الماضي يعود غداً ... / آسيا رحاحليه /

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • آسيا رحاحليه
    أديب وكاتب
    • 08-09-2009
    • 7182

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة صالح صلاح سلمي مشاهدة المشاركة
    يفوز باللذة من كان جسور.أنصح صاحبنا بأن يلوك الذكرى فحسب.
    القاصه المبدعه/ اسيا رحاحليه
    أعادة معالجه لفكرة متوقعة
    لكنه العمق والتفاصيل الدقيقه.. قدم لنا الشخصيه مكشوفة وعاريه
    فلا يغرنك السهر والتهديد بعواصف
    لن يفعل شيئا كوني مطمئنه ههههههه
    هذا هو الادهاش والتناقض الذي أراه من وجهة نظري
    مع العمق الممتع.. والذي لايجيد جرنا اليه
    الا قلم مثل قلمك شكرا لك.
    [/right.
    [/right]

    أنا متأكّدة أنّه لن يفعل شيئا أخي العزيز ههههههه
    شكرا لك ..
    سرّني كثيرا أن النص أعجبك.
    دمتَ زميلا رائعا .
    تقديري.
    يظن الناس بي خيرا و إنّي
    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

    تعليق

    • آسيا رحاحليه
      أديب وكاتب
      • 08-09-2009
      • 7182

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة سمية البوغافرية مشاهدة المشاركة
      أهلا العزيزة البهية آسيا
      أبدعت سيدتي وأمتعت
      تعابير جميلة وملفتة
      التأرجح بين الحاضر والماضي كان موفقا جدا ويستحق التنويه
      والسلاسة والانسيابية في السرد تثير الانتباه
      وقفلة ذكية منفتحة على تخمينات شتى تفرض نفسها على القارئ حتى بعد الانتهاء من قصتك
      كل هذا جعل قصتك تستحق وقت القارئ والتوقف عندها
      تحياتي وإعجابي
      ودمت مبدعة تعرف كيف تنسج الجمال
      كم أعتز بشهادتك عزيزتي سميّة
      و كم يسرّني إعجابك بما أنسج .
      شكرا لك من قلبي.
      دمتِ و حفظك الله .
      يظن الناس بي خيرا و إنّي
      لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

      تعليق

      • عبير هلال
        أميرة الرومانسية
        • 23-06-2007
        • 6758

        #18
        غاليتي آسيا

        قصة رائعة شدتني من بدايتها للنهاية

        لكن حين ذكرت أن الأبن سيخطب

        توقعت أن تكون الوالدة هي الريحانة

        وهنا كانت المفاجأة أنها الأخت التوأم

        بالنسبة لقوة اللغة أو بساطتها

        هذا لا يهمني بل الأهم هو امتلاك

        قلوب القراء ..

        كم يحزنني حينَ يفترق الأحبة

        بسبب جبروت الوالدين ..

        محبتي لك وورودي
        sigpic

        تعليق

        • فايزشناني
          عضو الملتقى
          • 29-09-2010
          • 4795

          #19

          إضافة إلى المفارقة جاءت القصة واقعية
          من منّا لم يزل يتذكّر حبه الأول
          وفي لحظات خاصة تعتريه مشاعر توقظ فيه ذكريات لن تموت
          (( في استفتاء : تبين أن نسبة كبيرة من المتزوجين لن يتزوجوا زوجاتهم
          في حال عاد به الزمن إلى الوراء ))
          أختي آسيا
          الماضي يرافقنا ولا يتركنا مطلقاً
          لكننا نتسلى بما في ايدينا حتى ننساه
          والخاتمة جيدة حتى نتكهّن بأحداث نتوق لو أنها تحدث معنا
          أحييك على أعمالك الرائعة دوماً
          مع كل الود والاحترام
          هيهات منا الهزيمة
          قررنا ألا نخاف
          تعيش وتسلم يا وطني​

          تعليق

          • آسيا رحاحليه
            أديب وكاتب
            • 08-09-2009
            • 7182

