الماضي يعود غداً ... / آسيا رحاحليه /

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • آسيا رحاحليه
    أديب وكاتب
    • 08-09-2009
    • 7182

    الماضي يعود غداً ... / آسيا رحاحليه /

    الماضي يعود غدا...

    آهٍ لو ألتقيه يوما هذا الذي اخترع الربطة .. سألفّها حول عنقه و أشنقه بها , بيديّ هاتين !
    يفكّر ساخطا . يعيد المحاولة . دون جدوى . مائلة إلى اليسار الآن .
    لم يحب ربطة العنق أبدا رغم حبّه للأناقة ... يعتقد أنّ من ابتكرها شخصٌ مختل كان في حقيقة الأمر ينوي الإنتحار.
    كأنْ لا تكفي هاته الأربطة حول حياتنا و حرّياتنا ! .
    يستنجد بزوجته ، و بأصابعها الطويلة النحيلة التي تزينها خواتم ذهبية لامعة , تنهي الأمر بكل سهولة , و في لمح البصر .
    - شكرا لك ..
    يا الله ! كائن عجيب هي المرأة !
    لم يكن عبد الرحيم يبدي ذلك دائما و لكنه يعترف لزوجته بالقدرة و المهارة . و كثيرا ما حدّث نفسه و هو مستلق على الأريكة , ينفث دخان سيجارته و يراقب حركاتها و هي تدب في البيت , تروح و تجيء في أرجاء عالمها الوحيد , تبعث فيه من روحها , تنظّف هنا , و ترتّب هناك , ملمّة بكل كبيرة و صغيرة , حاملة همّ كل شيء..
    يا للمرأة ! كم تدهشني قدرتها العجيبة على الاضطلاع باحتياجاتها
    هي كأنثى و باحتياجاتنا نحن الرجال أيضا ! . لا أدري ماذا كنا نفعل لولا وجودها في حياتنا .
    يقف أمام المرآة يتأكد من أناقته , يحاول التغلب على شعور غامض من التوجس و القلق يزحف فوق صدره .
    ربما لأن هذا اليوم من الأيام الهامة في حياة عائلته الصغيرة .
    لا أصدق أنّك كبرت بهذه السرعة يا ابني ؟ مازلت أراك طفلا يمرح و يملأ البيت صخبا و حياةً .
    مرّر راحة يده اليسرى على الربطة الحريرية البراقة . طاف على شفتيه شبح ابتسامة سرعان ما تبخرت عندما ارتطمت يده بكرشه البارزة .
    تعكس له المرآة صورة أقرب إلى المثالية لولا هذه الكرش .
    لقد تقبّل على مضض غزو البياض لمفرقيه و وسط رأسه محاولا إقناع نفسه بأن الشيب مرادف للوقار , و لكنه يجد حرجا كبيرا في تحمّل مظهر كرشه .
    أمران يفضحان عمر الرجل منا يا صاحبي , مهما حاولنا إخفاءه...الصلع و الكرش البارزة .
    كما يحلو لأصدقائه التندّر به .
    كان عبد الرحيم دائما رجلا أنيقا , وسيما , جميل الملامح , متناسق الجسم , عريض الصدر , مفتول العضلات , كثيف شعر الحاجبين و لكن في غير بشاعة . أيام الجامعة كان الرّفاق يترجّوه ألا يظهر معهم حين يتعلق الأمر بغزو قلوب الفتيات , لأنّه يستحوذ على اهتمامهن و يخطف عقولهن بخفة دمه و لباقة حديثه و سحر ابتسامته .
    تلك أيام ولّت و لن تعود .
    والحق أنه اليوم ، في نظر الجميع ، رجل سعيد . أليست السعادة منزل و ولد و وظيفة و زوجة مطيعة ؟
