طلقة .. / دينا نبيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دينا نبيل
    أديبة وناقدة
    • 03-07-2011
    • 732

    طلقة .. / دينا نبيل

    طلقة ..

    طلقة ..
    وماءٌ يسيلُ .. من بين رجليها يبللُ المقعد ، في الأرضية بركةٌ تغمرُ قدميها ..
    ..
    طلقة ..
    ودماءٌ تنفجرُ .. بقعةٌ بنفسجيةٌ تعلو فستانها الأزرقَ ، لا تفرقُ كثيرًا عن لون شفتيها ..
    ....


    لم يرعبني منظرُها هكذا .. فقد تلقيتُ الصدمةَ كاملة أول ما أبصرتُها ! ، بالكاد أتفرَّسُها تحت وميض البرق .. هزيلةٌ تشدُّ شعرها الطويل المتهدِّل المبتل ، لا تفترُ عن طرقِ المقعد الخشبي بكفيها .. رأسُها إلى السماء ، يُرجّع صراخها صدىً يلاحقُ الرعد .. مَنْ هذه المجنونة التي تخرجُ في مثلِ هذه الساعة من تلك الليلةِ العاصفةِ ؟! .. تنتظرُ الحافلة ؟ .. وحدها ؟! .. أين زوجُها أو أحدُ ذكور عائلتها ؟! ..

    أتلفَّتُ حولي عساني أجد لها نجدةً ، لم يكنْ غيري .. نزلتُ من سيارتي ، أسندتُّها إلى كتفي وهي تسندُ أسفلَ بطنها المتكورِ المنتفخِ بيدها ، جسمُها الباردُ ينتفضُ بين ذراعيّ .. "ما أفعل ؟! .. إلى أين آخذكِ ؟!" ..


    صراخُها يوتّرُني .. أنسَاني العناوينَ والأماكن!، كلُّ المباني متشابهةٌ .. ضخمةٌ غارقةٌ في صمتٍ عجيبٍ ، يجعلها أكثرَ وحشةً من ظلِّ خلفيةٍ للوحةِ أطلالٍ مقبورة ، تستثيرُ هلعي باقتدار! .. في تلك المدينة الغريبة التي هجرها سكانها هذه الليلة فقط ، لا تتحركُ سوى سيارتي الهوجاء تدورُ في متاهةٍ ، تتعملقُ الدقائقُ ، تضغطُ أعصابي .. تنحتُها بأزميلٍ .. تتساقطُ فتاتاً بسيارتي أدهُسُه ، بينما أنا مشلولٌ على المقود!
    ..


    تتشبثُ بذراعي وتمرِّغُ وجهَها في كتفي ، تسمِّرني في مُدن فزعي التي أجتازُها بمركبتي .. أردتُ قطعَ ذلك الصراخ الجنوني بنزر حديثٍ عاقلٍ .. " من أنتِ؟ .. كيف أتصل بأهلك ؟ " .. فجأة تبتعدُ عني .. تتكئُ على النافذة وتنخرطُ في البكاء .. أنظرُها في ضوءِ السماء الكهربائي الخاطف .. مليحةٌ ملامحُها .. أجل! .. تبدو يافعةً رغم شحوبها وزُرقة شفتيها .. وقطرات المطر على الزُّجاج التي تخطّ وجهها دموعاً قاتمةً مبعثرةً ..


    أحاولُ لَملمةَ شتاتها .. " لمَ تبكين ؟ "


    تمسكُ بأسفل بطنها ترفعُه وتضمُ فخذيها بارتعادٍ .. " لا أريدُ أن ألد ! .. ليتني أحبسُه في ( عُنقي )، تنحشر رأسُه بداخلي فيختنق .. قبل أن أسمعَ صُراخه .. قبل أن أراه .. قبل أن أشتمَ جلده الورديّ ، عندما للدنيا أُطلقُه ! "

    ....