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
            الغالية آسيا :
            كم يشجيني نبض حرفك ، ويبهجني ؟؟!!!
            الماضي يرتع كماردٍ في ذاكرتنا ..
            مهما خاتلناه ، وتحايلنا على نسيانه
            يعود في طرفة عين للحضوربتشكّلٍ أقوى
            ولادته في الخافق دائمة التجدّد ..
            استمتعت بنصّك أسلوباً ، وسرداً ، ومعنى ..
            لك المودّة آسيا ...وحيّااااااااااك .
            و تشجيني حروفك أيضا عزيزتي إيمان و أحب قلمك ..
            و أدبك ..و رقيّك .
            لك مودّتي أيضا و أصدق مشاعري .
            شكرا لك .
            يظن الناس بي خيرا و إنّي
            لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

            تعليق

            • آسيا رحاحليه
              أديب وكاتب
              • 08-09-2009
              • 7182

              #21
              المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء نصير مشاهدة المشاركة
              يا للمفارقة والمفاجئة
              ابنه يخطب ابنة حبيبته
              كم هنا وجدت متعة في السرد واللغة القوية أستاذتي آسيا
              ترى هل يندمل جرح الفراق بعدما وجد حبيبته أمامه من جديد

              رائعة
              تحياتي ليراع يقطر ابداعا

              سررت بمرورك و كلماتك عزيزتي الراقية نجلاء..
              بعض الجراح تندمل و بعضها تنام و لكن توقظها أول هبّة ذكرى .
              شكرا لك .
              محبّتي أختاه .
              يظن الناس بي خيرا و إنّي
              لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

              تعليق

              • آسيا رحاحليه
                أديب وكاتب
                • 08-09-2009
                • 7182

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة أميرة عبد الله مشاهدة المشاركة
                غاليتي آسيا

                قصة رائعة شدتني من بدايتها للنهاية

                لكن حين ذكرت أن الأبن سيخطب

                توقعت أن تكون الوالدة هي الريحانة

                وهنا كانت المفاجأة أنها الأخت التوأم

                بالنسبة لقوة اللغة أو بساطتها

                هذا لا يهمني بل الأهم هو امتلاك

                قلوب القراء ..

                كم يحزنني حينَ يفترق الأحبة

                بسبب جبروت الوالدين ..

                محبتي لك وورودي
                نعم عزيزتي أميرة ..
                نستطيع بلغة بسيطة جميلة أيضا امتلاك قلوب القراء..
                سرّني ان القصة شدّتك .
                محبّتي ..و كل التقدير.
                يظن الناس بي خيرا و إنّي
                لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                تعليق

                • آسيا رحاحليه
                  أديب وكاتب
                  • 08-09-2009
                  • 7182

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة فايزشناني مشاهدة المشاركة
                  إضافة إلى المفارقة جاءت القصة واقعية
                  من منّا لم يزل يتذكّر حبه الأول
                  وفي لحظات خاصة تعتريه مشاعر توقظ فيه ذكريات لن تموت
                  (( في استفتاء : تبين أن نسبة كبيرة من المتزوجين لن يتزوجوا زوجاتهم
                  في حال عاد به الزمن إلى الوراء ))
                  أختي آسيا
                  الماضي يرافقنا ولا يتركنا مطلقاً
                  لكننا نتسلى بما في ايدينا حتى ننساه
                  والخاتمة جيدة حتى نتكهّن بأحداث نتوق لو أنها تحدث معنا
                  أحييك على أعمالك الرائعة دوماً
                  مع كل الود والاحترام
                  أخي العزيز فايز...
                  هل عندك فكرة إذا كان هناك استفتاء للنساء ؟
                  سعيدة جدا أنّ اعمالي تروق لك .
                  شكرا .
                  دمتَ و دام إبداع قلمك .
                  يظن الناس بي خيرا و إنّي
                  لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                  تعليق

                  • الهويمل أبو فهد
                    مستشار أدبي
                    • 22-07-2011
                    • 1475

                    #24
                    ربطة العنق في "الماضي يعود غدا"

                    استجاب القرأ لقصة القصيرة (الماضي يعود غدا/لـ آسيا رحاحليه) استجابة اعجاب وتقدير، وأثنوا على اللغة ودقة التعبير وجمال العبارة، وهي ردود انطباعية أولية لا شك، وإن ألمح بعضها من طرف بعيد إلى موقف ما. لكن جميع الردود كانت إيجابية مفعمة بالإطراء والثناء؛ بل إن بعضها اهتم بالنهاية المفتوحة وحاول إن يكمل القصة التي انتهت ليلا على هاجس عاصفة ستثور حين يعود الماضي غدا.

