أمنيةٌ من ورق / إيمان الدرع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إيمان الدرع
    نائب ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3576

    #31
    المشاركة الأصلية بواسطة أميرة عبد الله مشاهدة المشاركة
    قصة محزنة للغاية

    غاليتي إيمان

    كم أكره اغتيال الطفولة

    ولو بدون قصد ..

    أتالم حين يموت طفل ..

    ليت كل أماني الأطفال تتحقق

    في هذه الدنيا العمياء ..

    محبتي لك أيتها القديرة

    وطاقات من ورودي
    ما أحلى ورودك أميرتي !!!
    وصلني شذاها
    ونقل إليّ كلّ ما تحملينه من روعةٍ
    كلّ ما يحمل هذا القلب من نقاءٍ، وحبّ للخير..
    فمن يتألم لانطفاء شموع الطفولة بهذا الإحساس الكبير، هو إنسان كبير..
    وأنت أديبة ناجحة
    خصبة الخيال
    قويّة المشاعر
    وتملكين إصراراً على اقتحام عالم القصّ بثباتٍ
    شكراً لعذب مرورك
    وشكراً لثقتك بما أكتب يا غالية..
    حيّااااااااااااااكِ.

    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

    تعليق

    • أمل ابراهيم
      أديبة
      • 12-12-2009
      • 867

      #32
      المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
      أمنية من ورق






      ريما ..يا صغيرتي الحلوة ...هل وصلتِ ...طيري إليّ حبيبتي ..جدّفي الموج، اطوي المسافة الفاصلة ما بيننا بأمان ، أغمضي عينيك برفقٍ ، واقطعي الحديقة بسلامٍ ، وإيّاك أن تتعثّري بالسياج، أنا بانتظارك ..
      هاقد أتيتك أمي ..دثّريني ..الطقس شديد البرودة، والريح تصفر، وأمواج البحر تعلو ..تعلو ..ترطم الشاطئ بلا هوادة ، خذي أمي، قطفت لك طاقة من الزهور البريّة هديّة العام الجديد، لملمتها من بوادي أشواقي .
      رأيت في طريقي إليك الكثير من الأطفال بثيابهم الجديدة ،يغنون، يرقصون ، يشعلون شموع العيد ،يتزلّجون فوق ثلج الروابي، ويزيّنون الأشجار بأضواء أحلامهم، رأيت الكثير من علب الهدايا ، الملفوفة بأشرطة ملوّنةٍ ، يلتفّون حولها بلهفةٍ، ليفضّوها بدهشةٍ وفرحٍ.
      شدّتها إلى صدرها ، أدخلتها في أضلاعها في ممرّ سرّي لاتصل إليه يد تنزعها من جديد، مسحتْ عن جبينها القطرات الفضيّة الباردة، أدفأت نبضها المتسارع كعصفور دوريّ مضطرب، وتغلغلتْ بأناملها تلامس نجوم الليل العالقة بشعرها ، تقبّلها ، تشمّها، تهدهدها..
      أرختْ عينيها الناعستين، كبحّار يشتهي النوم بعد أن تاه في مدن البحار،وصدى أغنيتها القديمة يداعب جوارحها...ياللا تنام ريما..
      التفتتْ إليها..أمي طالتْ غيبتك ..لمَ تركتني وحدي؟
      ــ ليت الأمر بيدي يا حبيبتي ..سهم حارق فرقني عنك ، لم أستطع صدّه ـ أخبريني كيف أتيتِ إليّ والدرب طويل ؟؟
      غافلتهم أمي، كان أبي كعادته، قد أطفأ ضوء مخدعه ، وأسدل الستائر متعباً، دون أن يدري بأنّي سوف ألاصق يديّ برجليّ ، أتكوّر كجنينٍ، أحنّ إلى نبضك في الحشايا، وأنام وحدي على طيفك ، بلا غطاء، بلا دواء، مرتعدةً من العتمة، من أشباحٍ تركض أمامي، ولا أقوى على الصراخ.
      تحملها إلى سرير حضنها...هيييه ...ياللا تنام ريما ..ياللا يجيها النوم..ياللا تحب الصلاة ...ياللا تحبّ الصوم..
      ترفع عنها الغطاء،لم تعد تحتاجه، تعانق جيدها، ذراعاها موقد حنان، تخترق أناملها فيض النور، تفرك عينيها، تطلب أن تغوص في قارب التوحّد، ألاّ .تبعدها عنها بعد اليوم..
      طمأنتها: لن يأخذك أحدٌ من حضني،ولكن ياصغيرتي كيف غادرتِ البيت حبيبتي؟؟؟أما خشيتِ الطريقَ الخاوي من البشر في هذه الليلة العاصفة؟وأنت تقطعين الدروب وحدك؟؟
      لم يشعر بي أحدٌ أمي، نسَوني، كانت المرأة ذات الألوان المرعبة ، تعدّ سهرة رأس السنة،تكدّس الأطباق على الطاولة ،تزدحم أصناف الطعام أمام ناظري، وأنا جائعة.
      غافلتها وهي ملهيّة عني بالانصراف إلى ولديها، وقفت على رأس أصابعي ، أمطّ جسمي، أبتغي زاداً قليلاً بحجم يدي ، تعثّرتُ بمفرش الطاولة، اندلق الوعاء، رأتني ، ركضت نحوي، لمحتُ عينيها، أخاف من عينيها حينما تغضبان، ألمح ناراً، تتطاير شررا،ً من جفني وحشٍ، يريد أن يلتهمني،لملمت أطراف ثيابي ، وأنا أحسّ بللاً ينسرب منها ،أسفل فستاني.اقتربت مني، كم أكره رائحة صدرها..!!!؟؟إنه لا يشبه أريجك..؟؟!!وشذى عطرك
      اقتربتْ أكثر، رنّة كعبها العالي أوشكت أن تطرق رأسي ، ولهاثها يفحّ في وجهي، انفلتّ من أمامها إلى الحديقة، لحقتْ بي ، حاولتْ أن تمطّ رأسها من باب الصّالة تتعقّبني بنظرها، ولكني راوغتها خلف الشجرة.
      وانشغلتْ عنّي بضيوفها، علا الضجيج في أرجاء المنزل،وشقّت الضحكات سكون الليل، كنت أسمع ارتطام الأطباق، والأكواب، ممتزجةً بالموسيقا والأغاني، والرقص الصّاخب، وألمح الشرائط المكويّة في جدائل أختي الجميلة، كدميةٍ تتخاطفها الأيدي، من وراء الشبّاك شاهدتهم.
      لهفي عليك يا صغيرتي وماذا بعد؟
      نعستُ ..طال انتظاري لندائهم، لافتقادهم لي ، ما تذكّرني أحد، خفتُ أن أدخل ، فثيابي متّسخة مبلّلة، وشعري منفوش، ووجهي يحتاج إلى رشقة ماءٍ ، تنظّفه ، وتعيد إليه ابيضاضه..
      نعستُ وما من فراشٍ يؤويني، أصطكّ برداً.
      وغادر الضيوف الصالة، وما تذكّرني أحد.
      لمحتها وهي تلمّ الأطباق، تنظّفها، تصفّفها، وصوت المكنسة الكهربائيّة، غطّتْ على صوت بكائي،وأنا أرتجف ، أخبّئ أصابعي المتيبّسة من البرد تحت إبطيّ ، ولم أعد أشعر بقدميّ كأنّ عطباً أصابهما بالخدر والموات، كنت أعانق الشجرة كلما هزّتني الريح العاصفة أتوارى خلفها..
      تعبتِ في طريقك إليّ يا قرّة عيني...أعرف كم تعبت حتى وصلتِ.!!!
      ـــ طال الانتظار ...وخدر النعاس يأخذني إليك ، كان الصقيع يلتهم كلّ قطعة من جسمي ببطءٍ، يزحف بدبيبٍ أبيضَ يقرّبني منك؟؟؟آاااه ما أصعب الوصول! كم دفعتُ عن كاهلي المطر الغزير، المختلط بندف الثلج ! كم أرعبتني شقوق السماء، والأرض ، حتى كادت تبتلعني! ولم تهدأ الريح إلاّ بعد أن صرت في مملكتك..ضميني إليك ، متعبة أنا..يا لطول رحلتي إليك.!!!
      ـــ وكيف عرفت الطريق إليّ يا عمري ..؟؟!!!
      لمّا أُطفئتْ أنوار الغرف واحدة، تلو أخرى، أيقنت بأني محرومة منسيّة، حاولت النهوض أتلمّس قبضة من أمل، خانتني قدماي ، وانطمر صدى صوتي مع هبّات الثلج ، حينذاك تذكّرت رمال البحرالذهبيّة ..حين افترشناها معاً ...وصنعتِ لي زورقاً من ورق، أنسيتِ أمي ؟؟؟أما علّمتني كيف أطلقه على صفحات الماء بعد أن أوشوشه بحلو الأمنيات كي تتحقّق ..!!؟؟
      وهذا ماكان...زحفت إلى حوض السباحة في الحديقة، أطلقتُ زورقي ، أرأيتِ هاقد أوصلني إليك، وها أنا أعبّ من حنانك ما يعوّضني وأكثر،ضمّيني ..السموم استوطنت جسدي النحيل ، أنشد السكينة والسلام بين يديك.
      ـ لن ينتزعك من صدري أحد يا حلوتي ...هييييييه ..ياللا تنام ..ياللا تنام ..غيبي بين ضلوعي، سريرك حضني، وذراعي وسادتك، أمشط عليها شعرك الناعم بأصابعي، حتى تنامي.
      وساد سكونٌ مطلقٌ ..وتبعثرتْ حقائب السفر ..تنثر ما عبّأته من هدايا اللقاء.
      وعند الصباح ..استفاق الضوء على أصوات مذعورةٍ ، تتبادل بجنونٍ: الاتهامات ، واللعنات.
      أصواتٌ تتباكى على جسد طفلة ، ما عاد يعنيها ما تسمع، تنظر إلى السماء بعينين بريئتين، على وجهها طيف ابتسامة نورانيّة ، ويدٍ تقبض على زورقٍ ورقيّ، حقّق الأمنيات، قبل أن يلامس الماء.
      الغاليه ايمان الدرع مساؤك عسل
      أشتقت حرفك يا ايمان والله رائعةٍ انتي ما كتبتي وما قرأته اليوم
      بدايةٍ ونهايةٍ شعور القارىء بين الحب والحنان والشده
      والنهاية صيغت كما الآلماس كيف لا وهي ايمان
      أفتقد حرفك هناك في خانتي طال الآنتضار غاليتي صح
      وباقةٍ ورد معطرةٍ لشخصك الكريم
      تحياتي وودي
      درت حول العالم كله.. فلم أجد أحلى من تراب وطني