    طلقة .. طلقة ..
    يسيلُ الماء .. تنفجرُ الدماء ..
    بركةٌ في أرضية السيارة .. وبقعةٌ على الفستان ..
    وأزرارُ الفُستان على عجلٍ تفكُّها .. قد استعرَ جسدُها .. تَرْشحُ من الثنايا .. تجتاحها الرّجفات ، يعلو الصُّراخ وتمسكُ ببطنها .." لا .. لا تنزلْ !!"

    - "سننزلُ ! .. هيا ، ها هو المشفى !"

    تأبَى .. يجذبُها بكلتا يديه .. تتشبثُ بالمقعد وتصيحُ في وجهه .." دعني أموتُ هنا ! ".. يحاولُ إخراجها من السيارة وهي تسحبُ نفسَها إلى الداخل .. تجلسُ مستعرضةً لتنحشرَ في الباب ..

    تخشى عالماً سيتغيرُ فيه اسمها .. تحزرُ أن توسمَ بختمٍ لن يبارحَها ..
    حين تنفصلُ عن بناتِ جنسها اسماً ومضموناً ..
    حين تتصلُ بوليدها بذاك الحبلِ ( السِّري ) كأمٍّ عرجاء ..
    حين ترسفُ مترعةً بالألم في حجرِ أمومةٍ شوهاء ..
    ...

    كم هي عسيرةٌ إزاحتكِ ! ..
    مؤلمٌ خمشكِ إياي !
    أ تُراهم يُسرعون نحوي يخلصُونني من مخالبها المستحكمة ؟! .. يشدُّونها من ذراعيها ورجليها ليجلسُوها على كرسيٍ مدولبٍ .. يمرقون بها وسطَ سيولِ الأمطار .. العجلاتُ تنزلقُ بين طينٍ وماءٍ .. وقطراتِ دماء .. يُشظِّيني أزيزُها تحت دورانها المرتجف ..
    ....

    -- " أسرعوا !!"

    كطلقةٍ تدوّي في بهو المشفى .. على إثرها هرعَ أصحابُ المعاطف البيضاء بالنقالة ، والمرأةُ تلقي بنفسها على الأرض ، تُلوثها ببقاياها .. تتلوّى .. لا يزالُ فيها رمقُ المقاومة ! .. تحاولُ الفرار .. يلقون بأنفسهم عليها يثبتونها في الأرض كمجرمٍ رهنَ الاعتقال .. يتكالبُون عليها .. على الذبيحة ! .. كلٌّ منهم يتناولُ طرفاً .. وذاك أسفلها يطالبُها أن تفتحَ رجليها ..!


    وددتُ لو استدرت وخرجت من الباب مسرعاً.. وددتُ لو أواري وجهي بين كفي .. لكنني كنتُ أرتعدُ كلّما علا بكاؤها .. تنظرُ إليّ من بعيدٍ معاتبةً إياي .. أنا من أحضرتُها إلى هنا ، كم رجوتُ لو أرفعهم جميعاً عنها .. أن ألكمَهم خاصةً ذلك الذي يضربُها على فخذها .. لكن ..

    -- "ها هو الرأسُ ..! .. هيا .. ادفعي لأسفلَ قليلاً ! .. تنفّسي ! "


    يدُه تخرجُ من تحتها ترسمُ كفّاً من الدماء على الملاءة البيضاء .. يولّدُها .. يغتالُها .. وأنا منكمشٌ في زاوية الباب .. يرميني بين حينٍ وآخر بابتسامةٍ مواربة ٍ، أنّه قد شرُفَ على الانتهاءِ منها .. وسيسمحُ لي بالاقتراب .. لمّا يحين دَوري ! .. أنينُها يحتقنُ .. ينحبسُ في حلقي ريقاً علقماً ! .. تتصلّبُ صورتها في محجريّ، وقد بدأت نظراتُها تذوي شيئاً فشيئاً ..