    لكن لا أحد يدري مرارة تلك اللحظات حين ينتابه الإحساس بأنّ الحياة نسيته معلّقا بأهدابها الفاتنة... ذلك المساء ، و أنه لا يعيش حقا و إنما يأكل و يشرب و ينام و يراقب قافلة أيامه تمر متباطئة متخاذلة ، خائرة ... ينتابه الضجر من الإستقرار ، تخنقه رتابة الزمن ، و يحلم بأن تتعثّر خطاه بحدث ما ، أيّ حدث ، ينتشله من مستنقع الروتين و الملل و يمحو قتامة الأمسيات التي يقضيها بين المقهى و شرفة البيت .
    آهٍ ...يا حبيبة العمر كم هي أيامي في غيابك تافهة و سخيفة و بلا إيقاع !
    يتصوّر الحياة مختلفة تماما... رحلةً مثيرة ، ساحرة ...نهارات مشرقة معشوشبة بالفرح ، و ليالٍ دافئة مطرّزة بالحب و النشوة ... لو... أنها معه , لو لم يحرمه والده منها و يقف في طريق سعادته .
    يطيل النظر في المرآة كأنما يدقّق في ماضيه البعيد ... يحس باللوعة و الأسى و تغرورق عيناه بالدمع .
    يعتصر الهمّ قلبه .
    ريحانة ... حبّه الأول و الأخير , أحلامه , فرحة القلب الوحيدة , أغنية الروح الخالدة ..النوتة التي لا تستقيم بدونها سمفونية الوجود و لا يكتمل بسواها اللحن ...الدرّة التي فاز بها و اختارته و فضّلته على كل الخطّاب و المعجبين .
    حب العمر الذي ضاع مع الريح يوم تحطّمت آماله عند قدمي والده .
    و يطلّ عليه السؤال مرّة أخرى ... ترى على أي شاطئ رست بها الأيام ؟
    و هل أمر بخاطرها أم أنني نسيًا منسيَا ؟
    لم يستطع نسيانها أبدا ، ظل يتمنى لو يلتقيها مرّة ، و لو صدفة ، أن يلمحها و لو من بعيد .
    كم هدّه الشوق و راوده الحنين لنظرة منها تزرع يباب روحه بالنور و الخضرة و لكنه لم يرها ، منذ تلك الأمسية ...يوم كان جبانا ، ضعيفا ، خائر الإرادة حتى أنه لم يجد الشجاعة لإخبارها برفض والده فاكتفى برسالة وضعها في كفّها قبل أن يغادر كسير القلب ممزّق الروح ، مؤكّدا لها أنها تستحق رجلا أفضل منه .
    يكتم آهة حزينة و تغشى سحنته سحابة حزن .
    كلمات والده تتردد في رأسه , بل يكاد يراه الآن ، واقفا على عتبة البيت يلوّح بعصاه الخيزرانية الغليظة , عيناه جاحظتان ترسلان شررا و وجهه بؤرة غضب .
    صوته يجلجل , يصل إلى مسامع الجيران و الرذاذ يتطاير من شدقيه .
    - مستحيل أن أوافق على زواجك منها ..عائلتها لا تناسبنا . هل تريدني أن أصبح أضحوكة أصحابي و معارفي ؟
    كل الوسائل فشلت أمام غلظة قلبه ...لم ينفع تدخل أعمامه , و لا دموع والدته تتوسل إليه أن يرأف بابنه الوحيد و يوافق على من اختارها قلبه .
    لا فائدة ..والده لا يلين .
    كيف يزوّج ابنه الوحيد و وريثه من فتاة عادية والدها رجل فقير لا يملك مالا و لا جاها ؟
    و يأتي القرار كحد المقصلة :
    - لست ابني و لا أعرفك و غير راضٍ عنك إلى يوم القيامة لو تزوجتها !
    - ما بك ؟ هل هذه سحنة أب سيتعرّف اليوم على عروس ابنه ؟
    يفيق من شروده ، يفتعل الابتسام :
    - أبدا .. كنت ...كنت أفكّر كيف كبرنا بسرعة و أصبحنا عجائز . ابننا سيتزوّج ..تصوّري !
    - أنت العجوز . أنا مازلت شابة !