      تعليق

      • إيمان الدرع
        نائب ملتقى القصة
        • 09-02-2010
        • 3576

        #33
        المشاركة الأصلية بواسطة أمل ابراهيم مشاهدة المشاركة
        الغاليه ايمان الدرع مساؤك عسل
        أشتقت حرفك يا ايمان والله رائعةٍ انتي ما كتبتي وما قرأته اليوم
        بدايةٍ ونهايةٍ شعور القارىء بين الحب والحنان والشده
        والنهاية صيغت كما الآلماس كيف لا وهي ايمان
        أفتقد حرفك هناك في خانتي طال الآنتضار غاليتي صح
        وباقةٍ ورد معطرةٍ لشخصك الكريم
        تحياتي وودي
        مساؤك أمل، وسعادة يا أمل ..
        اسمك وحده شمس النهار المشرقة..
        ووجودك في متصفّحي ..شرف كبير يتوّجني
        تسعدني حروفك المنسوجة بالوفاء، وبالطيبة..
        وتلامس جوارحي الفرح، إن ارتدّت سطوري إلى عينيك الحالمتين، بهذا الانعكاس الذي أفخر به.
        لم أبتعد عن حقول سطورك يوماً غاليتي ، ولن أفعلها.
        فأنت قريبة مني بكلّ ما تحملين من روحٍ جميلة، وتواصل شفّاف.
        ولقد وحّدتنا دموع الوطن، وشجون جراحه.
        آاااااه أمل.... تجتاحني الآن الرغبة في أن أبكي على كتفك.
        لتمسحي دموعاً، أنت خير من يحتويها، فلقد عشتِ مرارتها قبلي.
        ما أصعب جراح الأوطان، إن نزفت وجيباً، تئنّ له الرّوح بما لا تطيق!!!!
        اعذريني غاليتي ..قد أثقلتُ عليك...
        ولكن دفء كلماتك سحبت مني كلّ مكابرة..
        فلم أستطع شطب مشاعري ، أطلقتُ عقالها ، قرب أختي في الدم، والرّوح، والجوار.
        شكراً أمل الرائعة ،لا حُرمتك .
        حيّااااااااااااكِ.

        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

        تعليق

        • وسام دبليز
          همس الياسمين
          • 03-07-2010
          • 687

          #34
          المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
          أمنية من ورق