                    القصة نفسها غاية في البساطة، وموضوعها (كما أشارت بعض الردود) مطروق، لكن عجلة الصدفة في بنيتها وتفاصيلها تهتبلُ احتمالية النسبة المطلقة، فتتحق أمنية ما كان لها أن تتحقق لو اقترض مدى الدهر دهورا إضافية. بل إن بنية العنوان نفسه تكاد تتطابق مع دورة عجلة هذه الصدفة لتجسد مفارقة عودة الماضي غدا. فالماضي أصلا لا يعود ناهيك عن أن يعود من المستقبل.

                    لا أعتقد أن في فن القص صدفا ولربما لا صدف حتى في الحياة الطبيعية. بل لا وجود لصدفة حتى في علاقة "ربطة العنق" بالصدفة المطلقة، على غرابتها ولا منطقيتها، فهي تبقى علاقة تقيد الإطلاق وتجعل الصدفة في طريقها إلى التحقق سواء استيقظ بطلنا غدا وثارت معه العواصف أو عاد إلى طبيعته واستلقى "على الأريكة ، ينفث دخان سيجارته ويراقب حركات" زوجته، التي كم تعجب منها ممثلةً لبنات جنسها:

                    "يا الله ! كائن عجيب هي المرأة"!

                    هذا العجب والتعجب يأتي بعد ربطة العنق وحب بطلنا الأناقةَ ودور الزوجة في أهمية ربطة العنق وقبل أن يعترف أنه نادرا ما صرح بمدحها وهو مستلق على أريكته متعجبا من مهارتها وأنها من يبعث الروح في البيت،لكن التعجب يأتي قبل أن يقابل نفسه في المرآة التي تكشف له هشاشة أناقته، إذ تألم لاكتشافه امتداد "كرشه" أمامه واختراق الشيب مفرق رأسه.

                    وقبل الانتقال إلى ربطة العنق، لعلي أشير سريعا إلى أن قوة القصة لا تكمن في حبكتها، فهيكل القصة العام بسيط: رجل مضى به العمر يستعيد باستمرار ماض أدبر قبل زمن ليس بالقصير (مسكون بهاجس ذكرى حب قتلته قيود اجتماعية خانقة)، متزوج من زوجة مطيعة أنجبت له ولدا سيتزوج قريبا جدا، بل إن الأسرة السعيدة الآن في هذه اللحظة تستعد لزيارتها الأولى لأهل خطيبة الأبن، وتبتدء القصة مع "ربطة عنق" الأب الذي لا يجيد ربطها ويعتمد في ذلك على مهارة زوجته. ومن الصدف المطروقة أن خطيبة الأبن هي ابنة شقيقة "ريحانة" حبيبة الأب الأولى فيشاهد الأب صورة الحب القديم بعد أن أدهشه شبه أم الخطيبة لأنها، كما تكشف الأمر سريعا، الشقيقة التؤام، لتخبرهم أيضا أن "ريحانة ستعود" غدا من باريس، وتنتهزها فرصة لتدعوهم إلى وجبة عشاء الغد. وتنتهي القصة في ساعة متأخرة من تلك الليلة الشتوية قبل صباح الغد وما قد يثيره ذاك اللقاء من عواصف؛ انتهت القصة رغم إن البطل قبل تحققه من وجود حبيبته في هذا الكون الواسع كان يتمنى لو يراها مرة واحدة حتى لو كانت خلسة.

                    وهكذا شاء القدر (الصدفة؟) أن يفقد حبيبته مرتين: الأولى حين رفض والده اقترانهما لأسباب اجتماعية طبقية؛ والثانية حين أغلقت عليه آسيا رحاحليه باب غرفته وحيدا في بيته وقفلت القصة قبل الصباح، وكأنها شهرزاد حين لاح الصباح سكتت عن الكلام المباح. وهكذا ظل عاشقنا حبيس قيدين: قيد الأعراف الاجتماعية وقيد أعراف القص والسرد.

