

الثلج العابر في حقائب سفرنا السوداء...
يتعرى جحيما...
يبعثر ملابسنا المكوية بحذر...
يختمر في قنينة عطرنا محلي الصنع...
يتيه في خرائطنا التي نلون عليها...
أشهر الفنادق..
و أمر المقاهي..
و أكثر المكتبات بوحا..
يعلن تهاطله خطوة...
حتى في جواربنا المكورة على نفسها...
كصرصور منزلي..
هو الثلج الذي يختصر ...
أسماء المارين على أيامنا...
مبتوري الاماني....
و مقطوعي الشرايين ..
الحقائب كالمدن...
شوارعها تعرف المطر..
و تعرف اصابعنا التي ترتبها...
يجب ان نحترم تاريخها الماطر..
أسرارها التي جمعناها يوما..
قطع نقود..
و صور أصدقاء...
و رسائل أحبة...
و قصائد كتبناها عابري سبيل..
و لم نكن نقصد الا ...
نافذة السيارة...
يجب ان نقدر لونها القاتم..
الذي يوحي لمن نلتقيهم صدفة....
اننا على اهبة الرحيل..
و أن هذه الحقائب وحدها...
تعرف وجهتنا...
و تعرف سعر تذاكر السفر..
التي نشتريها من اكشاك غربتنا...
الثلج العابر في حقائب سفرنا..
يستفز عناقاتنا التي نودع بها...
المعاطف...
و الارصفة..
و المحلات..
و ربما القطط المتشردة...
وحده ذاك الثلج يوفي حق الحقائب..
و يدرك قدسية تتبعها لظلنا..
أينما نحل..
يسألنا عن أسمائنا..
و نخطىء الأجابة...
فيبعثر ملابسنا...
يسألنا عن أكثر الأشخاص الذين نحب..
و نخطىء الاجابة..
فيختمر في عطرنا...
يسألنا عن عناوين رسائلنا الحميمة..
و نخطىء الاجابة...
فنتيه في الخرائط....
يسألنا عن وجهة هروبنا...
و نخطىء الاجابة....
فنتعثر في جواربنا الممزقة...
أسماء دمعة المطر..
ذات مطر تهاطل على قسنطينة...بنا و علينا
تعليق