    و تطلق ضحكة عالية ..
    كان مساءً شتوياً باردا ينذرُ بكل أسباب التعاسة حين أخبرته والدته أن والده عثر له على الفتاة المناسبة . ابنة أحد أصدقائه الأثرياء ..من عائلة عريقة ، مقبولة الشكل ، و على قدر من التعليم .
    لم يستطع إلا الإذعان و الرضوخ لإرادة والده . و كان الزواج الذي استمر لسنوات على نفس واحد و وتيرة واحدة ، الفتاة هادئة مطيعة و ربة بيت و فوق ذلك أنجبت له الولد .
    دخل الإبن يستعجلهم و قد جلب باقة ورد جميل و علبة كعك .
    فغر فاه دهشة ..
    - أمي .. ما كل هذا التأنّق ؟
    - يا ابني الانطباع الأول مهم جدا .
    - أخبرتكم أنها من عائلة متواضعة جدا..ثم هذه زيارة تعارف و ليست خطوبة رسمية .
    - و لو ... هل تريدنا أن نبدو بمظهر بائس أمام من سيصبحون أصهارنا ؟
    استقلّوا السيارة و انطلقوا .
    و كان عبد الرحيم يحدّق في ابنه و هو يقود كأنّه غير مصدّق أن الزمن مرّ بهذه السرعة .
    - هل ....
    و يختنق السؤال في صدره . كان يريد أن يسأله " هل تحبّها ؟ "
    - هل ..هل أنت واثق من قرارك ؟
    - نعم , أبي ..لكن سبق و أخبرتك ليست من عائلة كبيرة أو معروفة ..و الدها متوفي ،و و الدتها امرأة بسيطة .. - حسنا..المهم أنكما متّفقان .. والدتك و أنا نرغب في أن نراك سعيدا .
    توقّفت السيارة أمام احدى العمارات في الجانب الغربي من المدينة .. و فتحت باب الشقة في الطابق الثاني سيدة جميلة ، هادئة الملامح ، محتشمة ، متأنّقة في غير تبرّج و قادتهم إلى غرفة متوسطة الحجم ، فيها أثاث متواضع ينم عن ذوق رغم بساطة الديكور .
    و بينما السيّدة تتمتم بعبارات الحفاوة و الترحيب كان عبد الرحيم يترنّح ، يكاد يسقط من هول المفاجأة ، يحاول التماسك بصعوبة...و السيطرة على نفسه .
    هذه المرأة ... يا الهي ! ...إنها ريحانة !
    هل هي أخرى تشبهها ؟...مستحيل ..إنها هي ..لن يتوه عنها و لو كانت بين آلاف النساء .
    جلس الجميع ..السيدة و أخوها الأكبر و ابنها و عم أبنائها ، و جلس عبد الرحيم بين زوجته و ابنه و قد أطبق عليه الذهول فلم يستطع أن يركّز فيما كانوا يتحدّثون فيه .
    كان مندهشا ، مأخوذا ، ينصت في فرح و حيرة إلى همس روحه و دقات قلبه كأنما يكتشف لأول مرّة أنّ له قلبا يدق .. إنّها هي ..هنا .... حضورها يملأ المكان و هي لم تتغيّر.. ربما قليلا فقط ، بل إنه يجدها أجمل و أكمل و أروع مما كانت عليه ... لم تنل منها يد الأيام و لم تعلق بها شوائب الزمن، حتى أنها تبدو فقط في الثلاثين من العمر أو أقل .
    بعد قليل دخلت الإبنة فسلّمت .. ثم وزّعت العصير و قد تورّدت وجنتاها من فرط الحياء... تشبه أمها كثيرا ..في لون العينين و الإبتسامة الخجولة ..و القامة الهيفاء .
    و لكي يخفي عبد الرحيم ارتباكه و اضطراب جوارحه ، انشغل بالحديث مع عم الفتاة ، محاولا تجاهل رغبة ملحّة في أن يلتفت إلي حبيبته ، يحتضنها ، يقبّل بعينيه عينيها ، و وجهها و ثغرها...انتقاما لقلبه من والده و من قسوة الغياب و من الزمن البخيل ...الضنين .
