(حلقـات) لغــز أسمــه.. الــزواج..؟!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د .أشرف محمد كمال
    قاص و شاعر
    • 03-01-2010
    • 1452

    #16

    (3)


    .. حمل (حمدان) كفناً أبيضاً علي يديه ؛ متوجهاً خارج منزله . فوقفت زوجته (إحسان) حائلاً أمامهعند الباب ؛ لتمنعه من الخروج , قائلة :
    ـ أبداً .. أنا مش هسيبك تخرج.. و تروح للموت برجليك .. إذا ما كنتش خايف على نفسك .. خاف على إبنك إللي في بطني ..!!
    قال لها (حمدان) بإصرار:
    ـ بعدي يا إحسان عن الباب .. أنا باعمل كده عشانك .. و عشان ابني ييجي في النور.. و ما يتجلش له في يوم من الأيام .. أبوك كان جبان .. و هرب من التار .. ولا أفضل طول عمري هربان ..
    ثم فتح الباب , و اندفع خارجاً وسط بكاء (إحسان) . فاصطدم بوالده ؛ الذي قال له غاضباً :
    ـ على فين يا ولدي ..؟! إنت ما تعرفش سلو البلد دي .. لو جتلك (دهشان) دلوجت .. ما يبقاش لك تار عندي .. لأنك لطخت إسمي بالعار .. و اعترفت بذنبي ..
    اندفع (حمدان) خارجاً , و التفت يحدث والده عند الباب الخارجي :
    ـ سامحني يا والدي .. أنا عايز أوجف المهزله دي.. وأطفي نار التار ..إللي جايده بقالها سنين و سنين .. ومش هتسبنا أبداً نعيش .. سالمين .. و مطمنين ..
    قال له والده راجياً:
    ـ طب استنى ..أنا هجيب الرجالة معانا .. علشان لو دار عراك يكونوا ويانا ..
    قاطعه (حمدان) قائلاً :
    ـ لا يا والدي .. أنا رايح أطفي النار .. مش أولعها .. و أخرب الديار..
    بينما كان (دهشان) واقفاً أمام داره , مولياً ظهره للشارع . جاءه (حمدان) من خلفه هاتفاً :
    - دهشان يا ولد عمران .. أنا جيت لك بنفسي.. شايل كفني على يدي .. و راضي بكل إللي تطلبه مني .. لتجبل مني ديتي.. و فـدوي .. لتهدر دمي ..!!


    فجحظت عيني (دهشان) عندما سمع صوت (حمدان) . و التفت في بطء , و أنفاسه تتلاحق في سرعة , ثم قال بصوت أجش والشرر يتطاير من عينيه :

    ـ إنت إيه إللي جابك يا أفندي ..؟!! مشّي ..!! و كفنك مالوش عازه عندي.. دلوجتي ..!!
    أجابه (حمدان) في حزم :
    ـ أبداً .. مش هامشّي .. أنا لازم أوضع حد للمسأله دي.. دلوجيت ..
    خرجت (أنهار) من داخل الدار صارخة :
    ـ إجتله .. إجتله يا ولدي .. خد بتار بوك ..و ريحني .. أهو جالك برجليه ..و شايل كفنه على إديه .. ليه مستني ..؟!!
    صرخ فيها (دهشان) أمراً:
    ـ أسكتي يا اماي .. ما تضحكيش البلد علاي .. الأفندي جاي يتمهزج بي .. مش أنا إللي أسيب تار بوي.. ولا أسكت عليه .. ولا أتاجر بيه .. و مش أنا برضك .. إللي أجتل واحد جاي واجع في عرضي .. روح روّح يا أفندي .. و حسابك لسه جاي بعدين عندي ..!!
    صرخت (أنهار) , تلطم على وجهها عند باب الدار قائلة :
    ـ إنت هتسيبه يمشّي ..؟! يا ميلة بختي .. و يا حرجة جلبي .. أنا ما خلفتش ولاد يخدولي حجي ..!!
    و أخذت تضرب على رأسها مولولة , ثم دخلت مسرعة إلى الدار . نظر (حمدان) إلى (دهشان) قائلاً :
    ـ دهشان .. أنا ماددلك يدي.. و باديلك عهدي .. علشان نصلح كل إللي فات .. و نبجي بعد كده إخوات ..
    ثم اقترب من (دهشان) ماداً يده بالمصافحة . فأشاح بوجهه عنه , مولياً له ظهره . فإذ به يجد أمه في شرفة نافذة الدور العلوي . تحمل بندقية والده , و تصوبها نحو (حمدان) . فرفع يده لها قائلاً :
    ـ لا يا اماي ..!!
    و انطلق العيار ؛ ليصيب (دهشان) في مقتل , بينما صرخت (أنهار) قائلة :
    ـ ولدي .. كبدي .. زرعة عمري ..!!
    جرى (حمدان) فى سرعة نحو (دهشان) ؛ يحاول وقف الدماء الغزيرة التي تتدفق من صدره . فنظر له قائلاً :
    ـ مش كنت عاوز توقف دايرة التار ..؟‍!! شوف بجي مين ..هياخد لي بتاري ..؟!


    ثم مالت رأسه على كتفه . و سكنت أنفاسه , فإنهار (حمدان) و انهمرت دموعه رغماً عنه . هرولت (أنهار) مسرعة , و أمسكت برأس ولدها و دفنته في صدرها , ثم أخذت تعفر رأسها بالتراب . و تلطم خديها . و هي تصرخ , كأنما أصابها مس من الجنون .
    إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
    فتفضل(ي) هنا


    ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

    تعليق

    • د .أشرف محمد كمال
      قاص و شاعر
      • 03-01-2010
      • 1452

      #17

      الحلقـة السابعـة


      الـزواج في المـدن
      (1)



      الزواج في المدن عامة مكلف جداً . خاصة الكبرى منها . هذا مما يجعل الناس تلهث دوماً وراء المادة . و لا تجد متسعاً للحياة الاجتماعية . فلا يوجد ترابط ما بين أفراد المجتمع بعضهم البعض . بل يحيا كل فرد في جزيرة منفصلة عن الآخر . و لا يكاد يعرف الجيران الملاصقين له في البيت . ربما يرجع ذلك أنهم من بيئات شتى , و أوساط مختلفة ؛ فلا يوجد تآلف فيما بينهم . بل قد نرى البعض يحاول التقليد الأعمى للآخر . بصورة قد تبدو مبالغة . فيها الكثير من التصنع و المغالاه . يرتدون الأقنعة ..‍‍!!
      (هشام) شاب مكافح من أسرة متوسطة الحال , يعمل مدرساً للتاريخ في إحدى المدارس الحكومية . خطب قريبة له . حالتها الأسرية لا تقل سوءاً عنه . لذا كان يعمل طوال النهار . كي يلبي متطلبات الزواج . و استمر به الحال لمدة خمسة أعوام حتى استطاع أن يحصل على تلك الشقة الموعودة ؛ بإحد المناطق الجديدة في مدينة القاهرة . و أخيراً تزوج من (هدى) و تحقق له حلم حياته الذي طال انتظاره . كان يتخيل أنه بذلك قد حقق كل أمانيه , و لم يعد هناك شئ آخر يحتاجه ..!!
      .. لكن دعونا نقترب منهم الآن , بعد عشرة أعوام من الزواج . لنرى الصورة أكثر وضوحاً . وهيا بنا ندخل من باب الشقة ؛ الذي كان مفتوحاً على مصراعيه ..!!
      جلست (هدى) على الأريكة في حجرة (الأنتريه) , تقلم أظافر قدميها , و تطليها بمقوي الأظافر . و تضع على وجهها كريم الأساس الذي جعلها كعفريت العلبة ؛ و هى تضع تلك البكرات في شعرها - مما جعلها تشبه (رأس الميدوسا) في الأساطير الإغريقية القديمة لسيدة شعرها من الأفاعي السامة ..!!-
      دخلت طفلة صغيرة في العاشرة من عمرها , ترتدي ملابس مهترئة .فالتفتت (هدى) فجأة – و اهتزت الأفاعي معها ؛ حتى كادت تسقط عن شعرها – و نظرت تجاه الباب . ثم قالت لها بصوت مرتفع :
      ـ بت يا سيده .. إنتي إتأخرتي كده ليه ..؟
      ارتجفت (سيده) , و تهتهت قائلة :
      ـ أبداً يا ست هانم.. أنا كنت باوصل الولاد لأتوبيس المدرسة .. و بعدين اشتريت شوية طلبات من عند عبده البقال .. و حسونه البواب ما رضيش يخليني أطلع في الأسانسير .. فطلعت على رجليا العشر أدوار شايله الحاجات ..
      قاطعتها (هدى) صارخة :
      ـ طيب خشي يا مقصوفة الرقبه .. كملي شغل البيت .. أحسن لو قمت لك ..هاكويكي بالزيت ..
      هرولت (سيده) مسرعة , و جسدها الهزيل ينتفض من الخوف . بينما أخذت (هدى) تضع طلاء الأظافر (المونيكير) على يديها , و إذ بها تسمع جرس التليفون . فصرخت منادية :
      ـ بت يا سيده .. تعالي بسرعه هاتي سماعة التليفون ..
      فجاءت (سيده) مهرولة من المطبخ قائلة :
      ـ حاضر يا ستي ..
      و أمسكت بالتليفون , و وضعت السماعة على أذن (هدى) , و هي مادة ذراعيها ؛ حتى يجف الطلاء , التي أجابت عليه قائلة :
      ـ هالو .. أهلاً يا سوزي يا حبيبتي .. طبعاً .. أمال هاجيلك النهارده في النادي .. بس إنتي عارفه إن الجو حر دلوقتي .. حتى إني مش طايقه أقعد في الشقه .. تكييف ..؟ لا و الله لسه ما جبتوش .. لكن و حياتك إنتي لأجيبه قبل نهاية الأسبوع .. أمال .. لو ما جاش دلوقتى هييجي إمتى .. بتقولى إيه ..؟ إنتي هتسافري الغردقه آخر الشهر .. آه .. مانا كمان مسافره الساحل الشمالي .. بس مستنيه لما الولاد يخلصوا الامتحانات .. هشام ..؟ لأ أنا مش هستناه .. هو حر .. يبقى يجي لنا يوم ولا اتنين .. لكن أنا ما أقدرش أقعد هنا فى الحر ده .. خلاص أوكيه .. ماشي .. باي .. باي ..
      و ما أن أنهت المكالمة ؛ حتى نظرت شذراً إلى (سيده) . قائلة :
      ـ إنتي لسه واقفه عندك بتعملي إيه.. يا زفته ..؟
      و قبل أن تجيبها (سيده) صفعتها على وجهها قائلة :
      ـ يلا .. خشي الحمام عشان تغسلي الهدوم .. و بطلى لكاعه طول النـهار ..
      أخذت (سيده) تبكي , و انصرفت مسرعة إلى الحمام ؛ لتكفكف دموعها . بينما أمسكت (هدى) بجهاز الريموت الخاص بالتليفزيون , و قامت بإشعاله . ثم أخذت تقلب ما بين قنوات الدش . لكنها سرعان ما أغلقته قائلة :
      ـ أف .. ما فيش حاجه حلوه .. دي عيشه ممله ..!!
      ثم أسرعت إلى غرفة نومها , و ألقت بنفسها على السرير . , و قامت بتشغيل المروحة ,و ثبتتها تجاهها, ثم أدارت جهاز الكاسيت على بعض الأغاني الأجنبية. إلا أنها قالت تحدث نفسها :
      ـ أف .. لابد من جهاز التكييف .. إشمعنا يعني سوزي عندها تلاته في البيت .. ولا سها عامله تكييف مركزي في الفيلا كلها .. دا كمان غير حمام السباحه إللي عندها .. إشمعنا أنا .. هو أنا أقل منهم في إيه ..!!
      .. حضر (هشام) زوجها في تمام الساعة الثالثة عصراً . و دخل إلى غرفة نومه . فوجدها مستلقية على بطنها مستغرقة في النوم . فأخذ يخلع ثيابه في صمت ثم خرج إلى الردهة هاتفاً :
      ـ فين الأكل يا سيدة ..؟!
      أخرجت (سيده) الأكل من الثلاجة قائلة :
      ـ حاضر يا سيدي .. عشر دقايق ..و أسخن لحضرتك الأكل ..
      قال لها (هشام) راجياً:
      ـ يلا بسرعه.. يا بنتي و النبي .. أحسن أنا ميت من الجوع .. و هاخرج بعد ساعه.. عشان عندي دروس طول النهار ..
      ثم عاد إلى غرفة نومه , و استلقي على السرير . فاستيقظت (هدى) , و هي تتمطى . ثم فتحت عينيها بتكاسل قائلة :
      ـ الله .. إنت جيت يا هشام ..؟!
      أجابها , و هو يحاول أن يسترخى بجسمه ؛ ليريح عظامه المتعبة من الوقوف طوال النهار , و الاستيقاظ مبكراً في الصباح :
      ـ آه جيت .. يعني هكون إيه .. عفريت ..!!
      أجابته غاضبة:
      ـ الله ..!! إنت بترد كـده ليـه ..!! إنت هتطلع زرابينـك عليا ولا إيـه ..؟!! طيب و أنا ذنبي إيه ..؟!!
      نظر إليها متعجباً و قال :
      ـ الله .. هو أنا لسه قلت لك حاجه يا ست هانم .. الواحد جاي طهقان من الشغل.. و الجو بره حر موت .. و عندي شغل ..و هانزل بعد شويه .. سيبيني أستريح ..و جهزى ليا الغدا .. مش كفايه نازل مـن غير فطـار ..!!
      قاطعته قائلة :
      ـ طيب و أنا أعمل لك إيه .. ما الأكل عندك في التلاجه .. ولا تكونش فاكرني الجاريه.. إللي اشتريتها .. و بعدين بمناسبة الحر .. إحنا عاوزين جهازين تكييف ..ولا تلاته .. الشقه حر موت .. و ماعدتش أقدر أعيش فيها كده .. أنا و الأولاد ..!!
      نظر إليها حانقاً ,و قال :
      ـ ما هو أصل أنا العبد .. إللي اشتراه أبوكى الباشا .. ليكى .. يقعد يشتغل طول النهار علشان يرضيكي.. و أجيب الفلوس و اعطيكى .علشان تبعزقيها يمين ..و شمال على الكوافير.. و النادي .. و الموبايل .. و الشغاله .. و العربيه.. و الدش .. و الفسح .. و آخرها التكييف .. علشان ست الحسن .. و الدلال تهدى .. و تبقى مرتاحة البال .. و إنتي قاعده طول النهار.. نايمه.. و لا بتعملي حاجه .. و لا تعرفي عن بيتك أي حاجه ..!!
      قاطعته قائلة ,و الشرر يتطاير من عينيها:
      ـ نعم .. نعم ..!! و الله عال يا سي السيد .. و إنت عاوزني إن شاء الله أعمل لك إيه ..؟ مش كفاية مستحملاك إنت و عيالك .. و صابره على عيشتك .. و انت حتة مدرس كحيان ..
      أجابها ساخراً :
      ـ اسم الله ..على أبوكي ..إللي كان عنده الديوان .. مش كل إللي كان يملكه .. حتة دكان بيبيع فيه سجاير .. و لبان ..؟!!
      هتفت غاضبة :
      ـ إنت كمان هتلبخ في أبويا .. مانت يعني أبوك كان حيلته حاجه .. ماهو كان زيك موظف فقير ..عدمان ..صدمان..
      قاطعهما صوت (سيده) ؛ من وراء باب الحجرة قائلاً:
      ـ الغدا جاهز يا سيدى ..
      فانتفض (هشام) واقفاً . و قال , وهو يهم بالانصراف:
      ـ دي عيشه تقصر العمر ..
      فاستوقفته (هدى) قائلة:
      ـ على فكره أنا هاخد العربيه.. علشان ورايا مشوار العصريه ..
      التفت إليها , و قد احتقن وجهه:
      ـ نعم يا ست هانم .. و أنا أروح الدروس إزاي ..؟ إنتي مش عارفه ..إني ورايا شغل طول النهار ..؟!!
      قاطعته قائلة ببرود :
      ـ و الله إنت راجل .. إتصرف .. لكن أنا مش ممكن أتبهدل في المواصلات .. و كمان أخاف أركب تاكسيات لوحدي .. إبقى إنت خدلك تاكسي .. ولا إبقى إشتري لنا عربيه تانيه .. بدل العربيه الكحيانه دى إللي عجباك ..و مش عاوز تفرط فيها .. إبقى خليهالك يا سيدي على طول ..و اديني العربيه الجديده..
      نظر إليها , وهو يميز من الغيظ , و ارتدى ملابسه في سرعة , ثم خرج من المنزل , و صفق الباب خلفه . فجرت (سيده) وراءه و هتفت منادية :
      ـ الغدا يا سيدي ..
      أجابها فى سرعة , و هو يقفز درجات السلم , و لم يركب الاسانسير:
      ـ شكراً يا سيده .. أنا هاكل بره .. بس روحى إنتي.. شوفي أتوبيس الأولاد ..إتأخر ليه ..؟!! أو روحي هاتيهم من المدرسه ..!!
      أوقف (هشام) تاكسي , و ركبه مهموماً , ثم استغرق في التفكير العميق ..!!



