الماضي يعود غداً ... / آسيا رحاحليه /

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • آسيا رحاحليه
    أديب وكاتب
    • 08-09-2009
    • 7182

    #46
    المشاركة الأصلية بواسطة القدميري مشاهدة المشاركة
    رائع استادة آسيا...أسلوبك في السرد ممتاز، إنتقائك للمصطلحات اللغوية هائل..مضمون القصة يؤكد ان كاتبتها ذات حس مرهف، وخيال رحب غني بالحب و الحنان. وفقك الله في مسيرتك الابداعية.
    الأخ الفاضل القدميري..
    كلماتك هذه جعلتني أشعر بالفخر و السعادة .
    شكرا على دعواتك .
    تحياتي و خالص الود .
    يظن الناس بي خيرا و إنّي
    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

    تعليق

    • بدره عبد المالك
      أديب وكاتب
      • 04-11-2011
      • 139

      #47
      تحية خاصة الى الافاصل والفضليات المشرفين على ملتقى القصة
      أولا أشكر من اقدم على حذف تعليقي،مادام الصدر لا يتسع للنقد،ويفتح الافاق للاطراءفقط، فنحن أهل أدب ،وان لم نكن مبدعين فنحن قراء.
      ان مصادرة حق القارئ الذي أوجد العمل الابداعي له بالاساس ،هو أمريشكل بداية حقيقية لمرحلة انبعاث جيل يكتب ويقرأ لنفسه، وقد أرختم لهذا الجيل.
      لم اقل اكثر من ان الابداع يقتله الاطراء ويخلده النقد.فهل هذا كلام يسيئ الى النص.؟
      شكرا لكم .لكو ودي وتقديري.
      لا ذنب لي ان كان من غيري قصور تفسير في مذاهب الكلم ودلالته رغم أني أكتب على وجه واحد من الورقة.

      لكم ودي وتقديري

      تعليق

      • آسيا رحاحليه
        أديب وكاتب
        • 08-09-2009
        • 7182

        #48
        المشاركة الأصلية بواسطة بدره عبد المالك مشاهدة المشاركة
        تحية خاصة الى الافاصل والفضليات المشرفين على ملتقى القصة
        أولا أشكر من اقدم على حذف تعليقي،مادام الصدر لا يتسع للنقد،ويفتح الافاق للاطراءفقط، فنحن أهل أدب ،وان لم نكن مبدعين فنحن قراء.
        ان مصادرة حق القارئ الذي أوجد العمل الابداعي له بالاساس ،هو أمريشكل بداية حقيقية لمرحلة انبعاث جيل يكتب ويقرأ لنفسه، وقد أرختم لهذا الجيل.
        لم اقل اكثر من ان الابداع يقتله الاطراء ويخلده النقد.فهل هذا كلام يسيئ الى النص.؟
        شكرا لكم .لكو ودي وتقديري.
        لا ذنب لي ان كان من غيري قصور تفسير في مذاهب الكلم ودلالته رغم أني أكتب على وجه واحد من الورقة.

        لكم ودي وتقديري
        أخي العزيز عبد المالك...
        صباحك خيرو سرور إن شاء الله .
        و الله تفاجأت بكلماتك هذه ..و ليست لدي أدنى فكرة عن تعليقك الذي صودر.
        أين و متى و من صادر حقّك كقاريء ؟
        حقيقة لا أفهم .
        و لا أدري من تقصد ب / تم / هنا : وقد أرختم لهذا الجيل..
        أنت قلت رأيك و أنا سررت به جدا و احترمت وجة نظرك كما هو شأني دائما مع كل القراء و المبدعين..
        و رديت عليك بكل صدر رحب فعلا..و حقا .
        لعلمك أنا رفضت أكثر من مرّة لقب شاعرة و أديبة وووو...
        و أعتبرني على أوّل الطريق ..فقط .
        الحوار و النقاش حول النصوص أخي هو ما يغني فكر الكاتب و يوسّع مداركه لكي يبدع أكثر.
        و اعلم أيضا أخي اني لا أستعمل صلاحيات الحذف و لا اعرف حتى كيف أستعملها هههه
        و أني لست مشرفة على قسم القصة و إنما على قسم اللغة العربية و هو إشراف شرّفني به استاذي الكبير محمد فهمي يوسف
        و أنا مقصّرة فيه كل التقصير .
        نعم...أنا معك الإبداع يخلّده النقد ..لكني لا اعتقد انّ الإطراء يقتله إذا كان إطراء صادقا و ليس مجاملة فارغة..
        و بصراحة ..أثق في من يمرّون بنصوصي و لا اعتقد انهم يصلون إلى حدّ رمي الورود على نصي و مجاملتي إذا كل
        النص لا يستحق ذلك أبدا .

        أنا أيضا اكتب على وجه واحد من الورقة و...بقلم واحد أيضا .
        تحيّتي و تقديري.
        يظن الناس بي خيرا و إنّي
        لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

        تعليق

        • خالد يوسف أبو طماعه
          أديب وكاتب
          • 23-05-2010
          • 718

          #49
          الأستاذة القديرة / آسيا رحاحليه
          نص جد رائع ومذهل وربما الغوص في في ثنايا الذكرة المتخمة بالآلام والفجيعة من الحرمان هما ما يؤرقان المرء عندما يكون بين أن يختار رضا الأهل .. الوالدين ... أو غضبهما ... وهنا تكون الفاجعة والخذلان منهما ، وكما سمعنا في المثل الذي لا يزال قائما بيننا لهذه اللحظة ( جبل على جبل لا يلتقي وابن أمد على بني أدم يلتقيان ) هي الٌدار والنصيب إذا ولا تزال هذه المشاكل قائمة في مجتمعاتنا وتلك الفوارق الاجتماعية وهذا من الجهل المتأصل في تلك العقليات، نص اجتماعي جميل رغم طوله وفي هذا الطول يكمن إبداع القاص من تمكنه من أدواته في السرد والحبكة وجلر المتلقي لاهثا وراء كلماته وحروفه ولغته الجميلة .
          أستاذة / آسيا
          نص جميل ومفعم بمعان كثيرة من الحزن والفرح والنشوة
          استمتعت هنا بهذا النص الأدبي الجميل
          تحياتي الخالصة
          sigpicلن نساوم حتى آخر قطرة دم فينا