    و على حين التفاتة تسمّرت نظرته فوق صورة كبيرة في إطار ..على الحائط .
    أخذ يقلّب عينيه بين الصورة و السيدة و هو في حالة من الذهول و الحيرة .
    و تقطع عليه السيدة حبل الدهشة :
    - آه ... هذه أنا مع أختي ريحانة .. أنت أكيد مندهش من الشبه ..نحن توأم ..لكن ظروف صعبة فرّقتنا منذ الصغر..فتربيت أنا عند خالتي بعيدا عن العائلة و لم تكن إحدانا تعرف بوجود الأخرى إلا من بضع سنوات .
    ثم تضيف :
    - بالمناسبة ..هي ستعود غدا من فرنسا ..أتمنى لو تشرّفوني بالحضور لأعرّفكم عليها ..و نتعشى معا .
    غاص قلبه في صدره و تمتم بكلام لا يدري معناه .
    قبيل المغرب ، غادروا و قد اتّفقوا على أن تكون الزيارة القادمة أكثر رسمية ، و يتم فيها تحديد موعد الخطوبة و الزفاف .
    و لم ينم عبد الرحيم ليلتها ، استبدّ به الأرق و هو يرى الماضي بكل تفاصيله يغزو مساحات الحاضر.
    صورتها ملأت فكره و وجدانه ، هيّجت حبّه ، و تقلّص الزمن ليصبحَ جزءًا من الثانية ...هي لحظة التقاء عيناه بعينيها...من سنين... قبل الفراق .
    كيف يمكن للحظة أن تساوي العمر ؟
    خلا بنفسه في غرفة متعلّلا بالتعبو قد ثارت براكين ذاكرته الخامدة... لافظةً حِمَمَ الشوق و العشق .
    و طفا الماضي على سطح حياته كأنّه حدث بالأمس فقط ..
    يا إلهي ... أيعقل هذا ؟ بعد كل هاته السنين ؟ ما هذا الإحساس ..هذه النشوة السابحة في دمي لمجرّد هفهفة اسمها و حديث عابر عنها ؟
    هذا الدفء في عروقي ..و الدماء في شراييني... أخرى ... جديدة ... نقيّة !
    أيّ إنتشاء ! كأنّه البعث بعد الفناء ! الآن أفهم لمَ لم أستطع أن أستمتع بحاضري " السعيد "..
    كيف يكون لحاضرك معنى حين ينقصك الماضي ؟
    آهٍ ...يا حبيبتي... أما سافرتِ طويلا في الصمت وأبعدتك دروب الغياب ؟ أما انتهينا ؟
    فكيف أجدك الآن هنا ... ملء الأنفاس و الرئة ، ملء قلبي و قدري ...ماالذي يحدث لي ؟ كأنّني ما توقّفت عن حبك أبدا.. كأنّك ما رحلت يا مليكتي ... ما ترجّلت عن صهوة القلب و لا غادرتِ شرفة الروح يا حبيبة العمر الذي أبحر بعدك في الفراغ .
    و بات ليلته طريح الأفكار ، صريع الوجد ..يتقاذفه الشوق و الذكرى و الخوف من الآتي .
    لم يغمض له جفن إلا مع انبلاج الفجر حين استطاع أن يغفو قليلا و هو على يقين بأنّ لقاءه بها سوف يقتلع حصون ذاته ، و يشرّع الأبواب للعاصفة .
    يظن الناس بي خيرا و إنّي
    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    ما بين الآن و غدا ساعات .. ما أطولها !
    و ما أكثر ما يحدث بين التحقق و الانفلات من وهدة الضياع الكامن
    و ربما بالفعل يكون .. وربما أيضا لا
    و هنا يكون جمال النص
    أنه لم يذهب إلي تلك النهايات المتوقعة و المعروفة
    و ترك الأمر مفتوحا إلي غد