      يتبع
      إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
      فتفضل(ي) هنا


      ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

      تعليق

      • د .أشرف محمد كمال
        قاص و شاعر
        • 03-01-2010
        • 1452

        #18

        (2)

        .. ما أن دخلت (سيده) ؛ حتى قابلتها (هدى) صارخة :
        ـ إنتي إيه إللي مطلعك وراه يا بت يا سيده .. قلبك عليه أوي ياختي ..!!
        و جذبتها من شعرها قائلة :
        ـ إمشي إنجري قدامي.. هاتيلي الأكل في الصاله .. يا مقصوفة الرقبه ..
        ثم قالت محدثة نفسها :
        ـ أمال لو ما كنتش جيباكي.. عيله صغيره ..كنتي عملتي إيه ..؟! و الله عال على خدامين الزمن ده .. شوف البت السهتانه.. بتدلعه إزاي ..!!
        و شاهدت نفسها صدفة في المرآة . و قد سال الكريم الذي وضعته على وجهها , و الكحل من عينيها . و تحركت الأفاعي على جانبي رأسها , و جعلتها أشبه بقرني الثور . فخلعتها عن رأسها فى ثورة , و ألقتها تجاه المرآة . ثم أخذت ترتدي ملابسها مسرعة..
        و بعد أن تناولت غذائها . خرجت على الفور , و نادت (سيده) قائلة :
        ـ بت يا سيده .. لما يجو الولاد من المدرسه إبقي غديهم .. أنا خارجه رايحه النادي .. و لو حد سأل عليا .. خليه يتصل بيا على الموبايل .. فاهمه يا مقصوفة الرقبه ..
        ثم جذبتها من أذنها , و مضت إلى حال سبيلها .
        .. في النادي جلست (سوزي) , و (سها) صديقاتها , تنمان فيها - كدأب كل النساء- :
        ـ هدى دي طالعه فيها أوي .. و فشاره جداً .. قال إيه ..أبوها راجل أعمال .. و عنده أطيان .. و من عيلة الصبان .. و أنا عمرى ما سمعت عن عيله.. اسمها عيلة الصبان .. إلا إذا كان جدها بيبيع صابون ..!!
        و انفجرا في الضحك . و إذ بـ (سوزي) ترى (هدى) عند باب النادي, فتشير إليها :
        ـ هالو هدى .. إحنا كنا لسه جايبين في سيرتك ..!!
        ثم نظرت إلى (سها) , و ابتسمت لها , وغمزت بعينها .
        ألقت (هدى) بنفسها على أحد الكراسي قائلة :
        ـ أعمل إيه يا جماعه .. الدنيا زحمه جداً .. و بقالى نص ساعه.. مش لاقيه مكان ..أركن فيه العربيه بتاعتي .. و الجو حر خالص .. لما كنت هفطس ..!!
        نظرت إليها (سها) بدهشة :
        ـ الله ..! إنتى العربيه بتاعتك مش مكيفه.. ولا إيه ..؟!!
        تلعثمت (هدى) , و قالت بتردد :
        ـ لا أصل العربيه الكبيره عطلانه .. فجيت بالعربيه الصغيره ..!!
        قاطعتها (سها) :
        ـ ماركتها إيه العربيه التانيه ..؟
        أجابتها (هدى) في سرعة :
        ـ فولفو ..!!
        ضحكت (سوزى) ساخرة:
        ـ هو فيه حد عاد بيركب العربيات دي دلوقتى ..؟!
        تلعثمت (هدى) قائلة :
        ـ لا أصل العربيه دي.. كان بابي جايبهالي من أمريكا.. لما كان مسافر زمان ..
        نظرت إليها (سوزي) ورفعت حاجبيها قائلة بتعجب :
        ـ دا زمانه دفع عليها جمارك كتير ..؟!
        أجابت (هدى) في الحال :
        ـ عادي .. بابي ما يغلاش عليه حاجه.. بالنسبالي ..
        نظرت (سوزي) إلى (سها) و ذمت شفتيها , كاتمة الابتسام .


        ..عاد (هشام) مبكراً على غير العادة , كانت الساعة لم تتجاوز العاشرة , فلم يجد (هدى) قد اتت بعد..!! , و وجد أولاده (حماده) و(غاده) ؛ يلعبون في حجرتهم بعد عودتهم من الفترة المسائية بالحضانة , و المدرسة الخاصة ؛ التي يدفع بها مبالغ كل عام . رغم أنه كان يعمل مدرساً في مدرسة عامة . و مادة التاريخ ليست من المواد التي يقبل عليها التلاميذ في الدروس الخاصة . إلا أنه كان يعمل كل يوم , و طوال الأسبوع ؛ حتى يلبي متطلبات زوجته التى لا تنتهي , أو تعرف القناعة .
        دخل المطبخ . فوجد (سيده) تجلس على الأرض القرفصاء وهي تبكي . فجثا على ركبتيه قائلاً في حنان أبوي:
        ـ مالك يا سيده ..؟ بتعيطي ليه ..؟
        مسحت دموعها بطرف جلبابها . و قالت بتأثر :
        ـ الست يا بيه بتضربني كل يوم .. و ساعات بتلسعني بالنار .. و تقصلي شعري .. و من يومين حدفت عليا طاسة الزيت المغلي ..
        ثم أخذت (سيده) تكشف له عن آثار الزيت في رقبتها , و أعلي بطنها , و أرجلها .. و إذ فجأة يسمع صوت (هدى) ؛ تقف عند باب المطبخ قائلة :
        ـ الله .. الله يا سي هشام .. هيا حصلت كمان تيجي من ورايا البيت ..و تدي لمقصوفة الرقبه دي.. دروس في الغرام ..!!
        هب واقفاً (هشام) , و هتف جذعاً :
        ـ بطلي هبل .. إنتي خلاص إتجننتي ..؟!! دي زي بنتي ..!!
        نظرت (هدى) إليه بازدراء ,و قالت ساخرة:
        ـ أيوه زعق .. عشان تاخدني بالصوت ..و تداري على عملتك .. أنا بعنيه شفتك..!!
        ثم التفتت إلى (سيده) , و استطردت قائلة:
        ـ إنتي يا مقصوفة الرقبه.. قاعده كده ليه .. و كاشفه له صدرك .. دا هيبقى آخر يوم في عمرك ..
        و أمسكت بعصا المكنسة , و أرادت أن تضربها بها . لكنها اختبأت خلف (هشام) ثانية متوسلة :
        ـ و النبي يا سيدي تحميني .. أنا و الله العظيم ما عملت حاجـه يا سـتي ..!!
        أجابت (هدى) متوعدة :
        ـ أبداً ..!! و لا يمكن تقعدي فى البيت بعد النهارده ..
        قاطعها (هشام) متسائلاً :
        ـ هتروح فين دلوقتي ..؟! بكرة الصبح .. يمكن تهدي .. و تعقلي.. و تفهمي إللي حصل ..!!
        هتفت في غضب :
        ـ أبداً ..!! و الله ما هي قاعده في البيت .. لا أنا.. لا هيه ..!!
        أسقط فى يد (هشام) ولم يدر ماذا يفعل أمام هذا الجنون المطبق..؟!. فدخل إلى حجرة مكتبه , و أشعل سيجارته , وسط صرخات (سيده) , وثورة (هدى) ؛ التي جذبتها من شعرها , و أخرجتها من الباب , و ألقت بها على قارعة الطريق في منتصف الليل .
        فاستغرق (هشام) مرة أخرى في التفكير . ثم أطفأ سيجارته بعنف , و سحقها بيده .

