المشاركة الأصلية بواسطة محمد سليم
مشاهدة المشاركة
القدير .. أ / محمد سليم ..
الكاتب المتميز صاحب أجمل قلم ساخر ..
أسعدني حقيقة أن تقوم بعرض قراءتك التفكيكية في متصفحي التواضع ، فأضافت بذلك بعدا جديدا لما كتبت
ويسعدني أن يكون هذا المتصفح ساحة نتحاور فيها جميعا سواء حول القصة أو القراءة المتواضعة التي تقدمت بها حول القصة
وقد طالعت قراءتك التفكيكية المتميزة وكنت أود ان أتناقش مع حضرتك في بعض النقاط بها :
1- عند تناول حضرتك لظروف كتابة القصة قلت : " والتي جعلت القارئ وجعلتني محصورا في معنىوفحوى الخبر المنشور عن حادثة موت الطفل"
في الحقيقة عند تقديم صاحبة الدراسة النقدية لبحثها لم تورد أنها ستناقش هذا الظرف الاجتماعي الذي أثار القاصة لكتابة القصة وإنما ذلآليات كتغيير الشخوص والزمان والمكان ، فكان لهذا دور لا يمكن التغافل عنه في خلق هذا العمل الأدبي
2- العنوان : رائع سيدي ما قمت به من الربط بين ( أمنية من ورق ) أو الزورق الورقي و ( مراكب الشمس ) الخاصة بالفراعنة ، رغم أن الاثنين وسيلة انتقال لعالم الموت إلا أن المفارقة في شيء ..
مراكب الشمس ---- تناسب الفراعنة وهي بجانب الأهرامات تلك المقابر عظيمة وشامخة البنيان فاستحق إضافة هذه المراكب للشمس ، وقد رأيتها بعيني تلك المراكب الفاخرة الذهبية الرائعة !
زورق الورق ---- يناسب هذه الفتاة المنقطعة الحول والقوة ، هذه الفتاة البسيطة التي لا تحلم بتخليد جسدها كالفراعنة وليس لها أي أمل سوى العودة إلى دفء حضن أمها في الجو القارس
ولايمكن إغفال ما يحويه العنوان من ( انزياح ) بين كلمتي ( أمنية – ورق ) فالأمنية مصدرها من الورق ، ذلك الشيء الضعيف الذي يذوب بملامسة الماء لكنه يرتبط بالأم .. فكيف يتعلق إنسان بورق ضعيف إلا لما يأكله الياأس !
3- لإخوة ..أخين؛لم يظهرا ..ولم نعرف عنهما شيئا إلا من خلال السياق العام للسرد ..ولاأدري ما أهمية وجودهما أصلا بهكذا حكاية وكنت أتمنى عدم التنويه عنهما بلالاكتفاء بطفلة وحيدة كي يكون للحكاية تأثيرا ووقعا أكبر على القارئ
أختلف معك تماما سيدي في هذه النقطة ، بل أرى أن ذكر الإخوة ضروري للغاية ، والواضح هنا أنهما إما إخوة غير أشقاء للطفلة أو أنهما أبناء زوجة الأب فقط إلا أنني أميل للرأي الثاني لأن الفاصل الزمني بين موت الأم وحدث القصة كما يشعر المتلقي ليس بعيدا ، لذا فهذا يوضح التفريق في المعاملة بين الطفلة وابناء زوجة الأب ، وهذا بدوره يعكس شيئين : عدم مبالاة الأب لابنته اليتيمة الأم وكيف سيكون شعورها لما ترى الأطفال أمام ناظريها صباح مساء يغترفون من أحضان أمهم وهي محرومة ، الأمر الثاني ليجعلنا نقف أمام ثنائية ضدية كبيرة وهي ( الحرمان – العطاء ) وهذا بدوره عامل أساسي في استثارة مشاعر المتلقي ، فكما يقال ( بالضد تتضح الأشياء ) فكان من الضروري وضع الأطفال النقيضين قبالة بعضهما
4- المرأةذات الألوان المرعبة
بالنسبة لتأويلها فربما تكون كل ما ذكرت ، لمكن ينبغي الانتباه لشيء هام ألا وهو ، أن من يكره أحدا حتما ولابد أن يراه قبيحا حتى ولو كانت أمها ، لكن أستثني من هنا دور ( خليلة الأب ) وإلا لما كان الأب غير مبالٍ في النص .. كان سيكون له دور واضح !
5- تتباكى مفردة موحية للمعنى ..أنه بكاء تمثيلي) على جسد الطفلة)
لا سيدي ليس كلها تباكيا ، ربما تباكي من ناحية زوجة الأب أما من ناحية الأب فأرى أنه بكاء حقيقي ، لذا كان تبادل الاتهامات واللعنات بينه وبين زوجته ، فمهما يكون الب غير مبالٍ فلا يمكن تقبل تباكيه أو تمثيله البكاء على جسد ابنته ، إنه بكاء حقيقي يشبه الإفاقة من الغفوة ، لذا فنزع إلى صد التهمة عنه وإلصاقها بزوجته وهو المتهم الأول في هذه الجريمة البشعة ، إذن فكان هذا ظهور مكنّى عنه للأب في صورة رصد الحدث دون تحديد الشخوص فيه ليكون التركيز على بطلة القصة .... الطفلة الميتة
6- (وساد سكونٌ مطلقٌ ..وتبعثرتْ حقائب السفر ..تنثر ما عبّأته من هدايا اللقاء.))
لو نزعناهما من الخاتمة لكان أجمل وأوقع كمختصر مفيد
بالعكس سيدي ، أراها جملة تعكس هذا المشهد – مشهد الموت – من المعروف أن تلك الليلة هي ليلة عيد الميلاد حيث الهدايا والفرح باللقاء ، اما هذا اللقاء الغريب بين الأم وابنتها ، فإنه اللقاء الوحيد الذي لم تكن تحمل فيه الأم هدايا لابنتها ، وهذه الطفلة رغم وصولها إلى أمها إلا أنها لم تتلق هدايا من اللقاء ، ذلك لأن هذا اللقاء هو لقاء السكون ، إنه الموت !
7- وأهم رسالة أنها وضعتنا أمام الحقيقة ..أمام الموت ..
أمام لحظة الخلاص( فكرة الكريسماس راااائعة هنا..تؤكد معنى الخلاص )..
ملاحظة رائعة سيدي .. ولذلك ذكرت صاحبة المقال النقدي ( ظروف كتابة النص ) لإظهار أدبية وجمالية هذا العمل وكيف أن التغييرات التي قامت بها الأديبة كان لها الدور في إضافة جمالية وفنية على عملها
حقيقة أسعدني الحوار مع حضرتك أ / سليم
ودوما سيشرف متصفحي بمشاركاتك ذات الطابع الخاص
لك أجمل التحايا
تعليق