    هزت شفيقة كتفيها دلالة عدم التصديق ولكنها أذعنت للأمر بصمت ..
    في تلكَ الليلة حلمتْ أنها ترتدي فستاناً فضياً يتلألأ بمجرد أن يلامس انعكاسه سطح المرآة - يا لها من مرآة ضخمة تحيط بالقاعة من أربع جهاتها, مرآة لم ترَ مثلها بحياتها كلها..
    كما شاهدت فرساً عربياً أصيلاً يخترق المرآة ليقف أمامها ويهز رأسهُ لكي تركبهُ ليحلقا بعيداً إلى عالم الأساطير.
    اتسعت حدقتا عينيها من الرهبة والدهشة ، لم تعلم هل تسترسل في حلمها لترى أينَ سيأخذها أم تستفيق ..؟
    صرخَ صوت ناعم بأعماقها :"يكفيك أحلام مراهقة لا وجودَ لها في الواقع. !! "
    هزَ الحصانُ رأسهُ وحركهُ يمنةً ويسرة عدة مرات وكأنهُ يبلغها أنهُ نفذَ صبرهُ وعليها أن تقررْ . بينما كانت تهم بركوبه،شعرت بيد تدفعها إلى الخلف بعنف وإذ بها تسقط بدوامة لا قرار لها .
    _النجدة , النجدة , انقذوني!!
    //////
    كانَ العرقُ يتصبب على وجه والدها الذي كانَ عائداً مسرعاً يسابق الرياح للبيت ،ليبشرهنَ أنهُ وجدَ أخيراً الوظيفة المرجوة .
    لا زالت الباحة الخلفية كما تركها هذا الصباح .. أطفال الجيران يتصايحون وذلكَ الشاب الغريب يقف في باحة بيتهم يحمل في يده بحرص تام قارورة صغيرة، تقبع بداخلها طفلة المرآيا ...
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 01-12-2011, 12:31.
يعمل...
X