        يتبع
        إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
        فتفضل(ي) هنا


        ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

        تعليق

        • د .أشرف محمد كمال
          قاص و شاعر
          • 03-01-2010
          • 1452

          #19

          (3)

          .. استيقظ (هشام) , و خرج مبكراً كعادته , بينما كانت (هدى) ماتزال تغط في نومها . ثم عاد في الثالثة . فوجدها لم تستيقظ بعد , و وجد الأولاد لم يذهبا إلى المدرسة . فأيقظها بعنف قائلاً :
          ـ العيال ما راحوش المدرسة ليه ..؟!! و طبعاً ما فيش غدا إتعمل ..!!
          أجابته في برود , متثائبة :
          ـ و إيه يعني .. هيا جت من يوم .. و بعدين مين إللي هيوديهم .. ولا يعمل لنا الغدا .. مش لما تبقى تجيب لنا شغاله تانيه .. خلاص روح هات لنا أكل جاهز من بره ..
          أجابها , والشرر يتطاير من عينيه :
          ـ و الله عال .. يعني أنا المسئول عن الفضيحة إللي عملتيها إنتي إمبارح .. و أنا إللي طردت البنت الغلبانة من غير ذنب يتقال .. و أنا إللي عليا إني أدور على واحده تانيه .. عشان بعدين تعمليلي فضيحه تانيه كمان .. و أنا إللي أروح أجيب أكل من بره ..؟!
          ثم استطرد قائلاً في غضب :
          ـ لا يا ست هانم .. أنت لازم تشوفي شغل بيتك .. و تراعي ولادك .. يعني إنتي وراكي إيه طول النهار غير الكلام في الفاضي .. و القعدة على النوادي .. و النوم طول النهار و الليل ..؟! و أنا داير في ساقيه طول النهار .. زي الحمار .. لا أعرف آكل لقمه في بيتي .. ولا ألاقي حد يراعيني.. و يراعي ولادي .. يبقى إيه لزمتك في حياتي ..؟!!
          نظرت إليه (هدى) في استخفاف قائلة :
          ـ و الله إن كان عاجبك .. الشقة دي من حقي أنا و أولادي .. و كل حاجه فيها بإسمي .. ولو عايز تطلقني .. طلقني كده ..!! وبكره أدفعك أد إللي بتكسبه مرتين .. نفقه ليا و لأولادي ..!!
          نظر إليها (هشام) , و هو يكاد يميز من الغيظ قائلاً :
          ـ كده ..؟!! بكره تندمي على الكلام ده .. و تعضي على ضوافرك .. و تعرفي إن الله حق .. أنا ماشي و مهاجر .. و معدتيش هتعرفي ليا أراضي .. و إبقي وريني .. هتعيشي إزاي.. يا بنت المليونير ..!! و افتكري كويس .. مين فينا إللي كان البادي .. و إنك إللي خلتيني أتخلى عن ولادي ..؟! إشبعي بيهم ..و دوريلك على شغلانه عشان تصرفي عليهم ..!!


          ثم صفق الباب خلفه , و تركها باكية , و لم يدخل منه مرة ثانية ..!!

          إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
          فتفضل(ي) هنا


          ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

          تعليق

          • د .أشرف محمد كمال
            قاص و شاعر
            • 03-01-2010
            • 1452

            #20

            الحلقـة الثامنـة


            الـزواج في الجامعة
            (1)



            .. أما الزواج في الجامعة . فقد يتعجب أحدهم سائلاً :
            ـ يعنى قصدك إيه ..؟!!
            وقد يتغابى البعض الآخر قائلاً :
            ـ إزاي ..!!
            و المشكلة غير خافية على أحد . فهي تحدث بصورة دورية في كافة الجامعات , و على مستوى الجمهورية ؛ إذا لم تكن بصورة يومية ..!!
            ..فبعد المرحلة الثانوية . يلتقى الطلاب من الجنسين في الكلية . بعيداً عن تلك القيود العائلية , و التقاليد البالية . و لأول مرة يجلسان سوياً بحرية . يطلقان العنان لتلك الشحن العاطفية , و الغريزية المكبوتة طوال تلك السنين الدراسية ؛ التي كان يمنع فيها الاختلاط بين الطلاب , و الطالبات ؛ إلا في المدارس الفنية . التي لا يختلف الحال فيها عنه في المراحل الجامعية ؛ فتنتشر فيها ظاهرة الزواج السري , أو كما يطلقون عليه الزواج العرفي . و ما هو بزواج , و لا يُعرَف له عــرف ..!!
            .. سنحاول الرجوع إلى الوراء بنا و بكم . أو المضي قدماً بالصغار منكم إلى الحياة الجامعية . لنذهب جميعاً مرة ثانية إلى الكلية . و لنندس في سرية بين الجماعات الطلابية , لنستمع لتلك الأحاديث المتوارية , الخفية . بين هو و هي ..!!
            هو :
            ـ أعمل إيه يا حياتي ..؟! أنا مش عارف أذاكر ..!! كل لما بافتح كتاب ألقاكي قدامي .. حتى مش عارف .. أنا هاعمل إيه السنه دي ..؟!!
            هى قالت جزعة :
            ـ لا يا حسام علشان خاطري .. حاول تنجح السنه دي .. مش كفايه السنه إللي فاتت سقطت ..و بقيت أنا في سنه تانيه.. و إنت لسه فـي أولـى ..
            (حسام) بتأثر :
            ـ يعني حتى لو أنا نجحت السنه دي هتتحل المشكله ..؟!! ما هي لسه برضك متعقده .. مانتي هتخلصي قبلي .. و لسه فيه عندي الجيش .. و بعدين لازم أدور على شغل الأول .. و أحوش تمن الشبكه و المهر .. و ألاقي شقه .. تكونى إنتي إتجوزتي .. و خلفتي ..!!
            قالت هي ـ فلم نعرف اسمها حتى الآن ـ :
            ـ بصراحه يا حسام .. أنا مش عارفه أقولك إيه ..؟! لكن أنا عن نفسي.. هاعمل كل إللي عليا ..و أسقط السنه ديا.. علشان ما يبقاش عندك حجه .. و مش هاوافق على العريس إللي متقدم ليا ..!!
            قال (حسام) بعدم اكتراث :
            ـ و بعدين هتفضلي تسقطي لحد إمتي ..؟!! و افرضى إنك اتفصلتي من الكليه.. أو إني سقطت السنه دي كمان .. إيه هيكون الحل ؟؟!!
            قالت (سها) بغضب ـ الآن فقط عرفنا اسمها ـ :
            ـ و بعدين يا حسام .. أنا كل لما باحاول أحلها.. بتقفّلها في وشي ..؟! إنت بس عاوز إيه تاني مني ..؟!
            ثم انخرطت في البكاء . أخذ (حسام) يحاول تهدئتها , يملس على شعرها , و يمسح الدموع عن عينها . قائلاً برقة:
            ـ يا حبيبتي .. أنا بحبك .. و مقدرش أستغنى عنك .. أو أعيش من غيرك .. مقدرش استحمل إن واحد تاني.. ياخدك مني.. و متكونـيش ليا ..أنت ضي عينيا ..و كل ما ليا..!!
            نظرت إليه (سها) , و الدموع تتلألأ في عينيها , و قالت :
            ـ و أنا كمان عمري.. ما هكون لغيرك .. و لو هستناك طول عمري ..!!
            نظر لها (حسام) مليا , ثم ابتسم قائلاً :
            ـ طب لو غصبوا عليكي تتجوزي واحد غيري ..؟!!
            نظرت إليه في ذهول , و أخذت تفكر طويلا ً, ثم قالت في حزم :
            ـ هاموت نفسي ..!!
            قال لها (حسام) مقاطعاً :
            ـ لأ .. لأ .. إوعي .. إنتي كده تبقي بتنتحري .. و تقضي عليا أنا .. و انتـي ..!!
            نظرت إليه يائسة :
            ـ طيب قولي إنت .. إيه الحل ..؟!!
            نظر إلى عينيها , و هو يكاد ينفذ إلى داخلهما ؛ حتى لم تعد ترى سوى عينيه , و شفتيه , و هما يتحدثان ؛ كمن كان مغشياً عليها :
            ـ إحنا نتجوز ..!!
            أفاقت من غيبوبتها بعد برهة , و قالت له :
            ـ نتجوز ..؟! إزاي ..؟! و منين ..؟! و فين ..؟‍‍!
            تردد قائلاً :
            ـ أنا .. أنا ماعرفش .. لكن هوا ده الحل الوحيد .. علشان ما تكونيش لحد تاني .. و نحطهم قدام الأمر الواقع .. لو غصبوا عليكي.. و حاولوا يجوزوكي ..!!
            قاطعته قائلة في لهفة:
            ـ طب هنعيش فين ..و هنصرف علينا منين ..؟!!
            أجابها غاضباً :
            ـ تاني ..هتسأليني فين .. و منين .. إحنا هنتجوز عادي .. زي زمايل كتير لنا في الكليه دي .. زي منى و شادي .. و أحمد و ماجي .. وعلا و هاني .. و رشا و رامي .. و ندى و سامي .. و ...
            قاطعته (سها) قائلة في دهشة:
            ـ كل دول متجوزين ..و هما لسه في الكليه ..؟!!
            استطرد قائلاً :
            ـ طبعاً متجوزين في السر ..و ما حدش يعرف من عيلتهم .. لحد ما يبقوا يلاقوا حل ..!!
            سألته متعجبة :
            ـ بس أنا أعرف إن علا مخطوبه .. و فرحها الأسبوع إللي جاي ..!!
            تلعثم (حسام) قائلاً :
            ـ ما هو أصل هيا .. و هاني .. سابوا بعض ..!!
            تساءلت (سها) في دهشة :
            ـ أمال هيا هتتجوز إزاي ..؟!!
            ضحك (حسام) قائلاً :
            ـ زي بقية البنات ..!!
            قاطعته قائلة في خجل :
            ـ قصدي يعني ..
            ثم تحشرجت الكلمات في حلقها . فضحك (حسام) قائلاً :
            ـ ما تخافيش .. كل حاجه بقى لها حل في الزمان ده ..!!
            نظرت إليه في تأثر , و سألته :
            ـ يعني إنت عاوزنا نبقى زي دول ..؟!!
            قاطعها على الفور قائلاً :
            ـ لا .. طبعاً ..!! دول ما عرفوش يقاوموا و يواجهوا الظروف .. و يحاربوا عشان خاطر حبهم يعيش .. و ما ينتهيش .. إحنا هنكون حاجه تانيه .. إحنا هنعيش بالحب كل ثانيه ..
            استغرقت (سها) فى التفكير . ثم حزمت أمرها , و قالت بإصرار :
            ـ خلاص ..يعني مفيش قدامنا حل تاني .. طيب أنا إيه المطلوب مني ..؟
            زفر (حسام) بارتياح ؛ و ابتسم في ظفر . قائلاً :
            ـ مفيش .. كل إللي عليكي تقولي .. زوجتك نفسي .. و أنا أقولك .. قبلت .. بس خلاص ..!!
            تعجبت (سها) , و قالت :
            ـ يا سلام ..؟!! هو ده الكلام إللي يخلينا متجوزين ..؟!!
            تلعثم (حسام) قائلاً :
            ـ طبعاً .. طبعاً .. إنتي مش عارفة إن الجواز عباره عن .. إيجـاب و قبول ..؟!
            قاطعته قائلة بعناد :
            ـ و إشهار .. لازم الناس تبقى عارفه.. إن إحنا متجوزين ..
            أجابها (حسام) في سرعة :
            ـ طيب .. ما حنا كل أصحابنا و زمايلنا في الكليه .. هيبقوا عارفين .. زى ما إحنا كمان عارفين عنهم ..!!
            نظرت إليه في تردد , و هزت رأسها علامة عدم الاقتناع . و قالت:
            ـ يعني كده يبقى الجواز رسمي ..؟! طيب إيه الإثبات إن إحنا متجوزين بعد كده ..!! أزاي من غير مأذون ..؟!
            قاطعها (حسام) مستنكراً:
            ـ إيه لزوم المأذون ..؟ يعني كان أيام الرسول فيه مأذون ..؟ إحنا هنكتب ورقه .. و نجيب برضك إتنين شهود .. و نكتب العقود ..
            فطأطأت رأسها خجلة , و أطرقت بعينيها , ثم هزت رأسها علامة الايجاب .