    ما أجمل تعبيراتك أستاذة آسيا
    و ما تأتين به كل مرة ، حتى بتنا ننتظر عملك الجديد بين فينة و أخري

    أهلا بك وأمل يتجدد و بنيان مهترئ يتهالك و يقعي ؛ رغم ما كان له من أعمارنا
    و ما أورق في حياتنا من زهور و يعاسيب !

    تقديري و احترامي
    sigpic

    تعليق

    • أحمد عيسى
      أديب وكاتب
      • 30-05-2008
      • 1359

      #3
      الأديبة القديرة : آسيا رحاحليه

      النص جميل ، واللغة قوية ، وحضورك في النص كان رائعاً
      الفكرة ليست جديدة لكن المعالجة جميلة
      لكن رأيي المتواضع أن في النص بعض الطول والاستطراد الذي أفقدني متعة التواصل
      سعيد بنصك الراقي
      ولك مني أجمل تحياتي
      ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
      [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

      تعليق

      • د .أشرف محمد كمال
        قاص و شاعر
        • 03-01-2010
        • 1452

        #4
        وأنا أيضاً لا أحب تلك الرابطة
        لكنني أحببت القصة ولم أحس بطولها
        وإن كنت تعجلت الوصول إلى النهاية
        وأراك غازلتني (بلغة كرة القدم)
        حينما أخبرتني بأنها أختها التوأم
        والإجابة على سؤالك على لسان أم كلثوم
        عايزنا نرجع زي زمان
        قول للزمان إرجع يازمان
        دمت بود
        إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
        فتفضل(ي) هنا


        ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

        تعليق

        • جمال سبع
          أديب وكاتب
          • 07-01-2011
          • 1152

          #5
          لم يستطع نسيانها أبدا ، ظل يتمنى لو يلتقيها مرّة ، و لو صدفة ، أن يلمحها و لو من بعيد .
          *****************
          كيف سيكون اللقاء بعد أن غاب نورها مثل الشمس مع ظلام الليل ؟
          نص رائع حقا .
          تحياتي و تقديري .
          عندما يسألني همسي عن الكلمات
          أعود بين السطور للظهور

          تعليق

          • مالكة حبرشيد
            رئيس ملتقى فرعي
            • 28-03-2011
            • 4544

            #6
            كيف يكون لحاضرك معنى حين ينقصك الماضي ؟

            للدهشة هنا وقفة
            وللنهاية المفتوحة على مصراعيها
            الف طريق وطريق ....قد ياخذنا الى حيث نريد
            وقد يصيبنا بخيبة امل تجعلنا نلوذ =بليت=
            حتى اخر العمر
            كنت رائعة عزيزتي اسيا بكل المقاييس
            لا اعرف لم لفني الحزن وانا بين الحروف ؟

            تعليق

            • آسيا رحاحليه
              أديب وكاتب
              • 08-09-2009
              • 7182

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
              ما بين الآن و غدا ساعات .. ما أطولها !
              و ما أكثر ما يحدث بين التحقق و الانفلات من وهدة الضياع الكامن
              و ربما بالفعل يكون .. وربما أيضا لا
              و هنا يكون جمال النص
              أنه لم يذهب إلي تلك النهايات المتوقعة و المعروفة
              و ترك الأمر مفتوحا إلي غد

              ما أجمل تعبيراتك أستاذة آسيا
              و ما تأتين به كل مرة ، حتى بتنا ننتظر عملك الجديد بين فينة و أخري

              أهلا بك وأمل يتجدد و بنيان مهترئ يتهالك و يقعي ؛ رغم ما كان له من أعمارنا
              و ما أورق في حياتنا من زهور و يعاسيب !