          تعليق

          • إيمان الدرع
            نائب ملتقى القصة
            • 09-02-2010
            • 3576

            #50
            المشاركة الأصلية بواسطة بدره عبد المالك مشاهدة المشاركة
            تحية خاصة الى الافاصل والفضليات المشرفين على ملتقى القصة
            أولا أشكر من اقدم على حذف تعليقي،مادام الصدر لا يتسع للنقد،ويفتح الافاق للاطراءفقط، فنحن أهل أدب ،وان لم نكن مبدعين فنحن قراء.
            ان مصادرة حق القارئ الذي أوجد العمل الابداعي له بالاساس ،هو أمريشكل بداية حقيقية لمرحلة انبعاث جيل يكتب ويقرأ لنفسه، وقد أرختم لهذا الجيل.
            لم اقل اكثر من ان الابداع يقتله الاطراء ويخلده النقد.فهل هذا كلام يسيئ الى النص.؟
            شكرا لكم .لكو ودي وتقديري.
            لا ذنب لي ان كان من غيري قصور تفسير في مذاهب الكلم ودلالته رغم أني أكتب على وجه واحد من الورقة.

            لكم ودي وتقديري
            الزميل والأخ : أستاذ عبد القادر :
            لست أدري عن أي حذفٍ تعنيه في مداخلتك ..
            عدتُ لجميع المشاركات ، ولم أجد أيّ أثرٍ لهذا الحذف الذي تحدّثت عنه ..
            أيّ حذفٍ ..إذا كان المقتبس في ردّ زميلتي المبدعة آسيا هو ذاته المثبتْ في مداخلتك ..؟؟؟!!!
            لم أجد مبرّراً لشحن الموقف ، وإلباسه ما لم يلزم ..
            نحن هنا لنتشاور ، نتحاور ، نتبادل الخبرات ، والثقافات بروح الأسرة الواحدة ، التي تشدّ أزر بعضها، في زمن صقيع واغتراب القلم.
            فلا نحن نحتاج هذا الحذف ونسعى إليه ..
            ولا الأخت الحبيبة آسيا ..تحتاج هذا الإطراء ، وتهرول إليه ..وتتوارى بإصبعها خوفاً من النقد
            لأنها قطعتْ شوطاً كبيراً في درب الأدب ـــ رغم تواضعها ـــ وتكتب بقلمٍ واثقٍ جميلٍ، يدلّ على موهبةٍ متأصّلة بها.
            وقامت باستضافتها ، وإجراء الحوارات الأدبيّة معها معظم المنتديات ، والصحف ، والمجلّات
            وسعى الكتّاب إلى نصوصها نقداً ، وتحليلا ، وتقديماً ، وإطراء بعين إعجابٍ لا تخفى ..
            إضافة لحسن تعاملها ، وتهذيب حوارها ،ولطف معشرها .
            بصراحة أخي الفاضل بدره ...
            لم أجد مبرّراً لهذه النبرة المستعلية التي تتعامل بها ..
            فما من داعٍ لها هنا وأنت بيننا موضع احترام وتقدير ولا أحد ينكر عليك نقدك الهادف ..وكلنا آذان صاغية..
            وأهلاً بك وبكلّ ما تقدّمه إلينا من خبراتٍ لا غنى لنا عنها ...مهما مضينا في دروب الأدب قدماً ..
            شكراً ...لك ..وحيّااااااااااااك .

            تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

            تعليق

            • آسيا رحاحليه
              أديب وكاتب
              • 08-09-2009
              • 7182

              #51
              إيمان..
              الأخت و الزميلة الرائعة الراقية ..
              شكرا لك ..
              هذا من حسن ظنّك بي .
              و لعلّ للأخ عبد المالك عذرٌ ما .
              تقبّلي كل الحب و التقدير مني ..
              و أصدق أمنياتي لك بالصحة و السعادة .
              يظن الناس بي خيرا و إنّي
              لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

              تعليق

              • مباركة بشير أحمد
                أديبة وكاتبة
                • 17-03-2011
                • 2034

                #52
                ألا ليت قلمك الآسر ما توقف باصه عند محطة ،ولا فتح لتوقعاتنا نحن القراء الكسالى نافذة نبرم على حافتها صفقة مع الخيال . لكنها البراعة عندما يحترفها كبار الأدباء .فماذا عسانا نقول ؟؟ سلمت يا آسيا ،وسلم القلم والوجدان .
                تحياتي ممزوجة بعطر الياسمين يا رااائعة.

                تعليق

                • أمل ابراهيم
                  أديبة
                  • 12-12-2009
                  • 867

                  #53
                  المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                  الماضي يعود غدا...




                  " آهٍ لو ألتقيه يوما هذا الذي اخترع الربطة .. سألفّها حول عنقه و أشنقه بها , بيديّ هاتين ! "


                  يفكّر ساخطا . يعيد المحاولة . دون جدوى . مائلة إلى اليسار الآن .


                  لم يحب ربطة العنق أبدا رغم حبّه للأناقة ... يعتقد أنّ من ابتكرها شخصٌ مختل كان في حقيقة الأمر ينوي الإنتحار.