          ريما ..يا صغيرتي الحلوة ...هل وصلتِ ...طيري إليّ حبيبتي ..جدّفي الموج، اطوي المسافة الفاصلة ما بيننا بأمان ، أغمضي عينيك برفقٍ ، واقطعي الحديقة بسلامٍ ، وإيّاك أن تتعثّري بالسياج، أنا بانتظارك ..
          هاقد أتيتك أمي ..دثّريني ..الطقس شديد البرودة، والريح تصفر، وأمواج البحر تعلو ..تعلو ..ترطم الشاطئ بلا هوادة ، خذي أمي، قطفت لك طاقة من الزهور البريّة هديّة العام الجديد، لملمتها من بوادي أشواقي .
          رأيت في طريقي إليك الكثير من الأطفال بثيابهم الجديدة ،يغنون، يرقصون ، يشعلون شموع العيد ،يتزلّجون فوق ثلج الروابي، ويزيّنون الأشجار بأضواء أحلامهم، رأيت الكثير من علب الهدايا ، الملفوفة بأشرطة ملوّنةٍ ، يلتفّون حولها بلهفةٍ، ليفضّوها بدهشةٍ وفرحٍ.
          شدّتها إلى صدرها ، أدخلتها في أضلاعها في ممرّ سرّي لاتصل إليه يد تنزعها من جديد، مسحتْ عن جبينها القطرات الفضيّة الباردة، أدفأت نبضها المتسارع كعصفور دوريّ مضطرب، وتغلغلتْ بأناملها تلامس نجوم الليل العالقة بشعرها ، تقبّلها ، تشمّها، تهدهدها..
          أرختْ عينيها الناعستين، كبحّار يشتهي النوم بعد أن تاه في مدن البحار،وصدى أغنيتها القديمة يداعب جوارحها...ياللا تنام ريما..
          التفتتْ إليها..أمي طالتْ غيبتك ..لمَ تركتني وحدي؟
          ــ ليت الأمر بيدي يا حبيبتي ..سهم حارق فرقني عنك ، لم أستطع صدّه ـ أخبريني كيف أتيتِ إليّ والدرب طويل ؟؟
          غافلتهم أمي، كان أبي كعادته، قد أطفأ ضوء مخدعه ، وأسدل الستائر متعباً، دون أن يدري بأنّي سوف ألاصق يديّ برجليّ ، أتكوّر كجنينٍ، أحنّ إلى نبضك في الحشايا، وأنام وحدي على طيفك ، بلا غطاء، بلا دواء، مرتعدةً من العتمة، من أشباحٍ تركض أمامي، ولا أقوى على الصراخ.
          تحملها إلى سرير حضنها...هيييه ...ياللا تنام ريما ..ياللا يجيها النوم..ياللا تحب الصلاة ...ياللا تحبّ الصوم..
          ترفع عنها الغطاء،لم تعد تحتاجه، تعانق جيدها، ذراعاها موقد حنان، تخترق أناملها فيض النور، تفرك عينيها، تطلب أن تغوص في قارب التوحّد، ألاّ .تبعدها عنها بعد اليوم..
          طمأنتها: لن يأخذك أحدٌ من حضني،ولكن ياصغيرتي كيف غادرتِ البيت حبيبتي؟؟؟أما خشيتِ الطريقَ الخاوي من البشر في هذه الليلة العاصفة؟وأنت تقطعين الدروب وحدك؟؟
          لم يشعر بي أحدٌ أمي، نسَوني، كانت المرأة ذات الألوان المرعبة ، تعدّ سهرة رأس السنة،تكدّس الأطباق على الطاولة ،تزدحم أصناف الطعام أمام ناظري، وأنا جائعة.
          غافلتها وهي ملهيّة عني بالانصراف إلى ولديها، وقفت على رأس أصابعي ، أمطّ جسمي، أبتغي زاداً قليلاً بحجم يدي ، تعثّرتُ بمفرش الطاولة، اندلق الوعاء، رأتني ، ركضت نحوي، لمحتُ عينيها، أخاف من عينيها حينما تغضبان، ألمح ناراً، تتطاير شررا،ً من جفني وحشٍ، يريد أن يلتهمني،لملمت أطراف ثيابي ، وأنا أحسّ بللاً ينسرب منها ،أسفل فستاني.اقتربت مني، كم أكره رائحة صدرها..!!!؟؟إنه لا يشبه أريجك..؟؟!!وشذى عطرك
          اقتربتْ أكثر، رنّة كعبها العالي أوشكت أن تطرق رأسي ، ولهاثها يفحّ في وجهي، انفلتّ من أمامها إلى الحديقة، لحقتْ بي ، حاولتْ أن تمطّ رأسها من باب الصّالة تتعقّبني بنظرها، ولكني راوغتها خلف الشجرة.
          وانشغلتْ عنّي بضيوفها، علا الضجيج في أرجاء المنزل،وشقّت الضحكات سكون الليل، كنت أسمع ارتطام الأطباق، والأكواب، ممتزجةً بالموسيقا والأغاني، والرقص الصّاخب، وألمح الشرائط المكويّة في جدائل أختي الجميلة، كدميةٍ تتخاطفها الأيدي، من وراء الشبّاك شاهدتهم.
          لهفي عليك يا صغيرتي وماذا بعد؟
          نعستُ ..طال انتظاري لندائهم، لافتقادهم لي ، ما تذكّرني أحد، خفتُ أن أدخل ، فثيابي متّسخة مبلّلة، وشعري منفوش، ووجهي يحتاج إلى رشقة ماءٍ ، تنظّفه ، وتعيد إليه ابيضاضه..
          نعستُ وما من فراشٍ يؤويني، أصطكّ برداً.
          وغادر الضيوف الصالة، وما تذكّرني أحد.
          لمحتها وهي تلمّ الأطباق، تنظّفها، تصفّفها، وصوت المكنسة الكهربائيّة، غطّتْ على صوت بكائي،وأنا أرتجف ، أخبّئ أصابعي المتيبّسة من البرد تحت إبطيّ ، ولم أعد أشعر بقدميّ كأنّ عطباً أصابهما بالخدر والموات، كنت أعانق الشجرة كلما هزّتني الريح العاصفة أتوارى خلفها..
          تعبتِ في طريقك إليّ يا قرّة عيني...أعرف كم تعبت حتى وصلتِ.!!!
          ـــ طال الانتظار ...وخدر النعاس يأخذني إليك ، كان الصقيع يلتهم كلّ قطعة من جسمي ببطءٍ، يزحف بدبيبٍ أبيضَ يقرّبني منك؟؟؟آاااه ما أصعب الوصول! كم دفعتُ عن كاهلي المطر الغزير، المختلط بندف الثلج ! كم أرعبتني شقوق السماء، والأرض ، حتى كادت تبتلعني! ولم تهدأ الريح إلاّ بعد أن صرت في مملكتك..ضميني إليك ، متعبة أنا..يا لطول رحلتي إليك.!!!
          ـــ وكيف عرفت الطريق إليّ يا عمري ..؟؟!!!
          لمّا أُطفئتْ أنوار الغرف واحدة، تلو أخرى، أيقنت بأني محرومة منسيّة، حاولت النهوض أتلمّس قبضة من أمل، خانتني قدماي ، وانطمر صدى صوتي مع هبّات الثلج ، حينذاك تذكّرت رمال البحرالذهبيّة ..حين افترشناها معاً ...وصنعتِ لي زورقاً من ورق، أنسيتِ أمي ؟؟؟أما علّمتني كيف أطلقه على صفحات الماء بعد أن أوشوشه بحلو الأمنيات كي تتحقّق ..!!؟؟
          وهذا ماكان...زحفت إلى حوض السباحة في الحديقة، أطلقتُ زورقي ، أرأيتِ هاقد أوصلني إليك، وها أنا أعبّ من حنانك ما يعوّضني وأكثر،ضمّيني ..السموم استوطنت جسدي النحيل ، أنشد السكينة والسلام بين يديك.
          ـ لن ينتزعك من صدري أحد يا حلوتي ...هييييييه ..ياللا تنام ..ياللا تنام ..غيبي بين ضلوعي، سريرك حضني، وذراعي وسادتك، أمشط عليها شعرك الناعم بأصابعي، حتى تنامي.
          وساد سكونٌ مطلقٌ ..وتبعثرتْ حقائب السفر ..تنثر ما عبّأته من هدايا اللقاء.
          وعند الصباح ..استفاق الضوء على أصوات مذعورةٍ ، تتبادل بجنونٍ: الاتهامات ، واللعنات.
          أصواتٌ تتباكى على جسد طفلة ، ما عاد يعنيها ما تسمع، تنظر إلى السماء بعينين بريئتين، على وجهها طيف ابتسامة نورانيّة ، ويدٍ تقبض على زورقٍ ورقيّ، حقّق الأمنيات، قبل أن يلامس الماء.