    وتعودُ طلقةٌ جديدةٌ بالقفز إلى هذا الجسدِ المتفسّخ تنطُرُه ، ليطلقَ صُراخاً من جميعِ الجوانب ، فيجتمع صوتُهما في صدري يضجُّ منهما بالبكاء .. يلفّون قطعةَ لحمٍ حمراءَ في منشفةٍ كبيرةٍ يأخذونها بعيداً.. تزعقُ على أمّها .. أمّها التي غابت عيناها في ضوءِ الكشّاف المسلط عليها .. حتى .. ألقيت الملاءةُ على وجهها بلا اكتراثٍ ..


    أخذني الخدرُ .. قرفصتُ في الأرض ، لم تعد رجلاي تحملاني .. لم تعُد عيناي تبصران ، قد تزاحمت الصورُ والألوان .. وماهت بين خطواتِ الأقدام السريعة حولي هنا وهناك ، وتلك اللفافة التي دُفعت إليّ دفعاً لأخرجَ من البابِ مذهولاً مما رأيتُ ..

    في الخارج .. مطرٌ ..
    وصراخٌ منبعثٌ من تلك اللفافة أستفيقُ عليه وأنا تحت زخاتٍ من المطر ..

    أدثّرُ ذلك الوليد الذي فتحَ فاه وأداره نحو صدري ، فلا يجدُ سوى ثيابي المبتلة .. راح يلكزُني بقدميه الصغيرتين .. أين أذهبُ به ؟.. أجسّ أطرافَه .. بدأت تبردُ .. تتيبسُ .. تتمعدنُ .. أسحُّ فوقه .. عبراتي تقرعُه .. سوادٌ ثقيلٌ بلا هواء يتوسدني ، فتغمغم الأصواتُ من حولي ، لم أعد أعي ما أسمعُ سوى نشيجي المتقطع ..

    أقلّبُه من جميع الجوانب .. والآن أراه بعد أن انقشعَت الغياماتُ عن عينيّ .. أسودَ معدنيّاً .. فاتحاً فاه في وجهي بلا صوت .. أتعجّلُ مِنْ فِيه طلقةً تُخرجني من عالمي ..
    فينتظرني أن أضغطَ على زناده لينفجرَ في وجهي ! .. كانفراجةِ " أنت ابن حـــرااا ..! " من بين شفتين عابثتين .. تعيدُني في كل مرةٍ إلى حكايتي ذاتها ..
    ...
    والتي بطلتُها في كلِ مرةٍ ..
    تلك التي ألعنُها كلَ يومٍ!

  • بسمة الصيادي
    مشرفة ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3185

    #2
    مصافحة أولى عزيزتي
    كي لا يسبقني احد
    ولأقول لك :
    كم أنت رااائعة
    ولي عودة
    .
    .
    في انتظار ..هدية من السماء!!

    تعليق

    • دينا نبيل
      أديبة وناقدة
      • 03-07-2011
      • 732

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة بسمة الصيادي مشاهدة المشاركة
      مصافحة أولى عزيزتي
      كي لا يسبقني احد
      ولأقول لك :
      كم أنت رااائعة
      ولي عودة
      .
      .
      الحبيبة بسمة الصيادي ..

      مرورك جميل غاليتي .. أسعدتني مصافحتك له كونها أوّل مصافحة لموضوعي .. فلك كل التقدير

      وأنتظر عودتك كما وعدتيني ..

      تحياتي للبسمة الرائعة

      تعليق

      • آسيا رحاحليه
        أديب وكاتب
        • 08-09-2009
        • 7182

        #4
        كان الموضوع مغلقا هذا الصباح فلم أستطع التعليق .
        أدهشني النص أختي دينا..
        قدرة فائقة على الوصف ..
        اعجبتني سطور البداية و النهاية ايضا .
        حتى العنوان يحمل أكثر من معنى و دلالة .
        نص رائع فكرة و أسلوبا .
        أهنئك .
        مودّتي.
        يظن الناس بي خيرا و إنّي
        لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