                  ' كأنْ لا تكفي هاته الأربطة حول حياتنا و حرّياتنا ! ' .


                  يستنجد بزوجته ، و بأصابعها الطويلة النحيلة التي تزينها خواتم ذهبية لامعة , تنهي الأمر بكل سهولة , و في لمح البصر .


                  - شكرا لك ..


                  " يا الله ! كائن عجيب هي المرأة ! "


                  لم يكن عبد الرحيم يبدي ذلك دائما و لكنه يعترف لزوجته بالقدرة و المهارة . و كثيرا ما حدّث نفسه و هو مستلق على الأريكة , ينفث دخان سيجارته و يراقب حركاتها و هي تدب في البيت , تروح و تجيء في أرجاء عالمها الوحيد , تبعث فيه من روحها , تنظّف هنا , و ترتّب هناك , ملمّة بكل كبيرة و صغيرة , حاملة همّ كل شيء.." يا للمرأة ! كم تدهشني قدرتها العجيبة على الاضطلاع باحتياجاتها هي كأنثى و باحتياجاتنا نحن الرجال أيضا ! . لا أدري ماذا كنا نفعل لولا وجودها في حياتنا ."


                  يقف أمام المرآة يتأكد من أناقته , يحاول التغلب على شعور غامض من التوجس و القلق يزحف فوق صدره .


                  ربما لأن هذا اليوم من الأيام الهامة في حياة عائلته الصغيرة .


                  " لا أصدق أنّك كبرت بهذه السرعة يا ابني ؟ لازلت أراك طفلا يمرح و يملأ البيت صخبا و حياةً . "


                  مرّر راحة يده اليسرى على الربطة الحريرية البراقة . طاف على شفتيه شبح ابتسامة سرعان ما تبخرت عندما ارتطمت يده بكرشه البارزة .


                  تعكس له المرآة صورة أقرب إلى المثالية لولا هذه الكرش .


                  لقد تقبّل على مضض غزو البياض لمفرقيه و وسط رأسه محاولا إقناع نفسه بأن الشيب مرادف للوقار , و لكنه يجد حرجا كبيرا في تحمّل مظهر كرشه .


                  " أمران يفضحان عمر الرجل منا يا صاحبي , مهما حاولنا إخفاءه...الصلع و الكرش البارزة ."


                  كما يحلو لأصدقائه التندّر به .


                  كان عبد الرحيم دائما رجلا أنيقا , وسيما , جميل الملامح , متناسق الجسم , عريض الصدر , مفتول العضلات , كثيف شعر الحاجبين و لكن في غير بشاعة . أيام الجامعة كان الرّفاق يترجّوه ألا يظهر معهم حين يتعلق الأمر بغزو قلوب الفتيات , لأنّه يستحوذ على اهتمامهن و يخطف عقولهن بخفة دمه و لباقة حديثه و سحر ابتسامته .


                  تلك أيام ولّت و لن تعود .


                  والحق أنه اليوم ، في نظر الجميع ، رجل سعيد . أليست السعادة منزل و ولد و وظيفة و زوجة مطيعة ؟


                  لكن لا أحد يدري مرارة تلك اللحظات حين ينتابه الإحساس بأنّ الحياة نسيته معلّقا بأهدابها الفاتنة... ذلك المساء ، و أنه لا يعيش حقا و إنما يأكل و يشرب و ينام و يراقب قافلة أيامه تمر متباطئة متخاذلة ، خائرة ... ينتابه الضجر من الإستقرار ، تخنقه رتابة الزمن ، و يحلم بأن تتعثّر خطاه بحدث ما ، أيّ حدث ، ينتشله من مستنقع الروتين و الملل و يمحو قتامة الأمسيات التي يقضيها بين المقهى و شرفة البيت .


                  آهٍ ...يا حبيبة العمر كم هي أيامي في غيابك تافهة و سخيفة و بلا إيقاع !


                  يتصوّر الحياة مختلفة تماما... رحلةً مثيرة ، ساحرة ...نهارات مشرقة معشوشبة بالفرح ، و ليالٍ دافئة مطرّزة بالحب و النشوة ... لو... أنها معه , لو لم يحرمه والده منها و يقف في طريق سعادته .


                  يطيل النظر في المرآة كأنما يدقّق في ماضيه البعيد ... يحس باللوعة و الأسى و تغرورق عيناه بالدمع .


                  يعتصر الهمّ قلبه .


                  " ريحانة " ... حبّه الأول و الأخير , أحلامه , فرحة القلب الوحيدة , أغنية الروح الخالدة ..النوتة التي لا تستقيم بدونها سمفونية الوجود و لا يكتمل بسواها اللحن ...الدرّة التي فاز بها و اختارته و فضّلته على كل الخطّاب و المعجبين .


                  حب العمر الذي ضاع مع الريح يوم تحطّمت آماله عند قدمي والده .


                  و يطلّ عليه السؤال مرّة أخرى ... ترى على أي شاطئ رست بها الأيام ؟


                  و هل أمر بخاطرها أم أنني نسيًا منسيَا ؟


                  لم يستطع نسيانها أبدا ، ظل يتمنى لو يلتقيها مرّة ، و لو صدفة ، أن يلمحها و لو من بعيد .


                  كم هدّه الشوق و راوده الحنين لنظرة منها تزرع يباب روحه بالنور و الخضرة و لكنه لم يرها ، منذ تلك الأمسية ...يوم كان جبانا ، ضعيفا ، خائر الإرادة حتى أنه لم يجد الشجاعة لإخبارها برفض والده فاكتفى برسالة وضعها في كفّها قبل أن يغادر كسير القلب ممزّق الروح ، مؤكّدا لها أنها تستحق رجلا أفضل منه .


