اعتقني من جنّتك ! / آسيا رحاحليه /

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جمال سبع
    أديب وكاتب
    • 07-01-2011
    • 1152

    #16
    الأستاذة آسيا ..
    الكتابة هذا الوهج المتسلط على السبابة و الإبهام ، يجعل من عاشقه سجينا بين أسوار مملكته الخاصة ، يحاول الفرار إلى عالم الواقع فيجد زوج أو زوجة في عالم آخر، قد نختلف في التصور فلكل واحد كيان منفصل بغموضه و شفافيته ، لكننا نجتمع أمام لعب و ضحكات الأطفال ، أمام جهاز التلفاز نشاهد برنامج عائلي أو مقابلة للفريق الوطني ، لحظة مرض طفلنا الصغير ، عندما ترحل الأنوار و نحكي قصة الغول و لُنجة .
    ما هي نتيجة هذا العتق من الجنة ، حتما هو الدخول في نار الشتات ، الشارع و المجتمع سيغتصب فرح التحرر- مسكينة فظلت اللهث وراء الملتقيات و الندوات بينما طفلها يلبس عفن الشوارع - قال قائل يحتسي قهوته أو امرأة في حمام المدينة .
    ستلعنك الملائكة لو خرجت و زوجك غاضب عليك ، الجنة تحت أقدام الأمهات ، فهل الجنة تحت أقدام المبدعات الكاتبات الأديبات ؟ ، أنا لست ضد الإبداع لكنني ضد اهمال هذا الكيان المقدس ، الذي سنربح به آخرتنا .
    قد تسرقنا سكين الأيام حسب المثل الشعبي المصري ، لكن بين يوم و آخر لحظات للتوقف ، لغربلة داخلنا ، قد تسقط حبات كثيرة من الحصى ، الصخور الصغيرة قاتلة بينما الجميع يصفقون .
    أستاذتي النص جاء ليعالج دموع امرأة تبحث عن الخلاص ، في زمن إختلط فيه الحطب بالنار ، المرأة .. الرجل .. المجتمع .. الطموح .. التضحية .. الندم .. الهمس القاتل .. الأصوات الداخلية .. لغة الإنطلاق و التوقف .. المفارقة .. البكاء الصامت .. النوم مع الأمل .. محاولة التملص من خيوط عنكبوت التقاليد ... أشياء جميلة و أخرى عابسة .
    استاذتي نجحت في طرح الفكرة ..
    النقاش مفتوح .
    تحياتي و تقديري لقلمك المبهر .
    عندما يسألني همسي عن الكلمات
    أعود بين السطور للظهور

    تعليق

    • آسيا رحاحليه
      أديب وكاتب
      • 08-09-2009
      • 7182

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة جمال سبع مشاهدة المشاركة
      الأستاذة آسيا ..
      الكتابة هذا الوهج المتسلط على السبابة و الإبهام ، يجعل من عاشقه سجينا بين أسوار مملكته الخاصة ، يحاول الفرار إلى عالم الواقع فيجد زوج أو زوجة في عالم آخر، قد نختلف في التصور فلكل واحد كيان منفصل بغموضه و شفافيته ، لكننا نجتمع أمام لعب و ضحكات الأطفال ، أمام جهاز التلفاز نشاهد برنامج عائلي أو مقابلة للفريق الوطني ، لحظة مرض طفلنا الصغير ، عندما ترحل الأنوار و نحكي قصة الغول و لُنجة .
      ما هي نتيجة هذا العتق من الجنة ، حتما هو الدخول في نار الشتات ، الشارع و المجتمع سيغتصب فرح التحرر- مسكينة فظلت اللهث وراء الملتقيات و الندوات بينما طفلها يلبس عفن الشوارع - قال قائل يحتسي قهوته أو امرأة في حمام المدينة .
      ستلعنك الملائكة لو خرجت و زوجك غاضب عليك ، الجنة تحت أقدام الأمهات ، فهل الجنة تحت أقدام المبدعات الكاتبات الأديبات ؟ ، أنا لست ضد الإبداع لكنني ضد اهمال هذا الكيان المقدس ، الذي سنربح به آخرتنا .
      قد تسرقنا سكين الأيام حسب المثل الشعبي المصري ، لكن بين يوم و آخر لحظات للتوقف ، لغربلة داخلنا ، قد تسقط حبات كثيرة من الحصى ، الصخور الصغيرة قاتلة بينما الجميع يصفقون .
      أستاذتي النص جاء ليعالج دموع امرأة تبحث عن الخلاص ، في زمن إختلط فيه الحطب بالنار ، المرأة .. الرجل .. المجتمع .. الطموح .. التضحية .. الندم .. الهمس القاتل .. الأصوات الداخلية .. لغة الإنطلاق و التوقف .. المفارقة .. البكاء الصامت .. النوم مع الأمل .. محاولة التملص من خيوط عنكبوت التقاليد ... أشياء جميلة و أخرى عابسة .
      استاذتي نجحت في طرح الفكرة ..
      النقاش مفتوح .
      تحياتي و تقديري لقلمك المبهر .