        تعليق

        • رشا السيد احمد
          فنانة تشكيلية
          مشرف
          • 28-09-2010
          • 3917

          #5
          الرائعة حقا ً حقا ً دينا
          استمتعت جدا بأسلوبك الشيق
          مدخل قوي جدا للقصة حدث شيق
          تتابع بسرد جميل للغاية ووصف دقيق لكل حدث في القصة
          تابعت القصة بشغف من البداية للنهاية
          لديك حقا ً تقرأ القصة مرةوأثنتين وأكثر و لا تمل
          عالجت موضوع مهم للغاية بأسلوب فني رائع
          لتصلي للنهاية التي رجوتها لكن أظن جعلت النهاية فيها كثير من غموض تقصدته


          الغالية دينا
          استمتعت وجدا بقراءتك
          لا عدمت هذا الألق
          لروحك المبدعة شذا الياسمين .
          https://www.facebook.com/mjed.alhadad

          للوطن
          لقنديل الروح ...
          ستظلُ صوفية فرشاتي
          ترسمُ أسرارَ وجهِكَ بألوانِ الأرجوان
          بلمساتِ الشَّفقِ المسافرِ في أديم السَّماء .

          تعليق

          • د.محمد فؤاد منصور
            أديب
            • 12-04-2009
            • 431

            #6
            عزيزتي دينا نبيل
            كان أول نص أقراه هذا الصباح وكنت موفقاً في الاختيار .. سلاسة في السرد وتمكن من أدوات القص ، وحبس لأنفاس القاريء حتى نقطة النهاية .. سلم يراعك.
            مع مودتي .

            تعليق

            • دينا نبيل
              أديبة وناقدة
              • 03-07-2011
              • 732

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
              كان الموضوع مغلقا هذا الصباح فلم أستطع التعليق .
              أدهشني النص أختي دينا..
              قدرة فائقة على الوصف ..
              اعجبتني سطور البداية و النهاية ايضا .
              حتى العنوان يحمل أكثر من معنى و دلالة .
              نص رائع فكرة و أسلوبا .
              أهنئك .
              مودّتي.
              الغالية أ / آسيا رحاحلية ..

              نعم كان مغلقا لسبب فني .. والآن يعمل ..
              كم أسعدني حرصك على التعليق والمرور مجددا لكتابته .. هذا شرف عظيم لي سيدتي ..

              أشكرك على تفاعلك الجميل ..

              تقديري وتحياتي

              تعليق

              • عبير هلال
                أميرة الرومانسية
                • 23-06-2007
                • 6758

                #8
                قلتها مسبقاً وسأكررها

                قلمك رائع للغاية غاليتي دينا

                هنئياً لك به بل هنيئا لهُ بك..

                أمنياتي لك بالمزيد من الإبداع

                وما أن تصدري مجموعتك القصصية

                أتمنى أن اكون اول من تنال شرف الحصول

                على النسخة الأولى..

                مهما قلت عن قلمك فلن أفيه حقه

                محبتي لك وورودي
                sigpic

                تعليق

                • منار يوسف
                  مستشار الساخر
                  همس الأمواج
                  • 03-12-2010
                  • 4240

                  #9
                  دينا الغالية
                  قرأت العنوان فعملت مخيلتي على الفور و صرت أتسائل عن هذه الطلقة
                  ثم حسمت أمري لأعرف عنها المزيد
                  لأجدني قد اندفعت إلى هوة لم أخرج منها و إلا قد انقطعت أنفاسي
                  ما بين طلقة تدفع بنا إلى الحياة
                  و طلقة تدفع بنا خارجها
                  نعيش أحداث و محن و مفارقات
                  شعرت و أنا اقرأ قصتك أني داخلها .. أعيش أحداثها
                  كان هناك دقة و جمال في التصوير و براعة في الأسلوب و تشويق في السرد
                  كان الحدث واضحا .. لكن النهاية كانت غامضة لتفتح مجالا لتأويلات عدة
                  فالنهايات الغامضة تستنفر عقل المتلقي .. حتى تترك القصة بصمة داخله
                  فلا ينساها بمجرد أن ينتهى من قرائتها
                  بل سيراجع الأحداث مرارا في ذاكرته عله يصل إلى فهم اللغز
                  عزيزتي دينا
                  كنت رائعة حد الدهشة