                  يكتم آهة حزينة و تغشى سحنته سحابة حزن .


                  كلمات والده تتردد في رأسه , بل يكاد يراه الآن ، واقفا في عتبة البيت يلوّح بعصاه الخيزرانية الغليظة , عيناه جاحظتان ترسلان شررا و وجهه بؤرة غضب .


                  صوته يجلجل , يصل إلى مسامع الجيران و الرذاذ يتطاير من شدقيه .


                  - مستحيل أن أوافق على زواجك منها ..عائلتها لا تناسبنا . هل تريدني أن أصبح أضحوكة أصحابي و معارفي ؟


                  كل الوسائل فشلت أمام غلظة قلبه ...لم ينفع تدخل أعمامه , و لا دموع والدته تتوسل إليه أن يرأف بابنه الوحيد و يوافق على من اختارها قلبه .


                  لا فائدة ..والده لا يلين .

                  كيف يزوّج ابنه الوحيد و وريثه من فتاة عادية والدها رجل فقير لا يملك مالا و لا جاها ؟

                  و يأتي القرار كحد المقصلة :


                  - لست ابني و لا أعرفك و غير راضٍ عنك إلى يوم القيامة لو تزوجتها !


                  - ما بك ؟ هل هذه سحنة أب سيتعرّف اليوم على عروس ابنه ؟


                  يفيق من شروده ، يفتعل الابتسام :


                  - أبدا .. كنت ...كنت أفكّر كيف كبرنا بسرعة و أصبحنا عجائز . ابننا سيتزوّج ..تصوّري !


                  - أنت العجوز . أنا مازلت شابة !


                  و تطلق ضحكة عالية ..


                  كان مساءً شتوياً باردا ينذرُ بكل أسباب التعاسة حين أخبرته والدته أن والده عثر له على الفتاة المناسبة . ابنة أحد أصدقائه الأثرياء ..من عائلة عريقة ، مقبولة الشكل ، و على قدر من التعليم .


                  لم يستطع إلا الإذعان و الرضوخ لإرادة والده . و كان الزواج الذي استمر لسنوات على نفس واحد و وتيرة واحدة ، الفتاة هادئة مطيعة و ربة بيت و فوق ذلك أنجبت له الولد .


                  دخل الإبن يستعجلهم و قد جلب باقة ورد جميل و علبة كعك .


                  فغر فاه دهشة ..


                  - أمي .. ما كل هذا التأنّق ؟


                  - يا ابني الانطباع الأول مهم جدا .


                  - أخبرتكم أنها من عائلة متواضعة جدا..ثم هذه زيارة تعارف و ليست خطوبة رسمية .


                  - و لو ... هل تريدنا أن نبدو بمظهر بائس أمام من سيصبحون أصهارنا ؟


                  استقلّوا السيارة و انطلقوا .

                  و كان عبد الرحيم يحدّق في ابنه و هو يقود كأنّه غير مصدّق أن الزمن مرّ بهذه السرعة .

                  - هل ....


                  و يختنق السؤال في صدره . كان يريد أن يسأله " هل تحبّها ؟ "


                  - هل ..هل أنت واثق من قرارك ؟


                  - نعم , أبي ..لكن سبق و أخبرتك ليست من عائلة كبيرة أو معروفة ..و الدها متوفي ،و و الدتها امرأة بسيطة .. - حسنا..المهم أنكما متّفقان .. والدتك و أنا نرغب في أن نراك سعيدا .


                  توقّفت السيارة أمام احدى العمارات في الجانب الغربي من المدينة .. و فتحت باب الشقة في الطابق الثاني سيدة جميلة ، هادئة الملامح ، محتشمة ، متأنّقة في غير تبرّج و قادتهم إلى غرفة متوسطة الحجم ، فيها أثاث متواضع ينم عن ذوق رغم بساطة الديكور .


                  و بينما السيّدة تتمتم بعبارات الحفاوة و الترحيب كان عبد الرحيم يترنّح ، يكاد يسقط من هول المفاجأة ، يحاول التماسك بصعوبة...و السيطرة على نفسه .


                  هذه المرأة ... يا الهي ! ...إنها ريحانة !


                  هل هي أخرى تشبهها ؟...مستحيل ..إنها هي ..لن يتوه عنها و لو كانت بين آلاف النساء .


                  جلس الجميع ..السيدة و أخوها الأكبر و ابنها و عم أبنائها ، و جلس عبد الرحيم بين زوجته و ابنه و قد أطبق عليه الذهول فلم يستطع أن يركّز فيما كانوا يتحدّثون فيه .


                  كان مندهشا ، مأخوذا ، ينصت في فرح و حيرة إلى همس روحه و دقات قلبه كأنما يكتشف لأول مرّة أنّ له قلبا يدق .. إنّها هي ..هنا .... حضورها يملأ المكان و هي لم تتغيّر.. ربما قليلا فقط ، بل إنه يجدها أجمل و أكمل و أروع مما كانت عليه ... لم تنل منها يد الأيام و لم تعلق بها شوائب الزمن، حتى أنها تبدو فقط في الثلاثين من العمر أو أقل .


                  بعد قليل دخلت الإبنة فسلّمت .. ثم وزّعت العصير و قد تورّدت وجنتاها من فرط الحياء... تشبه أمها كثيرا ..في لون العينين و الإبتسامة الخجولة ..و القامة الهيفاء .


                  و لكي يخفي عبد الرحيم ارتباكه و اضطراب جوارحه ، انشغل بالحديث مع عم الفتاة ، محاولا تجاهل رغبة ملحّة في أن يلتفت إلي حبيبته ، يحتضنها ، يقبّل بعينيه عينيها ، و وجهها و ثغرها...انتقاما لقلبه من والده و من قسوة الغياب و من الزمن البخيل ...الضنين .