                    والقصة كلها تدور في زمن قصير بين مساء مبكر وليلته المتأخرة، لكن هذا الزمن على قصره مليء بالأحداث الآنية والأحداث الماضية التي تعود إلى فترة شباب الأب، وإلى فترة والده. فهي احداث تربط الماضي بالحاضر، ومع نهايتها تستشرف المستقبل الذي (على النقيض مما يوحي به العنوان) لا يأتي "غدا" لأن القصة بكل بساطة تنتهي قبل صباح الغد وكأنها لا ترغب في كشف المستقبل وما ينطوي عليه، أو كأنها تستقي الفوائد والاهتداء من قول دريد:

                    ((أمرتهم أمري بمنعرج اللوى*** فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد))

                    وسواء أ امتثلت القصة لمثل هذا القول أم امتثلت للحقيقة المطلقة منطيقيا (الماضي لا يأتي من المستقبل)، فإن القصة انتهت وفي النفس شيء من "حتى" كما روي عن نحوي مشهور لعله الفراء. لكن هل تستحق القصة كل هذه المقدمة المطولة؟ والجواب برأيي "نعم"، فهي بنيت بفنية عاليه نسجت من "ربطة العنق" رمزا مشحونا (أو لعلها بنت حول ربطة العنق احد النماذج العليا حسب تعريفها عند الناقد الكندي نورثرب فراي) ربط القصة فنيا وموضوعيا (من موضوعة أو تيمة)، رغم أن الكثيرين مروا مرور الكرام على هذه الربطة، التي لا تقبل بأقل من "العنق" موقعا، ولا تقبل بغير عنق الرجل والأب والزوج، والذي لا يقبل هو نفسه أن يربطها له غير "الآخر" الأنثى، ويقبل على مضض لكن لا غنى له لا عن هذا "الغل" في عنقه ولا عن ربط الزوجة. هكذا تبدأ القصة:
                    --"آهٍ لو ألتقيه يوما هذا الذي اخترع الربطة .. سألفّها حول عنقه و أشنقه بها , بيديّ هاتين"
                    يفكّر ساخطا: يعيد المحاولة. دون جدوى. . مائلة إلى اليسار الآن.

                    لم يحب ربطة العنق أبدا رغم حبّه للأناقة ... يعتقد أنّ من ابتكرها شخصٌ مختل كان في حقيقة الأمر ينوي الإنتحار.

                    --كأنْ لا تكفي هاتهالأربطة حول حياتنا و حرّياتنا ! ' .
                    يستنجد بزوجته ، و بأناملها الطويلة النحيلة التي تزينها خواتم ذهبية لامعة ، تنهي الأمر بكل سهولة، و في لمح البصر.

                    -- شكرا لك .." !
                    هذا المشهد القريب جدا (زووم) يتخلله تأكيده الكره لهذا القيد لكنه أيضا مُكره على قبولة، ولابد للأنثى أن تعينه على احتمال هذا العبء بل إنه لا يكتفي بتوعده شبه الهازل لمن اخترع هذه القطعة الصغيرة التي تقتضيها "الأناقة" التي يحبها، يتوعده بالشنق ويشير صراحة إلى الموت والانتحار. هذه القطعة "الحريرية" تغل العنق وتنضاف قيدا إلى قيود أخرى تكبل حياتنا وحرياتنا. ورغم كرهه القيود كلها الصعبة والبسيطة، إلا أنه ملزم بوضع هذا القيد الإضافي في عنقه (رغم سهولة الاستغناء عنه)؛ هذا حقا تجسيد ملموس لـ"شر لابد منه"! وهذا الربط الرابط يأتي في بداية القصة. فهل ثمة روابط أو قيود أخرى؟

                    القصة في بنيتها توحي بأن هذه الربطة (وهي ربطة عنق/ربطة قد تكون قاتلة او مصدر أناقة في العنق) تتناسخ وتنمو حتى تتفاعل مع دوائر ربط وقيود كبرى (لم يذكرها) واقتصر على ما تكشفه القصة نفسها. ومنها روابط العلاقات الغرامية، وقيود الأب بأبنة، وعلاقة الفرد بالمجتمع، وروابط أسرية بين الزوج وزوجه، والأهم علاقة الرجل بالأنثى.