              تقديري و احترامي
              أستاذ ربيع...أستاذي الكبير ...قدرا و إبداعا ..
              الماضي لا يغيب إلى الأبد مهما تصوّرنا ذلك ..
              يلتقينا في زاوية ما ، تعرّج ما ، محطّة ما من محطات الآن ..
              قد نبتسم له ابتسامة حزينة أو ساخرة أو مشفقة...و نمضي ..
              و قد نتوقّف..نحدّق فيه ...نحضنه ..نبكي ..
              وندرك كم ضيّعنا و ما ضيّعنا ..
              و كم الآتي سيكون أصعب و أقسى .
              سعيدة أنّ النص راق لك ..
              شكرا بحجم الكون .
              يظن الناس بي خيرا و إنّي
              لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

              تعليق

              • آسيا رحاحليه
                أديب وكاتب
                • 08-09-2009
                • 7182

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
                الأديبة القديرة : آسيا رحاحليه

                النص جميل ، واللغة قوية ، وحضورك في النص كان رائعاً
                الفكرة ليست جديدة لكن المعالجة جميلة
                لكن رأيي المتواضع أن في النص بعض الطول والاستطراد الذي أفقدني متعة التواصل
                سعيد بنصك الراقي
                ولك مني أجمل تحياتي

                شكرا لك أخي العزيز عيسى ..
                و يسعدني رأيك و قد انتبهت لبعض الإسهاب في النص ..و فكّرت في تقليصه ...
                لكنّي تعمّدت تركه عسى تشفع لي عند القرّاء اللغة القوية على رأيك
                و التعبيرات الجميلة على رأي الاستاذ ربيع ..
                بالمناسبة تحاورت اليوم مع الأخ جمال السبع حول إشكالية الطول في القصة القصيرة..
                و تساءلنا لماذا قصيرة ؟ و قد كنا في الماضي نقول قصة فقط ..
                و أولائك الكبارالذين قرأت لهم و ترعرع قلمي على كتاباتهم
                كانت لهم قصصا طويلة نوعا ما و مسهبة ..
                و كنا نقرأها بحب و لهفة ..
                لا أدري أخي القدير عيسى ..
                لنتحاور في هذا الموضوع ..
                ربما هو هذا الزمن السريع في كل شيء ..
                و الذي يجعلنا حتى نحن / حتى أنا / مع حبّنا للقراءة
                نحس بنوع من الضجر إذا طال النص قليلا ..
                شكرا لك من قلبي ...
                كل الإحترام و الود لك .
                يظن الناس بي خيرا و إنّي
                لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                تعليق

                • صالح صلاح سلمي
                  أديب وكاتب
                  • 12-03-2011
                  • 563

                  #9
                  يفوز باللذة من كان جسور.أنصح صاحبنا بأن يلوك الذكرى فحسب.
                  القاصه المبدعه/ اسيا رحاحليه
                  أعادة معالجه لفكرة متوقعة
                  لكنه العمق والتفاصيل الدقيقه.. قدم لنا الشخصيه مكشوفة وعاريه
                  فلا يغرنك السهر والتهديد بعواصف
                  لن يفعل شيئا كوني مطمئنه ههههههه
                  هذا هو الادهاش والتناقض الذي أراه من وجهة نظري
                  مع العمق الممتع.. والذي لايجيد جرنا اليه
                  الا قلم مثل قلمك شكرا لك.
                  [/right.
                  [/right]
                  التعديل الأخير تم بواسطة صالح صلاح سلمي; الساعة 28-11-2011, 20:01.

                  تعليق

                  • آسيا رحاحليه
                    أديب وكاتب
                    • 08-09-2009
                    • 7182

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة د .أشرف محمد كمال مشاهدة المشاركة
                    وأنا أيضاً لا أحب تلك الرابطة
                    لكنني أحببت القصة ولم أحس بطولها
                    وإن كنت تعجلت الوصول إلى النهاية
                    وأراك غازلتني (بلغة كرة القدم)
                    حينما أخبرتني بأنها أختها التوأم
                    والإجابة على سؤالك على لسان أم كلثوم
                    عايزنا نرجع زي زمان
                    قول للزمان إرجع يازمان
                    دمت بود
                    سعيدة أنك أحببت القصة دكتور أشرف ...
                    جميلة فكرة المغازلة بلغة كرة القدم ههههههه
                    نعم ...قول للزمان ارجع يا زمان ...
                    تحيتي و تقديري و خالص الشكر لك .
                    يظن الناس بي خيرا و إنّي
                    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                    تعليق