                  و على حين التفاتة تسمّرت نظرته فوق صورة كبيرة في إطار ...ثم أخذ يقلّب عينيه بين الصورة و السيدة و هو في حالة من الذهول و الحيرة .


                  و تقطع عليه السيدة حبل الدهشة :


                  - آه ... هذه أنا مع أختي ريحانة .. أنت أكيد مندهش من الشبه ..نحن توأم ..لكن ظروف صعبة فرّقتنا منذ الصغر..فتربيت أنا عند خالتي بعيدا عن العائلة و لم تكن إحدانا تعرف بوجود الأخرى إلا من بضع سنوات .


                  ثم تضيف :


                  - بالمناسبة ..هي ستعود غدا من فرنسا ..أتمنى لو تشرّفوني بالحضور لأعرّفكم عليها ..و نتعشى معا .


                  غاص قلبه في صدره و تمتم بكلام لا يدري معناه .


                  قبيل المغرب ، غادروا و قد اتّفقوا على أن تكون الزيارة القادمة أكثر رسمية ، و يتم فيها تحديد موعد الخطوبة و الزفاف .


                  و لم ينم عبد الرحيم ليلتها ، استبدّ به الأرق و هو يرى الماضي بكل تفاصيله يغزو مساحات الحاضر.


                  صورتها ملأت فكره و وجدانه ، هيّجت حبّه ، و تقلّص الزمن ليصبحَ جزءًا من الثانية ...هي لحظة التقاء عيناه بعينيها...من سنين... قبل الفراق .


                  كيف يمكن للحظة أن تساوي العمر ؟

                  خلا بنفسه في غرفة متعلّلا بالتعبو قد ثارت براكين ذاكرته الخامدة... لافظةً حِمَمَ الشوق و العشق .

                  و طفا الماضي على سطح حياته كأنّه حدث بالأمس فقط ..


                  يا إلهي ... أيعقل هذا ؟ بعد كل هاته السنين ؟ ما هذا الإحساس ..هذه النشوة السابحة في دمي لمجرّد هفهفة اسمها و حديث عابر عنها ؟


                  هذا الدفء في عروقي ..و الدماء في شراييني... أخرى ... جديدة ... نقيّة !


                  أيّ إنتشاء ! كأنّه البعث بعد الفناء ! الآن أفهم لمَ لم أستطع أن أستمتع بحاضري " السعيد "..


                  كيف يكون لحاضرك معنى حين ينقصك الماضي ؟


                  آهٍ ...يا حبيبتي... أما سافرتِ طويلا في الصمت وأبعدتك دروب الغياب ؟ أما انتهينا ؟


                  فكيف أجدك الآن هنا ... ملء الأنفاس و الرئة ، ملء قلبي و قدري ...ماالذي يحدث لي ؟ كأنّني ما توقّفت عن حبك أبدا.. كأنّك ما رحلت يا مليكتي ... ما ترجّلت عن صهوة القلب و لا غادرتِ شرفة الروح يا حبيبة العمر الذي أبحر بعدك في الفراغ .


                  و بات ليلته طريح الأفكار ، صريع الوجد ..يتقاذفه الشوق و الذكرى و الخوف من الآتي .


                  لم يغمض له جفن إلا مع انبلاج الفجر حين استطاع أن يغفو قليلا و هو على يقين بأنّ لقاءه بها سوف يقتلع حصون ذاته ، و يشرّع الأبواب للعاصفة .

                  الزميله الغاليه أسيا رحاليه
                  أسعد الله مساؤك
                  رائعة أنتي دوماً والله أشتقت لحرفك وكتاباتك الرائعه
                  مبدعة وقرأت هنا عصياناً على المرأة هذه هي حواء شمعة ولكن
                  ؟؟؟ سلم قلمك ودام أبداعك
                  درت حول العالم كله.. فلم أجد أحلى من تراب وطني

                  تعليق

                  • آسيا رحاحليه
                    أديب وكاتب
                    • 08-09-2009
                    • 7182

                    #54
                    المشاركة الأصلية بواسطة خالد يوسف أبو طماعه مشاهدة المشاركة
                    الأستاذة القديرة / آسيا رحاحليه
                    نص جد رائع ومذهل وربما الغوص في في ثنايا الذكرة المتخمة بالآلام والفجيعة من الحرمان هما ما يؤرقان المرء عندما يكون بين أن يختار رضا الأهل .. الوالدين ... أو غضبهما ... وهنا تكون الفاجعة والخذلان منهما ، وكما سمعنا في المثل الذي لا يزال قائما بيننا لهذه اللحظة ( جبل على جبل لا يلتقي وابن أمد على بني أدم يلتقيان ) هي الٌدار والنصيب إذا ولا تزال هذه المشاكل قائمة في مجتمعاتنا وتلك الفوارق الاجتماعية وهذا من الجهل المتأصل في تلك العقليات، نص اجتماعي جميل رغم طوله وفي هذا الطول يكمن إبداع القاص من تمكنه من أدواته في السرد والحبكة وجلر المتلقي لاهثا وراء كلماته وحروفه ولغته الجميلة .
                    أستاذة / آسيا
                    نص جميل ومفعم بمعان كثيرة من الحزن والفرح والنشوة
                    استمتعت هنا بهذا النص الأدبي الجميل
                    تحياتي الخالصة
                    اشتقت مرورك بنصوصي أخي الكريم خالد يوسف أبو طماعة ..
                    نعم ما ذكرته صحيح ..
                    شكرا على الإضافة الجميلة .
                    تقبّل أصدق مودّتي و أخلص أمنياتي.
                    يظن الناس بي خيرا و إنّي
                    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                    تعليق