            يتبع
            إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
            فتفضل(ي) هنا


            ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

            تعليق

            • د .أشرف محمد كمال
              قاص و شاعر
              • 03-01-2010
              • 1452

              #21

              (2)



              .. تزوجا و تعددت لقاءاتهما , فكانت (سها ) تخرج من الصباح الباكر متوجهة إلى الكلية . ثم تنعطف إلى شقة أحد أقارب (حسام) ؛ حيث تجده بانتظارها . فيقضيان اليوم سوياً . ثم تصلح من هندامها , و تعود في الثالثة عصراً إلى منزلها , و ربما تتأخر عن ذلك ؛ فتختلق الأكاذيب و القصص . عما جرى لها في الكلية . و تتعلل بالمواصلات , أو بتأخير المحاضرات . بالطبع كان الرسوب في الامتحانات ؛ هو النتيجة الحتمية لكليهما . لأنهما انشغلا عن تحصيل الدروس بتلك اللذة الوقتية , و تلك الساعات التي كانوا يختلون فيها سوياً في سرية ..!!
              و بعد عدة شهور .. جد في الأمر أمور . و التقيا ذات يوم في ساحة الكلية .
              فسألها (حسام) على الفور :
              ـ مالك يا سها .. ماجيتيش بقالك يومين ليه ..؟ أنا فضلت مستنيكي في الشقه لحد المغرب ..و حاولت أتصل بيكي كذا مرة لكن مامتك هيا إللي كانت بترد ..فكنت باقفل علطول .. و جيت النهارده علشان أدور عليكـي ..
              أجابته (سها) بإعياء :
              ـ مافيش .. أنا بس كنت تعبانه .. و امبارح ما كنتش قادره حتى أرد على التليفون ..
              سألها (حسام) في لهفة :
              ـ خير .. مالك يا حياتي ..؟ إيه إللي تاعبك ..؟
              أجابته على الفور :
              ـ مش عارفه .. دايخه كده علطول .. و بأرجع كل شويه .. و ماليش نفس للأكل .. دا حتى ماما عاوزه.. تاخدني النهارده للدكتور ..
              بان الجد على (حسام) , و نظر إليها بفزع قائلاً :
              ـ إنتي بتاخدي الحبوب ..إللي أنا جبتهالك بانتظام .. والا لأ ..؟!!
              أجابته بلا مبالاه :
              ـ حبوب إيه ..؟!!
              ضرب على يديه , و قال لها جزعاً:
              ـ إنتي نسيتي ..ولا إيه ..؟! حبوب منع الحمل ..!!
              أجابته بتردد :
              ـ آه .. طبعاً .. طبعاً .. باخدها ..
              نظر (حسام) في عينيها , و أمسك بكتفيها قائلاً :
              ـ بصيلي هنا .. بصي فى عينيه .. يعنى ما نسيتيهاش.. في يوم من الأيام ..؟!!
              سكتت (سها) , و قد احتقن وجهها . ثم قالت متلعثمة :
              ـ أصل.. أنا .. كنت في يوم نسيت آخد الحباية في ميعادها ..!!
              أسقط في يد (حسام) , و جلس على أحد المقاعد الخشبية الموجودة بساحة الكلية واجماً . فنظرت إليه (سها) خائفة , و قالت له :
              ـ يعني إنت قصدك إيه ..؟!! يعني ممكن .. أكون ..!!
              أجاب (حسام) , و هو يضغط على أسنانه , يكاد يميز من الغيظ :
              ـ حامل ..!! أيوه يا ست هانم إنتي.. هتطلعي حامـل .. إيه المانع يعنـي ..؟!!
              لطمت على وجهها , و جلست تبكي على أحد المقاعد الخشبية . ثم نظرت إلى (حسام) , و قالت :
              ـ طيب و إيه العمل دلوقتي ..؟!! إزاي هنقدر نخبي ..؟!! بكره هينكشف أمري .. و مش بعيد أبويا يقتلني ..!!
              نظر إليها (حسام) بحنق ؛ لكنه حاول تهدئتها قائلاً :
              ـ ما تخافيش أنا هاحاول أتصرف .. الأول نتأكد ..و بعدين يبقى يحلها حلال ..
              ثم استطرد قائلاً :
              ـ أنا هاروح أسأل وائل زميلنا .. هو عمل إيه لما حملت رنا..!! هو كان راح لدكتور معرفته .. عشان نلحق نتصرف بسرعه.. قبل ما الموضوع يكبر .. و يخرج من إيدينا ..!!
              نظرت إليه (سها) , و الدموع ما زالت تتساقط من عينيها . ثم قالت :
              ـ أنا إيه بس إللي خلاني أعمل كده .. من ورا أهلي ..؟! أنا كده حاسه إني باسرق .. و كإنى باعمل حاجه غلط .. مش من حقي ..!! مع إن ده كان ممكن يبقى يوم سعدي .. دلوقتي بقى يوم نحسي .. أنا خايفة أوي يا حسام .. و قلبي مقبوض .. و حاسه إنه حرام .. إننا نقتل المولود .. أقتل إبني .. إللي كان حلمي طول عمري.. أشيله فى حضني .. !! ليه بس كده يا ربي ..؟! لكن أنا برضك إللي غلطت في حق نفسي ..!!
              قاطعها (حسام) قائلاً :
              ـ إيه لزوم الكلام ده دلوقتى ..؟ إحنا نحاول نصلح الموضوع ده .. و بعدين .. لما تبقى أمورنا تتحسن .. نبقى نقدر نعمل كل إلل في نفسنا .. و نخلف على مهلنا ..!!
              قاطعته (سها) قائلة :
              ـ أبداً ..!! أنا بعد النهارده ما عدتش هارضي بالبهدله دي .. أنا كل يوم قلبي .. بيبقى هيقف من الخوف .. خايفه حد يشوفني .. أو يعرف .. و لما حد بيسألني .. أنا كنت فين .. أو إتأخرت ليه ..؟! باحس أد إيه ذنبي .. و إني باخون ثقة أهلي ..!!
              نظر لها (حسام) بدهشة . و قال بتأثر :
              ـ و حبنا ..؟! و حلمنا ..؟!
              قاطعته (سها) قائلة :
              ـ الحب لازم يعيش في النور .. و إلا هيموت من الخوف .. و الحلم لازم نحققه بإيدينا .. لكن إحنا إللي عملناه ..إننا هربنا من كل إللي حوالينا .. و خدنا حاجه مش لينا .. في وقت كان المفروض فيه .. نخّلص الأول الإلتزامات إللي علينا ..و بعدها نبقى نفكر فينا..!!



              يتبع
              إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
              فتفضل(ي) هنا


              ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

              تعليق

              • د .أشرف محمد كمال
                قاص و شاعر
                • 03-01-2010
                • 1452

                #22

                (3)


                ..عادت (سها) إلى منزلها , و الأمر يشغلها . لا تدري ماذا تصنع ..؟! فتحت أمها لها الباب ؛ فلم تكلمها . و دخلت ساهمة إلى حجرتها , تبعتها والدتها في قلق قائلة :
                ـ مالك يا سها يا بنتي ..؟! فيكي إيه يا ضنايا ..؟!
                نظرت (سها) إليها بتأثر قائلة :
                ـ الله يا ماما .. حلوه أوي الكلمه دي ..!!
                تعجبت أمها , و سألتها :
                ـ كلمة إيه يا ضنايا ..؟!!
                استطردت (سها) قائلة :
                ـ هوا صحيح يا ماما زي ما بيقولوا .. الضنا غالي ..؟
                أجابتها الأم على الفور :
                ـ طبعاً يا بنتي .. دا أغلى شئ في الدنيا .. هوا الواحده بتتجوز ليه .. إلا عشان يبقى له بيت .. و جوز .. و أولاد .. يملوا عليها دنيتها .. و تتحمل تعب الحمل تسع شهور .. و وجع الولاده .. و أول لما بتشيل ضناها على إيديها .. بتنسى كل حاجه .. و بيبقى هوا عندها كل حاجه .. و تشوفه بيكبر قدامها يوم .. ورا يوم .. و مهمن كبر .. بيفضل في عينيها صغير .. و محتاج لأمه .. محتاج لحبها .. و حنانها ..
                ثم استدركت الأم , سائلة :
                ـ إنما إنتي بتسألي ليه ..؟!!
                تنبهت (سها) من شرودها , و قالت :
                ـ لا يا أمي ما فيش حاجه .. أنا كنت بس عاوزه أعرف ..!!
                نظرت لها الأم مرة ثانية في قلق قائلة :
                ـ فيه حاجه تعباكي يا بنتي ..؟!! إنتي لسه دايخه ..؟
                حدثت نفسها قائلة :
                ـ أيوه لسه دايخه .. و مش عارفه أعمل إيه في إللي أنا فيه .. يا ريت كنت أقدر أقولك يا أمي .. جايز كنتي قدرتي تشيلي الحمل عني.. و تحميني من المستخبي .. لكن أنا إللي عملت كده في نفسي .. و أنا استاهل كل إللي يجرالي..!!
                أيقظتها أمها من شرودها قائلة :
                ـ سها .. سها .. مالك يا بنتي ..؟!
                أجابتها (سها) قائلة :
                ـ ما فيش حاجه يا ماما أنا كويسه .. إن شاء الله.. هابقى كويسه .. بس إدعيلي أنت يا أمي ..!!
                أجابتها الأم في حنان:
                ـ أنا طول عمري بادعيلك يا ضنايا ..!!
                و في المساء اتصل (حسام) بـ (سها) هاتفياً:
                ـ أيوه يا سها .. أنا خلاص رتبت ميعاد مع الدكتور .. بكره الساعـه عشره الصبح ..علشان نخلص من الموضوع ده ..
                أجابته باستنكار :
                ـ الموضوع ده ..!! كده بالساهل ..؟! أقتل إبني .. و تسمـيه الموضـوع ده ..؟!
                تعجب (حسام) وهتف في حنق :
                ـ إبنك ..!! إنتي عشتي في الدور ولا إيه ..؟! دي مصيبه لازم نخلص منها ..!!
                قاطعته غاضبة :
                ـ مادام إحنا مش أد الجواز و الخلفه.. كنا بنتجوز ليه دلوقتي ..؟! ليه مستنناش لحد ما يبقى كل شئ من حقنا ..؟!! إيه ذنب الطفل المسكين ده ..؟! إيه إللي عمله لنا ..؟! إحنا إللي غلطنا .. و إحنا إللي المفروض نتحمـل تمن غلطتنا ..
                أجابها (حسام) باستنكار :
                ـ يعني إنتي قصدك إيه ..؟!!
                أجابته في تحد قائلة :
                ـ أنا مش هانزّل إبني ..!!
                هتف (حسام) قائلاً :
                ـ إنتي خلاص إتجننتي ..!! إزاي هتقدري تواجهي أهلك ..؟! و إذا سمعوكي و سامحوكي .. هتقولي لهم إيه ..؟! إنك إتجوزتي ..؟!! و حتى لو وافقوا .. هاقدر أصرف عليكم منين ..و أنا لسه باخد مصروفي من أبويا , و ما أقدرش حتى أصرف على نفسي ..
                صرخت في انفعال قائلة :
                ـ أنا مش هقدر أقتل إبني ..!! و بعدين أنا نفسي خايفة على نفسي ..!! لازم نواجه مصيرنا و نصلح غلطتنا .. مش نرتكب غلطه جديده .. مش إحنا إللي اخترنا يبقى ده قدرنا .. كان لازم نعمل حساب كل حاجه قبل ما نمشي في طريقنا ..
                قاطعها (حسام) غاضباً :
                ـ أنا مش عارف إنتي إيه إللي جرالك ..!! لكن يكون في علمك .. لو ما رجعتيش لعقلك و سمعتي كلامي .. أنا ما فيش قدامي غير إني أسيبك لوحدك تواجهي مصيرك ..
                هتفت (سها) فى عصبية , وهي تنتفض قائلة :
                ـ يعني إيه ..؟! إنت بتتخلي عني ..؟!! هوا مش إبنك زي ما هوا إبنـي ..؟!!
                قاطعها بصلف :
                ـ الله أعلم .. و أنا إيه ضمّنّي ..؟!!
                هتفت جزعة :
                ـ إنت بتقول إيه ..؟! هيا حصلت تطعن في شرفي ..؟!!
                قال (حسام) ساخراً :
                ـ إحنا كل إللي بينا حتة ورقه مش رسمي ..!! مجـرد حـبر علـى ورق ..!! و مفيش حاجه تثبت إن ده إبني ..؟! فأحسن لك تخلصي منه دلوقتي .. قبل ما تندمي ..!!
                ثم أغلق سماعة التليفون في وجهها . فانخرطت في بكاء و نحيب , تصرخ و ما من مجيب ..!!

                إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
                فتفضل(ي) هنا


                ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

                تعليق

                • د .أشرف محمد كمال
                  قاص و شاعر
                  • 03-01-2010
                  • 1452

                  #23

                  الحلقـة التاسعـة



                  الزواج في الخليـج
                  (1)



                  ..حدث في الكثير من بلاد النفط العربية - الخليجية منها , وغير الخليجية - طفرة فجائية ..!! نتيجة تلك الثروة التي هبطت عليهم - أو عفواً صعدت إليهم من تحت القشرة الأرضية - بلا أدنى سابق نيه . فما بين يوم و ليلة . وجد شيخ القبيلة نفسه يملك آلاف من الآبار التي كانت تحت احتكار الشركات الأجنبية . ثم ما لبثت و أصبحت ملكه , تدر عليه آلاف الريالات و الدينارات . بل أصبح كل فرد يملك الآن في حديقة منزله الخلفية بئر بترولية ؛ تلقي بأطنان من الذهب الأسود له بصورة يومية . فانتعشت الحالة التجارية و استوردوا العمالة الأجنبية من الدول الآسيوية , و الإفريقية , و الأوروبية أيضاً . هذا غير الدول العربية الأخرى الفقيرة , و المعدمة منها .
                  أصبح الرجل النفطي منهم مثل شهريار فى سالف الأسحار . يتزوج كل ليلة , و ليلة من صبية جميلة , أو من فتاة فقيرة بلا حيلة . بل أصبح يتزوج زوجة من كل بلد . و أعاد إلى الأذهان عصر الجواري الحسان , و الرقيق الأبيض . و صار يحيا في ترف أكثر مما رآه (هارون الرشيد) في الفتوحات الإسلامية . فلكل عصـر فتوحاته ..!! و أمسي ذلك الشيخ يملك في حوزته جامعة للدول العربية و الأجنبية . بل تعد فرع جديد من فروع منظمة الأمم المتحدة . و لأول مرة استطاع رجل واحد أن يوحد العالم على فراش الزوجية ..!!
                  الشيخ (أبو الجاسم المرزوقي) تزوج من ابنة عمه , و أم أولاده الخمس منذ قرابة الأربعين عاماً ؛ التي لا تزال فى عصمته حتى الآن . رغم أنه لم يعد يراها منذ أكثر من خمسة و عشرين عاماً . في أثناء تلك الفترة . تزوج العديد من النساء . و لا زال حتى الآن مستمر في الزيجات . حتى أن عدد زوجاته يقدر بالمئات . و عدد أولاده بالألاف . فقد كان يتزوج ربما لعدة أيام فقط , أو حتى بضعة ساعات ..!!
                  و كانت أغلب الزوجات تحرصن على إنجاب الأطفال ؛ حتى يضمن حقوقهن في الميراث , و يأخذن نصيبهن , و نصيب أولادهن ؛ حتى و لو لم يمسسهن ..!! فمتى و أين له أن يتذكر وسط هذا الكم من النساء , و الليالي الحمراء ..؟! و الحبوب الزرقاء التي أيقظت الأغنياء ..!!
                  الشيخ (أبو الجاسم المرزوقي) تزوج من مختلف البلاد ؛ العراقية , و اللبنانية , و الفلسطينية , و المصرية , و السورية , و حتى السودانية ..!! و الفلبينية , و الإيطالية , و الإنجليزية , و الأمريكية ,و الروسية , و اليابانية , و التايوانية , و الهندية , و البنجلادية (نسبة إلى بنجلاديش) و سافر إلى كافة بلدان العالم . طبعاً بقصد التجارة ..!! فكان يتزوج من كل بلد مدة الإقامة فيها . بل تزوج ذات مرة في الطائرة ..!! من إحدى مضيفات الطيران , و قام بتزويجهم الربان . ناهيك عن سفينة الحب المعروفة . حين تعرف فيها على ممثلة أمريكية شهيرة , و تزوجها . و لم يستمر زواجه إلا بضع ساعات . فقد على إثرها ملايين الدولارات . لكنه كان يقول قولته المأثورة :
                  ـ كله يهون من أجل إثبات الذات ..
                  ـ طبعاً فى الملذات ..!! ـ
                  الشيخ (أبو الجاسم) انتهى به المطاف الآن في إحدى المصحات للعلاج من العديد من الأمراض ؛ أهمها مرض البروستاتا اللعين الذي جعله لا يستطيع حتى النظر إلى الحريم ..!! إلا إنه لا يزال يعيش حتى الآن في الحلم القديم . و يحيا مع الذكريات , و تذكر ما فات .. هيهات ..!!


                  يتبع
                  إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
                  فتفضل(ي) هنا


                  ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

                  تعليق

                  • د .أشرف محمد كمال
                    قاص و شاعر
                    • 03-01-2010
                    • 1452

                    #24

                    (2)


                    .. دخلت إلى حجرته إحدى الممرضات الجميلات , و هي تمسك في يدها حقنة شرجية , و قالت له مبتسمة :
                    ـ صباح الخير .. يا شيخ أبو القاسم ..
                    قال لها الرجل ؛ بمجرد أن رآها ـ فلم يعد يرى إلا على بعد خطوات معدودة ـ :
                    ـ تصبّحي بالخير ..
                    توددت إليه سائلة :
                    ـ عامل إيه النهارده ..؟!!
                    أجابها , و قد انشرحت أساريره:
                    ـ الله يعطيكي العافيه .. الحمد لله ..زين و الله زين..
                    ضحكت (سوسن) , و قالت له :
                    ـ طيب أنا عاوزه أركب لك .. الحقنة الشرجية عشان أحضرك للعمليه ..
                    تأفف الرجل , قائلاً :
                    ـ كل يوم حجنه شرجيه ..؟!! هذا و الله شئ عجيب ..!!
                    قالت له (سوسن) معتذرة :
                    ـ معلهش يا عم أبو القاسم .. المره دي كمان .. علشان خاطري ..
                    هنا ابتسم الشيخ (أبو الجاسم) , و أخذ يداعب لحيته , و يتراقص بحواجبه . قائلاً :
                    ـ علشان خاطرك غالي عندي.. أنا هاعمل كل إللي تؤمرى بيـه.. يا حلـوه ..!!
                    نظرت إليه (سوسن) متعجبة من ذلك العجوز المتصابي الذي لا يقوى على الحراك , و لا زال ؛ و هو تحت العلاج , و على وشك دخول غرفة العمليات , يرتدى تلك المريلة البيضاء التي تربط من الخلف كالأطفال ؛ يغمز لها بعينيه , و يضغط على يديها بيديه . و يملس على أجزاء من جسدها ..!! بينما كانت تعطيه العلاج . قائلاً :
                    ـ عظيم .. و الله عظيم ..!!
                    حتى أنها فكرت أن تشكوه إلى الأطباء , أو إدارة المستشفى ؛ لكنها خشيت من العقاب ..!! فهو يدفع آلاف الجنيهات . ثم أنه مريض , و المريض دائماً على حق , فلا أحد يستمع لكلام الممرضات ..!! فكرت أن تقول إلى زميلها , و حبيبها (حمدي) الذي يعمل ممرضاً معها في نفس المستشفى . لكنها خشيت من غضبه , و تهوره ؛ فقـد يقتلـه , قبل أن يموت بمفرده ميتة ربه..!!
                    .. لذا حاولت فيما بعد ألا تذهب إليه مرة أخرى كي تمرضه ..!! إلا أنه لم يتركها لحالها , و طلبها هي بالاسم . فوجدت رئيسة التمريض بالقسم , تأتيها مهرولة . و تقول لها لاهثة :
                    ـ يلا بسرعة يا سوسن .. الشيخ أبو القاسم عاوزك ..!!
                    قالت لها (سوسن) معتذرة :
                    ـ و النبي إعفيني يا مس .. و خلي أي واحدة تانيه من زمايلي .. هيا إللي تروح له ..
                    أجابتها على الفور :
                    ـ ما ينفعش ..!! هو عاوزك إنتي .. و رافض ياخد العلاج من أي حد تاني .. حتى مني ..!! و لو مدير المستشفى عرف بالموضوع ده .. يمكن يرفدني .. يلا يا بنتي ما تجيبيش لنا الكلام ..‍‍!!
                    أجابتها (سوسن) بخجل :
                    ـ أصله راجل قليل الأدب ..!!
                    و استطردت قائلة :
                    ـ و كمان إيده طويله أوي ..!!
                    ضحكت (الريسة), قائلة :
                    ـ يا سلام ..!! يعني هو ده إللي مزعلك ..؟!! يا عبيطه .. هاوديه شويه ..و هو هينغنغك ..!! دي فرصة العمر جت لحد عندك ..!! دا عنده الفلوس بالكوم .. و باقي له في الدنيا كام يوم .. دا يبقى يوم السعد لما يتجوزك ..‍‍!!
                    دهشت (سوسن) , وهي تستمع لكلامها , و هتفت جزعة :
                    ـ يتجوزني كمان ..!! إزاي إنتي مش عارفة إني بأحب حمدي ..؟!
                    ضربت على صدرها , و شهقت , قائلة :
                    ـ حمدي إيه الكحيان الصدمان العدمان ده ..!! هو حيلته إيه إلا مرتبه ..؟! و بقالكوا خمس سنين مع بعض .. و لسه قدامكوا يجي عشر سنين ..على ما تقدرو تشوفولكوا شقه ..!! عموماً يا ستي إذا ما كنش في الموضوع جواز .. أهو جايز ينوبك من الحب جانب .. و تطلعيلك بقرشين ينفعوكي بعدين .. و تقصري المسافات .. و تتجوزي حبيب القلب .. المهم .. المطلوب منك إنك تريحي الشيخ أبو القاسم على الآخر .. و تنفـذي له كـل طلباتـه ..!!
                    ثم ضغطت على يديها , و قالت ضاحكة :
                    ـ مفهوم ..؟!!
                    ومضت , و ذيل ضحكتها يلاحقها , قائلة :
                    ـ يا ريتني كنت أنا ..!!
                    .. ذهبت (سوسن) إليه تتخبط في خطواتها . فابتسم , و كأنه كان يعلم ذلك الحديث الذي دار بين (الريسة) و بينها ..!! و ربما يكون هو أرسلها . بل قد يكون دفع لها ..!!
                    ثم أمسك بيديها , و أجلسها بجواره . و أخذ يحدثها عن مدى ثرائه . و عدد اللائي تزوجهن في حياته . كيف أنه تزوج من الممثلة الأمريكية الشهيرة (برجيت باردو) , و تزوج من (جاكلين كندي) بعد طلاقها من (أوناسيس), و تزوج من تلك الراقصة المصرية المشهورة (كيتي) , و تزوج الفرنسية (إيرما) , و تزوج أميرة (موناكو), و تزوج .. , و تزوج . و أخذ يعدد لها الحسان في كل مكان . و عشرات الفتيات اللاتي لم يبلغن سن الرشد . بل اللائي لم يبلغن أيضاً ..!! ـ بعدما يأتي آبائهن بالطبع بشهادات تسنين لهن تفيد تجاوزهن الستة عشرة عاماً ـ و أنه رجل تقي يخاف الله , و يخشى الحرام , ولا يرتكب أبداً معصية . لذا فهو يتزوج دائماً في الحلال ..!! و كان طوال حديثه معها ؛ يعبث في جسدها . و هي تستمع له ؛ كما لو كانت مخدرة . فشردت عنه بفكرها ؛ إلى حبيبها (حمدي) و تخيلت أنه هو من يحدثها ..!! و أنهما لو أن عندهما القليل من ذاك الكثير؛ لتزوجا . و كان من يداعبها الآن . فجأة تنبهت إليه , و انتفضت واقفة . و خرجت من الحجرة راكضة ..!!