      ما أجمل مداخلتك أخي جمال..
      كلامك معقول و منطقي ..جدا..و سليم ..
      يضع المرأة المبدعة أمام نفسها حين يكون عليها أن تواجه الأختيارات :
      جنة البيت أم جحيم الإنطلاق ؟
      الدعة و الهدوء أم صخب الملتقيات و الندوات ؟
      السكينة و الروتين أم ومضة الإبداع و شرارة الكتابة ؟
      أنا مثلك لست مع إهمال المرأة لدورها كأم و زوجة و ربة بيت ..
      لكن الكتابة في كثير من الأحيان تفرض نفسها و تقض مضجع السّكون.
      أنا طرحت الفكرة و نحن نتناقش طبعا .
      شكرا جزيلا لك .
      تقديري و مودّتي .
      يظن الناس بي خيرا و إنّي
      لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

      تعليق

      • م. زياد صيدم
        كاتب وقاص
        • 16-05-2007
        • 3505

        #18
        ** الاديبة الراقية بتميز اسيا..
        ((...
        تدخل جارتها نعيمة ، تربطها بها علاقة جميلة . امرأة شابة و مثقفة ، اضطرت للمكوث في البيت و الإهتمام بأطفالها . زوجها يحضّر رسالة دكتوراه بينما هي دسّت شهادتها وذكاءها و أحلامها داخل صندوق حديدي ، ركنته جانبا و اكتفت بدور الكومبارس..))!


        سيكون لى تعقيب فى حوار الليلة والنقاش حول هذا القص الجميل والذى يفتح ابوابا من نقاش وجدل عميق ..


        تحايا عبقة بالرياحين
        أقدارنا لنا مكتوبة ! ومنها ما نصنعه بأيدينا ؟
        http://zsaidam.maktoobblog.com

        تعليق

        • نجاح عيسى
          أديب وكاتب
          • 08-02-2011
          • 3967

          #19
          سيدتي المبدعه ...قبل ان اتكلم عن الفكره في قصتك الرائعه ..
          سأتكلم عن هذه الحبكه المتينه ..والسرد الرائع ..اعجبني جدا
          تسلسل احداث القصه ومفردداتها ...واسلوبها العصري ..
          الفكره ايضا لاتقل اهمية ..وروعه
          انها كما يقولون ( حكاية كل يوم..) والصراع الآزليّ ...
          ولكن يا سيدتي ..انا شخصيا لا ارى ان تدخل الرجل
          وعدم تعاونه ..وغيرها من ممارسته ..هو العائق الوحيد
          امام ابداع المرأه ..صدقيني هناك عائق ..في داخلنا ..لا يفتأ
          يعلن عن وجوده في كل حين ...هو الانتماء لواجباتنا نحو البيت ونحو
          فلذات اكبادنا ..دعْكِ من النفاق الاجتماعي كما اردت ان تسميه ...
          ودعكِ من متطلبات الزوج وطلباته ...ولكن كما قلت في قصتك
          كيف تستطيعي ان تبدعي وتكتبي بتفرّغٍ تام ..وبانسلاخ عن واقعك البيتي
          وحولك طفلين او ثلاثه بحاجه لرعايه ...وتدريس ومساعده في واجباتهم المدرسيه
          او اصطحابهم للطبيب ...او لاجتماع اولياء الآمور ..او حتى لقراءة قصه قبل النوم
          او مناقشة مشكله من مشاكلهم كخصام مع صديق او معركه مع ابن الجيران ...
          انها الاسره يا سيدتي وحقها علينا سواء رضينا ام ابينا ...
          انا شخصيا ركنت اقلامي واوراقي طوال فتره دراستهم الى ما قبل الجامعه
          حييث بدأت اشعر ببعض الانعتاق وبدات امارس بعض الخلوات بين احضان
          المكتبه وملحقاتها ....وانا مطمئنه بعض الشيء على احوال الرعيه العزيزه ..
          عذرا لإطاله ....مع تمنياتي لك بالمزيد من الابداع ....