                    • آسيا رحاحليه
                      أديب وكاتب
                      • 08-09-2009
                      • 7182

                      #55
                      المشاركة الأصلية بواسطة مباركة بشير أحمد مشاهدة المشاركة
                      ألا ليت قلمك الآسر ما توقف باصه عند محطة ،ولا فتح لتوقعاتنا نحن القراء الكسالى نافذة نبرم على حافتها صفقة مع الخيال . لكنها البراعة عندما يحترفها كبار الأدباء .فماذا عسانا نقول ؟؟ سلمت يا آسيا ،وسلم القلم والوجدان .
                      تحياتي ممزوجة بعطر الياسمين يا رااائعة.
                      العزيزة مباركة..
                      أنت قارئة كسولة ؟
                      أبدا ..انت قارئة رائعة و كاتبة جميلة و شاعرة أيضا ..
                      شكرا لك .
                      تقبّلي ودي و احترامي.
                      يظن الناس بي خيرا و إنّي
                      لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                      تعليق

                      • آسيا رحاحليه
                        أديب وكاتب
                        • 08-09-2009
                        • 7182

                        #56
                        المشاركة الأصلية بواسطة أمل ابراهيم مشاهدة المشاركة
                        الزميله الغاليه أسيا رحاليه
                        أسعد الله مساؤك
                        رائعة أنتي دوماً والله أشتقت لحرفك وكتاباتك الرائعه
                        مبدعة وقرأت هنا عصياناً على المرأة هذه هي حواء شمعة ولكن
                        ؟؟؟ سلم قلمك ودام أبداعك
                        عزيزتي أمل ابراهيم ..
                        أخجلني إطراؤك و أسعدني إعجابك بالنص .
                        شكرا لك غاليتي من كل قلبي .
                        سلمت و دمتِ .
                        يظن الناس بي خيرا و إنّي
                        لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                        تعليق

                        • عبد الرحمن محمد الخضر
                          أديب وكاتب
                          • 25-10-2011
                          • 260

                          #57
                          الاستاذة آسيا
                          سأبدي بعض ملاحظاتي في اتساق مع طبيعة المشاركات التي يسمح بها هذا المتصفح
                          كان هناك تناسق وانسجام في بنائك لهذا العمل . وتمكنت من التشكيل الذي تمكن هومنا بتفسيره المبدع لحكاية الحب الذي يضيع منا بسبب التدخلات على قلوبنا والتصرف فيها وكأن مشاعرنا مملوكة لغيرها يصنع بها كيف يشاء . جاء ذلك المعنى مكثفا في تلك اللحظة التي اختزلت الزمن كله فيها حين المفاجأة الأعذب والتي استعادت كل الموتيفات الجميلة في حياته . حين تستعيد الحب بفتوته تلك التي لاتكون إلا – وحينا – في الأحلام فكيف وهوبين يدي قلبك .
                          أبدعت في اتنقالاتك السردية بين أمس واليوم بتوظيفك ( الحلو) لسلوك الأب في الأب الإبن الذي كنت أسمعه وإن لم تذكري لناذلك يقول لإبيه حين كان ابنا : لوكنت مكانك ياأبي فسأفعل معك ماأفعله الآن مع إبني حين سأعود غدا ... روعة أي نص هوأن يوحي لك بتداعيات من المعاني والصورويتجلى في تشيكيلات يصنعها مرة أخرى .
                          تعاملك مع الزمن كان باستحضاره بماضيه وحاضره وتلك التداخلات والمبادلات بين الماضي والحاضروالتقديم للمتأخروالتأخيرللمتقدم كان غاية في الإضاءة الفنية على الحدث ووسيلة في الكشف عن تلك الكوامن النفسيةالتي خلفتها تجربته المزدوجة مع أبيه ومع الحبيبة التي تمناها زوجة له في تداخل سلس مع حاضره في إبنه وأم إبنه التي هي غيرمن أحب .
                          النص جميل أستاذة آسيا ويترك أثره بعد أن تقرأه وهي مواصفة أساسية ودالة على مستوى الحرفية .
                          بقي أن أطرح بعض الملاحظات وهي ليست بالضرورة ذات صبغة نقدية أو مهنية بل هي انطباعات زميل يشاركك هذا النوع من الكتابة وقارئ متذوق :
                          أظن أنه من المستحسن أن :
                          نقول : ماذا كنا - سنفعل وليس نفعل – لولا وجودها في حياتنا
                          يتعثربأي حدث ينتشله من رتابة الروتين ... معنى التعثرغيرمتناسق مع المبتغي الذي سيتحقق
                          .
                          (كان عبد الرحيم دائما رجلا أنيقا , وسيما , جميل الملامح , متناسق الجسم , عريض الصدر , مفتول العضلات , كثيف شعر الحاجبين و لكن في غير بشاعة . أيام الجامعة كان الرّفاق يترجّوه ألا يظهر معهم حين يتعلق الأمر بغزو قلوب الفتيات , لأنّه يستحوذ على اهتمامهن و يخطف عقولهن بخفة دمه و لباقة حديثه و سحر ابتسامته)
                          تأتي الأوصاف هناكلها دالات على الشكل ومقدمة للتصرف القادم من الرفاق بحيث أن رفاقه كانوا يترجونه ألا يظهرمعهم حين يكونون بصدد فتاة لكن ببسبب خفة دمه ولباقة حديثه وليس لأي سبب جاء في المقدمة بحيث انتفى الغرض من تلك المقدمة
                          (استقلّوا السيارة و انطلقوا .
                          و كان عبد الرحيم يحدّق في ابنه و هو يقود كأنّه غير مصدّق أن الزمن مرّ بهذه السرعة .)
                          ..... أرى أن الواوفي : وكان عبد الرحيم يحدق في ابنه ليست لازمة والأفضل أن تأتي مباشرة : كان عبدالرحيم يحدق في أبنه . وهناك واوات أخرى دخلت نفس الدخول على الفعل المضارع ويستحسن استبعادها