                    هذه الروابط تتبدى على طول القصة وعرضها، وتتبع نفس العلاقة التي تربطه بربطة عنقه، فهو يحبها كلها "بألم" وبكراهية، مفارقة لا تقل غرابة عن عنوان القصة نفسه، التي بدورها تستقبل ماضيها غدا، وتسقبلة متأرجحة بين المحبة والشوق من جهة والخوف والوجل (في آخر الليل وحيدا) من جهة ثانية. ولسوف أركز على مسار ربطة العنق وحدها (وأشير عرضا للقيود الأخرى)

                    إن ما يشحن ربطة العنق بالدالة هو قربها من الأنثى، واستجابة البطل لهما بالطريقة نفسها: الربطة مهمة لما يحبه من الأناقة ويكرهها لأنها قيد إضافي على ما يكبل حريته؛ ولعل الزوجة هي القيد المكبل أصلا والأهم ولذلك هي الحاذقة الماهرة في ربطها ربطة عنق "زوجها" وتبقى هذه الربطة قريبة جدا من الزوجة، خاصة عندما يلتقي بربطة عنقه في المرآة. فالمرآة ليست قريبة لفظا وحسب من المرأة، بل إن زوجته تأتي إليه في هذا المشهد المرآوي لتؤكد له ما أكدته المرآه، لا أناقة كاملة كما كان، بل بدأ مرحلة الشيخوخة. وهكذا ابتدأ:

                    مرّر راحة يده اليسرى على الربطة الحريرية البراقة . طاف على شفتيه شبح ابتسامة سرعان ما تبخرت عندما ارتطمت يده بكرشه البارزة .
                    تعكس له المرآة صورة أقرب إلى المثالية لولا هذه الكرش
                    ثم تعجب ثانية
                    "كنت أفكر كيف كبرنا بسرعة وأصبحنا عجائز ... ابننا سيتزوج ... تصوري"!
                    وأمام المرآة هنا تنفصل عنه ضاحكة تلك المرأة/الزوجة المطيعة إلتي تقف إلى جانبه، ليبقى وحيدا:
                    --أنت العجوز . أنا مازلت شابة !

                    و تطلق ضحكة عالية..
                    ورغم الضحك ورغم المناسبة السعيدة ورغم التأنق والبيت الذي يعتبر سعيدا بكل المقاييس إلا أن البطل يظل مهموما لندرك أن المرأة وحدها خلف هذا الحزن، فهي تتكشف مع ربطة عنقه بعد أن مرر عليها يده اليسرى التي اصطدمت بكرشه، فالمناسبة أصلا مناسبة مشروع زواج الأبن، والهم الذي يلازم الأب سببه مشروع زواج حال دونه قيد اجتماعي، وزواجه الحالي (من هذه الزوجة المطيعة الولود) نتيجة قيد اجتماعي آخر أيضا (فهي ابنة صديق أبيه) ومن طبقة مقبولة اجتماعيا لا تعيب والده بين أصحابه كما ستكون الحال لو مضى الأبن وتزوج من حبيبته الأولى.

                    ولو دققننا النظر وتتبعنا القصة لوجدناها صندوق العجائب: تتفتح تلك الصناديق من زواج إلى زواج إلى فشل زواج إلى مشروع زواج (تتفتح لتخرج الأنثى أو تعود من الماضي أو من باريس). فما علاقة مثل هذه الأمور المهمة بربطة عنق لا يجيد ربطها أبو؟ العلاقة في نظري أن المرأة/الزوجة هي "ربطة العنق"، هي الغل الذي سيضعه كل رجل في عنقة. والمأثور عن أم الخليفة الاموي معاوية بن أبي سفيان هند بنت عتبة قولها: "المرأة غل ولابد للعنق منه فانظر من تضعه في عنقك" وصاحبنا البطل لم ينظر لما سيضعه في عنقه من "غل" بل ترك الأمر لغيره؛ من هنا كانت أهمية ربطة العنق وأهمية فشله في ربطها مقابل مهارة زوجته في أحكام ربطها، وحكمة القاصة في إغلاق باب غرفته عليه في آواخر ليلة شتوية، واسدال الستار على قصته قبل الصباح، قبل أن يعود الماضي غدا
                    التعديل الأخير تم بواسطة الهويمل أبو فهد; الساعة 01-12-2011, 15:42.