                    يتبع
                    إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
                    فتفضل(ي) هنا


                    ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

                    تعليق

                    • د .أشرف محمد كمال
                      قاص و شاعر
                      • 03-01-2010
                      • 1452

                      #25

                      (3)


                      .. بعدها بلحظات ؛ بينما كانت (سوسن) تبكي , دخلت عليها (الريسه) مهللة , و قالت :
                      ـ يا سعدك يا هناكي.. يا سوسن يا بنتي .. الشيخ أبو القاسم.. فاتحني دلوقتي في جوازك .. و هينفذ كل إللي تؤمري بيه ..!!
                      التفتت (سوسن) إليها , و هي تمسح الدموع عن عينيها, قائلة :
                      ـ إنتي بتقولي إيه .. هو فاكرنا بضاعه يقعد يشتري و يبيع فينا ..؟! إحنا بني آدمين .. من لحم ..و دم .. و مشاعر .. هو فاكر إيه .. بفلوسه يقدر يشتري كل حاجه ..؟! إزاي أتجوز واحد مش باطيقه .. و أديه نفسي.. و أنا قلبي .. و عقلي .. مع واحد غيره ..!!
                      ربتت ( الريسه) على كتفها , و قالت :
                      ـ ما تبقيش عبيطه ..!! جواز إيه و بتاع إيه ..!! هو إنتي فاكره إن هو له في الجواز .. دا زمانه نايم في العسل نوم .. لكن أهوه .. ده من حلاوة الروح .. و كلها كام يوم ..و يرجع على بلده و يغور .. تاخديلك كام ألف جنيه .. و يا دار ما دخلك شر ..!!
                      نظرت إليها (سوسن) , و هي مستغرقة في التفكير, ثم قالت :
                      ـ يعني إنتي فكرك كده ..؟!!

                      أجابتها ( الريسه ) على الفور :
                      ـ إن كنتي مش مصدقاني .. إسألي الدكاتره عن حالته .. و بعد العمليه.. مش هيبقى نافع في الجواز .. ولا دياوله .. وإنتي ممكن تشترطي عليه.. يطلقك قبل ما يسافر بلده ..
                      شردت (سوسن) ثانية تفكر , ثم قالت مترددة :
                      ـ أنالازم الأول أفاتح أهلي .. كمان لازم افهم حمدي ..!! عشان يعرف أد إيه.. أنا باضحي ..!! عشان خاطر حبي له .. و إنه يقـدر يتجوزنـي ..!!
                      ..عادت (سوسن) إلى منزلها , شاردة الذهن , مشتتة الفكر . كمن كانت منومة مغناطيسياً من أثر كل ذلك الأمر ؛ الذي لم يخطر لها ببال . و لم تكن تتصوره طوال العمر . ماذا تقول لأمها ..؟ و كيـف تقنعها بذلك الأمـر ..؟ ماذا تقول لـ (حمدي) ..؟ و هل سيلتمس لها العذر ..؟ أم تتكتم الأمر , و تجعل الزواج في السر ..؟!!
                      .. دخلت إلى حجرتها في صمت . نادتها أمها ؛ فلم ترد . فدخلت وراءها قائلة :
                      ـ فيه إيه يا سوسن يا بنتي ..؟! مالك كده مش زي عوايدك ..؟! و لما بناديكي ..مش بتردي ..!!
                      استيقظت من شرودها , و سألتها:
                      ـ فيه حاجه يا ماما ..؟!!
                      قالت ( الأم ) في قلق :
                      ـ إنتي إللي فيكي حاجه ..؟! مالك ..؟!!
                      أجابتها (سوسن) بتردد :
                      ـ فيحاجه يا ماما عندي .. وعاوزه أقولهالك .. لإني مـش هاقدر أخبـي ..!!
                      قالت لها ( الأم ) :
                      ـ قولي يا بنتي.. وغوشتي قلبي ..!!
                      قالت (سوسن) , مطأطاة رأسها , تنظر إلى الأرض :
                      ـ أنا جاي لي عريس ..
                      ضحكت ( الأم ) قائلة :
                      ـ يا سلام ..!! و فيها إيه ..؟! مانا عارفه من زمان .. مش قصدك على حمدي ..؟
                      نظرت إليها , و الدمع يكاد يفر من مقلتيها ؛ قائلة :
                      ـ لا يا ماما .. مش حمدي ..!!
                      ضربت ( الأم )على صدرها قائلة :
                      ـ ليه يا بنتي .. هو حصل حاجه بينك .. و بينه..؟!!
                      أجابتها على الفور :
                      ـ أبداً يا أمي .. أنا باحبه من كل قلبي .. لكن ظروفه لسه مش كويسه .. و بيقبض فلوس لا تجيب .. ولا تودي .. و أنا كمان ظروفي على أدي .. و شفت إن الحل .. إني أتجوز واحد غني .. يشيل الحمل عنك ..و عني ..
                      قالت لها (الأم ) جزعة , و هي تضرب صدرها :
                      ـ لا يا بنتي .. ما تغلطيش الغلطه دي ..!! مش لازم توقعي في نفس الغلطـه ..إللي أنا وقعت فيها من قبل ما تتولدي ..
                      نظرت إليها بتعجب , فهذه المرة الأولى التي تسمع فيها ذلك الكلام . استطردت ( الأم ) قائلة :
                      ـ أنا كنت زمان إتجوزت شيخ عربي .. أبويا هو إللي باعني.. و قبض التمن .. ألف جنيه .. و كانوا يساوو كتير في الزمـن ده .. و طبعاً طلقني بعد عشر أيام .. و بعدين إتجوزت أبوكي .. إللي سترني .. لأنه كان واحد من قرايبي..
                      أخرست المفاجأة لسان (سوسن) , و لم تستطع أن تنطق ببنت شفة . فربتت ( الأم ) على كتفها قائلة :
                      ـ إوعي ..!! إوعي يا بنتي .. تغلطي نفس غلطتي .. إوعي ..!!
                      ثم تركتها , و مضت . بينما لازالت (سوسن) لا لا تدري ؛ ماذا تصنع أيضاً مع (حمدي) ..؟!
                      .. التقت به في اليوم التالي . فحاولت تجنبه وعدم الحديث معه وحينما وجدها ليست كعادتها . استوقفها في الردهة قائلاً :
                      ـ فيه إيه يا سوسن ..؟! إنتي زعلانه مني .. ولا إيه..؟!!
                      نظرت إليه , فوجد الدموع تترقرق في عينيها . فزع (حمدي) و قال بلهفة :
                      ـ إنتي بتعيطي ..؟! فيه إيه يا حبيبتي .. هو حصل حاجه مني ..؟!
                      قالت له , و هي تتحاشى النظر في عينيه :
                      ـ أبداً .. لكن إنت عمرك.. ما هتفهمني ..!!
                      أجابها (حمدي) في رقة :
                      ـ أنا ..!! دا أنا الوحيد إللي بيفهمك .. من غير ما تتكلمي .. و قلبي بيتقطع .. لما بيشوفك بتتألمي .. و مستعد إني أحارب الدنيا كلها .. علشان بس .. تتبسمي ..!!
                      ثم أمسك بكتفيها , و رفع رأسها , و نظر في عينيها قائلاً :
                      ـ فيه إيه بس.. طمنيني ..؟!!
                      ثم صرخ فيها بنفاذ صبر:
                      - إتكلمي ..!!!!
                      لم تستطع منع نفسها من البوح بالحقيقة أمامه , و قالت دفعة واحدة :
                      ـ أنا هاتجوز ..!!!!
                      صعق (حمدي) , و ارتد إلى الوراء عدة خطوات ؛ كمن مسه مس من الكهرباء . ثم هتف قائلاً :
                      ـ إيه .. إنتي بتقولي إيه ..؟!!
                      صرخت قائلة :
                      ـ حمدي .. أرجوك تفهمني.. و تعذرني ..
                      أجاب , و الشرر يتطاير من عينيه :
                      ـ أفهم إيه ..؟! إنك هتكوني لغيري ..!! بعد كل إللي بينا .. بعد الحب إللي رويناه بدموعنا .. بعد كل الأحلام إللي رسمناها .. بإن يكون لنا بيت يجمعنا سوى .. و وعدك بإن ما في حاجه أبداً تفرقنا ..
                      قاطعته متوسلة :
                      ـ أرجوك يا حمدي .. بلاش تعذبني .. و اسمعني ..
                      ثم استجمعت اصرارها , و قالت:
                      - أنا هاتجوز الشيخ أبو القاسم ..!!
                      صعق (حمدي) مرة أخرى . و نظر إليها بدهشة قائلاً :
                      ـ آآآه .. دلوقتي فهمت ..!! إنتي بتبيعي نفسك.. للي يقدر يدفع أكتر .. بتبيعي نفسك للي يدفع لك السعر أعلي .. خلاص بقينا في زمن كل حاجه فيه .. بتتشرى بالفلوس حتى النفوس ..!!
                      اقتربت منه في حزن قائلة :
                      ـ حمدي .. أرجوك تسمعني ..!!
                      فصفعها على وجهها , قائلاً :
                      ـ إنتي عندي ولا تسوي .. و تستحقي أكتر من كده .. لكن أنا إللي غلطان ..إني حطيت فيكي ثقتي .. إنتي خاينه.. ولا تستاهلي إني أزعل عليكي .. أو أندم على السنين إللي ضيعتها معاكي ..
                      ثم تركها , و مضى إلى حال سبيله ..


                      يتبع
                      إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
                      فتفضل(ي) هنا


                      ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

                      تعليق

                      • د .أشرف محمد كمال
                        قاص و شاعر
                        • 03-01-2010
                        • 1452

                        #26

                        (4)


                        .. فيما بعد . في حجرة (أبو الجاسم) بالمستشفى . كانت (سوسن) تجلس بجوار المأذون و اتنين من الشهود , و خلفهم (الريسه) تطلق الزغاريد . قائلة :
                        ـ زوجتك نفسي ..
                        و أجاب الشيخ (أبو الجاسم) عليها قائلاً في سعادة غامرة :
                        ـ و أنا جبلت ..
                        ثم وقعا الأوراق . و قبض الشهود النقود . و حمل المأذون دفاتره و مضى . فقبلتها (الريسه) مهللة :
                        ـ ألف مبروك يا سوسن يا حبيبتي .. دا طاقة القدر اتفتحتلك على إيديا .. إياك بس ينوبنا من الحظ شويا ..
                        نظرت إليها (سوسن) بحنق . ثم نظرت إلى ذلك الشيخ باشمئزاز . ذاك الذي أصبح الآن زوجاً لها . و له عليها كافة الحقوق , و ليس لها إلا السمع و الطاعة . سواء كان عن رضا , أو غصباً..!!
                        .. ما مضت إلا قرابة الساعة . حتى حضر (حمدي) مصطحباً أمها . التي أتت مهرولة عندما عرفت بخبر زواجها . و دخلت الحجرة غاضبة :
                        ـ ليه كده بس يا سوسن يا بنتي ..؟! ترمي نفسك الرميه دي .. و توافقي من غير ما تسمعي كلامي .. و تاخدي برأيي ..
                        و أجهشت فى البكاء ..
                        فتشائم الشيخ (أبو الجاسم) من بكائها , و قال لها غاضباً:
                        ـ مشي .. مشي يا ست إنتي .. هي خلاص بجت زوجتي .. و ما في حد له حاجه عندي دلوجـتي .. يلا .. يلا .. بره .. و ين الحرس مالي ...؟!!
                        ثم ضرب على عدة أجراس . بينما نظرت إليه (أم سوسن) ببطء ؛ عندما سمعت صوته قائلة بذهول :
                        ـ يا لاهوي .. هو إنت إللي إتجوزت بنتي ..؟!!
                        نظر إليها (أبو الجاسم) , و (سوسن) التي كانت تبكي . و تعجب (حمدي) . فاستطردت قائلة :
                        ـ إنت تاني ..؟! مش كفاية ميلت بختي .. جاي كمان دلوقتي.. تميل بخت بنتي ..؟!!
                        نظر إليها (أبو الجاسم) محاولاً معرفة من هي . فأجابته قائلة :
                        ـ أنا نبويه .. إللي اتجوزتني من يجي عشرين سنه .. و شويه .. و ما قعدتش معايا إلا عشر أيام .. و سبتني.. و سافرت ..!!
                        أشار الشيخ (أبو الجاسم) إلى رأسه :
                        ـ إيه .. افتكرت ..!! لكن ده ما يمنعش إني أتجوز زي مابدي ..وانا طلقتك من زمان..و الشرع محلل لي أربعه .. و إللي على زمتي الحين ..اتنين .. أنا راجل عارف ربنا كويس .. و ما في حاجه تمنعني.. لا في الشرع ..ولا في الدين ..
                        قال له (حمدي) ساخراً:
                        ـ لا يا شيخ ..!! ما يحلش لك تجمع بين الاتنين .. الأم و بنتها .. حتى و لو كنت طلقتها ..؟!!
                        قاطعته (أم سوسن) قائلة بتردد :
                        ـ لأ .. مش هو ده السبب الوحيد.. كمان ..؟! سوسن دي تبقى بنته ..!!
                        فجرت (أم سوسن) المفاجأة . فصمت الكل من الدهشة . و قد ألجمت ألسنتهم . و جحظت عينى الشيخ (أبو الجاسم) من الذهول . فنظر كل منهم إلى الآخر , و هو لا يدري ماذا يقول في تلك الكارثه ..؟! و هل حدثت هكذا من قبيل المصادفة ..؟! أم أن الأقدار هي التي شاءت أن يتعلم ذلك الشيخ المغوار ؛ درساً قاسياً من جراء تلك الأفعال السفيهة . و الجري وراء الغريزة , و أخذه المال ذريعة , و وسيلة ليحقق بها أهدافه الدنيئة , و يسىء بذلك إلى الدين و الشريعة . فيستغلهم أسوأ استغلال , و يخلط ما بين الحرام و الحلال ..!!
                        استيقظت (سوسن) من ذهولها , و هول مفاجأة أمها . و قالت باكية :
                        ـ إزاي يا أمي .. تخبي حاجه زي دي عني ..؟! و إزاي هوا يبقى والدي ..؟! أمال أبويا إللي مربيني.. و اسمه في بطاقتي ده .. يبقى مين ..؟!
                        طأطأت (الأم ) رأسها , و قالت خجلة :
                        ـ بعد لما أبوكي ده سابني .. إتجوزت ابن عمي .. هو إللي سترني .. و لقيت نفسي حامل فيكي .. و معرفتش فين أراضي أبوكي .. و وافق هوا الله يرحمه .. يكتبك بإسمه .. لكن ما كنتش أعرف إيه إللي مستخبي ليا ..و ليكي ..؟! وإن أبوكى يعمل فينا العملة ديه ..!!
                        ثم نظرت تجاه (أبو الجاسم) , و نظر كل من بالحجرة إليه ؛ فوجدوه على حاله جاحظة عينيه , شاخصة . تنظر إلى اللاشئ ..!!
                        إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
                        فتفضل(ي) هنا


