"الخلافة الضِّرار": هل ستكون "الخلافة...الأمريكية" هي نظام الحكم البديل القادم في الوطن العربي؟
هل ستكون الخلافة "الإسلامية" الأمريكية البديل القادم لأنظمة الحكم في الوطن العربي؟ هذا سؤال خطير و حساس و محرج في الوقت نفسه، لأن سيرورة الأحداث بظهور "الثورات العربية" خلال العام المنصرم، 2011، و بوصول تنظيمات "إسلامية"، فجأة، إلى سدة الحكم في تونس و ليبيا و قريبا في مصر و سيليها في سوريا و اليمن و باقي الدول العربية المنتظرة دورها في "الثورات العربية الشعبية العفوية و التلقائية" المزعومة بمباركة من أمريكا و توابعها من الدول في أوروبا.إن التوجه العام نحو "الحكم الإسلامي" فيما يسمى "الثورات العربية" لظاهرة عجيبة كان من المفروض التنبه لها و رصدها و متابعتها من أول بدو علاماتها أو مؤشراتها أو ظهور أعراضها الأولية، إذ كيف نفسر وصول الإسلاميين بسهولة إلى منصات الحكم كما حدث في تونس مثلا، و مثلها إعلان المجلس الانتقالي في ليبيا عن اللّون الإسلامي مباشرة بعد الإطاحة بالقذافي و إعلان تحرير ليبيا كلها؟ و بماذا نفسر التوجه العام في مصر نحو الحكم الإسلامي و قد كان مجرد التعبير الشفوي البريء، ليس في مصر وحدها بل في العالم كله، عن النية الدفينة بإقامة الحكم الإسلامي جريمة نكراء يعاقب عليها ليس في الوطن العربي فحسب بل يندد بها عالميا و لاسيما في أوروبا و أمريكا كأنه دعوة للظلامية و الهمجية و الاستبداد و ظلم المرأة و هضم لحقوق الإنسان و حتى الحيوان و غيرها من التهم الكبيرة الخطيرة؟
إن المتفحص المدقق، و المتابع النبيه، لأحداث "الثورات العربية الشعبية العفوية و التلقائية" يرى أن تلك الثورات تدفع إلى "الإسلام" دفعا حثيثا و كأن إعلان الصبغة الإسلامية للحكم القادم موضة تتبع أو بدعة تقلد، أو كأنه "الحل" الذي لا بديل عنه إن نحن أردنا الخروج من الأنظمة، المنهارة أو التي تترنح قبل الانهيار، المستبدة البغيضة السابقة حتى و إن كانت الشعوب العربية غير مستعدة لا فكرا و لا سلوكا و لا حتى تربية للحكم الإسلامي المقترح، و السؤال الذي يفرض نفسه علينا الآن هو: لماذا الآن و قد كان الحديث عن الحكم الإسلامي من قبل حراما؟
نترك الإجابة عن هذا السؤال المحرج إلى فرصة أخرى إن شاء الله تعالى.
تعليق