          السيدة والعزيزة إيمان
          أسماء كثيرة أبتهج حين أرى قصة جديدة لها وتدركين جيدا تفاعلي مع نغم حوفك
          قصة جميلة ملكتني حروفها فسرت مع الطفلة في كل خطواتها الحزينة
          باقة من ياسمين لروحك

          تعليق

          • إيمان الدرع
            نائب ملتقى القصة
            • 09-02-2010
            • 3576

            #35
            المشاركة الأصلية بواسطة وسام دبليز مشاهدة المشاركة
            السيدة والعزيزة إيمان
            أسماء كثيرة أبتهج حين أرى قصة جديدة لها وتدركين جيدا تفاعلي مع نغم حروفك
            قصة جميلة ملكتني حروفها فسرت مع الطفلة في كل خطواتها الحزينة
            باقة من ياسمين لروحك
            غاليتي وسام:
            يا ذهبيّة الاسم، والقلب ، والحروف .
            هل ما زلتِ تحبّين / طلّي بالأبيض / كما قلت لي يوماً مرّة ونحن نتحاور؟؟
            كم رائع لو يصادفنا في طريق الحياة أشخاص، يحملون في أرواحهم هذا الفيض الصادق الراقي من المشاعر..
            كما ألمسه الآن في حروفك البيضاء كالياسمين..!!!!
            أشكرك ..لا حرمني الله من روعة حضورك..
            وكل عامٍ وأنت بألف خير ..وقد حقّق الله كلّ أمنياتك القريبة والبعيدة..
            كل عامٍ وانت الإبداع..
            كل عام وسوريا .... النور، والمحبة، وشمس الضياء.
            وحيّاااااااااااكِ.

            تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

            تعليق

            • رويده العاني
              أديب وكاتب
              • 08-05-2010
              • 225

              #36
              استاذة إيمان الدرع
              بكيت على هذه الطفلة وهي بردانة ووحيده
              زوجات الآباء قاسيات ولا يهمهن ابناء الزوج
              الدنيا قاسية على الفتيات الصغيرات والبرد جعلها تتجمد
              اردت ان أبكي عليها
              نصك مؤلم استاذه إيمان وفيه حقيقه نعيشها
              سلامي لك
              رويده العاني
              حتماً اليك, حتى بعد الفراق ..!

              تعليق

              • إيمان الدرع
                نائب ملتقى القصة
                • 09-02-2010
                • 3576

                #37
                المشاركة الأصلية بواسطة رويده العاني مشاهدة المشاركة
                استاذة إيمان الدرع
                بكيت على هذه الطفلة وهي بردانة ووحيده
                زوجات الآباء قاسيات ولا يهمهن ابناء الزوج
                الدنيا قاسية على الفتيات الصغيرات والبرد جعلها تتجمد
                اردت ان أبكي عليها
                نصك مؤلم استاذه إيمان وفيه حقيقه نعيشها
                سلامي لك
                رويده العاني
                أهلاً بالحبيبة بنت الغالية ..
                أين أنت رويدة ؟؟؟
                فرحتي بحضورك لا يحيط بها التعبير..
                أنت الكاتبة الواعدة، التي أحببتُ قلمها، ولم أنسَ روعة تعبيرها، وحسّها الوطني..
                لا أستغرب من شفافيّة قلبك ،ورهافة مشاعرك..
                لقد ربّيت على يد نخلةٍ سامقة ، لها التقاطات وطنٍ تنزفه سطورها..
                المشكلة حبيبتي لا تكمن في الخالة / زوجة الأب/ بالمطلق
                بل بالقلوب المتحجّرة التي لا تعرف الرحمة..
                هناك أمثلة تدحض هذه الصورة، الخالة فيها تراعي الله في أولاد زوجها وتعاملهم كما لو كانوا من روحها..
                دعيني أقبّل عينيك حبيبة قلبي ...يعزّ عليّ أن أرى دموعهما..
                فالحياة جميلة رغم كلّ الألم ، ونستحقّ أن نعيشها بجدارةٍ..
                ما أروعك رويدة...يالهذه الزيارة التي فاجأتني بعبيرها...
                أنتظر جديدك يا ابنتي ..الذكيّة الجميلة
                لك المستقبل الجميل بعون الله ..لنراكِ في القمّة التي نتمناها لكِ.
                أقرّ الله بك عين أمّك القريبة من روحي ..يا شتلةً من نخيلها الباسق.
                وكلّ عام وأنت للعلا أقرب..وقد حقّقتِ كلّ أمنياتك..
                حيّاااااااااااااكِ.

                تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                تعليق

                • خالد يوسف أبو طماعه
                  أديب وكاتب
                  • 23-05-2010
                  • 718

                  #38
                  أمنية من ورق
                  نص متين ولعبت القديرة إيمان فيه دورا مهما في تقمص شخصية الطفلة وبث مشاعرها وهذا ليس سهلا أبدا بنزول الكاتب بكل شيء في مشاعره وأفكاره وأحاسيسه وعقلتيه للطفل وهذا ما يعرفه أكثر مني القدير ربيع عقب الباب الذي هو بمثابة عملاق في كتابة قصة الطفل بجميع أنواعها وهذا ما جعلني أتحدث بهذه الصيغة هنا ولست ناقدا ولا كاتبا للطفل !
                  أخيتي العزيزة إيمان الدرع
                  مذهل هذا النص وهذا الدور الرائع وهذه اللغة الجميلة والتصوير البليغ رغم مرارة الألم التي تذوقتها في النص
                  بالمناسبة عندك نفس جميل وطويل في الكتابة الطويلة حاولي في الرواية وستنجحين بإذن الله
                  سلامي للأهل
                  مودتي
                  التعديل الأخير تم بواسطة خالد يوسف أبو طماعه; الساعة 30-12-2011, 18:02.
                  sigpicلن نساوم حتى آخر قطرة دم فينا

                  تعليق

                  • إيمان الدرع
                    نائب ملتقى القصة
                    • 09-02-2010
                    • 3576

