
أهلا بك أختي الفاضلة شيماء و عساك بخير و عافية.
أرجو من الله تعالى أن يحفظ العراق و أهله و أن يمن عليهم بالأمن و اليمن و البركات.
أشكر لك ما تكرمت به من تعليق حكيم على مشاركتي السابقة و التي ما أردت من ورائها إلا إثارة الحوار عن الخاطرة هذا النوع الأدبي المتميز و الجميل لأنه يمنح لكاتبه و قارئه فرصة للسياحة في عوالم الخيال الرحبة.
إن تعبيري عن ذكورة الكتابة و أنوثتها كان تعبيرا مجازيا فقط و لم أقصد حقيقة الذكورة و الأنوثة إذ الكتابة لا جنس لها في الواقع لكن لما تطغى العاطفة على كتابة ما فإننا ننعتها بأنها أنثوية و إن صدرت من ذكر لطغيان العاطفة في المرأة عادة، المرأة كما أعرفها أنا و ليس كما مسخها العصر المتردي، كما أن الكتابة قد توصف بالذكورة و إن جاءت من أنثى فبعض كتابات النساء فيها من "الخشونة" و الغلظة كأنها نابعة من قلم فحل عنيف كأنها لفحات الجحيم كما توجد بعض الكتابات لرجال فيها من الرقة و اللطافة و الأنوثة كأنها هبّات النسيم و النماذج من هذا و ذاك متوفرة بكثرة تغني عن الانتقاء حتى هنا في "الملتقى"؛ فالقضية قضية نسبة أو طغيان أسلوب على أسلوب في نص ما و ليس قضية جنس البتة !
كما أن القضية ليست قضية صراع أو خصومة أو تنافس أو تسابق بين الجنسين، الذكوري و الأنثوي، في الخاطرة أو غيرها من الأنواع الأدبية و حتى في البحوث العلمية الأكاديمية يمكن تمييز البحث "المذكَّر" و البحث "المؤنَّث" بالقراءة المدققة الفاحصة و إحصاء القاموس اللفظي المستعمل في البحث، و القضية في نظري قضية شخصية الكاتب، أو الكاتبة، فمن كانت شخصيته تميل إلى الخشونة جاءت كتابته خشنة و إن كان امرأة و من كانت شخصيته تميل إلى اللطافة و الرقة و ... الدلع و التغنج، أو الغنج، و الدلال جاءت كتابته كذلك و إن كان رجلا ... فحلا

الخاطرة أنواع و قد تفضلتِِ بالحديث عنها في أول صفحتكِ هذه و قد جئتِ عنها من المعلومات ما يكفي لمعرفة ما هي الخاطرة بدقة و تفصيل يغني عن المزيد، و ليس هذا موضوعي الآن، لكن ما أريد قوله هو: هل يمكن معرفة ذكورة الكتابة أو أنوثتها من خلال النس ؟ و هل يعاب على نص ما أنه جاء مؤنثا و هو لرجل أو جاء مذكرا و هو لأنثى ؟ و هل يجب على الكاتب، أو الكاتبة، أن يحتفظ بجنسه في كتابته حتى لا تستفحل الأنثى و لا يتخنث الفحل

أسئلة كثيرة تدور في خاطري و نحن نتحدث عن الخاطرة و الخواطر فهل إلى الإجابة عنها من سبيل ؟ أرجو أن يشاركنا الحوار كل من يهمه الأمر، أو الموضوع، حتى نبتعد قليلا عن السياسة و منغصاتها و مصائبها و قد أتخمنا بها و مللنا الحديث عنها !
أكرر لك شكري و تقديري أختي الفاضلة شيماء كما أنني أشجعك على مواصلة الحديث في هذا الموضوع و دعوة من ترينه قد يفيدنا برأيه فيه.
تحيتي الخالصة لك و لأهلنا في العراق الشهيد الشاهد و الصابر المجاهد.
تعليق