                        ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

                        تعليق

                        • د .أشرف محمد كمال
                          قاص و شاعر
                          • 03-01-2010
                          • 1452

                          #27

                          الحلقـة العاشـرة



                          الـزواج في أمريكـا
                          (1)



                          ..أما الزواج في أمريكا - عفواً .. بل أقصد اللا زواج في أمريكا - فلم يعد هناك داع للزواج كمسمى ؛ حتى و إن كانوا يحيون حياة الأزواج ..!! بل و ينجبون الأطفال أيضاً ..!! هنا يتبلـور في الذهـن سؤال عـن .. ما هية الزواج ..؟!!
                          هل هو مجرد ورقة إثبات ؛ تثبت أن (علان) متزوج من (فلانه) . أو (استيفان) متزوج من (هيلانة) . أم هي ورقة لمعرفة اسم الأب في شهادة الميلاد ..؟! و ربما لا يكون ذلك صحيحاً ..!! فلا يعرف اسم الأب الحقيقي إلا الأم في المجتمع الأمريكي - و ليس ذلك بالضرورة أيضاً في الكثير من الأحيان ..!! - أم أن هذه الورقة مطلوبة بشدة لرفع دعاوى الطلاق التي تمتلئ بها المحاكم في كل مكان ..؟!
                          لنجيب على ذلك السؤال .. هيا بنا نرى ذلك المثال . و ما آل إليه الحال . و تلك المعاناه التي يعانيها الأطفال في معرفة الآباء . و محاولة إصلاح الأخطاء ؛ قبل أن يتيهوا في غمرة الحياة ..!!
                          أولاً .. لنعود إلى الوراء قرابة ثلاثون عام . في أواخر السبعينات . في ولاية (كاليفورنيا) بالذات . حيث كان يقام أحد المهرجانات الشبابية للرقص على شاطئ البحر . و كان يوجد ما يقرب من مائتي شاب , و شابة ؛ لا تتجاوز أعمارهم العشرين عاماً . فبالطبع لا يوجد في المجتمع الأمريكي ما يمنع الاختلاط , أو تكوين العلاقات بين الفتيان و الفتيات . و كانت محصلة هذا المهرجان ؛ حمل قرابة أربعين فتاة . و بالطبع لم يكتشف الأمر إلا بعد انقضاء المهرجان , و حسم الأمر ..!! فلجأ الآباء إلى المسئولين في الولاية . الذين كانوا قد أقاموا داراً لرعاية مثل هذه الحالات ؛ بحيث تأتي الفتيات لقضاء شهور الحمل في تلك الدار إلى أن تتم الولادة ؛ كي لا يفتضح الأمر . ثم يعودون بعد ذلك إلى ذويهم , و ممارسة حياتهم بصورة معتادة . مثلما يقال عندنا:
                          ـ يا دار ما دخلك شر ..
                          و لا يعرفون ما مصير هؤلاء الأطفال الذين تقوم الولاية بإتمام إجراءات التبني , و الانتقال إلى أولئك الذين لا ينجبون ..!! و لا مانع بالطبع عندهم من التبرع بكثير من المال لصالح تلك الدار . حتى يتسنى لها مواصلة المشوار , و تقديم تلك الرسالة النبيلة ؛ على أساس أن الغاية تبرر الوسيلة ..؟!!
                          أما الآن .. و بعد انقضاء كل تلك الأعوام . دعونا نبحث مع أحد هؤلاء الأطفال عن أبويه ؛ بعدما عرف من والديه ـ بالتبني طبعاً ـ حقيقة الأمر و إسم الدار . و كان قد انتقل إلى ولاية (فلوريدا) مع والديه . و تزوج من قرابة عام . وعلى وشك انجاب ابن . و يريد أن يعرف التاريخ الوراثي للأمراض لذويه ..!!
                          .. ذهب (كريستيان) ـ عفواً .. نسيت أن أخبركم باسم البطل حتى الآن ـ إلى (كاليفورنيا) و منها إلى تلك الدار ؛ التي لا زالت تواصل المشوار . بعد أن اتسعت دائرتها . و أصبحت الآن مبنى من عشرات الأدوار . مما يوضح ازدهار تلك البضاعة المباعة . و أنها ستظل قائمة حتى قيام الساعة . ما دام لا توجد ضوابط للخلاعة ـ بالطبع هذا رأيي أنا .. و أردت أن أقوله فقط من هنا ـ
                          أما (كريستيان) فذهب إلى أحد المسئولين عن الدار . و شرح له الموقف باختصار . فضرب الرجل أمامه على عدة أزرار . و قال له في الحال :
                          ـ كريستيان جورج سميث ..
                          نظر إليه (كريستيان) في حنق , و زفر قائلاً:
                          ـ أيوه ..!! متشكر أنا حافظ إسمي كويس .. بس أنا عاوز أعرف اسم أبويا .. و أمي الحقيقين ..؟!!
                          أجاب الرجل في اقتضاب :
                          ـ دا موضوع مش سهل يا بني .. موضوع أبوك دا ما يقدرش يجاوب عليه.. إلا أمك .. أما موضوع أمك .. للأسف مش ممكن ..!!


                          استشاط (كريستيان) غضباً , و هتف قائلاً :
                          ـ إزاي يا حضرة مش ممكن ..؟! أمال إنتم قاعدين هنا بتعملوا إيه ..؟! إنتم بس قاعدين علشان تبيعوا الأطفال ..و تقبضوا التمن ..!! ما يهمكوش تعرفوا إيه إللي هيجرى ليهم .. و إيه مصير أهاليهم ....؟! إنتم للأسف ناس ما عندكمش ضمير .. و أنا لازم أقاضيكم .. و أطالب بتعويض ميت مليون دولار .. علشان الإهمال بتاعكم .. و إنكم بتخفوا عني المعلومات ..إللي عندكم..!!
                          تلعثم الرجل قائلاً :
                          ـ طب بس إهدى حضرتك .. !! و أنا هاحاول أفهمك ..!! أنا .. أنا ما عنديش بيانات .. لإن زي ما حضرتك عارف كان قام هنا زلزال من سنوات .. و المبنى كله إتهد .. و ضاعت الملفات .. و ما قدرناش ننقذ إلا بعض الأوراق الخاصه ببيانات أسماء عمليات التبنى .. فقط لا غير .. علشان كده عرفت إسمك ..و السنه إللي إتولدت فيها.. و تاريخ انتقالك لأسرتك الجديده .. و دا كل إللي عندي من معلومات أكيده ..!!
                          نظر إليه (كريستيان) بدهشة , و قال :
                          ـ دا كل إللي عندك من معلومات أكيده ..؟!!
                          أومأ الرجل له برأسه بالإيجاب . فاستغرق (كريستيان) في التفكير ثم قال فجأة :
                          ـ يعني إنت عندك معلومات تانيه .. مش أكيده ..؟!!
                          نظر له الرجل بتعجب . و قد ظن أنه أصابه مس من الجنون . إلا أن (كريستيان) أخذ يشرح له وجهة نظره . ثم أخذا يبحثان عن أى بيانات مرتبطة بسنة ولادته . واكتشفا بالمصادفة بيان بأسماء الحالات التي وردت إلى الدار من ذلك المهرجان فقال (كريستيان) :
                          ـ أوكيه .. ودي هيه البداية ..!!
                          و يا ليته ما بدأ.. و ما كان وصل إلى النهاية ..!!

                          يتبع
                          إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
                          فتفضل(ي) هنا


                          ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

                          تعليق

                          • د .أشرف محمد كمال
                            قاص و شاعر
                            • 03-01-2010
                            • 1452

                            #28

                            (2)