                    #39
                    المشاركة الأصلية بواسطة خالد يوسف أبو طماعه مشاهدة المشاركة
                    أمنية من ورق
                    نص متين ولعبت القديرة إيمان فيه دورا مهما في تقمص شخصية الطفلة وبث مشاعرها وهذا ليس سهلا أبدا بنزول الكاتب بكل شيء في مشاعره وأفكاره وأحاسيسه وعقلتيه للطفل وهذا ما يعرفه أكثر مني القدير ربيع عقب الباب الذي هو بمثابة عملاق في كتابة قصة الطفل بجميع أنواعها وهذا ما جعلني أتحدث بهذه الصيغة هنا ولست ناقدا ولا كاتبا للطفل !
                    أخيتي العزيزة إيمان الدرع
                    مذهل هذا النص وهذا الدور الرائع وهذه اللغة الجميلة والتصوير البليغ رغم مرارة الألم التي تذوقتها في النص
                    بالمناسبة عندك نفس جميل وطويل في الكتابة الطويلة حاولي في الرواية وستنجحين بإذن الله
                    سلامي للأهل
                    مودتي
                    الأخ الغالي خالد ...
                    لو تدري كم تفرحني مداخلاتك القيّمة
                    لأنك تكتبها بروحٍ جميلةٍ ، لشخصيّةٍ فاضلةٍ ، أقدّرها ، وأحترمها..
                    سأحرص بعون الله على تقديم الأفضل، والأفضل ..
                    طالما أنتم حولي بروعة قلوبكم ..
                    أمنيتي يا أديبنا الكبير ..
                    أن أنجز ما بدأت به، في خطوط روايةٍ، صارت حلمي ..
                    لولا انشغال بالٍ، يستنزفني، ويعيق تحرّك أبطالها فوق السطور.
                    تمعّنتُ بما خطّته يدك الكريمة هنا من ملاحظةٍ في مكانها ..
                    بأني أميل إلى الكتابة الروائيّة ..وأنتظر بزوغ فجر ولادتها بأقرب وقتٍ..وبتوفيقٍ من الله. وبدعائكم.
                    الأهل يهدونك السلام ،ويسألون الله الفرج والعون، لهم ولسائر أوطاننا الأغلى ..
                    أشكرك وحيّاااااااااااكَ.

                    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                    تعليق

                    • روان عبد الكريم
                      أديب وكاتب
                      • 21-03-2010
                      • 185

                      #40
                      وعادت بائعة الكبريت الصغيرة فى صورة ريما

                      هكذا ظننت فى البداية ..لكن لريما نكهة اخرى تحمل رائحة سوط زوجة الاب واهمال الاب نفسه
                      احببت القصة كثيراكم يروق لى حوار الارواح الطيبة

                      تعليق

                      • إيمان الدرع
                        نائب ملتقى القصة
                        • 09-02-2010
                        • 3576

                        #41
                        المشاركة الأصلية بواسطة روان عبد الكريم مشاهدة المشاركة
                        وعادت بائعة الكبريت الصغيرة فى صورة ريما

                        هكذا ظننت فى البداية ..لكن لريما نكهة اخرى تحمل رائحة سوط زوجة الاب واهمال الاب نفسه
                        احببت القصة كثيراكم يروق لى حوار الارواح الطيبة
                        أهلا بك روان الغالية..
                        كم من بائعات كبريت تجول بشوارعنا الخلفية تحت الثلج والمطر
                        وبمسّياتٍ عدّة..!!!
                        آاااه روان ...لاشيء يقهر الروح مثل الطفولة المعذبة التي لم تأخذ حقها من الحياة
                        وكم من طفولةٍ أُهرقتْ قبل أن يشتدّ عودها..
                        والقسوة الكامنة هنا أنها على يد أقرب الناس..
                        أشكرك روان المبدعة
                        وأشكر الرّوح الطيّبة التي تسكنك..
                        لأنك من خلالها قرأتِ النصّ.
                        كل عام وأنت الأروع ..
                        حيّااااااااااااااكِ.

                        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                        تعليق

                        • جميل داري
                          شاعر
                          • 05-07-2009
                          • 384

                          #42
                          المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
                          أمنية من ورق