          تعليق

          • ابراهيم خالد احمد شوك
            أديب وكاتب
            • 09-01-2012
            • 534

            #20
            "حتى أنّني تراجعت في قصتي الأخيرة ، و لم أجعل البطلة تقتل الرجل مخافة أن أُسجن بتهمة القتل العمدي بالسلاح الأزرق !"

            كم من مبدع مثلك سجن بسبب إهداره اللون الأزرق على الورق ، مابين ولوج عوالم الابداع والنهوض بواجبات الحياة اليومية الروتينية ابواب مغلقة ، هل نكسرها أم نظل خلفها فى الظلام أم نجد المفتاح المناسب ، ومن ثم نمارس ابداعنا الواعى بدون اخلال بواجباتنا اليومية التى من الممكن ان نحيلها الى ابداع خلاق ،

            قصة جميلة لامست جرحنا بادوائها ،

            خروج البطلة من منزلها الى شاطئ السلام احتوى اسقاطات شتى ، هو خروج من الحبس حيث لم تتصالح نفس البطلة مع من داخل الاسوار ، والشاطئ حيث يمكننها أن تتنفس هواءاً نقياً وتجد فيه متسعاً لتنطلق فيه روحها التواقة للحرية ، وهذا يتضح فى تعبيرها:

            "رائحة الموج منعشة . تتغلغل في مسامات روحها . توقظ في نفسها شهوة البحّار للمغامرة و توق الأشرعة للريح .
            لو أنّ للحرية رائحة لكانت رائحة الموج ...دون شك !"


            انتباذها مكاناً قصياً ينقلنا الى مريم العذراء عندما ارادت أن تضع سيدنا عيسى عليهما السلام ، بطلتنا حبلى بإبداعها الذى تود له أن يأتى متفرداً ، لكن من أين أتت بهذا التفرد ، سينكر البعض عليها ذلك ، سيصفونها "بان جئت شيئاً فرياً" ، البعض يريدها كومبارس والبعض الآخرلايريد أن تفضحه كتاباتها ، تعددت أسباب الخوف والمنع واحد،

            جميل حرفك استدعى هذا التشريح الذى آمل أن يكون مبضعه رحيما

            تعليق

            • مباركة بشير أحمد
              أديبة وكاتبة
              • 17-03-2011
              • 2034

              #21
              ما أروع الأنامل التي اعتصرت من الواقع المرَ حلاوة ،
              ونسجت من من خيوطه العنكبوتية بساطا سحريا ،طاف بنا في عوالم الكلمة
              وسكب في خواطرنا أجمل المشاهد .
              كنت أتمنى أن تسعني أرض الحديث عن المرأة المبدعة ،لكن مابجوفي من حروف
              مشوشة ،قد شلَ عزيمتي واضطرني للوقوف على ربوة التأمل ،
              ربما لأن ظفر قلمك الجميل قد نكأ جرحا ، وشحنه ببضع إحساس .
              دمت أيتها الأديبة آسيا ، ودام قلمك شامخا في قمم الإبداع .
              تقديري وأسمى تحاياي.

              تعليق

              • دينا نبيل
                أديبة وناقدة
                • 03-07-2011
                • 732

                #22
                أ / آسيا رحاحلية ..

                يا له من همّ ! .. الكتابة أعني ..