                  شكرا لك دينا
                  استمتعت بما قرأت

                  تعليق

                  • ريما ريماوي
                    عضو الملتقى
                    • 07-05-2011
                    • 8501

                    #10
                    نص جميل, وصف فتاة شابة وهي في طور الطلق..
                    اصر ابنها على الوجود في الحياة رغم رفضها...

                    وماتت.. لكي يتولاه هذا السائق الذي أشفق عليها ..
                    بعد أن حملها إلى المستشفى رغما عنها...

                    يا ترى ماذا سيكون مصير هذا المقبل على الحياة...
                    سيكبر ويتحول الى طلقة في صدر ذلك السائق الذي
                    حمل امه يوما ما الى المستشفى كي تلده ويقول له
                    يا ابن الحرام ولا يدري انه هو فعلا ابن حرام...
                    من تلك المراة التي ما زال بطلنا يلعن محاولته انقاذها...

                    هكذا فهمتها ...

                    الأستاذة دينا الذهبية.. نص جميل ..

                    ومخيف في وصف تلك الولاّدة...

                    ونهايتهم جميعا ...

                    شكرا لك ويعطيك العافية...

                    تحيتي وتقديري.


                    أنين ناي
                    يبث الحنين لأصله
                    غصن مورّق صغير.

                    تعليق

                    • انيس القصاص
                      أديب وكاتب
                      • 08-02-2012
                      • 217

                      #11
                      تقطعت انفاسى ملاحقا لحروف انهمرت بحبكة وقص متمكن

                      اهنىء نفسى بقراءة هذا النص

                      دمت بود

                      تعليق

                      • دينا نبيل
                        أديبة وناقدة
                        • 03-07-2011
                        • 732

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة رشا السيد احمد مشاهدة المشاركة
                        الرائعة حقا ً حقا ً دينا
                        استمتعت جدا بأسلوبك الشيق
                        مدخل قوي جدا للقصة حدث شيق
                        تتابع بسرد جميل للغاية ووصف دقيق لكل حدث في القصة
                        تابعت القصة بشغف من البداية للنهاية
                        لديك حقا ً تقرأ القصة مرةوأثنتين وأكثر و لا تمل
                        عالجت موضوع مهم للغاية بأسلوب فني رائع
                        لتصلي للنهاية التي رجوتها لكن أظن جعلت النهاية فيها كثير من غموض تقصدته


                        الغالية دينا
                        استمتعت وجدا بقراءتك
                        لا عدمت هذا الألق
                        لروحك المبدعة شذا الياسمين .
                        الغالية رشا ..

                        أسعد دوما بطلّتك الجميلة على ما أكتب لتنثري ياسمينك الجميل في متصفحي بتفاعلك الرائع وقراءتك الجادة ..

                        شكرا لكِ على كلماتك الرقيقة .. وكما قلتِ فالموضوع مؤلم جاد حد ألم الطلقة في الرأس !

                        تقبلي مودتي وحبي

                        تحياتي

                        تعليق

                        • دينا نبيل
                          أديبة وناقدة
                          • 03-07-2011
                          • 732

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة د.محمد فؤاد منصور مشاهدة المشاركة
                          عزيزتي دينا نبيل
                          كان أول نص أقراه هذا الصباح وكنت موفقاً في الاختيار .. سلاسة في السرد وتمكن من أدوات القص ، وحبس لأنفاس القاريء حتى نقطة النهاية .. سلم يراعك.
                          مع مودتي .
                          الأديب القدير .. د / محمد فؤاد منصور ..

                          كم يشرفني مروركم المتميز بما أكتب ..
                          أشكر لك تشجيعك إياي وكلماتك الراقية ..