                          ريما ..يا صغيرتي الحلوة ...هل وصلتِ ...طيري إليّ حبيبتي ..جدّفي الموج، اطوي المسافة الفاصلة ما بيننا بأمان ، أغمضي عينيك برفقٍ ، واقطعي الحديقة بسلامٍ ، وإيّاك أن تتعثّري بالسياج، أنا بانتظارك ..
                          هاقد أتيتك أمي ..دثّريني ..الطقس شديد البرودة، والريح تصفر، وأمواج البحر تعلو ..تعلو ..ترطم الشاطئ بلا هوادة ، خذي أمي، قطفت لك طاقة من الزهور البريّة هديّة العام الجديد، لملمتها من بوادي أشواقي .
                          رأيت في طريقي إليك الكثير من الأطفال بثيابهم الجديدة ،يغنون، يرقصون ، يشعلون شموع العيد ،يتزلّجون فوق ثلج الروابي، ويزيّنون الأشجار بأضواء أحلامهم، رأيت الكثير من علب الهدايا ، الملفوفة بأشرطة ملوّنةٍ ، يلتفّون حولها بلهفةٍ، ليفضّوها بدهشةٍ وفرحٍ.
                          شدّتها إلى صدرها ، أدخلتها في أضلاعها في ممرّ سرّي لاتصل إليه يد تنزعها من جديد، مسحتْ عن جبينها القطرات الفضيّة الباردة، أدفأت نبضها المتسارع كعصفور دوريّ مضطرب، وتغلغلتْ بأناملها تلامس نجوم الليل العالقة بشعرها ، تقبّلها ، تشمّها، تهدهدها..
                          أرختْ عينيها الناعستين، كبحّار يشتهي النوم بعد أن تاه في مدن البحار،وصدى أغنيتها القديمة يداعب جوارحها...ياللا تنام ريما..
                          التفتتْ إليها..أمي طالتْ غيبتك ..لمَ تركتني وحدي؟
                          ــ ليت الأمر بيدي يا حبيبتي ..سهم حارق فرقني عنك ، لم أستطع صدّه ـ أخبريني كيف أتيتِ إليّ والدرب طويل ؟؟
                          غافلتهم أمي، كان أبي كعادته، قد أطفأ ضوء مخدعه ، وأسدل الستائر متعباً، دون أن يدري بأنّي سوف ألاصق يديّ برجليّ ، أتكوّر كجنينٍ، أحنّ إلى نبضك في الحشايا، وأنام وحدي على طيفك ، بلا غطاء، بلا دواء، مرتعدةً من العتمة، من أشباحٍ تركض أمامي، ولا أقوى على الصراخ.
                          تحملها إلى سرير حضنها...هيييه ...ياللا تنام ريما ..ياللا يجيها النوم..ياللا تحب الصلاة ...ياللا تحبّ الصوم..
                          ترفع عنها الغطاء،لم تعد تحتاجه، تعانق جيدها، ذراعاها موقد حنان، تخترق أناملها فيض النور، تفرك عينيها، تطلب أن تغوص في قارب التوحّد، ألاّ .تبعدها عنها بعد اليوم..
                          طمأنتها: لن يأخذك أحدٌ من حضني،ولكن ياصغيرتي كيف غادرتِ البيت حبيبتي؟؟؟أما خشيتِ الطريقَ الخاوي من البشر في هذه الليلة العاصفة؟وأنت تقطعين الدروب وحدك؟؟
                          لم يشعر بي أحدٌ أمي، نسَوني، كانت المرأة ذات الألوان المرعبة ، تعدّ سهرة رأس السنة،تكدّس الأطباق على الطاولة ،تزدحم أصناف الطعام أمام ناظري، وأنا جائعة.
                          غافلتها وهي ملهيّة عني بالانصراف إلى ولديها، وقفت على رأس أصابعي ، أمطّ جسمي، أبتغي زاداً قليلاً بحجم يدي ، تعثّرتُ بمفرش الطاولة، اندلق الوعاء، رأتني ، ركضت نحوي، لمحتُ عينيها، أخاف من عينيها حينما تغضبان، ألمح ناراً، تتطاير شررا،ً من جفني وحشٍ، يريد أن يلتهمني،لملمت أطراف ثيابي ، وأنا أحسّ بللاً ينسرب منها ،أسفل فستاني.اقتربت مني، كم أكره رائحة صدرها..!!!؟؟إنه لا يشبه أريجك..؟؟!!وشذى عطرك
                          اقتربتْ أكثر، رنّة كعبها العالي أوشكت أن تطرق رأسي ، ولهاثها يفحّ في وجهي، انفلتّ من أمامها إلى الحديقة، لحقتْ بي ، حاولتْ أن تمطّ رأسها من باب الصّالة تتعقّبني بنظرها، ولكني راوغتها خلف الشجرة.
                          وانشغلتْ عنّي بضيوفها، علا الضجيج في أرجاء المنزل،وشقّت الضحكات سكون الليل، كنت أسمع ارتطام الأطباق، والأكواب، ممتزجةً بالموسيقا والأغاني، والرقص الصّاخب، وألمح الشرائط المكويّة في جدائل أختي الجميلة، كدميةٍ تتخاطفها الأيدي، من وراء الشبّاك شاهدتهم.
                          لهفي عليك يا صغيرتي وماذا بعد؟
                          نعستُ ..طال انتظاري لندائهم، لافتقادهم لي ، ما تذكّرني أحد، خفتُ أن أدخل ، فثيابي متّسخة مبلّلة، وشعري منفوش، ووجهي يحتاج إلى رشقة ماءٍ ، تنظّفه ، وتعيد إليه ابيضاضه..
                          نعستُ وما من فراشٍ يؤويني، أصطكّ برداً.
                          وغادر الضيوف الصالة، وما تذكّرني أحد.
                          لمحتها وهي تلمّ الأطباق، تنظّفها، تصفّفها، وصوت المكنسة الكهربائيّة، غطّتْ على صوت بكائي،وأنا أرتجف ، أخبّئ أصابعي المتيبّسة من البرد تحت إبطيّ ، ولم أعد أشعر بقدميّ كأنّ عطباً أصابهما بالخدر والموات، كنت أعانق الشجرة كلما هزّتني الريح العاصفة أتوارى خلفها..
                          تعبتِ في طريقك إليّ يا قرّة عيني...أعرف كم تعبت حتى وصلتِ.!!!
                          ـــ طال الانتظار ...وخدر النعاس يأخذني إليك ، كان الصقيع يلتهم كلّ قطعة من جسمي ببطءٍ، يزحف بدبيبٍ أبيضَ يقرّبني منك؟؟؟آاااه ما أصعب الوصول! كم دفعتُ عن كاهلي المطر الغزير، المختلط بندف الثلج ! كم أرعبتني شقوق السماء، والأرض ، حتى كادت تبتلعني! ولم تهدأ الريح إلاّ بعد أن صرت في مملكتك..ضميني إليك ، متعبة أنا..يا لطول رحلتي إليك.!!!
                          ـــ وكيف عرفت الطريق إليّ يا عمري ..؟؟!!!
                          لمّا أُطفئتْ أنوار الغرف واحدة، تلو أخرى، أيقنت بأني محرومة منسيّة، حاولت النهوض أتلمّس قبضة من أمل، خانتني قدماي ، وانطمر صدى صوتي مع هبّات الثلج ، حينذاك تذكّرت رمال البحرالذهبيّة ..حين افترشناها معاً ...وصنعتِ لي زورقاً من ورق، أنسيتِ أمي ؟؟؟أما علّمتني كيف أطلقه على صفحات الماء بعد أن أوشوشه بحلو الأمنيات كي تتحقّق ..!!؟؟
                          وهذا ماكان...زحفت إلى حوض السباحة في الحديقة، أطلقتُ زورقي ، أرأيتِ هاقد أوصلني إليك، وها أنا أعبّ من حنانك ما يعوّضني وأكثر،ضمّيني ..السموم استوطنت جسدي النحيل ، أنشد السكينة والسلام بين يديك.
                          ـ لن ينتزعك من صدري أحد يا حلوتي ...هييييييه ..ياللا تنام ..ياللا تنام ..غيبي بين ضلوعي، سريرك حضني، وذراعي وسادتك، أمشط عليها شعرك الناعم بأصابعي، حتى تنامي.
                          وساد سكونٌ مطلقٌ ..وتبعثرتْ حقائب السفر ..تنثر ما عبّأته من هدايا اللقاء.
                          وعند الصباح ..استفاق الضوء على أصوات مذعورةٍ ، تتبادل بجنونٍ: الاتهامات ، واللعنات.
                          أصواتٌ تتباكى على جسد طفلة ، ما عاد يعنيها ما تسمع، تنظر إلى السماء بعينين بريئتين، على وجهها طيف ابتسامة نورانيّة ، ويدٍ تقبض على زورقٍ ورقيّ، حقّق الأمنيات، قبل أن يلامس الماء.


                          أمنية من ورق
                          عنوان مدجج ببلاغته ..فيه إيجازان :القصر والحذف ..فقد حذف المبتدأ :هي وصفة الأمنية وهي: مصنوعة فلم يبق إلا الخبر :أمنية ومتعلقا الصفة المحذوفة:من ورق..كذلك جاء العنوان نكرة دالا على عمومية الأمنية والورق فليس في القصة أمنية محددة بعينها بل تتعدد الأمنيات: اللقاء بالأم ..التخلص من البرد والوحدة والجوع ..وربما الموت طوعا أو كرها ..وتنكير ورق دال على عدم أهمية نوع وحجم هذا الورق..
                          والبلاغة هنا في هذا الإيجاز الذي قال عنه الجاحظ:" خير الكلام ما كان قليله يغنيك عن كثيره"
                          وقد جاءت بداية القصة متوترة ولا شيء أدل على التوتر من الأسلوب الإنشائي بأنواعه:

                          " ريما ..يا صغيرتي الحلوة ...هل وصلتِ ...طيري إليّ حبيبتي ..جدّفي الموج، اطوي المسافة الفاصلة ما بيننا بأمان ، أغمضي عينيك برفقٍ ، واقطعي الحديقة بسلامٍ ، وإيّاك أن تتعثّري بالسياج، أنا بانتظارك "
                          فقد جاء هنا النداء والاستفهام والأمر والتحذير .. ثم انتهى بالخبر المفاجئ المتوتر ايضا: أنا بانتظارك
                          رائحة الزمن كانت تضوع في أرجاء النص كله ..الزمن ببعديه :الماضي والحاضر عن طريق تقنية الاسترجاع القادرة على إبراز عمق الفجيعة التي تعانيها طفلة وحيدة في عالم حجري وثلجي .. الطفلة بخيالها الشاسع تلوذ بذكرى أمها الراحلة فتعيش أهنأ لحظاتها محاولة نسيان حاضرها المدجج بوحشية البشر وقسوة الطبيعة ولا معقولية الحياة..
                          توقفت مليا عند رغبة الطفلة في إهداء أمها زهورا برية .. لماذا لم تكن أهلية؟؟ يقينا أن الطفلة في لا شعورها تدرك أن كل ما تطاله يد الآخرين هو الجحيم على حد قول سارتر..
                          لقد تضافرت كل عناصر القص في تناغم أصيل لتضفي على القصة عذابها وعذوبتها: لا سيما السرد ووصف الشخصيات فمعظم الوصف يأتي على لسان البطلة الطفلة : وصف الزوجة ووالدها وأمها وما حولها من الطبيعة ..
                          مواقف الحياة كثيرة وهذا واحد منها ولكن المبدع يتوقف عند واحد منها ومن خلالها يعبر عن فكره ومشاعره ونظرته للحياة..
                          الكاتب البارع يستطيع بأسلوبه الفني وموهبته الفذة أن يتقمص شخصية أبطاله ويكون لسان حالهم وهذا ما فعلته هنا المبدعة القديرة إيمان .. فلو تحدثت بلغة الطفلة نفسها لتعثرت وتلجلجت ولكان الافتعال واضحا.. أي أنها تعبر عن مشاعر الطفلة بلغتها هي كون الطفلة عاجزة ان تعبر عن أعماقها القصية ..
                          للقصة هذه النكهة الطفلية الخاصة لكنها تعبير عن عالم البشر جميعا .. وأرى انه من الخير لها انها ماتت ورحلت بكل براءتها ..فما معنى ان تبقى في عالم يرفضها واذا رضي بها فلكي يخبئ لها حياة مشوهة لا معنى لها
                          فكرة القصة كما ارى هي ادانة للتوحش داخل الانسان .. فما ذنب هذه الصغيرة التي تخلى عنها الجميع في وقت هي بامس الحاجة اليهم..