                            .. أخذ (كريستيان) البيان , و ذهب إلى إدارة المعلومات المركزية في الولاية . و بدأ يبحث عن عناوين تلك الأسماء . كان معه حوالى ثمانية و ثلاثين إسماً ؛ بعد استثناء حالتين قد توفيتا أثناء الولادة , أو بعدها بقليـل ..!!
                            وقع (كريستيان) في حيرة شديدة ، فربما تكون أمه واحدة من هاتين الفتاتين ..!! لكن قلبه كان يحدثه أنها لا تزال على قيد الحياة , و سيصل إليها فى يوم مـا - ليته ما شهد ذلك اليوم أو رأته عيناه ..!! - أخذ يستثني بعض الأسماء التي عاجلتها الوفاة ؛ إما في حوادث ما , من حوادث الطرقات , أو الاغتصاب , أو الانتحار . المهم بقيت معه خمس وعشرون إسماً فهتف قائلاً :
                            ـ عظيم .. كده قطعنا خطوه.. مش بطاله ..!!
                            أخذ العناوين ؛ منهم من كانوا في نفس الولاية , و آخرين انتقلوا إلى ولاية ثانية . و بدأ (كريستيان) رحلة البحث المضنية ؛ كان يظن أنه سيعرف أمه بمجرد رؤيتها , و أنها ستضمه إلى صدرها بمجرد أن تراه . لكنه وجد الأمر غاية في الصعوبة ..!! بل وجد هناك من تنكر تلك الواقعة و تقابله بجفاء ؛ بل و طلبت له الشرطة ..!!! فهي تريد إخفاء ما كان ؛ بعدما أصبح لها الآن أبناء ,و أحفاد , و حياة أخرى . و لا تريد من يذكرها الآن بما كان ..!!
                            ..استثنى بذلك قرابة عشرة أسماء . و وجد من كنّ غاية في التعاون , و الرقة , حتى أنه أحبهن لجمالهن , و تمنى أن تكون أمه واحدة منهن ؛ إلا أنه قام ببعض الاختبارات , و التحقق من الشريط الوراثي الخاص به فلم يجده مشابه لهن . فاعتذر لهن ؛و هو في غاية الأسف . و منهن من وجدها قد أدمنت الخمر و المخدرات , فما أن وجدته حتى أخبرته أنها والدته . و تمنى من أعماق قلبه ألا تكون هي ..!! حتى انه تنفس الصعداء بعد التحاليل , و فر منها هارباً ؛ بعدما سلبته آلاف الدولارات . وأخيراً لم يتبق معه إلا خمسة أسماء . و هي أسماء من انتقلوا من الولاية إلى ولايات أخرى . فحدث نفسه قائلاً :
                            ـ هانت .. قربنا نوصل .. فات الكتير ما بقى إلا القليل ..
                            ..أخذ يتنقل من ولاية إلى ولاية . إلى أن وصل إلى ولاية (نيويورك) . بعد أن وصل بصعوبة جداً إلى مكان اسم والدته المتوقعة في تلك المدينة المزدحمة . وجدها أخيراً فى أحد تلك المراكز التجارية ؛ تدعي (جوليان آدمز) فاتصل بها , و حاول تذكرتها ؛ فهتفت (جوليان) قائلة في نشوة :
                            ـ أيوه فاكره .. و رجعت بعد كده مره تانيه للدار .. أدور على ابني .. لكن ما لقتش ملفات علشان الزلزال.. إللي كان حصل من زمان ..
                            هتف (كريستيان) فرحاً :
                            ـ يعنى إنتي عارفة إن إبنك .. كان ولد ..!!
                            أجابت (جوليان) في أسف :
                            ـ أيوه .. و كنت شلته للحظات.. قبل ما ياخدوه مني.. و أنا ميته مـن العيـاط ..
                            هتف (كريستيان) بلهفة :
                            ـ أنا عاوز أشوفك يا أمي ..
                            أدمعت عيني (جوليان) , و قالت بتأثر :
                            ـ الله .. أول مره أسمع الكلمه دي في حياتي .. إنت عارف إن ماليش ولاد ..!!
                            أسقط في يد (كريستيان) , و لم يدر ماذا يقول .. لكنه سألها بتشكك:
                            ـ طيب ليه ..؟! إنتي ما إتجوزتيش بعدها ..!!
                            أجابت , و الألم يعتصرها :
                            ـ لأ .. بالطبع كانت ليا حياتي الخاصه .. لكن رفضت من بعدها إني أحمل تاني بعد التجربه القاسية إللي عشتها في الولاده .. و دورت على إبني .. لحد ما اتنقلت من الولايه .. و شغلي أخدني من كل حاجه .. لحد ما فجأة لقتني وحيده في الخمسين من عمري.. من غير حد جنبي ..!!
                            تأثر (كريستيان) و قال في حزن :
                            ـ تسمحي لي أزورك في بيتك .. و نتكلم في الاختبارات ..؟
                            أجابته (جوليان) بلهفة:
                            ـ بكل سرور .. أنا مستنياك النهارده بالليل ..
                            و التقيا بالفعل . فأحس (كريستيان) بشعور غريب نحوها . لكنه كان يكذبه ؛ حتى يصل إلى الحقيقة , فهو لا يريد أن يصدم مرة أخرى , أو يجعل رغبته الأكيدة في العثور على أمه تغلبه ؛ و تؤثر عليه عواطفه . لذا كان اللقاء من ناحيته جافاً . أما هي فكادت أن تحتضنه . فلم تكن تتصور أنها بعد كل تلك الأعوام ؛ ستصير أماً , بل جدة . بعدما أخبرها (كريستيان) أن زوجته (إليزابيث) حامل . و بدءا في الاتفاق على مواعيد الاختبارات , في لهفة إلى الوصول إلى نتيجة التحاليل . و في أحد الاختبارات ؛ بينما كانت الممرضة تسحب عينة من دمه , رأت (جوليان) شامة حمراء أعلى كتفه . فهتفت (جوليان) في دهشة قائلة :
                            ـ أنا فاكره الوحمه دي كويس .. و فيه واحده تانيه.. موجودة في ضـهرك ..!!
                            سقطت الدموع من عيني (كريستيان) و نظر لها بذهول . ثم هز رأسه علامة الإيجـاب . و احتضنها بقوة قائلاً :
                            ـ أيوه .. أيوه يا أمي ..!!

                            و جاءت نتيجة التحاليل إيجابية ؛ لتؤكد صحة تلك النظرية ..!!


                            يتبع
                            إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
                            فتفضل(ي) هنا


                            ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

                            تعليق

                            • د .أشرف محمد كمال
                              قاص و شاعر
                              • 03-01-2010
                              • 1452

                              #29

                              (3)


                              ..قضى (كريستيان) مع أمه (جوليان) عدة أيام . أخذا فيها يتحدثان عن ذكرياتهما, فتطرق الحديث إلى ذلك المهرجان . هنا سألها بشغف:
                              ـ يا ترى يا أمي .. مكن تفتكري اسم والدي ..؟!!
                              حاولت التذكر, ثم أجابت في أسى :
                              ـ صعب جداً يا كريس يا ابني .. إنت عارف طيش الشباب .. و ده كان مهرجان للرقص .. و كان الجو حر .. و كنا بنام على شط البحر .. و بنمارس الحب كل يوم مع واحد شكل .. و صعب حتى إني أحدد اليوم إللي حصل فيه الحمل ..!!
                              أسقط في يده , و لم يدر كيف يستطيع حل هذا الأمر . لكنه قال على الفور :
                              ـ خلاص مش مهم يا أمي .. المهم إني وصلت لك ..علشان أعوضك عن كل إللي جرالك ..و تيجي تعيشي معايا .. و تشوفي حفيدك ..و أعرفك بإليزابيث مراتي ..
                              و قد كان .. و انتقلت (جوليان) مع ابنها (كريستيان) إلى ولاية (فلوريدا) و التقت بـ (إليزابيث) زوجته , و أحضرت لها هدايا للمولود الذي أوشك على الوصول . و اندمجا سوياً .
                              اتصلت (إليزابيث) بوالديها في ولاية (جورجيا) تخبرهم باقتراب موعد الولادة ؛ فأخبراها أنهم سيصلون بعد عدة أيام . في تلك الأثناء أخذت (إليزابيث) و (كريستيان) يحكيان لـ (جوليان) ذكريات أول لقاء لهما ؛عندما كانا في أحد المؤتمرات التي تقيمها شركة (كريستيان) و كانت (إليزابيث) أحدى المشاركات . و هناك أحب كل منهما الآخر . فقررا في لحظات الزواج . و كانت مفاجأة لوالدها السيناتور (ريدج مايكل) . ثم أخذا يريناها صور الزفاف . هنا صمتت (جوليان) , و نظرت إليهما بذهول قائلة :
                              ـ مش معقول .. ريدج يبقى أبوكي ..؟‍‍!!
                              نظرت إليها (إليزابيث) بتعجب قائلة :
                              ـ أيوه .. وإيه الغريب في كده ..؟!!
                              نظرت (جوليان) إلى (كريستيان) ثم صعدت إلى حجرتها فجأة . فساور (كريستيان) القلق و الخوف , و صعد إلى أمه على الفور قائلاً :
                              ـ فيه إيه يا أمي طمنيني ..!! إنتي تعرفي حمايا ..؟!
                              أجابت (جوليان) باكية :
                              ـ أيوه .. دا كان من ضمن إللي معانا في المهرجان ..!!
                              نظر إليها , و هو يكاد يغشى عليه :
                              ـ إنتي قصدك ؟!
                              أومأت برأسها , و عيناها زائغتان, قائلة بحزن :
                              ـ احتمال ..!!
                              ثم أخذت تحزم حقائبها , و قالت في يأس :
                              ـ يا ريتك ما كنت لاقيتني .. ولا جيتني ..!!
                              و تركته و مضت . أما (كريستيان) ؛ فكتم ذلك السر إلى الأبد . و لم يعد يريد أن يعرف الحقيقة من الآن ..!!
                              إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
                              فتفضل(ي) هنا


                              ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

                              تعليق

                              • د .أشرف محمد كمال
                                قاص و شاعر
                                • 03-01-2010
                                • 1452

                                #30

                                الحلقــة الحاديـة عشـر


                                الـزواج في إسرائيـل
                                (1)



                                .. الزواج في إسرائيل - نعم - أعلم أن هذه الفكرة , لن تلقى ترحيباً عند الكثيرين . كما ستحمل العديد من علامات التعجب , و الاستفهام . لكن لا جدوى من الإنكار , أو الاستنكار . فالمشكلة موجودة بالفعل ؛ برغم كل ما تحمله من قلق و خوف , وعدم ارتياح للضمير . أعني و أخص هنا بالذكر ؛ زواج المصريين من الإسرائيليات بالتحديد . فهذا الموضوع ليس بجديد . لكن يحيطه الكثير من الحزازات , والغموض , و الأسلاك الشائكة . لذا سنحاول سبر غوره , و الغوص في أعماقه , و البحث وراء أسبابه ؛ للتوصل إلى نتائجه و سلبياته . هيا بنا نلتقط أنفاسنا بعمق , قبل أن تحتبس لخطورة ذلك الأمر ..!!
                                (علي سويلم) شاب في الثلاثين من عمره من مدينة (رفح) على الحدود المصرية الإسرائيلية . يدخل إلى إسرائيل بصورة شبه يومية ؛ حيث يملك شركة سياحية تقل الأفواج السياحية الإسرائيلية إلى (سيناء) , و داخل مصر و العكس .
                                التقى ذات يوم مصادفة بـ (راشيل كوهين) ـ أو هكذا بدا له ـ فى أحد مكاتب المعابر الأمنية , و تصاريح السفر . نظرت (راشيل) إلى الأوراق التي يحملها , فابتسم (علي) لها في تودد , متملقاً إياها . فابتسمت له بخبث قائلة :
                                ـ إيجيبتو ..؟!!
                                ثم قالت بعربية ركيكة :
                                ـ مصرى .. مش كده ..؟!
                                أجابها (علي) متعجباً :
                                ـ الله !! إنتي بتتكلمي عربي ..؟!!
                                أجابته ضاحكة :
                                ـ يعني شويه .. شويه ..
                                ثم استطردت قائلة :
                                ـ أنا البابا بتاعي مصري .. و الماما إيطاليانو ..
                                قال لهامحاولاً استمالتها:
                                ـ يعني إحنا بلديات يا ستي .. يبقى تخلصيلي الشغلانه دي بدري ..علشان ألحق أرجع أجيب فوج تاني ..
                                ثم استطرد قائلاً :
                                ـ أنا أول مره أشوفك هنا .. رغم إني بقالي في الشغلانه دي.. خمس سـنين ..
                                أجابته (راشيل) بدلال :
                                ـ أنا لسه متعينه هنا جديد .. لكن كنت باشتغل قبل كده.. في الفرع الرئيسي في تل أبيب ..
                                سألها (علي) , و هو يغمز لها بعينه:
                                ـ أمال إنتي اسمك إيه ..؟
                                أجابته على الفور :
                                ـ راشيل .. راشيل كوهين ..
                                قال لها (علي) ضاحكاً :
                                ـ الله .. بنت الخواجة كوهين ..؟!!
                                تعجبت (راشيل) قائلة :
                                ـ إنت تعرفه ..؟!!
                                أجابها ضاحكاً ضحكة عالية :
                                ـ لأ ..!!
                                و انفجرا سوياً في الضحك , ثم استطردت قائلة :
                                ـ بابا مولود في شبرا .. و هاجر لإسرائيل بعد سنة سته و خمسين .. و أنا إتولدت هنا.. لكن زرت مصر كتير .. و شربت من نهر النيل زي ما بتقولوا عندكم ..
                                و نظرت إليه , و هي تضغط على شفتها السفلى ؛ قائلة :
                                ـ و باحب مصر .. و المصريين ..!!
                                .. توطدت العلاقة كثيراً ما بين (على) و (راشيل) . و التقيا كثيراً فيما بعد ؛ سواء في أوقات العمل أو في غيرها ..!! فأغرته بمفاتنها التي لا تقاوم . و مارست معه أقدم مهنة في التاريخ . فاليهود بارعين في ذلك كل البراعة ؛ منذ أيام (دليلة و شمشمون) , إلى عهد الآنسة (مونيكا) , و مدام ( أولبرايت ) ..!!
                                .. حتى وجد (على) نفسه بين يوم و ليلة , بلا حيلة . واقعاً في حبائل تلك العميلة . التي عرضت عليه ذات يوم الزواج , فوقع في حــيرة ..!! ثم أخذ يفكر , و يفكر ؛ إلى أن خطرت له الوسيلة ..!!

                                يتبع
                                إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
                                فتفضل(ي) هنا


                                ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

                                تعليق

                                يعمل...
                                X