                نعم إنها متنفس الروح لمن ارتضته أسير الورقة والقلم .. ولكنها أيضا همّ كبير .. بدءأ من لحظة الإبداع والتي تظل الذات المبدعة تلهث وراءها لتمسك بزمامها ، ثم تجيء المشاغل ويظل الكاتب معها بين شد وجذب لورقته وقلمه

                يشترك الرجل والمرأة في هذه النقطة ، إلا أنّ حال المرأة أشدّ .. فما إن تتزوج حتى يصير مجرد مسكها للقلم وقولها أريد أصير كاتبة جريمة في نظر أهلها قبل زوجها!

                حينما كنت صغيرة وأطالع روائع الأدب العربي للكبار .. رجال طبعا !

                كنت أسأل نفسي .. لماذا لا يوجد بنفس الكم والمهارة والتمكن بين النساء ؟! .. هل لضعف ملكاتها العقلية ! ..
                وما أن ولجت الجامعة واطلعت على الأدب الغربي بحكم الدراسة ففوجئت بكم الكاتبات الأوروبيات واللاتي لهن أسهامات قد تفوق الرجال ليس فقط في عالم الكتابة الأدبية وإنما في التنظير النقدي أيضا


                وهنا أدركت العلّة ..
                لمَ يُحكم بالوأد الفكري وقد حرّم الله تعالى الوأد للإناث ؟! .. لماذا لا يشجعها أهلها وزوجها بل ويفتخر أنه قد تزوج امرأة ذات عقل مميز قل أن يجده بين قريناتها ؟


                صدقيني أ / آسيا .. حتى في مشهد القصة الأخير .. لما تركت البطلة كل ما حولها ولجأت للبحر .. تعرفين إن حاولت الكتابة وأمسكت القلم ألف عين وعين ستتجه نحوها خاصة وهي جالسة وحيدة ! .. إحداهن جربت هذه المحاولة وهي جالسة في ساحة أكبر مكان ثقافي في مصر !

                إنها مشكلة ثقافة المجتمع .. وأتمنى أن تتغير .. لأن المرأة لا تقل شيئا عن الرجل .. ومن العيب أن تصادر حقوقها لأنها أنثى

                نص رائع سيدي .. أحسنت في طرح القضية وتيار التداعي الذي ظهر في غير موضع من النص

                أتمنى لكِ التوفيق غاليتي

                تحياتي

                تعليق

                • بيان محمد خير الدرع
                  أديب وكاتب
                  • 01-03-2010
                  • 851

                  #23
                  نعم إستاذتي المبدعة آسيا .. المشكلة فقط كوننا مجتمع شرقي .. و أعرافه و قانونه بشكل عام أن تكون المرأة هي الوقود لتبحر السفينة بسلام فالربان لا يقبل ربان آخر يشاطره إدارة الدفة .. يو جد لديه مساعد فقط .. قد نفلسف الأمر .. و أو ننكهه برشة سكر .. أو نطليه بألوان مائية لنضفي جمالا .. لكن الواقع !!
                  أنا لا أقول أن المرأة مضطهدة أو مظلومة .. ما شاء الله بعض النساء يرعبن بلد بأكملها ..
                  لكن أقصد المرأة الأديبة الشفافة الحساسة .. أكيد معيشتها ضنكة في ظل واجبات إن لم تلبيها تتهم بأبشع الصفات .. إن حاولت أن تأخذ لنفسها فسحة إنعتاق و رفرفت كفراشة ..
                  أو ستصاب بالفصام و الإزدواجية .. بين عالم الكلمة الراقية و الإبداع .. وعالم البامبرز و المكنسة و مقلاة الزيت ..
                  أستاذتي الرائعة .. أبدعت في إيصالك فكرة هي غاية في الأهمية .. و شديدة الخصوصية في العالم النفسي و الباطني للمرأة الموهوبة .. سلمت أناملك .. و دمت زخرا للقصة و الأدب
                  تقديري .. مودتي

                  تعليق

                  • فاطمة يوسف عبد الرحيم
                    أديب وكاتب
                    • 03-02-2011
                    • 413