                          ريما..
                          يا أيتهاالطفله
                          يا مأساة القلب الفاقد ظله
                          يا سوسنة في عاصفة
                          في آخر ليله
                          كان عليك الموت
                          حياتك كانت تنقصها قبله
                          غابت أمك خلف سياج الكون
                          تركتك بصحراء العالم رمله
                          ريما
                          تركت دنيانا لتقول لنا:
                          ما أتعس أرواحكم المكتظة بالعله
                          هل يخجلكم موتي؟؟
                          أو ما كان لديكم أي مكان؟
                          ما أضيق عالمكم
                          ما أتفهكم من مله
                          سألوذ بأمي
                          أمي الطفله

                          قرأت بسرعة ما كتبته المبدعة دينا نبيل
                          ولي إليها عودة لأنهل من نقدها الثري
                          كما لم أشأ التطرق الى ما تطرق اليه غيري في المداخلات الجميلة


                          المبدعة الفاضلة إيمان
                          قصتك ترقى إلى مصاف القصص التي كتبها كبار الكتاب
                          وليس غريبا أن يثار حولها الجدل الكثير
                          فهي قصة تترك في النفس أثرا لا يزول
                          وأنا على يقين أنك على مبدأ ناظم حكمت الذي قال:
                          أجمل القصائد تلك التي لم نكتبها بعد..
                          حقا..الكتابة حياة عظيمة

                          دمت في بهاء
                          التعديل الأخير تم بواسطة جميل داري; الساعة 01-01-2012, 09:35.

                          تعليق

                          • ربيع عقب الباب
                            مستشار أدبي
                            طائر النورس
                            • 29-07-2008
                            • 25792

                            #43
                            على جناحي يمامة
                            عشنا ليلة مدهشة معها و معك
                            و كم كان الحديث مورقا و مدهشا
                            و كانت الغرفة تعج بالحضور الذين أحبوا العمل و سعوا إلي المشاركة
                            ليتك كنت معنا و رؤية دينا نبيل الجميلة
                            و أيضا وقوف صادق منذر المدهش إلي جانب قلمك و كأنه يعرفك من ألف عام
                            فكانت الروح ترقص و تتهلل بمدي ما حققت في هذا العمل من نجاح
                            و تفوق ، حين كان السرد محطما لللغة و الزمكانية !
                            كم كنت رائعة إيمان الدرع
                            و كم كانت سهرة مدهشة !!

                            سنة مدهشة و خضراء يانعة بالخير و الصحة و الإبداع
                            علينا جميعا و على أمتنا العربية
                            sigpic

                            تعليق

                            • إيمان الدرع
                              نائب ملتقى القصة
                              • 09-02-2010
                              • 3576

                              #44
                              المشاركة الأصلية بواسطة جميل داري مشاهدة المشاركة
                              أمنية من ورق
                              عنوان مدجج ببلاغته ..فيه إيجازان :القصر والحذف ..فقد حذف المبتدأ :هي وصفة الأمنية وهي: مصنوعة فلم يبق إلا الخبر :أمنية ومتعلقا الصفة المحذوفة:من ورق..كذلك جاء العنوان نكرة دالا على عمومية الأمنية والورق فليس في القصة أمنية محددة بعينها بل تتعدد الأمنيات: اللقاء بالأم ..التخلص من البرد والوحدة والجوع ..وربما الموت طوعا أو كرها ..وتنكير ورق دال على عدم أهمية نوع وحجم هذا الورق..
                              والبلاغة هنا في هذا الإيجاز الذي قال عنه الجاحظ:" خير الكلام ما كان قليله يغنيك عن كثيره"
                              وقد جاءت بداية القصة متوترة ولا شيء أدل على التوتر من الأسلوب الإنشائي بأنواعه:

                              " ريما ..يا صغيرتي الحلوة ...هل وصلتِ ...طيري إليّ حبيبتي ..جدّفي الموج، اطوي المسافة الفاصلة ما بيننا بأمان ، أغمضي عينيك برفقٍ ، واقطعي الحديقة بسلامٍ ، وإيّاك أن تتعثّري بالسياج، أنا بانتظارك "
                              فقد جاء هنا النداء والاستفهام والأمر والتحذير .. ثم انتهى بالخبر المفاجئ المتوتر ايضا: أنا بانتظارك
                              رائحة الزمن كانت تضوع في أرجاء النص كله ..الزمن ببعديه :الماضي والحاضر عن طريق تقنية الاسترجاع القادرة على إبراز عمق الفجيعة التي تعانيها طفلة وحيدة في عالم حجري وثلجي .. الطفلة بخيالها الشاسع تلوذ بذكرى أمها الراحلة فتعيش أهنأ لحظاتها محاولة نسيان حاضرها المدجج بوحشية البشر وقسوة الطبيعة ولا معقولية الحياة..
                              توقفت مليا عند رغبة الطفلة في إهداء أمها زهورا برية .. لماذا لم تكن أهلية؟؟ يقينا أن الطفلة في لا شعورها تدرك أن كل ما تطاله يد الآخرين هو الجحيم على حد قول سارتر..
                              لقد تضافرت كل عناصر القص في تناغم أصيل لتضفي على القصة عذابها وعذوبتها: لا سيما السرد ووصف الشخصيات فمعظم الوصف يأتي على لسان البطلة الطفلة : وصف الزوجة ووالدها وأمها وما حولها من الطبيعة ..
                              مواقف الحياة كثيرة وهذا واحد منها ولكن المبدع يتوقف عند واحد منها ومن خلالها يعبر عن فكره ومشاعره ونظرته للحياة..
                              الكاتب البارع يستطيع بأسلوبه الفني وموهبته الفذة أن يتقمص شخصية أبطاله ويكون لسان حالهم وهذا ما فعلته هنا المبدعة القديرة إيمان .. فلو تحدثت بلغة الطفلة نفسها لتعثرت وتلجلجت ولكان الافتعال واضحا.. أي أنها تعبر عن مشاعر الطفلة بلغتها هي كون الطفلة عاجزة ان تعبر عن أعماقها القصية ..
                              للقصة هذه النكهة الطفلية الخاصة لكنها تعبير عن عالم البشر جميعا .. وأرى انه من الخير لها انها ماتت ورحلت بكل براءتها ..فما معنى ان تبقى في عالم يرفضها واذا رضي بها فلكي يخبئ لها حياة مشوهة لا معنى لها
                              فكرة القصة كما ارى هي ادانة للتوحش داخل الانسان .. فما ذنب هذه الصغيرة التي تخلى عنها الجميع في وقت هي بامس الحاجة اليهم..