                    تعليق

                    • آسيا رحاحليه
                      أديب وكاتب
                      • 08-09-2009
                      • 7182

                      #25
                      الأخ العزيز الهويمل أبو فهد..
                      أكون كاذبة لو أقول لك أنني في لحظة الكتابة كنت واعية بكل هذا التفصيل و التحليل الذي تفضّلت به و رمزية ربطة العنق تحديدا ..كدلالة على الغل و القيد ..و تذكّرت الآن التعبير بالفرنسية الذي يقول " se mettre la corde au cou " كناية عن الزواج / وضع الحبل في العنق /
                      لكن هذا الأمر اتّضح لي الآن و أنا أقرأ تحليلك الرائع ، فكأنّما أنت سيدي تضعني أمام نصّي للمرّة الأولى أو كأنّك تكشف لي عن خباياه ..و يثبت لي مرّة أخرى و بما لا يدعو للشك و من خلال قراءتك أهمية القاريء و علاقته بالنص و دوره كطرف هام في العملية الإبداعية .
                      يقول الأستاذ الدكتور عبدالكريم بكار في كتابه (القراءة المثمرة): ” إن النص الجيد هو النص الذي يشتمل على فراغات معرفية وملء هذه الفراغات من الآن فصاعداً صار من مهمة القارئ الجيد وحين يشرع القارئ في سدها تبدأ رحلة التواصل بينه وبين الكاتب”...
                      لم أسق هذا الكلام لأصف نصي بالجودة أو اشير إلى المعرفية و إنّما اعجبتني فيه الإشارة إلى مهمة القاريء الجيد و فكرة التواصل و أعتقد أن هذا التواصل بيني ككتاب و بينك سيدي كقاريء ، أستشعرته بقوة و عمق من خلال ما قرأته لك هنا .
                      هذا و سأعود .
                      يظن الناس بي خيرا و إنّي
                      لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                      تعليق

                      • الهويمل أبو فهد
                        مستشار أدبي
                        • 22-07-2011
                        • 1475

                        #26
                        المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                        الأخ العزيز الهويمل أبو فهد..
                        أكون كاذبة لو أقول لك أنني في لحظة الكتابة كنت واعية بكل هذا التفصيل و التحليل الذي تفضّلت به و رمزية ربطة العنق تحديدا ..كدلالة على الغل و القيد ..و تذكّرت الآن التعبير بالفرنسية الذي يقول " se mettre la corde au cou " كناية عن الزواج / وضع الحبل في العنق /


                        القاصة الرائعة آسيا رحاحليه: لست كاذبة، ولا يوجد كاتب نص يستطيع التحكم بمن سيستقبل نصه من قراء أو قراءت. والنماذج العليا (Archetypes) مبنية على ما يسميه كارك يونغ (عالم النفس السويسري) الوعي الجمعي وليس للفرد (أنا أو انت أو أي شخص فرد) أن يعيه أو أن "يقصد" الكتابة ضمنه. كانت قراءتي ستطول، لكنني قررت أن اختصرها. فقط أحببت أن أقول لك أن هذا النص من النصوص الجادة رغم قصره وبساطته وانسيابيته (ولك أن تحملي رأيي هذا على محمل الجد *المهني*). فأنت تمتلكين كل أدوات ووسائل النجاح واسلوبك في القص نادر مميز، ولعلي ليس أول من يقول لك ذلك، لكن لعلني من أوائل من خصك بقراءة شبه رسمية؛ كان الأستاذ علواش بطبيعة الحال سباقا لتقديم قراءة نافذه لمجوعة من قصصك (وما ظننت أنني سأكتب عن نصوصك بعد خريف الوهم الجميل لكنني لم استطع تجاوز "الماضي يعود غدا").

                        لسوء الحظ أنني لا أعرف أعمال الدكتور بكار لكن من وصفك لطرحه يبدو أنه يرى ما يراه فولفغانغ آيزر (Iser).


                        تمنياتي لك بالنجاح المستمر.


                        تعليق

                        • البكري المصطفى
                          المصطفى البكري
                          • 30-10-2008
                          • 859

                          #27
                          الكاتبة المقتدرة أسيا رحاحليه تحيتي العطرة :
                          أثار النص إعجابي لبراعة السرد ؛ وجمال تصوير المشاهد الأليمة بلغة شعرية ومجازية كثيفة الدلالة.... حقيقة الماضي يسكننا شئنا أم أبينا ؛ لكن لا ينبغي أن يعبث بأفكارنا وأحلامنا .
                          أجدد لك التحية والتقدير .