                    #24
                    العزيزة آسيا
                    تحية حب وتقدير
                    طرح مكثف لمشكلة داخت المرأة في حل لغز دهاليزها ، وكانت في صراع مع ذاتها ، هل تحقق ذاتها أم تقوم بأسمى مهنة اختارها لها رب العزة ، المرأة ليست نصف المجتمع بل هي كل المجتمع خاصة في بناء شخصية الفرد ويأتي دور الرجل بعد بنائها، رأيي أن الأمومة أولا ثمّ أولا ثم تأتي بعد ذلك كل الأدوار وهذا هو الواقع
                    ودمت

                    تعليق

                    • عبدالمنعم حسن محمود
                      أديب وكاتب
                      • 30-06-2010
                      • 299

                      #25
                      تبنى آسيا نور بداياتها بابتهالات متباينة المنفعة وفق وفرة صورية وتصويرية هاجسها المكان ومخيلته المهدرة ..
                      شنشنة الزيت / المقلاة / الطمث / الهاتف / الرضيع /الجارة / الحفاّضات / السعال / الدروس / .. الخ
                      هل تبدو القضية قضية جمالية في المقام الأول ..؟
                      حسنا، لكي يناسب الجو الخارجي إحساس البطلة الداخلي .. جميل .. قد أترك النهاية مفتوحة ..
                      ............
                      أعلاه :
                      سياقات راهنة غير مشروطة إلا بحصاراتها التي أنتجتها ..
                      مشاهد قائمة - فرض عين - تنبثق عبر ذاكرة النص كلازمة قصصية تضيء حيز المكان وانتقالاته المرجوة ..
                      تتبلور تلك الهموم في الكلمة والكلمة تنوء بما يفجر طاقتها ..
                      يشعل المكان بشقيه – المطبخ والمتخيل - الذاكرة ونصها ..
                      هواجس يومية مزمنة تتلبس نصاً جريئاً يعيد انتاج ما هو قديم وفق مبررات جديدة..
                      نص يجر القاريء إلى حيث جغرافيته كمحاور ذكي يتمتع ببؤرة اشعاع تضخم الدلالة وتستنطقها، لا سيما أن القراءة لم تعد مسبقة بدوافع أريحية محددة أو عبر اتفاق
                      سري بين منتج النص ومتلقيه، فمثل هذه النصوص تنبض بالمواقف والإحالات وتختزن جدليتها في منطقها الخاص.
                      ............
                      في (اعتقني من جنتك) ..
                      تتبع آسيا خُطا التفاصيل في حياة تتناسل تفاصيلها يومياً بكل أشكال التكاثر ..
                      ومنذ العنوان كعتبة رئيسية للنص تتخفف الكاتبة عن العاطفة ..
                      فها هي العتبة تحمل على عاتقها توليد المعنى من نقيضه، أو ترسيخ مفهموم النقيض.. نقيض المعنى من المعنى ..
                      فللجنة تداعيات دلالية تجعل كل كائن بشري يحلم بدخولها لا سيما إن كانت مِلكية خاصة وفقاً لمفهوم العتق وليس / أطردني أو أخرجني /..
                      تكشف الصيغة التي صيغت بها العتبة اللامكان من المكان نفسه ..
                      فالجنة ليست هي بالجنة ولا العتق هو بالعتق لتقصي عبرهما الكائن بنهوضه الإيجابي المتمثل في هذا الرجاء / أعتقني /.
                      ............
                      تدخل آسيا إلى متن نصها عبر مفارقة العتبة وتنتزع حقها في السؤال من صلب ما تظنه العتبة إجابة أو جملة مفيدة - وبعض الظن جمال.
                      لـ (اعتقني من جنتك) جمالية تبني درجتها بطاقة تفجيرية ذات تناغم داخلي يتقلص كثيراً لو جاءت كلمة أخرى غير كلمة (أعتقني) .. حيث تسقط مفارقتها الصادمة
