المشاركة الأصلية بواسطة ريما منير عبد الله
مشاهدة المشاركة
المظاهرات في سورية أمر طبيعي ومطلوب أن تكون هناك مظاهرات ومعارضة ، والمعارضة تستطيع تصحيح الأخطاء ، ولا أظن أن أي وطني يعارض هذه المظاهرات ، والتدخل الخارجي أمر مرفوض وغير طبيعي ، والتدخل الخارجي لا يحل أي مشكلة بل يزيدها ، ولا أظن أن أي وطني يقبل بالتدخل الخارجي تحت أي عذر
ودور جميع السوريين والعرب يجب أن يبقى ثابتا على الإصلاح بين الناس والدعوة إلى العمل السلمي ونبذ العنف من أي كان ، ولأي سبب كان ، وعدم اللجوء إلى رفض أي طرح سياسي طالما كان تحت سقف الوطن ، وسواء كان البعض يريد أن يبقى بشار أو أن يرحل فإن الحوار الهادئ بين الناس هو الوسيلة
قال لي رجل طاعن في السن لا يكاد يبصر طريقه ( وكنت أعينه على الوصول إلى بيته بعد صلاة أحد الجمع أمام الزاوية السعدية في الميدان القديمة ) وبعد أن خرجت مظاهرة من جامع "الدقاق" القريب منها ، قال لي وأنا أحاول الحديث معه حول حالة البلد وبعد سماعه لهتافات المظاهرات الداعية إلى رحيل بشار الأسد ، "اهل المتل ما خلوا شي ما قالوه ، الله يرحمون ويرحمنا ، شو قالو ؟ ، أنا وأخي ع إبن عمي ، وأنا وإبن عمي ع الغريب ، ازا اميركا وفرانسا بدن ياه يبطل يصير رئيس ف ما رح يبطل ، هالولد أعند من أبوه ، والناس عمي ما بتفرط فيه كرمال عين اميركا ورح يصيرو بالضد بدن ياه ، هاد رئيس سورية ، بنشيلو بنحطو ماحدا أخو مراقنا ، إن شاء الله مفكرين يرجعونا خمسين سنة لورا" ، قد يبدو كلامه بسيطا ، لكنه يختزل فكرة هامة أختي ريما
الفكرة بسيطة ، هي مثل ما كان يحدث أيام زمان ، أمريكا تريد رئيس لسورية ، بسيطة ، تصنع إنقلاب ويأتي حسني الزعيم ، روسيا تريد رئيس لسورية ، بسيطة ، إنقلاب ويأتي سامي الحناوي أو أديب الشيشكلي ، ثم أبو عبدو ثم أبو غسان ثم أبو علان ، تخيلي معي 21 رئيس لسورية خلال 24 سنة ، ثم تخيلي معي الرئيس القادم لسورية وهو يجد أن واجبه أن يرحل لأن الصين لا ترضى عنه أو روسيا مزعوجة منه مثلا ، وفعليا فإن مطالبة الغرب لبشار الأسد بأن يرحل تعطي مفعولا عكسيا وتؤدي إلى رفض الناس لهذه المطالبة ، لأن الناس مهما كانت منزعجة من تصرفات الأمن والمخابرات ، فهي منزعجة من الغرب أكثر بعشرات المرات
بشار الأسد ليس أسطورة ، وليس مختلفا عن أي سوري آخر ، وليست المشكلة أن يبقى أو أن يرحل ، المشكلة هي سورية هي الهدف وتقسيمها هو الغاية ، وسترين لو لا سمح الله ونجح القتل في تفتيت وحدة الناس فكيف سيصبح الوضع في سورية ( ولو أني أظن أن ذلك صعب جدا نظرا لوعي الناس هنا ) وكيف سيمكن إعادة توحيد الوطن ، لنا درس مهم في العراق نتعلم منه ، ومهما اختلف الناس حول صدام حسين ورآه البعض عكس ما يراه البعض الآخر ، فقد دفع العراق ثمنا غاليا جدا نتيجة التدخل الغربي ، كما أن لنا في ليبيا درس مهم ، وكذلك مهما اختلف الناس حول القذافي ، فحال ليبيا لا يسر العرب مهما كان موقفهم من القذافي ، ودعينا نقيس بشار الأسد على نفس المقياس مع أن الفارق كبير جدا بين من كان ضد الغرب ومن كان مع الغرب وبين من كان مع المقاومة وضد المقاومة ، إذا كان الناس يرون بشار الأسد مجرم أو ملاك ، فكما قلت أنت ، هناك انتخابات قادمة والصناديق طريقة مناسبة حاليا لفصل الأمر بين رغبات الناس
وبالعودة إلى أهل الأمثال ، وكما قال إبن عباد "أرعى الغنم عند إبن تاشفين خير من أن أرعى الخنازير عند ألفونسو" ، ومهما كان الظلم موجودا حاليا ، فإن الظلم الذي سيأتي به أوباما سيكون أكبر ، أو كما يقول المثل البلدي "يا طالع من تحت الدلف لتحت المزراب" ، وأعدك إذا أبقى الله لنا عمرا وبعد أن تنتهي الأزمة أن لا أصوت في الإنتخابات مجلس الشعب لأي مرشح حتى أبقى محايدا ، ولكني أرفض الآن أن تستغل المظاهرات ومطالب وهموم الناس كي تقسم البلد ويتدخل الناتو بنا
أعتذر أيضا عن الإطالة أختي الكريمة وتحيتي لك
تعليق