                              ريما..
                              يا أيتهاالطفله
                              يا مأساة القلب الفاقد ظله
                              يا سوسنة في عاصفة
                              في آخر ليله
                              كان عليك الموت
                              حياتك كانت تنقصها قبله
                              غابت أمك خلف سياج الكون
                              تركتك بصحراء العالم رمله
                              ريما
                              تركت دنيانا لتقول لنا:
                              ما أتعس أرواحكم المكتظة بالعله
                              هل يخجلكم موتي؟؟
                              أو ما كان لديكم أي مكان؟
                              ما أضيق عالمكم
                              ما أتفهكم من مله
                              سألوذ بأمي
                              أمي الطفله

                              قرأت بسرعة ما كتبته المبدعة دينا نبيل
                              ولي إليها عودة لأنهل من نقدها الثري
                              كما لم أشأ التطرق الى ما تطرق اليه غيري في المداخلات الجميلة


                              المبدعة الفاضلة إيمان
                              قصتك ترقى إلى مصاف القصص التي كتبها كبار الكتاب
                              وليس غريبا أن يثار حولها الجدل الكثير
                              فهي قصة تترك في النفس أثرا لا يزول
                              وأنا على يقين أنك على مبدأ ناظم حكمت الذي قال:
                              أجمل القصائد تلك التي لم نكتبها بعد..
                              حقا..الكتابة حياة عظيمة

                              دمت في بهاء

                              أستاذي القدير : جميل داري..
                              كلّما حاولت البدء في الردّ على مداخلتك القيّمة...
                              ينتابني شعور مسبقٌ بأني لن أفيها حقّها..
                              لقد زرعتَ وروداً بين السطور ، أينعتْ ، ونشرت شذاها، وعطرها..وفاحتْ حبوراً وسعادةً ، استوطنت مشهد النصّ
                              وأعطته، بعداً جميلاً ، أشرق بروحي رضاً ..
                              تناولتَ زوايا جديدة ، عبّرتْ عن مدى الثقافة الغزيرة التي تحملها، في عقلك النيّر ..
                              وفكرك الواعي، الذي دلّل عليه تقييمك، ونقدك الهادف.
                              أدهشتني مداخلتك، وقرأتها أكثر من مرّة، وفي كلّ مرّة تأتي إنارة جديدة، أقبض عليها بخاطري.
                              والأروع نثريتك التي أدمعت عيني، لفرط عمقها، وتأثيرها في الروح
                              وكأنك قد طبعت النصّ في ذاكرتك، لتردّه إبداعاً غاص في المشهد حدّ التطابق، غير أنه أكثرتحليقاً.
                              أشكرك زميلي الراقي..وأديبنا المميّز، وشاعرنا المدهش.
                              حيّااااااااااكَ.

                              تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                              تعليق

                              • إيمان الدرع
                                نائب ملتقى القصة
                                • 09-02-2010
                                • 3576

                                #45
                                المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                                على جناحي يمامة
                                عشنا ليلة مدهشة معها و معك
                                و كم كان الحديث مورقا و مدهشا
                                و كانت الغرفة تعج بالحضور الذين أحبوا العمل و سعوا إلي المشاركة
                                ليتك كنت معنا و رؤية دينا نبيل الجميلة
                                و أيضا وقوف صادق منذر المدهش إلي جانب قلمك و كأنه يعرفك من ألف عام
                                فكانت الروح ترقص و تتهلل بمدي ما حققت في هذا العمل من نجاح
                                و تفوق ، حين كان السرد محطما لللغة و الزمكانية !
                                كم كنت رائعة إيمان الدرع
                                و كم كانت سهرة مدهشة !!

                                سنة مدهشة و خضراء يانعة بالخير و الصحة و الإبداع
                                علينا جميعا و على أمتنا العربية
                                أستاذي القدير ربيع:
                                أتدري؟؟؟
                                مداخلتك كانت الهديّة الكبرى لي في عامنا الجديد هذا..
                                ليتك تعلم كم غمرتني بفرحةٍ، أهدت إلى قلبي حبوراً، كنت أنتظره بلهفةٍ !!!
                                هذه الصورة التي نقلتها أشعرتني بقيمة ما أكتب..
                                بأنّ زملاء في قمّة إبداعهم .. وخبراتهم ،كانوا معي بكلّ هذه الموضوعيّة ، والاحتواء، والتفاعل.
                                وفي الواقع أكثر ما أبهجني :
                                معرفتي بأنهم لم يجاملوا يوماً، على حساب المعايير الدقيقة، التي يتناولون فيها بالنقد ، أيّ نصّ أدبيّ، بين أيديهم.
                                ولم أتفاجأ بالأستاذ الصادق المنذر أبداً ..
                                فهو يعرف تفاصيل كتاباتي، ومدلولاتها، أكثر ممّا أعرفها في نفسي..
                                طالما تناول بالنقد الجادّ ، الهادف، نصّين من أعمالي، منذ بداية مشاركاتي في الملتقى:
                                /آااه لو تشرق الشّمس / و/ هروب عند منتصف اللّيل/..
                                لم يترك شاردة، أو واردةً، إلا وتناولها باهتمامٍ، أكبر من أن أصفه
                                لديه ملكة كبيرة في النقد ، تشعرك بمكانتك، وبقيمة ما تكتب، ويضيف لرؤاك أكثر مما تصوّرته ، وأنت تخطّ النصّ بفيض قلمٍ، ينثر فوران لحظة كتابةٍ، في صدرك.
                                أشكرك ربيعنا الغالي...كنت تنقل الخبر متهلّلا، وكأنه لك..
                                أيّ إنجازٍ لنا ، يصبّ عندك في دائرة فرحك،لأنك تملك قلباً من ذهبٍ ، يسعى دائماً لبذل مابوسعه، في سبيل تحقيق التفوّق على أنفسنا.
                                فتبسط لنا يد خبرتك ، واهتمامك، وتوجيهك المثمر ، بإحساسٍ كبيرٍ بأن ما تقوم به رسالة سامية، بعيدة الأهداف.
                                تمنّيت لو كنت معكم أستاذي، في الغرفة الصوتيّة أثناء المناقشة، ولكن ما باليد حيلة، فوضع النت، والكهرباء، عقبتان كبيرتان تمنعان ذلك.
                                أشكركم ، كأني بينكم ، وقد أتتني الصورة بكلّ رونقها، وفرحتها .
                                لا حُرمتكم جميعاً.
                                حيّاااااااااااكم.

                                تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                                تعليق

                                يعمل...
                                X