                      بارتداد التأملي فيها ..
                      ولكي تأخذ مفارقة العتبة المكانة المستحقة لابد أن يحتوي نسيج المتن على كائن غرائبي (بطل) يبرر هذا الرجاء غير المألوف ليحصل على تأشيرة ذهابه إلى ما هو
                      عكس الجنة ..
                      فهل لغة العتبة تسمي نفسها وتعني ما تقول ..؟
                      وهل هذه الثنائية الضدية (العتق/ الجنة) تشكل بؤرة تنويرية تضيء مناخ النص قبل الولوج فيه ..؟
                      وهل مثل هذه العتبات تهييء المتلقي لتوقعات درامية متوخاة في العلاقات الداخلية للنص وهي تنسج أطرها التي تضبط مسار البنية القصصية ..؟
                      ............
                      تاريخ الخطئية هو ذاكرة النص والمكان معاً ..
                      / تروي لها نعيمة حكايتها مع التفاح و كيف أنّه أصبح في عرف زوجها دعوة غير صريحة لممارسة بند الإتفاقية /
                      خطيئة من وهب للمطبخ صفة المملكة ..
                      / المطبخ مملكة المرأة !، تهزّ رأسها.تبتسم في سخرية /
                      خطيئة التيقن نفسه ..
                      (متيقّنة أنّ العالم لايزال يدور حول الـ هُوَ و الـ هي)
                      ............
                      غرابة الكائن الذي في النص يكمن في أن جنته يراها تفتقد للخيال ..
                      الخيال الذي لا يحتويه غير الورق .. والورق يحتاج لفسحة من ...!
                      هل وظف الراوي هذا الكائن بشكل طبقي ينفيه كأن فعل الكتابة يعادل فعل التفرغ .. والتفرغ بالضرورة هو مكانة اجتماعية تأمر أحدهم في كل صباح جديد ليسدد
                      نيابة عنها فواتير الحياة ..
                      ............
                      ظل كائننا أو بطلنا يعيد انتاج عوائقه بتعداد يخدم تناميه بطريقة سحرية تنحر رتابته المتوقعة باعتبار أن مثل هذه الأشياء أشياء مألوفة ..
                      هل تم ذلك في ثنايا النص لسحب القاريء إلى مناطق التعاطف أو لاتباع أثر هذه العوائق كخصم يعمل عكس تيار اللجوء إلى الورقة والقلم ..؟
                      هل الأمر يتعلق باخفاقات المكان (الجنة) ..؟
                      ............
                      نعم .. أرى :
                      أن المكان الحقيقي ذاب بفعل واحدية الفكرة ليتشكل آخر ضمني أو قل مفترض بمجرد الانتقال من واقعية المقلاة إلى فضاء الورقة والقلم ..
                      إذن النص لا يتخلي عن مركزية الفكرة اطلاقاً ..
                      فها هي في النهايات تنمو رأسياً بغرض تعميم منطقية الرجاء (أعتقني) ..
                      / نظرها ساهم في الأفق، حيث بعض النوارس البيض تمارس الحرية /
                      هل لنا أن نتساءل بأن الحلم بالعتق كان حلماً لامكانياً مؤجلاً ..؟
                      أم أنه سيظل مكانياً من نوع آخر ..؟
                      ............
                      عبر هذا النص اللامع لقاصة يتبعها البريق أينما حلت أعلن عن احترامي وتقديري وشكري لكافة الزملاء .. خاصة قدامى المحاربين.
                      التعديل الأخير تم بواسطة عبدالمنعم حسن محمود; الساعة 28-01-2012, 21:36. سبب آخر: تداخل
                      التواصل الإنساني
                      جسرٌ من فراغ .. إذا غادره الصدق