                          - الدرّة التي فاز بها و اختارته و فضّلته على كل الخطّاب و المعجبين ......(الفوز بها يعني أنه حصل عليها وصارزوجالها وليس العكس) .
                          ( .يوم كان جبانا ، ضعيفا ، خائر الإرادة حتى أنه لم يجد الشجاعة لإخبارها برفض والده فاكتفى برسالة وضعها في كفّها قبل أن يغادر كسير القلب ممزّق الروح ، مؤكّدا لها أنها تستحق رجلا أفضل منه .) هذا المقطع كان فرصة مناسبة بين يديك في الإغارة على حشد من المشاعرالتي ستتيح لك اللعب بفنية عالية على الموقف الذي يحيط به وهويعلم وهي لاتعلم موقف والده وتلك المعاناة الشعورية بين مايعلم وبين حديثه الملفق إليها .
                          - كان لابد من التبريرالفني لعدم رؤتيه للريحانة سوى الان ... ولماذا لم تكبرمثاما كبرهو مع أنه في رغد من العيش عكسها هي
                          - خلا بنفسه في غرفة متعلّلا بالتعب و قد ثارت براكين ذاكرته الخامدة... لافظةً حممَ الشوق و العشق..... (أن تلفظ شيئا يعني أنك لاترغبه فكيف يلفظ شوقه وعشقه ؟ )
                          هل هي أخرى تشبهها ؟...مستحيل ..إنها هي ..لن يتوه عنها و لو كانت بين آلاف النساء .
                          و على حين التفاتة تسمّرت نظرته فوق صورة كبيرة في إطار ..على الحائط .
                          أخذ يقلّب عينيه بين الصورة و السيدة و هو في حالة من الذهول و الحيرة .
                          و تقطع عليه السيدة حبل الدهشة :
                          - آه ... هذه أنا مع أختي ريحانة .. أنت أكيد مندهش من الشبه . نحن توأم ..... وهنا أخت آسيا كنت أيضا في حاجة إلى التبريرالفني لهذا التشابه ليس بين الأختين بل التشابه في مخيلته ... الحبيب لا يمكن أن تخطأه من النظرة الأولى مابالك بالحبيب الذي صرت تراه بعين قلبك كل هذه السنين ثم تخطئه . هذا الموقف سبب خدشا واضحا في نصك المليح .
                          - بالمناسبة هي غداستعود من فرنسا .... من قراءتنا علمنا أن أبوه رفض أن يزوجه بها لسبب رئيس وربما وحيد وهوفقرعائلتها . كيف هي ستعود من فرنسا . فعلا إرادة الله قادرة ولكن كان عليك أن تحيطي بها فنيا حتي في كلمتين دالتين
                          نبقى مع نهاية القصة : دعيها هكذا . تأخذنا معها . دعينا جميعا نؤلف معك أكثرمن احتمال

                          تعليق

                          • آسيا رحاحليه
                            أديب وكاتب
                            • 08-09-2009
                            • 7182

                            #58
                            الأخ الكريم صاحب القلم الجميل المتميّز..عبد الرحمن محمد الخضر ..
                            سعدت بك جدا هنا وكل ملاحظاتك محل اهتمام و تقدير ..
                            أشكرك عل ما اوليت النص من اهتمام و اكيد سوف اراجع و اعدّل و سأترك هذا النص ليكون في المجموعة الثالثة بحول الله ..حتى استوفيه حقّه من الإشتغال بحيث لا تبقى فيه ثغرة تثير تذبذب أو شك او عدم اقتناع القاريء.
                            - سنفعل بدل نفعل ..نعم ..و كان الأخ مصطفى الصالح قد نبّهني لذلك مشكورا ..لكن نفعل أيضا صحيحة في نظري- اعتقد ذلك - لأنها تعبّر عن الماضي و الحاضر و المستقبل .
                            - يتعثّر ..نعم ربّما أنت على حق لأن العثرة يكون فيها سقوط و ألم إلا إذا اعتبرنا أن العثرة أيضا تجعلنا أحيانا نغيّر الطريق ..و هذا كان المقصود هنا في النص .
                            -هي تعلم موقف والده فقط اخبرها في رسالة ..ثم ليس على القاص ان يبرّر كل شيء.
                            -سأراجع الواوات ..أكيد .. ثم انا من عادتي ان أقرأ النص لنفسي لاتأكد من الإيقاع و ان الواوات ليس فيها خلل .
                            -التوأم يتشابه لدرجة قد يصعب علينا التمييز بينهما ..ثم هو لم يكن يعلم بأن لها اختا توأم لذلك ظن يقينا أنها هي .
                            -شبّهت الذاكرة بالبراكين و هي تلفظ الحمم ..و هنا تلفظ جاءت بمعني تقذف أو تخرج بقوة وبلا إرادة و ليس فيها معنى عدم الرغبة .
                            - قد تكون ظروف والدها تحسّنت ..قد تكون سافرت في بعثة لفرنسا من أجل الدراسة ..قد ..و قد ..وقد ..لا أدري.. هناك ما هو ممكن حدوثه .. لكن حتما سوف أفكّر في رأيك .
                            سرّني كثيرا مرورك و فرحت بملاحظاتك .
                            شكرا لك .
                            يظن الناس بي خيرا و إنّي
                            لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                            تعليق

                            • محمد سلطان
                              أديب وكاتب
                              • 18-01-2009
                              • 4442