                          تعليق

                          • عائده محمد نادر
                            عضو الملتقى
                            • 18-10-2008
                            • 12843

                            #28
                            الغالية آسيا رحاحلية
                            نص جميل
                            سرد طال
                            نعم آسيا صديقتي طال منك مع الأسف
                            كان سييكون الأروع لو أنك كثفته أكثر
                            لكنه مع ذلك آسر بتلك التفاصيل
                            أحببت زوجته لأنها ضحوكة وتشعر أنها مازالت شابة وهذا يدعو للسؤال
                            لم لم ينتبه لها وظل موقفه منها باردا
                            هل لأن الأهل اختاروها
                            النص يبحث في دواخلنا ويجبرنا على السؤال
                            سعيدة بك آسيا لأنك تثيرين شهيتي
                            ودي ومحبتي لك
                            الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                            تعليق

                            • آسيا رحاحليه
                              أديب وكاتب
                              • 08-09-2009
                              • 7182

                              #29
                              المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة


                              القاصة الرائعة آسيا رحاحليه: لست كاذبة، ولا يوجد كاتب نص يستطيع التحكم بمن سيستقبل نصه من قراء أو قراءت. والنماذج العليا (Archetypes) مبنية على ما يسميه كارك يونغ (عالم النفس السويسري) الوعي الجمعي وليس للفرد (أنا أو انت أو أي شخص فرد) أن يعيه أو أن "يقصد" الكتابة ضمنه. كانت قراءتي ستطول، لكنني قررت أن اختصرها. فقط أحببت أن أقول لك أن هذا النص من النصوص الجادة رغم قصره وبساطته وانسيابيته (ولك أن تحملي رأيي هذا على محمل الجد *المهني*). فأنت تمتلكين كل أدوات ووسائل النجاح واسلوبك في القص نادر مميز، ولعلي ليس أول من يقول لك ذلك، لكن لعلني من أوائل من خصك بقراءة شبه رسمية؛ كان الأستاذ علواش بطبيعة الحال سباقا لتقديم قراءة نافذه لمجوعة من قصصك (وما ظننت أنني سأكتب عن نصوصك بعد خريف الوهم الجميل لكنني لم استطع تجاوز "الماضي يعود غدا").

                              لسوء الحظ أنني لا أعرف أعمال الدكتور بكار لكن من وصفك لطرحه يبدو أنه يرى ما يراه فولفغانغ آيزر (Iser).


                              تمنياتي لك بالنجاح المستمر.



                              نعم اخي العزيز ..
                              كان الأستاذ علواش قد أكرمني بالإلتفات الجاد لبعض نصوص مجموعتي الاولى و كذلك فعل إخوة مبدعون نقاد آخرون ..
                              و هذا يملأني بالفخر و يدفعني إلى الأمام ..فالنصوص لا معنى لها دون القراء و النقاد و غير صحيح أنّ الكاتب يكتب لنفسه و لا يهمّه من يقرأ ..و قد سبق و قلت هذا في حوار لي مع أحد الإخوة الادباء .
                              القاريء كما قلت طرف مهم و القاريء الناقد أهم ..و اعذرني سيدي لو أني أبخستك حقّك إذ ربما أنت ناقد حاذق متمكّن و قد فهمت هذا من سياق كلمة " المهني " التي جاءت في ردّك.
                              شهادتك أعتز بها و التفاتك لنصوصي من دواعي سعادتي ..ممتنّة أنا لك كثيرا .
                              و سأعود بعد ان أردّ على الإخوة الزملاء لأضيف شيئا بخصوص تعليقك .
                              شكرا لك من كل قلبي .
                              مودّتي و تقديري .
                              يظن الناس بي خيرا و إنّي
                              لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                              تعليق

                              • آسيا رحاحليه
                                أديب وكاتب
                                • 08-09-2009
                                • 7182

                                #30
                                المشاركة الأصلية بواسطة البكري المصطفى مشاهدة المشاركة
                                الكاتبة المقتدرة أسيا رحاحليه تحيتي العطرة :
                                أثار النص إعجابي لبراعة السرد ؛ وجمال تصوير المشاهد الأليمة بلغة شعرية ومجازية كثيفة الدلالة.... حقيقة الماضي يسكننا شئنا أم أبينا ؛ لكن لا ينبغي أن يعبث بأفكارنا وأحلامنا .
                                أجدد لك التحية والتقدير .
                                سررت بك و بكلماتك أخي الكريم مصطفى البكري .
                                شرّفت صفحتي و سعيدة أنّ النص راق لك .
                                تحيّة و احترام .
                                يظن الناس بي خيرا و إنّي
                                لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                                تعليق

                                يعمل...
                                X