                      تعليق

                      • م.سليمان
                        مستشار في الترجمة
                        • 18-12-2010
                        • 2080

                        #26
                        ***
                        قصة رائعة حقا
                        وصف دقيق وجميل لهموم المرأة الزوجة الكاتبة.
                        ونهاية مفتوحة على فضاء الحرية الرحب،
                        على جميع الاحتمالات.
                        أسعد كثيرا كلما قرأت لك
                        القاصة المبدعة آسيا رحاحليه.
                        ***
                        sigpic

                        تعليق

                        • آسيا رحاحليه
                          أديب وكاتب
                          • 08-09-2009
                          • 7182

                          #27
                          المشاركة الأصلية بواسطة م. زياد صيدم مشاهدة المشاركة
                          ** الاديبة الراقية بتميز اسيا..
                          ((...
                          تدخل جارتها نعيمة ، تربطها بها علاقة جميلة . امرأة شابة و مثقفة ، اضطرت للمكوث في البيت و الإهتمام بأطفالها . زوجها يحضّر رسالة دكتوراه بينما هي دسّت شهادتها وذكاءها و أحلامها داخل صندوق حديدي ، ركنته جانبا و اكتفت بدور الكومبارس..))!


                          سيكون لى تعقيب فى حوار الليلة والنقاش حول هذا القص الجميل والذى يفتح ابوابا من نقاش وجدل عميق ..


                          تحايا عبقة بالرياحين
                          الأخ العزيز م. زياد صيدم ..
                          كم أشعر بالأسف لاني لم أحضر النقاش في الغرفة الصوتية
                          لأسباب و ظروف خاصة .
                          و كم أتمنى لو أعرف ماذا كان تعقيبك .
                          شكرا لك من كل قلبي .
                          شرّفتني بمرورك .
                          يظن الناس بي خيرا و إنّي
                          لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                          تعليق

                          • آسيا رحاحليه
                            أديب وكاتب
                            • 08-09-2009
                            • 7182

                            #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة نجاح عيسى مشاهدة المشاركة
                            سيدتي المبدعه ...قبل ان اتكلم عن الفكره في قصتك الرائعه ..
                            سأتكلم عن هذه الحبكه المتينه ..والسرد الرائع ..اعجبني جدا
                            تسلسل احداث القصه ومفردداتها ...واسلوبها العصري ..
                            الفكره ايضا لاتقل اهمية ..وروعه
                            انها كما يقولون ( حكاية كل يوم..) والصراع الآزليّ ...
                            ولكن يا سيدتي ..انا شخصيا لا ارى ان تدخل الرجل
                            وعدم تعاونه ..وغيرها من ممارسته ..هو العائق الوحيد
                            امام ابداع المرأه ..صدقيني هناك عائق ..في داخلنا ..لا يفتأ
                            يعلن عن وجوده في كل حين ...هو الانتماء لواجباتنا نحو البيت ونحو
                            فلذات اكبادنا ..دعْكِ من النفاق الاجتماعي كما اردت ان تسميه ...
                            ودعكِ من متطلبات الزوج وطلباته ...ولكن كما قلت في قصتك
                            كيف تستطيعي ان تبدعي وتكتبي بتفرّغٍ تام ..وبانسلاخ عن واقعك البيتي
                            وحولك طفلين او ثلاثه بحاجه لرعايه ...وتدريس ومساعده في واجباتهم المدرسيه
                            او اصطحابهم للطبيب ...او لاجتماع اولياء الآمور ..او حتى لقراءة قصه قبل النوم
                            او مناقشة مشكله من مشاكلهم كخصام مع صديق او معركه مع ابن الجيران ...
                            انها الاسره يا سيدتي وحقها علينا سواء رضينا ام ابينا ...
                            انا شخصيا ركنت اقلامي واوراقي طوال فتره دراستهم الى ما قبل الجامعه
                            حييث بدأت اشعر ببعض الانعتاق وبدات امارس بعض الخلوات بين احضان
                            المكتبه وملحقاتها ....وانا مطمئنه بعض الشيء على احوال الرعيه العزيزه ..
                            عذرا لإطاله ....مع تمنياتي لك بالمزيد من الابداع ....
                            الأخت نجاح عيسى ..
                            صاحبة القلم الواعد في دنيا القص ..
                            الحمد لله أنّ الرعية بخير ..
                            أتمنى لك الإنعتاق و التفرّغ للكتابة
                            فقلمك جميل حقا .
                            تقديري و مودّتي .
                            يظن الناس بي خيرا و إنّي
                            لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                            تعليق

                            • آسيا رحاحليه
                              أديب وكاتب
                              • 08-09-2009
                              • 7182

                              #29
                              المشاركة الأصلية بواسطة ابراهيم خالد احمد شوك مشاهدة المشاركة
                              "حتى أنّني تراجعت في قصتي الأخيرة ، و لم أجعل البطلة تقتل الرجل مخافة أن أُسجن بتهمة القتل العمدي بالسلاح الأزرق !"