                          تقبل ..
                          تحياتي

                          تعليق

                          • ربيع عقب الباب
                            مستشار أدبي
                            طائر النورس
                            • 29-07-2008
                            • 25792

                            #14
                            النص جميل جدا .. جدا
                            و متواتر
                            و اللغة كانت مدهشة
                            و الإحساس كان عاليا
                            و التفاصيل كلها كانت تبني للحالة
                            و لم يجفل منك حرف واحد ، أو يشذ
                            و الرؤية كانت في حالة الصراعية ما بين هذه و الولادة
                            فهل كانت تتحسس جريمة في ولادتها ؟
                            و لذا ما كانت تحب أن تكون
                            و كانت تتمنى ، بل تصر على قتلها في مهدها ؟
                            ربما
                            لأنها الام التي هي بؤرة الحدث
                            بل هي رحمه الذي تربى فيه

                            لننظر هنا إلي الرؤية الت كانت الأكثر غموضا في العمل
                            و التي كانت الرد الطبيعي لمحاولات الام و صراعتيها مع الولادة
                            أدثّرُ ذلك الوليد الذي فتحَ فاه وأداره نحو صدري ، فلا يجدُ سوى ثيابي المبتلة .. راح يلكزُني بقدميه الصغيرتين .. أين أذهبُ به ؟.. أجسّ أطرافَه .. بدأت تبردُ .. تتيبسُ .. تتمعدنُ .. أسحُّ فوقه .. عبراتي تقرعُه .. سوادٌ ثقيلٌ بلا هواء يتوسدني ، فتغمغم الأصواتُ من حولي ، لم أعد أعي ما أسمعُ سوى نشيجي المتقطع ..

                            أقلّبُه من جميع الجوانب .. والآن أراه بعد أن انقشعَت الغياماتُ عن عينيّ .. أسودَ معدنيّاً .. فاتحاً فاه في وجهي بلا صوت .. أتعجّلُ مِنْ فِيه طلقةً تُخرجني من عالمي ..
                            فينتظرني أن أضغطَ على زناده لينفجرَ في وجهي ! .. كانفراجةِ " أنت ابن حـــرااا ..! " من بين شفتين عابثتين .. تعيدُني في كل مرةٍ إلى حكايتي ذاتها ..
                            ...
                            والتي بطلتُها في كلِ مرةٍ ..
                            تلك التي ألعنُها كلَ يومٍ!\
                            ربما هنا توقفت كثيرا
                            و أعدت القراءة لأن الأمر هنا بدا أكثر فنتازية
                            و إن تلمس الواقع و دب على أرضه بقدم ثابتة
                            ليقدم رؤية مجردة و ربما اكثر جنونا و سحرا
                            كأن يكون وليدا بذيل مثلا
                            أو ليدا لا يمت لعالم البشر في شىء
                            و ربما إلي الآن أنا في حاجة إلي قراءة ثانية لأرى أكثر و أكثر !

                            كنت قاصة مبدعة
                            فشكرا لك

                            تقديري و احترامي

                            sigpic

                            تعليق

                            • صالح صلاح سلمي
                              أديب وكاتب
                              • 12-03-2011
                              • 563

                              #15
                              جميل ها النص.. أنت صعبة المراس في القص.. أستاذة دينا. هل كنت تعضين على شفتيك وانت تكتبين. حتى لاينفلت حرف في غير محله. رأيت هنا الكاميرا ديجتال ببؤرتين.. غطت بزوايا محسوبة ودمجت فكرتين في مشهدية عالية. حد الإبهار.؛ رأيت حتى نور الشريف في سواق الأتوبيس رأيته... ونساء آخر الليل .. والطلقة محور العدسة وهدفها وروح القصة؛ لم أراها فحسب بل كنت معها.. تلك المرأة البائسة وذاك الوليد.. أهنئك أستاذة دينا.. شكرا لك.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X