                              #59
                              نعم كنا ومازلنا نقرأ أعمال الكبار , فلا نمل من طولها
                              بالعكس أحيانا يكون الطول لمصلحة النص ..
                              استمعت باللغة كثيرا
                              وأحببت هذا الشعور المنتظر للغد
                              وترك الباب مفتوح على مصراعيه حتى لا ينصدم القارئ بمفاجأة جديدة
                              رغم الظلم الذي وقع على الأب .. إلا أنه عزائي في هذا النص
                              أحسسته بقووووة
                              تحياتي لك سيدتي
                              صفحتي على فيس بوك
                              https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                              تعليق

                              • بدره عبد المالك
                                أديب وكاتب
                                • 04-11-2011
                                • 139

                                #60
                                اولا تحية المبدعةأسيا رحاحلية.
                                قد كنت حاضرا مع اوائل القراء واستمتعت معهم بهده القصة .وابديت تعقيبا حول جانبين: تعلق الاول بتراكيب بعض الجمل.وامتد الثاني الى احدى الالفاظ/الانامل/....غير ان تعقيبي لم يلق الترحاب لاني فقط قلت ان الابداع يخلده النقد البناء......وهو خلاصة ما اردت الدهاب اليه.بكل احترام وتقدير للنص والمبدعة.وربما لم أشأ الدهاب الى أبعد من التشجيع.
                                لكن حجب التعليق دفعني الى اعادة قراءة النص ومحاولة الوقوف على جمالياته التي غاب عني التقاطها من اول قرءة.
                                قبلها استسمح القاصة في ابداء الملاحظات التالية.
                                1/ استعمال علامات الوقف وتوظيفها في غير محلها.على اعتبارها اشارات لها دلالتها .
                                .المزدوجين: يستعملان للكلام المضمن ،المقتبسن ليدل على ان الجزء من الاكلام هو ليس كلام الراوي او البطل وان كلام منقول... مقتبس.....ولاحظ معي ما جاء بين قوسين.
                                " آهٍ لو ألتقيه يوما هذا الذي اخترع الربطة .. سألفّها حول عنقه و أشنقه بها , بيديّ هاتين ! "

                                ' كأنْ لا تكفي هاته الأربطة حول حياتنا و حرّياتنا ! ' .
                                " يا الله ! كائن عجيب هي المرأة ! "
                                " يا للمرأة ! كم تدهشني قدرتها العجيبة على الاضطلاع باحتياجاتها هي كأنثى و باحتياجاتنا نحن الرجال أيضا ! . لا أدري ماذا كنا نفعل لولا وجودها في حياتنا ."" أمران يفضحان عمر الرجل منا يا صاحبي , مهما حاولنا إخفاءه....الصلع و الكرش البارزة ."
                                " لا أصدق أنّك كبرت بهذه السرعة يا ابني ؟ مازلت أراك طفلا يمرح و يملأ البيت صخبا و حياةً . "
                                " هل تحبّها ؟ "
                                " السعيد ".
                                ريحانة اسم عربي فلم المزدوجين؟؟
                                استعمال الفاصلة والنقطة في غير محلها.....لاحظ
                                يعيد المحاولة . دون جدوى./والحق أنه اليوم ، في نظر الجميع ، رجل سعيد / و لو صدفة ، أن يلمحها و لو من بعيد/ مع اهملها في كثير من الجملو أنه لا يعيش حقا و إنما يأكل و يشرب و ينام و يراقب قافلة أيامه تمر متباطئة متخاذلة/ والدته أن والده عثر له على الفتاة المناسبة . /السيدة و أخوها الأكبر و ابنها و عم أبنائها ، و جلس عبد الرحيم بين زوجته و ابنه و قد أطبق عليه الذهول فلم يستطع أن يركّز فيما كانوا يتحدّثون فيه .
                                غياب علامة الاستفهام والفواصل في الجملة أيّ حدث ، ينتشله من مستنقع الروتين، و الملل، و يمحو قتامة الأمسيات التي يقضيها بين المقهى ،و شرفة البيت ؟.وجمل أخر
                                ورد استعمال كلمة النهارات كجمع للنهار وهو جمع لايستوفي شروط جمع المؤنث السالم ولم تقل به العرب وقد ورد في القرآن الكريم ان جمع النهار ايام----قال نعلى:قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ
                                كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (41)آل عمران

                                فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) هود

                                لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ

                                الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28)الحج

                                أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ

                                الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (16) فصلت
                                [/color]

                                .يعتقد أنّ من ابتكرها شخصٌ مختل كان في حقيقة الأمر ينوي الإنتحار.هل الامر المفترض بالاعتقاد والتصور يمكن ان نسلم به على انه حقيقة؟؟
                                .وجود حشو في الجملةفاليوم لن يكون من غير الايام ربما لأن هذا اليوم من الأيام الهامة في حياة عائلته الصغيرة .ويمكن تجاوز ه بالقول...... ربما لأن هذا اليوم مهما في حياة عائلته الصغيرة .او كان مهما
                                .كم تدهشني قدرتها العجيبة على الاضطلاع باحتياجاتها هي كأنثى... لا يؤدي تكرار الضمير اي معنى بلاغي كما تلاحظين فهو حشو.والافضل باحتياجاتها كأنثى..

                                اما البعد الجمالى في النص فينطلق من تمكن القاصة من ادارة الاحداث والمضي بها بكل سلاسة مع عنصر الاثارة والتشويق....والالمام بالخصائص الفنية.وامتلاكها لادوات السرد.
                                لك ودي وتقديري

                                التعديل الأخير تم بواسطة بدره عبد المالك; الساعة 06-12-2011, 18:46. سبب آخر: تصحيح لخطأ مطبعي

                                تعليق

                                يعمل...
                                X