                              كم من مبدع مثلك سجن بسبب إهداره اللون الأزرق على الورق ، مابين ولوج عوالم الابداع والنهوض بواجبات الحياة اليومية الروتينية ابواب مغلقة ، هل نكسرها أم نظل خلفها فى الظلام أم نجد المفتاح المناسب ، ومن ثم نمارس ابداعنا الواعى بدون اخلال بواجباتنا اليومية التى من الممكن ان نحيلها الى ابداع خلاق ،

                              قصة جميلة لامست جرحنا بادوائها ،

                              خروج البطلة من منزلها الى شاطئ السلام احتوى اسقاطات شتى ، هو خروج من الحبس حيث لم تتصالح نفس البطلة مع من داخل الاسوار ، والشاطئ حيث يمكننها أن تتنفس هواءاً نقياً وتجد فيه متسعاً لتنطلق فيه روحها التواقة للحرية ، وهذا يتضح فى تعبيرها:

                              "رائحة الموج منعشة . تتغلغل في مسامات روحها . توقظ في نفسها شهوة البحّار للمغامرة و توق الأشرعة للريح .
                              لو أنّ للحرية رائحة لكانت رائحة الموج ...دون شك !"


                              انتباذها مكاناً قصياً ينقلنا الى مريم العذراء عندما ارادت أن تضع سيدنا عيسى عليهما السلام ، بطلتنا حبلى بإبداعها الذى تود له أن يأتى متفرداً ، لكن من أين أتت بهذا التفرد ، سينكر البعض عليها ذلك ، سيصفونها "بان جئت شيئاً فرياً" ، البعض يريدها كومبارس والبعض الآخرلايريد أن تفضحه كتاباتها ، تعددت أسباب الخوف والمنع واحد،

                              جميل حرفك استدعى هذا التشريح الذى آمل أن يكون مبضعه رحيما
                              رائع مرورك هذا
                              و تعقيبك أعجبني جدا ..
                              إضافة ثرية حقا و تحليل جميل
                              و تساؤلات مشروعة و راهنة
                              نبحث لها كلنا عن أجوبة .
                              أنا من الذين يؤمنون أنّ التشريح الأدبي دائما رحيما
                              حتى لو بدا قاسيا لأننا نتعلّم منه و نرقى و نرتقي .
                              شكرا لك أخي الكريم ابراهيم خالد احمد شوك
                              أسعدتني خاصة أنها أول مرّة تصافح فيها حروفي..
                              أتمنى الا تكون هي الأخيرة .
                              مشكور و تقبّل خالص تقديري و مودّتي.
                              يظن الناس بي خيرا و إنّي
                              لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                              تعليق

                              • آسيا رحاحليه
                                أديب وكاتب
                                • 08-09-2009
                                • 7182

                                #30
                                المشاركة الأصلية بواسطة مباركة بشير أحمد مشاهدة المشاركة
                                ما أروع الأنامل التي اعتصرت من الواقع المرَ حلاوة ،
                                ونسجت من من خيوطه العنكبوتية بساطا سحريا ،طاف بنا في عوالم الكلمة
                                وسكب في خواطرنا أجمل المشاهد .
                                كنت أتمنى أن تسعني أرض الحديث عن المرأة المبدعة ،لكن مابجوفي من حروف
                                مشوشة ،قد شلَ عزيمتي واضطرني للوقوف على ربوة التأمل ،
                                ربما لأن ظفر قلمك الجميل قد نكأ جرحا ، وشحنه ببضع إحساس .
                                دمت أيتها الأديبة آسيا ، ودام قلمك شامخا في قمم الإبداع .
                                تقديري وأسمى تحاياي.
                                و كنت أتمنى أن تدلي بدلوك في الموضوع
                                أعرفك ذات فكر و رؤية و قلم مميّز..
                                أعتذر لو نكأت جرحا..
                                أعتقد هو جرح كل أنثى كاتبة و لو بدرجات متفاوتة..
                                انتظرك فربّما بدا لك أن تعودي
                                و تزرعي أرض الحديث بزهر حروفك .
                                محبّتي و تقديري.
                                يظن الناس بي خيرا و إنّي
                                لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                                تعليق

                                يعمل...
                                X