                    • سمية البوغافرية
                      أديب وكاتب
                      • 26-12-2007
                      • 652

                      #11
                      أهلا العزيزة البهية آسيا
                      أبدعت سيدتي وأمتعت
                      تعابير جميلة وملفتة
                      التأرجح بين الحاضر والماضي كان موفقا جدا ويستحق التنويه
                      والسلاسة والانسيابية في السرد تثير الانتباه
                      وقفلة ذكية منفتحة على تخمينات شتى تفرض نفسها على القارئ حتى بعد الانتهاء من قصتك
                      كل هذا جعل قصتك تستحق وقت القارئ والتوقف عندها
                      تحياتي وإعجابي
                      ودمت مبدعة تعرف كيف تنسج الجمال

                      تعليق

                      • آسيا رحاحليه
                        أديب وكاتب
                        • 08-09-2009
                        • 7182

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة جمال سبع مشاهدة المشاركة
                        لم يستطع نسيانها أبدا ، ظل يتمنى لو يلتقيها مرّة ، و لو صدفة ، أن يلمحها و لو من بعيد .
                        *****************
                        كيف سيكون اللقاء بعد أن غاب نورها مثل الشمس مع ظلام الليل ؟
                        نص رائع حقا .
                        تحياتي و تقديري .
                        نعم...
                        ترى كيف سيكون اللقاء ؟
                        شكرا لك أخي جمال ..
                        تحيّتي و احترامي.
                        يظن الناس بي خيرا و إنّي
                        لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                        تعليق

                        • آسيا رحاحليه
                          أديب وكاتب
                          • 08-09-2009
                          • 7182

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة مالكة حبرشيد مشاهدة المشاركة
                          كيف يكون لحاضرك معنى حين ينقصك الماضي ؟

                          للدهشة هنا وقفة
                          وللنهاية المفتوحة على مصراعيها
                          الف طريق وطريق ....قد ياخذنا الى حيث نريد
                          وقد يصيبنا بخيبة امل تجعلنا نلوذ =بليت=
                          حتى اخر العمر
                          كنت رائعة عزيزتي اسيا بكل المقاييس
                          لا اعرف لم لفني الحزن وانا بين الحروف ؟
                          و لمرورك و كلماتك وقع جميل في القلب و الروح عزيزتي مالكة ..
                          شكرا لك ...و لا أحزن لك الله جارحة .
                          مودّتي دائما .
                          يظن الناس بي خيرا و إنّي
                          لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                          تعليق

                          • إيمان الدرع
                            نائب ملتقى القصة
                            • 09-02-2010
                            • 3576

                            #14
                            الغالية آسيا :
                            كم يشجيني نبض حرفك ، ويبهجني ؟؟!!!
                            الماضي يرتع كماردٍ في ذاكرتنا ..
                            مهما خاتلناه ، وتحايلنا على نسيانه
                            يعود في طرفة عين للحضوربتشكّلٍ أقوى
                            ولادته في الخافق دائمة التجدّد ..
                            استمتعت بنصّك أسلوباً ، وسرداً ، ومعنى ..
                            لك المودّة آسيا ...وحيّااااااااااك .

                            تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                            تعليق

                            • د.نجلاء نصير
                              رئيس تحرير صحيفة مواجهات
                              • 16-07-2010
                              • 4931

                              #15
                              يا للمفارقة والمفاجئة
                              ابنه يخطب ابنة حبيبته
                              كم هنا وجدت متعة في السرد واللغة القوية أستاذتي آسيا
                              ترى هل يندمل جرح الفراق بعدما وجد حبيبته أمامه من جديد

                              رائعة
                              تحياتي ليراع يقطر ابداعا
                              sigpic

                              تعليق

                              يعمل...
                              X