(3)
.. حمل (حمدان) كفناً أبيضاً علي يديه ؛ متوجهاً خارج منزله . فوقفت زوجته (إحسان) حائلاً أمامهعند الباب ؛ لتمنعه من الخروج , قائلة :
ـ أبداً .. أنا مش هسيبك تخرج.. و تروح للموت برجليك .. إذا ما كنتش خايف على نفسك .. خاف على إبنك إللي في بطني ..!!
قال لها (حمدان) بإصرار:
ـ بعدي يا إحسان عن الباب .. أنا باعمل كده عشانك .. و عشان ابني ييجي في النور.. و ما يتجلش له في يوم من الأيام .. أبوك كان جبان .. و هرب من التار .. ولا أفضل طول عمري هربان ..
ثم فتح الباب , و اندفع خارجاً وسط بكاء (إحسان) . فاصطدم بوالده ؛ الذي قال له غاضباً :
ـ على فين يا ولدي ..؟! إنت ما تعرفش سلو البلد دي .. لو جتلك (دهشان) دلوجت .. ما يبقاش لك تار عندي .. لأنك لطخت إسمي بالعار .. و اعترفت بذنبي ..
اندفع (حمدان) خارجاً , و التفت يحدث والده عند الباب الخارجي :
ـ سامحني يا والدي .. أنا عايز أوجف المهزله دي.. وأطفي نار التار ..إللي جايده بقالها سنين و سنين .. ومش هتسبنا أبداً نعيش .. سالمين .. و مطمنين ..
قال له والده راجياً:
ـ طب استنى ..أنا هجيب الرجالة معانا .. علشان لو دار عراك يكونوا ويانا ..
قاطعه (حمدان) قائلاً :
ـ لا يا والدي .. أنا رايح أطفي النار .. مش أولعها .. و أخرب الديار..
بينما كان (دهشان) واقفاً أمام داره , مولياً ظهره للشارع . جاءه (حمدان) من خلفه هاتفاً :
- دهشان يا ولد عمران .. أنا جيت لك بنفسي.. شايل كفني على يدي .. و راضي بكل إللي تطلبه مني .. لتجبل مني ديتي.. و فـدوي .. لتهدر دمي ..!!
فجحظت عيني (دهشان) عندما سمع صوت (حمدان) . و التفت في بطء , و أنفاسه تتلاحق في سرعة , ثم قال بصوت أجش والشرر يتطاير من عينيه :
ـ إنت إيه إللي جابك يا أفندي ..؟!! مشّي ..!! و كفنك مالوش عازه عندي.. دلوجتي ..!!
أجابه (حمدان) في حزم :
ـ أبداً .. مش هامشّي .. أنا لازم أوضع حد للمسأله دي.. دلوجيت ..
خرجت (أنهار) من داخل الدار صارخة :
ـ إجتله .. إجتله يا ولدي .. خد بتار بوك ..و ريحني .. أهو جالك برجليه ..و شايل كفنه على إديه .. ليه مستني ..؟!!
صرخ فيها (دهشان) أمراً:
ـ أسكتي يا اماي .. ما تضحكيش البلد علاي .. الأفندي جاي يتمهزج بي .. مش أنا إللي أسيب تار بوي.. ولا أسكت عليه .. ولا أتاجر بيه .. و مش أنا برضك .. إللي أجتل واحد جاي واجع في عرضي .. روح روّح يا أفندي .. و حسابك لسه جاي بعدين عندي ..!!
صرخت (أنهار) , تلطم على وجهها عند باب الدار قائلة :
ـ إنت هتسيبه يمشّي ..؟! يا ميلة بختي .. و يا حرجة جلبي .. أنا ما خلفتش ولاد يخدولي حجي ..!!
و أخذت تضرب على رأسها مولولة , ثم دخلت مسرعة إلى الدار . نظر (حمدان) إلى (دهشان) قائلاً :
ـ دهشان .. أنا ماددلك يدي.. و باديلك عهدي .. علشان نصلح كل إللي فات .. و نبجي بعد كده إخوات ..
ثم اقترب من (دهشان) ماداً يده بالمصافحة . فأشاح بوجهه عنه , مولياً له ظهره . فإذ به يجد أمه في شرفة نافذة الدور العلوي . تحمل بندقية والده , و تصوبها نحو (حمدان) . فرفع يده لها قائلاً :
ـ لا يا اماي ..!!
و انطلق العيار ؛ ليصيب (دهشان) في مقتل , بينما صرخت (أنهار) قائلة :
ـ ولدي .. كبدي .. زرعة عمري ..!!
جرى (حمدان) فى سرعة نحو (دهشان) ؛ يحاول وقف الدماء الغزيرة التي تتدفق من صدره . فنظر له قائلاً :
ـ مش كنت عاوز توقف دايرة التار ..؟!! شوف بجي مين ..هياخد لي بتاري ..؟!
ـ أبداً .. أنا مش هسيبك تخرج.. و تروح للموت برجليك .. إذا ما كنتش خايف على نفسك .. خاف على إبنك إللي في بطني ..!!
قال لها (حمدان) بإصرار:
ـ بعدي يا إحسان عن الباب .. أنا باعمل كده عشانك .. و عشان ابني ييجي في النور.. و ما يتجلش له في يوم من الأيام .. أبوك كان جبان .. و هرب من التار .. ولا أفضل طول عمري هربان ..
ثم فتح الباب , و اندفع خارجاً وسط بكاء (إحسان) . فاصطدم بوالده ؛ الذي قال له غاضباً :
ـ على فين يا ولدي ..؟! إنت ما تعرفش سلو البلد دي .. لو جتلك (دهشان) دلوجت .. ما يبقاش لك تار عندي .. لأنك لطخت إسمي بالعار .. و اعترفت بذنبي ..
اندفع (حمدان) خارجاً , و التفت يحدث والده عند الباب الخارجي :
ـ سامحني يا والدي .. أنا عايز أوجف المهزله دي.. وأطفي نار التار ..إللي جايده بقالها سنين و سنين .. ومش هتسبنا أبداً نعيش .. سالمين .. و مطمنين ..
قال له والده راجياً:
ـ طب استنى ..أنا هجيب الرجالة معانا .. علشان لو دار عراك يكونوا ويانا ..
قاطعه (حمدان) قائلاً :
ـ لا يا والدي .. أنا رايح أطفي النار .. مش أولعها .. و أخرب الديار..
بينما كان (دهشان) واقفاً أمام داره , مولياً ظهره للشارع . جاءه (حمدان) من خلفه هاتفاً :
- دهشان يا ولد عمران .. أنا جيت لك بنفسي.. شايل كفني على يدي .. و راضي بكل إللي تطلبه مني .. لتجبل مني ديتي.. و فـدوي .. لتهدر دمي ..!!
فجحظت عيني (دهشان) عندما سمع صوت (حمدان) . و التفت في بطء , و أنفاسه تتلاحق في سرعة , ثم قال بصوت أجش والشرر يتطاير من عينيه :
ـ إنت إيه إللي جابك يا أفندي ..؟!! مشّي ..!! و كفنك مالوش عازه عندي.. دلوجتي ..!!
أجابه (حمدان) في حزم :
ـ أبداً .. مش هامشّي .. أنا لازم أوضع حد للمسأله دي.. دلوجيت ..
خرجت (أنهار) من داخل الدار صارخة :
ـ إجتله .. إجتله يا ولدي .. خد بتار بوك ..و ريحني .. أهو جالك برجليه ..و شايل كفنه على إديه .. ليه مستني ..؟!!
صرخ فيها (دهشان) أمراً:
ـ أسكتي يا اماي .. ما تضحكيش البلد علاي .. الأفندي جاي يتمهزج بي .. مش أنا إللي أسيب تار بوي.. ولا أسكت عليه .. ولا أتاجر بيه .. و مش أنا برضك .. إللي أجتل واحد جاي واجع في عرضي .. روح روّح يا أفندي .. و حسابك لسه جاي بعدين عندي ..!!
صرخت (أنهار) , تلطم على وجهها عند باب الدار قائلة :
ـ إنت هتسيبه يمشّي ..؟! يا ميلة بختي .. و يا حرجة جلبي .. أنا ما خلفتش ولاد يخدولي حجي ..!!
و أخذت تضرب على رأسها مولولة , ثم دخلت مسرعة إلى الدار . نظر (حمدان) إلى (دهشان) قائلاً :
ـ دهشان .. أنا ماددلك يدي.. و باديلك عهدي .. علشان نصلح كل إللي فات .. و نبجي بعد كده إخوات ..
ثم اقترب من (دهشان) ماداً يده بالمصافحة . فأشاح بوجهه عنه , مولياً له ظهره . فإذ به يجد أمه في شرفة نافذة الدور العلوي . تحمل بندقية والده , و تصوبها نحو (حمدان) . فرفع يده لها قائلاً :
ـ لا يا اماي ..!!
و انطلق العيار ؛ ليصيب (دهشان) في مقتل , بينما صرخت (أنهار) قائلة :
ـ ولدي .. كبدي .. زرعة عمري ..!!
جرى (حمدان) فى سرعة نحو (دهشان) ؛ يحاول وقف الدماء الغزيرة التي تتدفق من صدره . فنظر له قائلاً :
ـ مش كنت عاوز توقف دايرة التار ..؟!! شوف بجي مين ..هياخد لي بتاري ..؟!
ثم مالت رأسه على كتفه . و سكنت أنفاسه , فإنهار (حمدان) و انهمرت دموعه رغماً عنه . هرولت (أنهار) مسرعة , و أمسكت برأس ولدها و دفنته في صدرها , ثم أخذت تعفر رأسها بالتراب . و تلطم خديها . و هي تصرخ , كأنما أصابها مس من الجنون .
تعليق